اخر الروايات

رواية وتين كاملة وحصرية بقلم ياسمين الهجرسي

رواية وتين كاملة وحصرية بقلم ياسمين الهجرسي



وتين
الحلقة الأولى
سبحان الله وبحمده ✨سبحان الله العظيم
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
اليس ظلما أن اعشق عينك، وكل يوما ألقاها ولا اتكلم، اليس ظلما، أن اصارع ذلك الشتاءالمهجور، دون عينك، وان اظل اروض الحروف، ولا أتعلم، اليس ظلما، أن أكون صريع عينك، وانا ذالك، الغائب المجهول.
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
( قصر عائله الشاذلي)
اشرقت شمس يوم جديد تفرش أشعتها، على ارجاء احد احياء القاهره الساحره الجديده، وتحديدا في قصر المستشار احمد الشاذلي.
استيقظت «ابرار» لتقضي صلاه الفجر كعادتها اليوميه، وبعد ان قضت فرضها، وجدته غرفه ابنها راكان مضيئه، ترقت على باب غرفته حتى فتح لها، « راكان»
ابتسمت له بحب وحنان وهتفت: صباح الخير يا قلب ماما.
أقترب منها راكان وقبلها من مقدمه راسها ويداها وهتف: تقبل الله يا امي رتبت على كتفيه ربنا يرضى عليك راكان يا ابني، اقعد عايزاك، وأشارت بيدها على الفراش جلس امامها وهو يمسك يدها ويقبلها أمرني يا امي.
ابتسمت بحب وهي تدعي ربها أن يهديه يوافق علي طلبها :
وقالت له ما يؤمر عليك ظالم يا قلب امك، هطلب منك نفس الطلب ويا ريت ما ترفضش، زي كل مره طنط « شغف» جابتلك عروسه، و بعتتلي صورتها، والبنت زي القمر بس انت وافق، نفسي أفرح بيك وأشيل اولادك.
هتف راكان يا امي يا حبيبتي حضرتك ما بتتعبيش من الكلام في الموضوع دا، انا عارف انه صعب عليه قوي اني اقول الكلام ده لحضرتك، بس انتى اكثر واحده عارفه اني مش هقدر احب تاني، ولا هقبل فكره ان واحده غيرها تشاركنى حياتى، امي هي النفس اللي بتنفسه دي اتولدت على أيدي انا اللي اخترت اسمها، كانت بتتسند عليا عشان تقف، انا علمتها تمشي حتى انا اللي اختارت ليها كليه عشان بس ما تبعدش عني،
انا عارف اني مش المفروض احبها، ولا ينفع انا اقول لحضرتك الكلام ده لانه في الاخر انا وقبل ان يكمل .....وضعت يدها على فمها وهتفت وهي تبكي اوع تقولها الله يرضيك عليك ان انت .....ولم تكمل كلامها بسبب دخول ابنتها عليهم، وهي تحمل في يديها صينيه عليها حليب وبعض شطائر الخبز، واقتربت منهم ووضعتها على المنضده، وقبلت والدتها بحب .
نظر لها راكان وبادلها تحيه الصباح، وامسك علبه سجائر واخرج منها سيجاره أشعلها .
أقتربت منه «وتين» واختطفتها من فمه ورمتها وهي تهتف بتذمر طفولي :
ابيه مش صح تشرب سجاير الصبح صحتك تتعب المفروض تفطر الاول وامسكت كوب الحليب ووضعته بين يديه وبعض شرائح الخبز.
كل هذا تحت انظار والدتهم التي يتقطع قلبها على حالي ابنها وهتفت:
وانت فين كوبايه اللبن بتاعتك .
ردت على «وتين» بحب ما انا هاخذ نصف كوبايه ابيه حضرتك عارفه امي يا قمر اني بحب اشارك ابيه في اي حاجه بيشربها.
ضحك راكان عليها وهي تقترب منها وامسكها من اذنها وهو يضغط علي اذنها لمي يؤلمها :
اي حاجه بشربها بس يا بكاشه لبسي اللي انت بتلبسيه، اعمل فيكي ايه اخذتي كل لبسي برغم، اني بجيب من الحاجه قطعتين الاقيكي اخذت الاثنين ومش بترجعيهم ثاني، ومش بلاقيهم فيه دولابي، ولا الشغالين يعرفوا عنهم حاجه تكوني بتولعي فيهم.
