رواية سوق الافاعي كامله وحصريه بقلم سماح عبده
الفصل الاول «ضيف غير متوقع»
سهير ليالي و ياما لفيت و طفت
و ف ليله راجع في الضلام قمت شفت
الخوف ... كأنه كلب سد الطريق
و كنت عاوز أقتله .. بس خفت
عجبي !!
صلاح چاهين.
بأحد المناطق الشعبية الموجوده بعروس البحر المتوسط الإسكندرية كانت تمشي هذه الفتاة ذات القوام الملفت وخصوصاً بهذه العبائه الضيقه التي تبرز قوامها المغري تتهادا بغنج شديد مما يجعلها محط الأنظار وخصوصاً هذا الواقف متكأ بكتفه علي باب ورشته وبيده كوب من الشاي وعيناه لا تتوقف عن النظر لكل إمرأة جميله
تمر من أمامه حتي ينهال عليها بكم من المعاكسات ليردد بنبره المعجب.
ياعيني لما الملبن يتلف في عبايه كان هذا قول أسمر شاب في منتصف العشرينات صاحب جسد منحوت طويل القامه ملامحه شرقيه بامتياز عيون واسعه سوداء رموش كثيفة لحيه خفيفه قمحي البشره يميزه تلك الشخصيه القويه سريع الغضب ولكنه مرح وحنون لأبعد الحدود ويملك كاريزما خاصه به وحده .
نظرت له الفتاه وضحكت بدلع وهي تكمل طريقها متأمله أن تنجح فى إيقاعه لتفوز به عريساً لها فهو فارس أحلام معظم فتيات المنطقه.
ليرفع يده ويمررها بين خصلات شعره رافعاً إياه لأعلي بثقه وهو لم يرفع عينه من عليها ليقول دا نهارنا أبيض باين ولا أيه .
لأ هيبقا أسود لما صاحب العربيه يجي ويلاقيها مخلصتش لم يكن سوا صوت ماهر شاب في أواخر العشرينات صاحب بشره بيضاء وملامح هادئه متوسط الطول جسده متناسق الصديق الأقرب لأسمر والذراع الأيمن لأخيه التوأم .
أسمر بابتسامه وهو يصافحه /أهلاً بالشق بس والله فصلتني ياشيخ
ماهر /ياعني كنت بتقرا في المصحف ومركز وقاطعتك دأنت بتعاكس الرايحه والجايه وسايب شغلك.
أسمر/ماكنش العشم طول عمرك ظالمني دأنا تعبت من الشغل قولت أريح شويه وشرب كوبايه شاي صح ياخشبه.
ليخرج فتي لم يتجاوز الخامسة عشر من أسفل أحد السيارات المصفوفه أمام الورشه كان نحيف بعض الشئ ووجهه وملابسه مغطا بالشحم.
خشبه/صح يا معيمي اسطا أسمر مبطيش شغي من الصبح.
ماهر بضحك/الله يخرب بيتك علمت الواد يكدب علشان يداري عليك .
أسمر/متبقاش حنبلي بقا هي قعدتك مع أخويا في الوكالة عقدتك وعلي العموم أنا خلصت العربيه من بدري ومستني صاحبها يجي ياخدها وقولت أقف قدام الورشه أخد ثواب.
ماهر
هنا تدخل خشبه مره آخري ليوضح له المعلومه وليته لم يفعل.
أنا هفهمك لما واحده تبقا معاديه وتقويها كيمتين حيوين تقوم ترفع من معنويتها وبكده تاخد ثواب إنك فرحتها كان هذا حديث خشبه .
ليرد عليه أسمر/الله ينور عليك رغم أني مفهمتش نص الكلام بس والله تربيتي فيك نفعت إنت ليك مستقبل،
خشبه بابتسامه عريضة/تربيتك يامعيمي
ماهر بغضب مصطنع/دي تربيه وس....
أسمر رافعاً يده مقاطعاً حديثه /لأ ألفاظ قدام الواد عيب تبوظ أخلاقه قولي إيه إللي حدفك عليا مافيش شغل في الوكالة النهارده.
ماهر وهو يضرب جبهته /ياعم حرام عليك نستني كنت جاي ليه الحاج عايزك وبيتصل بيك المحمول بيدي مغلق.
أسمر/أيوه والله دا فصل شحن وركنته جوا ونسيت اشحنه بس خير الحاج عايزني ليه.
ماهر وهو يلكزه في كتفه/قدامي إنت لسه هتسأل دا هيطين عيشتنا.
******************************************* بمكان ليس ببعيد عن ورشه تصليح السيارات وهو منزل العائلة المكون من أربع طوابق الطابق الأرضي عباره عن مخزن كبير بالخارج وشقه صغيره بالداخل والطابق الأول علوي حيث تقطن عائله الباشا أما الطابقين العلويين فهما شقق الزوجية للأخان التوأم.
