رواية صراع الذئاب الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ولاء رفعت
_ يقف ذلك الحارس ينظر إلي ساعة يده ليجدها الساعة الثانية صباحا ...تنهد بضيق
تقدم نحوه زميله وهو يحمل كيس بلاستيكي فقال الأول :
مالسه بدري يا عم هشام ... أي كل ده بتجيبلنا أكل
أجابه
بحنق : بقولك أي مش نقصاك ع المسا ... ده أنا قعدت ألف أد كده عقبال
مالاقيت محل ف منطقة جمبنا بيبيع سندوتشات المنطقه هنا مفيهاش صريخ إبن
يومين
الحارس : هات يا أخويا لما أشوف جبتلنا أي
هشام : خد يا أخويا أمسك ... قالها وكاد يذهب
قال الأخر : رايح فين تاني
هشام : رايح الحمام مزنوق ياعم
قال زميله : طيب خد بالك عشان اللمبه بتاعت الحمام شكلها أتحرقت
هشام : بتتكلم بجد ؟؟؟
_ أنت بتخاف ولا أي ؟؟؟
رمقه بتوتر وقال : لللا أبدا هو بس الواحد بيقلق من الأماكن الي مفهاش حد والسنتر جوه عامل زي المغارة
_ شغل أي نور عندك جوه ... ولاأجي أقفلك حارس ع باب الحمام أحسن للعو يطلعلك ... قالها زميله بسخرية
هشام : أتريئ أتريئ ... خد بالك من المكان عقبال ما أجي ... قالها وذهب
صاح الأخر بسخرية : أبقي خلي بالك ليطلعلك أبو رجل مسلوخة
ولج هشام إلي الداخل وهو يتمتم : عبو شكلك دمك يلطش ...
توقف
أمام المرحاض وهو يبحث عن أي مفتاح كهربائي لينير أي مصباح ... فزفر بتأفف
وهو يتلفت من حوله بخوف حيث الظلام يغلب المكان ... وجد لوحة المفاتيح
برفع الأزرار بعشوائية حتي أضاء معظم المصابيح بالمركز
_ الله يخربيتك رايح تئيض المكان كله عشان خايف !! .. قالها الحارس وهو يمضغ الطعام
أنتهي هشام من قضاء حاجته وكاد يخرج من الباب حتي أوقفه صوت سقوط شيئا ع الأرض فأنتفض بذعر وركض إلي الخارج
وقف أمام زميله يلهث وقال : ألحق يا شريف شكل فيه حد جوه
شريف : أنت مجنون ياض أومال أنت بتعمل أي هنا مش المفروض سيادتك سكيورتي !!
هشام : ياعم وربنا جت معايا غلط وأنا مليش ف الشغلانه دي أصلا ... روح شوف أي الي بيحصل جوه وأنا مستنيك
_ وف أثناء حديثهم حدث شررا بللوحة الكهرباء ... أزداد أكثر حتي أشتعل الشرر ليحدث ماس كهربائي مضرما ف المكان بأكمله
صرخ الحارسين وهم يركضا نحو الداخل لكن كانت النيران قد أمسكت ف كل شئ
هشام : فين طفايات الحريق ؟؟
شريف : الباشمهندس نبيل قالي هيجيبهم النهارده ومحدش جه وموبايله مقفول
صرخ هشام : وهنعمل أي دلوقت !!
شريف : نتصل ع المطافي ونبلغ ياسين بيه
أجري إتصالا برجال الإطفاء وأبلغهم ... وقام بالإتصال ع ياسين فلم يجد إجابه
حيث كان قد عاد من حفل الزفاف ليغط ف نوما عميق ولم يشعر بهاتفه الذي تركه بداخل جيب سترته .
************************************************
_
تتسلل أشعة الشمس من بين ستائر الغرفة لتوقظها من سبات عميق لتجد رأسها
تتوسد صدره العاري ... يداهمها ألم شديد فأعتصرت عينيها ثم أتضحت لها
الرؤية لتنصدم بما تراه وهو ثوبها وثيابها الداخليه وحذائها كل منهم ملقي
بشكل عشوائي ع الأرض وأيضا ثيابه مبعثرة فوق الأريكة المقابلة للتخت
...أمسكت بطرف الغطاء الذي يدثرهما معا حتي أتسعت عينيها بصدمة ....
فلاش باك
بداخل إحدي الملاهي الليلية الشهيرة والخاصة بالطبقة المخملية ... تجلس ع المقعد بترنح أمام طاولة الخمور (البار)
ترتشف أخر قطرة بكأسها
فقالت بنبرة ثمله :
لو سمحت عايزة كاس تاني
صاح قصي بحنق : متجبلهاش حاجة ... ثم حدق بها بإمتعاض وأردف : كفايه شرب لحد كده وأومي يلا عشان نروح
أومأت رأسها بالرفض وقالت :
لاء مش عايزة أروح ... مش هاروح الفندق ده تاني
زفر فقال : مش هنروح هناك هنرجع القصر
أجابته بثقل : لاء أنت بتضحك عليا ... فنظرت إلي النادل وقالت :
هات الي قولتلك عليه
أشتد غضبه وقبل أن يأخذ النادل كأسها الشاغر أمسك به ودفعه بقوة ليتحطم ع الأرض وهو يصيح بغضب جامح :
قولتلك مفيش زفت من أمتي وأنتي بتشربي !!!
إبتسمت بسخرية كالبلهاء وقالت :
أنتو
السبب .. هو راح إتجوز وأنت فاجأتني بالفرح كل ده عشان تثبتلي إنك أنت الي
بتحبيني وهو لاء ..كلكو زي بعض صنف أناني مبيفكرش غير ف نفسه
جز ع أسنانه وقال :
أنا مش هحاسبك ع كلامك عشان أنتي سكرانه
قهقهت بصوت عالي ثم قالت :
ومين قالك إن أنا سكرانه !! بالعكس أنا فايئة و عرفت كل واحد فيكو ع حقيقته
نزلت من فوق المقعد وكادت تسقط فألحق بها ليمسكها ... دفعته من أمامها وصاحت به :
أبعد عني أنا بكرهك ... بكرهكو كلكو أنت وآدم وبابا ... كلكو واحد ...
