اخر الروايات

رواية ونس الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سارة مجدي

رواية ونس الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سارة مجدي



 وقف همام وهو يقول للضابط الذي يتابع معه القضية بعد الكثير من التفكير .. ومن أجل القضيه ظاهريًا ومن أجل قلبه في حقيقة الأمر قرر ما قاله
-أنا عايز مراقبه دقيقة ل أديم الصواف .. عايز تقرير يومي بخطواته .. قابل مين راح فين . حتى بيكلم مين في التليفون .. كل حاجة
ودار حول المكتب وأكمل قائلاً
-وعايز أسماء العيلة كلها وأرقام تليفوناتهم ومعلومات كامله عنهم
ليشعر الضابط بالإندهاش من كل هذا ما سببه …. ف عائلة الصواف هي من قدمت البلاغ .. وهي من لها الحق وكل الأدله تثبت ذلك .. حتى بدون بحث .. أو عمل تحريات
لكنه أومأ بنعم وقال بأستسلام
-تمام يا فندم
ليغادر همام المكتب .. ثم مركز الشرطة وعقله مشتت بين كاميليا .. وبين قلقه من أختفاء تلك الصحفية .. أن البحث عنها شمل كل الأماكن المحتمل وجودها فيها لكن لا أثر لها وكأنها “فص ملح وداب” .. صعد إلى سيارته وهو يفكر .. هل هناك من كان يساعدها .. من داخل عائلة الصواف نفسها … أم أن الأمر كما وصفه علاء هي من فكرت وقررت ونفذت
نفخ الهواء من صدره بضيق شديد .. وعقله لا يريد التوقف عن التفكير والإحتمالات ومن وسط كل هذا يرتسم أمامة ملامح وجهها الخائف .. لينغزه قلبه من جديد و يتمنى لو ظل بالغرفة معهم وفهم ما يحدث معها .. وما سبب خوفها
-أيه يا همام .. من أمتى وأنت قلبك حنين كدة وحساس … بقيت سوما العاشق في نفسك الله يرحمك يا رجولة
وضحك على نفسه فهو من أعداء الأرتباط وكان قد أخذ قرار بعد الألتفات إلى تلك الأمور لكن بنظرة واحدة لها نسي قلبه كل تلك الوعود والعهود وغادر صدره وركض إليها .. همس لنفسه حتى يخرج من تلك الحاله
-أصبر يا همام أصبر .. خلص بس القضية وان شاء الله
صمت لثوان ثم قال بتعجب
-أن شاء الله أيه يا همام .. هي عملت فيا أيه بنت الصواف
وظل يضحك على نفسه وحاله .. وما حصل له من مجرد نظره واحده منه
……………………..
يقود سيارته خلف أديم يراقب كل خطواته .. فبعد خروجه من قصر الصواف كان في حالة غضب كبيرة ولو ترك نفسه لهذا الغضب لقتل أديم في قلب قصر الصواف .. لكنه لكنه بأخر خيوط العقل وغادر .. حتى يفرغ كل ما بداخله من غضب في مكان بعيد .. ولم يكن له سوا فتاته التي تتحمله في كل حالته .. تحتفل معه حين يريد الإحتفال .. تواسيه حين يكون حزين وتنسيه حزنه بين ذراعيها … وتتحمل غضبه وصراخه حتى أنه أحيانًا كثيرة يضربها بعنف كبير ورغم ذلك تتحمله بصبر وحب .. فهي تحبه بشدة وهو يعلم ذلك جيدًا لكنها أبدًا لم تكن لديه إلا مجرد فتاة ليل رخيصة لا تساوي سوى بعض المال وبعض الهدايا الرخيصه والتي ويالا العجب هي تفرح بهم كثيراً.. وبالفعل ذهب إليها وأخرج بها كل غضبه .. ضربها .. وقام بتكسير بعض الأغراض .. ثم بادلها الحب ولكن بعنف شديد حتى أن الكدمات الزرقاء كانت تنتشر في جسدها بكثرة …. ولكنها ورغم كل هذا كانت سعيدة .. هو أحيانًا لا يفهمها ولا يفهم مما تتكون هل الحب هو السبب أم هي بطبيعتها تحب العنف وتتلذذ بالألم .. المهم إنها قد هدأت من غضبه بالفعل .. وظل أكثر من ثلاث ساعات معها وقام بالتفكير بعمق وقرر ما سيقوم به خلال الفترة القادمة .. ومن ضمن تلك القرارات بقائة في شقته الخاصة ومراقبة أديم عن كثب .. وبنفسة .. عله يجد ما يستطيع ضربه به .. أو معرفة مكان كاميليا وحينها سيقتلها بيده
لكن مراقبته له لم تفيده بشيء .. فلم يقوم أديم بأي حركة غريبة أو غير مألوفة .. صحيح هو يسكن في قصر الصواف الأن لكن كل أغراضه مازالت في شقته الخاصة ..فمن الطبيعي أن يقوم بزيارة الشقة .. وحينما لاحظ أنه على طريق القصر .. غير إتجاه سيره وذهب إلى شقته بعد أن أتصل .. بشادية يأمرها بالحضور إليه وهي لم تتردد لحظه وسبقته إلى هناك .. وها هو بعد حرب قوية كان يخوضها مع نفسه .. ومعها .. يتمدد الأن بأسترخاء وقد قرر اللعب من جديد على قصة نرمين ولكن تلك المرة .. اللعب سيضرب في الهدف الأساسي .. وسوف يحقق عدة أهداف والجميع سيكون خاسر إلا هو .. لذلك عليه في الصباح الباكر من تجهيز أدوات الخطة .. والتنفيذ
………………..
