رواية لا تخافي عزيزتي الفصل الرابع 4 بقلم مريم الشهاوي
طرق احدهم على باب غرفتها وكانت الخادمة نهضت يارا من الفِراش بصعوبة... لا تقدر على الوقوف وتحاول المشي بتوازن مسحت دموعها وفتحت الباب
قالت يارا بفتور/قوليلهم تعبانة
كانت ستغلق الباب ولكن سمعت صوت عمر /لا تعبانة اي.... دا انا جاي اخدك عشان اخرجك م المود الي انت فيه... طنط رحاب بتقول ان نفسيتك متدمرة وانا جاي اشحنهالك
عندما رأته امامها لم تفكر بشيء سوا ان تضمه... تحتاج حنيته بادلها عمر وضمها لصدره اكثر /يلا بسرعي اجهزي
ادخلها الغرفة واغلق الباب بعد ان غمز لها بمشاكسه ثم نزل للأسفل وقابل مصطفى
عمر/مصطفى
التفت اليه ورحب به ثم سأله عمر/يارا مش طبيعية
ضم مصطفى شفتاه بحزن/ايوا لاحظت كدا... بس ان شاء الله تفرفش لما تخرج وكدا
عمر/بفكر اخدها لعلا اختي تقعد معاها يومين... عاوز استأذن طنط رحاب
ظهرت رحاب من خلفهم /اهلا عمر يا حبيبي عامل اي وازي علا ووالدتك عامله اي
ابتسم عمر/كلنا كويسين يا طنط والله وماما بتسلم على حضرتك
رحاب/الله يسلمها...كويس انك اتصلت بيا لما لقيت موبايل يارا مقفول معلش هي متضايقة شوية زي ما قولتلك وبنحاول نخرج منها الكلام بالعافية
عمر/اه... امبارح لما كانت معايا وروحنا للعيادة سوا واما خرجت منها مكنتش في احسن حال انا خايف تكون اكتشفت عندها حاجه وحشة بعيد الشر ومخبية علينا دا الي مسببلها القلق
اتسعت عيني مصطفى ورحاب وقالا في نفس الوقت/عيادة!
نزلت يارا وسمعت حديث عمر معهم وتوترت ثم قالت /عمر انا جاهزة
نظرت اليها رحاب باستفهام قائلة /عيادة اي الي روحتيها يا يارا؟
تلعثمت يارا في الحديث وردت محاولة ان تخفي شئ/تعبت كذا مرة في الكلية فقولت اروح اتطمن على نفسي مفيش حاجة يا ماما
نظرت لعمر وظهر عليها القلق فشعر عمر بأنها بالتأكيد تخفي شيء!
ابتسمت يارا لعمر وقالت/يلا بينا
مصطفى/لو حبيتي تقعدي مع علا شوية مفيش مشكلة انت بتتبسطي معاها
اومأت يارا برأسها وهي مبتسمة ورحاب تنظر اليها والشكوك تتعمق اكثر بداخلها
عانقها مصطفى وهمس في اذنيها /يارا لو مخبية حاجه قوليلي عشان لو الموضوع كبير نلحقه في اوله
ابتعد عنها وابتسمت له يارا بتوتر وكان هناك عرق على جبينها فأسرعت بالرحيل قبل ان تنكشف /يلا مع السلامه
ذهبت مع عمر وركبا السيارة تنهدت بضيق ثم القت اللوم على عمر قائلة~انت ليه تقولهم اني روحت العيادة امبارح يا عمر
صمت عمر وتحرك بالسيارة وكانت يارا تتحدث معه لكنه لا يجيبها وقفا بالسيارة في منطقة هادئة نوعًا ما خالية من البشر ثم نزل عمر من السيارة وفتح باب السيارة تجاه يارا
امسكها من ذراعِها وانزلها من السيارة وعلامات الغضب ظاهرة عليه
ابلعت يارا ريقها في توتر وقالت~عمر احنا ليه جينا هنا
اقترب منها وظلت يارا تبتعد وهو يقترب اكثر
تحدثت معه بصوت ينتابه البكاء/عمر.... خليني امشي.. ارجوك
تكلم عمر بنبره غضب ممزوجة بالحزن~لا يارا مش هتمشي الا لما تقوليلي مالك.... انا واثق ان فيه حاجه وانت مخبياها.... يارا ريحيني وقوليلي مالك.... عشان مش همشي الا لما اعرف...
تجمعت الدموع في عينيها ونظرت له نظرة منكسرة كانت تخشى من اخباره بحبها والآن تخشى اخباره بأنها حامل!