تراجعت
إلي الخلف لكن قد خارت قواها فأسرع بحملها ع زراعيه وغادر من هذا المكان
حتي وصل إلي سيارته ... نزل السائق ع الفور وفتح له باب السياره فوضعها
بالداخل ثم ولج عقبها ....
وبعد إن ولج السائق وبدأ بالقيادة قال :
هنطلع ع الفندق ياباشا ؟؟
قصي : لاء أطلع ع القصر
أنطلقت
السيارة نحو القصر وكانت ممدة ع المقعد ورأسها ع فخذيه تهذي بكلمات غير
مفهومه ... بينما هو ظل يحدق بها ويلامس وجنتها بحنان .
********************************************
وصلت
السيارة أمام القصر ... ترجل قصي منها وهو يحملها ع زراعيه ... كانت ف
حالة ثمل يرثي لها تضحك تاره وتبكي تاره أخري ... ظل يلوم نفسه ع ما فعله
عندما أخذها الحفل لكن كان داخله يريد أن يتأكد إنها قد أحبته حقا !!أم
مازالت تفكر بآدم !!
صعد بها الدرج فقابلته مربيتها
_ أي ده !!! حصلها أي ؟؟؟... صاحت بها زينات بنبرة قلق
أجابها قصي : محصلش حاجة تعالي بس حضري لها هدوم
زينات وهي تنظر إلي صبا بحزن قالت : أمرك يا بيه
ولج
إلي الغرفة وتبعته زينات التي ذهبت إلي غرفة الثياب لتجلب لها منامة قطنية
... خرجت لتجده يجلس ع طرف التخت يخلع لها حذائها ثم أقترب منها وهو
يجعلها تنهض بجذعها بين زراعيه
_ أحم .. أنا حضرتلها بجامة قطن ... قالتها زينات
قصي : حطيها ع السرير وروحي أنتي إرتاحي
زينات : أخليهم يجهزو العشا؟؟
أجاب بإقتضاب : لاء
زينات : طيب عن إذن حضرتك ... تصبحو ع خير
لم يجيب عليها .. غادرت الغرفة ... ساعدها بالوقوف
وقال : تعالي يلا عشان تاخدي شاور وتنامي
تململت بين زراعيه وقالت بثمل :
لاء مش عايزه حاجة
زفر بضيق وقال :
هو أنا بقولك تاكلي ! تعالي لازم تاخدي دش يفوءك لو نمتي كده هتصحي مش هتستحملي الصداع الي هيجيلك
تأففت بضجر وقالت :
أوووف بقي ياقصي مش قادره أقف سبيني بقي
قصي : تعالي أنا هادخل معاكي وهساعدك
حدقت ف عينيه لثوان ثم إبتسمت ببلاهه وقالت :
عينيك حلوة أوي
أبتسم وقال : شكرا .. يلا أومي بقي
حاوطت عنقه بزراعيها وقالت بثماله :
أستني أستني
قصي : نعم ف أي تاني ؟؟
أجابته بنظرات مبتسمة : أضحك
أبتسم بتصنع وقال : ها خلاص كده ؟؟
وضعت يديها ع وجنتيه وقالت :
الله غمازاتك حلوه أوي لما بتضحك .. بس لما بتكشر بخاف منك أوي
رمقها بنظره حانيه فعانقها بحب وقال :
متخافيش ياروحي
قالت وهي تدفن وجهها ف عنقه :
قصي ؟
قصي : نعم يا قلب قصي
صبا: أنت بتحبني بجد ولا أتجوزتني عشان تنتقم منه (تقصد آدم)
أبعد وجهها عن كتفه ليحاوطه بكفيه وبنظرات عشق ووله قال :
أنا
بعشقك وكنت بتمني تكوني ليا من وأنتي لسه طفله لما كنتي بتيجي مع باباكي
القصر ... ولما عرفت إنك متعلقه بإبن خالك قررت أبعد ومعلقش نفسي بيكي لكن
لاقيت حصل العكس .. كل يوم بيعدي عليا كان شوقي ليكي بيزيد وحبك جوه قلبي
بيكبر لحد ماوصل لمرحلة العشق بجنون فمقدرتش أستحمل فكرة إنك تكوني لغيري
وأنا بعشقك بكل كياني ... أنتي مكانك مش ف قلبي وبس ... أنتي ف كل ذرة ف
جسمي ..ف عقلي وقلبي وحبك بيجري ف دمي .. أنا عارف كنت قاسي معاكي أوي لما
كنتي بتهربي وأرجعك تاني .. ببقي خايف لتضيعي مني بعد مابقيتي ليا ..
كانت تستمع إليه وشارده ف سحر عينيه وصدق مشاعره وكلماته لها
أردف حديثه : ها لسه عندك شك ف حبي ليكي ؟؟
أومأت له بالنفي فوضعت كفها ع موضع قلبه وقالت : ممكن أشوف الوشم؟؟
أبتسم بجانب فمه وقال :
طيب ممكن تسمعي الكلام وتروحي تاخدي شاور والوشم وصاحبه تحت أمرك
أذعنت
لأمره فذهبت برفقته إلي المرحاض بخطوات مترنحه تكاد تحملها ساقيها بصعوبه
وهو يسندها من خصرها ... وضعها فوق الطاولة الرخامية للحوض حتي يتثني له
خلع سترته وساعته وحذائه ثم أنزلها وأخذها إلي داخل كابينة الإستحمام وهي
تستند ع صدره ف وضع العناق .. ضغط ع المكبس لتنهمر المياه فوقهما .. وضع
يديه ع سحاب ثوبها وبدأ بإنزاله ليبعد الثوب عن كتفيها ... أوقفته وهي تمسك
بيده وهي تحدق برماديتيها ف زيتونتيه الساحرتين والمياه تجري فوق رأسه
وجسده أنسدلت خصلات شعره ع جبهته وأبتلت ثيابه وألتصق قميصه الأبيض بصدره
ليظهر الوشم بأسفله ... وضعت أناملها فوق أول زر لقميصه وقامت بفك أزراره
واحد تلو الأخر لتبعد القميص عن الوشم ... لامسته بأطراف أناملها وهي تمعن ف
رؤيته وقراءته بصمت حتي شعرت بدقات قلبه أثر لمساتها ... وهو كان يحدق ف
تعابير وجهها الذي تجري عليه المياه وشفتيها الورديه التي تشبه حبات
الفراوله التي تغمرها المياه حينها رفعت عينيها لتحدق به بنفس نظراته ...
