اخر الروايات

رواية رحيل الفصل التاسع عشر 19 الاخير بقلم حنان اسماعيل

رواية رحيل الفصل التاسع عشر 19 الاخير بقلم حنان اسماعيل



🌹الجزء الاخير من  رواية (رحيل )🌹للمبدعة حنان اسماعيل😘
الحمد لله دائما وابدا ❤
.................

مرت ٨اشهر  تقريبا منذ ليله فراقهم.

يومها عاد جاد شخصا مختلفا لبيته .اكثر عصبية وغضبا وجدية عما كان من قبل .قل حديثه وهجر البيت لمزرعه طوال الوقت .وتغيرت علاقته بفاطمة للاسوأ رغم
 علمه بحملها .الا انه لم يكترث .مبررا لها سبب تغيره معها انه لم يعد مضطرا ان يراضيها مثلما كان يفعل ايام وجود زوجته الاولى حتى يعدل بينهم .تفانى اكثر فى عمله وتجارته وازدادت الضراوة بينه وبين صالح اكثر من ذى قبل .طوال الاشهر الماضية لم يأتى على ذكر اسمها .حتى غرفتها اغلقها وكف عن دخولها منذ يوم رحيلها .

ارسل بورقه طلاقها لبيت جدها بعد سفرها بيوم .وقرر ان ينساها او تمنى لو يستطع فعلا ان ينساها وهو يحتضن قلادته لها فى حزن  كل ليله .بعدما نسيتها يوم لقاءهم الاخير بالمزرعه .

.........

جن جنون صالح بعد فراقه عن حفيدته وبعد
 علمه بخبر حلمها حين ذهب اليها بالمشفى .وخبر محاوله قتلها .ظل يراقب جاد لاشهر لظنه بعلمه بمكانها الا انه يأس منه بعد فترة .ليبحث بطرق اخرى عنها

.......

ظن اسماعيل ان ماحدث سوف يزيح جاد من طريقه الا انه وجده اكثر شراسة وضراوة عما قبل فإزداد كرهه له وبغضه لوجوده .

..............

كانت ايامها طويله كالدهر وهى تترقب النيل من نافذة البيت  البسيط الذى سكنته مع تلك العجوز الحانية .يوم سفرها .ترجت سويلم ان يساعدها فى ان ترحل كى تزيح عبء وجودها من صدر جاد والذى اصبح يعاير بوجودها فى حياته من جميع من حوله حتى ان سويلم نفسه تمنى لو تبتعد عنه لذا لم يتردد ان يخيرها ان تذهب للاقامة غند اخته المسنة باسوان والتى تقطن وحيدة بعد زواج بناتها وسفر ابنائها للخارج .قطنت رحيل عندها فى راحة خاصة وان البيت ذو طابع اهل اسوان الاقرب لبيوت النوبة .يطل على النيل مباشرة والوانه زاهية واثاثه نظيف ومرتب .حتى الطعام كانت السيدة العجوز تعده دائما على البخار او فى الفرن بطريقه لذيذة وطازجة .سعدت رحيل بها كما سعدت السيدة هى الاخرى بوجود رحيل معها وتسليتها .زارهم سويلم مرتان خلال الاشهر الماضية .سالته رحيل عن جاد فرد عليها ردود مقتضبة محاولا التخلص من اجابتها كى تيأس منه .سألها مرة عن خطتها بعد الانجاب فأبلغته بنيتها للسفر خارجا .

.................

قابل صالح اسماعيل سرا بناءا على طلب اسماعيل والذى بادر قائلا

اسماعيل بغضب :اظن انى عملت اللى عليا ياصالح وقدرت انى اخلى جاد يطلق بنتك  انت بقى عملت ليا ايه

صالح بغضب: وهو الاتفاق انك تبعت وراها عربية تخبطها وتحاول تموتها يااسماعيل .احمد ربنا انها مامتش وانى ساكت عليك لحد دلوقتى

اسماعيل مدافعا: مش انا دى اختى وانت عارف غيرة الستات ولعلمك اتفقت على ده من ورايا

صالح غير مصدق : مش موضوعنا دلوقتى .انت عاوز ايه بالضبط ؟

اسماعيل : عاوز ابقى الكبير وجاد يتزاح من طريقى

صالح مستغربا: عاوز تقتله ؟

اسماعيل : اسمها نقتله ؟ولا جديدة عليك دى ؟

صالح :لاء مش جديدة بس مقتلتش ابن عم ليا قبل كده .المهم لنفرض انى هوافقك ايه المقابل .يعنى اتفاقنا الاول كان انك تساعدنى نبعد جاد عن رحيل دلوقتى رحيل مشيت وفى بطنها ابن جاد ومعرفلهاش طريق

اسماعيل :اولا جاد ميعرفش انها كانت حامل منه وده فى صالحنا .ثانيا انا هساعدك اننا نرجعها مقابل انك تخلصنى من جاد

صالح بتفكير : طب والواد او البت اللى فى بطنها ؟

اسماعيل :لما نرجعها نبقى نشوف هنعمل ايه مش يمكن بموت قبل مايتولد

صالح بغضب : لو لمست شعرة واحدة من بنتى انا هقتلك يااسماعيل خليك فاكر ده

اسماعيل : يعنى هتوافق عيل من صلب جاد يتربى فى بيتكم ؟

صالح :لاء طبعا بس اهم حاجة عندى سلامة رحيل.المهم قولى هترجع رحيل ازاى ؟ انا مسبتش مكان الا ودورت فيه .انت وصلت لمكانها؟

اسماعيل : تقريبا .بعد تفكير لشهور مكانش فيه حل اودامى غير انى افكر هى شافت مين اخر مرة وبما ان جاد ميعرفش مكانها وطلقها ورمى طوبتها .يبقى مفيش غير سويلم

المهم رحت المستشفى وشفت كاميرات المراقبة ولقيته وصلها بنفسه لعربية تاكسى وصلتها السكة الحديد

صالح : .فهمنى اكتر .يعنى سويلم عارف مكانها ومقالشى لجاد عليه

اسماعيل بثفه : بالضبط .لانه عارف ان مكانة جاد كانت خلاص بتتهز  طول مارحيل موجودة فعشان كده تلاقيه ساعدها وخبى عليه مكانها.

صالح بتمعن :طب وايش ضمنك انه هيقولنا على مكانها؟

اسماعيل: لما نخيره بين حياة جاد وحياة رحيل هيختار جاد .صدقنى انا عارفه كويس وعارف حبه لجاد بس اللى اهم من سويلم دلوقتى .خاله هارون .يعنى ده اللى مخوفنى انه ميسكتش على موت ابن اخته

صالح : لا متقلقش .هارون ده سيبه ليا انا عندى اللى يسكته .بس اللى انا مستغربه يعنى مش فارق معاك ان اختك حامل منه وهتترمل قبل مايجى ابنه

اسماعيل بغل : لاء سيبك من اختى هى خلاص مش فارق معاها .اهم حاجة عندها انها تخلف الولد اللى هيورث كل املاكه

صالح : اتفقنا .اهم شئ عندى رحيل ترجع لحضنى سليمة

قالها وهو يمد يده لاسماعيل وابتسامه كريهة ترتسم على وجهيهما

..............