بداخل حيث تقطن العائلة كانت تقف هذه السيده الجميله تعد طعام الغداء مرتديه جلباب بيتي ذو ألوان مبهجة يلائمها فبرغم مرور الزمن ولكنها تحتفظ بجمال ملامحها فهي بيضاء البشره صاحبه عيون واسعه بالون العسلي وفم صغير من يراها لا يصدق أنها في منتصف الاربعين من العمر
كانت تطهو والسعاده باديه علي واجهها فاليوم ستأتي ابنتها المتزوجه لتقضيه اليوم معهم حضرت اشهي الأطعمة التي تعشقها ابنتها سمعت طرقات متتاليه علي باب الشقه خرجت من المطبخ مسرعه لفتح الباب لتظهر هذه الفاتنه فتاه لم تبلغ العشرين متوسطه الطول ذات قوام متناسق وجهها أبيض كالحليب فمها مكتنز يشبه حبه الكرز أنفها صغير عيونها واسعه وبها بريق يميزهم كافيله بجعلك تحدق بهم لساعات دون أن تعلم لونهم .
زينب وهي تحتضن ابنتها بشتياق وتقبلها حبيبتي عامله ايه وحشاني أوي
سهر /أنتي أكتر ياماما عامله ايه وبابا وأخواتي
زينب وهي تمسك بيد ابنتها وتجلسها بجانبها علي كنبه موضوعه بجانب الشرفه وتحدثها كويسين وبخير أخواتك كل واحد في شغله وغزل في دروسها بس أنا زعلانه منك جايا متأخر الظهر أذن
سهر/ معلش ماانتي عارفه ظروفي يدوب خلصت شغل في شقه حماتي وبعدين روقت شقتي ولبست وجيت جري بس سيبك أنتي محلوه يازينب
زينب/ههههه مخلاص راحت علينا
سهر/راحت إيه بس دانتي إللي يشوفك يقول أختي
زينب/يابكاشه قوليلي جوزك عامل ايه معاكي
سهر بضيق/ماشي الحال
زينب /والعقربه فهي تقصد حماه ابنتها
سهر وقد ظهر علي وجهها الحزن وغروقه عيناها بالدموع/زي ما هيا مش بتسيب فرصه غير وبتعايرني .
زينب/منها لله دا كل شئ بأيد ربنا صحيح متعرفيش حد غير لما تعشريه لما اتقدملك علي وسألنا عليه الناس قالو شاب إبن حلال وأهله ناس كويسين وكفايه أمه ست طيبه زي النسمه منهم لله دي طلعت نصيبه سوده بلوه بس هيقعدلها في صحتها.
سهر/والله أنا تعبت كل شويا اخداني عند الدكاتره يعملولي تحاليل واشاعات تطلع كويسه تقول دا أكيد دكتور حمار هو أنتي لو كويسه مخلفتيش ليه
يانصبتي قالتها زينب وهي تضرب صدرها بيدها وظهر علي وجهها الضيق لتتحدث بانفعال/مخلفتيش ليه علشان لسه ربنا مأذنش وأنتي لا أول واحده ولا آخر واحده تتأخر في الحبل
لتتحدث سهر وهي لم تستطع منع دموعها من النزول فهي ليس لديها أحد تفضفض له غير والدتها بعد جوازنا بشهرين لما محملتش قالتلي تعالي أكشفلك سمعت منها ورحت معاها الدكتور قالها إني كويسه بس محتاجه متابعه علشان التبويض يبقا كويس اخدت العلاج ولما تابعت الدكتور قال إنه كله تمام وإني مستعده للحمل دعيت ربنا إني أحمل ولما محصلش حمل رجعت رحت الشهر إللي بعده وتابعت والدكتور قالي أن كله تمام ولو محملتش الشهر ده جوزي يحلل بس كل ده وهي عماله تقولي بنت أختي إللي مجوزه بعدك حامل ومرات سعيد جارنا بردو حامل وأحنا بنجري عند الدكاتره ياعيني عليك يابني دعيت ربنا يرزقني علشان أرتاح من كلامها بس ربنا مأردش زاد نحيبها وهي تسرد معاناتها قلت ل علي يحلل وافق بس لما نزل يقولها قالتله تحليل إيه إنت كويس وطبعاً قدرت تأثر عليه زى العاده ورفض يحلل فضلت أخد أنا في علاج لدرجه ان الدكتور قالي مش هديكي علاج لأن حالتك كويسه يوميها سألني أنا ليه مستعجله وعندي كام سنه قلتله لسه مكملتش 18سنه كان مزهول قالي إنتي لسه طفله أمشي ومتخديش أي علاج
كانت حماتي معايا تعرفي لما خرجنا من عند الدكتور قالتلي إيه قالتلي دا مش بيفهم إيه لسه طفله دي دا وأنا قدك كان معايا اتنين.
كانت زينب تبكي بحسره علي حال ابنتها الوحيده ربتت علي ظهرها ومسحت دموعها وهي تهون عليها كالمعتاد .
زينب/متعيطيش دا ربنا شايف وهيجبرك والله وأنتي عاملي حماتك حلو وشليها فوق رأسك أكيد هيجي يوم وتعرف قيمتك .