حين عاد أديم إلى القصر كان الجميع على طاولة السفرة .. لكن شاهيناز هانم كانت غاضبه بشدة .. عكس وجه حاتم وأختيه الذين ينظرون إلى الطعام بحماس .. أقترب من الطاولة ليتضح له أنواع الطعام والذي لم يكن سوا وجبة شعبية دسمة (فول، طعمية، بتنجان مخلل، وفلفل مقلي .. وبطاطس محمرة، ومخلل وسلطة، وخس، وبصل أخضر).. ليهتف بحماس
-يا ولاد الأيه .. أنا نفسي في الأكلة دي من زمان
ليضحك حاتم وهو يقول
-زورونا تجدوا ما يسركم
لتقول نرمين وهي تتأمل الأصناف
-الأكل ده حلو بجد يا آبيه
ليرفع أديم عينيه وهو يقول بسعادة واضحة
-حلو بس .. ده تحفه يا بنتي .. بصي الأكل ده أدمان
لتلمع عيون نرمين بحماس .. ليكمل أديم مستفهمًا
-بس دي فكرة مين؟
-سالي
قالها حاتم بتلقائيه .. ليرفع الجميع عيونه ينظر إلى سالي التي تلونت وجنتيها بخجل .. وقالت بصوت متردد
-نفسي فيهم أوي .. وحاسه أني هيجرالي حاجة لو مكلتهمش
وأمام صدمه الجميع وقف حاتم سريعًا يضع لها الأكل في صحنها وهو يقول
-بعيد الشر عنك يا حبيبتي .. كُلي بالف هنا على قلبك
لكن أنتفض الجميع حين ضربت شاهيناز الطاولة بيديها وهي تقول بغضب
-دي مهزله إللي حصل ده يا حاتم مرفوض .. وغير مقبول بتكراره
ليقف حاتم أمامها وقال
-حضرتك أكيد حرة في بيتك .. وأنا من بكرة هشوف مكان مناسب نسكن فيه أنا وسالي ونعمل فيه كل إللي نفسنا فيه
ثم عاد ليجلس جوار زوجته وهو يضع الطعام في فمها ويسألها بابتسامة واسعه
-حلو
لتؤمئ له بنعم .. وعادت شاهيناز تجلس مكانها ولكن شرر الغضب في عيونها ظاهر للجميع .. ليبتسم أديم وغمز لنرمين وقال بهمس
-بنت محظوظة .. حاتم قرر يضرب ضربته في نفس الوقت إللي عايزين نفتح فيه موضوع فيصل
لتبتسم ولكنها رسمت وجه حزين على وجهها وقالت
-المنحوس منحوس
ليضحك بصوت عالي .. لتزمجر شاهيناز من جديد ليكتم الجميع ضحكاته وبدأو في الأكل .. لتقترب نرمين من أديم وقالت
-البتنجان ده أختراع يا آبيه .. وسبايسي أوووي
-البتنجان سبايسي .. البتنجان بيشكرك
لتبتسم بخجل وأكملت طعامها .. وكان أديم يأكل بأستمتاع شديد .. أنه أشتاق لتلك الوجبات .. تقريباً من أيام الجامعة لم يأكلها سوا مره أو مرتين فقط .. يتمنى أن يجتمع هو وأصدقائة ويتناولون أفطارهم على عربة فول .. كما أيام الجامعة .. لينتهي من كل المشاكل المتراكمة فوق كتفيه ويذهب هو وحاتم وفيصل
مر الوقت بين سعادة البعض وضيق البعض .. وبعد الإنتهاء وقف أديم يقول لشاهيناز
-في موضوع مهم عايز أتكلم فيه مع حضرتك
ألتفتت إليه شاهيناز بنظرات تحمل الكثير من التسائل .. ليقول هو موضحًا
-ممكن نقعد كلنا في الصالون علشان نتكلم
شعرت أن هناك ما سيعكر عليها ليلها أكثر مما قام به أديم فقالت
-لو في موضوع يحرق الدم ياريت نأجله لبكرة علشان إللي عمله حاتم كفى ووفى الحقيقة.
