رواية التل الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم رانيا الخولي
رواية الـتـل
رانيا الخولي
الفصل الثامن والعشرين
…………………..
_ ليه؟
نظر للفراغ أمامه ورد بشرود
_ لازم ارجع لإن ده كان شرط جدي عشان يساعدني أخرجك.
قطبت جبينها بحيرة وقد علمت من أدهم أنه من استطاع اظهار براءتها دون اللجوء لأحد لكنها قالت بتروي
_ انا معنديش مانع بس كل الحكاية إني مستغربة لأنك كنت رافض تمامًا رجوعك للقصر.
حاول الابتسام لكنها خرجت باهته ولم تصل لعينيه
_ مش هنطول هي هتكون فترة كدة وهنرجع المزرعة تاني.
اومأت له بابتسامة مشرقة وقالت
_ بس على شرط.
ضيق عينيه متسائلًا
_ انتي هتتشرطي عليا من أولها
هزت راسها بتأكيد
_ ايوة طبعًا، ايه مليش حق؟
رد بعشق وهو ينظر لشفتيها التي لم يشبع ظمأه منها حتى الآن
_ مين يقدر يقول كدة بس ايه هو شرطك ده؟
هزت كتفيها بدلال وتمتمت بغنج
_ نقضي يوم الجمعة في المزرعة، قلت ايه؟
ازدرد لعابه وهو ينظر إلى ثغرها برغبة
_ لأ الرد هنا فعل مش كلام.
تاهت معه في جولة أخرى من جولاته التي يحاول بها الهرب مما ينتظره في ذلك القصر.
❈-❈-❈
ظلت نور تزرع الردهة ذهاباً وإياباً وقلبها ينبض بعنف
قالت أمال بيأس منها
_ يا بنتي أهدي الله يرضى عليكي لو في حاچة كان مؤيد جالنا.
هزت رأسها بقلق
_ أول مرة يتصلوا ويطلبوا مراد يبقى في حاجة.
تعبت سلمى من الجدال معها وقالت بتعب
_ هحاول اتصل تاني يمكن يرد ويطمنا.
وقبل أن تفتح هاتفها سمعت توقف سيارة مؤيد بالخارج
أسرعت نور كي تعرف منه ما حدث لكنها تصلبت مكانها عندما وجدت مراد يترجل من السيارة وهو يحمل طفلها بين يديها
تقدم منها وهو يرمقها بنظراته العاشقة حتى دنى منها وهو يتمتم بصوته النادي
_ الدكتور طمني وجالي اجدر أخده البيت.
ابتسمت بلوعة وهي تمد يدها تأخذه منه وتحمله لأول مرة فيدق قلبها بلهفة عندما فتح عينيه بوهن ويجعد وجهه كأنه يعترض على تركها له.
لم تستطيع سلمى التقدم منه خشية من إحراج نور لها كما يفعل البعض واكتفت بالنظر إلى الطفل بريبة وعندما انتبهت لها نور نظرت إليها بامتنان وقربت آسر منها لتضعه بين يديها وهي تقول بمرح
_ انتي هتقفي تتفرجي من اولها، كلمة ماما مش بتتقال بالساهل.
رفعت سلمى عينيها تنظر إلى نور بعدم استيعاب فأكدت نور حديثها
_ ايه بتبصي ليه، عايزة تخلعي من اولها ومتربيش آسر معايا؟
ابتسمت سلمى بامتنان ولم تجد الكلمات التي تصف بها مدى تأثرها بتلك البادرة وتمتمت بصدق
_ عمري ما هعملها.
سعد مراد بتلك البادرة منها وتحدث برتابة
_ طيب أني شايف إننا ندخل چوة أحسن ونكمل وصلة العواطف دي.
تقدم منهم مؤيد وهو يقول لنور
_ مبروك يا نور.
ردت بابتسامة
_ الله يبارك فيك يا مؤيد متشكرة أوي.
