رواية القلب وما يهوي الفصل الثالث 3 بقلم اسماء محمود
Part 3
وأنا مش موافقة يا يونس
ترك ما بيده وإلتفت يطالعها بدهشة : هو إيه اللي إنتي مش موافقة عليه
أجابت بحدة : مش موافقة على اللي بيحصل كله، مش موافقة على الجوازة دي
نظرت له بضيق : دي مش من نفس مستوانا، البت دي جلابة مشاكل وقليلة الحيا ومش مناسبة ليك ولا في العيلة
يونس بضيق : بعد إذنك يا ما البت اللي بتتكلمي عنها دي تبقي مراتي، وبعدين إيه مش من مستوانا دي ؟ بنت الجنايني وإحنا ولاد البيه؟ دي بنت عمي يعني نفس إسمي الفرق هو خانة الأب بدل محمود مكتوب حسين إيه يا ما مالك
نفخت نجلاء بضيق : يا يونس، إنت إبني البكر، يعني أول فرحتي ومني عيني أشوفك وإنت متهني في جوازك، إنت تتمناك ست الستات بس مش دي، مش دي أبدا اللي تبقى مراتك
يونس بضيق : ياما لو سمحتي اهدي، انتي محسساني انك جديدة على الدار وعلى العيلة محسساني إنك متعرفيش عوايد عيلة الإمام اللي مفيش حد في البحيرة تما ما يعرفهاش، إنتي ناسية إنها مكتوبالي من يوم ولادتها؟ وإن كتابنا اتكتب وهي عندها ٨ سنين؟
نجلاء بحزن : أنا عارفة بس الكلام دا مر عليه سنين والسنين بتغير وأديك شوفت بروحك شغف البت الصغيرة اللي كبرت على ايدك بقت عاملة إزاي دلوقتي؟
نظر أمامه بشرود : إن كان على كدا إطمني ومتشيليش هم أنا كفيل بيها
نظرت له بحزن : كفيل بمين يا عين أمك، دي بجحة وعينها أوية إنت مشفتش كانت بتبجح في الحاجة ازاي؟ دي تربية الخواجات واللبس والمياعة، مشفتش كانت بتقرب منك إزاي تحت؟
تكلم بصراحة منهيا الحديث : أني راجل ياما، وأما أقولك كفيل بيها، يبقى خدي كلامي ثقة، اديني وقتي وترجعي تشوفي الطفلة الصغيرة اللي اتربت على أيدي، ان كانت هي ناقصة رباية فأنا وبعون الله هوريكي يونس محمود الإمام هيعمل إيه؟ وعايزك مترتيش معايا كتير ياما وإنتي عارفاني
صمتت نجلاء تبتلع بقية حديثها لكن في داخلها تعلم أن ذلك بسبب عادات وتقاليد عائلتهم ورغم كل ذلك هي لم تستطع ان تقبل شغف الإمام عروس لإبنها وترى انه كثيرا عليها وتتوعد لها في الأيام القادمة
إلتفت يونس يكمل إرتداء بدلته وهو يبتسم لصورته في المرآة ويتوعد في نفسه لتلك الشغف : صبرك عليا يا قطتي العنيدة، أيامك معايا إبتدت
في غرفة شغف تجلس على السرير بغضب وبجانبها والدتها التي تحاول تهدأتها وإقناعها بشتى الطرق أن ترتدي فستان الزفاف فقد إقترب الوقت كثيرا ورغم ذلك لم تستطع ان تقنعها
شغف بغضب : أنا قولت لا ياماما، وبعدين إنتي حسابك معايا بعدين إزاي قدرتي تخبي عليا إنتي وبابا حاجة زي دي وسيبتوني اجي معاكوا على عمايا
ولاء : شغف إنتي لازم يا حبيبتي تكوني هادية وأيا كان اللي حصل فممكن يكون خير ليكي بس حاولي بقي تكوني ناضجة وتفكري بقي بعقل وتبطلي تعيشي بهمجية، دا خلاص بقي قدرك
صرخت بجنون : حرام عليكوا بقي حد يفهمني، اللي انتوا بتقولوه دا لا يمكن يتم إلا على جثتي، ازاي بتجوزوني بغير رضايا حتى لو حصل فده لاني كنت طفلة ومش عارفة معنى كل ده، لكن انا دلوقتي عندي ١٩ سنة والمفروض إني كبيرة وأقرر أعيش حياتي ازاي؟ بتقرروا عني ليه؟
