اخر الروايات

رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل السابع عشر 17 بقلم امينة محمد

رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل السابع عشر 17 بقلم امينة محمد



رواية - فتاة ذوبتني عشقا - 
الجزء السابع عشر 

+



                    
** صوت صفارة الاسعاف يرن في ارجاء المكان وصولا الى المستشفى ... ترجل الجميع بسرعة البرق يأخذونها من السيارة لغرفة العمليات سريعاً .. بينما فارس يركض خلفهم .. يتبعه والده .. ثم والدته .. من ثم سليم .. وقمر .. وفي النهاية وصل ليث مهرولاً بملامح صفراء شاحبة ... مازال الجميع مصدوم .. والدتها الي تولُل على حال ابنتها خوفاً ان تفقدها .. بينما قمر تحتضنها وهي تهدء من روعتها وخوفها وتتطمئنها ببعض الكلمات المهدئة .. بينما فارس يقف وللمرة الثانية مكتوف اليدين عاجز عن فعل شئ لاخته كما عجز تماماً عن فعل شئ لحبيبة قلبه .. كانت الصدمة كبيرة عليه .. بل تلقى عدة صدمات كبيرة هذه الفترة ولكن اكبرها دخول اخته للعمليات وخطورة حالتها .. 

+



                    
ليث .. كان يقف بعيداً عن الجميع يخفض بصره للأرض .. ينظر امامه بشرود مصدوما مما حدث .. لا يعلم كيف ولكن يشاء الله في دقائق ان يغير الأحوال .. فهي كانت تحدثه يعلم انها لم تكن بخير ولكنها كانت جيدة الصحة .. يكفي ان يستمع لصوتها مهما كانت حالته فهو كان سيغير ذلك .. ولكن الآن الحال تغير .. هي بين يدي ربها .. لا يستمع الى صوتها .. لا يحادثها .. لا يتشاجر معها ويجادلها .. لا يغازلها فيجعلها حمراء اللون .. يخاف ان يفقدها كما فقد الغير وما كان الفقد إلا مراراً يلذع القلب ويترك الذكرى السيئة .. يدعو الله ألا تتركه مثلما تركه الجميع .. وان تكون جواره .. شريكة لحياته .. زوجة صالحة .. تُسانده في شدته .. تفرح لفرحه .. تحزن لحزنه .. لم تكن احلامه سوى هكذا .. ويعلم جيداً ان حنين هي فقط من ستقف جواره وهي من ستتفهمه .. رفع رأسه لـ أعلي يسنده علي الحائط خلفه داعياً من داخله لها .. 

+



                    
مرت الساعات وكُلهم صامتين .. الصمت يعم المكان وسيده .. خرج الطبيب من غرفة العمليات ونظر للجميع ثم توجه نظره لفارس قائلا ( دكتور فارس .. أولاً الف سلامة علي اخت حضرتك !) هز فارس رأسه مستجيباً قائلا بقلق ( متشكر .. هي اخبارها اي يا دكتور !؟) تنهد الطبيب بأسـف ( حالتها نوعا ما مُستقرة نرجو الدعاء لها .. حصل إصابات جامدة في الدماغ .. ممكن تكون الإصابات دي تسببت بأي حاجة عندها .. احنا منقدرش نحدد غير لما المريضة تفوق ونبدأ نعملها إشاعات علي الدماغ ونشوف هي هتشتكي من اي ؟) ابتلع فارس غصته .. بينما والدتها جلست تبكي اكثر وقمر تهدئها داعية لحنين .. بينما سليم وضع يديه فوق كتف فارس بتنهيدة قائلا ( ربنا يقومها بالسلامة !) .. بينما ليث يتابع حديث الطبيب بفقدان لكل شعور حوله .. لا يعلم بماذا يشعر .. أيشعر بالغضب ام الحزن ام الصدمة ام جميعهم .. اكمل الطبيب قائلا ( ربنا يقومها بالسلامة ليكم .. عن اذنكم !) ثم غادر من امامهم بينما الجميع وقف بهمه يسانده الحائط ... اتت ممرضة إليهم قائلة بخفوت ( ربنا يقوم الانسة علي خير .. بس زي ما حضرتكم عارفين مينفعش العدد دا يبقى في المستشفى عشان لو حصل اي ظرف طارئ علي الأقل يكون موجود تلاته بس !) هز سليم رأسه بإيجاب لها قائلا ( ماشي متشكرين !) ثم نظر لقمر قائلا ( خدي عمو وعمتو عندنا البيت ياقمر عشان يرتاحوا وانا هفضل هنا مع فارس !) هزت والدة حنين رأسها بنفي قائلة ببكاء مرير ( لا لا .. انا مش هسيب بنتي وامشي .. انا مش هسيبها وامشي !) استمع فارس لكلامتها بأسى ثم اقترب من جلستها وجلس علي ركبتيه امامها قائلا ( ماما ياحبيبتي .. روحي مع قمر البيت وحنين اول ماتبقى كويسة هطمنك .. ارتاحي ياحبيبتي عشان تبقي مع بنتك لما تفوق !) اكمل سليم علي حديثه ( يلا يا عمتو انا هوصلكم البيت قومي بقا !) هزت رأسها علي مضض وقامت معهم بينما قمر التفتت لفارس وابتسمت إبتسامة اطمئنان فبادلها الإبتسامة قائلا ( خدي بالك من ماما  !) ( حاضر !) اجابته بخفوت ثم ذهبا مع سليم ووالدهم لما ينطق بكلمة واحدة .. 