دلفوا جميعًا للداخل وقد سعد الجميع بمجيء آسر إلى المنزل
_____________
في الفندق
خرجت توليب من المرحاض وهي تنشف خصلاتها فتجد جواد مستلقيًا على الفراش يتحدث في الهاتف مع ياسمين ويزن
تقدمت منه باشتياق لتجلس بجواره وأخذت الهاتف لتحدث يزن الذي سعد فور ظهورها وقالت بسعادة
_ قلب تولي وحشتني أوي
_ ما ما.
توقف قلب توليب عن النبض عندما سمعت يزن يتمتم بتلك الكلمة
ونظرت لجواد الذي تفاجئ بقوله ثم نظرت لياسمين والتي قالت
_ كندا يا ستي اللي فضلت تحفظ فيه
سمعوا صوت كندا
_ يا الله منك ياسمين
أخذت الهاتف منها ونظرت لتوليب قائلة
_ ما تصدقي ها المخبولة هو لما سمعني عم بزعق معها لتقول ماما مو أما اتمسك فيها ولهيك فهمته أنه يقولك ماما ما يعمل زيها ويقول ياأما.
ضحك جواد وقال بتأييد
_ خير ما عملتي.
_ أمتى راح ترچعوا اتوحشتكم اكتير.
رد جواد وهو يحتوي توليب بذراعه
_ إن شاء الله بكرة الصبح هناچي نجضي معاكم اليوم وناخد يزن ونرچع البلد.
تبدلت ملامح كندا للحزن وتمتمت باعتراض
_ بس انا لهلا ما شبعت منكم بدي افرح بابني ومرته.
ردت توليب وهي تنظر لجواد
_ نخليها يومين ايه رأيك؟
رفع حاجبيه باستسلام
_ ماشي يا ستي موافق ومع اني مستغرب انتي رافضة تعيشي في المزرعة ليه؟
_ مو هلا وقت حكي وقت ما ترچع نشوف ها الموضوع، يلا اتهنى حبيبي بأچازتك.
اغلق جواد الهاتف ونظر لتوليب بمكر مغمغمًا
_ بتقول اتهنى باجازتك بعد ما خلصت.
ردت توليب بمكر مماثل
_ اه للأسف خلصت وشكلها مش هتتكرر تاني.
_ فعلاً صعب تتكرر تاني إلا إذا.
ضيقت عينيها متسائلة فيتابع هو بخبث
_ إلا إذا دلعتيني الليلادي و….
تمتم ببعض الكلمات بجوار أذنها
مما جعلها تأخذ الوسادة من أسفل رأسه وقذفته بها بغضب مصطنع وهي تغمغم
_ انت قليل الأدب
نهضت من جواره وعندما هم بجذبها أسرعت بالهرب منه لكنه لحقها وهو يتوعد لها
_ قليل الادب وكمان ضرب بالمخدة طب تعالي بقا
صرخت توليب عندما امسكها وحملها بين يديه وألقاها على الفراش لكنها هربت من الجانب الآخر وهي تقول بمرح
_ بهزر يا رمضان.
زم فمه بغيظ منها وتمتم بتوعد
_ لاا انا شكلي دلعتك بزيادة تعالي هنا
هزت كتفيها بدلال
_ تؤتؤ
هم بالوصول إليها عندما سمعوا صوت الباب مما جعله يتراجع وقال بتوعد
_ اصبري عليا لما اجيب العشا
خرج من الغرفة وقامت هي باخراج ملابس لها من الخزانة وأبدلت ملابسها بسرعة قبل عودته
انتهت توليب وقامت بتمشيط خصلاتها وهي لا تتخيل تبدل حالها بعد ان فقدت الأمل في كل شيء
ظهور براءتها وعودة حبيبها والحياة الهانئة التي تعيشها معه، لكن ما يضايقها حقًا هو تحفظه بشأن قدمه، فهو يحرص دائمًا على ألا ترى تلك القدم.