دمعة سالت على خدّها ورآها عمر لا يعلم لما اصابه نغزة شديدة بقلبه عندما رآي دمعتها مسح تلك الدمعة بأصابعه ووضع يديه الاثنين حول وجهها ونظر اليها بوجع قائلًا
/يارا ارجوكي اتكلمي.. انا اول مرة اشوفك كده في اي يارا قوليلي مالك وانا هساعدك صدقيني احنا صحاب بقالنا سنين وفاهمين بعض كويس صارحيني ومتخبيش عليا
ظلت صامته حتى تكلم عمر /كفاية تدمير في نفسك... حرام عليكي الي بتعمليه فيها دا...مفيش حاجة تستاهل انك تعملي في نفسك كدا
نظرت اليه والدموع تملأ عينيها وقالت /صدقني انا كويسة.... انا بس تعبانه شوية وعاوزة اروح
ابعدت يداه عن وجهها وذهبت من امامه ولكنه امسك بيديها واعادها امامه مرة اخرى /بلاش تعاني لوحدك.... ممكن تتكئي عليا في مشاكلك... مانا ياما قولتلك على مشاكل كتير في حياتي وتقاسمنا الحزن سوا... انت دلوقتي انانية احنا اتعودنا مفيش حد يزعل لوحده مش كده؟
نظرت لبعيد ودموعها محبوسه وتتكلم بصعوبة/يا عمر الموضوع مش بسيط زي مانت فاكر
اجابها بهدوء/ايًا كان اي... كوني متأكده اني هحاول اساعدك فيه... وياستي لو.. دا لو معرفتش اتصرف هنفكر انا وانت في حل ومحدش في الدنيا دي هيعرف السر دا... ياما اسرار بينا محدش يعرفها الا انا وانت صح ولا لا
امالت برأسها للأسفل بتعب وزفرت بضيق
امسك عمر بذقنها ورفع رأسها للأعلى ونظر بعينيها/متميليش راسك بالمنظر دا يا اميرة... كدا تاجك هيقع
تفتحت ازهار قلبها بهذه الجملة يعلم عمر تماماً كيف يسقى زهور قلبها ابتسمت وملأت الدموع عينيها
اخذها عمر الي صدره وعانقها وهو يمسح على رأسها بحب قائلاً/متحبسيش دموعك.... عيطي يا يارا محدش هنا شايفك ولا انا كمان... عيطي خرجي الي جواكي لكن متحبسيش دموعك وتكتمي جواكي
وكأن معه مفاتيح سجن دموعها واطلق سراحهم بكت بقهر وشهقاتها تعالت تحول البكاء الي صراخ وهي تردد/انا في مصيبة
امتلأت عيني عمر بالدموع من حالتها وصوتها المنكسر ظل يمسح على رأسها ويحاول تهدأتها/باااس.... مفيش حاجه مستاهلة وربي.... احكيلي اي المشكله ونحلها سوا
صرخت بوجع ونطقت بكلمتين اوقفا نبض عمر لثوانٍ وكانوا~انا حامل
انهت هدير عملها في السوق وذهبت لوظيفتها الآخرى وهي العمل في متجر طلبات منزلية وسمعت صوت رنين هاتفها اخرجت هاتفها البسيط ونظرت الي رقم المتصل وتغيرت تعابير وجهها للحزن واخذت نفساً عميقاً ثم اجابت على الهاتف
/الو... ازي حضرتك يا استاذ فريد يارب تكون بخير
تكلم فريد بصوت عالٍ معبرًا عن غضبه/وهيجي الخير منين يا هدير.... قولتيلي اصبر عليا في الايجار اول الشهر قولت ماشي بنت غلبانه ومعاها طفلين وادينا خلصنا الشهر اهو وكدا بقوا شهرين عليكي... وانت عاملالي فيها عبيطة ومستغلة طيبتي معاكي بس الظاهر ان الطيبه مبتنفعش مع الي زيك
اغمضت عينيها بإنكسار /حاضر هخلص شغلي واعدي على حضرتك اديك ايجار شهرين وحقك عليا يا استاذ فريد حضرتك عارف ظروفي وربنا يفك كروبنا
اغلقت معه وقلبها موجوع لا تعلم من اين ستأتي بكل هذا المال؟ واليوم!
نفسها لم تسمح بأن تسمع إهانات أخرى منه فتسرعت بقرارها بأنها ستعطيه ماله اليوم..
بعد ان انهت عملها في المتجر ذهبت لصاحب المتجر وهي تتجنب دائمًا الإلتقاء به ولكن ما باليد حيلة..
