اخر الروايات

رواية قدر واصلان الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة مجدي

رواية قدر واصلان الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة مجدي



رواية قدر الحلقة الثانية عشر
فى صباح اليوم التالى كانت البلد أجمعها على قدم و ساق لتجهيز و الإستعداد لأستقبال المحافظ و مندوب من وزارة التربية و التعليم … و بعض المسؤلين لأفتتاح أول مدرسة للبنات فى البلده
و أيضاً حضور معرض كبير للملابس … و كل هذا تم بجهود ذاتيه من قدر و رمزى و بعض الرجال الأغنياء
و بيد أبناء البلده أجمع
و كانت هى أيضاً تستعد فى غرفتها … و كأنها عروس و اليوم هو يوم عُرسها … اليوم تحقق حلمها … اليوم الخطوة الأهم فى حياتها و النجاح الذى أوشك أن يكون حقيقه ملموسه
أخذت نفس عميق و هى تبتسم بسعادة و وضعت يدها فوق بروز معدتها و قالت
– و سعادتى الكون مش هيساعها يوم ما أشوفك داخلة المدرسة و يوم ما تدخلى الجامعة و تحققى كل إللى بتحلمي بيه
أغمضت عيونها لثوانِ و ذلك الألم يتكرر من جديد … لا تعلم هل ستلد اليوم
رفعت عيونها إلى السماء و هى تتمنى من الله أن يمر هذا اليوم فقط بخير و إن تظل واقفه على قدميها حتى يتم الإفتتاح على خير
طرقات على الباب أخرجتها من أفكارها و أبتسمت حين طلت عمتها من الباب و هى تقول بابتسامتها الحنون
– جاهزه يا قدر
أومئت قدر بنعم لتقول سناء بحنان
– حلمك أتحقق يا قدر … قدرتي يا بنتى … النهارده يومك
أتسعت إبتسامة قدر و عيونها تشع بنظره فخر و ثقه و أمل فى حياة قادمة أفضل و من داخلها قوة كبيرة قادرة على مواجهة أى شىء و كل شىء
ربتت سناء على كتفها و هى تقول
– أنا هسبقك و متتأخريش رمزي بعت لنا العربيه من بدرى
– حاضر نازله وراكي على طول
أجابتها قدر لتغادر سناء بهدوء … و توجهت قدر إلى السرير و مدت يدها تحت وسادتها و أخرجت مذكراتها و فتحتها و كتبت
(( اليوم باب جديد تفتحه والدتك على مصرعيه … اليوم تحقق والدتك نجاح جديد … اليوم تثبت من جديد لوالدك أنها قادره على مواجهة الجميع و تحقيق النجاح و إن الحياة بأكملها لم تتمكن من كسرها و لم يتمكن هو ))
أغلقت المذكرات و أعادتها إلى مكانها و وقفت أمام المرآة من جديد تأكدت من هيئتها ثم غادرت الغرفة
و مباشرة إلى السيارة و معها عمتها
~~~~~~~~~~~~~~~
وصلت السيارة أمام المدرسة و وجدت هناك عمها يقف بهيئته المهيبه و التى تجعل الأنظار تتوجه إليه مباشرة و تحترمه بشده
و فى نفس اللحظه علت أصوات السيارات تنبئهم لحضور المسؤولين
وقفت قدر جوار رمزى و بالجهة الأخرى وقفت سناء بفخر بزوجها الذى كسر قيود كل النساء و الفتايات و بأبنة أخيها التى وقفت أمام عقول أكلها الجهل و التقليد الأعمى و التفاخر الكاذب بالذكوريه التى لم يكن لهم يد او دخل فى أنهم خُلقوا ذكور
وصل مندوب من وزارة التعليم و المحافظ و أستقبلهم رمزي بثقه وقوة و ثبات و توجهوا لمكان وقوف قدر الذى نظر إليها المحافظ بفخر و قال
– أحيكى يا مدام قدر … حقيقى كلنا فخورين بيكى
أبتسمت قدر بسعادة كبيرة و قبل أن تجيب المحافظ قال مندوب الوزارة
– حقيقى لو كل الناس فكرت زيك كان البلد دى أتغير حالها و أتبدل و بقت من أكتر الدول تقدم
أخفضت رأسها بخجل و هى تقول
– يا جماعة أنا عملت كده علشان شوفت الظلم و القهر و جربته و كمان عارفة قيمة الست و مكانتها و قدراتها
أخذت نفس عميق ثم قالت
– خلينا نفتتح المدرسة و تشوفوا كمان المعرض إللى مجهزينوا و إللى كله من شغل أهل البلد
تحرك الجميع معها فى نفس اللحظه التى أقترب فيها رمزى من أذنها وقال
– أستعدى للمفاجئة
نظرت إليه بحيره و أندهاش ليبتسم و هو يسير بجانب المحافظ بهيبته دون أن ينتبه أحد لما حدث منذ لحظات
أقتربت قدر منهم و بين يديها علبه من القطيفة و بداخلها المقص و مد يدها بها أمامهم
ليقول مندوب الوزارة
– أنتِ إللى هتقصى الشريط .. و ده قرارى أنا و سيادة المحافظ
نظرت إليهم بصدمه ليشجعها رمزى بعينه و صفقت سناء بسعادة لتمسك قدر المقص و قصت الشريط فى نفس اللحظة التى سقطت فيها تلك الأوراق من فوق لافتة المدرسة مصاحبه لتصفيق جميع أهل البلده