كان جاد عائدا من البلدة ليلا بعدما طلب منه اسماعيل ان يعود فورا  لشكه فى مروره بازمة قلبية حادة .فى الطريق كانوا ينتظرونه باوامر محددة ان يطلقا الرصاص عليه بشرط ان يصاب ولا يموت .لذا اختارهم صالح بحرفية .

باغتا جاد فجاة وهم ينقضون بسياراتهم على سيارته بعدما عمت كشافات سياراتهم عيناه .حاصرا السيارة وكان عددهم يفوق الخمسين رجلا

ابتسم وهو يتمتم  فى سخرية وهو ينزل اليهم بشجاعه

جاد:واضح انهم متوصيين بيا المرة دى ودافعين كتير .يلا انا اهو

قالها ورمى سلاحه وهو يفتح صدره اليهم بابتسامه ساخرة وشجاعه

اطلقا على صدره رصاصتين فترنح قبل ان يسقط امامهم وهو يهمس بإسمها .واغمضت عيناه

..............

فى المشفى اصطفوا جميعهم ماعدا فاطمة والتى فاجأها المخاض بمجرد سماعها لخبر تعرضه لاطلاق النار

وقف هارون ورجاله واسماعيل وسويلم وابناء اعمامهم

مرت الساعات وجاد فى العمليات .خرج اليهم الطبيب بعد وقت قائلا فى يأس

الطبيب :احنا خرجنا رصاصة بس فى رصاصة تانية استقرت بين العمود الفقرى بنحاول مع دكتور كبير من مصر هيوصل فى طيارة الصبح ادعو ا له

مرت ساعات ثقيله على هارون وسويلم وهما ينتظران فى قلق .كان اسماعيل قد انصرف للبيت بعدما اتصلت به امه لتبلغه بتدهور حاله اخته وحاله مولودها

عاد ظهر اليوم الثانى وهو مكفر الوجه .

كان الجميع ينتظرون خارج غرفه العمليات حينما خرج اليهم الطبيب الكبير قائلا لهم فى يأس

الطبيب :  احنا حاولنا نطلع الرصاصة بس صعب نستخرجها لانها ممكن تأثر على العمود الفقرى وتسبب له شلل طول العمر . فياريت لو تقدروا تسفروه بره يتعالج وفى اسرع وقت

صرخ فيه هارون قائلا : يسافر .انا اقدر اوفر له طيارة خاصة

نظر اليه اسماعيل بغل قبل ان يبتعد ليتصل بصالح ليبلغه بقرار هارون

كان هارون قد طلب من رجاله ان ينصرفا لتجهيز كل مايخص لانقاذ جاد قبل ان يرى صالح وهو يتجه ناحيته فى ثقه

وجد  هارون صالح قادما بإتجاهه  فنهض ناحيته بغضب وهو يمد يده الى ياقته قائلا والشرر يتطاير من عينه قائلا

هارون : انت اللى عملتها ياصالح .دى متطلعاش براك ابدا .

انزل صالح يده فى قوة قائلا ببجاحة : اهدى كده وتعال نتكلم جوه فى اوضه فاضية ياهارون واستهدى بالله بس يجى معانا اسماعيل وسويلم اتفقنا

نظر اليه هارون بتشكك قبل ان يؤمى برأسه موافقا وهو يتحرك  بجواره لغرفه مرضى خالية امامهم

دخلا فأغلق صالح الباب ورائه قائلا لهم بجرأة

صالح : بص ياهارون .عاوز تسمعها بالصريح ان انا اللى وراها اقولها لك ومش انا لوحدى ابن عمى معايا فى ده

صعق سويلم وانقض على رقبة اسماعيل قائلا بغضب ويده تعتصر رقبته بقوة

سويلم : انت .انت يااسماعيل يللى انت عايش فى خيره .بتقتل ابن عمك وجوز  اختك ياندل

كاد اسماعيل ان يختنق قبل ان يتدخل صالح قائلا لسويلم بتهديد

صالح: سيبه ياسويلم .والا اقسم بالله هتدفن صاحبك النهاردة

ابتعد سويلم فى قهر فابتسم صالح قائلا

صالح : دلوقتى نقدر نقعد نتكلم بعقل

هارون محتدا : العقل الوحيد انك والخاين ده متخرجوش صاحيين من الاوضة دى النهاردة

قالها وهو يبصق على وجه اسماعيل .ربت صالح على كتفه قائلا بمكر

صالح : مابلاش انت ياهارون تتكلم عن الخيانة ولانسيت ؟

تحب افكرك مين اللى قعد معايا واتفق معايا نخلص على ضياء جوز اختك الوحيدة ابو جاد

صعق اسماعيل وسويلم وهما ينظران لهارون والذى تهاوى على اقرب مقعد امامه فى انكسار فإقترب منه صالح قائلا

صالح :فاكر .وقتها كان ضياء فى عزه وقوته .كان راجل بمعنى الكلمة نسخة من جاد دلوقتى .شاطر وذكى ويعرف يحول التراب لدهب .بعد ما فتح لنا اسواق شغل فى السلاح مع ناس من بره والفلوس لعبت فى ايد الكل حتى احنا عدوينه بصراحة كنا مستفيدين وكسبنا من وراه الوفات وكنزنا ثروات لحد ما كبر وبقى غول والكل بقى بيعمل له الف حساب ومحدش بيتحرك من غير  اشارة من ايده .لدرجةةانه لغاك وانت كبيرنا

 يومها قعدنا وقلنا لازم نخلص منه انا وانت فاكر يا هارون ؟

هز هارون راسه قائلا فى اسى : للاسف .وكان القرار الغلط فى حياتى والغلطة اللى فضلت كل يوم ندمان عليه خصوصا لما اختى ماحصلته بعده بكام يوم .واتيتم ابنهم منهم الاتنين بسببى

صالح : تمام كويس انك عارف ده .ولو مش عاوز تتحرم من ابن اختك دلوقتى  يبقى تخلى الراجل بتاعه يدلنا على مكان رحيل .تيجى نخليك تسفر جاد على اول طيارة .ولو رفض يبقى تجهز نفسك لعزاه بكره

هارون بيأس :سويلم .تعرف مكان مراته ؟

سويلم : حتى لو اعرف يستحيل هدلكم عليه

صالح متجها للباب مشيرا لاحد رجاله قائلا بتحدى :

صالح : عبد الودود خلص عليه

بلع سويلم ريقه قائلا فى يأس

سويلم : لو دلتكم على مكانها هتعملوا لها ايه ؟

صالح : ولا حاجة .هرجعها بيتى معززة مكرمة

اسماعيل : واللى فى بطنها لو ولد هاخده احنا اولى به انما لو بنت متلزمناش جدها يتصرف فيها زى ماهو شايف.

