اخر الروايات

رواية احببت كاتبا الفصل التاسع 9 بقلم سهام صادق

رواية احببت كاتبا الفصل التاسع 9 بقلم سهام صادق



الفصل التاسع
*********

صدمة قد دمرت كل ما كان متبقي لها من قوه ، وقدر قد غير كل شئ .. لينحدر بها قدرها من لطريق لاخر كان هو النجده أليها ولكن سؤال واحداً ظل يدور في عقلها
ماذا حدث لكي يغير قراره ذلك متعجرف من الزواج بها لتتذكر صرخته بسائقه وهو يأمره بأن يعود للقصر ثانية بعد ان جائه هذا الاتصال الذي من الممكن ان يكون هو نجدتها من براثين فخه
لتضع صفا بيدها علي قلبها ، وهي لا تعلم أتحزن ام تفرح
ولكن ارتسمت ابتسامه علي شفتيها عندما تذكرت بأنها مازالت حره يمكنها ان تحلم بفارسها الذي سيختاره لها قدرها ولكن بطريقة تتمناها كل فتاه
لتأخذ قرارها بأن تغادر هذا القصر فورا .. فلم يعد لها مكان للعيش فيه
ولكن طرقات باب حجرتها جعلت افكارها تهدء قليلا لتقف خائفه ويخرج صوتها بصعوبه
صفا : مين
ليأتيها صوت المتعجرفة الاخري فريده قائله : مستر عامر عايزك في مكتبه
وتذهب فريده بعد ان ألقت عليها أمرها ، فتتأمل صفا حقيبة ملابسها التي قد أعدتها منذ ان أردفت الي حجرتها خائفه منه نظراته عندما عاد بها للقصر ..
وقد كان قرراها بأن تغادر القصر غدا عند بزوغ ضوء النهار ، ولكن الهروب لا بد ان يكون الان قبل ان يقرر هذا الظالم شيئا اخر في مصيرها
...............................................................
اما هو فالافكار الهائجه كانت تقتل كل ذرة عقل به ، جعلته كالطائش يتحرك في اركان حجرته وهو لايصدق ما كان سيفعله من رد الجميل للسيده التي ربته الي ان أصبح ذات العشر سنوات
ليعيد اسم والدة صفا علي مسمعه ثانية ( فاطمه محمود البدري )
وجلس بعد أن أخذته قدماه علي اقرب مقعد ، وتنهد نادما : سامحيني يا أمي
وابتسم عندما تذكر بأنه كان دوما يناديها بأمي لأفتقاده حضن والدته التي كانت تهوي دائما السفر والجلوس مع رفيقاتها وتفضليها لمتعاتها ومظهرها وفقط
وان تلك الخادمه التي ربته وهو طفل رضيع الي ان أصبح طفلا ذات عشرة اعوام .. لم تكن غير الخادمه فاطمه التي قد تركت قصرهم من اجل ان تتزوج بذلك الميكانيكي الذي كان دوما يأتي لاصلاح سيارات والده الخاصه ...
ليتنهد عامر وهو يطفي لهيب سيجارته العشر ، متذكرا مراحل طفولته في احضان تلك السيده
فيسمع خطواتها تتحرك ببطئ قادمه نحو غرفته ، ليرفع عامر وجهه البائس من صدمته... الي ان
صفا : انا همشي من القصر ، واكيد انت عارف مكاني كويس عشان تقدر تبلغ عني ، وابقي سلملي علي ناهد هانم لو سامحت.. كان نفسي اشوفها بس خلاص وجودي هنا انتهي ... واعرف انك ظالم وأناني ياعامر بيه وللاسف معندكش رحمه
وألتفت بجسدها كي ترحل حتي صرخ عامر قائلا : انتي بنت .. داده فاطمه
لتقف صفا فجأه وهي لا تفهم بماذا يقصد
لينهض عامر ويقف أمامها ، ويبتسم وهو يتأملها : نفس لون عيونها ياصفا
وظل يضحك ويضحك حتي قال بتعجرف مازال به ، واشار بأصبعه لها بسخريه اكثر
عامر : داده فاطمه هي اللي نجدتك ، لانها من الناس القليلين اوي اللي حبتهم في حياتي .. ولحد دلوقتي لسا ذكراها محفور في قلبي من الطفوله
لتبتسم صفا له وهي تستعد بأن تلقي بأحد كلمات الاهانه في وجهه
