رواية لهيب الهوي الفصل الخامس عشر 15 بقلم شيماء الجندي
الفصل الخامس عشر ” عشق”
أنهت حمامها بفتور تام ثم اتجهت إلى الفراش ولازالت ترتدي بورنص الاستحمام وقفت أمام المرآه بعض الوقت تتأمل ملامحها بحزن بالغ،لم تعد لديها تلك الطاقة للمحاربة، طعنته لها كانت أشد الطعنات قسوة.. هكذا أفضل للجميع … لتنسحب من حياته وتريح الجميع ….
اتجهت إلى الفراش الذي تشاركته معه أسبوع.. فقط أسبوع هو ماعاشته معه بكل جوارحها …. أسبوع فرحت به كالأطفال بملابس عيدهم، وها هي تنطفئ فرحتها كعادتها تمددت أعلى الفراش بإرهاق تام لم تقدر على تصفيف خصلاتها أوارتداء ملابسها فقط ترتدي ذلك البورنص القصير …
أغمضت عينيها بهدوء ليجذبها سلطان النوم بدقائق نتيجه إرهاقها … فتحت عينيها على صوت جلبة..لتعقد حاجبيها تعتدل محاولة استكشاف الصوت لتجده … من غرفه الملابس… استقامت تزيح خصلاتها للخلف تسير بهدوء محاولة تفقد مايحدث … رُباه إنه هو يقف موليا ظهره العاري لها.. لم تصدر صوت استمعت إلى زفيره المرهق بصمت تام.. لم عاد من المشفى … هو لم يتعافى بعد !!
اتجهت إليه تتحدث بتلقائية قائلة بقلق بالغ غلف نبرتها الناعسه:
-انت خرجت ليه …!! الجروح بتاعتك لسه مالمتش … !! إزاي تعمل كده !!
أدار جسده لها متأوها من حركته المفاجئة يحدقها بنظرات شرسة مضيقا عينيه ينظر بحدة لها قائلا بغضب:
-أيه كنتي عايزاني أقعد هناك … يمكن تعرفي تقتليني المرة دي !!
اتسعت عيناها بصد@مة تحدق به بذهول تحول إلى شهقة مرتعبة حين جذبها إليه من ذراعها ينظر إلى عينيها يقول جازا علي أسنانه.. بعنف واضح …
-كنتي فاكرة هتخلصي عليا صح !!..لولا صافي دخلت فهمتني كل حاجة … وورتني الورق والصور.. كنتي هتكملي تمثيل مش كده !!
اتسعت عيناها بعدم فهم … هي لاتدرك مافعلته تلك الشمطاء … لكن من الواضح أنها حين سبقتها بالدخول إليه حين ابتعدت عن المشفي … قد ضللت جميع أفكاره ناحيتها… ومن الواضح أن معاناتها أكبر بكثير مما تتخيل … نظرت إليه بحزن شديد تحدق بملامحه..كاد قلبها أن يتوقف عليه بتلك الأيام.. ليفعل مايشاء.. يكفي أنه سليم معافى بعض الشيء أمامها … يكفي أنه حي … ليفهم مايشاء …. رفعت يديها تحيط عنقه بقوة دافنة وجهها بعنقه تستنشق رائحة جسده باشتياق شديد.. انتفض جسده لفعلتها… لم يستوعب لما حدثت له تلك الرعشة حين دخلت إلى أحضانه.. يشعر بنبضات قلبه ترتفع..تقرع كالطبول … مابه !!! ماذا تفعل تلك الفتاة.. لقد وبخها للتو !!! لم لا يرفع يده ويفصلها عن أحضانه!! مابه … !! عقد حاجبيه حين سيطر عليه ذلك الصداع الشديد ليغمض عينيه بإرهاق مترنحا بعض الشيء ليحيط جسدها مستمدا منها الدعم …
شهقت حين شعرت به يكاد يسقط.. أحاطت جسده بقوة شديدة تهتف بلهفة واضحة:
-تعالى ريح في السرير!!