سويلم : وانا ايه اللى يضمن انكم مش هتقتلوه اول  ما رحيل ماترجع

صالح : من الناحية دى ماتقلقش .كفاية عندى انه يعيش مذلول ومكسور طول العمر وانا باخد منه كل حاجة .مراته وابنه  واسماعيل ياخد فلوسه وكل املاكه وحتى رجالته بعد ما يرجع تانى الكبير

سويلم : ياما حذرته منك وقلت له ابن عمك واطى وحرص منه بس هو مسمعنيش

اسماعيل بحقد: خلص .دلنا عليها وانقذ صاحبك

تقدم اليه صالح قائلا

صالح: اتصل بيها .قولها جاد بين الحياة والموت ولازم تيجى تشوفيه وبسرعه

اتصل سويلم على مضض وابلغ رحيل والتى انهارت باكية قبل ان تغير ملابسها وهى تسند بطنها الكبيرة .ركبت القطار

وصلت بعد ساعات طويله

كان رجال صالح بالاسفل ينتظرون ظهورها .فور ظهورها اتصلوا بصالح فى الاعلى فنهض واقفا قائلا لهارون وسويلم

صالح : دلوقتى تقدروا تسفروه

هارون بقلق: انا مش هفوت لك ده ياصالح لا انت ولا الجحش ده بس اطمن على جاد ولنا يوم سوا

صالح ضاحكا بسخرية :اللى عندك اعمله يلا يااسماعيل

فور وصول رحيل للمشفى  وجدت رجال اغراب ينتظرونها .حاولت ان تهرب الا ان ثقل بطنها منعها .امسكا بها وكمما فمها بمخدر لتغيب عن الوعى .

فاقت بعد وقت قصير .تأملت المكان برأس ثقيله  .وجدت نفسها فى مكان اشبه بمخزن قديم وهى على سرير شبيه بسراير المستشفيات ويداها مقيدتان .كانت رائحة المكان اشبه برائحه مطهر الحمامات .نظرت حولها فوجدت ادوات طبية .ذعرت وحاولت ان تفك يدها الا انها لم تستطع .اخذت تصرخ خاصة حينما وجدت سيدتتانتتقدمان ناحيتها وهم يرتدون ملابس الاطباء وعلى وجههم كمامه الفم .

سألتهم بخوف : انتم مين ؟ وعاوزين منى ايه ؟

اقتربت احدهم قائله بهدوء : احنا مين مش مهم .بس عاوزين ايه ..عاوزين اللى فى بطنك لابوه

صرخت رحيل قائله : جاد !!!!!

هزت احدهم رأسها فى ايجاب وهى تقترب منها كى تحقنها بالمخدر .لتغيب رحيل عن وعيها وهى تهمس بإسمه

فاقت بعد ساعات فوجدت نفسها فى غرفتها ببيت جدها وسيدة تبكى بجوارها

حاولت ان تنهض فتألمت .مدت يدها تتحسس بطنها فلم تجد طفلها بكت وهى تصرخ قائله

رحيل : ابنى فين يادادة .ابنى فين ؟

دخل صالح اليها قائلا وهو يجلس بجوارها بتأثر

صالح : ابنك خدوه يارحيل .جاد ابن الموافية نصب لك مكيدة عشان يستدرجك وياخد ابنه منك وبعدها رماكى ليا .بس انا مش هسيب حقك

رحيل وهى منهارة : انا عاوزة ابنى ياجدو هاتلى ابنى

احتضنها جدها قائلا لها : حاضر ياحبيبتى بس انتى اهدى عشان خاطرى

.................

لثلاث اشهر لم تياس رحيل من محاولات الفرار من بيت جدها لبيت جاد كى ترى ابنها رغم طرد فاطمة ورجالها لها واهانتها لها وتهديدها بالقتل لو اقتربت من البيت .

اشفق جدها عليها فى النهاية وهو يبلغها بموت طفلها بعد ولادته مباشرة نظرا لضعفه الشديد حتى انه اضطر للاتصال بإسماعيل هاتفيا واسمعها حوارهم ليؤكد لها هو الاخر موت الطفل فور ولادته مباشرة ,الا ان رحيل لم تصدق ايا منهم .

كانت سيدة قد ابلغت رحيل اثناء هذا الوقت بحادثه جاد وسفره للخارج وعدم عودته وبراءته الاكيدة من خطف الطفل .

.............

مرت ثلاث شهور

عاد جاد على كرسى متحرك بعدما اثرت الرصاصة  على عموده الفقرى .كان سويلم معه طوال رحله الشفاء

دخل قصره فوجد جميع رجاله القدامى قد تم تغييرهم

حتى القصر نفسه .كانت فاطمة قد غيرت فيه الكثير .بعدما القت بأشياء رحيل واحرقت ملابسها وخصصتها لطفلها  والذى اسمته اسماعيل على اسم اخيها

قابلت جاد بفتور وهى تراه امامها على كرسيه المتحرك .

 علم جاد بأن اسماعيل قد صرف جميع رجال جاد القدامى واتى برجال جدد .كما استحوذ على اراضى جاد ومخازن السلاح والبضاعة فيه بعدما طلب من جاد ان يوقع له على توكيل عام بالتصرف فى املاكه .

قبل ان يبلغه بأن هو من سيتولى مسؤلية كل شئ بدءا من الان ,رضخ جاد لكل كلامه فى اذعان تام .قبل ان يطلب منه ان يترك سويلم لخدمته مؤقتا قبل ان يسافر لاخته فى اسوان بعد فترة

ذهب جاد لزيارة قبر ابيه وامه بمساعدة سويلم وعاد ليلا .

