رواية التاج الملعون الفصل التاسع عشر 19 بقلم نور زيزو
_الفصل التاسع عشر ___
♕ بعنـــوان " تحول " ♕
أستشاطت أورورا غضبًَا من هذه المرأة وقالت وهى تخفض رأسها للأسفل:-
-أسفة يا سلطانة
على عكس إيفن التى تبسمت لها ببرود شديد تثير غضبها وتكيدها أكثر ثم مرت من امامها وهى تهمس إليها قائلة:-
-ألم أخبرك أن وجودك هنا سيكون كالجحيم لكِ
تبسمت أورورا وهى ترفع رأسها للأعلى كى تنظر إلى عيني إيفن بغضب كامن بداخلها ثم قالت بتحدي:-
-أنا
لا أرى ذلك يا سلطانة فأنتِ دومًا الغاضبة منى لأني قريبة جدًا من
السلطان، تعرفين لماذا؟ لأنه يحبنى بأرادته لكن أنتِ مجبورًا عليكى بسبب
اللعنة
لم تتمالك إيفن غضبها لترفع يدها إلى عنق أورورا ثم دفعتها بقوة فى الحائط وهى تضغط أكثر على عنقها وقالت بأختناق شديد:-
-لا تختبرى صبرى عليكي كثيرًا
كانت
قوتها تخنق أورورا وتكاد تفقدها أنفاسها مما أدهش أورورا وبقية الجوارى
المارين فى الرواق ووقف البقية يراقبون عن كثب ما يحدث وكيف تحولت البشرية
الضعيفة لقوية كى تستطيع خنق هذه الفتاة مصاصة الدماء، تنحنحت أورورا
بأختناق شديد وهى تقول:-
-يا سلطانة
نظرت إيفن إلى عينيها مباشرة بغضب سافر وتضغط على عنقها أكثر ثم قالت:-
-صدقنى لقد أكتفي منك ومرة أخرى وسأقتلك بيدي ونرى كم يحبك السلطان
دفعتها
إيفن بقوة بعيدًا لتجرح أورورا بقوة فى رأسها وفزع الجميع من قوة إيفن
وغضبها المُخيف، تطلع الجميع بها لتقترب منها فيرى وهى تقول:-
-يا سلطانة
نظرت
إيفن إليها لترى الجميع يحدقون بها بخوف وصدمة لتغادر من أمامهم فى صمت
بخوف حاولت إخفائه جدًا أمامهم، أخبر الخاد أريس ما فعلت سلطانته ليصدم
أريس من قوة إيفن وغضبها وكيف جرحت أورورا ليخرج من غرفته غاضبًا جدًا من
فعلها ووصل إلى الغرفة الخاصة بها ودلف لتغادر جميع الخادمات الغرفة ويبقى
هو، حدق بوجه إيفن الواقفة هنا تنظر إليه ليقول:-
-ماذا دهاكي يا إيفن؟ لما تخطأنى وأنتِ سلطانة
تمتمت بضيق شديد قائلًا:-
-هى من تجرأت على إهانتى وتحدي
صاح بها بأنفعال أكبر ونبرة صوت قوية:-
-هى
جارية تخطأ وتعاقب لكن أنتِ سلطانة لا يحق لك الخطأ حتى، متى ستفهمين أنك
غير الجميع يا إيفن وأنكِ هنا قدوة الجميع فى الأنضباط والألتزام، كيف
سيعاقبك على أفعالك أمامهم
تأففت بضيق شديد من عتابه
لها بعد أن شعرت بأنه يدافع عن أورورا وكما قالت هذه الفتاة أنه يحبها وغضب
لأن إيفن تجرأت على لمس حبيبته فقالت بأختناق شديد:-
-وماذا فعلت أنا؟ لما كل هذه الغضب منى...
