اخر الروايات

رواية قدر واصلان الفصل الثالث 3 بقلم سارة مجدي

رواية قدر واصلان الفصل الثالث 3 بقلم سارة مجدي



رواية قدر الحلقة الثالثة
تقف داخل الغرفة التى ستشهد على موتها بعد لحظات الغرفة التى ستجمعها بأكثر إنسان تكرهه فى تلك الحياة كانت تعلم جيداً ما ستراه معه و ما ستمر به من ذل و هوان … و معاملة سيئة و قاسية تعلم جيداً أن القادم فى حياتها أسوء بكثير من كل ما مر بها سابقاً و أن أصلان سيتفنن فى محاولاته لكسرها
كانت الثوانِ و الدقائق تمر عليها بطيئة و مخيفة و كيف ستمر على من ينتظر تنفيذ حكم الإعدام من يرى لحظات حياته الأخيرة
لأول مرة تفكر هل الأنسان فى لحظاته الأخيرة يفكر فى التوبة أو يفكر فى إنتهاز تلك اللحظات فى شىء سعيد و مميز و لكن متى كان هناك فرصة للمحكوم عليهم بالموت بالعودة إلى الحياة و لو للحظات عله يجد مهرب … و أيضاً ما هو خطأها الكبير حتى تتوب منه بما أذنبت و كيف يكون كونها فتاة ذنب من الأساس
أخذت نفس عميق … أن قلبها يرتجف خوفاً لكنها أبداً لن تسمح له أن يكسرها مهما فعل بها .. هذا هو طموحه الكبير و هى أبداً لن تجعله يشعر بلذة الأنتصار بكسرها و ذبحها
أنتفض جسدها على أثر أنفتاح باب الغرفة فجأه … كانت تستمع لصوت أنفاسه و تشعر بوقفته المتحفزه عند الباب … تشعر بنظراته التى تكاد تخترق جسدها و عظامها
لكنها لم تلتفت إليه و لم تظهر إهتمام لوجوده رغم خوفها الداخلى الذى يكاد يؤدى بحياتها و قلبها الذى يرتعش كطفل صغير نائم بالشارع بملابس لا تستر من جسده إلا القليل لكنها لن تجعله ينال ما يريد و لو كان الثمن هو موتها بالبطىء
أنتفض جسدها للمرة الثانية حين أغلق الباب بقوه أقترب خطوه واحده فقط و قال
– مبروك ياااا …
صمت ثم أقترب خطوة أخرى و قال
– مش قادر أقولها … أصل انتِ مينفعش تكونى عروسه
ظلت على وقفتها ليكمل هو
– دلوقتى هتعرفى مقامك الحقيقى
ألتفتت إليه تنظر إلى عينيه بثقه و قالت
– أنا عارفة مقامى كويس و عارفة قيمتى يا أبن عمى
ليبتسم إبتسامة جانبية و رفع حاجبه الأيسر و هو يقول
– أنتِ ملكيش قيمه أصلاً … أنتِ نكِره … أنتِ أتخلقتى مخصوص علشان تكونى طوع أمرى مكانك تحت رجلى كل أملك فى الدنيا أنك ترضينى و دلوقتى هيبقا كل هدفك أشوفك ست حقيقيه فى سريرى بدل ما أزهق منك و أرميكى و أروح أشوف ست حقيقيه تليق بيا
تراجعت خطوة للخلف من كم الكره و الحقد و الإهانة الواضحة التى تقطر من كلماته لتتسع إبتسامته و هو ينزع عنه جاكيت البدله و لحقها برابطة العنق و أقترب منها و عينيه ثابتة بعينيها يفتح قميصه بهدوء حتى أصطدمت بالسرير و وقعت عليه ليلقى بجسده فوقها و هو يقيد يديها بقبضه قويه من يديه و قال
– لولا أن ليا رغبه أجرب الإحساس معاكى مكنتش فكرت ألمس واحده زيك
و أنحنى يقبلها بقوه و عنف و يده تمزق عنها فستانها كادت أن تقاومه لكنها توقفت تماما حين همس جانب أذنها بصوت كالفحيح
– مش هتقدرى عليا و هاخد إللى أنا عايزه مهما أنتِ قاومتى … همتلك جسمك و روحك هتبقى ملك يمينى يا قدر … أنا قدرك يا قدر
