اخر الروايات

رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم امينة محمد

رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم امينة محمد




** صوت سيارة الاسعاف يرن في ارجاء المكان ناقلاً نور بعدما استقبلت رصاصة في بطنها بسبب تلك المشاجرة التي كانت في حارتها .. يقف تامر مصدوماً .. خائفا بل مرعوباً عليها .. خوفا ان يفقدها فهي من عوضته عن الجميع .. يتذكر رؤيتها بدمائها دون حول او قوة .. تنام مستسلمة بلا هوادة .. انتبه لنحيب والدتها فجلس جوارها قائلا بحزن ( هتكون كويسة يام نور .. هي محتاجة دعواتنا ) فقالت والدتها بنحيب ( اه يابنتي .. بنتي بتروح مني .. يارب اشفيها يارب !) اغمض عينيه بقهر عند تلك النقطة خوفاً ان تذهب نور بالفعل ولكن هو واثق بأنها لن تتخلى عنه إطلاقاً ستكون جواره .. فهي وعدته بذلك وهو يدعو الله ان يجعلها توفي بوعدها له وان تكون جواره .. استند برأسه على الحائط منتظراً خروج الطبيب ليطمئهم عن حالتها ... مرت ساعة واثنتان والطبيب تأخر لديها .. هل حالتها خطيرة لتلك الدرجة .. بدأ يتعرق كثيراً خوفاً .. لا يدري كيف يهدأ والدتها ويطمئها وهو غير مطمئن في الأساس ... مرت ساعة اخرى وخرج الطبيب وملامح الأسى على وجهه قائلا ( حالتها كانت خطيرة جدا ومازالت خطيرة .. انا لازم اعرف صلة حضرتكم بيها عشان في موضوع مهم لازم نتكلم فيه .. ) قامت والدتها ببكاء مرير قائلة ( انا امها يادكتور طمني بنتي مالها ؟) وقال تامر بخوف ( انا خطيبها .. في اي يادكتور ؟) هز الدكتور رأسه بأسف قائلا ( الرصاصة جت في الرحم و للاسف اتأذى .. لازم نعملها استئصال رحم فوراً .. !) شهقت والدتها بخوف بينما تغيرت ملامح تامر للصدمة وهي ينظر للطبيب وتراجع خطوة للخلف وكأنه يتراجع عن مصير كامل .. بينما قالت والدتها بعد لحظات ساكنة وكأنها تفكر ( شيله يادكتور شيله بس بنتي تبقى كويسة الله يرضى عليك ياربب .. يارب بنتي يارب !) ساندها الطبيب واجلسها قائلا ( حاضر ياست الكل .. ادعيلها !) ثم نظر بطرف عينيه لتامر المصدوم الذي كان بعالم غير هذا العالم ويفكر فيما سيحدث .. ثم دلف الطبيب مرة اخرى لغرفة العمليات تاركا اياهم .. والدة نور تدعو لها بالشفاء وتنظر بين حين وآخر لتامـر بهدوء تـام تنتظر أي ردة فعل منه .. سواء بتكملة مصيرهم او انهاؤه ..

