اخر الروايات

رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الرابع 4 بقلم امينة محمد

رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الرابع 4 بقلم امينة محمد




رواية - فتاة ذوبتني عشقاً - 
الجزء الرابع 

+



                    
‏منذ أن جمعتني الأيام بك وأنا أدرك تماماً كيف يستطيع الإنسان أن يكون دواءً للروح. 

+



                    
** شهقت حنين بصدمة قائلة ( خبطتي مين يا قمر .. مين دا الي هيموتتت انطقي ) لتقل قمر بصوت خائف يرتجف ( ج.جوزي ) لم تتحمل حنين تلك الكلمات ووقفت امام قمر بصدمة .. هاهي تتلقي صدمة وراء الأخري من بائسة المنظر قمر امامها .. نظرت لها قمر بنظرات مؤلمة .. خائفة .. تائهه .. بينما حنين تبادلها بنظرات مُصدمة .. مُتسألة .. وأيضاً خائفة علي حال صديقتها .. ابعدت قمر نظرها لباب الغرفة واتجهت إليه تغلقه وجلست تنظر لحنين التي جلست امامها قائلة بصوت مختنق نادم ( فاكرة ادهم .. انا قولتلكو اني سيبتو ومعنتش هكلمه .. بس انا انا رجعت كلمته .. وهو قالي نتجوز عرفي ) ابعدت نظرها عن حنين التي خرجت منها شهقة مصدومة لتكمل قمر بصوت خافت ( وانا بصراحة شوفت انها طريقة مناسبة عشان سليم وماما يوافقوا اني اتجوزه ) ارتجف جسدها بخوف واغمضت عينيها بألم قائلة ( بس ... بس هو طلع شهواني .. كان .... كان من البداية عايز انه يقرب مني وبس .. وكان عايز يقرب مني بس انا كنت رافضة لحد ما نتجوز قدام الكل علني والنهاردة كان عايز بالغصب فأنا عشان ادافع عن نفسي ضربته في راسه ) اجهشت بالبكاء وهي تكمل بصوت متلبك ( انا خايفة اوي يا حنين .. انا واقعه في مصيبة كبيرة ) لم يكن هنا اي ردة فعل من حنين سوى انها تتلقي صعقة وراء الأخري وتحاول تحمل وموازنة ما تقوله قمر .. كانت عينيها مفتوحتين بصدمة ، وفمها مفتوح قليلاً هو الاخر .. بينما ملامح وجهها ثابتة .. لا يظهر عليها اي انفعال سوى ملامح هادئة من الصدمة .. تحاول إخراج الكلام لمواساة صديقتها او حتي لتجد حلاً لتلك المصيبة التي وقعت بها قمر .. ولكن عقلها وقف عن التفكير .. حتي انه وقف عن الاستيعاب !!! 

+



                    
..........................................................................................................................................................................................

+



                    
** كان يقود الي المنزل الذي تسكن به .. وهو يفكر في اختراع اي حديث بينهم حتي قال قاطعا ذلك الصمت بينهم ( انا عايز اعرف قصتك كلها يافرح واي الي حصل معاكم ) نظرت له بملامح هادئة ثم خرجت منها تنهيدة قائلة ( دي قصة طويلة اوي يابيه .. بس حاضر في الوقت الي تحبه هحكيلك عليها ) وضع يديه علي ذقنه بتفكير بذلك الوقت المناسب ليقول أخيراً ( تمام بكرا يافرح تحكيلي ) هزت رأسها موافقة علي كلامه ( حاضر حاضر ياباشا ) اكمل قيادته دون كلمة اخري ووصل بها الي البناية التي تسكن بها .. ترجل من سيارته معها واخرج حقيبة سفر ووضعها بجانب فرح ( فرح .. دي شوية هدوم لحد ما تقبضي وتقدري تجيبي هدوم ليكي ولعيلتك ) ابتسم بحنو في آخر كلامه لتهز رأسها نافية ( لا يابيه مقدرش اقبلها دا كتير اوي .. وانت عملت معانا كتير كفاية انك مقعدنا في شقتك ) اقترب منها بملامح ثابتة وامسك يديها ووضعها علي مقبض الحقيبة قائلا ( خدي الهدوم واطلعي يا فرح يلا .. ) كان يوجد في كلامه نبرة الأمر لتهز رأسها في حرج مخفضة بصرها للأرض ممسكة الحقيبة لتقول بصوت خافت ( حاضر يابيه .. كتر خيرك ) حملت الحقيبة واتجهت الي المنزل بينما هو ظل يراقبها حتي شعر انها وصلت الشقة ليذهب هو أيضاً لمنزله .. يزيل ذلك الهم من رأسه ويرتاح قليلا 
.......................................................................................................................................................................................

