اخر الروايات

رواية بنت الوادي الفصل الثامن عشر 18 بقلم سلمي سمير

رواية بنت الوادي الفصل الثامن عشر 18 بقلم سلمي سمير



                     
#انتقام_غاشم
#البارت الثامن عشر
****************
علمتني حياة الكتابة أن أرتاب من الكلمات، فأكثرها شفافيةً غالباً ما يكون أكثر خيانة.فلا تبكي على كأس انكسر. ولا تَيأس عَلى قلب. من حجر.. ولا تشفع لمن خان يوماً أو غدر. ولا تقل رحل حبيبي. بل قل رحل من كَان ملاكاً في عيني، وعَاد إلي طباع البشر.

+


عاد فريد الي مصر بعد مرور شهر من غدر فرحه به وهروبها منه بعد أن سامحها علي هروبها منه اول مره وفسر لها سبب اضطراره في بعدها عنها، وقضي معها ليلة عشق طويلة اشتاقت لها نفسه
عاد الي فيلته وبداخله غضب عارم وحقد كبير عليها متوعدًا بالانتقام منها وعدم العفو عنها، 
بعدما حرمته لثاني مره من ابنها يوسف الذي لم يراه او يحمله بين يداه الي هذه اللحظه،
دلف الي داخل الفيلا فالتقي بوالدتها التي سألته بلهفه وشوق وهي تنظر خلفه:
فين مراتك وابنك يا فريد، مش قولت هترجع بيهم
علي اخر الاسبوع عدا شهر ومرجعتش بيهم بردك،
هما فين وحصل ايه وليه مرجعتش بفرحه ويوسف

+


غامت عيناه بضيق والقي جسده بتهالك علي  احد المقاعد، وشبك يداه أمام وجهه وقال:
هربت مني مراتي خدت ابني وهربت، ايه رايك في العروسة اللي جوزتهالي وسلمتها اسمي وشرفي،
ياتري يا امتثال هانم التصرف معاها يكون ازاي،

+


سمع صوت من خلفه يرد عليه. بغضب وحسرة:
طلقها لانها مستاهلش تحمل اسمك، فرحه غبية وانت كنت معاها ابن اصوال، حقك عليا يا بيه، لكن بنتي ناقصه ربابة ومحناجه تتربي من جديد،

+


ضحك فريد يتهكم ورد علي زينب بهدوء حذر:
مين قال اني مش هطلقها، لكن مش هسمح لحد يربيها  اويعلمها  ازاي تحترم جوزها غيري، 
اوعدك يا خالتي بعد ما ترجع مصر و ترجع ابني وتعترف بغلطها وقتها هرحمي من جحيمي واطلقها 
لكن قبل ما يحصل ده ، انا حاليا بادبها وهخليها تلف حوالين نفسها، لحد ما تنزل مصر غصب عنها،

+


وضعت  زينب يدها علي راسها واخذت تردد بالم ووعويل وتندد حسرة علي ابنتها وما ينتظرها:
اه يا مراري ويا حزن الحزن عليكي يا ضنايا، ضيعني نفسك وضيعتينا معاكي، ياخسارة تربيتي فيكي ليه    منك لله يا فرحه ،خطيتي راس ابوكي في الطين ولبستينا العار،

+


ربتت امتثال علي زينب تواسيها والحزن يقطر الم بداخلها، ثم رمقت ابنها بحيرة وسألته:
كلامك بيقول انك عارف مكانها طيب ليه مرجعتهاش معاك وكنت حاسبتها في بيتك زي ما انت عايز ، او حتي كنت رجعت حفيدى، مشتاقه اشوف يوسف مش كفاية اتحرمت من حافظ؛

+


نهض فريد وضم والدته وحماته تحت جناحه وقال:
ايوه عارف  مكانه وعارف راحت فين وعايشه مع مين وبتعمل ايه،
لكني قفلت كل حاجه في وشها، مش هسمح ليها تعيش حياتها زي ما كانت في انجلترا، لما عاشت بشخصيه غير شخصيتها، واتصورت انها خدعتني لكني سبتها بمزاجي
لكن دلوقتي غير لازم ادبها واخليها تعرف أن الله حق الهانم سافرت النمسا وعايشة مع صاحبتها جاكلين 
بس هانت كلها ايام ومش هتلاقي ليها مهرب من الرجوع لمصر، وقتها هتجي هنا وهتعرف قيمة الحياة اللي منحتها ليها ورفضتها بغباء

