حكاوي شهد وعبدالرحمن كاملة وحصرية بقلم شهد السعداوي
-هتفضلي كدا لحد امتى!
-لحد ما تطلقني وتتجوز يا عبد الرحمن.
-أنا عايز أفهم إنتِ فيكِ إيه، وإيه حكاية الجواز اللي إنتِ العالي بيها بقالك شهور دي، قولتلك مليون مره إنتِ بنتي قبل ما تكوني مراتي، أنا اللي بقولك مش عايز أطفال إنتِ بقا مشكلتك فين.
-ملكش دعوة بمشكلتي، المُهم إني عايزاك تتجوز وتكمل حياتك، أنا مش هقدر أحرمك من إنك تكون أب.
ساب دراعي وبعد شوية واتكلم بنرفزة:
-أنا همشي علشان لو فضلت دقيقه كمان مش هبقى مسؤول عن اللي هيحصل.
طلع من الأوضه وهو مش شايف قدامه من الغضب، اترميت على السرير أعيط، عبد الرحمن مش بس زوجي ده روحي وحبيبي مقدرش أتخيل حياتي من غيرة، لينا أربع سنين متزوجين ولكن إلا الان ربنا مرزقناش بأطفال، لما كشفت الدكتورة قالت إن العيب من عندي أنا، لفينا كتير وعملت كذا عملية ولكن فكل مرة كانت بتفشل، غصب عني أنا كمان نفسي أبقى أم، طول الفترة اللي فاتت وهو بيخفف عني، ولا مرة حسسني إنه زعلان علشان الموضوع ده رغم إني كنت قاسية معاه جدًا بالكلام، ولكني مش هقدر أحرمه من إنه يكون أب!.
-موافقش على الطلاق يا مريم أنا حاسه إن اللي أنا بعمله غلط.
-غلط إيه لا مش غلط اطلبي الطلاق إنت كده بتظلميه وهو من حقه يشوف حياته ويبقى أب يا شهد.
-أنا قلبي واجعني أوي متعرفيش أنا بحبه إزاي علشان تقوليلي أسيبه بالساهل كده.
-دويي على قلبك أحسن ما تفضلي محمله نفسك الذنب طول العمر.
سمعت باب الشقه بتفتح اتكلمت وأنا بقوم من مكاني:
-اقفلي دلوقت يا مريم علشان عبد الرحمن جه.
-تنامي وابقي طمنيني عملتي إيه.
قفلت معاها واتحركت نحيته دخل المطبخ من غير ما يتكلم روحت وراه اتكلمت وأنا بشده من دراعه:
-على فكره أنا قولتلك إني عايزه أطلق.
رمى الكوبايه فالحطيه دشملها اتكلم وهو بيضغط على دراعي جامد:
-أنا عايز أعرف فين شهد اللي اتجوزتها، فين شهد حبيبتي، إنت مين لعب فعقلك كده قوليلي مين.
-محدش لعب فعقلي أنا عايزه اتكلم من نفسي.
اتكلم بسخريه وهو بيبعد عني:
-لا مش مصدق أنا إن محدش لعب فدماغك بس على العموم أنا تعبت منك ادخلي جهزي نفسك علشان اوديك عند أهلك.
دقايق مرت وبقا قاعد بيتكلم مع بابا فالصاله وأنا واقفه على باب الأوضه وعيني مليانه دموع.
-فكر تاني يا ابني معقول بعد ده كله هتطلقو كده!.
-احنا خلاص أخدنا القرار يا عمي.
-أنا مش عيل صغير هتضحكو عليه بكلمتين وتقولو خناقه ووصلت للطلاق، أنا مش عايز أتدخل لأني لو اتدخلت أنتو الإتنين هتزعلو مني.
-الكلام مفيش منه فايدة دلوقتي.
كنت واقفه على باب الأوضه وشيفاه وهو بيتكلم مع بابا، أنا ليه بعيط وده كان طلبي ليه، قرب مني وبصلي بكل حزن وعنيه فيها ألف سؤال وسؤال، خد نفس وقرب باس جبيني، اتكلم بحزن وعنيه بتلمع بالدموع:
-إنتِ كنتي أحلى حاجة فحياتي خليكِ فاكره إن إنتِ اللي وصلتينا لهنا شوفي إنت رميتي ودانك لمين وكان سبب فاللي هيحصل ده.