سهر/اظاهر اليوم ده مش هيجي أبداً أنا بقالي سنتين متجوزه والله ياماما مش بخليها تشيل عود العفش غسيل كنس مسح طبيخ بطلع شقتي خلصانه من التعب وعمري ما اشتكيت كان نحيبها يزداد وبدأت شهقتها في الإرتفاع وكأن روحها لم تعد تستطيع التحمل أخذتها زينب بين أحضانها فهذه ليست أول مرة تحكي لها ابنتها مامرت به ولكنها تتركها تتحدث لتخرج هذا القهر من داخلها فما مرت به ليس هين ما حكته لم يكن سوا البدايه فأبنتها متزوجه منذ عامين رأت فيهم مالا يتحمله أحد أردت تغير الموضوع
زينب/ سيبيهاعلي الله قادر يجبر بخاطرك وقوليلي إنتي مش شما أنا عملتلك الأكل إللي بتحبيه.
سهر وهي تمسح دموعها بظهر يدها/اوعي تقولي بط
زينب/ورقاق وصنيه بطاطس
سهر/قلبي الصغير لا يتحمل أنا هدخل ادوق واجي
زينب/استني يامجنونه غيري هدومك الأول
لم تسمعها لأنها غادرت إلي المطبخ نظرت في أثرها بحزن فهي تبكي وتتألم ولكنها تفرح وتضحك وتسعد بأبسط الأشياء فالديها قلب مثل الأطفال نقي دعت لها بصلاح الحال وأن يرزقها الله الذريه الصالحه ثم تبعتها للداخل
¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶
بأحد الأسواق الكبري الموجود بها أكبر تجار الخضار و الفاكهه الطازجه كان الازدحام شديد بين بائع ومشتري ولاكن التجمع الأكبر كان بداخل وكاله الحاج مهران الباشا الذي يقف بشموخ وهامه منتصبه وسط عماله كأنه شاب بثلاثينات من عمره من يراه لا يصدق أنه في منتصف الستينات كان يقف كل مزارع يحاول تأمين أفضل سعر مقابل محصول السنه
محمود/أكرمنا شويا ياحاج مهران دي الزرعه دي اتكلفت فلوس قد كده وبالسعر ده يبقا مكسبناش حاجه .
الحاج مهران/إنت سيد العارفين السوج ماشي كيف وكل ما نزيد السعر ليك إكده هنزيده علي أصحاب محلات الخضار إلي هتاچي تشتري بضاعتها من الوكالة غير الارزجيه بتوع الخضار إلي بيسرحو في الشوارع لازم نرعيهم لچل مايطلعلهم حسنه .
شخص آخر يدعي عربي وهو إبن أحد أكبر المزارعين فوالده يملك نصف أراضي الفاكهه الموجوده بالمناطق المجاوره/أنا مليش دعوه بالناس أنا ليا أن محصولي يتباع بالسعر اللي يرضيني ومطلعش خسران.
الحاج مهران/انشاء الله مش هتطلع من الوكاله غير وإنت مرضي.
عربي بنبره تهكميه تحمل بين طياتها الكبر/ياريت علشان ميبقاش آخر تعامل مابينا وإنت عارف ألف وكاله تتمني تتعامل مع الحاج نصر يقصد والده.
لم يلاحظ عيون الصقر التي تراقبه من علي مقربه وهذا العبوس الواضح علي هذان الحاجبان الكثيفان بسبب غضبه من حديث هذا المتعجرف لوالده كان سيقترب ليعلمه درس ولكنه تحكم في غضبه كعادته فهو مثل الجليد من الخارج يصعب عليك التنبأ بما يدور بداخله وهذا ما يجعلك دائما تترقب رده فعله والتي دائماً ما تكون مخالفه لأي توقع.
الحاج مهران وهو يقترب ليقف قباله عربي ويضع يده على كتفه /الظاهر الحاچ نصر معلمكش تتحدت مع إلي أكبر منيك كيف وخصوصاً لو إلي عم تتحدت معاه مهران الباشا خد بعضك ورچع مطرح ما چيت وابعتلي كبيرك.
ليه وأنا مش مالي عينك مبقاش غير راجل خرفان يعلمني الأدب كان هذا حديث عربي قاله وهو يزيح يد مهران بغضب ولم يحسب عواقب فعلته قال جملته وكان يستدير ليغادر ولاكن بضربه مباغته كان راكع أرضاً ويداه الأثنان مكتفان خلفه بيد من فولاذ ولم تكن سوا يد موسي الأخ التوأم لأسمر والزراع الأيمن لوالده بالعمل.
وضع يده الأخري حول رقبه عربي وضغط مما تسبب في شحوب وجهه اتأسف للحاج وإلا هطلع بروحك ولاكن هذا المتعجرف أبا الاعتذار وخرج صوته كلهاث إنت متعرفش أنا أبن مين أنا همحيك من علي الارض قوله هذا لم يكن سوا كالوقود الذي أشعل النار أكثر موسي اتمنتها ونولتها.
لم يفهم عربي قوله ولكنه شعر فجأه بجسده النحيل مقارنه بجسد موسي الضخم يجر كالشوال كل هذا أمام جميع من بالوكاله وعلي رأسهم والده مهران ولكن لم يتدخل أحد لاخذه أو حل المشكله فالجميع يعلم غضب موسي فهو قليلاً ما يغضب ولكن إن حدث وغضب فهو كالنار التي لا تهدأ إلا بعد ابتلاع الأخضر واليابس.