مكث بعد ذلك  فى حجرته لايام دون ان يخرج منها حتى انهم قد كلفوا امنة بخدمته ووضع الطعام له ,طلب منها ان تبعث له بفاطمة فصعدت له على مضض

نظرت لجاد على كرسيه المتحرك وهى تحرك اساور امه الذهب فى يدها وخاتم رحيل فى اصبعها بعدما استولت عليهم قائله فى كبر

فاطمة :نعم فى ايه ؟

جاد: انا هروح المزرعه يافاطمة وقلت اقولك لو عاوزة تيجى معايا ؟

فاطمة بكبر : اجى فين ؟ انت بتهزر ؟ انت عاوزنى اسيب بيتى وبيت ابنى  واجى معاك فين ؟ لاء روح انت معاك ربنا

جاد : يعنى هتسيبينى وانا محتاج لك فى ظروفى دى ؟

فاطمة :وانت هتعوزنى فى ايه يعنى .ديتك خدامة تخدمك وخلاص ,انما انا هفضل هنا مع اخويا كبيرنا وكبير عيلتنا

جاد : طيب والولد

فاطمة : اسمه اسماعيل على اسم اخويا مش ولد

جاد : ماشى يافاطمة ,انا همشى بس خليكى فاكرة ده كويس جدا

فاطمة : لاء فاكرة يااخويا وفاكرة كويس

ليتلها صرخت امنة وهى تتفقد اسماعيل الصغير بحجرته ليخرج اليها جاد بكرسيه المتحرك فورا متسائلا عما يحدث لتبلغه بحاله الطفل المتدهورة وانقطاع نفسه ,اتصل جاد بسويلم مسرعا كى يصعد اليه ليأخذ الطفل للمشفى ,صعدت فاطمة على مهل بعد وقت لتستفسر عما يدور قبل ان يأخذ سويلم الطفل ويغادر مسرعا للمشفى .

فى الفجر اتصل بجاد وابلغه بوفاة الطفل وبعودته لدفنه ,فأومأ جاد برأسه فى حزن وهو يبلغ الجميع

غادر للمزرعه بعد دفن الطفل مباشرة خاصة مع انشغال اسماعيل مع رجال عائلته فى امور تخص شغلهم

....................

كان اسماعيل تحت ضغط شديد ومشاكل لاتنتهى ومستمرة بسبب عدم درايته بالعمل  فى تجارة السلاح وتذمر اقاربه من فشله فى ادارة اعمالهم مقارنة بجاد خاصة مع الاخفاقات المتتالية التى كان يقع فيها يوما بعد يوما

خاصة مع استعانته برجال جدد اغلبهم من ترشيح صالح بخلاف رفض الاجانب للتعامل معه بعد اختفاء جاد عن الصورة وعدم ايجاده لسيوله مادية تغطى فشله او لتغطية احتياجات رجال عائلته .

......................

تعرض يونس لرحيل عدة مرات محاولا التقرب منها والضغط عليها كى تقبل بالزواج منه على زوجته الاولى حتى ان رحيل ضاقت ذرعا بمحاولاته وهى تمسك ببندقيه جدها وتصوبها اليه مهددة اياها بعدم التعرض لها مرة اخرى ان اراد ان يعيش فإبتعد وهو يتوعدها

حاول جدها كثيرا الضغط عليها كى ترضى بيونس الا انها تمسكت بموقفها .كانت كل يوم يمر عليها تزاداد حزنا وانغلاقا اكثر على نفسها

حاول جدها كثيرا ان يحثها على الخروج او السفر معا للقاهرة او لاى مكان اخر فرفضت ايضا ,احب جدها ان يفاجأها فأبلغها بأنه قد كتب لها اموالا بالملايين خارج مصر فى احد بنوك سويسرا دونا عن باقى احفاده تقدر بأكثر من نصف ممتلكاته لحبه لها ورغم ذلك لم تسعد بالخبر وظلت حبيسة غرفتها فى حزن وانقطاع عن الطعام  اللهم الا لقيمات قليله تضطر ان تتناولها مرغمة لارضاء جدها .

........................

مكث جاد فى المزرعه بصحبه سويلم ايام طويله قبل ان يبلغه سويلم ذات يوم بوجودها خارج ابواب المزرعه

انتظرها مكانه امام الاستراحة وهو يجلس على كرسيه المتحرك

راقبها من بعيد وهى تتقدم بإتجاهه ,كانت مختلفه كثيرا خاصة بعدما فقدت الكثير من وزنها وشحب وجهها وانطفأت عيناها من الحزن

تقدمت ناحيته وهى تنظر اليه ,اخرجت مسدسا وصوبته اليه قائله بيأس

رحيل : انا عارفه انك مش هتخاف من تهديدى لك بالمسدس رغم علمك انك دربتنى بنفسك عليه كويس وعارف انى اقدر اصوب عليك ومن مكانى

اومأ رأسه بالايجاب فاكملت وهى توجه المسدس لصدرها فى قهر

رحيل : بس انا مش هقتلك انت,,انا هقتل نفسى لو مقولتليش ابنى فين ياجاد

اقترب بكرسيه منها قائلا بحنان  : نزلى المسدس يارحيل لو سمحتى ؟

صرخت فيه والدموع تنهمر من عيناها : انا عاوزة ابنى ياجاد ,,ابننا ,حرام عليك انى اتحرم منه ومااشوفهوش ولا احضنه ,,انا بموت والله العظيم بموت فى اليوم الف مرة وانا بسأل نفسى هو عايش ولا مات فعلا ؟ طب لو عايش مين بيأكله ؟ مين بيهتم بيه ؟ طب شكله ايه ؟ انا عاوزة ابنى ياجاد ومش عاوزة اى حاجة تانية منك

سألها بلوم : ليه مقولتليش يارحيل ؟ ليه خبيتنى عنى انك حامل ؟ وليه حرمتينى انى اعرف انك حامل بإبننا وهربتى به بعيد عنى ؟

رحيل بقهر : كنت عاوزة احميه منك ومن جدى ومن عيلتكم وكرهكم لبعض

جاد بحزن : تحمي ابنى منى ؟ انا اخر مرة اتقابلنا فيها هنا ,,قلت لك انا عاوز فرصة واحدة تقربنا من بعض ,حاجة تحصل تحل كل مشاكلنا وانتى كنتى عارفه انك حامل ومقولتيش

رحيل : مكنتش عاوزة اخسره  ,ولا اشوف فى يوم من الايام تاجر سلاحك زيك ولا يضطر يقتل عشان ياخد تار عيلته

اغمض عيناه فى حزن : تقومى تحرمينى منه ومنك

اقتربت منه وجلست امامه وهى تنظر اليه بحزن قائله

رحيل : رجعهولى ياجاد وانا مستعدة اكون خدامتك انت وفاطمة طول العمر ومتقوليش انت كمان انه مات لانى مش مصدقة ,قلبى بيقولى انه عايش ,اتصل بإسماعيل اسأله عشان خاطرى لو لسه ليا خاطر عندك

طب بلاش خاطرى انا عشان خاطر ابنك انا عرفت ان فاطمة خلفت ولد عشان خاطر ابنك اعرف لى ابنى راح فين ياجاد ورجعه ليا