1


- علي و ورد - 
** اتى صباح يوم جديد .. استيقظ علي على صوت ناعم جواره أذنه .. ( علي .. اصحى ياعلي !) فتح عينيه بخفوت ونعاس ينظر لمن ينادي عليه فوجدها ورد .. نظر اليها بفزع واستند على ذراعيه فقالت له بدفئ ( اهدى مالك انا ورد .. انا الدكتور ورد !) هز رأسه بإيجاب ثم قال ( اه صحيح .. بس انتي دخلتي البيت ازاي ؟) نظرت له بإستغراب ( انت نسيت ولا اي .. انا خدت منك نسخة امبارح عشان لما اجيلك كل يوم !) هز رأسه سريعاً قائلا بنبرة مرهقة ( اه صح صح .. انا نسيت باين !) ابتسمت بدفئ ( مافيش مشكلة .. دلوقتي في معايا ممرض هيساعدنا عشان نحطك عالكرسي بتاعك عشان يسهل حركتك ماشي !) همهم بتفهم قائلا ( هيفضل معانا طول اليوم دا ؟) هزت رأسها بنفي ( لا مش طول اليوم اوي في اوقات زي دي يعني لأنه اكتر حد أمان ممكن يساعدنا يعني بدل ماندخل حد غريب وامم انا بنت معاك وكدا !) هز فـ اومئ برأسه قائلا ( تمام .. ناديه يعدلني ويقعدني يلا عشان عاوز اقوم اغسل !) وقفت مكانها ونادت الممرض ثم دلف وهو يُلقي تحية الصباح باحترام قائلا ( صباح الخير !) ابتسم له علي ابتسامة صغيرة راضية ( صباح النور ) ساعده الممرض في الجلوس على كرسيه المتحرك .. ابتسم له علي ثم بدأ ينظر لذلك الكرسي بشرود .. سبحان من غير احواله بين يوم وليله كان يقف على قدميه اصبح عاجز بكرسي متحرك يخدمه الناس .. كان دائما يفكر بالايجاب لحالته تلك ولكن هو لم يشعر بأي ايجاب الى الان بل فقط يشعر بالاختناق ... خرج الممرض برفقة ورد ثم عادت ورد مرة أخرى قائلة ( بقولك في ناس جيرانك وانا طالعة عايزين يجو يشوفوك قولتلهم بعد العصر ماشي ؟) زفر بضيق وهو يمشي بالكرسي المتحرك الي المرحاض ( هو انا ناقص حد هيطلعو يقولو ويعيدو ) تنحنحت ورد بخفوت ( اممم .. !) فهز رأسه لها وقال ( متهتميش ) ثم دلف للمرحاض ومد يديه يفتح الصنبور وغسل وجهه ويديه وتنفس بتعب بينما هي طرقت بخفة على الباب ( ينفع ادخل ) قال وهو مغمض العينين ( تعالي ) دلفت إليه وابتسمت بتنهيدة ثم فتحت الماء وبدأت تساعده في تغسيل يديه ووجهه وشعره ... خرجا من المرحاض للخارج ثم قالت ( عندك مين قريب منك يساعدك في اللبس وكدا ؟) هز رأسه بلا اهتمام ( معنديش حد .. انا وحيد كدا !) ثم نظر من شرفة النافذة وهو ساكن وهادئ بينما هي تنظر له بحزن لحاله .. ثم ابتلعت غصتها وقالت ( هحضرلك الفطور وبعدين نبقى نتكلم !) لم يجيب بل ظل ساكنا ساكتاً عن الحديث .. ينظر للخارج بشرود بالغ .. 
....................................
- فرح وسليم - 
** كانت تجلس جواره تنظر لقدميه التي تهتز بعنف لحال اعصابه المتوترة الغاضبة .. نظره موجه كالصقر لوالده .. وضعت يديها فوق يديه تهدأ اعصابه فلم يهدأ بل ظل على حاله .. نظرت لوالد سليم فكان ينظر إليه بنظرات هادئة .. نظرات غير مفهومة ولكن وحده سليم يفهمها .. يعلم جيداً تلك النظرات وما وراءها من مكايد وامور تغيظ سليم .. قال بنبرة خافتة ( مش يادوب بقا ولا اي .. جيت باركت لـ قمر وخلصنا ) قام والده من مكانه قائلا ببرود ( يادوب انا فعلا كنت ماشي .. بس عايز اقولك كلمتين على انفراد كدا !) ثم نظر لـ فرح فأرتبكت مكانها وابعدت نظرها عنه سريعاً .. بينما سليم يراقب الموقف ثم خرج هو ووالده للخارج قائلا ( خير ؟) اشعل والده سيجارته وهو يقول ( مراتك ؟) رفع سليم حاجبيه قائلا ( مالها ؟) فقال ذلك بنبرة ساخرة يغيظ بها سليم قائلا ( كانت بتاجر في المخدرات هي واخوها ) صمت للحظات وهو ينظر لملامح والده ثم قال ( وانت اي عرفك .. مش انت بتقول انك بعيد عن السكة دي ) فقال والده بتمثيل صادق ( طبعا يابني .. انا بعيد عن الموضوع دا من زمان بس عرفت يعني وقولت .... ) لم يكمل كلامه بسبب مقاطعة سليم له قائلا ( انا عارف .. وعارف كل حاجة ... ياريت انت متدخلش ) ثم التفت ودلف للمنزل ونظراته مسلطة على فرح لا غيرها .. بحدة .. برود .. من ثم تحولت الي هدوء تام وهو يقول ( قومي يلا عشان نروح البيت ) تنحنحت ببعض التوتر قائلة ( ح.حاضر يلا ...) وقفت والدته جواره وهي تقول بحنان ( متعصبش نفسك يابني اهو مشي وخلصنا !) هز سليم رأسه بإيجاب وودع والدته وقمر ساحبا معه فرح بقوة ضاغطاً على يديها ......
..........................................................

+
         
- تيم وطيف -

+


** كانت تجلس بأحضانه وكأنها تستمد منه بعض القوى .. بوجه حزين ومُتعب .. بينما هو يمسد على شعرها بحنان وعطف .. ليجعل لها أماناً أكثر يحتوي قلبها .. قالت بصوت خافت مختنق ( انت كويس ؟) هز رأسه بإيجاب ثم اجاب ( كويس .. بقيتي احسن دلوقتي ؟) تنهدت بعمـق كبير ثـم قالت ( اه .. خليك جنبي وانا هبقى كويسة !) اخذ يمسد على شعرها اكثر وهو يقول ( اي رأيك نسافر يومين نغير جـو ؟) رفعت عينيها تنظر له ثم هزت رأسها بإيجاب ( ماشي .. يلا نسافر !) ابتسم بحب ثم قبلها على رأسها وتنهد بعمق مرة اخرى على حالهم وهو يقول بعد مُدة من الصمت ( ليلى اتعاقبت على اللي عملته .. وربنا اكيد عنده حكمة انك تنزلي البيبي دا .. انتِ كنتي شايفة حالتك عاملة ازاي وانتي حامل فيه وكنتي تعبانة جدا .. فأكيد ربنا هيعوضنا بالاحسن منه قريب ) مع كل كلمة يقولها عن حال ابنهم الذي ذهب قبل ان يأتي للحياة كانت دموعها تنهار على خديها بقهر من ثم وضعت يديها على قلبها وهي تشهق بألم فنظر اليها سريعاً ( تاني يا طيف !) ثم بدأ يمسد على شعرها وهو بقول بنبرة قلقة ( اهدي .. عشان خاطري اهدي انتي كدا بتموتي نفسك بايدك !!) رفعت رأسها لاعلى وهي تبكي قائلة بقهر ( قلبي بيوجعني اوي .. ) ابتلع غصته واعتدل فب جلسته وهو يعدلها قائلا ( قومي نروح للدكتور ) شعرت بدوار شديد اخره صوت تيم البعيد صارخاً بأسمها ( طييف ... فوقي يا طيف ..) ثم ذهبت في سبات عميق غير مدركة بما حولها ..... 