+


                
ربتت زينب علي كتفه وقالت بحزن وانكسار:
انت ليك حق في اي حاجه عملها، بنتي كسرتنا وضيعت اي حق ليها بعروبها منك،
بس ياريت تسامحني يا ابني انا هاخد ولادي وارجع بيتي اقفل عليا باب ، خلاص مبقاش ليا عين احطها في وشكم ولا اقعد في بيتك أو اعيش من كرمك عليا وعلي اولادى بعد عملة بنتي السودة معاك، 

+


ضحك فريد وضمها اليه من جديد:
لا طبعا انت مش هتتحركي من هنا، ثم انت مش ضيفه ده بيت حفيدك،
لان لو حتي بنتك غلطت في انت جدة يوسف وليكي حق عليا علشان خاطره ده غير انت والدة مراتي لحد الان؛ وزي ما قولتلك بنتك هتتادب ولو مينفعش معاها الادب هطلقها،
ادعي بس ترجع لعقلها قبل ما قلبي يقفل منها وقتها مش هيكون ليها مكان في الحياة كلها، وهيبقي حقي لانها غدرت وخانت ثقتي فيها 

+


لطمت زينب خدها بذعر وحدقت فيه سأله:
معقول هتموتها يا بيه ياسواد السواد، دي غلبانه والله وعمايلها كلها خايبه وحياة ابنك اسمع منها  الاول يمكن يكون ليها عذرها وياريت تسامحها ، دي فرحه والله اغلب من التغلب

+


اخذ فريد  نفس عميق وقبل راسها بمودة وقال باسمًا يتهكم وغموض يحيط بمغزي كلامه:
متقلقيش عليها، بنتك مامنه وحاميه نفسها  كويس، بس هي عندها تهور وغباء، محتاجه تفوق لنفسها وافعالها، لاما اكسر دماغها وافرمطها يمكن تستوعب هي بقت مرات مين ومكانتها  ايه

+


تركهم  وعدل من هندامه. واستعاد بعض هدوءه بعدما استفاض بما يجيش به صدره من غضب عليها وعلي افعاله،  اخذ نفس ونظر حوله بساؤول:
هي فين سوسن مش شايفه، ايه سابت الفيلا تاتي

+


ردت عليه امتثال بحيرة  :
لا في اوضتها حبسا نفسها فيها من يوم سفرك، 

+


رمق والدته بريبة وعاد وسألها:
ماما اوعي تكوني زعلتها او جرحتها بالكلام انا وصيتك عليها دي ملهاش حد غيرنا،

+


ضربت كف يداها في بعضهم البعض وردت عليه بتاكيد قاطع أن تكون سبب عزلتها:
والله أبدًا دا انا بشفق عليها بسبب حزنها علي حافظ رغم أنه حفيدى وحزني عليه واجع قلبي 
لكن هي مش قادرة تتخطاه وكل يوم اسمعها بتعيط عليها كانها بتلوم نفسها علي موته،

+


قطب ما بين حجباه بضيق ونادى علي احد الخدمات التي أتت إليه ملبيا:
امرك يا فريد بيه حمدلله بالسلامه 

+


رد عليها فريد ببشاشة وحنو يمتاز به في معاملاته:
الله يسلمك يا صباح،عايزه منك تطلعي لستك سوسن 
بلغيها بوصولي وخليها تحصلني علي اوضتي يلا

+


أسرعت من امامه الخادمة تنفذ امره ونظر هو الي والدته وحماته وقال:
هطلع اريح جسمي من السفر، وباذن الله لما اصحي  هحكي ليكم  اللي حصل بيني وبين فرحه بالتفصيل،  
بس مش عايز حد يزعجني عن اذنكم

+


صعد فريد الي غرفته وبعد قليل رأو  سوسن في طريقها اليه، نظرت اليهم رمقتهم بحيرة وعيون ذبلة من الحزن، دنت من غرفته  طرقت الباب عليه فتح لها فريد مرحبًا بها:
ادخلي يا سوسن مال عينك انت كنت بتبكي ولا ايه

+



   

التاسع عشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close