                
** كانت تربت بحنان علي شعر قمر النائمة .. ورأسها علي قدميها .. تشهق قمر كل ثانتين من الوجع والخوف .... بينما حنين تفكر فيما سيحدث وكيف سيحلان تلك المصيبة .. شاردة .. مازالت غير مستوعبة .. اخاها المسكين الذي يهوى تلك الفتاة .. بل يعشق التراب الذي تمشي عليه .. ويتمني ان تكون له في يوم من الايام .. هي لم تكن تحبه يوماً .... تنهدت بحزن وامسكت هاتفها تُراسل اخاها ( انا هبات النهاردة مع قمر ) انتظرته حتي يجيب وبعد لحظات اجاب بالفعل ( ليه هي قمر فيها حاجة ؟ هي كويسة صح ) اغمضت حنين عينيها متألمة علي لهفته تلك .. ثم فتحتهما وارسلت له ( اه ياحبيبي كويسة بس هي وحشاني وكدا ف هفضل معاها الليلة دي .. وبكرا نتقابل الصبح توديني المشتل ) اغلقت هاتفها ووضعته جانباً لتأتيها رسالة اخري رأتها من الخارج من فارس ( ماشي ياقلبي ) رأت الرسالة ثم وجهت نظرها لقمر لتقول بعد تنهيدة ( قمر .. ممكن تصحي عشان نكلم شوية ) اجابتها الأخري بصوت مختنق باكي ( مش قادرة اكلم .... عشان خاطري سيبيني دلوقتي ) ولم يكن من حنين سوى الموافقة متألمة لحال صديقتها !!

+



......................................................................................................................................................................
** اشرقت الشمس .. ونشرت اشعتها في كل مكان .. أشعة علي البعض بأمل مشرق وعلي البعض الاخر بوجع مؤلم .... 

+



كانا يجلسان سويا في حديقة منزله .. بينما هي تفرك يديها ببعضهما بتوتر ونظرها في الارض مُتحدثة ( انا واهلي بقالنا اربع سنين في الشارع .. انا اهل امي ناس صعايدة وكانوا عايشين بعادات وتقاليد كدا خاصة بيهم .. امي في يوم سافرت مع قريبتها القاهرة عشان يشتروا هدوم وهناك ابويا شافها واتعرف عليها .. وراح بيتها عشان يتقدملها بس اهل امي موافقوش عشان هو من المدينة وان اهل المدينة دول يعني يباشا لموأخذة هما مش كويسين وكدا .. دي كان اعتقادهم .. بس انا امي كانت موافقة انها تتجوز ابويا وسابت البيت ومشيت مع ابويا واتجوزوا فعلا .. وانا بابا الله يرحمه كان عايش مع عيلة متكونه من امه وابوه واخته وكان عنده اخين .. كان هو اكبرهم ...وهما كانوا ناس معروفة في البلد يعني وكدا فأهل ابويا موافقوش علي امي عشان بالنسبالهم دي واحده خاينة لاهلها وغدرت بيهم عشان تتجوز واحد غني ومعاه فلوس وبس .. فضلت امي عايشة معاهم في ذل واهانه .. لحد ما حملت فيا فقرر ابويا انهم يعيشوا في بيت لوحدهم .. وبالفعل حصل كدا وكانو مبسوطين وجيت انا وكريم وحور .. بعد ما حور اتولدت بست سنين والدي اتوفي في حادثة .. ومات في ساعتها ... اخواته لما عرفوا انه كاتب لامي حاجات كتير اتهبله وجم البيت هددوها عشان توقع علي الحاجات الي كاتبها ليهم وفعلا امي وقعت خوف علينا ... ولما رفعت عليهم قضية وخسرتها طردونا من البيت .. مكناش عارفين نعمل اي وامي مكنش معاها فلوس تكفينا طول العمر ولا حتي تشتري بيت يسترنا .. ومقدرتش ترجع بينا لاهلها .. ومن ساعتها واحنا بنترمي في الشوارع لحد ما انت ظهرتلنا ياباشا ) كان ينظر لها مُتأثرا مما عاشوه هي واهلها .. تنهد بحزن ثم نظر لها ( ربنا بيعوضكم يافرح ) هزت رأسها بابتسامة راضية ( الحمدلله يا باشا الحمدلله ) اكمل مسايرا اياها في الحديث ( طب وانتو يا فرح يعني مشفتوش حوليكوا الي بيتاجر في المخدرات ولا بيسرق وكدا محاولتوش تعملوا حاجة زي كدا ؟) نظرت له ببعض القلق وهي تهز رأسها ( لا والله ياباشا ما حصل .. انا يعني لو عشان يوم ما اتهجمت عالصيدلي كان عشان ا...) لم تكمل كلامها لانه قاطعها قائلا ( انا عارف .. بس انتي مالك قلقتي كدا ليه ؟) هزت رأسها بنفي وتنظر في عينيه قائلة ( مش قلقت ولا حاجة ياباشا والله بس بقولك يعني ) نظر إليها قليلا يتطلع ملامحها البريئة التي تنفي انها ليست بتلك الطريقة ابدا .. هز رأسه يبعد تلك الافكار عنها وهو يقف مكانه قائلا ( ماشي ياست فرح .. قومي شوفي بقا شغلك وانا ماشي علي شغلي .. ياكش يارب الي في بالي يطلع غلط ) رفعت رأسها تتطلع عليه ببعض الاستغراب وبعض الخوف قائلة ( اي الي في بالك يابيه ؟) وضع نظارته الشمسية وابتسم ابتسامة هادئة ( متاخديش في بالك ) ثم اعطاها ظهره وغادر ....................................................................................................................................................................

+






تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close