بعد دقائق كان عربي مربط بالاحبال ومعلق علي باب الوكاله وسط صراخه وسب الجميع بألفاظ نابيه لعدم تدخلهم لإنقاذه.
موسي بأبتسامه جانبيه/اشتم براحتك يابرانس ورفع يده لأعلي محذراً وديني إلي هيقرب ويفك الكلب ده ليكون متعلق جنبه لحد ما يجي كبيره ويربيه ويخليه يعتذر ويايقبل الحاج اعتذاره يالأ آمين ثم تركه ودخل يباشر عمله كأن شيئاً لم يحدث .
بعد قليل كان يقف أمام مكتب والده الموضوع بالوكاله .
الحاج مهران/أنا بعت واحد من الرجاله فك عربي.
موسي/بس ياحاج دا لازم يتأدب كلب زي ده يتجرأ عليك.
مهران/الحاج نصر كلمني وجاي في الطريق أنا سبتك تربطه وتقل منه جدام الخلج عشان خابر إنك ماكنتش هتتراضا جبل ما تربيه برغم إنك عارف إني كافيل بتأديبه وكمان عارف إن عجلك كبير رغم كل حاچه بس مأذتوش بخدش واحد علشان وجت أبوه ما ياچي ونتحاسب ميبجاش ليه حج عندينا.
قطع حديثهم أحد العمال الحق ياحاج لقيو عربي أبن الحاج نصر مرمي علي أول السوق وغرقان في دمه وبيقولو اسطي أسمر إلي عمل فيه كدا.
انتفض مهران واقفاً اثر ما سمعه ليضرب بعصاه الأرض قبل أن يهرول خارجاً بصحبه موسي فهو يعلم غضب إبنه.
¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶
بمكان بعيد كل البعد عن عروس البحر المتوسط وهو أحد قري الصعيد الچواني المهتمه بتباع العادات والتقاليد مهما كانت قسوتها تحديداً بداخل هذا المنزل البسيط ذو الأساس المتهالك مايدل علي فقر قاطنيه كان التوتر يسود المكان بسبب هذا الزائر الذي علي وشك القدوم.
حسنه بتفكير وصوت مسموع/حاچه غريبه إيه إللي يچيب ولد حكيم أبو چبل دارنا.
سمعون وهو يعدل من وضع عمامته أمام هذه المرأه المتهشمه إلا من جزء بسيط بالكاد تستطيع رؤيه مظهرك به لم يسمع حديث زوجته فكان تائهاً بين افكاره أيعقل أن القدر لم يكتفي منه ظن أنه قد كفر عن ذنبه الذي اقترفه في الماضي وقد تناساه ولاكن مجئ هذا الضيف ذكره بفعلته الشنعاء ياالله ألم يكفي شعوري بالخوف كل تلك السنوات.
حسنه بنبره عاليه/ الله سمعون شكلك سرحان وماسمعش حديتي.
سمعون بانتباه/بتجولي حاچه.
اكملت ثرثرتها/بجولك ربنا يستر من زياره ولد حكيم دا ميچيش من وراه غير الخراب داني سمعه إنه حرج أرض النعماني لاجل ما يچبره يتنازل عن الإنتخابات .
سمعون بقلق يحاول اخفائه/متجلجيش محدناش حاچه يطمع فيها
حسنه/علي جولك أما اروح أشوف الوكل
خرجت تتجه للمطبخ لتجد ابنتها تنهي عمل الغداء.
حسنه/خلصتي ياجلبي
سلطانه بمشاكسه/شكلك چُعتي ياحُسنه أني خلصت من بدري وعملتلك طبج بلحه الشام يستاهل خشمك الزين لچل ما تحلي.
حُسنه بإبتسامه وهي تربت علي كتف ابنتها بحب وكيف لا تعشقها فهي لم يعش لها احد من ابنائها سواها فقد انجبت أكثر من خمسه أطفال ولم يرد الله لهم العيش حتي أنجبت فتاه جميله تشبه الأميرات بعيونها السوداء الواسعه ذات الرموش الكثيفه التي تشبه عيون الغزلان ووجه دائري وبشره صافيه اسمتها سلطانه داعيه أن يكون لها نصيب من إسمها وتعيش حياه مرفهه ليس كحياتهم البسيطه .
حُسنه/تسلم يدك ياجلبي .
مالك يامه شكل في حاچه شغله بالك تسألت سلطانه.
حُسنه /في ضيف چاي لابوكي بفكر عايزه ليه.
سلطانه وهي تتجه بالطبق لوالدتها لتطعمها واحده من الحلو/دا مين اللي چاي لابوي الدار .
حسنه/شاهين ولد أبو چبل.
شعرت بالاضطراب عند سماع إسمه وكأن المكان يضيق والهواء انعدم من حولها ليسقط الطبق من يدها محدثاً دوياً عالياً ليتناثر لقطع وكل ما تشعر به هو الخوف.
تسألت حسنه وهي تقترب لتزيح الزجاج /مالك ياسلطانه مش تخلي بالك ولكنها لم تجيب شارده وجمله واحده لم تنساها تتردد بذهنها .