كمل كلامه وهو بيبعد عني وبيبص فعيوني وأنا مش قادره أبطل عياط:
إنتِ طالق يا شهد.
مشي وسابني مكسورة وراه، الدُنيا كلها تهون قصاد نظرة حنية من عبد الرحمن، أكتر شخص حنين قابلته فحياتي، بُعدي عنه مش سهل ولكني مش عايزة أبقى أنانية، معرفش إزاي شوفت كل حاجه قدامي سودة ووقعت على الأرض، اخر حاجه سمعتها وبابا بيصرخ بإسمي، فتحت عيني لقيتني فأوضة فالمستشفى، اتكلمت الدكتورة وهي بتخلع الكمامة:
-حمد الله على سلامتك، اللهم لك الحمد أخيرًا فوقتي.
اتكلمت وأنا بمسك دماغي من الوجع اللي فيه:
-هو إيه اللي حصل.
-حضرتك كنتِ فغيبوبة بقالك ست شهور.
رددت الكلام بصدمة:
-ست شهور!
-شهد أخيرًا فوقتي يا حبة عيني.
-عبد الرحمن فين يا ماما.
-المُهم إنتِ دلوقتي يا بنتي صحتك أهم يا نور عيني.
وجهت نظري لخالتو وأنا بتمنى إن شكوكي تكون غلط:
-أرجوكِ ردي عليا، عبد الرحمن فين يا خالتو، أنا والله مكنش قصدي أي حاجه، أنا بس مكنتش عايزة أظلمه.
-أنا هنا يا بنت خالتي.
وجهت نظري على الباب لقيته واقف بطلته اللي بتخطف قلبي لسه! بس مش لوحده مين اللي ماسك إيديها دي، دي مريم! مريم صحبتي اللي كانت بتقولي اتطلقي منه، اللي كانت بتزن فوداني كل ثانيه، نظرتي اتعلقت على إيده وإيدها وأنا حاسه بنغزة فقلبي وبتمنى يكون اللي أنا شيفاه غلط، قرب من السرير بتاعي واتكلم بهدوء:
-حمد الله على سلامتك، قلقتينا كلنا عليكِ، الدكتور قال إن سبب الغيبوبة غير محدد.
كمل كلام وهو بيضم اللي جمبه على صدرة:
-أعرفك مريم مراتي.
رددت الكلمة بصدمة وأنا مش مصدقة اللي شيفاه معقول! معقول سمع كلامي وعملها أنا هونت عليه!، اتكلمت بصوت مبحوح وأنا بجاهد إن دموعي متنزلش:
-ألف مبروك.
كملت وانا بوجه كلامي لماما:
-ماما ممكن تطلعو من الأوضة علشان عايزه أنام.
-تنامي إيه يا حبة عيني ده إنت لسه طالعه من غيبوبة مكلمتيش ساعه.
-وأنا تعبانه وعايزه أنام لو سمحتو اتفضلو.
اتكلم وهو بيطبطب على كتف ماما:
-اطلعو انتو يا خالتو وأنا هتكلم معاها شوية وهشوف الدكتورة هتقول إيه.
-بالله عليكِ يابني بالراحة عليها، الصدمة كبيرة عليها بردو.
-ربنا يسهل يا خالتي.
الكل خرج من الأوضه إلا هو جاب كرسي وقعد قدامي، اتكلمت ودموعي شلال على وشي:
-معقول إنت اتجوزت بجد!.
اتكلم بنبرة كلها سخيرة:
-مش دي كانت رغبتك على ما أظن، دلوقتي بتعيطي ليه؟، طلبتي مني أكمل حياتي وأتجوز وأديني نفذت كلامك ومراتي اللي هي صحبتك والمفروض تفرحيلها حامل وكلها كام شهر وهبقى أب وهحققلك أمنيتك.