لابد ان تؤكد له بالافعال وليس الأقوال إن ذلك الأمر لا يعني لها شيء
هي تحبه لشخصه وليس لأي شيء آخر
شعرت بالقلق عندما لاحظت تأخره وجذبت مئزارها وعقدته باحكام حول خصرها وهمت بفتح الباب والبحث عنه لكنها تراجعت عندما سمعت صوتًا بالخارج
عادت لتجلس على الفراش لتمسك هاتفها تتلاعب به وأخذت تشاهد صورهم على اليخت وهو يحتضنها بسعادة كبيرة وابتسامته التي تطيح بعقلها تضيء وجهه
وأخرى وهو يحتضنها من الخلف ويلف خصرها بتملك
وأخرى وهي تمسك عجلة القيادة وخصلاتها تتطاير حولها بفعل الرياح
صور كثيرة التقطها معًا في سعادة تخشي من زوالها فور دخولهم القصر
كانت تود الرفض وأن يظلوا داخل منزلهم في المزرعة لكنها احترمت رغبته في العودة إلى منشأه
شعرت بالقلق عندما طال غيابه فارتدت خفها وتقدمت من الباب لتفتحه قليلاً وترى ما يحدث بالخارج لكنها تراجعت عندما انفتح الباب ودلف جواد وهو يقول بابتسامته الساحرة
_ اخرت عليكي؟
ردت بعبوس
_ اخرت اوي وقلقتني.
تقدم منها ليحتويها بين ذراعيه وطبع قبله حانيه على جبينها وتمتم باسف
_ حقك عليا
ابعدها عنه قليلًا لينظر إلى المئزار الذي ترتديه وقال بعبوس مصطنع
_ ايه اللي انتي لبساه ده، البسي الفستان اللي لبستيه أول يوم عايزين نحتفل بآخر ليله هنا.
اومأت له بسعادة وكعادته أخذ ملابسه ودلف ليبدلها داخل المرحاض.
تنهدت بتعب منه ثم تقدمت من الخزانة لتخرج الثوب وتقوم بارتداءه ووضعت القليل من أحمر الشفاه واكتفت به ثم رفعت خصلاتها للأعلى
استغلت وجوده في المرحاض وقررت الخروج من الغرفة كي تعرف ما يخبئه لها
فتحت الباب وخرجت من الغرفة لتتفاجئ بالورود والشموع الموجودة في كل مكان
وطاولة العشاء التي تحتوي أطعمه مختلفة وقالب الحلوى الموضوع جانبًا
والأهم من ذلك صوته الأجش الذي جاء من خلفها وهو يهمس بجوار أذنها
_ كل سنة وانتِ جوه قلبي ومليه حياتي.
استدارت توليب لتنظر إليه بسعادة بالغة وقالت بحبور
_ النهاردة عيد ميلادي.
احتواها بذراعيها وأومأ قائلاً
_ هو انتي فاكرة إني ممكن أنسى؟
تاهت نظراتها في سواد ليله الحالك وقالت بنفي
_ تؤ بس اليومين اللي قضناهم مع بعض نسوني كل حاجة.
قربها أكثر إليه وعينيه تجوب محياها بشوق وتمتم باحتواء
_ اوعدك إن ايامنا كلها هتكون كدة ومش هسمح لحاجة انها تضايقنا.
وضعت يدها على خده وتمتمت بوله
_ بحبك يا جواد بحبك أوي.
قبل يدها التي تحيط وجهه وغمغم بعشق
_ وانا بعشقك يا تولي، كل حاجة فيكي بتسحرني.
نظر لعينيها والتي اصابته بسهامها فور أن وقع نظره عليها
_ عينيكي اللي بتاخدني لدنيا تانية اول ما ابصلهم.
نظر لخصلاتها البنية وتلك الرابطة التي اسرته بغير رحمه فقام بجذبها ليسترسل حول وجهها وكتفيها وتابع غزله
_ كل حاجة فيكي بتشدني كأنك حورية طالعة من كتب الأساطير اللي بنسمع عنها.