نظر أديم إلى حاتم الذي كان يضم زوجته وحين تلاقت عيونهم رفع كتفيه بأنه ليس له دخل .. ليعود أديم ينظر إلى شاهيناز وقال
-للأسف مينفعش الموضوع يتأجل
ثم أشار لها على الصالون وقال
-بعد حضرتك
شعرت بالضيق أكثر لكنها سارت بخيلاء إلى الصالون وجلست على كرسي فردي .. واضعه ساق فوق الأخرى وجلس حاتم وسالي على إحدى الأرئك وأديم ونرمين على الأريكة الأخرى .. كانت سالي ترتسم على وجهها أبتسامة واسعه فالطعام كان مميز جداً و.. وشعرت بشعور مميز حين هدأت تلك الرغبة المُلحه في تناول تلك الأطعمة .. وكذلك حاتم الذي يرى الرضا يرتسم على وجه زوجته .. وذلك أسعده بشدة
ونرمين تشعر بالتوتر .. هي تشعر بالسعادة من تمسك فيصل بها رغم معرفته بكل ما حدث .. لكن ما هي تلك الرسالة التي تحدث عنها مع أديم ذلك السؤال يشغل عقلها منذ سمعت حديثه .. لكن سوف تنتظر حتى تحصل على موافقة والدتها .. وبعدها سوف تسأل أديم عن الأمر
صحيح يشعر بالتوتر لكن ليس من حديثه مع شاهيناز .. بل من ردة فعلها .. هو لا يريد أن يحدث أي شيء يضايق نرمين .. أو يحزنها .. ولن يقبل لها بغير فيصل زوج .. لذلك المواجهه واجبه ودون تأخير
أجلى صوته وقال بهدوء
-في عريس متقدم لنرمين
قطبت شاهيناز حاجبيها باندهاش وقالت ببرود
-عريس أيه؟ نرمين مخطوبه لأبن عمها طارق .. أزاي ..
-أنا مش مخطوبه لطارق ولا عمري هتخطب ليه
قاطعتها نرمين قائله بقوة
لتقف شاهيناز وقد أستفزها أن الجميع مازلوا يتعمدون أغضابها والخروج عن طوعها
-طارق عارف أنك مش بنت بنوت وقابل بيكي .. العريس إللي أخوكي بيتكلم عنه ده أول ما يعرف حقيقتك هيهرب منك
أنحدرت دموع نرمين وهي تستمع لكلمات أمها الجارحة .. وتقارنها بكلمات فيصل ((تارك هو تاري .. أنتِ تخصيني أنا بس .. من أول يوم شوفتك فيه قلبي خرج من صدري وبقى بين أيديك .. طول عمري بدعي بيكي في كل ركعه سافرت وأشتغلت وجمعت فلوس علشان أفتح شركة وأليق بيكي وبعيلة الصواف .. أنتِ يا نرمين ملكة عالية أوي وغالية .. حلمت بيها في كل لحظة .. وقلبي محبش ولا هيحب غيرك .. تقبلي تتجوزيني)) ((أوعدك أجبلك حقك .. أوعدك أنتقملك .. أوعدك أخليكي تبكي من السعادة وأنتِ بتشوفي حقك بيرجعلك .. وده وعد مني .. وأنا عمري ما خلفت وعد.))