أبتلع ريقه فتحركت تفاحة آدم خاصته ... ليتفاجئ بإقترابها منه وهي تلامس
شفتيه بخاصتها وقامت بتقبيله وضمه إليها وكأنها تتشبث به بقوة لاتريده أن
يبتعد ... أثارت مشاعره الجامحة نحوها ...فبادلها تلك القبلة التي أضرمت
نيران العشق بداخله وأسرت قلبه وسلبت لب عقله ... عانقها بقوة حتي كادت
ضلوعهم تتشابك معا ... لتبدأ ملحمة عشق الملك لأميرته ويحلق معها ف سماء
مملكته ويعلمها قواعد الحب بطريقته الخاصة .
باااااااك ...
******************************************
صباح اليوم التالي ...
أستيقظت
ع صوت رنين هاتف الغرفة... فتحت عينيها لتجد إنها مازالت ترتدي ثوب الزفاف
... نهضت لتراه نائما فوق الأريكة عاري الصدر ولايرتدي سوي بنطال قطني ...
أشاحت نظرها عنه وأجابت ع الهاتف : ألو
أجاب عليها صوت
أنثوي : أيوه يافندم سوري ع الإزعاج ... بس حبيت أبلغكم إن بعد ساعة
العربية الي هتوصلكو للمطار هتكون جاهزه ... أي خدمة تاني يافندم؟؟
خديجة : شكرا
أغلقت
السماعة ونهضت من فوق الفراش متجهة إلي المرحاض ... وبالداخل وهي تذهب إلي
حوض الإستحمام توقفت أمام مرآة حوض غسيل الوجه ... وهي تتذكر أحداث الأمس
التي كانت بمثابة الكابوس إليها
... إنتهت من الإستحمام
وهي تجفف جسدها بالمنشفة القطنية وكذلك خصلات شعرها ... تنهدت بضيق عندما
تذكرت إنها قد نست أن تأخذ ثياب لترتديها ... فلاحظت وجود رف بالحائط يوجد
بأعلاه معاطف قطنية مطوية بشكل منظم ... تناولت معطف لترتديه ... وقبل أن
تغادر أخذت تتوضأ ثم خرجت ... ألقت نظرة ع الأريكة فلم تجده فأدركت إنه
أستيقظ ... بحثت عن حقيبتها لم تجدها فتذكرت إنها ف ردهة الجناح ... وإن
أمسكت بمقبض الباب لتجده فتح فجاءة فتراجعت إلي الخلف بفزع
_ بسم الله الرحمن الرحيم ... قالتها خديجة بصوت منخفض
وكاد
يتفوه لكن وإن وقعت عينيه ع مظهرها ...خصلات شعرها المبتلة تحاوط وجهها
الملائكي ... وإن رأت نظراته المتفحصه لها فأمسكت بتلابيب المعطف وهي تضمه
بيديها فقالت :
عن إذنك
قالتها لتعبر بجواره لكنه وقف أمامها كالجدار كلما تتجه يمينا أو يسارا يمنعها من العبور ...
زفرت بحنق وقالت بدون أن تنظر له بصوت مرتفع إلي حد ما : لو سمحت ممكن أعدي
أمسك رسغها وقال :
مش حذرتك مليون مرة من الصوت العالي !!!
حاولت جذب يدها وقالت :
أوعي إيدك أنا متوضيه
آدم : مش هسيبك غير لما تعتذري الأول
أجابته بتحدي : وأنا مش هعتذر لأن مغلطش فيك ... أنت الي بتستفذني وترجع تقولي صوتك ومش صوتك
أبتسم بجانب فمه وقال بنبرة كالفحيح :
شكلك متعلمتيش حاجة من درس إمبارح
خديجة : آدم ممكن لو سمحت تسيبني ف حالي وأنا أوعدك مش هتسمع صوتي أصلا
قال بسخريه :
لاء ... أنتي متفرضيش عليا أوامر أنا الي أقرر وأقول أي الي يتعمل وأي الي ميتعملش
خديجة : أنا ع فكرة مش بأمرك أنا بقولك لو سمحت ... ولو عندك مشكلة ف السمع أو الفهم مش مشكلتي
قالتها وهي تجذب يدها بقوة من قبضته
قهقه وهو يوصد الباب ويقترب نحوها... فتراجعت إلي الخلف وقالت : لو قربت مني تاني يا آدم المره دي مش هاسكت
قال بسخرية :
هتعملي أي وريني؟؟ ... هتكلمي أخوكي ! ولا هتشتكيني لبابا !!
