اخر الروايات

رواية ونس الفصل الثاني 2 بقلم سارة مجدي

رواية ونس الفصل الثاني 2 بقلم سارة مجدي


نظرت شاهيناز إلى مجيدة وقالت بغضب:
– البنت دي تمشي من هنا فوراً، مش عايزة أشوفها هنا خالص…. مفهوم؟
ودون أن تنتظر رد غادرت متوجهه إلى غرفتها يلحقها غضب شديد، وبركان لو أنفجر سيحرق الجميع دون رحمه، لتعود مجيدة إلى المطبخ وأخبرت نوال بكل ما حدث و كتبت لها عنوان منزل أديم الجديد، وربتت على كتفها وهي تقول بحنان أم:
– يا بنتي ربك كبير ، ومش بينسى حد، روحي مع والدتك الجلسة و بعد ما تطمني عليها روحي لأديم بيه على العنوان ده هيوفر ليكِ شغل أحسن من هنا بكتير.
أنحدرت دموع نوال بقهر، وذل وقلبها يدعوا على شاهيناز تلك السيدة الظالمة المستبدة التي لا يعلم قلبها شيء عن الرحمة أو الرفق.
~~~~~
صعد أديم إلى الطابق العلوي، لا يبدوا على ملامحه أي شيء لكن من داخله نار حارقة لا تنطفىء أبداً، فوالدته قادرة على تكدير يومه وقلبه رأس على عقب
طرق باب غرفة نرمين وفتح الباب حين وصله صوتها يسمح له بالدخول، بأبتسامه واسعه، وبعض المشاغبة قال:
– نيمو وحشتيني.
صمت وأختفت إبتسامته حين وجد كاميليا تجلس جوارها على الأريكه الكبيرة، لكنها إبتسمت برقة وهي تقول بحب واضح:
– إزيك يا أديم؟
دلف إلى الغرفة وأغلق الباب وهو يقول بود حذر:
– الحمدلله يا كاميليا، أنتِ عامله اية؟
– كويسة طالما شوفتك.
أجابته بصدق، ألم قلبه للحظة لكنه أبتسم إبتسامة جانبيه وهو يفتح ذراعيه لأخته التى ركضت إليه سريعاً وهي تقول:
– وحشتني اوى يا آبيه.
أغمض عينيه لثوانِ وهو يقول بشوق:
– وأنتِ كمان يا نيمو وحشتيني اوى.
إبتعدت قليلاً عنه وهي تقول بعدم تصديق:
– أنا مش قادرة أصدق أني شيفاك في القصر هنا؟ بجد وحشتني والقصر وحش أوي من غيرك.
توجه إلى الكرسي الكبير وجلس عليه ببعض الأسترخاء وقال:
– القصر هيفضل زي ما هو بكل إللي موجودين فيه عدم وجودي مش هيأثر فيه، المهم أنا جاي عايز أتكلم معاكي في موضوع مهم.
لتقف كاميليا وتوجهت إلى الباب لكي تغادر الغرفة وهي تقول ببعض الخجل:
– أسيبكم على راحتكم.
وخرجت وأغلقت الباب لتنظر نرمين إلى أديم وقالت ببعض الحزن على حالة إبنة عمها:
– ليه كدة يا أبيه؟ والله كاميليا بتحبك وطيبه أوي.
أعتدل أديم في جلسته وأستند بذراعيه فوق ساقيه وقال:
– أنا مشكلتي مع شاهيناز هانم مش مع كاميليا يا نرمين لكن هي إللي خلتها طرف فيها.
أخذ نفس عميق وأخرجه بقوة وأكمل قائلاً:
– خلينا في المهم، أنا جاي أتكلم معاكي بخصوص خطوبتك من طارق، عايز أقولك رأيِ بصراحه في الموضوع ده والقرار في الأول والآخر ليكي، وخليكي واثقة إني في ظهرك وهدعمك جداً.
قطبت جبينها بحيرة وبعض القلق، وظلت صامته تنظر إليه ولغة العيون هي ما تحكي كل ما بداخلهم حتى قال:
– طارق صحيح إبن عمي، وصديق عمري لكن أنه يكون جوز أختي لأ طارق علاقاته كتير شايف أنها تفاريح ومش مهمه، وشايف أن هو راجل ميعبوش حاجة، عادي يعرف بنت أو أتنين وكمان بتوصل لمراحل محرمه، يمكن يكون بيحبك بس مش هيكون مخلص ليكِ، هيفضل زي ما هو مش هيتغير، هتقدري تعيشي مع شخصيه زي دي ولا لأ ده بقى قرارك.
وقف ينظر إليها بحنان أخوي، وقال:
– فكري كويس وأنا معاكي فأي قرار…. وفي ظهرك وبيتي مفتوح لك في أي وقت
ثم أنحنى قليلاً وقبل أعلى رأسها وغادر الغرفة، تركها تفكر في كل ما قاله، كانت الدموع تتجمع في عيونها