{إيه رأيك هتبجي إنتي المعون الچاي}
لتعلم أن نهايتها اقتربت
.....بقلم سماح عبده
سهير ليالي و ياما لفيت و طفت
و ف ليله راجع في الضلام قمت شفت
الخوف ... كأنه كلب سد الطريق
و كنت عاوز أقتله .. بس خفت
عجبي !!
صلاح چاهين.
بأحد المناطق الشعبية الموجوده بعروس البحر المتوسط الإسكندرية كانت تمشي هذه الفتاة ذات القوام الملفت وخصوصاً بهذه العبائه الضيقه التي تبرز قوامها المغري تتهادا بغنج شديد مما يجعلها محط الأنظار وخصوصاً هذا الواقف متكأ بكتفه علي باب ورشته وبيده كوب من الشاي وعيناه لا تتوقف عن النظر لكل إمرأة جميله
تمر من أمامه حتي ينهال عليها بكم من المعاكسات ليردد بنبره المعجب.
ياعيني لما الملبن يتلف في عبايه كان هذا قول أسمر شاب في منتصف العشرينات صاحب جسد منحوت طويل القامه ملامحه شرقيه بامتياز عيون واسعه سوداء رموش كثيفة لحيه خفيفه قمحي البشره يميزه تلك الشخصيه القويه سريع الغضب ولكنه مرح وحنون لأبعد الحدود ويملك كاريزما خاصه به وحده .
نظرت له الفتاه وضحكت بدلع وهي تكمل طريقها متأمله أن تنجح فى إيقاعه لتفوز به عريساً لها فهو فارس أحلام معظم فتيات المنطقه.
ليرفع يده ويمررها بين خصلات شعره رافعاً إياه لأعلي بثقه وهو لم يرفع عينه من عليها ليقول دا نهارنا أبيض باين ولا أيه .
لأ هيبقا أسود لما صاحب العربيه يجي ويلاقيها مخلصتش لم يكن سوا صوت ماهر شاب في أواخر العشرينات صاحب بشره بيضاء وملامح هادئه متوسط الطول جسده متناسق الصديق الأقرب لأسمر والذراع الأيمن لأخيه التوأم .
أسمر بابتسامه وهو يصافحه /أهلاً بالشق بس والله فصلتني ياشيخ
ماهر /ياعني كنت بتقرا في المصحف ومركز وقاطعتك دأنت بتعاكس الرايحه والجايه وسايب شغلك.
أسمر/ماكنش العشم طول عمرك ظالمني دأنا تعبت من الشغل قولت أريح شويه وشرب كوبايه شاي صح ياخشبه.
ليخرج فتي لم يتجاوز الخامسة عشر من أسفل أحد السيارات المصفوفه أمام الورشه كان نحيف بعض الشئ ووجهه وملابسه مغطا بالشحم.
خشبه/صح يا معيمي اسطا أسمر مبطيش شغي من الصبح.
ماهر بضحك/الله يخرب بيتك علمت الواد يكدب علشان يداري عليك .
أسمر/متبقاش حنبلي بقا هي قعدتك مع أخويا في الوكالة عقدتك وعلي العموم أنا خلصت العربيه من بدري ومستني صاحبها يجي ياخدها وقولت أقف قدام الورشه أخد ثواب.
ماهر
هنا تدخل خشبه مره آخري ليوضح له المعلومه وليته لم يفعل.
أنا هفهمك لما واحده تبقا معاديه وتقويها كيمتين حيوين تقوم ترفع من معنويتها وبكده تاخد ثواب إنك فرحتها كان هذا حديث خشبه .
ليرد عليه أسمر/الله ينور عليك رغم أني مفهمتش نص الكلام بس والله تربيتي فيك نفعت إنت ليك مستقبل،
خشبه بابتسامه عريضة/تربيتك يامعيمي
ماهر بغضب مصطنع/دي تربيه وس....
أسمر رافعاً يده مقاطعاً حديثه /لأ ألفاظ قدام الواد عيب تبوظ أخلاقه قولي إيه إللي حدفك عليا مافيش شغل في الوكالة النهارده.
ماهر وهو يضرب جبهته /ياعم حرام عليك نستني كنت جاي ليه الحاج عايزك وبيتصل بيك المحمول بيدي مغلق.
أسمر/أيوه والله دا فصل شحن وركنته جوا ونسيت اشحنه بس خير الحاج عايزني ليه.
ماهر وهو يلكزه في كتفه/قدامي إنت لسه هتسأل دا هيطين عيشتنا.
******************************************* بمكان ليس ببعيد عن ورشه تصليح السيارات وهو منزل العائلة المكون من أربع طوابق الطابق الأرضي عباره عن مخزن كبير بالخارج وشقه صغيره بالداخل والطابق الأول علوي حيث تقطن عائله الباشا أما الطابقين العلويين فهما شقق الزوجية للأخان التوأم.