خديجة : لاء هاخد حقي بنفسي
قهقه بإستهزاء وقال :
وريني يا خديجة هتعملي أي؟؟
خديجة
: أفتكر إن أنا حذرتك .. قالتها وهي تمسك بمزهرية صغيرة وكادت تلقي بها
عليه فأندفع بجسده نحوها ليقعا معا ع الأرض هو فوقها وهي أسفله ... أخذ
منها المزهرية وألقاها بعيدا
_ يعني بتعلي صوتك وبتغلطي وكمان بتحدفيني بالفازه !!! ... قالها وهو يثبت زراعيها بقبضتيه
_ أنت الي إبتديت ... قالتها وع الرغم قوتها التي تظهرها بداخلها ترتجف خوفا وخجلا
جز ع فكه وقال : أنا وأموت وأعرف أنتي جايبة القوة دي منين
أجابته
: من بعض ماعندكم ... قالتها لكن لم تستطع إن تكبت عبراتها المتلألأه
بداخل عينيها فألتمعت ببريق ليراه ويشعر بوخزه ف قلبه ... ترك إحدي يديها
ليلمس تلك العبرة المنسدله جانب عينها ... نهض من فوقها متضايقا ولايدرك
الشعور الذي يخالجه فقال :
أومي غيري هدومك وصلي وأجهزي عشان مسافرين
وقفت
ثم أتجهت إلي الخارج لتبدل ماترتديه بثيابها المحتشمة وعبارة عن ثوب زمردي
قاتم وحجاب بللون الجملي بينما هو قد أرتدي بنطالا من الجينز القاتم
وقميصا رماديا قد رفع أكمامه إلي منتصف ساعديه مرتديا ساعة يد ذات ماركة
عالميه ... صفف خصلاته بعنايه ونثر عطره المفضل ... خرج ليتفقدها ف الردهة
وجدها تؤدي فرضها بخشوع وتطيل سجودها ... أبتسم فرحا من قلبه عندما رأي ذلك
... فأنتظرها بغرفة النوم إلي أن أنتهت من صلاتها وذهبت إليه وقالت :
أنا خلصت
وأنحنت
نحو حقيبتها لتحملها فسبقها ليضع يده فوق يدها وهي تمسك بمقبض الحقيبة ...
حدق ف عينيها مقتربا بأنفاسه من وجهها ... تعالت خفقات قلبها لترمش
أهدابها عدة مرات بخجل
_ سبيها أنا هخرجها برة والهوم سيرفس هينزلوها تحت ... قالها آدم
سحبت
يدها بهدوء لتولي ظهرها له وهي تلتقط أنفاسها ووجنتيها شديدة الحمرة ... ع
الرغم من معاملته القاسية لها لكن كلما أقترب منها يعتريها ذلك الشعور
التي أحست به للتو فهي تعشقه بكل حواسها لكن تأبي أن تظهر له مابداخلها
طالما قلبه مازال معلق بحبه القديم .. هكذا تظن هي ... فهل للأيام رأي أخر
!!
***********************************************
_ نهضت مسرعة وهي تلملم الغطاء لتدثر به جسدها فأمسكه بيده وزمجر وقال : رايحة فين ؟
_ أنا مش هاسكت عن الي عملته معايا ده ... صاحت بها صبا
فتح عينيه لينهض بجذعه العاري وقال بصوت أجش أثر النوم :
عملت أي ؟؟
صبا : أستعبط أستعبط ... يعني مش فاكر حاجة خالص ؟؟
ضحك وهو يمسح وجهه بكفيه وقال : وربنا أنتي مجنونة
صاحت بحنق :
أنا مجنونه !!!
أومأ لها وقال : اه مجنونه ... عشان الي يسمعك يفتكر إن عملت فيكي حاجه
_ ياسلااااام ... والي حصل إمبارح ده تسميه أي !!! ... قالتها صبا بتهكم
أبتسم بمكر وقال :
والله بدل ما بتسأليني روحي أسألي للي مسكتني من رقبتي وباستن....
لم يكمل حيث ألقت عليه الوساده بحنق وقالت :
أسكت .. وبعدين أنا مكنتش ف وعيي وأنت ... أنت أستغليت الفرصة
إبتسم بسعادة وقال :
بس كانت أحلي وأجمل فرصة بصراحة
توردت وجنتيها وقالت بتلعثم :
أأ أنت .. معندكش دم
_ توء توء ... عيييب مش أتفقنا إن مفيش غلط ولا وحشك العض !!
أتسعت حدقتيها وهي تضع يدها ع موضع آثار العض القديمة وقالت:
مكنش أصدي بس أنت عمال تغيظ فيا
قصي : طيب روحي حضري نفسك عشان هنسافر
صبا : هنسافر!!
قصي : أه عندي صفقة لازم أخلصها كنت مأجلها عشان اليومين الي كنت حجزهم ف الفندق ... وحضرتك ضيعتهم فهضطر أعجل بالسفر
صبا : وهنسافر فين ؟؟
قصي : روسيا
قالت بنبرة تهكم : وطبعا الصفقة دي صفقة سلاح
تحولت ملامحه إلي التجهم وقال :
وده مضايقك ف حاجه ؟
ألتفت لتجلس أمامه فأجابته :
اه مضايقني ... ده شغل مشبوه وكله دم يعني فلوسو حرام
قصي : ومين قال كده ؟؟
صبا
: مش محتاجة إن حد يقول ... السلاح الي حضرتك بتستوردو وتبيعو التجار
بياخدوه بيبيعوه للي بيقتل والي بيسرق والي بيرهب الناس يعني عندك
الإرهابين الي ف سينا وكل حته مجندين من بره بس السلاح الي بيقتلو بيه
الأبرياء بيشترو من جوه البلد الي أنت و غيرك بتاجرو فيه ولا همامكو أرواح
الناس الي بتتقتل بسببكو
تنهد وقال : خلصتي كلامك ؟؟
صبا
: أنا عارفه كلامي مش عجبك بس أتمني إنك تبطل الشغل ده ... عايزه أعيش
معاك ف أمان وكفاية عليك شغلك ف مجال الحديد ماشاء الله أرباحه كتير ومش
هيخليك تحتاج لتجارة السلاح
قصي :
صبا ياريت متتكلميش ف الموضوع ده عشان متزعليش مني ... الشغل ده هو الي
وصلني للي بقيت فيه هو الي خلي الي يسمع إسم قصي العزازي يعملو ألف حساب
أقتربت منه وهي تتلمس وجنته وقالت :
أنا نفسي تبطل الشغل ده عشان خاطري
أمسك يدها وقبلها ف كفها وقال :
للأسف مش هينفع ... الي يدخل المجال ده ويوصل للي أنا فيه يوم مايحب يبعد ويبطله هيبقي يوم موته
نهضت وهي ماتزال تمسك بالغطاء حول جسدها قالت بسأم : طيب عن أذنك
قصي : ثواني
صبا : فيه أ....