قاطعها أريس بأنفعال شديد من نفيها للخطأ وقال:-
-هذه
هى المشكلة الأكبر أنتِ لا تعترفين بالخطأ نهائيًا فقط، أنتِ ما زالتِ لا
تعرفين مسئوليتك وما هى واجباتك فرجاءًا من الأفضل ألا تتجولي فى القصر
بتفاخر بهذا التاج وتمارسي سلطتك على شعبى فقط يكفي أن تبقى بغرفتك ولا
تغادريها قبل أن تفهمي كيف تكونين سلطانة حاكمة وعاقلة تستطيع التحكم فى
غضبها إذا أستفزها أحد ولا تكون بهذا الضعف
ألتف لكى
يغادر بعد أن ألقي كلماته السامة عليها وكانت كالخنجر المسموم الذي أخترق
قلبها من كلماته وجزء من قلبها الصغبر أصبح يدرك بأن حديث إيفن صحيح وكل
هذا حُب مجبورًا عليه أم حبه لأورورا بأرادته وأختياره، صاحت إيفن بأنفعال
شديد وهى تدفع الطاولة بقوة قائلة:-
-أنا لست جارية لديك
ألتف أليها لكنه صُدم عندما أرتطمت الطاولة برأسه، أتسعت عيني إيفن بصدمة ألجمتها من فعلها وهكذا أريس ليصرخ بقوة غاضبً:-
-جيوم
دلف جيوم من باب الغرفة ليقف خلفه فقال أريس بنبرة غليظة وعينيه لا تفارق عيني إيفن:-
-السلطانة ممنوعة من الخروج من باب غرفتها حتى تتعلم كيف تتحكم بغضبها وبأمر منى
نظرت
إيفن إليه بحزن شديد من قراره، غادر أريس من الغرفة وخلفه جيوم ليغلق
الباب من الخارج فسقطت إيفن على الأريكة بحزن شديد باكية وذرفت الدموع من
عينيها على وجنتيها بأنهيار شديد، دلفت فيرى من الغرفة الأخرى الخاصة بها
فرأتها تبكي بحزن شديد كطفلة صغيرة تمامًا فقدت أمها فى منتصف الطريق
وترتجف خوفًا، ربتت لإيرى على يدها بلطف وقالت:-
-لا تبكي يا سلطانة رجاءًا
لم تقوى إيفن على رفع رأسها من الأسفل وتنظر إلى فيرى لكنها تمتمت بصوت خافت:-
-أنا
فاشلة، كنت أتحمل مسئولية نفسي بصعوبة والآن يريدني أن أتحمل مسئولية
عالمه بأكمله، أنا لا أصلح لأكون سلطانة فقط أريد حياة هادئة
مسحت فيري على كتفها بلطف وقالت:-
-لا ستكونين أعظم سلطانة لأن لديك قلبك دافيء ونحن لا نملك هذا، فقط هذه محنة وستمر
وضعت
إيفن رأسها على كتف فيرى بضعف شديد وهى أكتفت من أصطناع الصمود والقوة
أمام الجميع وبداخلها هشة ضعيفة، ألا يكفيها تغييرات الجسدية التى تحدث هذه
الفترة ليزيدها الآن أريس بحبسها ومعاقبتها من أجل جارية، رفعت فيرى يدها
بلطف وطوقتها بحنان شديد..
تحدث جيوم بخفوت شديد وهو يساعد أريس فى تنظيم الأوراق:-
-أسمح لى يا مولاي
أومأ أريس إليه ليقول جيوم بلطف:-
-لم
يكن الأمر يستدعي أن تحبس السلطانة، بالطبع القرار والأمر لك وحدك لكنها
تمر بالكثير الأن وبطنها تنتفخ بسرعة جنونية وهذه وحده مرهق لبشرية
تنهد أريس بأختناق من عناد زوجته وقالت:-
-لكنها