كل ما قاله أخيها كانت تعرفه جيداً، لكن إن تسمعه من أخيها جعلها تقف أمام مرآة الحقيقة لتضرب أجراس الخطر، والتخبط داخل عقلها.
~~~~~
دلف من باب المكتب وهو يتحدث في الهاتف كعادته، ترك حاتم ما بين يديه ونظر إليه بتأمل وهو يتحدث مع إحدى فتياته يتغزل بها و يُسمعها أجمل كلمات الحب والعشق.
أنهى طارق حديثه ونظر إلى حاتم بابتسامة واسعة وقال:
– أيه يا ابني بتبصلي كده ليه؟
ليحرك حاتم رأسه يميناً ويساراً بتعجب وقال مبتسماً:
– يا ابني هو أنت مش بتشبع من البنات، أنت المفروض هتخطب بنت عمك و إللي أنت بتعمله ده مش عاجب أديم و ممكن يرفض إرتباطك بأخته.
جلس طارق على الكرسي المواجهه لمكتب حاتم وقال بأبتسامه جانبيه:
– شاهيناز هانم معايا، ومهما كان منصب أديم في الشركه ومكانته لكن وقوفه قدامها ومعارضته ليها بيضعف موقفه و بيخليه تقريباً ملوش كلمه.
قطب حاتم حاجبيه بضيق وقال:
– أيه إللي أنت بتقوله ده يا طارق، هو ده موقفك ورأيك في إبن عمك، و بعدين خد بالك أن نرمين أقرب أخواته ليه ولو أتكلم معاها هي نفسها هترفضك وكمان هي تقدر تقف قدام شاهيناز هانم عارف ليه؟ لأن عندها بيت أديم و تقدر ببساطة تروح تسكن معاه.
ثم أبتسم إبتسامة إستهزاء وقال:
– بلاش تراهن على الخسارة، نرمين تستحق إنك تكون مخلص ليها، و خليك فاكر حاجة مهمه جداً، نرمين الصواف مش هتقبل أبداً أنها تتخان.
ثم وقف و لملم أغراضه وتحرك في إتجاه الباب وهو يقول
– أنا نصحتك لأنك صديقي و إبن عمي بس أكيد أنت حر، والقرار الأخير طبعاً ليك.
و غادر الغرفة وأغلق الباب خلفه ظل طارق يفكر في كلمات حاتم وهو يشعر بأحاسيس مختلفة و مختلطة لكن ذلك الإحساس الذي خبئه طويلاً بداخله هو ما يغلب على كل أحاسيسه لذلك أخرج الهاتف وأتصل بشخص ما وحين أجابه قال:
– هبعتلك الحاجة النهاردة بس أنا عايز التنفيذ في أسرع وقت.
أبتسم إبتسامة إنتصار حين سمع إجابه محدثه ثم أغلق الهاتف و زفر بأرتياح.
~~~~~
داخل سيارته الفارهه عائداً إلى بيته يفكر في كل ما حدث وكيف أن حديثه مع والدته دائماً يصيبه بحاله من الحزن و الضيق، كم كان يتمنى أن تكون والدته سيدة بسيطه حنون دائماً تضمه و تهتم به و تراعي شئونه
ليست سيدة أعمال كل ما يهمها هو المال و المصلحه
أوقف سيارته أمام البنايه الكبيرة التي يسكن بها و ترجل منها و عيونه ثابته على ما يحدث أمام باب البنايه الكبير فتاه تقف مع حارس العقار تسأله عن عمل ملابسها بسيطه رغم ملامحها شديدة الفتنه أسلوب حديثها يملئه الرجاء و التوسل رغم أن صوتها كأوتار الناى تعزف ألحان شجيه و حزينه … يديها الصغيرة التى ترتفع برجاء أمام صدر الرجل الذي ينظر إليها ببرود، وردوده ثابت على أنه لا يوجد لها عمل هنا.
لم يتحمل فأقترب منهم بطوله الفارع، ووسامته المؤلمه للقلب و سأل الحارس الذى أوضح له الأمر لينظر إليها نظره خاطفه ثم قال
– أنا محتاج حد ينضف الشقه يا عم عبد الصمد
– بجد يا بيه
قالتها بعدم تصديق و سعاده كبيره ليبتسم إليها إبتسامه جانبيه ساحره و هز رأسه بنعم و تحرك و هو يشير لها أن تأتى خلفه لتبتسم هى بسعاده و لمعت عينيها بانتصار كل هذا تحت نظرات عبدالصمد الزاهله فمنذ متى يريد السيد نديم خادمه؟ رفع كتفيه بلا مبالاه وعاد يجلس على الأريكه الخشبيه، يتناول كوب قهوته مع صوت السيدة أم كلثوم.

يتبع…..




الثالث من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close