اخر الروايات

رواية لهيب الهوي الفصل الثالث 3 بقلم شيماء الجندي

رواية لهيب الهوي الفصل الثالث 3 بقلم شيماء الجندي 


🌸الفصل الثالث “جنون” 🌸
وقفت خارج مكتبه تفرك أصابعها بقلق ثم تنهدت بهدوء ورفعت يدهاا تطرق طرقات رقيقة فوق الباب وهي تدعو ألا يسمع لتعود أدراجها، لكن دعوتها لم تُستجاب، حيث ارتفع صوته الهادئ يدعو الطارق للدخول..
أمسكت المقبض وهي تتمني أن يكمل بذلك الهدوء حوارهم معا، دلفت إلى الداخل لتجده يجلس نصف جلسة أعلى مكتبه ومن الواضح انهماكه بتلك الأوراق التي يمسكها بيده، نظرت باندهاش إلى أكمامه التي رفعها إلى منتصف ذراعه وأزرار قميصه المحلولة ليظهر صدره العريض.. لأول مرة تراه هكذا غير مهندم بعض خصلاته السوداء ساقطة أعلى جبينه بعشوائية.. وفجأه تلاقت لبنيتيها برماديتيه الحادتين يرميها بنظراته الحادة كعادته … ثم قال بحدة:
-عايزة أيه انتي داخلة عشان تتفرجي عليا.. !!

هربت الحروف منها.. تلك العادة السيئة التي لازمتها منذ الصغر حين تخاف تصمت وتهرب منها جميع الحروف.. لكن لم تخاف؟..هل من وقوفه الآن وتقدمه منها أم من نظراته الحادة التي لا يتوقف عن إلقائها بها …
وزعت نظراتها بعدة اتجاهات بقلق..ثم بللت شفتيها بلسانها وهي تعود إلى الخلف.. وكادت أن تخرج لكن يديه التي امتدت تمسكها من ذراعيها مقربا إياها منه باندهاش واضح يقول:
-إنتي جاية لحد هنا عشان تجري تاني.. أنا مش فاهم خايفة من أيه دلوقت !!
خرجت كلمتها تلقائية مسرعة كأنها تخشي أن تصمت ولا تنطقها وقالت:
-منك !
اتسعت عيناه ورد عليها باندهاش:
-مني أناا !! هو أنا جيت جنبك !!
خجلت من كلمتها فنكست رأسها تعض على شفتيها ثم قالت:

-أنت مش شايف نظراتك ليا.. بحس إنك عاوز تقتلني !!
ضيق عينيه ناظرا إليها ثم إلى شفتيها التي تأكلها الآن ثم حمحم قائلا بعد أن أفلتها من يديه مغيرا الموضوع..
-كنتي جاية ليه !!
نظرت أرضا تحاول أن تستجمع كلماتها ثم قالت:
-بقالي 5 شهور مش بخرج من القصر ده وعاوزة أخرج !!
نظر لها مندهشا ثم قال:
– وإنتي جاية تستأذني مني !! من إمتي الأدب ده !
عقدت حاجبيها ثم رفعت رأسها بغضب تلقيه بنظرات نارية ثم قالت:
-أنا مؤدبة غصب عنك !
ضيق عينيه ينظر لها بحدة لتقول مسرعة:
-أنا كنت جاية عشان الحرس منعوني أخرج من غيرهم !!

عقد ذراعيه أمام صدره ينظر لها بحدة وهو يقول بغضب:
-وإنتي عايزة تخرجي من غيرهم ليه !