لم
تكمل فشهقت بصدمة وهي تضع يديها ع وجهها عندما وجدته يرفع الغطاء من فوقه
لينهض ويتناول سرواله من الأرض ويرتديه ... قهقه من ردة فعلها الخجولة وقال
:
خلاص لبست هاتدخلي التويليت ولا أدخل أنا ؟؟؟
أبعدت يديها بحذر وأجابته بدون أن تنظر له :
لاء هادخل أنا الأول عشان لسه هاحضر هدومي وحاجتي الي هاخدها معانا
قصي : طيب يلا بسرعه
وف طريقها إلي المرحاض جذبها من خصرها فألتصق ظهرها بصدره ودفن وجهه ف عنقها وقال :
أي رأيك ناخد شاور مع بعض
أبعدت يديه عنها وقالت :
قليل الأدب
قالتها وركضت إلي داخل المرحاض وأغلقت الباب
ضحك وقال ساخرا :
الله يرحم ليلة إمبارح ...فأردف بنبرة صوتها مقلدا إياها : بحبك ياقصي متبعدش عني ياقصي
فتحت الباب فجاءه لتلقي عليه منشفة قطنية وقالت :
بااااارد
**********************************************
_
أمام مطار القاهرة الدولي توقفت سيارة أجرة ترجل منها يونس ويحمل فوق ظهره
حقيبة ذات زراع واحد يخفي نصف وجهه بنظارة شمسية سوداء وفوق رأسه قبعة
رياضيه ... أخرج هاتفه وأجري الإتصال بالسيدة فايزه
_ أنا أدام المطار هي فين ؟
فايزة : هتلاقيها ف التويليت الخاص بالسيدات
يونس: طيب هادخلها إزاي مينفعش
فايزة : أنت روح هناك هتلاقي عاملة واقفه برة خليها تدخل تبلغها وهي تطلعلك ع طول ويلا عشان يدوب أدامكو ربع ساعة ع ميعاد الطيارة
يونس : بجد أنا متشكر لحضرتك جدا
فايزه
: أنتو ولادي الي أتحرمت من خلفتهم يا يونس ولولا إن أنا عارفة وواثقة إنك
بتحبها ومستعد تعمل أي حاجة عشانها مكنتش ساعدتك ... خلي بالك منها
يونس : من غير ماتوصيني كارين بقت كل حاجة ليا روحي الي أنا عايش بيها
فايزة : ربنا يسعدكو يا ولادي ويكفيكو شر المستخبي ... أسيبك أنا عشان تروحلها ... ف حفظ الله
يونس : مع السلامه
أغلق
المكالمة وأسرع للداخل حتي قابل العاملة المسئولة عن المرحاض فولجت للداخل
... وبعد ثوان خرجت له كارين وهي تنظر له بللهفه وشوق فأرتمت ع صدره
ليعانقها بقوة وقال :
أخيرا هنبقي مع بعض ومفيش حد يقدر يبعدك عني تاني
أبتعدت برأسها عن صدره وقالت :
أنا خايفة أوي يا يونس ... قصي ممكن يعرف إن أنا ف المطار بالتأكيد ليه معارف كتير هنا
يونس : متخافيش إن شاء الله مش هيحصل حاجه خليكي قوية وبطلي توتر عشان متلفتيش الأنظار حواليكي
قالها وهو يمسك براحة يدها ويطمئنها
_
بدأ الإعلان عن التوجه إلي الطائرة التي ستقلع إلي إيطاليا ... ذهب كليهما
حيث قد مروا ع جميع مراحل التفتيش وأتجهوا إلي البوابة التي تؤدي إلي
الطائرة المنتظرة بساحة الإقلاع ...
رمقها بنظرات ثقة وقال :
لسه خايفه ؟؟
أومأت له بالنفي وقالت : طول ما أنت معايا ببقي مطمنه ومبقاش خايفة من حاجة
مد يده إليها مبتسما لتشابك أناملها بداخل أنامله وأتجها نحو درج الطائرة
وخطي كليهما أول درجة ليوقفهما إحدي ضباط المطار وقال :
أقف عندك أنت وهي
ألتفتا إلي الخلف فأتسعت أعينهما عندما وجدوا كنان وبرفقته مجموعة من رجال قصي ومعهم ضابط من المطار
_ حمدالله ع السلامة يا آنسه كارين ... قالها كنان مبتسما بسخرية
كاد يونس يتفوه فأوقفته كارين بإشارة من يدها ثم توجهت إلي كنان الذي يرمقها بنظرات غضب وتشفي ف آن واحد
بادلته بنظرات تحدي وقالت :
عايز أي يا كنان ... مش مكفيك الي عملته أنت والباشا بتاعك ... عايزين مننا أي ؟ سيبونا ف حالنا بقي
كنان : عندي أوامر من أخوكي أرجعك القصر من غير شوشرة ... ده لو باقيه ع حياة البيه الي معاكي
أندفع يونس بحنق وقال :
أنت بتهددنا !!! إحنا مسافرين ومحدش يقدر يمنعنا وهي مش قاصر عشان أخوها ياخدها
_ هاتوهم ... قالها كنان بأمر
فأمسك بهما الرجال
صاح يونس : أبعد إيدك أنت وهو أنا هابلغ البوليس
كنان وهو يشير إليه نحو الضابط :
عندك سيادة الرائد أهو أشتكيلو
قال الضابط :
خلاص يا كنان الآنسه هترجع معاكو وأستاذ يونس يقدر يسافر زي ماهو عايز وبلغ الباشا تحياتي
يونس : أنتو عصابة بقي
الضابط بصياح محذرا قال :
أحترم نفسك وألزم حدودك وأحمد ربنا مخلتهمش ياخدوك يتصرفو معاك
كارين شعرت إنه لا محاله فقالت بنبرة رجاء :
أرجوك
يا كنان سيبنا نسافر ولو قصي قدر يوصلي أوعدك مش هقولو إن أنا شوفتك خالص
... أرجوك وحياة أغلي حاجة عندك ... أنا لو رجعت القصر ده أنا هانتحر وأنت
عارف كويس أنا مبكدبش...