وصلت به بصعوبة إلى هناك لم يتحمل لقد سيطر عليه الإعياء الشديد.. هبط بجسده فوق الفراش وهي تعاونه بحذر.. صعدت فوق الفراش هي الأخرى تثني ركبتيها واضعه إحدى ساقيها فوق ساقه بتلقائية منها تحيط عنقه بذراعها والأخرى تعدل له الوسادات من خلفه … دفن رأسه بصدرها بتلقائية.. عاقدا حاجبيه بقوة…. لا يفهم ما يحدث له.. ألم يتزوجها من أجل وصية أخيه !! الذي كانت لها يد بقتله حين علمت بتلك الوصية.. ألم تفتعل تلك الحادثة لتقتله مثل أخيه !!! من المفروض أن يكرهها الآن … ينفر من تواجدها المريب المربك … لكن جميع حواسه ترفض إطاعه أوامر عقله … تريد ذلك القرب المُهلك …
اشتعلت وجنتيها حين أراح رأسه فوق صدرها بتلك الطريقة عضت شفتيها ثم حاولت الاستقامة لكن ذراعيه التي حاوطت خاصرتها يجذبها إلى أحضانه ناظرا داخل لبنيتيها ثم تدحرجت عيناه فوق ملامحها عاقدا حاجبيه ورماديتيه تموج بمشاعر مختلطة قرب وجهها ثبت أنظاره فوق شفتيها ثم جذبها إليه على غفلة منها مُلتهمًا شفتيها بقوة… اتسعت عيناها بصد@مة ثم لحظات وتلاشت تحيط عنقه بذراعيها تبادله قُبلاته بجرأة شديدة ادهشتها هي نفسها.. لكن ماذا تفعل وعشقه يسكن روحها قبل جسدها …..أغمض عينيه لتضرب بعقله بعض الصور المشوشة ففتحها على الفور.. يفصل قُبلته مزيحا إياها عنه يعيد جسده للخلف واضعا يده أعلى رأسه … عاقدا حاجبيه بغضب أشعرها بالحرج … لقد ندمت الآن على انسجامها معه وهو بتلك الحاله..
أنزلت رأسها بحزن وحرج ثم تنهدت بهدوء لتنقذها تلك الطرقات أعلى الباب.. أسرعت تفتحه وهي تعدل خصلاتها التي أشعثها.. وقفت تعقد ذراعيها أمام صدرها حين اندفعت إلى الداخل تلك الشمطاء ومعها تلك الممرضة المائعة يمارسون دلالهم عليه أثناء تغييرهم لضمادات جروحه … ضغطت على أعصابها بما يكفي لتحملهم.. لكن إلى أن بدأت تلك الشمطاء بتلمس عضلات صدره مدعية المعاونة وعدم القصد… لم تتحمل اندفعت نحوهم تزيحها بعنف مقصود ممسكة الضمادات تزجر الممرضة بنظراتها المشتعلة لتتراجع الفتاة قليلا عنه لتصيح بها بغضب:
-أنا هعرف أساعده !!
تسمرت غريمتها بمحلها حين وجدت تلك النظرت الشرسة والأسلوب العنيف بالتعامل..قلقت أن تكشف أمرها. فضلت الصمت لتُتم دورها للنهاية حتي لا تثير الأجواء نحوها … راقب أفعالها بصمت تام مندهش من غيرتها الواضحة للعيان.. كيف لتلك أن تحاول قتله هو يلحظها منذ دقائق وهي تخشى النظر إلى جروحه التي لم تلتئم …. عاونتها الفتاة وأنهت مهمتها لتصرفهم “رنيم” بنظرات مستحقرة مشمئزة … ثم بدأت بتوضيب الأغراض من حولهم بخفة تحت أنظاره المراقبة الصامتة..
اتجهت إلى غرفة الملابس لتغيب لحظات ثم ظهرت وهي تتجه إليه ليعقد حاجبيه حين اقتربت منه تمسك التيشيرت الخاص به ليقول بانفعال واضح:
-إنتي هتعملي أيه إياكي تقربي مني تاني !! أنا ساكت من بدري بمزاجي بس التمثيل ده كله مش هيخليني أعدي اللي حصل فيا ده …
حدقت به بلبنيتيها بصمت تام لم تظهر أي ردة فعل لم تلاحظ تلك المسافة الصغيرة فيما بينهم إلا حين جذبها من يدها بذراعه السليمة لتسقط بأحضانه حاوطها يضغط على إحدى عظامها بقوة متعمدة لتصرخ متألمة فقال معقبًا بحنق بالغ:
-أيه وجعتك !! ده مايجيش ذرة في اللي أنا فيه دلوقت … لو خايفة على نفسك ماتقربيش مني نهائي.. ولا من صافي !!!
عقدت حاجبيها حين أتى بذكر تلك الشمطاء لم تتحمل دفاعه عنها حتى وإن كان مخدوع..هي لم تمقت أحد هكذا من قبل صاحت به بغضب هي الأخرى وهي تحاول التملص منه:
-صافي أيه بتاعتك دي اللي أقرب منها ده أنا بشوفها بقرف … اآآآآآآآ!!!
صرخت متألمة حين لف خصلاتها الحريرية على يده يزمجر بغضب واضح صائحًا بانفعال:
– إياكِ صوتك يعلي عليا تاني ….!! وإياكِ تهيني أي حد يخصني ساااامعة !!!