ولاء تحاول تهدأتها : طب بس اهدي، حرام عليكم اعصابي مشدودة من ساعة ما جينا كل واحد في العيلة بيرمي عليا الحمل وكلهم بيتهموني إني أنا اللي وصلتك للي إنتي فيه ومحسسني إني ببوظك مش عارفين يشوفوا في إني لأصلح إني اكون ام حتى نظرات حسين في الفترة الأخيرة تتهمني من غير ما ينطق بأي حاجة، ليه محدش حاسس بيا
صمتت شغف بحزن وهي تنظر لوالدتها بحزن وتنظر لها بأسف فهي مضغوطة هي الأخرى وهي تعلم أن لأحد هنا يحب والدتها لذا كان قرار والدها الرحيل والإنفصال عن العائلة لسنوات طويلة قبل أن يعود من جديد
ضمتها شغف بحزن وهي تحاول أن تخفف الضغط على والدتها التي عليها تحمل نظرات الجميع لها من جديد
شغف : حقك عليا يا روحي، أنا اسفة بس والله غصب عني، انتي عارفة إني بحب الحرية واحب اخد قراراتي بنفسي فجأة هتحبس في قفص تحت مسمى الجواز والخلفة وابقي نسخة من كل الستات اللي شفناها تحت دي، ومعنى كدا انسي حياتي واحلامي وكاريري وكل طموحاتي باي باي
اعتدلت ولاء وحاولت ان تتكلم بلين : شغف إنتي بتحبيني مش كدا؟
شغف بحب : دا سؤال يا ماما؟ بتسألي بنتك بتحبك ولا لا؟ أكيد لا
ضحكت ولاء وشغف وهم يحاولون تخفيف الضغط عن أنفسهم
ولاء : أنا عارفة إنه صعب اللي حصل والحياة الجديدة دي انا عارفة والله كل الضغوطات اللي هتواجهك زي ما واجهتني قبلك لانك نسخة مني زمان مع شوية فرق بسيط بيني وبينك بس شوفتي حب ابوكي ليا عمل ايه لما شاف الكل يعاملني وحش، انا مش بقولك تعملي زي وتحببي يونس فيكي رغم ان دا حقيقي وعايزة كدا بس مش عايزة اغصب عليكي لكن حاولي تمرري الايام دي على خير شوية من عندك حاولي وبعدين الطلاق اتعمل ليه؟ أكيد فهمتي قصدي ايه؟
ابتسمت شغف بحزن
نزلت شغف ويدها في يد والدها كي يزفها ليونس عريسها
مع زغاريط السيدات وتهليل الرجال في الخارج وكلمات المباركات من الجميع
تسلم يونس يد شغف من والدها وكان مبهورا من جمالها وهي صامتة لا يصدر منها اي رد فعل ودهشة يونس علي صمتها لكنه قبل يدها وجبينها امام الجميع بصمت كانت والدته بجانبه تنظر لولدها بحزن وتنظر لشغف بغضب وكره
لكنها لا تستطيع فعل شئ فقد تم الأمر وكان ما كان
إقترب يونس بها من جده وجدته وقبل يدهم بحب وطاعة وإضطرت شغف ان تفعل مثله مرغمة وكان الجد سعيد بزواجهم ولين شغف بعد عاصفتها لكن الجدة كانت غير مقتنعة بعد ما فعلته شغف وكانت ترى أن رضوخها لما يحدث خلفه خطة ومصيبة ستقتل راحة هذه العائلة فما رأته من شغف يدل أنها عنيدة ولا تستسلم بسهولة لذا فهي ترى اللؤم في عينها واضح ولكنها توعدت ان تكون لها ولوالدتها بالمرصاد
من بعيد كانت تراقب ما يحدث بأعين حمراء من الغضب، لا تستطيع ان تراه لغيرها او ترى امرأة أخرى مكانها
مسدت على بطنها بحقد : وحياتك يا حبيبي وحياة اهميتك في حياتي لهندم ابوك على اللي غدره بيا، وهبكيه على السنيوره بتاعته ودا وعدي