سلطانة يا جيوم ولا يحق لها الخطأ هكذا وأمام الجميع، لما تضع نفسها بموقف
كهذا وتجعل جميع من بالقصر يتحدثون عنها، صدقنى ليس ما أغضبنى هو فعلها
لأورورا لكن غضبي كله لأنها فعلت ذلك فى العلن وجعلت الجوارى يتهامسون
عليها
نظر جيوم إليه بهدوء وهو يتفهم هذا الأمر لكن إيفن نفسها لا تفهم ذلك فقال بهدوء:-
-أنا لدي خبر جاء من السجن
نظر أريس إليه بفضول شديد ودهشة ليقول:-
-أريد أن أخبرك بشيء أن الحارس جاء لمقابلتك لكن حضرتك كنت بالديوان، السلطانة الأم فتحت زنزانة الساحرة للأكثر من مرة
أتسعت عيني أريس بصدمة قاتلة ألجمته حتى أنه وقف فجأة كصدمة فعلية لما سمعه وقال بغضب سافر:-
-ماذا
خرج من غرفته كالمجنون وهو يقول بأختناق:-
-لقد مللت من سلطانات هذه القصر
فتح باب غرفة إيزابيلا بقوة ليراها جالسة بأسترخاء والخادمة تصفف شعرها لتشير لهم جميعًا بالمغادرة ويخرجوا ليصيح أريس بقوة:-
-هل ذهبتِ للسجن حقًا؟
نظرت إيزابيلا إليه بخوف من جنونه وقالت بهدوء:-
-أهدى أولًا وأجلس أنا لدى ما أقوله لك
جلس بهدوء أمامها كما طلبت لتقول:-
-هناك
جاسوس بالقصر يمارشس طقوس سحرها بيننا، لقد علمت اسم زوجتك ومتى تحديد كان
حفل التتويج والتغييرات التى تحدث لها، يجب أن نجد هذا الجاسوس فورًا قبل
أن تفعل شيء أخر نندم عليه
ظل ينظر إليها فى صمت حتى أنهت حديثها ليجيب أريس بنبرة حادة قائلًا:-
-إذا هذا يعنى أنك فعلتي بالفعل ذلك وذهبتى لها، وإلا كيف كنتِ ستعملين بذلك؟
عادت إيزابيلا بظهرها للخلف بدهشة من رده ثم قالت بتعجب شديد وأستغراب:-
-هذه هو الأهم لك؟ ألم تسمع ما قلت؟
وقف بضيق شديد وهو يصيح بها غيظًا وغضبًا من فعلتها قائلًا:-
-أجل
هذه هو الأهم، الأهم أنك كسرتي قواعدي وقوانين، الأهم أنك تجاوزتي حدودك
يا سلطانة وخالفتي أمر أنا أصدرته، أنا مُتأكد أني أخبرتك تمامًا وأخبرت
الجميع فى قاعة الحكم وقتها أنها لن ترى أحد ولن يراها أحد وأخبرتك أن
ممنوع منعًا باتًا الذهاب لها أو رؤية ظلها حتى لما يا أمى تفعلين ذلك،
بحقك لما أنتِ وإيفن تجبرونى على معاقبتكم وأنتن سلطانات هذه القصر لا بل
العالم أجمع، كيف سترفعون رؤوسكن بالجوارى بعد المعاقبة
نظرت إلى أبنها بصمت مصدومة من هذا الحديث ليقول:-
-لا تخرجى من غرفتك يا أمى تمامًا مثل إيفن، لتتجرأ أحد منكن على الخروج ولا تلومونى على ما سأفعله...
ألتف كى ينصرف فاستوقفه صوت إيزابيلا:-
-أريس
صاح بأنفعال شديد وهو يقول:-
-إياك ومخافتى أمرى وقتها سأسحب منك كل سلطاتك بالديوان
خرج من الغرفة غاضبًا لتجلس إيزابيلا مكانها، سار أريس بضيق شديد فى الرواق من أفعال نساءه الأثنين، زوجته ووالدته..