سارت دموعها علة خديها كالشلال وهي تمسك ساعده القوي بيديها الاثنتين تحاول تخليص خصلاتها منها لقد بلغ الحزن من قلبها ما بلغ … تلك الدمعات التي من المفروض أن تشفي غليله … فعلت العكس.. لقد شعر بالغضب من بكائها كالأطفال هكذا.. جذب خصلاتها بقوة أكبر يصرخ بها بغضب شديد ونبرة غليظة أرعبتها:
-كفاااااايه … قولتلك مش مصدق تمثيلك ده !!!!
لاتعلم كيف عليها أن تحاول كتم شهقاتها خوفا منه ومن نظراته النارية لها.. أفلتها بغضب لتسقط أرضا متوجعة..تنظر إليه بحزن ثم نكست رأسها واعتدلت تقف على مسافة منه بحذر تشير إلى رداءه الخاص … ليهبط بجسده داخل الأغطية الناعمة يعطيها ظهره …نظرت إليه دقائق وهي تشعر بتردد.. هل تتركه كما يشاء لكن قلبها لم يطاوعها..؟؟!! لقد اشتد البرد عليهم .. !!!
ابتعدت خطوات تجلس فوق الأريكة إلى أن يغط بالنوم هي تعلم أن أدويته المسكنة التي أخذها بعد عناء سوف تعينها بذلك …. بالفعل اتجهت إليه بخطوات حذرة لتتفقد أنفاسه لتجده يغط بنوم عميق، أمسكت التيشيرت الخاص به وهي تحمد ربها أن ياقته واسعه حتى لا يتأذى أكثر تأملت الندبات بجسده..ودموعها تسقط بصمت أوجعها حاله.. بل حالهم معا أنهت مهمتها بصعوبة بالغة بعد أن أرهقتها قوته الجسمانية وتجنب جروحه وكادت أن تستقم من فوق جسده لكنها بلمح البصر وجدت نفسها بين أحضانه بل وجدت نفسها تنام أعلى الفراش وهو يدفن رأسه بصدرها وجسده يغطيها … اتسعت عيناها وشكت أنه يقظ لكن انتظام أنفاسه أزاح شكوكها لتضع يدها أعلى خصلاته تملس عليها برفق قبل أن تسقط هي الأخرى بالنوم وعلى وجهها ابتسامة لينة ماكرة
-***-
استيقظت باكرا وهي تشعر بثقل جسده فوقها من الواضح أن تلك المسكنات لها تأثير قوي عليه.. تأملت هيئته الوسيمة بعد الحادث فلم يزده سوى قوة وشموخ أمامها.. ابتسمت بهدوء ثم اقتربت بشفتيها منه وهي تراقب استيقاظه لتضع قبلة خفيفة أعلى شفتيه مستغلة نومه الهادئ لتشعر بيده تجذب رأسها بقوة وشفتيه تلتهم شفتيها بعنف راق لها أحاطت رأسه بذراعيها تعبث بخصلاته برفق تبادله قبلاته المحمومة بأقوى منها..
لاتعلم من أين أتتها تلك الجرأة لكنها لا تستطيع الابتعاد تريد قربه تقبله بكل مافيها.. لا تريد ولا تملك سواه.. انهالت دموعها حين ضربت تلك الأفكار إلى عقلها وأنها لن تبقى معه بتلك الوضعية..لاتتقبل ما يحدث وتفكيره بأخرى لكنها تعشقه وبكل جوارحها.. شعر بتلك الدموع ليعقد حاجبيه معتدلا قليلا للأعلى يراقبها باندهاش.. منها ومن نفسه !
ضربت بعد الصور المشوشة بعقله ليعقد حاجبيه أكثر معتدلا يسند ظهره إلى الوسادة من خلفه وذراعه يرفعها إليه بقلق غريب.. من المفروض أن يلقيها بعيدا الآن ماذا يفعل ؟؟!!
لكن شهقاتها التي ارتفعت تؤلمه وبشدة … ماذا إن كانت ابنة عمه تكذب..أحاطها بأحضانه محاولا الهمس بكلمات تلقائية ليطمئنها أحاطت عنقه تبكي وجسدها يهتز بعنف تهمس بأذنه بصوت مرتعب:
-متسبنيش يا أيهم …!! أنا مش ممكن أعمل حاجة تأذيك !!
تنهد مغمضًا عينيه بإرهاق يجذبها بقوة لاحضانه مقبلًا وجنتها قُبلات متفرقة ألهبتها وهو يهمس لها بصوت مشحون بالعديد من المشاعر يطغي عليه اللين قائلا:
-مش هسيبك ماتخافيش … اهدي !!!!!!!
السادس عشر من هنا