صمت وهو يحدق بعينيها فأردفت بتوسل :
أرجوك ... عشان خاطري ... أمسكت يده لتقبلها فأبعدها عنه ... فأثارت حنق يونس الذي قال : كااااارين أنتي بتعملي أي !!
تنهد كنان وهو ينظر إليهما فقال :
عارف لو حصلها حاجة أو عرفت إنك ضايقتها حتي أنا الي مش هارحمك ونهايتك هتكون ع إيديا
أنفرجت أساريرها بسعادة وقالت :
ربنا
يخليك يا كنان ... أنا بشكرك أوي ... قالتها وهي تعانقه عناق أخوي فأغمض
عينيه وهو يتحمل آلام قلبه الذي طالما أحبها ف صمت ... فرؤيتها سعيدة هكذا
لديه أفضل بكثير من رؤيتها حزينة تبكي حتي لو كان الثمن التضحية بقلبه
الضابط : لو كان كده إطلعوا بسرعة فاضل 5 دقايق والطيارة هتطلع
أمسكت
بيد يونس لتصعد معه ع الدرج حتي وصلو إلي الباب وقبل أن تولج إلي الداخل
... لوحت بيدها إلي كنان كإشارة وداع فبادلها السلام بيده بشبه إبتسامة .
*****************************
ذهبا
إلي مقاعدهم الخاصة وجلسا بعد أن خلعا الحقائب ووضعها يونس ف مكانها
المخصص ... جلس وو قاما بربط الأحزمة ... نظرت له بإبتسامه فلم يبادلها
وأشاح بوجهه
أمسكت يده وقالت :
مالك يا حبيبي ؟؟
يونس: مفيش
كارين : أنا عارفه إنك أتضايقت لما أترجيته بس مكنش فيه طريقه غير كده
زفر يونس بغضب وقال :
وبالنسبة للحضن الي حضنتهولو وكأني هوا واقف !!
ضحكت وقالت :حبيبي بيغير عليا ياناس .. قالتها وهي تضغط ع وجنته بأناملها
_ كااااارين أنا مبهزرش ... صاح بها يونس
كارين : إبتدينا من أولها ... عموما أنا آسفه مش هتتكرر تاني
رفع إحدي حاجبيه وقال :
ع فكرة هو وافق يسيبك مش عشان تحايلك عليه
كارين : أومال أي
يونس وهو يرمقها بتهكم قال : يعني بذمتك مش عارفه ليه ؟؟
قد أدركت مقصده لإنها تعلم مشاعر كنان التي كانت تتجاهلها دائما... عقدت حاجبيها بإستنكار وقالت :
مش فاهمه حاجه
يونس : ماشي يا كارين متاخديش ف بالك
كارين : سيبك من أي حاجه أخيرا بقينا مع بعض يا يونس أنا مش مصدقه
أبتسم وقال :
صدقي
وأول حاجه هنعملها لما نوصل إن شاء الله هنروح السفارة ونكتب الكتاب عشان
أنا مش هافارقك ولا لحظه حتي وأنتي نايمة مش هتفارقي حضني أبدا
أبتسمت
بخجل ثم نظرت من النافذة لتري أرض القاهرة من أعلي والطائرة تحلق ف السماء
متجهة إلي البلاد الرومانية بلد يوليوس قيصر وأنطونيو عشيق كليو باترا .
************************************************
_ في قصر البحيري ...
_ يعني أي متعرفيش حاجه يا جيهان ...هي دي الأمانه الي سبتهالكو أنتي وإبنك ... صاح بها مهدي والد إنجي
جيهان : مالك عمال تزعق ومش فاهمه منك حاجة ... ماقولتلك بنتك مسافرة حتي راحت من غير ماتقول لجوزها
مهدي : فرضا إنها عملت كده محاولتيش تكلميها تسألي عليها دي حتي قبل ماتكون مرات إبنك تبقي بنت أخوكي من لحمك ودمك
شعرت بخطب ما فقالت : طيب تعالي أقعد وأهدي وأنا حد يطلع يصحي يوسف نسأله
_ سميرة ... ياسميرة ... نادت بها جيهان
ركضت إليها سميرة وقالت :
أمرك يا جيهان هانم
جيهان : أطلعي ليوسف وصحيه وقوليلو إن أنا عيزاه حالا
أجابتها سميرة :
يوسف بيه خرج من بدري خالص
جيهان :بالتأكيد راح المستشفي
مهدي
: أنا لسه راجع من المستشفي وهو مش هناك والمفروض كنت أعدي ع ماجده عشان
كانت عايزه تيجي وأنا مرضتش وقولت أشوف أي الي حصل الأول
جيهان : طيب روحي أنتي ياسميرة ... وبعدين يامهدي مش طريقة الي أنت بتتكلم بيها دي؟؟
_ سبيه يتكلم براحته يا ماما أصله معذور برضو ... قالها يوسف الذي جاء للتو من الخارج
مهدي : أصدك أي يا دكتور؟؟
يوسف : عايزك تسمعني كويس ياخالي بنتك معدتش تلزمني لأنها أحقر بني آدمة شوفتها ف حياتي
شهقت جيهان بصدمة وقالت : أي الي أنت بتقولو ده
_ لا بقي شكلك عايز تتربي يا ولد الظاهر نسيت إنك بتتكلم عن بنت خالك ... صاح بها مهدي
يوسف وهو يجز ع أسنانه :
الي عايز يتربي هي بنتك الخاينة الي مأمنها ع عرضي وشرفي وراحت ترمي نفسها ف حضن إبن خالتها
مهدي بعدم تصديق صاح بغضب :
لاااء أنت زودتها أوي
يوسف:
أستني رايح فين ؟ لو مش مصدقني خد صورة من المحضر وأنا بستلمها من قسم
أكتوبر كان مقبوض عليها هي والكلب الي أسمه مروان متلبسين ف شقه مشبوهه ...