بعد
معانأة شديد مع إيفن نجحت فيرى فى مساعدة إيفن فى النوم، أثناء الليل لكن
نومها كان مُرهق جدًَا فكانت تتألم رغم نومها من هذا الحمل الموجود بداخلها
والأيام تمر بها والألم تزداد بقوة وأريس لم يسمح لها بالخروج ولم يراها
أبدًا طيلة هذه الفترة ولم يطمئن عليها، حتى جاء يوم أستيقظت فيرى من نومها
على صوت أنين ألم ومناداة أستغاثة من إيفن بها، فتحت باب غرفتها وخرجت
مسرعة إليها وهى تقول:-
-ماذا بك يا سلطانة
أغلقت إيفن يديها بقوة على غطاء السرير وتصرخ بألم لتمسح فيرى على جبينها بلطف ثم قالت:-
-تماسكي يا سلطانة سأحضر الطبيبة ماشا فى الحال
فتحت باب الغرفة الرئيسية وطليبت من الخادمة الطبيبة والأخرى قالت لها:-
-أذهبي وأخبري السلطان بأن السلطانة مريضة جدًا
ذهبوا الأثنين كما طلبت، بينما عادت فيرى إلى الفراش تمسك إيفن من يدها وهى تقول:-
-تماسكي يا سلطانة طبيبتك فى الطريقة، تحملي قليلًا
صرخت
إيفن بقوة من الألم والدموع لم تتوقف أبدًا عن النزول، دقائق وكانت
الطبيبة فى الغرفة، وصلت الخادمة إلى غرفة أريس لكنه لم يكن موجودًا بل كان
بالخارج فأخبرت الحارس أن يذهب إليه أينما كان ويخبره بمرض السلطانة، بدأت
الطبيبة فى فحص إيفن وحضرت إيزابيلا معارضة أمر أريس فى البقاء بغرفتها
لتقول:-
-ماذا بها يا طبيبة؟
أخبرتها ماشا بتعابير وجه حادة وقوية تقول:-
-للأسف
رحمها وطبيعيتها البشرية لم يتحملوا هذه الطفل أكثر من هذا يجب أخراجه فى
الحال لكن هناك مشكلة طفلكم ولى العهد لم يكتمل نومه
نظرت إيزابيلا إلى إيفن التى تتألم وحبيبات العرق تسيل على جبينها بقوة وترتجف خوفًا ثم قالت بقلق من أريس:-
-قرار مثل هذا لن أتخذه أنا بل يجب أن يكون السلطان
تنحنحت فيرى بقلق شديد على إيفن وقالت:-
-احم لكن السلطان الآن خارج القصر، هل ستتركوها هكذا؟
نظرت إيزابيلا إلى الطبيبة ولم تتجرأ أى منهم فى أخذ القرار..
كان أريس فى رحلة صيد بالخارج مع اورورا سعيدًا بوقته حتى شعر بصوت أحد ليقول بسعادة:-
-لنؤرى من يصطاده اولًا
ركض الأثنين بسعادة ووصل أريس أولًا إليه لكنه توقف قبل أن يقتله عندما رأى وجهه وعلم انه حارسه ليقول أريس:-
-ماذا تفعل هنا؟
أجابه الحارس بجدية قائلًا:-
-لقد مرضت السلطانة جدًا وجئت لأخبركم بخطورة حالتها
أنتفض
أريس من مكانها وشعر بالخوف يحتله ليركض مُسرعة بقدراته الخارقة إلى القصر
من أجلها وكان خائفًا ويلوم نفسه بشدة على أهماله لها فى الأيام السابقة
ولم يسأل عن حالتها وحملها بقسوة عقابه، وصل للقصر وهو يركض للأعلى حيث
غرفة إيفن وكان الجميع يقف بالخارج فى الرواق بحزن شديد يحتل وجههم فتوقف
بخوف شديد من أن يكون أصابها شيء فقال:-
-إلى إيفن؟
أشارت
أريا إليه بتوتر شديد على الغرفة ليفتح الباب وكانت إيزابيلا وفيرى وماشا
بالداخل وحدهما ويضعوها مُقيدة فى الفراش وماشا تنتزع منها أحنجتها وهى لا
تكفي عن الصراخ بألم شديد ليقول بذعر مما يراه:-
-ماذا تفعلين بها؟
نظروا ثلاثتم له ليصرخ أريس بها قائلًا:-
-توقفى
تركت ماشا السكين من يدها ليقترب منهم مُسرعًا وهو يقول:-
-ماذا تفعلين؟ من سمح لك بفعل ذلك؟