لتتوقف تماماً عن الحركة أصبحت و كأنها جثة هامده لم تغمض عينيها لكنها ظلت تنظر إلى كل ما يفعله بها تريد أن تحفر ذلك المشهد فى عقلها و عينيها علها تستمد منه القدرة على الإنتقام كانت تراه و كأنه حيوان مفترس يلتهم فريسته يغرز أنيابه بها دون رحمة أو شفقة و أيضاً لا يحترمها فهو يتناول وجبته بازدراء … يأكل كما أسد أراد أن يلتهم غزال و حصل فى الأخير على فأر صغير
قلبها يبكى روحها تصرخ و لكنها صامته تماماً لم تتحرك لم تبكى حتى أنفاسها تخرج بطيئة و مؤلمة
كانت تشعر بيديه و هى تستبيح جسدها كانت تشعر بأنفاسه الكريهه فوق بشرة جسدها لقد كرهت كونها خلقت أنثى كرهت أنها خلقت من الأساس كم تتمنى أن تموت الأن و تتخلص من كل ذلك الألم و الذل الذى تعيش فيه
حين أنتهى منها نظر إليها بغضب قوى جعله يصفعها عدة صفعات و هو يصفها بأقذر الألفاظ و الصفات فهو يشعر أنه لم يحقق هدفه لم يكسرها لم يرى نظرة إنكسار و ذل …. لقد وجد جثه بلا روح جسد ثلجى لم يُرضى النزعة الحيوانية بداخله بأن يراها ذليلة أسفل قدميه لكنها لم تجعله يحقق ذلك الأنتصار و لذلك سوف يعاقبها بطريقته
أبتعد عنها و دلف إلى الحمام و هو مستمر بوصفها بتلك الصفات التى تجرح كرامتها لتضم قدمها إلى صدرها بعد أن سمعت إنغلاق الباب و سمحت لتلك الدموع أن تخرج من عينيها علها تطفىء تلك النار التى أشتعلت فى قلبها و جسدها تحاول أن تخرج كل قهرها و ما تشعر به من إهانة و ذل قبل أن يخرج من الحمام ظلت عدة ثوانِ على هذا الوضع ثم أعتدلت و هى تأن ألما و حين وقفت وقعت عيونها على تلك البقعة الكبيرة من الدماء فوق السرير ظلت تنظر إليها و هى تفكر
هذه هى علامه كسرتها الحقيقيه هذه الدماء هى روحها التى تنزف بصمت منذ سنوات و ها هى ذبحت من الوريد إلى الوريد و دون أن تخرج صوت واحد أو تحاول حتى الدفاع عن نفسها لم يسمح لها أحد بأن تحقق ما تريد و لن يسمحوا
تحركت سريعاً تخلع عنها ذاك الفستان الممزق و ألقت به فى صندوق القمامة الموجود بجانب باب الغرفة و أرتدت جلباب واسع و مسحت وجهها من مساحيق التجميل التى تلوث وجهها بالكامل و تركت كل شىء كما هو الدماء و السرير دون ترتيب و وضعت و سادة صغيرة على الأريكة التى تحتل حائط كامل بالغرفة و أخذت شرشف ملون من الخزانة و دثرت نفسها جيداً و أغمضت عينيها و هى تتمنى أن لا تفتحها من جديد أن يكون هذا الألم الذى تشعر به آخر شىء فى حياتها هى لم تعد تحتمل أكثر من ذلك
مر أكثر من نصف ساعه كان يقف تحت المياه البارده كقلبه القاسى يحاول إخماد تلك النار التى أشتعلت بجسده حين بدء فى لمسها ….. كان يفكر كيف سيتعامل معها بعد ما حدث حتى خرج هو من الحمام ظل ينظر إلى جسدها المغطى بالكامل تحت ذلك الشرشف أنها حتى لم تنتظر و هو سيتركها فهو يشعر أن جسده يشتعل من جديد أنه لم يأخذ ما أراده …. صحيح هو تمتع بجسدها و رأى دمائها و هى تسيل و لكنه يريد أن يكرر الأمر … كان مخطىء حين فكر أنه سيأخذها مرة واحدة و لكن حين تذوق رحيق كبريائها و جمال جسدها البكر شعر و كأنه شخص عاش عمره فى الصحراء و رأى المياه العذبة لأول مرة و حين تذوقها لا يريد التوقف عن تناولها أبداً