صرخت وهي تمثل ان اذنها تؤلمها، وتشير الى نفسها انا يا أبيه أعمل كده تنقطع ايدي، انا احكيلك بس سبني عشان خاطري، يا ابيه قوليله حاجه يا ست الكل .
ترك راكان أذنها وهتف أنا بعدت أهو يا ستي قولي لبسي بيروح فين .
جلست في منتصف الفراش وسحبت غضاء السرير الثقيل عليها نظرا لبرودة الجو :
كل هذا والداتهم تضحك عليهم قولي يا ستى السر الحربي وراء أختفاء ملابس راكان الشاذلى.
ضحكت «وتين» وهي ترفع أكمام ملابسها بسخرية وتمسك مقدمه ملابسها بفخر وهتفت أنا بقي بحب البس لبس أبيه أوى وخصوصاً بعده على طول رحيه مع البرفيوم بتاعته بتعمل توليفه محصلتش ويالهوى يا أبيه لم أجد عليهم كمان من البرفيوم بتاعي تبقى حتى توليفه بتخلي الكل اللي في المكان يتجنن.
ضحك عليها «راكان» وهتف بقي كده، وذهب إلى مرآه الزينه وأمسك زجاجه عطره وأقترب منها :
وهو يقول أتفضلي يا ست البنات زجاجه بريفوم من بتاعتى عشان ما تخديش لبسى تانى.
تجمعت الدموع فى عينها وهى تهتف بقى كده يا ابيه مش عايزنى البس لبسك، هو حضرتك مفكرانى معرفش اسمها، وأقدر أشترى زيها بس بحس بالأمان فى لبسك، وأنك معايا فى كل مكان، وأن حضرتك مش بتلاقيها عشان أنا بعد ما البسهم بخيهم فى دولابى عشان بحب احتفظ بيهم أنت الامان يا أبيه حتي سريرك أى مكان حضرتك فيه بلاقى رحتى وأمانى لسه زعلان إنى بأخد لبسك.
هتف بوجع وهو يمرر انامله على وجنتيها وجفف دموعها لا يا قلب اخوكي مش زعلان ولو حبه خدى الدولاب كله أنا أطول بس بشرط توعديني أنك بعد ما تقلعيهم ترجعيهم ليا تانى وبرحتك لانها الحنان بالنسبالي .
ضحكت حاضر أنا هاخد المخده دى فى حضني، وهنام هنا شويه علي متخلصه كلامكم، وماما تصحني أروح غرفتي أكمل نوم وسحبت الغطاء فوقها، وأغمضت عينها وتركتهم في زهول من فعلتها، ودثرها جيدا بالغطاء، ونظر الي والدته.
وقال كبريت أوى يا أمى بقي قلبي بتخلع عليها لما تبعد عنى تفتكرى هيجى اليوم اللى أقدر أسلمها بأيدى لعرسها أدعيلى يا أمى استحمل قصر من غيرها دأنا اموت فيها .
بكت «أبرار» بقهره علي حال أولادها لأن تعلقهم ببعض اصبح مثل الروح والجسد.
وهتفت ليه كده يا ابني تفتكر انا هقدر اعيش من غيرك :
واكملت وكانت دموعها تنهمر مثل الشلال و امسكت يده وتقبلها تعرف يا راكان لما ربنا رزقني بك كانت الدنيا مش سيعاني من الفرحه
فضلت افكر انا هاسميك ايه لحد ما ربنا هداني واخترت اسمك ثاني عشان كنت عارفه انك اعطاء ربنا ليا بعد صبر سنين من حرمانى فيها من الخلفه، وجيت انت نورت حياتي فى وقت كانت جدتك عايزه تحرمني من ابوك وتجوزه عشان يخلف، وكنت انت ركن اساسي من العيله دي وكنت اسم على مسمى،
هادي مش بتعيط وانت بيبى وكنت طفل رازين حتى لما كبرت، و انا خلفت وتين كنت فرحان وواقف جنبي ماسك أيدي، وبتعيط على عياطي واول ما اتولدت اخذتها ما رضيتش تديها لاحد غيري، وانت اللي سمتها وفضلت تاخذ بالك منها معايا.