ليقف أديم أمام أخته يخفيها عن والدتها وقال بغضب
-إللي متقدم لها عارف كل حاجة .. وحلف قدامي أن حقها هو إللي هيرجعه بأيده .. أختي هتتجوز من راجل شافها ملكة وتستحق كل حاجة حلوة في الدنيا .. مش عايز يتجوزها علشان كاسر عينها وهيسيطر عليها .. لأنها في الأساس ضحيه مش جاني .. هي المظلومة مش الظالمة يا شاهيناز هانم
لتصرخ شاهيناز بغضب لأول مرة يظهر بهذا الشكل
-أنت مين أصلا علشان تدخل في الأمور دي .. أنت أبن حرام .. أبن نزوه من نزوات أبوك وخياناته المتكررة .. أنت مين علشان تتحكم في مصاير بناتي .. أنت ولا حاجه .. فاهم ولا حاجة.
خرجت نرمين من خلف ظهر أديم وأمسكت ذراعه بقوة ووقف حاتم وسالي وأقتربوا منه لكنه كان يبتسم أبتسامة شاحبه وقال بصوت يقطر ألما
-صحيح أنا أبن حرام .. ومن علاقه من علاقات كتير لأبويا .. ومش عارف أمي مين لكن ده كله مينفيش أني أخوهم الكبير .. وإن ليا مكانه في حياتهم أكبر من مكانتك وأنتِ أمهم .. عارفه ليه يا شاهيناز هانم .. لأنك عمرك ما فكرتي فيهم .. أنتِ كل إللي كان شاغلك هو مكانتك في المجتمع .. عمرك ما كنتِ بتخافي على بناتك .. أنتِ كنت بتخافي من كلام الناس ونظراتهم وده إللي خلاكي تقبلي بكل خيانات بابا ليكي .. واللي أي ست محترمة غيرك عمرها ما كانت هتقبل بيه
الصدمة مرسومه على كل الوجوه .. أن تلك المواجهه ليس وقتها وقد تضر أديم .. أذا قررت شاهيناز العند وفضح كل شيء .. لكن ما حدث لم يتوقعه أحد .. رفعت شاهيناز هانم رأسها بشموخ تنظر إلى أديم بتحدي .. وفي لحظة خاطفه صفعته على وجهه وهي تقول
-صحيح أبن حرام .. هستنى أيه من واحد أمه فتاة ليل كانت من حضن راجل للتاني
لتعلو الشهقات المصدومه من الصفعة ومن الكلمات التي تذبح .. لكن أديم ظل ثابت ولم يظهر على ملامحه أي شيء .. ومرت عدة ثواني الموقف متجمد تماماً .. حتى قال أديم
-فيصل هيجي بكرة علشان يخطب نرمين .. وكان أقترح أنه يكتب الكتاب على طول .. وأنا وافقت ونرمين موافقه.
ثم أقترب خطوه واحده فقط ونظر في عمق عين شاهيناز .. وقال ببرود وعيونه بها من الغضب ما هو قادر أن يحرق العالم بما فيه
-أنا واثق أن حضرتك هتعملي حفله ممتازة تليق بعيلة الصواف .. وتخلي المجتمع المخملي كله يتكلم عننا لشهور قدام .. ده كتب كتاب أخر العنقود
ثم نظر إلى نرمين بأبتسامة مجروحه وقال
-مش كده يا عروسة
لتومأ بنعم رغم دموعها التي تغرق وجهها .. وحتى يأكد الأمر ولا يدع مجال للتراجع ندا بصوت عالي
-داده مجيدة .. داده مجيدة
لتقترب مجيدة بسرعه قدر أستطاعتها ووقفت أمامه هي تقول
-تحت أمرك يا أديم باشا
أقترب منها وبصوت عالي قال
-بكرة حفلة خطوبة نرمين وكتب كتابها عايز القصر يتزين بأجمل صوره وشكل .. دي أخر العنقود وفرحتها لازم تكون مضاعفه
لتقترب منه سالي وقالت بقوة تعجب لها أديم وأسعدت حاتم بشدة
-متقلقش يا أديم .. كل حاجه هتبقى زي ما أنت عايز وأكثر وان شاء الله نعمل كل إللي يرضي نرمين
ونظرت إلى أختها وغمزت لها بشقاوة
ليربت أديم على وجنت أخته وقال
-أنا معتمد عليكي يا سالي .. نسّْقي كل حاجة مع دادة مجيدة .. ومن بكرة الصبح هتلاقي أكبر منظم حفلات عندكم هنا
ثم نظر إلى نرمين وقال
-وفستان العروسة هديه مني ليها
لتركض نرمين تلقي بنفسها بين ذراعيه لا تعلم هل تضمه حتى تواسيه .. وتعتذر منه .. أم حتى تشكره .. ليقبل أعلى رأسها ثم قال بصوت مختنق