بداخل حيث تقطن العائلة كانت تقف هذه السيده الجميله تعد طعام الغداء مرتديه جلباب بيتي ذو ألوان مبهجة يلائمها فبرغم مرور الزمن ولكنها تحتفظ بجمال ملامحها فهي بيضاء البشره صاحبه عيون واسعه بالون العسلي وفم صغير من يراها لا يصدق أنها في منتصف الاربعين من العمر
كانت تطهو والسعاده باديه علي واجهها فاليوم ستأتي ابنتها المتزوجه لتقضيه اليوم معهم حضرت اشهي الأطعمة التي تعشقها ابنتها سمعت طرقات متتاليه علي باب الشقه خرجت من المطبخ مسرعه لفتح الباب لتظهر هذه الفاتنه فتاه لم تبلغ العشرين متوسطه الطول ذات قوام متناسق وجهها أبيض كالحليب فمها مكتنز يشبه حبه الكرز أنفها صغير عيونها واسعه وبها بريق يميزهم كافيله بجعلك تحدق بهم لساعات دون أن تعلم لونهم .
زينب وهي تحتضن ابنتها بشتياق وتقبلها حبيبتي عامله ايه وحشاني أوي
سهر /أنتي أكتر ياماما عامله ايه وبابا وأخواتي
زينب وهي تمسك بيد ابنتها وتجلسها بجانبها علي كنبه موضوعه بجانب الشرفه وتحدثها كويسين وبخير أخواتك كل واحد في شغله وغزل في دروسها بس أنا زعلانه منك جايا متأخر الظهر أذن
سهر/ معلش ماانتي عارفه ظروفي يدوب خلصت شغل في شقه حماتي وبعدين روقت شقتي ولبست وجيت جري بس سيبك أنتي محلوه يازينب
زينب/ههههه مخلاص راحت علينا
سهر/راحت إيه بس دانتي إللي يشوفك يقول أختي
زينب/يابكاشه قوليلي جوزك عامل ايه معاكي
سهر بضيق/ماشي الحال
زينب /والعقربه فهي تقصد حماه ابنتها
سهر وقد ظهر علي وجهها الحزن وغروقه عيناها بالدموع/زي ما هيا مش بتسيب فرصه غير وبتعايرني .
زينب/منها لله دا كل شئ بأيد ربنا صحيح متعرفيش حد غير لما تعشريه لما اتقدملك علي وسألنا عليه الناس قالو شاب إبن حلال وأهله ناس كويسين وكفايه أمه ست طيبه زي النسمه منهم لله دي طلعت نصيبه سوده بلوه بس هيقعدلها في صحتها.
سهر/والله أنا تعبت كل شويا اخداني عند الدكاتره يعملولي تحاليل واشاعات تطلع كويسه تقول دا أكيد دكتور حمار هو أنتي لو كويسه مخلفتيش ليه
يانصبتي قالتها زينب وهي تضرب صدرها بيدها وظهر علي وجهها الضيق لتتحدث بانفعال/مخلفتيش ليه علشان لسه ربنا مأذنش وأنتي لا أول واحده ولا آخر واحده تتأخر في الحبل
لتتحدث سهر وهي لم تستطع منع دموعها من النزول فهي ليس لديها أحد تفضفض له غير والدتها بعد جوازنا بشهرين لما محملتش قالتلي تعالي أكشفلك سمعت منها ورحت معاها الدكتور قالها إني كويسه بس محتاجه متابعه علشان التبويض يبقا كويس اخدت العلاج ولما تابعت الدكتور قال إنه كله تمام وإني مستعده للحمل دعيت ربنا إني أحمل ولما محصلش حمل رجعت رحت الشهر إللي بعده وتابعت والدكتور قالي أن كله تمام ولو محملتش الشهر ده جوزي يحلل بس كل ده وهي عماله تقولي بنت أختي إللي مجوزه بعدك حامل ومرات سعيد جارنا بردو حامل وأحنا بنجري عند الدكاتره ياعيني عليك يابني دعيت ربنا يرزقني علشان أرتاح من كلامها بس ربنا مأردش زاد نحيبها وهي تسرد معاناتها قلت ل علي يحلل وافق بس لما نزل يقولها قالتله تحليل إيه إنت كويس وطبعاً قدرت تأثر عليه زى العاده ورفض يحلل فضلت أخد أنا في علاج لدرجه ان الدكتور قالي مش هديكي علاج لأن حالتك كويسه يوميها سألني أنا ليه مستعجله وعندي كام سنه قلتله لسه مكملتش 18سنه كان مزهول قالي إنتي لسه طفله أمشي ومتخديش أي علاج
كانت حماتي معايا تعرفي لما خرجنا من عند الدكتور قالتلي إيه قالتلي دا مش بيفهم إيه لسه طفله دي دا وأنا قدك كان معايا اتنين.
كانت زينب تبكي بحسره علي حال ابنتها الوحيده ربتت علي ظهرها ومسحت دموعها وهي تهون عليها كالمعتاد .
زينب/متعيطيش دا ربنا شايف وهيجبرك والله وأنتي عاملي حماتك حلو وشليها فوق رأسك أكيد هيجي يوم وتعرف قيمتك .