مد يده وتحسس وجهها بحنان قائلا بحزن

جاد : ابنى من فاطمة مات يارحيل هو كمان

بكت وهى تقبل يده قائله : لا ياجاد ابنى مامتش ,ابنى عايش ابوس ايدك متقولش انه مات

احتضنها بيده وهى تنام على قدمه واغمض عيناه فى حزن قائلا وهو يربت على شعرها

جاد: انا اسف كان نفسى اكون قادر انى اغير كل ده بس للاسف عجزى مانعنى

بكت قائله : يعنى انا اتحرمت من ابنى خلاص,ابننا ياجاد مش هشوفه ولا هلمسه ولا هاخده فى حضنى ,طب اعيش تانى ليه ,انت حرمتنى من ابنى ياجاد

جاد : انا يارحيل ؟

رحيل : ايوه انت ؟ ياريتنى ماعرفتك ولا شوفتك ولا حبيتك ..انت السبب فى وجع قلبى وقهرتى وحزنى

جاد بعتاب : انا طلبت منك كام مرة تثقى فيا وانتى ولا مرة سمعتينى ؟ كل اللى كنت بطلبه منك انك بس تثقى فى  كلامى

نهضت واقفه وهى تمسح دموعها قائله : مبقاش له لزمة الكلام ياجاد خلاص بعد موت ابنى خلاص

جاد بآسى : هو فعلا مبقاش له لزمة ,اى عتاب دلوقتى خلاص مبقاش له لزمة ولا مكان بينا خصوصا بعد شللى,انا للاسف بقيت عاجز وهفضل كده طول عمرى

نظرت اليه بحب بلهفه وهى تتحسس وجهه بيدها قائله

رحيل : لا ياجاد انت انت هتفضل جاد اللى عرفته وعشقته من اول لحظة وانا بشوفه مجرد خيال  فارس من بعيد على حصانه ,انت الراجل الوحيد فى العالم اللى حبيته واللى هفضل احبه لحد مااموت ,مفيش حاجة تنقص من رجولتك فى نظرى ولو للحظة ,هتفضل دايما جاد حبيبى الراجل القوى الحنين ولو فى حاجة واحدة مخليانى مكمله وعايشة فهو ان فى ابن من صلبك ومن دمك هيفضل رابط بينا طول العمر بس دلنى على مكانه ياجاد لو ليا معزة عندك

زم شفتيه فى حزن ونكس رآسه فى اسف ,نظرت اليه بحزن قائله بقهرة

رحيل : يعنى هو مات فعلا ؟ ابنى مات ياجاد ؟؟؟؟

امسك بيدها بقوة ومسح دموعها المنهمرة وقبل رآسها بحنان قبل ان تنهض فى يآس وهى تنصرف ,ناداها قائلا

جاد : انا محتاجك يارحيل  ,,,انا بحبك

تسمرت مكانها دون ان تنظر اليه ودموعها تنهمر من عيناها قائله بحزن

رحيل : اتأخرت اووى ياجاد

أكمل قائلا

جاد : جايز اكون اتأخرت  بس انا محتاجك وعارف انك كمان محتاجانى وبتحبينى  وكل اللى عاوزه منك انك  تثقى فيا ...بوسيلى يارحيل من فضلك بوسيلى

..............................

عادت رحيل بعد ساعات من غيابها لمنزل جدها ,كان الجميع يلتفون حول صالح حينما اقتربت منهم قائله بثقه وجدية

رحيل : جدى انا موافقه اتجوز يونس

صعق الجميع من الخبر وتهللت اسارير يونس ونهض واقفا فى اتجاهها فأوقفته بإشارة من يدها قائله

رحيل : بس انا عندى شرط ومش هتنازل عنه

تقدم جدها اليها قائلا بإستغراب : قولى ياحبيبتى عاوزة ايه ؟

رحيل : عاوزة اسماعيل الموافى وهارون خال جاد هما اللى يشهدوا على كتب كتابى

سألها صالح بإندهاش : اشمعنى دول يارحيل ؟

اجابته بثبات : عشان اكسر جاد ياجدى اكتر ماهو مكسور .ده شرطى والفرح يكون بعد  اسبوع من النهاردة  ,قلتم ايه؟

فكر صالح قليلا قبل ان يقول

صالح : وماله ,اجيبهم شهود يارحيل ,بس هتقعدى معايا هنا مفيش سفر ابدا

هزت رأسها بالايجاب ويونس ينظر لامه المبتسمة قبل ان تغمز لها بعيناها

........................

مر الاسبوع بسرعه ويونس يستعد له بتنزيين البيت وشراء غرفه نوم جديدة فى ظل متابعه زوجته الاولى له بغل وحزن ,بينما انشغلت رحيل مثلما ابلغت جدها بتجهيزها لمستلزمات زفافها من المركز هى وسيدة واصرارها على شراء فستان ابيض لتعوض به حرمانها من ارتدائه  فى زيجتها الاولى .

....................

جاء يوم الزفاف

قدم هارون مع رجاله ونفس الحال مع اسماعيل ,جلس الجميع فى الاسفل مع جدها ويونس واخواته امام المأذون فى انتظار نزول رحيل

نزلت متأنقه بفستان ابيض وطرحه شيفون بيضاء على شعرها ,كانت تضع يدها خلف ظهرها

انتبه الجميع لنزولها حتى اسماعيل والذى رمقها بإعجاب ,تقدمت لتجلس بجانب جدها فى ثقه

سألها المأذون فى ادب

المأذون : حضرتك هتوكلى مين ياست رحيل ؟

رحيل بإندهاش : اوكل مين فى ايه ؟

نظر اليها الجميع مندهشين فإبتسم جدها قائلا لها : فى جوازك من يونس ابن عمك ياحبيبتى ,شكلها مخضوضه ياجماعه ولا باينها نسيت

ضحك الجميع ماعدا هى والتى نهضت واقفه قائله

رحيل : لا ياجدى انا لابهزر ولا نسيت ,بس واضح ان انتم اللى نسيتوا انى متجوزة

صعق الجميع وهب يونس واقفا قائلا بغضب : متجوزة !!!! متجوزة من مين ؟

اجابته باستغراب : من جاد الموافى جوزى

نظر اليها جدها باستغراب قائلا بقلق

صالح : رحيل ياحبيبتى انتى كويسة ؟ انتى اتطلقتى من جاد من زمان ولا نسيتى


اجابته بثقه: لا ياجدو  ماانا رجعت

نهض الجميع واقفين وهم ينظرون لبعضهم مع صوت جلبه بالخارج استرعى انتباههم ,وجدا باب القصر يفتح فجأة  وجاد يدخل على قدميه وهو يحمل سلاحه ومن خلفه سويلم ورجال اخرين بآسلحتهم

صعق الجميع من وجوده امامهم خاصة اسماعيل وصالح والذان نطقا بإسمه غير مصدقين

بينما ابتسم هارون فى حب ,وققت رحيل خلف جدها وقد اخرجت سلاحا وجههته لرآسه وهو ينظر اليها غير مصدق  قائلا بغضب