ابتسمت بسعاده ل استرجاع زكرياتها مع ابنها راكان الاغلا عندها من الدنيا وما فيها.
اوقات كنت بحس انك بنت، من تصرفاتك واهتمامك بيا، وحنانك علي وتين، ولما ربنا رزقني ب يونس ويعقوب، كنت تعبانه في الحمل قوي كنت بس قبل ما انطق اسمك الاقيك جنبي، انت نبض قلب العيله دي يا راكان.
اياك تتمنى الموت تاني فهمت.
ابتسم على كلام والدته واشار الى عضلات جسده بقى كل ده و بنوته الله يسامحك يا امي.
ضحكه والدته وضمته في احضانها راجل وسيد الرجاله كمان وابتعدت عنه فكر يا ابني في كلامي وشوف العروسه، ونظرت الى وتين بحصره علي حالها عشان قلبي يرتاح.
تجمعت الدموع في عينيه وهتف يرضيك يا امي أريحك وأعيش العمر كله قلبي يوجعنى واظلم انسانه معايا ملهاش ذنب في حاجه سيبك، يا امي انا كده مرتاح وأتفضلى ارتاحي في جناحك.
استقامت واقفه وهى تربت على كتفه بحنان وتدعوه الله ان يريح قلبها :
ربنا يريح قلبك يا قلب ماما اقتربت من وتين تيقظها من نومها .
هتف راكان سبيها عشان هتبرد كفايه انها قامت من السرير ونزلت المطبخ وطلعت هنا ولبسها خفيف قبل ان يكمل كلامه سماع صوت سعال خفيف يصدر منه .
أبتسمت الأم بحنان : حافظه اكثر من اسمك انا هاروح ارتاح، وانت كمان أرتاح شويه .
امسك يدها وغادرو الجناح ويقول انا هروح اجيب دواء الحساسيه بتاع الهانم من جناحها وعندي شغل هخلصه حضرتك عارفه النهارده الجمعه ولازم اخد تقرير اسبوعي من الباشوات يونس ويعقوب.
ضحكت عليه وهي تغمز بعينها، يعني انت مش عارف عنهم حاجه.
ابتسم لها لا يا امي عارف كل نفس بتنفسوه لدرجه السجائر اللي بيشربوها كل واحد بيشرب كم سيجاره في اليوم بس لازم اسمع منهم عشان يفضلوا عاملنلي حساب وبس وبس ويبقى لهم خصوصيه هم برده رجاله.
اقترب من باب جناحها ربنا يخليك لنا يا راكان واشتغل وانت في السرير عشان الجو برد مش هوصيك، عشان انت كمان تعبك وحش وبتقلب بحساسيه.
أوماء لها وقالها حاضر ودخله الي الجناح «وتين» اخذ الدواء وعاد الى جناحه اغلق جميع الستائر وقف ينظر لها بضعف، وهو ينظر الى الظلام الذي يملاء حياته لا يعلم متى ستشرق شمسها.
فاق من شروده على سؤالها المستمر اخذت زجاجه الدواء وظهر ولا افراخ بعض منها وايقظ «وتين» ، «وتين» وهو يرفع خصلات شعرها التي تمردت على وجهها فتحت عينيها بتعب وأبتسمت حضرتك محتاج حاجه .
أمسك زجاجه الدواء وضع بعض الدواء منها في فمه، وقال بسم الله الشافي المعافي، وهو يمرر يده على راسها،
يلا نامي وقبل ان يدثرها بالغطاء مسكت يده لو سمحت ممكن بلاش تشتغل ابيه انا ما نمتش الا لما حضرتك رجعت متاخره لسه ما نمتش ولا حضرتك نمت و هموت وانام ممكن انت كمان تنام انت منين وعلي كتفه وحضنت ذراعه.
نظر لها حاضر يا غلبويه بس اجبلك بالطو تلبسيه عشان تروحى تنامى فى سريرك.