سهر/اظاهر اليوم ده مش هيجي أبداً أنا بقالي سنتين متجوزه والله ياماما مش بخليها تشيل عود العفش غسيل كنس مسح طبيخ بطلع شقتي خلصانه من التعب وعمري ما اشتكيت كان نحيبها يزداد وبدأت شهقتها في الإرتفاع وكأن روحها لم تعد تستطيع التحمل أخذتها زينب بين أحضانها فهذه ليست أول مرة تحكي لها ابنتها مامرت به ولكنها تتركها تتحدث لتخرج هذا القهر من داخلها فما مرت به ليس هين ما حكته لم يكن سوا البدايه فأبنتها متزوجه منذ عامين رأت فيهم مالا يتحمله أحد أردت تغير الموضوع
زينب/ سيبيهاعلي الله قادر يجبر بخاطرك وقوليلي إنتي مش شما أنا عملتلك الأكل إللي بتحبيه.
سهر وهي تمسح دموعها بظهر يدها/اوعي تقولي بط
زينب/ورقاق وصنيه بطاطس
سهر/قلبي الصغير لا يتحمل أنا هدخل ادوق واجي
زينب/استني يامجنونه غيري هدومك الأول
لم تسمعها لأنها غادرت إلي المطبخ نظرت في أثرها بحزن فهي تبكي وتتألم ولكنها تفرح وتضحك وتسعد بأبسط الأشياء فالديها قلب مثل الأطفال نقي دعت لها بصلاح الحال وأن يرزقها الله الذريه الصالحه ثم تبعتها للداخل
¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶
بأحد الأسواق الكبري الموجود بها أكبر تجار الخضار و الفاكهه الطازجه كان الازدحام شديد بين بائع ومشتري ولاكن التجمع الأكبر كان بداخل وكاله الحاج مهران الباشا الذي يقف بشموخ وهامه منتصبه وسط عماله كأنه شاب بثلاثينات من عمره من يراه لا يصدق أنه في منتصف الستينات كان يقف كل مزارع يحاول تأمين أفضل سعر مقابل محصول السنه
محمود/أكرمنا شويا ياحاج مهران دي الزرعه دي اتكلفت فلوس قد كده وبالسعر ده يبقا مكسبناش حاجه .
الحاج مهران/إنت سيد العارفين السوج ماشي كيف وكل ما نزيد السعر ليك إكده هنزيده علي أصحاب محلات الخضار إلي هتاچي تشتري بضاعتها من الوكالة غير الارزجيه بتوع الخضار إلي بيسرحو في الشوارع لازم نرعيهم لچل مايطلعلهم حسنه .
شخص آخر يدعي عربي وهو إبن أحد أكبر المزارعين فوالده يملك نصف أراضي الفاكهه الموجوده بالمناطق المجاوره/أنا مليش دعوه بالناس أنا ليا أن محصولي يتباع بالسعر اللي يرضيني ومطلعش خسران.
الحاج مهران/انشاء الله مش هتطلع من الوكاله غير وإنت مرضي.
عربي بنبره تهكميه تحمل بين طياتها الكبر/ياريت علشان ميبقاش آخر تعامل مابينا وإنت عارف ألف وكاله تتمني تتعامل مع الحاج نصر يقصد والده.
لم يلاحظ عيون الصقر التي تراقبه من علي مقربه وهذا العبوس الواضح علي هذان الحاجبان الكثيفان بسبب غضبه من حديث هذا المتعجرف لوالده كان سيقترب ليعلمه درس ولكنه تحكم في غضبه كعادته فهو مثل الجليد من الخارج يصعب عليك التنبأ بما يدور بداخله وهذا ما يجعلك دائما تترقب رده فعله والتي دائماً ما تكون مخالفه لأي توقع.
الحاج مهران وهو يقترب ليقف قباله عربي ويضع يده على كتفه /الظاهر الحاچ نصر معلمكش تتحدت مع إلي أكبر منيك كيف وخصوصاً لو إلي عم تتحدت معاه مهران الباشا خد بعضك ورچع مطرح ما چيت وابعتلي كبيرك.
ليه وأنا مش مالي عينك مبقاش غير راجل خرفان يعلمني الأدب كان هذا حديث عربي قاله وهو يزيح يد مهران بغضب ولم يحسب عواقب فعلته قال جملته وكان يستدير ليغادر ولاكن بضربه مباغته كان راكع أرضاً ويداه الأثنان مكتفان خلفه بيد من فولاذ ولم تكن سوا يد موسي الأخ التوأم لأسمر والزراع الأيمن لوالده بالعمل.
وضع يده الأخري حول رقبه عربي وضغط مما تسبب في شحوب وجهه اتأسف للحاج وإلا هطلع بروحك ولاكن هذا المتعجرف أبا الاعتذار وخرج صوته كلهاث إنت متعرفش أنا أبن مين أنا همحيك من علي الارض قوله هذا لم يكن سوا كالوقود الذي أشعل النار أكثر موسي اتمنتها ونولتها.
لم يفهم عربي قوله ولكنه شعر فجأه بجسده النحيل مقارنه بجسد موسي الضخم يجر كالشوال كل هذا أمام جميع من بالوكاله وعلي رأسهم والده مهران ولكن لم يتدخل أحد لاخذه أو حل المشكله فالجميع يعلم غضب موسي فهو قليلاً ما يغضب ولكن إن حدث وغضب فهو كالنار التي لا تهدأ إلا بعد ابتلاع الأخضر واليابس.