صالح : بترفعى السلاح عليا انا يارحيل

اجابته ببرود : ايوه ياجدى بردلك شوية من اللى عملته فيا

تقدم اليهم جاد وعلى وجهه ابتسامه ساخرة قائلا

جاد : مفاجأة مش كده

سأله اسماعيل متلعثما : انـــــــــت  .....بتمشى

اجابه جاد : من اول يوم رجعت فيه

اخرج يونس سلاحه خلسه ليضرب به جاد الا ان رحيل باغتته واطلقت على يده فصرخ من الالم ويده تنزف

قائله بثقه : المرة الجاية هتكون فى قلبك

نظر اليها جاد مبتسما فقالت له وهى تنظر للسلاح

رحيل : تلميذتك   

تقدم هارون من جاد قائلا بترحاب حقيقى

هارون : الحمدلله انك بتمشى ياحبيبى

اشار اليه جاد بجديه قائلا

جاد : خليك مكانك ياخال ,لسه دورك جاااى بس الاول اخلص حسابى مع ابن عمى واخويا وحبيبى اسماعيل

اسماعيل بتلبك :انا ...

جاد بغضب : اخرس انت ,,لما اتكلم تخرس وتسمع ... انت عارف ايه هى مشكلتك يااسماعيل معايا انك كنت بتكرهنى وقت ماانا حبيتك وخليتك كبير علينا وانت ملكش اى لزمة ولا دور وعيشتك ملك انت واختك وامك فى بيتى وبيت ابويا ومن خيرهم ,المهم البيه بعد مااتفق عليا مع صالح  وسفرونى بره .قال خلاص فرصتى جاتلى وهبقى الكبير وحط ايده على فلوسى واملاكى  من غبائك فاتك حاجة مهمة اووى فى شغلاتنا دى ان الرجل الغبى هو اللى يخلى اى املاك له بإسمه بفرض انه يوم الدنيا دارت واتقبض عليه , ببساطة كده القصر والمزرعه والقرية السياحية وفلوسى كلها بره مكتوبين بإسم رحيل ومن اول يوم جواز  ,,باقى الاملاك بإسم صاحبى اللى بثق فيه سويلم واللى قالى على كل حاجة بمجرد سفرنا لبره

بس انا عجبتنى اللعبه وقلت اتفرج عليك وانا بغرقك فى شبر مية  وانت بتفشل كل يوم فى انك تسد فى الشغلانة وتكفى رجالة عيلتنا واللى قلبوا عليك وبقوا شايفينك فاشل ومش عارف ترعى مصالحهم

اسماعيل مقاطعا : جاد ...مش انا اللى سلطت عليك ده صالح صدقنى

جاد : انت بقى ولا هو مش فارقه ,انتم ادتونى فرصه عمرى فى انى انسحب ببساطة وبسهوله من الشغلانة دى وبشهادة الكل وبقيت راجل عاجز وانتم اللى بقيتم فى الصورة اودام الحكومة ,,اه هو انت مقولتش لهم ياسويلم على اللى بيحصل فى اللحظة دى

سويلم بإبتسامه ثقه : نسيت والله يابيه من فرحتى , فى قوة كبيرة من الداخليه مسكت رجالة صالح واسماعيل فى شغلانه السلاح اللى بعتوها على الحدود واللى حطوا فيها مبلغ محترم بمساعدة ياسر بيه طبعا

صعق اسماعيل وصالح مما سمعاه خاصة صالح والذى نظر لرحيل قائلا فى خبث

صالح : ايه يارحيل غسل دماغك وخلاكى ترفعى السلاح على جدك حبيبك اللى حبك اكتر من عمره ,خلاص نسيتى مين اللى قتل ابوكى

اجابته رحيل بحزن : سيب ابويا فى حاله ياجدى ,ابويا اللى حرمتنى منه, اليوم اللى رحت لجاد فيه المزرعه  حكى لى كل حاجة  عملتوها معاه ومعايا بس اتفق معايا انى  ارجع اقولك انى موافقه على الجوازة من يونس بعد اسبوع  ,بعدما مارجعنا لبعض طبعا وبعد ماجابلى امى اللى انت حرمتنى منها

اجابها صالح بتلبك : امك !!!

اجابته وهى تواجهه قائله : ايوه امى اللى جاد جابها لى وحكت لى عن اللى عملته معاها لما اخدتنى منها وانا لسه لحمة حمرا وهددتها لو رجعت تسأل عنى هتقتلها هى واخواتها وسافرت بره واتجوزت وفضلت كل اجازة تنزل فيها مصر تحاول تشوفنى تهددها لحد لما يأست

صالح : رحيل انا ...

رحيل : انت دمرتنى وقتلت ابويا

صالح : لا يارحيل مش انا ,جاد حبيبك اللى انت مصدقاه وواثقه فيه هو اللى رفع السلاح وضرب به ابوكى وابنى حبيبى

جاد : خلينى يارحيل احكى لك اليوم ده حصل فيه ايه عشان ارتاح من الكدبة اللى عيشت نفسى فيها ,كنت عيل صغير ابن 11سنة تقريبا لما اتواجهنا انا واسماعيل وابوكى ورجالتنا ,وقتها كانت اول مرة امسك فيها سلاح وظهر ابوكى اودامنا ورمى سلاحه ,وكلمنى عن حزنه لموت ابويا وانه كان بيحبه وانه اتفرض عليه مجيته لنا من ابوه صالح وانه لو عليه هو عاوز يرجع لمراته ولابنه او بنته اللى جايين فى الطريق ,وان طريق الدم مش هيجيب غير دم خصوصا لما يكون فيها اطراف مالهومش اى ذنب فى اللى حصل ,ساعتها سمعت له وحسيت به وبصدق كلامه ونزلت سلاحى بس فجأة ضربه اسماعيل 3طلقات وانا واقف مصدوم ,جه جنبى ومسكنى السلاح وقالى امسك وقول ان انت اللى حدت تار ابوك ,خلى الكل يفتخر بك ,سمعت كلامه والكل صدق ان انا اللى قتلت ابوكى

مسحت رحيل دموعها بيد وهى تنظر لجدها قائله :

رحيل: يمكن يكون اسماعيل هو اللى ضغط الزناد بس انت ياجدى اللى اصدرت الاوامر ,يوم مابعت له وصممت يرجع عشان ياخد بتار اخواته ويوم ماضربته هنا عشان كان رافض زى ماحكت لى دادة سيدة لما ضغطت عليها ويوم ما بعدتنى عن امى وحرمتها منى وحرمتها حتى تحضر دفنه حبيبها وجوزها ,انت مش دمرت ابويا بس انت دمرت امى ودمرتنى