قالها وأخرج من جيب سترته ورقة مطويه
أخذها
مهدي بأيدي مرتجفة وهو يقرأ محتواها ... شعر بغصة ف حلقه ليفتح زر قميصه
ويفك رابطة عنقه... وكانت الصدمة تسيطر ع جيهان التي لم تصدق أذنيها
مهدي : أومال هي راحت فين ؟؟
يوسف
: كنت مأجر شقة وحابسها فيها روحتلها من شوية لاقيتها هربت والبواب شافها
بتركب عربية واحد ومليون ف الميه هربت مع مروان بس وقسما بالله ما هسيبها
غير لما تتنزل عن كل حاجة وأولهم بنتي
وقف مهدي ينظر كالمجذوب وقال : أأأنا هدور عليها وهلاقيها ... بس أبوس إيدك يابني أوعي تقول لحد ... وأنت ليك عندي حق وأنا هاجبهولك
يوسف : للأسف مش هينفع أتكلم أولا عشان هي بنتك وثانيا بنتي ملهاش ذنب إنها تتعاير بغلط مامتها
مهدي
: حقك عليا يا يوسف ... أنا الي معرفتش أربيها منها لله ماجده هي الي كانت
مدلعاها ديما وكل حاجه كانت بتشاور عليها بتكون بين إيديها ف الحال ولما
كانت بتغلط وأجي أعاقبها أمها كانت بتحامي لها وبتدلعها وأهو جه ع دماغنا
كلنا ف الأخر .
***********************************************
_
بعد ساعتين من السفر بالطائرة وصل كل من آدم وخديجة إلي الجونة حيث حجز له
والده منزلا من طابق واحد مجهز بكل شئ ... ترجل كليهما من السيارة التي
أوصلتهم أمام المنزل ... أنزل السائق الحقائب من خلف السيارة وساعد آدم ف
حملها للداخل .. ثم غادر بعد أن أعطاه آدم مبلغا من المال ...
ولجت خديجة إلي الداخل وهي تستكشف المنزل بعينيها
فتح باب إحدي الغرف وقال : تعالي دي هتبقي أوضتك ... قالها ليدخل حقيبتها إلي الغرفه
فأردف وقال :
وأوضتي الي جمبك
رمقته بتعجب وقالت : أوضتك !!
أجابها قائلا : اه أوضتي ... أعملي حسابك كل واحد ليه أوضه حتي ف شقتنا لما نرجع ... ولا عندك إعتراض !!
تصنعت البسمة ع ثغرها وقالت :
وهاعترض ليه ... ده كده أحسن
آدم :أنا خارج هاشتري شوية حاجات .. محتاجة حاجة أجبهالك ؟؟
أجابت بإقتضاب :
لاء
شكرا ... قالتها ثم دخلت إلي غرفتها وأغلقت الباب ... قامت بفتح حقيبتها
وأخذت من إحدي الجيوب الداخليه صورة لوالدها عانقتها وهي تبكي وقالت :
وحشتني
أوي يا بابا ... وحشتني أوي يا حبيبي ... أنا نفذت وصيتك ليا بس مش قادرة
أستحمل ... قاصد ديما يجرحني وكأن أنا السبب ف الي حصله ... لو يعرف أنا
بحبه أد أي مكنش عمل معايا كده
توقفت عن البكاء فقامت
بمسح عبراتها ونهضت لتبدل ثوبها إلي (بجامه) قطنية باللون الأسود الذي
تعشقه ... رفعت خصلاتها ع شكل ذيل الخيل ... خرجت إلي الردهة حين شعرت
بالظمأ ... أتجهت إلي المطبخ المبني ع الطراز الأمريكاني ... فتحت الثلاجة
ثنائية الباب ... فتحت إحداهم لم تجد شئ وكذلك الباب الأخر ... تأففت بضجر
فأنتبهت
إلي بكاء طفل صغير بالخارج ... ركضت إلي الغرفة لترتدي إسدال الصلاة وخرجت
لتري مايحدث ... وجدت طفل صغير لايتجاوز الخمس سنوات يجلس بجوار الشجرة
المقابلة للمنزل ويبكي قائلا :
عايز ماما ...عايز ماما
أقتربت منه فوقف بخوف ليختبأ خلف الشجرة
خديجة : تعالي يا حبيبي متخافش مني أنا هوديك عند ماما
ظهر من خلف الشجرة بحذر وينظر لها ببراءه وقال : فين ماما ؟؟
أشارت إليه ليأتي نحوها وقالت : تعالي بس قولي أسمك أي الأول وأنا هاخدك ونروح لماما
أقترب منها وهو يكفكف عبراته وأجابها بصوت طفولي :
أنا آسر
أمسكت يده برفق وقالت : طيب ممكن يا آسر تستني معايا عمو آدم لما يجي نستأذنو عشان نروح ندور ع ماما ؟
آسر : لاء عايز ماما
خديجة : طيب أنتو الشاليه بتاعكو فين ؟
آسر : هناك ... وأشار إليها بعيدا فلم تفهم شيئا
_ آسر ... آسر ... نادت بها السيدة التي تركض نحوهم بذعر فألتف إليها الصغير وركض أيضا وهو يفتح زراعيه وأرتمي ع صدرها وأخذ يبكي
والدته : كنت فين يا آسر ؟ ينفع كده تخرج لوحدك ؟؟
أجابها بصوته الطفولي :
كنت مستني خالو