بعد دقائق كان عربي مربط بالاحبال ومعلق علي باب الوكاله وسط صراخه وسب الجميع بألفاظ نابيه لعدم تدخلهم لإنقاذه.
موسي بأبتسامه جانبيه/اشتم براحتك يابرانس ورفع يده لأعلي محذراً وديني إلي هيقرب ويفك الكلب ده ليكون متعلق جنبه لحد ما يجي كبيره ويربيه ويخليه يعتذر ويايقبل الحاج اعتذاره يالأ آمين ثم تركه ودخل يباشر عمله كأن شيئاً لم يحدث .
بعد قليل كان يقف أمام مكتب والده الموضوع بالوكاله .
الحاج مهران/أنا بعت واحد من الرجاله فك عربي.
موسي/بس ياحاج دا لازم يتأدب كلب زي ده يتجرأ عليك.
مهران/الحاج نصر كلمني وجاي في الطريق أنا سبتك تربطه وتقل منه جدام الخلج عشان خابر إنك ماكنتش هتتراضا جبل ما تربيه برغم إنك عارف إني كافيل بتأديبه وكمان عارف إن عجلك كبير رغم كل حاچه بس مأذتوش بخدش واحد علشان وجت أبوه ما ياچي ونتحاسب ميبجاش ليه حج عندينا.
قطع حديثهم أحد العمال الحق ياحاج لقيو عربي أبن الحاج نصر مرمي علي أول السوق وغرقان في دمه وبيقولو اسطي أسمر إلي عمل فيه كدا.
انتفض مهران واقفاً اثر ما سمعه ليضرب بعصاه الأرض قبل أن يهرول خارجاً بصحبه موسي فهو يعلم غضب إبنه.
¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶¶
بمكان بعيد كل البعد عن عروس البحر المتوسط وهو أحد قري الصعيد الچواني المهتمه بتباع العادات والتقاليد مهما كانت قسوتها تحديداً بداخل هذا المنزل البسيط ذو الأساس المتهالك مايدل علي فقر قاطنيه كان التوتر يسود المكان بسبب هذا الزائر الذي علي وشك القدوم.
حسنه بتفكير وصوت مسموع/حاچه غريبه إيه إللي يچيب ولد حكيم أبو چبل دارنا.
سمعون وهو يعدل من وضع عمامته أمام هذه المرأه المتهشمه إلا من جزء بسيط بالكاد تستطيع رؤيه مظهرك به لم يسمع حديث زوجته فكان تائهاً بين افكاره أيعقل أن القدر لم يكتفي منه ظن أنه قد كفر عن ذنبه الذي اقترفه في الماضي وقد تناساه ولاكن مجئ هذا الضيف ذكره بفعلته الشنعاء ياالله ألم يكفي شعوري بالخوف كل تلك السنوات.
حسنه بنبره عاليه/ الله سمعون شكلك سرحان وماسمعش حديتي.
سمعون بانتباه/بتجولي حاچه.
اكملت ثرثرتها/بجولك ربنا يستر من زياره ولد حكيم دا ميچيش من وراه غير الخراب داني سمعه إنه حرج أرض النعماني لاجل ما يچبره يتنازل عن الإنتخابات .
سمعون بقلق يحاول اخفائه/متجلجيش محدناش حاچه يطمع فيها
حسنه/علي جولك أما اروح أشوف الوكل
خرجت تتجه للمطبخ لتجد ابنتها تنهي عمل الغداء.
حسنه/خلصتي ياجلبي
سلطانه بمشاكسه/شكلك چُعتي ياحُسنه أني خلصت من بدري وعملتلك طبج بلحه الشام يستاهل خشمك الزين لچل ما تحلي.
حُسنه بإبتسامه وهي تربت علي كتف ابنتها بحب وكيف لا تعشقها فهي لم يعش لها احد من ابنائها سواها فقد انجبت أكثر من خمسه أطفال ولم يرد الله لهم العيش حتي أنجبت فتاه جميله تشبه الأميرات بعيونها السوداء الواسعه ذات الرموش الكثيفه التي تشبه عيون الغزلان ووجه دائري وبشره صافيه اسمتها سلطانه داعيه أن يكون لها نصيب من إسمها وتعيش حياه مرفهه ليس كحياتهم البسيطه .
حُسنه/تسلم يدك ياجلبي .
مالك يامه شكل في حاچه شغله بالك تسألت سلطانه.
حُسنه /في ضيف چاي لابوكي بفكر عايزه ليه.
سلطانه وهي تتجه بالطبق لوالدتها لتطعمها واحده من الحلو/دا مين اللي چاي لابوي الدار .
حسنه/شاهين ولد أبو چبل.
شعرت بالاضطراب عند سماع إسمه وكأن المكان يضيق والهواء انعدم من حولها ليسقط الطبق من يدها محدثاً دوياً عالياً ليتناثر لقطع وكل ما تشعر به هو الخوف.
تسألت حسنه وهي تقترب لتزيح الزجاج /مالك ياسلطانه مش تخلي بالك ولكنها لم تجيب شارده وجمله واحده لم تنساها تتردد بذهنها .
{إيه رأيك هتبجي إنتي المعون الچاي}
لتعلم أن نهايتها اقتربت
.....بقلم سماح عبده
الثاني من هنا