صالح بحزن : رحيل انا عملت كل ده علشانك ,عشان متبعديش عنى ,ابوكى كان احب ولادى ليا ,وحزنى على موته خلانى زى المجنون وانتى الحاجة الوحيدة الحلوة اللى ربنا بعتها لى عشان يعوضنى بيها

رحيل : تقوم تدمرنى , تساعد فى انك تخليهم ياخدوا منى ابنى ..انت ايه ؟ حب ايه ده ؟ اللى يقتل ويتعس ويقهر .انا بكرهك ياجدى بكرهك بذنب ابويا وامى وابنى اللى حرمتنى منه بس الحمدلله انه لسه عايش وبخير

اسماعيل مصعوقا : عايش

اجابه جاد : اه يااسماعيل عايش وبخير كمان , لما رجعت من بره سألت نفسى انت ممكن توديه فين ,بس الاجابة جاتلى من اول يوم وصلت فيه القصر وانا بشوف معامله اختك الغريبة لابنها واللى كدبت نفسى وانا بشوفها مش طيقاه  ولا عاوزه تقرب له ولا تشيله ,لحد لما سمعتها بتقول لامك انها بتكرهه ,واللى اكد شكوكى لما رحت ازور قبر ابويا وامى ,التربى بتاعنا قرب منى ووسانى فى ابنى اللى مات وانت ودته له يدفنه يوم الحادثه بتاعتى , المهم امنة جاتلى الاوضه فى يوم وهى بتقولى نفس الكلام عن معامله فاطمة للولد وانها شافتها بتحط له حاجة فى رضعته تحت ,ساعتها طلبت منها تغير الرضعه ولما ينام تنادينى بسرعه وتقولى الولد شكله تعبان ,وانا اتصلت بسويلم يطلع ياخده ويطلع به المستشفى وبعد شوية كلمنى وقالى الولد مات ,وطبعا لا انت اهتميت تشوفه ولا حتى اختك لان الولد ببساطة  مكانشى ابنها ,كان ابن رحيل واللى انت خدته منها واديته لاختك بدل ابنها اللى مات بس هى من غلها وكرهها لرحيل متحملش تشوفه اودامها وحاولت تسممه

هارون : جاد ياابنى انا عاوز اوضح لك

جاد بحزن : هتوضح ايه ياخالى ,انك زمان شاركت فى قتل ابويا !!!

انا عارف ده من زمان من يوم موت امى لما انت دخلت لها العناية المركزة ,ساعتها انت عيطت وطلبت منها تسامحك بس مكنتش فاكر انها سمعاك ,لما دخلت لها بعدك قالت لى اسامحك وخلتنى اوعدها انى مااخدش تار ابويا منك ,وفضلت عمرى كله ساكت عشان وعدى لامى

هارون بحزن : انا مستعد اديك نص ثروتى ياجاد

جاد : فلوسك هترجع لى ابويا وامى ياخالى لو هترجعهم خدى فلوسى انت ورجعهم لى

رحيل لجدها : بالمناسبة ياجدو انا اديت لجاد الفلوس اللى انت كتبتها كلها ليه ,انت عارف بقى مفيش بين الزوج والزوجه حساب

نظر اليها صالح بحقد قبل ان يخرج سلاحه ويصوب به فجاة تجاه جاد الا ان هارون لاحظه واخرج سلاحه وضرب به صالح بسرعه ليسقط وسط دمائه

انحنت فوقه رحيل فى حزن قائله

رحيل : جدى ..جاد من فضلك اطلب الاسعاف

قالتها وهى تنظر لجاد بلوعه والدموع تغرق عيناها  ,جذبها جدها اليه قائلا

صالح : لاء يارحيل ,سيبينى اموت , الموت اشرف لى مليون مرة  من ان عدوى هو اللى ينقذنى او انى اعيش وفى عينيكى نظرة كره واحدة ليا

كان جاد يتصل بالاسعاف ورحيل تتحسس وجه جدها بيدها قائله

رحيل : جدى ,,متخافش الاسعاف جاى ,,هتبقى كويس

سألها بصعوبة : سامحينى يارحيل .سامحينى وخليكى فاكرة انى عمرى ماحبيت حد قد ماحبيتك

قالها واغمى عليه ورحيل تتحسس نبض قلبه وهى تبكى بولع ,اقترب منها جاد ليبعدها عنه قائلا لها

جاد : متخافيش يارحيل هيبقى كويس ,الاسعاف جاية حالا

فى نفس اللحظة اقتحم المقدم ياسر برجاله القصر وهم يشهرون اسلحتهم صوب اسماعيل ويونس واحفاد صالح ,بينما ناول هارون سلاحه لاحد رجاله بثقه قائلا له

هارون : محمدين ,مين اللى قتل صالح ؟

الرجل : انا يابيه طبعا

هارون بثقه : ماهو مش على اخر الزمن هتحبس وعشان كلب زى ده

قالها وهو ينظر لصالح

...................

دخلت رحيل قصر جاد وهى تحمل طفلها على ذراعها وسط دهشة فاطمة وامها واللتان هبتا من مكانهما غير مصدقين لرؤيتها امامهم ومعها الطفل

تقدمت منهم رحيل بثقه قائله وهى تنادى على امنة والتى اتت مروله بسعاده

رحيل : امنة ,,عملتى اللى قولت لك عليه ؟

امنة بنظرات شماته لفاطمة وامها : ايوه ياهانم ,دهب فاطمة وامها ودهبك ودهب الست ام جاد بيه الله يرحمها اللى سرقته من اوضتها كلهم فوق قفلت عليهم بنفسى

نظرت اليها فاطمة غير مصدقه قائله لرحيل

فاطمة : انتى ايه اللى جابك هنا ؟ وايه اللى بيحصل بالضبط ؟ والواد ده ...

رحيل مقاطعه : اسمه ضياء جاد الموافى ,ابنى وابن جاد ,مش اسماعيل ,اه صحيح هو انا قلت لكم ان اسماعيل اتنقل المستشفى بعد ماجاتله ازمة قلبيه من شوية لما البوليس جه يقبض عليه

خبطت ام اسماعيل على قلبها بذعر قائله

ام اسماعيل : ابنى ,انا لازم اروح له

رحيل : اه طبعا هتروحى له بس بعد ماتخرجى بجلابيتك انتى وبنتك اللى عليكم ,امنة قلعيهم الدهب اللى فى رقبتهم وايديهم ,,

فاطمة بكبر : انتى اتجننتى ,انت عارفه بتكلمى مين ؟

رحيل : اه ضرتى سابقا ,هو انا قلت لك انى جاد جاى ورايا حالا عشان يطلقك ,انا بس استأذنته يدينى فرصتى اخلص شوية من اللى عملتيه فيا وفى ابنى يامجرمة اللى حاولتى تقتلتيه وحاولتى تقتلينى برضه