وضع يده على خدها وملس بأبهامه على شفتيها
_ وشفايفك اللي كل ما اشوفها مبقدرش امنع نفسي عنهم.
هم بتقبيلها لكنها منعته وهي تضع يدها على فمه وتمتمت بخجل
_ طب نتعشى الأول.
هز رأسه وهو يهز رأسه بغيظ
_ فصلتيني منك لله.
جذبها من يدها ودنى من الطاولة وهو يقول بمزاح
_ بما إن الغدا النهاردة كان سمك فقلت العشا برضه يكون سمك.
ضحكت توليب وهي تجلس على مقعدها وتقول بمزاح
_ التغيير حلو مفيش كلام.
ضحك جواد وجلس على المقعد وقال بروية
_ بما إنه عيد ميلادك
جذبها لتجلس على قدمه وتمتم بوله
_ مش عايزك تعملي حاجة خالص انا اللي هأكلك بايدي.
شرع جواد باطعامها وهي تتعمد عض اصابعه كي يكف عن ذلك ويأكل هو
لكنه لم يبالي بل رحب بمشاكستها وحينها أصرت على اطعامه كذلك
كان يخطف اناملها مع الطعام كي يرد لها فعلتها حتى انتهوا من الطعام وهم يتسامرون في غزل ومدح.
دلفت توليب المرحاض كي تغسل يديها ثم تعطرت وعادت إليه لتجده قد اشعل شمعة قالب الحلوى والذي خطط باسمها فمد يده لها لتدنوا منه فيحتويها من الخلف ويقول بشغف
_ اتمني امنيه وانا احققها حالاً.
حاوطت يده التي تحتويها وقالت بحب
_ إنك تفضل جانبي ومتفارقنيش ابدًا.
طبع قبله خلف اذنها وتمتم بطاعه
_ دي حاجة مفروغ منها اختاري حاجة تانية أيًا كانت هتتنفذ.
تطلعت اليه بعشق وتمتمت بصدق
_ صدقني مش عايزة اي حاجة تاني غير وجودك جانبي.
نظرت إلى الشمعة ومالت عليها لتطفئها وهي تدعوا ربها ان يديم عليها تلك النعم.
استدارت لتنظر إليه وتمتمت بتأثر
_ انا مش لاقية حاجة اقولها اوصف بيها اللي جوايا بس أكيد انت عارفه كويس.
اومأ لها بتأكيد ثم همس بجوار أذنها
_ بس انا مش عايز كلام انا عايز فعل.
طبع قبله على وجنتها ثم جانب فمها قبل ان يأخذ شفتيها في قبلة اطاحت بعقلها عرض الحائط
______________
عاد عامر من الخارج ومعه آدم الذي دلف خلفه وهو يبحث عنها بعينيه
مازالت غاضبه منه منذ ذلك اليوم
وتلك المرة لن يرحل حتى يجعلها تغفر له وتسامحه
_ ادخل يا ابني البيت بيتك.
جلس آدم على المقعد وتركه عامر ليدلف إحدى الغرف
وينتظر هو على امل خروجها
دلف عامر غرفة ابنته فوجدها شاردة كعادتها
تقدم منها ليجلس بجوارها على الأريكة وقال بهدوء
_ كيفك يا ياسمين؟
ابتسمت بمرارة
_ الحمد لله بخير.
