رواية جرح غائر الفصل العشرون 20 الأخير بقلم ميرا كريم
بعد وقت ليس بقليل نهض عاصم عنه بعد ما افقده القدرة علي الحركة وتوجه لها يحاول طمأنتها والتخفيف من روعها لتسند الصغير علي الارض وهي تتقدم منه ليحتضنها بحب ويتحدث وهو يلهث بتعب
- اشششش خلاص متخافيش انا معاكي صدح صوت سيارات الشرطة في المكان
ليفتح عامر عينه بوهن وهو يتتطلع لهم بشر ليزحف علي الأرض ويلتقط السلاح وهو يصوب بجهتها ويتحدث بغيظ
- لو مش هتكوني ليا مش هتكوني لحد غيري انا محدش يعرف يضحك عليا التقط عاصم تهديده وهو ينظر له ليلتفت بخفة وهو يوجه ظهره له لتتشبث به هي بحماية وصدح في الاجواء صوت اطلاق ناري مزامنة مع دخول افراد الشرطة ليتم القبض علي عامر تحت مضضه ومحاولاته للتملص والصراخ بهم نظر عاصم لها بقلق
- انتي كويسةلترفع عيناها له وهي تومأ بنعم ليصدر منه شهقه خافتة ويحتل الألم ملامحه وهو يتهاوى بجسده علي الارض بين يديها جحظت عيناها بخوف وهي تتطلع ليدها الملوثة بدمائه اثر الرصاصة الغادرة من مسدس عامر...... شهقت بذعر وهي تهز جسده الذي بدء بتثاقل عليها وهي تنطق بأسمه بتقطع
- ع....ا..ص..م.... لا لأ ......اوعي تسبني يا عاصم ماتموتش علشان خاطري
نظر لها بعشق وهو يتمعن بها يريد ان يحفر ملامحها بقلبه للمرة الاخيرة ويتحدث بضعف
- سامحيني يا هنا غصب عني هسيبك ليمد يده يتحسس وجهها بحب ويتحدث بخفوت صادق.. انا ب..حب..ك .. تلاحقت انفاسه وبدء يلتقطها بصعوبة وسكن بين يديها شهقت بقوةودموعها تنهمر بغزارة وهي تتمسك بملابسه وتهزه بعنف
- ما تمتش انا سامحتك والله سامحتك بس متسبنيش انت وعدتني قوم علشان خاطري ياعاصم لا لأ لتحتضنه وهي تنظر لأعلي وتصرخ بتنهيدة حارقة لأ... لأ لأ متسبنيش.... عاصم ....رد عليا
ليتقدم احمد وعلي منها بذعر لتتجمد اوصال أحمد وهو يبكي بحرقة - -صاحبي ....ماتمتش وتسبنا اجمد علشان خاطري ليمد علي يده يتحسس نبضه ويقترب منه ليستمع الي انفاسه الضعيفةوهو يصيح بهم لتهدئتهم و يهم بطلب الاسعاف
+
----------------------------
استبد القلق بلجميع وهم ينتظرون امام غرفة العمليات كان احمد يستند علي زجاج الغرفة وهو يتصنع الثبات غافل عن دموعه المنهمرة علي وجنتيه دون ارادة منه أقترب علي منه وهو يربت علي كتفه هيبقي كويس انشاء الله ادعيله لينظر له بحزن وهو يردد يارب .... يارب ياعلي ليقاطعهم نحيبها
تطلعو اليها بحزن وهي منكمشة علي المقعد و تقاوم ارتجافتها وشهقاتها المتعالية وتحتضن صغيرها بقوة كأنه هو طوق النجاه لها من افكارها السوداوية أقترب شقيقها منها محاولة منه طمأنتها وجثا امامها وهو يحتضن وجههابيده ويتحدث بحنو اخوي متعمليش كدة في نفسك علشان خاطر ابنك لتضع يديها علي غائرها وهي تنتفض بألم وتتحدث من بين شهقاتها -هيموت ويسبني مش كدة يا علي ....هيسبني بعد ما رد الروح فيا تاني واداني امل في السعادة اللي طول عمري اتحرمت منها لتشهق بعمق وتستأنف بهستيرية
-اخر كلمة قالهالي قالي سامحيني قوله يا علي ... قوله اني سامحته والله سامحته بس خليه يرجعلي يا علي ومتخليش الموت ياخده مني أحتضنها اخيها ودموعه تنهمر علي وجنتيه بقلة حيلة ليثقل جسدها بين يديه ليخرجها من احضانه بتوجس فيما يبدو انهافقدت وعيها ليصيح بذعر يطلب مساعدة الطبيب
---------------------