فى صباح اليوم أستيقظ أصلان بعد معانه طويلة فى محاوله للنوم و إخماد تلك النيران التى تلتهم جسده من رغبته القويه بأن يذهب إليها و يأخذها من جديد و لكنه جمح نفسه لكى لا يظهر أمامها راغباً فيها و لا يستطيع السيطرة على نفسه أعتدل ينظر لمكان نومها فلم يجدها لم يجد سوا الشرشف مطوى و فوقه الوساده و بجانبهم سجادة الصلاة و أسدالها المهترئ .. أغمض عينيه و أسند رأسه على ظهر السرير و هو يفكر فى خطوته القادمه هو لا يستطيع البقاء هنا بجانبها .. إذا أستمر بالقرب منها سيقع فى غرامها و هو أبداً لن يكون ذلك العاشق التى تتمنى هو يبغضها منذ كانت صغيرة دائماً هادئة … و متفوقة .. رائعة الجمال كل أصدقائه كانوا يتمنوا التحدث إليها أو أن تكون شريكة حياتهم حين يكبرون .. دائما أسمها يذكر قبل أسمه … كرهها .. تمنى أن يتخلص منها و لذلك فكر أن يقتلها .. و أيضاً دعم جده له .. و دلاله الزائد .. جعله يقرر أن يجعلها تتوقف عن إكمال دراستها و دعمه جده فى ذلك حتى يحقق رغبته و فقط….؟ اليوم سيحصل على الأوراق التى تمكنه من ثروة جده كاملة … ليتركها هنا كما البيت الوقف الذى لا يمكن بيعه أو شرائه و ينتقل إلى العاصمة يحقق ما حلم به .. شركة كبيرة يكتب عليها أسمه و يرتبط بفتاة من عائلة كبيرة ذات مركز كبير
أخذ نفس عميق و غادر السرير و توجه إلى الحمام عليه أن ينزل الأن و يرى جده و ينهى ذلك الأمر و لا مانع من التمتع قليلاً بها
غادر الغرفة و هو يفكر فى مشهد قد شاهده من قبل فى أحد الأفلام لشخص أحضر فأر و وضعه فى وسط متاهه .. و حين كان يشعر أنه سيخرج منها يضع له حواجز و أشياء تجرح جسده الصغير و يضحك بسعادة و هو يراه يتألم نزل السلم و هو يبحث عنها بعينيه لأول مرة يخرج من غرفته حافى القدمين … و حين سمع صوت فى المطبخ عرف أنها هناك أبتسم إبتسامة صغيرة و توجه إلى القاعة الكبيرة الذى يفضل جده الجلوس بها معظم وقته
أبتسم الحج رضوان حين وقعت عينيه عليه و قال بسعادة
– أهلا بالعريس … صباحية مباركة
أبتسم أصلان و أقترب يجلس بجانبه و قال بفخر رجولى
– هى مباركة فعلاً يا جدى
ليربت الحج رضوان على قدمه بسعادة ثم قال بأندهاش
– وااه فين مداسك يا ولدى
لينظر إلى جده و أبتسم إبتسامة صغيرة و هو ينادى على قدر بصوت عالى … التى حضرت سريعاً رغم كل الألم الذى بداخلها و يمزق روحها و ألم جسدها من أغتصابه لها إلا أنها دائما تبدوا ثابته و جليديه
وقفت أمامه صامتة و ثابتة ليقول هو بأمر
– أطلعى هاتيلى جزمتي من فوق
أومئت بنعم و غادرت القاعة وهى تبتسم بحزن و بداخل عقلها تفكر ها هو يكمل ما بدأه .. عليها أن تعتاد على كل تلك التصرفات عليها أن تحتمى بالبرود الذى غلفت نفسها به طوال عمرها فى هذا البيت حتى تستطيع العيش و الأحتمال
كانت قبل ذلك بقليل تقف فى المطبخ تقوم بمهامها اليوميه … ألا يكفى ذبحها يوم أمس .. على يد إبن عمها … عدوها اللدود ألا يكفى أنها طوال حياتها تعيش داخل دائرة القهر و الذل و أكتملت تلك الدائرة .. بأمتلاكه لها .. و كأنها شئ يباع و يشترى لا روح فيه و لا تشعر