تنهد بتعب من رأسها اليابس وقال بتروي
_ دلوجت ابن عمتك چاي يطلب يدك للمرة التانية ومصر انه يجابلك ويتحدت معاكي واني بجول تجعدي معاه وتسمعيله
هزت راسها بنفي وقالت باقتضاب
_ لأ
_ لاه ليه بس أني شايف انه زين وشاريكي يبجى ليه نجوله لأ
كانت تصم اذنها وقلبها عن سماع اي شيء يتعلق به وتمتمت باندفاع
_ ده واحد كداب دخل علينا عشان ينتقم من جدي ازاي عايزني اثق فيه؟
تطلع اليها ببجدية وقال بحكمة
_ يا بنتي احنا مش ملايكة وبعدين اي حد مكانه كان هيعمل أكتر من إكدة وبما إنه معدنه طيب وافج لما أخوي وعده أنه هيرچع حجه والانتجام ده يسيبه للخالج، ده واحد شاف أبوه بيتجتل جدام عينيه وأمه بتموت بحصرتها وبعدين اني مش هلاجي أحسن منيه ليكي، اني خلاص اطمنت على جواد خليني اطمن عليكي انتي كمان.
ربت على كتفها وتمتم باحتواء
_ جومي يا بنتي الله يرضى عليكي واللي انتي رايداه هعمله.
وافقت ياسمين على مضد وخرج والدها ليتركها تبدل ملابسها وجلس مع آدم.
خرجت يا سمين بعد وقت طويل كان آدم فيه يتلوى على جمر ملتهب
لم تنزاح عينيه عن باب الغرفة ولم ينتبه لكندا التي تطلب منه تناول قهوته قبل أن تبرد
_ يا الله هيك قهوتك بردت لحظة بعملك غيرها.
حمحم آدم بإحراج وقال بارتباك
_ ها، لا انا هشربها عادي.
هم بتناولها لكنه أعادها مرة أخرى عندما خرجت ياسمين ونظرت إليه بوجوم
نهض ليستقبلها والقت السلام عليهم ثم جلست بعيدًا عنه
نهضت كندا وهي تتمتم بهدوء
_ تعا عامر وسيبهم يتكلموا براحتهم.
وافق عامر وخرج الى الشرفة الملحقة بالصالة كي يكونوا تحت أعينهم
جلس آدم بالقرب منها ومازالت تلك العنيدة تشيح بوجهها بعيدًا عنه
_ هتفضل باعده حالك إكدة عني؟
لم تجيبه وظلت على وضعها دنى منها قليلًا ثم تحدث بوله
_ ممكن اعرف ليه الزعل ده؟
نظرت إليه بحنق وتمتمت بحدة
_ يعني مش عارف؟
هز رأسه بنفي وتحدث بقوة
_ لأ مش عارف، كل اللي اعرفه إن حبيتك واتعلجت بيكي وكنت ناوي اعترفلك بكل حاچة بس انتي اللي كسرتي جلبي ووافجتي على خالد واتخليتي عني، مع إني في الوجت ده كنت ناوي أروح لحسان واعترفله بكل حاچة وكنت ناوي أجوله إني هخفي الأدلة اللي معاي مقابل أنه يوافج على چوازنا، فإن كان حد له الحج أنه يزعل فهو انا مش انتي.
رمشت بعينيها تحاول الثبات وردت بفتور
_ انا عملت إكدة خوف عليك مش تخلي زي ما بتجول لأن جدي مش بيرحم زي ما انت عارف، ولو كنت صريح معايا من البداية مكنش حصل كل ده.
_ يا ريت ننسى اللي فات وخلينا في النهاردة اني چاي اطلب يدك ونبدأ صفحة چديدة مع بعض بعيد عن حسان واللي حواليه
ياسمينا انا بحبك وكفاية اللي ضاع من عمرنا لحد دلوجت وخلينا في اللي چاي
نظر بعينيها ليلاحظ حيرتها وتابع بحب
_ ارجوكي توافجي وانا اوعدك هعوضك عن كل اللي فات.
_______________
خرجت حياة من غرفة الفتيات قتجد وهدان يدلف من باب المنزل
ابتسمت بترحيب وهي تتمتم بعتاب
_ أخرت ليه؟
بادلها الابتسام ودنى منها يحاوطها بذراعيه ويقبل رأسها قائلاً
_ كنت في مشوار إكدة بتأكد من حاچة.