ضحكت بصخب وسيطره عليها المحاميه الساكنه بداخلها ورفعت يديها وهي تهتف بإحتجاج وكأنها أمام القاضي في المحكمه تدافع عن متهم نؤمن ببرائته :
_اعترض يا سياده القاضي هل يرضى سيادتكم ان ينهش جسدي النحيل المرض الذي قد يسببه مغادرتي ليجانحكم الذي يملاه الدفء والحنان ، واذهب الى جناحي الذي يسكنه
البرد....والقلق ....والمرض.... هل يرضى ضمائركم ايها الساده الموقرين انا راضيه بحكمكم العادل في سماء قضاء قصر عائله الشاذلي .
وربعت يديها امام صدرها و نظرت له بفخر واضحكت له ايه : رايك في مرافعه تلميذتك النجيبه يا ريس .
رافع لها حاجبه وضحك من قلبه من منظرها وهتف :
انتي تلميذه نصابه.... الجناح بتاعك شغال فيه الدفايات وهنا ما فيش دفايات شغاله قوليلي من وانتي صغيره بتحبي تنامي في السرير وتاخذي لبسي ايه الحكايه.
أبتسمت بحب مش عارفه يا ابيه وامسكت يده واكملت بصدق اخوي اقولك سر انا بحب انام في سريرك قوي و بحس مع حضرتك بأمان رهيب عرف يا ابيه لما حضرتك بتتأخر بره في بحس اني امك و قلقانه عليك جدا ولو مر اكثر من ساعتين ثلاثه ما كلمتنيش بحس ان حياتي بتقف لحد ما تكلمني انت كل حياتنا يا ابيه رغم ان بابا موجود الحمد لله بس انا بخاف منك اكثر منه
وعلى قد خوفي منك على قد ما انا مش عايزه حضرتك تتجوز عشان هتيجي واحده تخذك مننا ده غير اصلا يا ابيه ما فيش واحده تليق انها تبقى مراتك ولا اتخلقت لسه أصلا عشان تبقي مرات اخويا.
أبتسم لها والاندهاش يسيطر عليه ورد عليها : طيب نامي يا وتين وأرتاحي عشان ما تتعبيش والكحه تزيد عليكي .
امسكت يده وفردت زراعه انا هنام في حضنك زى زمان مليش دعوة ووضعت رأسها علي صدره وأغمضت عينها
وبعد دقايقتين رفعت رأسها أبيه هو حضرتك هتتجوز العروسة اللي جبتها طنط شغف .
ابتسم لها بطمئنينه وهو يقول :
انتي لسه قايله أنها متخلقتش اللي تليق بيا .
ابتسمت له بسعاده وهتفت : الحمد لله طمنتني أن حضرتك هتفضل معايا لحد ما اتجوز .
ووضعت راسها على كتفه : الله علي راحه اللي بلاقيها جنبك يا ابيه وذهبت في ثبات عميق.
نظر لها بشجن وحزن على حال قلبه .
كانت حبيبته بمثابه نجمه عاليه بعيده المنال ، كم كانت حلم حياته السرمدي الذي لا يقدر على تحقيقه ، كم كان بئرعميق دفن قلبه في اعماقه ولاتقدر غيرها علي أنقذه من ظلام عشقها .
كيف يقوي على مصارحتها بمشاعره التي يحبسها داخله ، الموت اهون عليه من الاقتراب منها .
كيف أقدر على فراقها ، وان أتحمل أن تكون لغيرى ، هي حتى الان لا تعرف حقيقه مشاعرى نحوها .
اه يا قلبي لو كان الأمر بيدي لقتلعتك من بين ضلوعي وتركتك تنزف لعلا هذا النزيف يحررك من عشاقها الذي لا مفر منه غير الموت واغمض عينيه ، ونام يغرق في كوابيس فراقها التي تداهمه فى نومه وفى يقظته.
فى صعيد مصر
كانت كريمه تبكى ، تجلس وفى يدها المصحف تدعوه الله ان يرد لها ما ضاع منها .
أما في مطبخ الدوار الكبير كانت تعد الحاجه فهيمه طعام لفقراء البلد لكي يرد لها الله ما اختلسة منها الزمان هذه عادتها السهريه، منذ ما سرقه منها الزمان وتطلب من الجميع أن يدعو الله أن يرد لها الغالى .


الثاني من هنا






تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close