استشاطت من أسلوبه ورفعت سبابتها بغضب تشيح بيدها الصغيرة بوجهه تقول:
-وأنت مالك أنت.. أنا ليا خصوصياتي..أنت فاكر نفسك حابسني هنا بجد….لا ياشااطر البلد دي فيها قانون هبلغ إنك خاطفنا أنا وأولادي وهمشي من هنا غصب عن عينك.. !!
قالت كلماتها بغضب احمرت وجنتاها وظل صدرها يعلو ويهبط بغضب وكأنها تريد أن تفتك به، اندهش للغاية منها هل تلك من كانت تهرب منه منذ قليل.. نفض تلك الأفكار ثم عاد يركز بكلماتها التهديدية وقال:
-شاااطر !! وتبلغي إني خاطفك.. !! وغصب عن عيني !! طيب أيه رأيك يارنيم مفيش خروج ليكي نهائي ولا بحرس ولا من غيره ووريني هتعملي أيه !!
أثار أعصابها باستخفافه بها لتنظر إليه بغضب والتقطت شيء ما من أعلى المنضدة ثم اتجهت إلى الخارج مسرعة ليندهش من فعلتها وسار خلفها باندهاش..وجدها تتجه إلى المرآب وتركب سيارته.. اتسعت عيناه بذهول وصاح غاضبا:
-إياكي يارنيم تشغليها !!
نظرت إليه بتحدي ثم أدارتها بغضب وانطلقت بها مسرعه ليركب هو إحدى السيارات ويسرع بها خلفها، انفتحت البوابات فورا لخروج سيارة سيدهم وابتسمت رنيم لكن اختفت ابتسامتها حين وجدته يلاحقها..زادت من سرعة السيارة بغضب حين وجدته يقترب.. ليفعل بالمثل ويقول:
-يابنت المجانين.. ماشي يارنيم بس تقعي تحت إيدي !!

خرجت علي الطريق وحاولت تفادي السيارات وهي تزيد من سرعتها..اتسعت أعين “أيهم” من أفعالها المتهورة وهو يحاول أن يصل لهاا بشتى الطرق، تلك الأفعال الجنونية قد تودي بحياتها وهذا هو ما يخشاه …
اتسعت أعين “رنيم” حين وجدت تلك الشاحنة الكبيرة تظهر من العدم، تعالت ضربات قلبها وأدارت المقود مسرعة برعب.. لكن قد فات الأوان تفادت الشاحنة لترتطم بسيارة واقفةبجانب الطريق ارتطمت بها بشدة لتتسع أعين “أيهم”بصد@مة أوقف سيارته مترجلا بسرعة وقفت الحركة بالطريق تماما ليتجه إليها مسرعا يحاول فتح ذلك الباب بأقوى مالديه فقد تلف أثر الارتطام..
وجدها عائدة إلى الخلف برأسها، جسدها ساكن تماما.. مال عليها يتفقدها بقلق، ليجد ذلك الخيط الرفيع الأحمر يسيل من جانب جبينها، وتلتقط أنفاسها ببطء شديد، وضع ذراعه أسفل ظهرها والأخرى أسفل ركبتيها برفق، مخرجا إياها ثم اتجه مسرعا إلى سيارته يضعها برفق بجانبه، واتجه إلى مقعده ليسير بها إلى أقرب مشفي، تفقدها بقلق حتى وصولهم، حملها مرة أخرى إلى داخل المشفي يصيح بهم لمعاونته.. ليتجه إليه الممرضون بسرعة محاولين تفقد الحاله التي يحملها، أرشده أحدهم إلى إحدى الغرف ليتجه لها على الفور …