قطبت جبينها بحيرة وسألته
_ مشوار ايه ده اللي يأخرك لحد دلوجت؟
لاح المكر بعينيه وتمتم بخبث
_ ولو الخبر عچبك هيكون ايه المقابل؟
هزت كتفيها بدلال وتمتمت
_ مفيش حاچة عندك ببلاش كله بمقابل؟
أومأ مؤكدًا وهو يبعد خصلتها لخلف اذنها
_ ما انتي خابرة ده مبدأ وماشي عليه مينفعش اغيره.
_ ماشي يا سيدي جولي بجا.
تنهد وهدان باستسلام
_ مع إنك مش جد كلمتك وبرتچعي فيها بس هجولك وأمري لله
ابنك رچع مصر وأول ما چالنا الخبر روحنا طوالي أثبتنا وجوده ورفعنا الدعوة بالتوكيل اللي عملتيه للمحامي.
لم تصدق حياة ما أخبرها ورمقته برجاء الا يتلاعب بمشاعرها في أمر كهذا
_ بجد يا وهدان ولا بتضحك عليا.
_ هي حاچة زي دي فيها هزار إن شاء الله كلها ايام وابنك هيكون في حضنك
تجمعت العبرات داخل عينيها وهي لا تصدق بأنها سترى ابنها أخيرًا بعد مرور عام من فراقه
وعندما لاحظ وهدان سقوط عبراتها مسحها بابهامه وهو يقول بعتاب
_ ليه بس الدموع دي؟ طول ما انا عايش مش عايز اشوفها الله يرضى عليكي، معدش لها وچود في حياتنا
جذبت نفسها لحضنه وهي تحاوطه بحب وتمتمت بخفوت
_ مش لاجية كلام اجوله واعبرلك بيه عن اللي جوايا يا وهدان.
ضمها أكثر إليه وتمتم بوله
_ خابره من غير ما تجوليه.
ابعدها عنه قليلًا كي ينظر داخل عينيها وتابع
_ النظر في عينيكي بتخبرني بكل اللي في جلبك، بكرة بإذن هنروح نخلص باجي الأوراج عشان نمنعه من السفر فيضطر يتنازل عن الطفل لجل ميخسرش شغله.
هدخل اغير هدومي لحد ما تچهزي العشا.
هم بالابتعاد لكنها منعته
_ في حاچة رايدة اخبرك بيها لول.
قطب جبينه متسائلاً
_ جولي يا حياة خير؟
امسكت يده لتضعها على جوفها باحراج وتمتم بخجل
_ العيلة بتكبر والحمل هيكون تجيل عليك.
لم يفهم وهدان معنى حديثها أو بالأدق لا يستوعب فتابعت عندما وجدته يضيق عينيه بحيرة
_ اني حامل.
اهتزت نظراته وهو لا يصدق ما تخبره به
في خلال أشهر قليلة تبدل حاله بعد المعاناة التي عاشها منذ وفاة زوجته
_ متأكدة؟
هزت راسها بسعادة
_ ايوة اتأكدت النهاردة عند دكتورة الوحدة وجالت إني في الشهر التاني.
اتسعت ابتسامته وهو يحتويها بعينيه وتمتم باحتواء
_ المرة دي اني اللي مش لاجي كلام اجوله بس اكيد حساة في عينيه.
اومأت له بحب
_ عارفة وبدعي من ربنا انه يكون الولد اللي بتحلم بيه يكون سند لولادنا.
هز رأسه بنفي وتحدث بصدق
_ صدجيني مش بيفرج معاي ولد ولا بنت المهم يكونوا صالحين ويتجوا الله في نفسهم جبلينا، وبعدين لو چات بنت خير وبركة وإن چاه ولد الحمد لله على نعمه، لازمن الانسان يرضى بقضاء ربنا وبحياته عشان يجدر يعيش.
كانت تستمع لأقواله التي لامست شغاف قلبها وتمتمت برضا
_ الحمد لله على نعمة وجودك انت في حياتي.