-تصبحوا على خير
وغادر الصالون .. بعد أن ذبحت كرامته .. ورجولته .. ودهست عليها شاهيناز وقبلها والده ووالدته التي لا يعرفها
لكن اليوم هو اليوم الأخير له هنا .. هذا ليس بيته .. ليطمئن فقط أن نرمين أصبحت زوجة فيصل وبعدها فليحدث ما يحدث
وبداخل الصالون كان الجميع وكأن على رؤسِهم الطير لكن حاتم قرر أن يكمل في صفع شاهيناز بالحقيقة .. إن لم يعد لها دور في حياة بناتها .. فأقترب من نرمين وقال ببعض المرح حتى يخرج الفتايات من كل ذلك التوتر
-حضرتك عايزة هديه أيه بقى
لتضع يدها أسفل ذقنها تفكر ثم قالت
-تعزمني أروح أكل على عربية فول
قالتها بمرح مصطنع لكن الأمنيه كانت حقيقيه .. ليقول هو ببعض الغضب المصطنع
-فيصل هو المتخصص في حوارات عربيات الفول دي .. أبقي أطلبي منه هو لكن أنا بقى عارف هجبلك هديه أيه
وضرب وجنتها بأصبعه وغادر الصالون لكنه لم يذهب بعيداً لقد جلس في البهو يتابع زوجته التي تتحدث مع مجيدة حتى يستعدوا للغد .. و حتى لا يترك الفتايات مع شاهيناز بمفردهم .. لكن عقله كان مع أديم الذي تأذى اليوم بقوة .. وما حدث اليوم لن يُمحىَ أبداً
جلست شاهيناز بتثاقل فوق الكرسي من جديد تنظر لما يحدث حولها بعيون زائغه .. روحها جريحة .. لقد سُحِبت السجادة التي ظلت تحارب من أجلها طوال حياتها من أسفل قدميها .. ولم يعد لها مكان في حياة بناتها .. ولا رأي وخسرت كل شيء حتى أديم ربيبها خسرته وللأبد .. خسرت كل شيء .. ولن ينفعها أحد .. أذاً لتؤدي الدور التي أختارته لنفسها .. مجرد واجهه أجتماعية مميزة .. سيدة مجتمع مخملي من الدرجة الأولى وفقط
يا لها من ليلة ثقيلة على الجميع ورغم أدعاء الجميع السعادة من أجل نرمين وهم حقاً سعداء .. لكن الحزن يطل من العيون بلا رحمه
……………..
يجلس في الزنزانه طوال الوقت يدعوا على ونس أن مستقبله أنتهى .. ركض خلف شهرة و”تريند” يرفع أسم الجريدة ..في أعلى مكانه .. وفي نفس الوقت يجعل أسمه وأسم جريدته على كل الألسون .. ويرتفع نجمه في السماء .. لكن ما حدث العكس تماماً وأصبح في أسفل سافلين
لهمس من جديد
-حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا ونس .. ربنا ينتقم منك
………………..
كلماته ظلت تتردد في عقلها طوال اليوم ((أنتِ عاملة حسابك تموتي هنا علشان تجبيلي مصيبة ….أعملي إللي أنتِ عايزاه يا ونس .. لكن لازم تعرفي حاجه مهمه جداً .. أنا مش هوايتي أذية الناس ولا إني أشوف ألمهم ووجعهم ده إللي بيفرح قلبي … قرارك ده بتاعك .. والبيت هنا مفتوح أهو مقفلش بابه في وشك))
.. لكن منذ أكثر من ساعه وهي تشعر بألم في قلبها .. تريد أن تتحدث معه .. تريد أن تطمئن قلبها بصوته .. ولا تعرف هل السبب هو أنها خائفة .. أم أنها تفتقده .. لكنها لو قالت أنها تريد أن تراه حتى لو كانت نظراته كلها تحمل الكره .. تريد أن تطمئن في أمانه
هل هناك شخص مثله في هذة الأيام ؟ الإجابه بكل تأكيد لا … أذا حدث ما حدث مع شخص أخر غيره هل كان سيقبل ببقائها في بيته ؟ الإجابة أيضاً بكل تأكيد لا .. أن أديم شخص أستثنائي بكل ما تحمل الكلمة من معنى
أنتفضت واقفه حين شعرت بمحاوله لفتح الباب .. وجحظت عيونها حين فتح الباب ودخل منه أخر شخص تتخيل أنها قد تراه الأن.
ان شاء الفصل الجديد يوم الاتنين اول ما استلم الفون

يتبع….



الفصل الثالث وعشرين من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close