نظر اليها صاحب المتجر بشهوانية كما يفعل دائمًا ويفحص جسدها بعينيه جيداً كادت عينيه ان تمزق ثيابها من كثرة التحديق بهما
لم تكن هدير ترتدي ثيابًا كاشفة لشكل جسمها كانت مرتدية عبائة سوداء و واضغة غطاء على رأسها وهذا ما كان يثير فضول صاحب المتجر ويثير عقله ويفكر بما تحت تلك الثياب؟

نظرت اليه هدير بإشمئزاز وتكلمت بخجل وهي تنظر للأسفل/ازي حضرتك يا استاذ وليد
ابتسم صاحب المتجر"وليد"/اهلا اهلا يا هدير... اؤمريني
هدير/الأمر لله وحده انا كنت عايزه اطلب من حضرتك بس مرتب شهرين الشهر دا والي بعده مقدمًا لاني مزنوقة في شوية فلوس انا آسفة بجد بس للأسف معنديش حل تاني ومفيش حد اعرفه ممكن يساعدني في المبلغ دا
نهض من جلسته وذهب نحوها ينظر إليها والي كل تفصيلة في جسمها /عايزة كام؟
تلعثمت هدير في الحديث وهي تحاول تغطية اي جزء من جسمها وتشمئز من نظراته المقرفة /عايزة مرتب الشهر دا والشهر الي بعديه انا آسفة اني بطلب طلب زي دا بس...
قاطعها وليد/مفيش بينا الكلام دا يا هدير... احنا اهل برضو... عايزة كام قولي الرقم وانا هديهولك
هدير/الفين
ابتسم وليد واخرج محفظته وكان بها الكثير من المال اخرج المال واعطاه لها في يديها/خدي كإنك استلفتيهم مني وهتاخدي مرتبك زي ما هو وانت سدديهم زي ما تحبي ولو عوزتي اي حاجه تانية قوليلي انت تؤمر يا جميل لو طلبت عينيا اديهالك يا قمر
كانت تريد صفعه ولكنها مُجبرة على تحمل كلماته المقرفة اخذت المال وشكرته وهمت بالرحيل والعودة الي منزلها
كانت تسير في طريقها للمنزل حتى لاحظت ظل ورائها التفتت ووجدت وليد كان يدخن ويبتسم إليها... حين رأته اصابها القلق اقترب منها وهو يشعر بقلقها وهذا ما أسعده
اعطاها كيسًا به بعض الطعام/خدي
نظرت هدير الي الكيس بإستفهام/اي دا؟
وليد/دول شوية اكل ليكي ولاخواتك... مهو برضو الجسم الصاروخ دا محتاج يتغذى ولا اي؟؟
اتسعت عينيها من جملته كيف له ان يتحدث معها بهذه اللهجة الوقحة تكلمت بغضب و هي تحاول السيطرة على غضبها /استاذ وليد الزم حدودك معايا والا...
اقترب منها /والا اي... ها...
تكلمت بنبرة تهديد/هصوت وهلم عليك الشارع كله
ضحك وليد بسخرية/الطريق دا مفيهوش حد نهائي وانت دايما بتمشي منه عشان بيختصر عليكي المسافة وبتروحي اسرع فمفيش حد هيسمعك يا قمورة... تعالي نتفق... اي رأيك في ليلة وبالمبلغ الي تحبيه
كم هو حقير!
بصقت لعابها في وجهه بإهانة وذهبت من امامه تسرع في خطوتها
صُدم وليد من حركتها تلك واثارت غضبه.. مسح لُعابعها من على وجهه بثيابه و ركض ورائها متوعدًا وامسكها من ذراعِها بقوة/بقا دي كلمة شكرا على الفلوس الي اخدتيها
صرخت هدير بوجهه/اوعااا... سيبني يا حيوان
همس وليد بجانب اذنيها /مهو لازم تشكريني بالطريقة الي تعجبني
لمس ذراعيها بشهوة ونظر الي شفتاها /انت محتاجه الي يقدرك... انت كنز يا هدير... تعالي معايا وانا اخليكي ملكة بدل مانت متبهدلة في تلت وظايف كدا... هتتبسطي صدقيني.. لازم بنت جميلة زيك تتقدر
حاولت الفرار منه لكنه كان اقوى منها ومتحكم بحركتها صرخت هدير بصوتٍ عالٍ وهي تستنجد بأحد وظل وليد يقربها الي جسده ويحاول تقبيلها
دموعها سالت على وجنتيها وتحاول ابعاده
وفجأة ظهر شخص من وراء وليد وضربه على رأسه بخشبة
ترك وليد هدير وصرخ بوجع وهو يضع يده على رأسه ثم نظر خلفه ووجد مصطفى الذي كان ظاهر عليه الخوف لانه لم يتشاكل مع احد من قبل تكلم بتلعثم/لو.. لو قربت منها تاني... مش هتشوف خير ابدا... ابعد عنها وسيبها
نظر له وليد بغضب ثم ضربه بوجهه بيديه وركله بقدمه نحو بطنه وقع مصطفى ارضاً بتألم وحاول النهوض ولكن لم يستطع وكان ينظر لهدير التي تقف بخوف وتنظر اليه ولا تعلم ماذا تفعل؟
امسك وليد بالخشبة التي وقعت من يد مصطفى حين وقع وظل يضربه بها بغضب ومصطفى يتأوه من شدة الألم.