دلفت إلى الغرفة لتجده قد وضع حذائه اما إحدى الكراسى بصوره واضحه أنه كان سيرتديها و لكنه تعمد عدم فعل ذلك أخذته بعد أن أخذت نفس عميق و غادرت الغرفة
عادت إلى القاعة الكبيرة و قبل أن تدخل سمعته يقول
– نروح بكره بقا الشهر العقارى علشان نوثق الورق ده
حين قال جدها مؤكداً
– أيوه يا ولدى … و بكده تكون أنت المالك الوحيد لكل أملاك عيلة الزيني
أغمضت عيونها و هى تشعر بالقهر .. إلى متى هذا الظلم … إلى متى ستعيش هذة الحياة الظالمة المؤلمة … أخذت نفس عميق من جديد و دلفت إلى الغرفة و دون أن يتحدث جلست أرضاً أمامه و ألبسته حذائه و غادرت الغرفة سريعاً … لم يهتم بها و كذلك جدها
مر أسبوع كل يوم شقاء كامل بالنهار و عذاب أليم فى المساء … فى النهار هى خادمة البيت أجمع و فى المساء هى جاريته الذى يمارس عليها كل أنواع العذاب و القهر و الذل … حتى ذلك الصباح
أستيقظت قدر كعادتها قبل الفجر و غادرت الغرفة بعد أن أخذت حمام تغسل عنها لمساته التى تجعلها تكره نفسها وتوجهت مباشرة إلى المطبخ و لكن أذان الفجر قد رفع و لم تسمع صوت جدها حتى الأن .. أقيمت الصلاة و أيضاً لم يغادر غرفته خرجت من المطبخ و توجهت إلى غرفته طرقت الباب عدة طرقات و لم تسمع صوت … فتحت الباب و دخلت بهدوء و هى تنادى
– جدى … جدى … أصحى يا جدى أتأخرت على صلاة الفجر
لم يتحرك أو يظهر عليه أنه أستمع لها … أقتربت أكثر و ربتت على كتفه أيضاً لم يستجيب أمسكت يديه لتجدها بارده بشده جحظت عيناها و أرتعشت يديها و هى تضعها على عنقه لعدة ثوانِ ثم أبتعدت سريعاً و هى تشهق بصوت عالى وتراجعت للخلف عدة خطوات هى ليست حزينه على وفاته و لكن رهبة الموت … و ياليت الناس تعلم عظمته
أغلقت باب الغرفة و ظلت تهمس ببعض آيات القرآن .. ثم توجهت لغرفة أصلان فتحت الباب و دلفت لتجده يجلس على السرير ممسك بهاتفه ظلت تنظر إليه ليرفع عيونه ينظر إليها باستخفاف و قال
– مش عايز أفطر
– جدى
قالتها دون أن تهتم لكلماته … ليقطب جبينه و هو يقول
– مالوا جدى … و وشك أصفر كده ليه
لتشير إلى الخارج و قالت
– جدى …. جدى
لم ينتظر أن تكمل حديثها ليتحرك سريعاً و غادر الغرفة و دلف إلى غرفة جده لتقف هى عند الباب تنظر إليه لينظر إليها و قال
– إنا لله و إنا إليه راجعون
و غادر الغرفة و بأعلى صوت نادا على عبد الصمد و قال بصوت عالى
– جدى رضوان الزيني مات … عايز خلال ساعه كل حاجة تكون جاهزه و الدفن بعد صلاة الظهر
و بالفعل تم تنفيذ الأمر الذى أصدره كبير عائلة الزيني … حضرت سناء و زوجها رمزى .. و أجتمعت البلده بأكملها فى الصوان الكبير و كل النساء داخل البيت الكبير … كانت قدر و لأول مره جالسه لا تقوم بأى شيء و بجوارها عمتها … لم تستطع البكاء على جدها و لا تشعر بالحزن .. الشيء الوحيد الذى تفكر فيه الأن أنها أصبحت تحت رحمة أصلان بمفردها … خاصة و كل شيء أصبح بأسمه أى أن أملاك الزينى بأكملها و هى من ضمنها … أصبحت ملك يديه
أنتهت أيام العزاء و بدء العذاب الحقيقى فى الحقيقة هى لا تعلم إذا كان هذا هو العذاب فعلاً أم هى الجنة التى فتحت لها أبوابها و أخيراً …. حين وقف أصلان أمامها فى بهو البيت الكبير و قال بأزدراء واضح أعتادت عليه و لم يعد يؤثر بها