فاطمة بتلعثم : انتى شكلك اتجننتى ,اطلعى بره والا

رحيل بغضب : اخرسى , بدل ما اتجنن واضربك بالرصاص واخلص الناس من شرك ,انا مرضتشى اسلمك للبوليس ,قلت كفاية عليكى ترجعى لاصلك ,للعشة بتاعتكم اللى اتولدتى فيها زمان فى اول البلد قبل ماجاد مايجيبكم وينقلكم النقله دى ,دلوقتى بقى هترجعى لها بس زى مادخلتى هنا ,شحاته ,تشتغلى فى البيوت والغيطان وتعيشى عيشة الغلابة اللى ذلتيهم طول حياتك

دخل جاد فنظرت اليه فاطمة مصعوقه من رؤيته يسير قبل ان تجرى  نحوه وهى تتظاهربالبكاء فى لهفه قائله

فاطمة : الحقنى ياجاد ,شوفت رحيل بتطردنى

ابعدها عنه فى حزم قائلا

جاد : حقها يا بنت عمى ,بيتها وهى حرة فيه

فاطمة باندهاش : طب وانا ؟

جاد بعتاب : انا قلت لك تعالى معايا وانا عاجز ,قولتيلى مش هسيب العز ده كلك واجى معاكى ,عارفه لو كنتى جيتى كنت هبقى عليكى واعيشك معايا معززة مكرمة رغم انى فعلا زى ماكنتى بتقولى عمرى ماحبيتك ,بس كنت بحاول اراعى ربنا فيكى ....انتى طالق يافاطمة  واحمدى ربنا انى هسيبك تخرجى من هنا انتى وامك

رحيل بغضب ولهجة امرة لجاد : طلقها بالتلاته

نظر اليها بغضب قائلا لها

جاد : رحيل متتدنيش اوامر

انتبهت للهجتها الامرة فاجابته بحنق

رحيل : بالتلاتة ياجاد ,انا معنديش استعداد ترجعها بعد كده وتقولى صعبت عليك

نظر اليها بضيق محاولا السيطرة على غضبه قائلا

جاد: ماشى المرة دى بس اقسم بالله

اقتربت منه رحيل قائله بدلال

رحيل : والله مافيها مرة تانية بس عشان خاطرى ريح قلبى

جاد : انتى طالق بالتلاته يا فاطمة

ابتسمت رحيل قائله لامنة

رحيل : ارميهم بره يااامنة  ولما ترجعى لمى كل حاجتهم وولعى فيهم بجاز

تابعوهم وهما ينصرفان فى حزن ,اقترب منها جاد قائلا بحب

جاد : مبسوطة كده ؟

رحيل بسعادة : لسه ؟

جاد بضيق : خير ؟

رحيل : كنت عاوزة استاذنك نروح نعيش فى العزبة  ,انا بحب هناك

جاد وهو يقربها اليه : بصى ياحبيبتى صعب دلوقتى لحد لما اضبط الشغل الجديد اللى فتحته هنا لرجاله عيلتى بعد مانهينا علاقتنا بتجارة السلاح بس اوعدك نبقى بين هنا وهناك

اومأت براسها فى ايجاب

عادت امنة وهى تنفض المكنسة فى فرح قائله لهم : خلاص ياهانم غاروا فى داهية وكسرت وراهم قله

ضحكا من كلامها ,اخذ جاد الطفل من رحيل مقبلا رأسه فى حنان قبل ان يناوله لامنه قائلا لها

جاد : بصى ياامنه ,خدى سيدك ضياء ,حميه واكليه وخلى بالك منه ماشى

نظرت اليه رحيل بإستغراب قبل ان تتقدم ناحيه امنة الا انه امسك بيدها ليوقفها وهو يهمس لها قائلا بلهفه

جاد : سيبيها ,وتعالى بقى نطلع فوق شوية

كادت ان تعترض الا انه حملها وصعد بها للاعلى  وهى تضحك ويداها حول عنقه

صعد وتوقف امام غرفتهم القديمة وتذكر انها تحولت لغرفه اطفال فتوقف محتارا وهى تبتسم ثم سار الى باب غرفه فاطمة فنهرته قائله

رحيل : اياك

سار بها لغرفه ابيه ,فتح الباب بقدمه ووضعها على السرير ,نظرت فوجدت صورة ابيه وامه تزين الحائط فقالت له

رحيل : لاء مش هينفع هنا على فكرة

تقدم منها قائلا بغضب

جاد : ليه بقى ان شاء الله

اشارت بطرف عيناها لصورة ابيه وامه ,فأخذ ملاءة وغطى بها الصورة وعاد اليها وهو يخلع ملابسها وهى تتابعه بابتسامه حانيه قائلا بحب

جاد: كده بقى مالكيش حجة ,واقسم بالله يارحيل اياك اسمع منك اى حجج تانية ,انا من ساعه مااتجوزتك ماشفت يومين حلوين على بعض

قالها وهو ينقض على شفتيها مقبلا ,اخذا يتبادلان القبل فى حب ولهفه قبل ان ينحنى اليها اكثر

مرت ساعتان وهم معا قبل ان يسمعا طرق الباب وبكاء ضياء وامنة تنادى بالخارج

زم شفتيه فى ضيق وهو يبتعد عنها ,الا انها اوقفته وهى تلف ملاءة حولها لتنهض ,فتحت جزء من الباب وقبلت رأس ضياء بحب قبل ان تقول لامنة

رحيل :بصى ياامنة لو عرفتى تسكتى ضياء نص ساعه كمان بس لكى عندى الف جنيه  اتفقنا

تهللت اسارير امنة من الفرح وهى تهز ضياء قائله بحماس

امنة : طبعا ياهانم ولوعاوزاهم ساعتين وماله

رحيل : لاء نص ساعه بس

قالتها وهى تقبل ضياء مرة اخرى قبل ان تدخل لجاد مرة اخرى ,دخلت السرير بجواره وهو يضحك قائلا

جاد : طب كنتى خلتيهم ساعتين وانا اديها 5الالاف

ضحكت قائله : انا متهيألى امنة هتجمع مننا ثروة قريب

ضحك وهو يعود اليها الا انها اوقفته قائله بلهجة صعيدية

رحيل : عارف ياجاد لو فكرت تتجوز عليا تانى هعمل فيك ايه ؟

جاد مبتسما : هتعملى ايه ؟

رحيل وهى تعانق رقبته بحب : هقتلك والمرة دى بجد ,انت ملكى انا بس

قبل شفتاها قبلان يقول لها بحب جارف

جاد : مفيش غير واحدة بس فى العالم اللى قدرت تخطف قلبى ,انتى ياحبيبتى وبعدين هو انا مجنون ,,كفاية عليا جنانك

قالها وهو يحتضنها بقوة وهى تغمض عيناها فى حب......


تمت

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close