ركضت هدير بسرعة وتركته ونظر لها مصطفى من بعيد وهو يتألم ولكنه اتطمأن عليها هي بخير الآن انا لا اهمني.. هدير بخير وهذا يكفي.
ذهب يزن مع والده عبد الله لمنزل شريف ليتحاوروا في امور العمل
رحب بهما شريف وجلسا على الأريكة ويزن يبحث بعينيه في كل مكان بالبيت يريد ان يراها ولكن أسيل لم تظهر.
تحدث شريف اليهم/رحاب برا مع صحابها والاولاد مش في البيت قولت احسن فرصة اننا نتناقش بدون ازعاج ونرتب امورنا في المشروع الجديد خاصةً ان محدش يعرف عنه شيء غيرنا
اهتم يزن لحديثه وقال بعفوية/وبنت حضرتك مش في البيت برضو... اقصد اسيل
نظر له عبد الله بإستعجاب من سؤاله.. منذ متى ويزن يهتم بفتاة؟
اجابه شريف /لا اسيل في البيت... مبتحبش تخرج زي ما قولتلك عازلة نفسها ونادرًا ما بتطلع من اوضتها حتى مبتتجمعش معانا علسفرة ساعت الأكل
تنهد يزن بإرتياح وصوت ضحكة طفل صغير بداخله بأن خطته تسير بنجاح.
كان يحاول التركيز معهم بما يقولونه عن العمل ولكن باله منشغل بها كالعادة
نهض من جلسته وذهب للمرحاض وكان يفكر كيف سيراها ويتحدث معها؟
فكر يا يزن فكر فإنها الفرصة الوحيدة للتحدث معها ويجب استغلالها جيداً.
يصعد للأعلى الي غرفتها؟ لا لا إن رآه احد ماذا سيقول او ما المبرر لصعوده الي غرفتها؟
ولكنني اريد التحدث معها لقد مللت من هذه الدوامه جميع فرصه بالتحدث معها كانت تتركه وتذهب ان صعد الي غرفتها لن تذهب الي مكان اين ستهرب منه وهو في منزلها؟
ولكن كيف سأصعد لغرفتها؟
وجدتها...
سأختبئ واصعد للأعلى دون ان يراني احد
لا يا يزن أجننت!
هذه ليست بتصرفات شخص بالغ ستتصرف مثل اللصوص هكذا..
نظر لمحبس المياة واضيئت برأسه فكرة
وبعد دقائق...
خرج من المرحاض ونادى على الخادمة يتسائلها
/هو في حمام تاني في الارضي لان المايه مش شغالة في الحمام دا للأسف
اجابته الخادمة وضمت حاجبيها بشكوك~الماية فيها مشكله؟
اومأ يزن رأسه بالايجاب
فتكلمت الخادمة معتذرة /بعتذر لحضرتك..هشوف اي المشكلة وحضرتك ممكن تطلع الحمام الي فوق لان للأسف مفيش غير الحمام دا في الارضي بس فيه واحد فوق بإمكان حضرتك استخدامه
ابتسم يزن بإنتصار وصعد للأعلى واستغل انشغال شريف وعبد الله بالعمل ثم وقف بنصف طرقة الطابق العلوى ينظر للغرف بحيرة وقال
/المهمه التانيه... اعرف انهي واحدة اوضتها... دي... ولا دي... ولا دي... ولا دي
وضع يده على رأسه بإرهاق /اوف... انا بتعب اني اوصلك كده ليه....
سمع صوت اقدام على السُلَم ففر مسرعاً ودخل غرفة عشوائية واغلق الباب بسرعة
خبأ نفسه بها ولكن تفاجأ بأن احدهم يفتح باب الغرفة التي بها لعن حظه وركض الي الشرفة واغلق باباها بهدوء ورأى شريف هو من دخل الغرفة وكان يبحث عن شيء ما هو بإمكانه رؤية شريف ولكن شريف لا لان هذه طبيعة زجاج الشرفة.