لم يعلم كم من الوقت مر عليه وهو يقطع الرواق ذهابآ وايابآ بقلق فا الوقت يمر ببطئ شديد افقده صبره أندفع بلهفة وهو يطالع الطبيب الذي خرج لتوه من غرفة العمليات
احمد : طمني الله يخليك
الطبيب : الحمد لله متقلقش طلعنا الرصاصة ووقفنا النزيف
ليزفر احمد بأرتياح وهو يتسائل يعني مفيش خطورة عليه
الطبيب : صاحبك دة ربنا بيحبه الرصاصة لو كانت قربت سنتي واحد كان زمنها في مقتل بس الحمد لله هو في العناية دلوقتي تحت الملاحظة ولما حالته تستقر هيتنقل غرفة عادية متقلقش
لتتهلل اسارير احمد وهو يتنهد بأرتياح فاهو صديقه مثل ما عاهده دائمآ قويا يأبي الأستسلام
-----------------------
فتحت عيناها بهوان وهي تتطلع حولها بخوف وتستند بذراعيها علي الفراش تحاول النهوض تقدم شقيقها اليها ومنعها
علي : ريحة فين يا مجنونةنظرت له بتشوش وقامت بنزع المحلول المثبت بيدها بعنف غير عابئة بدمائها التي انهمرت وتحدثت بأصرار : هروح لعاصم .. لازم اطمن عليه لتمنعها يده بقوة وهو ينهرها انتي لسة تعبانة استني لما تتحسني امأت له برفض قاطع وتحدثت بتصميم لازم اشوفه انا بقيت كويسة لتستأنف بتوجس
هو عايش مش كدة انت مش مخبي عليا حاجة وحشة صح
علي: هو كويس يا هنا وطلع من العمليات صدقيني اهدي بقي لتهز رأسها بنفي وهي تتحدث بتشكيك انت بتكدب عليا انا لازم اشوفه بعيني نهضت بقوة مندفعة الي الخارج وهو يتبعها
------------------------
دلفت الي غرفة العناية بعدالحاحها علي الطبيب واستعطافه فا إنصاع لها وهو ينظر الي هيأتها المبعثرة من القلق و الخوف ليرأف بها ويخبرها ان الزيارة لا تتعدي عشرة دقائق حرصآ علي النظام السائد اقتربت بخطوات حثيثة وصوت جهاز نبضات قلبه يطن في اذنها تطلعت له وهو ممددآ بلا حركة بأستسلام تام وموصول بجسده اسلاك طبية وخراطيم هواء تخترق فمه وانفه لتضع يدها علي فمها تكتم شهقاتها المذعورة الممذوج ببكائها وهي تتقدم بجانب الفراش وتتمسك بيده وتنطق بأسمه بألم
-عاصم .......طول عمرك قوي علشان خاطري اتمسك بلحياه علشانا انا وابنك مسحت عبراتها بظهر يدها وتحاول ظبط انفاسها المتلاحقة لتستأنف بصوت مختنق: انا اسفة كنت بعاند قلبي وبعاندك ارجعلي يا عاصم متسبنيش لوحدي انا مش قادرة اشوفك كدة ليقطع حديثها الباكي احدى الممرضات وهي تحثها علي الخروج فهزت رأسها بتفهم وهي تنحني علي جبينه وتقبله بحب وتهمس من بين شهقاتها
-انا بحبك وعمري ما بطلت احبك ..
همت بلخروج وعيناها معلقة به
------------------------------
في احدي المؤسسات الكبري التابعة للبلد يجلس خلف ذلك المكتب الذي يشع بلفخامة رجل في العقد الخامس من عمره علي مقعده الوثير وهو ينفس دخان سيچاره بكل ثقة ووقار ليدلف اليه احدي رجاله ويتحدث بتوتر
- في مصيبة يا باشا عامر السمري اتقبض عليه أنتفض الطرف الاخر بجذع:
- انت متاكد
احدي رجاله : ايوة يا باشا
ليزفر وهو يجز اضراسه بغضب:
- لازم نخلص منه قبل ما يقر علينا هو في سجن ايه
احدي رجاله : في سجن برج العرب
- مش دة نفس السجن اللي فيه فوزي اخو فرج اللي كان ذراع عامر اليمين
احدي رجاله : ايوة يا باشا دة انا وصلي انو حالف ليخلص علي عامر لما يخرج علشان ينتقم لأخوه
- كويس اوي يبقي نضرب عصفورين بحجر واحد وعامر راح لقضاه برجليه ليستأنف بشر تسهل لأخو فرج كل حاجة جوة السجن وتجبلي خبره مش عايز يطلع النهار عليه انت فاهم
احدي رجاله : حاضر يا باشا تحت امر معاليك
1