+


...........................................................................................................................................................................

+


- ليث وحنين - 
كانوا يجلسون سويا في منزلها وماريا تستند على على حنين في جلستها .. بينما حنين تلف يديها حول ماريا قائلة لها ( يعني النهاردة كان اخر يوم في الامتحانات وخلصتي خلاص ؟) هزت ماريا رأسها بحماس قائلة ( ايوه خلاص خلصنا كدا ومبقاش في امتحانات .. وبابي مبقاش هيقولي ذاكري ياماريا !) قهقه ليث وحنين معه بدفئ فقال ليث بخفوت ( منا بقولك ذاكري عشان تنجحي .. عشان تبقي دكتورة حلوة كدا !) همهمت ماريا بتفاهم قائلة ( تمام اوك .. ولما حنين تيجي بيتنا هي هتذاكرلي صح .. ولا هي مبقتش هتشوف زي الاول ؟) اختفت إبتسامة حنين بحزن بالغ بينما ليث توتر قليلا قائلا بخفوت ( لا طبعا ياحبيبتي مين قال كدا .. هي هتشوف تاني وتذاكرلك وكل حاجة ) هزت ماريا رأسها بينما حنين ابتسمت ابتسامة صغيرة هادئة ثم اختفت ابتسامتها بحزن مرة اخرى شاردة .. سمعوا صوت فارس بعدما اتى من الخارج قائلا ( اهلاا عندنا الاميرة ماريا بحالها ) قهقهت ماريا بحب وركضت له تحتضنه قائلة ( ازيك يا آنكل فارس .. انا خلصتت النهاردة امتحانات ) اطلق فارس صفارة كبيرة قائلا ( اي الحلاوة دي يعني خدتي اجازة خلاص بقا ونروح نوادي ونتفسح وكدا ) هزت ماريا رأسها بحماس ( اه هنروح ) وضحكت بسعادة مع فارس بينما يتابعهم ليث من بعيد بابتسامة دافئة .. ثم التفت بابتسامته لها فرأها شاردة ساكنه .. وضع يديه فوق يديها قائلا ( عشان خاطري متفكريش في الموضوع دا لوقته .. ماشي ) دلف إليهم فارس وهو يتحدث فقال ( موضوع اي .. في اي ؟) فتنهد ليث بحزن قائلا ( بتفكر في موضوع عمليتها ) همهم فارس بخفوت ثم جلس جوار حنين وهو يحتضنها ( حبيبتي انتي هتكوني كويسة والله العظيم .. وياستي الدكتور كلمني وقالي ان حالتك ماشية كويس والعملية بإذن الله هتنجح وهترجعي تشوفي تاني .. ) قبل مقدمة رأسها قائلا بنبرة تتطمئنها ( خلاص بقا متزعليش كدا !) هزت راسها بخفوت وهي تمسح دموعها الهاربه من عينيها دون وعي منها .. فقال ليث بنبرة لعوبة ( بقا انا بقالي ساعة بكلمك واقولك الكلام دا واخوكي جه قالوا مرة واحدة ورضيتي .. اه ياكلبة ) عبست بملامحها قائلة ( متقوليش ياكلبة .. الله ..) ثم قالت بنبرة محببه ( لا انت حبيبي ورضيتني برضو متزعلش ) ثم تحسست بيديها لتمسك يديه فساعدها بامساك يديها قائلا بحب ( اشي ياقطتي انتي ) فقال فارس بنبرة ساخرة ( كمل انت وهي انا مش قاعد لا ..) فضحكوا جميعهم ليقول ليث ( ماتقوم يخويا حد قالك تفضل قاعد ... ) فوقف فارس قائلا ( انا عايز اكل اصلا وجعان .. كملو مُحن انتو ) ثم دلف للمنزل بينما مال ليث على حنين هامساً ( اي يابسكويتة مش هنكتب الكتاب بقا ولا اي ؟) احمرت وجنتيها خجلاً قائلة بنيرة مبحوحة من الخجل ( ان شاء الله ...) 
..........................................................................................................................................

+







تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close