+



                
انتبه فارس لـ ليث الذي يجلس علي الكرسي بعيداً واضعا رأسه بين يديه بحزن بالغ .. اقترب منه فارس وجلس جواره قائلا بإستغراب ( ليث ؟؟ انت اي الي جابك يابني !) رفع ليث بصره لفارس بعينيه الحمراء بالغة الحُزن قائلا ( وانت ازاي عايزني اسيبها في الوضع دا و مكُنش جنبها !) ضيق فارس عينيها بإستغراب اكثر قائلا بحيرة ( افهم اي ؟) فقال ليث بهدوء ( انا عارف انه مش وقته الكلام دا .. بس انا بحبها .. وطالب ايدها للجواز .. ) فتح فارس عينيه بصدمة قائلا ببلاهه ( نعمم ؟!) لم يجيبه ليث بل اعاد خصلاته للخلف فكرر فارس حديثه قائلا ( انت ياعم انطق .. انت بتقول اي .. !) فقال ليث بقلة حيلة ونبرة خافتة ( اقول اي في الموضوع اكتر من اني بحبها وعايز اتجوزها .. بس استنينا تخرجوا من المشاكل عشان هي تقولك وبعدها ترد عليا اذا كانت موافقة ولا لا ؟) رفع فارس حاجبيه باستنكار قائلا ( يعني هي مقالتلكش انها موافقة ؟) 
اكتفى ليث بهز رأسه بنفي فقال فارس بتفاخر ( اخت اخوها .. ربنا يقومك بالسلامة ياحنين يارب !) ابتسم ليث بخفوت قائلا ( يارب ..!) .. عاد الصمت للمكان عندما رأوا الممرضين يخرجونها من غرفو العمليات لغرفة العناية المشددة تحت انظارهم المكسورة .. نظرة اخ .. ونظرة عاشق .. وبعد قليل من الوقت عاد سليم اليهم مُتعرفا علي ليث ومشاركا اياهم تلك الليلة القاسية .. 
.......................................................................................................................................................... 

2



** حل الصباح يوم جديد .. كان يوم متقلب فبدايته قاسي البرودة وتقلب فأصبح دافئ والسماء مليئة بالغيوم .. صباح متقلب كـ مزاج صديقنا العزيز السيد ' تَيم ' .. استيقظ على لعبها بشعرها في وجهه كي توقظه قائلة بنبرات دلع ( تمتم .. !) تغيرت ملامحه للاستغراب ثم قوص حاجبيه وهو ينطق الإسم بتوجس وكأنه يستطعمه ( تمتم ؟؟؟؟) فتح عينيه ينظر لها فوجد تلك النظرة المشاكسه علي وجهها وهي تقول بنغنجة ( اي ياتمتم يا حبيبي مش عايز تصحى ؟) نطق سريعاً وبصوت مرتفع ( ستوووب ) اعتدل في جلسته فأعتدلت هي الاخرى كاتمة صوت ضحكتها قائلة بخفوت ( ستوب اي هو احنا بدأنا لسه ؟!) كان ينظر اليها بتوجس وكأنه يحاول قراءة افكارها قائلا ( تمتم مين دا ياطيف !) قالها وهو يكز علي اسنانه من الغيظ ثم اكمل ( ونبدأ اي ياست طيف .. قوليلي انا عارف تفكيرك الوسخ دا !) شهقت بعنف للفظ الذي قاله الآن أمامه وهي تقول بخجل وترفرف برموشها ببراءة ( عيب كدا ياتمتم يا حبيبي .. متقولش كدا قدامي .. وبعدين افرض ابنك سمعك وانت بتقول كدا .. يطلع يقول زيك !) لو كان باستطاعته ان يشهق شهقة السيدة التي تردح لزميلتها في المشاجرات لفعلها .. ولكن ذلك البرستيچ يمنعه من فعل ذلك ... فمد يديه يمسكها من ياقة سترتها قائلا ( بت انتي .. دي هرمونات حمل ولا انتي اتخبطي في دماغك حصل فيها حاجة !) مالت عليه بدلع وهي تقول ( إييهيي .. لا طبعا !) نظر إليها بسخرية رافعاً حاجبيه لـ اعلى واضعا يد فوق الاخرى بقله حيلة قائلا بنبرتها ( إييهييي اومال اييي ؟) ضمت شفتيها تمنع تلك الضحكة التي ستفضحها الآن امام مسرحيتها والتي عهدت على نفسها عهداً انها ستجعله يومياً يشدُ في شعر رأسه بسببها .. قالت بحيرة ( انا عارفة بقا يخويا !) دفعها برفق من التصاقها به قائلا بإشمئزاز .. ( طب يلا ياشاطرة عشان انا القولون بدأ يلعب عليا وشوية وهيلعب عليكي ويصبحك فعلا !) ضمت شفتيها كـ وضع البوز وهي ترفع عينيها لاعلي بطريقة ساخرة وبصوت ساخر ( يصبشح عليا ازاشي بقا !؟) ابعد الغطاء من عليه ليقف فكانت هي الأسرع بالنهوض والخروج من الغرفة هاربة من امامه بينما هو ظل يتابعها حتى خرجت ...

+





الثامن عشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close