– أنا مسافر علشان أعيش حياتى زى ما أنا عايز و زى ما يليق بيا أنى أعيشها … و علشان تبقى عارفة أنا لما أتجوزتك أتجوزتك بس علشان وعد جدى ليا أنه يكتب أملاك العيلة كلها بأسمى … و كمان علشان كان نفسى أذلك و أقهرك … و أدوس على كرامتك زى ما كنت عايز … و كمان كنت عايز أجرب واحده فلاحى و مش من مستوى كل الستات إللى عرفتها زى كده ما تاكلى حلو كتير و تحبى تكسرى الطعم بحته مخلل … و خلاص زهقت و أنتِ فى الأساس ماتليقيش بأصلان الزيني و علشان كده أنا مسافر … أنا عندى أحلام كتير عايز أحققها و حياة عايز أعيشها زى ما أحب بالطول و العرض … ما أنا شاب وسيم و غنى و أكيد هلاقى إللى تناسبنى و تستحق تكون مع أصلان الزينى
صمت لثوانِ و دار حولها و هو يكمل قائلاً
– أنا تكرماً منى هسيبك تعيشى فى البيت ده … و أوعى تفكرى أنى هطلقك لا أنا هسيبك كده زى البيت الوقف لا متجوزة ولا مطلقة … هروح أعيش حياتى و أسيبك أنتِ هنا مرمية زى…
و لم يكمل حديثه و لكن نظراتة أخبرتها بما يريد قوله .. و بشكل حياتها القادمة .. و لكن فى الأساس من قال له أنها تريد أن تتزوج غيره .. أو تتزوج من الأساس من قال إنها تريد أن تعيش مع أحد من نوعه
كانت تنظر إليه و هو يجر حقيبته خلفه و يغادر البيت بعد أن ألقى سهمه الأخير الذى زهق روحها و قلبها و أى معنى جيد للحياة
و لكن رغم كل ذلك الوجع التى تشعر به إلا أنها كانت كلما شعرت بهدر الكرامه كلما زاد إصرارها على أن تدفعه ثمن كل لحظة شعرت فيها أنها تذبح بدون رحمة
أنحدرت تلك الدمعة الحبيسة و هى تقول
– أوعدك يا أصلان إنك تدفع تمن كل جرح …. قلبى بينزف بسببه … أوعدك أثبتلك أن البنت إللى أنت مستقل بيها دى ممكن تعمل أي حاجة هى عايزاها … أوعدك أن زى ما طول عمرى شايفة فى نظرة عينك الأستخفاف و الأستهانة … هشوف الأسف و الحصره و الندم فى عيونك … أوعدك أدفعك تمن كل ألم و جرح و إهانة … أوعدك أكسرك زى ما كسرتنى … أوعدك أكون قدر إللى هيكون من النهاردة قدرها بأيدها …. إيدها هى و بس
توجهت إلى القاعة الكبيرة و جلست على الأريكة الكبيرة و أمسكت الهاتف و أتصلت على عمتها التى أجابتها بعد عدة ثوانِ
– ألووو مين ؟
– أنا قدر يا عمتي
أجابتها قدر بصوت بارد مختنق بالدموع لتقول سناء سريعاً
– مالك يقدر فى أيه ؟
صمتت قدر لعدة ثوانِ ثم قالت
– لو سمحتى تعالى أنا محتاجالك
– جايه حالاً
قالتها بلهفة و أغلقت الهاتف و توجهت مباشرة إلى غرفتها التى يستريح فيها زوجها بعد أن عاد من العمل ليرى هيئتها فغادر السرير و هو يقول
– فى أيه يا سناء ؟ أنتِ كويسة ؟
– قدر
نظرت إليه و قالت أسمها فقط و كان هذا كفيل أن يفهم أن هناك شىء كبير قد حدث و هو يعلم أصلان جيداً و يعلم تصرفاته التى لا يرتضيها أبداً
فتحرك سريعاً يبدل ملابسه و غادرا سويا ليذهبا لتلك التى ظلمتها الحياة و ظلمها البشر أيضاً و لم يرحمها أحد لا أب و لا جد و لا زوج

يتبع…


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close