اتكلمت بحرقه وأنا مش قادرة أبطل عياط:
-لبه يا عبد الرحمن، ليه سعمت كلامي إنت عارف إني بحبك ومش هقدر أعيش من غيرك ليه عملت كده.
زق الكرسي بعيد ووقف اتكلم وهو بيطلع من الأوضة:
-متلومينيش على حاجه كنت إنتِ السبب فيها، بطلي أنانية ولو شوية صغيرين، والمفروض إنك كنتي تعرفي إني أكيد مش هستحمل كلامك طول الوقت، قولتلك كام مره وسألتك كام مره إيه اللي غيرك وإجابتك كان مفيش حد، من الوقت اللي رميت عليك فيه يمين الطلاق وإنت بالنسبالي بنت خالتي وبس، دلوقتي أنا بقيت متزوج ومسؤول عن زوجة وقريب هيبقى موجود طفل، ألف سلامه عليك هشوف الدكتورة هتقول إيه على خروجك.
خرج من الأوضة وأنا مسكت قلبي بإيدي، حاسة إن روحي بتتسحب مني، هو معاه حق أنا كنت أنانية وجيب علية كتير، وهو استحمل كتير وكان بيواسيني أكتر، أنا مش هقدر أعيش من غيرة مش هقدر، ياريت مكنش حصل كل ده ياريت.
-أنا عايزة بنتي، هاتولي بنتي.
-اهدي يا طنط إن شاء الله تكون بخير، متقلقيش.
-مقلقش إزاي وبنتي مش عارفه هي راحت فين.
-عبد الرحمن أكيد هيجبها يا طنط ربنا ييسر ليه الأمور ويلاقيها يا رب.
-يا رب يا رب.
-انزلي من عندك وبطلي جنان يا شهد.
-الجنان هو اللي أنا عملته، كنت غبية أوي لما سبتك تضيع من إيدي، كنت بقول إنك هتفضل موجود وهتستحمل، مكنتش أعرف إن كل إنسان ليه طاقة تحمل، إنت معاك حق أنا أنانية، بس أنا لسه بحبك والموت عندي أهون من إني أشوفك مع غيري يا عبد الرحمن.
اتكلم وهو بيقرب من السور اللي أنا واقفه عليه:
-يعني إيه.
اتكلمت وأنا بغمض عيني ودموعي نازله على خدي:
-حكايتنا خلاص انتهت يا عبد الرحمن، تقدر تكمل حياتك مع الإنسانه اللي اخترتها أم لأولادك، بس اعرف إني محبتش حد قد ما حبيتك.
اتكلم بوصت عالي ونرفزة:
-انزلي من عندك وبطلي جنان.
-متقولش جنان أنا مش مجنونه أنا بس كان كل همي إنت تكمل حياتك ويبقى ليك أولاد بس فنفس الوقت مش قادره أشوفك مع واحده تانيه مش بإيدي حاجه يا عبد الرحمن صدقني مش بإيدي والله.
-انزلي وهنتفاهم وهعملك اللي إنت عايزاه بس بطلي جنانك ده، انزلي علشان عبد الرحمن حبيبك يا شهد!.
-بس عبد الرحمن دلوقتي بقا عنده حبيبه غيري، بقى في واحده غيري بتشاركه كل حاجه.
-مش دي كانت رغبتك انزلي بقا وبطلي اللي بتعمليه وبصي حواليك وشوفي إنت بتأذي الناس إزاي بأفعالك، لو مش هتنزلي علشاني انزلي علشان أهلك.
-بس أنا حبيتك أكتر من أهلي، أنا غلطت إني رميت وداني ليها، هي اللي خربت عليا يا عبد الرحمن والله.
-طيب طيب إنت فعلا مش غلطانه انزلي وهحللك كل حاجه.
-أنا لسه بحبك ومش هقدر أحب غيرك.
قولتها وأنا برمي بجسمي لروا وأنا سامعة صوت صريخه بإسمي بس خلاص اللي حصل حصل والوقت فات وخسرت عبد الرحمن للأبد!.
يتبع..
الثاني من هنا