و أيضاً شهقات متتالية بسعادة حين نظرت إلى اللافتة غير مصدقه لما تراه
أقترب رمزى منها و قال بصوته الرخيم
– مدرسة قدر الأبتدائية للبنات … مفاجئة
كانت الدموع تغرق وجه سناء التى تتابع ما يحدث بسعادة كبيرة
ظلت قدر تنظر إلى اللافته غير مصدقه لكل ما يحدث سعادة و فرحة … ثقه و قوة … إحساس يشبه من كان يتسلق جبل شاهق و وصل إلى قمته أخيراً يلتقط أنفاسه و أيضاً يستمتع بانتصاره
نظرت على رمزى و الدموع تسيل من عينيها و قالت
– أنا مش عارفه أقول أيه ؟
– متقوليش حاجه يا قدر .. أنتِ تستحقى ده … أنتِ رمز دلوقتى لكل البنات
كلمات رمزي جعلت أبتسامتها تتسع بسعادة و ثقه و نظرت إلى المحافظ و مندوب الوزارة و كل الوفد المرافق و قالت بثقه
– أتفضلوا علشان تشوفوا كل تجهيزات المدرسة
لم يكن أى أحد من الموجودين يلاحظ ذلك الواقف على مسافه لا بأس بها يتابع ما يحدث بعيون جاحظه و صدمه و عدم تصديق
~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان الجميع سعيد من المستوى الذى تم تجهيز المدرسة بها و أيضاً الشغل الخاص بالمشاغل … و الإتقان و كأنه شغل مصانع كبيره و سنوات طويله من الخبره
أنتهت الزيارة و أستلمت الوزارة المدرسة حتى يتم تجهيزها و الإستعداد للعام الدراسى الجديد و أيضاً حتى تخضع لإشراف وزارة التربية و التعليم بالكامل
صعدت قدر و سناء إلى السيارة و جلس رمزي فى الكرسى الإمامى
كانت قدر من وقت لآخر تشعر بألم قوى أسفل بطنها و أيضاً فى ظهرها و لكنها كانت تتحامل على نفسها حتى تصل إلى البيت
أوقف السائق السيارة فى مكانها المعتاد … و ترجلوا جميعاً من السيارة
و حين وصلت قدر إلى باب البيت الداخلى و قفت تخلع حزائها و هى تقول ببعض المرح
– رجلى خلاص أتفرمت أنا مالى أنا و مال الجزم دى مالها الكوتشيات مش فاهمه
لتضحك سناء و هى تقول
– هتقابلى المحافظ و مندوب الوزارة بالكوتشي ياقدر
– و تقابلهم بالبكيني كمان … طالما الهانم نسيت أن ليها زوج و المفروض أنها تستأذن منه قبل حتى ما تتنفس
توقفوا جميعاً بصدمه ينظرون إلى أصلان الذى يجلس على إحدى الكراسى الكبيرة يضع قدم فوق قدم بخيلاء ينظر إليها بغضب شديد رغم أن عيونه ثابتة على بروز معدتها الواضح
كان رمزي ثابت و صامت ينظر إليه بقوة رغم أن سناء كانت ترتجف خوفاً
ليس من أصلان و لكن على قدر التى تنظر إلى أصلان بثبات و هدوء
ظل الوضع ثابت كما هو لعدة دقائق … حتى تحركت قدر خطوتان و وقفت أمامه ثم القت حزائها أرضاً و قالت بقوة
– جوز مين إللى أخد أذنه قبل ما أتنفس … الراجل إللى يوم أتجوزني أغتصبنى … إللى فضل أسبوع كامل يعيد أغتصابه ليا كل يوم … إللى كان كل هدفه فى الحياة أنه يشوف نظرة إنكسار فى عينى و يحس أنى مذلوله تحت رجله … الزوج ده يا أبن عمى المفروض يكون حنون … راجل ليا مش عليا … يهمه ساعدتى يهمه أنى أكون ديماً بخير و مبسوطة …. ربنا مخلقش الست علشان تكون خدامة عند الراجل … و لا جارية لشهواته و نزواته … ربنا خلقنا و كرمنا و خلانا باب من أبواب الجنه لأبونا و لولادنا
كان يستمع إليها و الغضب يرتسم على ملامحه يزداد يلاحظه رمزي الذى أقترب بهدوء من مكان وقوفهم فهو حقاً لا يضمن رد فعل أصلان الأن و الذى كان سريع فى الحقيقه حين رفع يديه حتى يصفعها و لكن يد رمزى كانت الأسرع و أمسك يديه و هو يقول بقوة
– هو أنت لسه فاكر أنها قدر القديمة الضعيفة … لا يا أصلان … قدر أتغيرت وأنا فى ظهرها
و دفعه إلى الخلف بقوة لدرجة أنه كاد أن يسقط أرضاً و قبل أن يتوازن كانت قدر تصرخ بصوت عالى و هى تمسك معدتها و تغرق الأرض أسفل قدميها بمياه كثيرة و دماء لتصرخ سناء و هى تركض إليها تدعمها و ألتفت رمزي حتى يحملها ليوقفه أصلان لينظر إليه رمزي بغضب
و قال
– إيدك عنها … قبل ما تفكر تلمسها يا أصلان لازم تواجهنى أنا الأول
و حملها سريعاً و غادر تلحقه سناء التى تحمل حقيبة ملابس الصغير و التى أحضرتها لها إحدى الخادمات و صعدوا جميعاً إلى السيارة الذى قادها رمزي بأقصى سرعة
و لحقه أصلان بسيارته فهو يشعر حقاً بالصدمه و عدم التصديق و لكن أيضاً يشعر من داخله أنه عليه اللحاق بهم

يتبع….




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close