أجابته إيزابيلا بجدية صارمة:-
-أنت تعلم أن قوتنا فى أجنحتنا لذا سننتزعها حتى تعود لطبيعتها وتفقد قوتها كمصاصة دماء كى تكمل حملها
صرخ بها بأنفعال شديد قائلًا:-
-ومن سمح لك بذلك؟ من طلب رأيك يا سلطانة
نظرت ماشا إليه بهدوء وقالت:-
-فى هذه الحال يجب أن أخرج الطفل وهو غير مكتمل سيتوفي يا مولاي وأنت تعلم ذلك
صاح بها بأنفعال شديد قائلًا:-
-أخرجوا الأن وأختفوا من أمامي قبل أن أقتلكم ثلاثتكم
هربوا
ثلاثتهم بخوف من غضبه وعينيه التى تحولت من الزرقاء للأحمر أمامهم، ألتف
إليها بحزن وشفقة على حالها ليفقد قيدها بلطف فسقطت بين ذراعيها بصراخ من
تحريك جسدها ثم قال بلطف وعيني دامعة بألم لما تعرضت له حبيبته:-
-أنا أسف وأعلم أن أسفي لن يخفف ألمك أبدًا
تمتمت بوجع شديد وصوت مبحوح بينما جسدها يرتجف بجنون بين ذراعيه:-
-أنا
سأهرب منك، لأول مرة منذ ان أحببتك أقول أنى سأهرب، سأهرب منك ومن عالمك
المليئة بالألم وإذا لم تسمح لى بالرحيل سأقتل نفسي يا أريس، أنا لن أبقى
أبدًا حية على أرضك
جفف دموعها دون أن يتفوه بكلمة واحدة وهو يعلم بأن لديها الحق فى الهرب منه، جهشت باكية بحزن:-
-أنا الآن نادمة على حبك وعلى ولادتى، يا ليتنى لم أحبك يومًا
لم
يجيبها وأكتفي بوضع قبلة على جبينها لتسقط دموعه على وجنتها فشعرت بحرارة
دمعته لكنها الآن لا تقوى على فعل أى شيء، حملها أريس على ذراعيه لتتألم
بشدة ووجع من ظهرها وسار بها فسألت بخفوت:-
-إلى أين؟
تحدث أريس بلطف قائلًا:-
-سأخذك لعالمك
صمتت ولم تجيب عليه ليسير بها إلى حيث بوابة الظلام ونظر بعينيها قائلًا:-
-تعلمين كم أحبك لكن أنتِ لديك كل الحق فى الهرب منى
أنزلها على الأرض برفق أمام البوابة ثم قال:-
-أرحلي يا إيفن، أهربي منى ومن عالمي
تطلعت إيفن به بعيني دامعة فقال بخفوت:-
-صدقنى لن أبحث عنك ولن أرسل لك أحد أبدًا
تساقطت الدموع من عينيها بحزن شديد ثم قالت بتلعثم:-
-أنا
أيضًا أحببتك لكن لم تكن معي، قسوت على وأبكيتنى يا أريس لم ترحم ضعفي
بعالمك، أنا رحمتك وأعنيت بك فى عالمي لكنك هنا تهملنى وتترك جوارك وشعبك
يدهسون أمامهم، لم أخذ فى أرضك سوى الألم والقهر والحزن، ماذا فعلت أنا لكى
أجني هذا الشيء وهذا القدر من الوجع، أحببتك إذا كان حبك بهذا الألم فأنا
أختار البعد ربما يكن أرحم وألمه أقل قليلًا من هذا
أقترب منها قليلًا ليضع قبلة على شفتيها رقيقة كقبلة الوداع ثم أبعدت عنها بلطف وقال:-
-وداعًا يا جميلتي
ألتفت
إيفن وهى تسير بخطوات بطيئة بسبب الألم حتى وصلت للبوابة وعبرت منها لكنها
صُدمت عندما وجدت نفسها بنفس مكانها وما زالت بداخل عالمه، حاولت مرة أخرى
وأخرى لكنها فشلت فنظرت إلي أريس بينما جاء الحارس يقول لها بجدية:-
-أتركى ما أخذتيه من عالمنا، لا يمكن لبشري العور بشيء من عالمنا
أعطته الخاتم الموجود فى يدها وعبرت لكن لم يتغير شيء فحاولت نزع حلقها ليقول الحارس بجدية صارمة:-
-لا يمكن الرحيل يا سلطانة لأن بداخلك مصاص دماء وهذا الطفل لا يسمح له بالرحيل
فقدت إيفن الوعي تمامًا وكأنها فقدت كل طاقتها وعقلها من هذا العالم المُخيف الذي أصبحت به سجينه هنا..
يتبـــــــع......