-***-
مرت ساعتان علي تلك الحادثة المروعة بدأت تستعيد وعيها أخيرا … فتحت لبنيتيها بهدوء..ترمش عدة مرات محاولة استيعاب أين هي … لتتذكر الأحداث وأنها كادت أن تزهق روحها بتسرعها … حاولت الاعتدال.. لتشعر بالألم بجميع أنحاء جسدهاا..
تأوهت بصوت مسموع، لتجده يحيط خصرها برفق معاونا إياها في الاعتدال.. نظرت إليه بتوتر ثم جابت الغرفة بنظراتها لتجد أنها بمفردها معه …. نظرت إليه بقلق.. ثم إلى يدها التي وجدتها داخل تجبيرة.. ورأسها يبدو أنه ملفوف بشيء ماا حيث ذلك الصداع الذي كاد أن يفتك بها.. أفاقت على صوته يقول:
-حاسة بأيه دلوقت !
نظرت له بخوف من أن تشكو مرضها فتثير غضبه، يكفي مافعلته إلى الآن، ناهيك عن تدمير سيارته … فبالتأكيد لم تعد تصلح تلك السيارة لشيء.. خشت أن تتحدث عن تعبها ففضلت الصمت جلس أعلى فراشها ينظر إليها متنهدا ثم قال..
-إحنا لازم نمشي مش هينفع نقعد في المكان ده أكتر من كده لو لسه حاسة بتعب نروح على مستشفى تاني !!
هزت رأسها بالرفض لتتألم من فعلتها وتتأوه بصوت مما دفعه ليقول بغضب:
-حاسبي بقى.. بطلي تسرع كفاية أوي اللي حصل.. !!
انفعلت من غضبه الزائد عليها وصاحت به:
– ماتزعقليش..ولو علي عربيتك هدفعلك تمنها.. !!
اتسعت عيناه بذهول غاضب ثم انتفض واقفا وصاح بها:
-إنتي فاكرة إني بكلمك علي العربية !! إنتي كنتي هتروحي فيها يامجنونة!!

استشاطت من ذلك اللقب وصاحت غاضبة:
-متقوليش مجنونة !!
استفزه صياحها ليجيبها غاضبا:
-ومقولش ليه مش دي حقيقتك.. ولا هي الحقيقة بتزعل !!
نظرت له بأعين متسعة وانهمرت دموعها فجأة ارتعشت شفتاها ونكست رأسها وفي تلك اللحظة دلف “سيف” مسرعا إليها يحيط وجهها بيديه قائلا

-رنيم أيه اللي حصلك..حاسة بإيه دلوقت !!
لم تجيبه بل ظلت دموعها تنهمر كالشلال حزينة من وصفه لها كما وصفتها الأفعى”صافي”.. هي ليست مجنونة..أين “شهاب” هو الوحيد الذي لم يلقبها بذلك.. هو من أنقذها … لما لايأتي الآن وينقذها من ذلك الوحش..
اندهش “سيف” من صمتها، فنظر إلى “أيهم” بتعجب ليشيح “أيهم” نظراته عنها بندم ارتفعت شهقاتها وارتجف جسدها.. ليندفع لها مزيحها الغطاء عنها وبلمح البصر وجدت نفسها بأحضانه وهو يصيح بسيف ويقول

-حصلني بعربيتك ياسيف..!!
اتسعت أعين “سيف” مما يحدث ولم يجد حل سوى مجاراته سار بجانبه يحادثها بلطف للتخفيف عنها فبالتأكيد أخيه من تسبب ببكائها ظل يمازحها حتى تبسمت له بهدوء تحت نظرات ذلك الوحش الغاضب التي التهمتهم وضعها داخل السيارة ثم اتجه إلى المقود ليعود بها إلى القصر …
حاول طوال الطريق أن يصمت لكن مارآه أمام عينيه من تدليل “سيف” المبالغ به معها أقلقه وجعل كلام عمه “سليم” يدور بعقله مرة أخرى بعد أن أوشك على نسيانه..
رمقها بطرف عينيه ليجدها تريح جسدها في المقعد بصمت تام تنظر من زجاج السيارة بشرود مبتسمة بهدوء..أقلقته فعلتها تلك ليربط الأمور ببعضها.. مما جعله يناديها بغضب وهو يقول:
-في أيه بينك وبين سيف..!!
ضيقت عيناها وظنت أنه لا يحادثها.. لم تتحدث إلا حين صوب نظراته النارية ناحيتها يقول بغضب:
-أيه قولتي صيده سهلة مش كده !! خلصت على شهاب أشوف واحد قريب مني في السن ألعب عليه وأوقعه صح !!
اتسعت لبنيتاها من حديثه الأشبه بالجنون لها ولم تعرف كيف تجيب ذلك المريض لتقول بغضب:
-تصدق مفيش مجنون غيرك هنا !! والله كلمة كمان وهرمي نفسي من عربيتك وأخلص منك !!
استشاط من تهديدها له ولكنه فضل الصمت حتى يعود بها إلى القصر.



الرابع من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close