والدته : خالو مش هيجي النهاردة ... لسه مكلمني وبيقولك هيجلك بكرة ومعاه لعب كتير أوي
أبتسم ببراءه وقال : بجد؟
والدته : أيوه ياقلب ماما بجد ... قالتها ثم نظرت إلي خديجة التي تتابع حديثهم بإبتسامة
آسر : ماما بصي دي صاحبتي ... قالها مشيرا إلي خديجة
والدته : ولد عيب إسمها طنط مش دي
خديجة : هو ميعرفش اسمي ... أنا خديجة
والدته
: أهلا وسهلا بيكي أنا مامت آسر وأسمي حياه ... شكرا لحضرتك إنك أخدتي
بالك منه ... أصله عرف إنه خالو كان جاي النهارده وحصلتله ظروف ف الشغل
فأجلها لبكرة .. خرج من ورايا عشان يستناه .. هو متعلق بيه جدا لأنه الي
مربيه . . أصل والده أتوفي وهو كان عندو سنة ونص
خديجة : البقاء لله
حياه : تسلمي حبيبتي ... أنتي جايه مع حد
خديجة : آه أنا وآدم جوزي جايين نقضي الهني مون
حياه : واو .. أنتو عرسان ألف ألف مبروك
خديجة : الله يبارك فيكي
حياه
: أنتو بقي تيجو تتغدو معانا ... متستغربيش أنا عشريه وباخد ع الناس بسرعه
... وبصراحه إرتاحتلك أوي معلش بقي أنا عارفه إن رغيت كتير وصدعتك
خديجة : خالص والله .. أنا مبسوطه إن أتعرفت عليكي وع الصغنن الجميل ده
آسر : أنا مش صغنن .. أنا راجل
ضحك كلتيهما فقالت خديجة :
ربنا يحفظهولك
حياه : ربنا يخليكي ... عقبالكو يارب يرزقكو بالذرية الصالحة
أبتسمت لها خديجة وقالت : ربنا يسهل
حياه :عن إذنك بقي ياجميل ومتنسيش بقي مستنياكو ع الغدا
خديجة : معلش يا مدام حياه مش هقدر ... خليها وقت تاني
حياه : ع راحتك يا قمر ... بس هنتقابل برضو
خديجة : بإذن الله
حياه : مع السلامه
خديجة : الله يسلمك
ذهبت كل منهما إلي منزلها ...
**************************************
وجدت
خديجة الباب مازال مفتوحا ..ولجت إلي الداخل لتجد أكياس بلاستيكية ورنين
هاتفها يدوي من غرفتها ... ركضت إلي الداخل لتجد آدم يقف بالغرفة ويمسك
بهاتفها وقال بنبرة غاضبة :
كنتي فين ؟؟
خديجة : سمعت طفل صغير بيعيط طلعت له بره أشوف ماله كان تايه ومامته جت خدته
آدم : وأنتي بتتصرفي من دماغك وتخرجي من غير علمي ... مكلفتيش نفسك حتي تتصلي عليا وتستأذني ؟؟
أجابته بحنق وبصوت مرتفع :
ماقولتلك أنا خرجت ليه ولا عايزه تقلبها خناقه وخلاص
أمسكها من زراعها بعنف وقال :
قولتلك صوتك ميعلاش تاني إلا وقسما بالله المره الجايه مش هرد بلساني
أشتد غضبها من تهديده فصرخت :
هاتعمل أي هتضربني !!! أضرب أنا أدامك أهو
قالتها لتجهش بالبكاء ... زفر بغضب .. ليجذبها إلي صدره وعانقها وأخذ يربت ع ظهرها وقال :
خلاص
متعيطيش ... أنا كنت هاتجنن لما جيت وملاقتكيش دورت عليكي جوه وبره
الشاليه وكمان أنتي أول مرة تيجي هنا ومتعرفيش المكان ... خوفت ليكون حصلك
حاجة
أبعدت رأسها ورمقته بعينيها الباكيتين وقالت :
لو أنت بتخاف عليا بتعمل معايا كده ليه !! بتاخدني بذنب غيري وكأن أنا السبب ف الي حصلك... أنا يا آدم تعبت .. تعبت .....
قاطعها
بعناق قوي وقبلة . إلتقم شفتيها متذوقا عبراتها المنسدلة ... كانت متسمرة
بين زراعيه متفاجئة من ردة فعله ... لم تشعر بحجابها الذي سقط ويليه
خصلاتها البندقية التي أنسدلت ... يتخللها أناملها التي تلامس عنقها بلمسات
حانية .... أبتعد عنها لاهثا ثم دفن وجهه ف عنقها يستنشق رائحتها ...
لتبدأ شفتيه بتلثيم عنقها برقة ولكن هيهات حيث جاء ف ذاكرته مشهد صبا وهي
تشابك أناملها بأنامل زوجها وترمقه بتحدي ... فأثار هذا غضبه ولم يشعر
بقبلاته التي تحولت من قبلات رقيقة إلي عنيفة قد تسبب ف إيلامها فتأوهت
بألم
عاد إلي إدراكه فأبتعد عنها وقال :
معلش ... معلش
قالها
فلاحظ آثار قبلاته تركت ع عنقها علامات شديدة الإحمرار أثر أسنانه ... زفر
بضيق من نفسه ... وغادر الغرفة وذهب إلي الغرفة الأخري وصفق الباب وبداخله
صراع مابين قلبه وعقله وماحدث بالأمس وعينيها الباكية التي لم يتحمل
رؤيتها بتلك الحالة.
السادس والعشرون من هنا