_ طيب في عشا ولا هنبدأها بجا بدلع وتجولي مش جادرة وتعبانة والكلام ده.
هزت راسها بنفي وأشارت لعينيها
_ من عينيه.
_____________
خرج مراد من المنزل يبحث بعينيه عنها فقد رآها من شرفته وهي تخرج من المنزل لتسير في الحديقة
سار للجانب الخلفي فوجدها تجلس على المقعد وتتصفح كتاب بين يديها.
تقدم منها وهو يحمحم كي تنتبه له وعند رؤيته اغلقت الكتاب ووضعته على ساقها
_ جاعدة لوحدك ليه؟
ابتسمت نور بحبور
_ لقيت الجو حلو وآسر نايم قلت انزل الجنية اقرأ الرواية دي.
جلس على المقعد المقابل لها وأخذ منها الكتاب ليقرأ عنوانه
_ لقاء الغرباء آن هامبسون.
اومأت له بحماس
_ جميلة أوي الكاتبة دي بتعجبني اوي في روايتها بحسها أكثر واقعية.
اعجب بتجاوبها معه بالحديث فتابع حديثه معها
_ بتحكي عن أيه؟
ازداد حماسها لمشاركتها في الحديث
_ بتحكي عن ارملة انجليزية جوزها مات في حادثة واكتشفت بعدها أنه كان خاين
جلتها مهمة انها توصل اولاد صغيرين لعمهم في اليونان
ولما وصلت فضلت عنده فترة لحد ما ييجي معاد طيرتها، لاحظ ان الولاد اتعلقوا بيها اوي فعرض عليها انه يتجوزها وتفضل مع الولاد وقفت لحد هنا.
لا يعرف لما أراد التطرق في هذا الأمر، ربما لأن الوقت حان وقد تركها فترة طويلة لتعتاد عليه فقال بمغزى.
_ تعرفي إن الجوز المشروط حرام شرعاً.
اهتزت نظراتها وشعرت بأنه يوجه الحديث لها فقالت بارتباك
_ دول مش مسلمين.
راقه ارتباكها فهذا يؤكد أنه وصل لمبتغاه فرد بايحاء
_ بس انا مش بتكلم عنهم، انا بتكلم عن دينا.
ازدردت لعابها بصعوبة وقد اصتبغت وجنتها بإحراج وخاصة عندما تابع
_ اظن انك اخدتي وقت كافي.
قطبت جبينها بحيرة وسألته بعدم فهم
_ تقصد ايه مش فاهمة.
ابتسم مراد ورد بهدوء
_ إننا نتمم جوازنا.
_______________
في غرفة توليب وجواد
استيقظت توليب في الصباح لتجد نفسها مازالت بين ذراعيه يحتويها بتملك
تطلعت إليه بابتسامة مشرقة وتذكرت تلك الليلة التي لم يكف عن بثها مدى حبه وولعه بها
أمسكت يده بروية وقربتها من فمها لتطبع عليه قبله حانية ثم وضعتها بجانبه، أخذت تنظر إلى ملامحه التي تعشقها وأرادت أن تطبع قبلة صغيرة على خده لكنها تراجعت كي لا تقلقه
فلم ينام كلاهما سوى قبيل الشروق
نظرت في هاتفها فتجد الساعة تعدت الثانية عشر ظهراً
وقد أخبرها بأن عليهم التحرك بعد الظهر.
نهضت بتكاسل فوجدت الغطاء قد انحصر عن ساقه الصناعية مما جعل قلبها يأن ألماً عليه
فقد ظهر البتر أسفل الركبة وقد لاحظت تورمها قليلًا
يبدو انه لم ينزعها مطلقًا ولهذا سببت له ذلك التورم.
قررت جذب الغطاء عليها كي لا يستيقظ ويعلم بأنها رأتها
همت بمسك حرف الغطاء كي تغطيها لكن صرخة فزع صدرت منها عندما وجدت يده تمسك معصمها بقوة آلمتها