كان خائفًا وكأنه حقًا لصًا ويختبئ من صاحب المنزل لكي لا يراه! لماذا وضع نفسه بهذا الموقف المحرج... عندما يترك عقله يقوده يقع في ورطة.
اطال انتظاره بأن يخرج شريف من الغرفة ولكن ظل جالساً على مكتبه وأمامه اوراق
قال يزن في نفسه/يارب ينزل من الاوضة وانا والله هنزل وراه وهبعد عن موضوع اسيل دا نهائي يارب بس خرجني من الموقف دا بأي طريقة بدون ما اتحرج واحرج ابويا
وبعد دقائق وجد ابيه صعد للغرفة هو الأخر ووقف امام مكتب شريف ويتحدثون عن العمل اتسعت عيني يزن وقال في نفسه/اي الي عملته في نفسي دا... هطلع من الاوضة ازاي دلوقتي... اااخ يا يزن... بطل تصرفاتك دي المرة الجايه هنروح في داهية... تخيل لو شافوك... نظرت شريف ليك هتبقى عامله ازاي.... وابوك هتقوله اي...يا مصيبتك السودة... انا مني لله دي غلطتي اني بسمع كلام واحد اهطل زيك
وقف امام سور الشرفة ونظر للأسفل وجد المسافة بعيدة /مفيش مواسير اتشعلق فيها
صمت لثوانِ ثم قال ضاحكًا موجها كلامه لنفسه /بس اي يا واد يا يزن الافكار دي... دا انت طلعت حرامي قديم وانا معرفش
ولمح نافذة جانب الشرفة تبع غرفة أخرى كانت المسافة بين الشرفة والنافذة صغيرة نوعاً ما
مد يده بصعوبة ليصل الي زجاج النافذة ويحاول فتحه وفُتح معه بسهولة لم يكن مغلقاً من الداخل حمد ربه واسجمع قواه لما سيفعله
ثم قال بداخله /اي بتفكر تنط للشباك؟
للأسف مقداميش حل تاني لازم اطلع م الورطة الي حطني فيها الجزمة القديمة الي في راسي دي مهو استحالة يكون مخ وبيفكر كدا انا ليه حاسس اني دخلت هندسه بواسطة!
يا لها من مغامرة...حقًا يا اسيل لقد جعلتيني اتزوق طعم وظيفة اللصوص حين اراكي سأشكرك عما فعلتيه بي
رفع ساقه للأعلى على سور الشرفة وامسك بالحائط الذي بين النافذة والشرفة وادخل قدمه الاولى داخل النافذة واخذ الأخرى ينقلها بهدوء وهو يوازن نفسه بصعوبة حتى لا يقع ادخل قدماه الاثنان داخل النافذة وظل جالساً على سور النافذة وهو يأخذ نفسه بصعوبة لم يتخيل في يوم انه سيمر بذلك الموقف وهذا سيكون تفكيره!
قفز من النافذة داخل الغرفة ثم التفت ليغلق النافذة وكأن شيئًا لم يكن
قال لنفسه/انا هطلع م الاوضة دي وانكل شريف بيقول مفيش حد في البيت وهما الاتنين في الاوضة التانية فمحدش هيشوفني وانا خارج قشطة
كانت الغرفة مظلمة... فكر بأن يُضيء مصابيح الغرفة ولكن خاف من ان يراه احد ويشعر بوجود شخص بالغرفة فينكشف
ففكر في انا يفتح كشاف هاتفه الشخصي ليضيء له الطريق الي باب الغرفة ويخرج منها بسلام دون ان يسبب صوت ان اوقع شيء او ان تشبك رجله بشيء ما فيقع ويصدر صوتاً
وعندما فتح كشاف هاتفه صرخ بصوت عال من شدة خوفة حين رآي امرأة واقفة امامه وشعرها يغطي وجهها بالكامل وممسكه بمزهرية بيدها وتوجهها نحوه كان المنظر اشبه بافلام الرعب لديه فعيني المرأة هذه لم تظهر او انها ليس لديها اعين!
أهذه هي نهايتي؟ شبح هي ام ماذا؟ يجب انا اقول الشهادة ام استعيذ من الشيطان؟
وقع على الارض وهو يرجع للخلف ويزيح جسده بقدميه ليبتعد عنها وهي ظلت تقترب منه وهو يصرخ بخوف ويردد/انصرف... اعوذ بالله من الخبث والخبائث... اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.... قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس....
كاد ان يقرأ القرآن كاملاً في هذا الموقف