صفا : هو انت مجنون ياعامر بيه ، انت عندك انفصام في الشخصيه ولاايه
عامر بحده : عارفه ياصفا .. انا ممكن كنت اتجوزك وأربيكي علي ايدي بس للاسف ذكري والدتك رحمتك مني .. ومن قراري
والقي عليها صاعقته قائلا : جوازي منك كان لهدفين
تعيشي لناهد هانم طول حياتك خدامه ليها
وتخلفيلي ولاد يورثوني
يعني كانت هتبقي ديه مهمتك في حياتي، لان عامر السيوفي مبيحبش بيشتري ويمتلك وبس...
وتابع بحديثه قائلا : يابنت الست اللي ربتني ، للاسف متعودتش مردش جميل الناس اللي حبيتهم
لتضحك صفا من حديثه الوقح .. ساخره
صفا بجمود: اولا ماما الله يرحمها مكنتش بتخدم في بيوت حد ، وابقي خد جزء من فلوسك الكتير واشتري حيوانات افضل ليك ...لان البنأدمين محدش بيشتريهم لاننا ملك اللي خلقنا وبس وحياتنا ومصيرنا بأيده هو
ونطقت ساخره :حياة الطرف فعلا بتعمي النفوس ياحضرت المراهق
ثم تابعت بحديثها قائله : الحمدلله ان ربنا نجاني منك
ليتهكم وجهه عامر بشده ، ويفتح احد ادراج مكتبه ويظل يبعث في كل محتوياته بعشوائيه الا ان أخرج احد الصور القديمه لوالدتها قائلا بجمود : مش ديه صورتها برضوه
لتلامس صفا بأيديها الصوره القديمه لوالدتها ، ودموعها تتساقط وهي تتأمل ملامح شبابها الجميل
صفا : انت جبت الصوره ديه منين
ليتهكم عامر من حديثها هذا قائلا : راجل في عمري ده .. المفروض لحد دلوقتي مكنش خلاكي واقفه قدامه ويتكلم معاكي، بس للاسف انا غلطت لما فكرت في كلام اكرم في لحظة تهور ، وتنهد بهدوء ليقول : بصي ياصفا انا فيا صفات ممكن تكره اي ست فيا .. سليط متعجرف مبيفكرش غير بالعقل وبس ،القلب عندي ملغي تماما .. بحب الفلوس والترف جدا والالقاب كمان ، وعادي اني اشتري ست بفلوسي واتجوزها .. عقل ماشي بيتحرك وبس
وتابع بحديثه : ماهو بتفكيرك المراهق ... لو سيبت قلبي يفكر للحظه كنت فكرت اتجوزك بأهداف وخطط
ونطق كلمته الاخيره ساخرا : انتي بالنسبالي طفله ياصفا
وصمت عن حديثه بعدما وجدها شارده في الصوره القابعه بين ايديها ناظرا اليها بأسف : ربنا يرحمها ، كانت طيبه اووي وابتسم لاول مره ابتسامه حانيه وعاد بحديثه المفحم بالذكريات
عامر : كنت بفتكرها امي ..وان ناهد هانم ضيفه عندنا
وللاسف المال والجبروت نساني الام اللي ربت زمان ، والام اللي خلفت .. نسيتهم هما الاتنين
ولولا المعلومات اللي جمعتها عنك وعرفتها لاخر لحظه قبل ما أرتكب اكبر أذي لبنت الست اللي ربتني .. عرفت ان داده فاطمه هي امك
لتلمع عين صفا من حديثه عن امها الذي لا تعرفه ابدا ، فحياة والديها القديمه وذكرياتهم كانت دوما لا تعرفها ايمكن لانها كانت دائما تهوي قراءة القصص والروايات وتقضي معظم وقتها بينهم دون ان تكلف نفسها يوما أن تجلس معهم وتستمع الي أحاديثهم عن ذكرياتهم .. فتبا للحظات التي تسرق منا احباباً
..................................................................
تنهيدة قوية اخرجها صابر وهو يتأمل وجهه اخته ، ويري ملامحها التي قد ظهر بها العجز ولكن مازال يحفظ كل تفاصيل وجهها ليقول صابر بسعاده قد ملئت قلبه :
صافيه ديه منيره اختي ياصافيه ..
لتجلس منيره علي اقرب مقعد بالقرب من سريره في المشفي وتمسك احد ايديه وتربط عليها بحنان وهي تتابع نظرات صافيه المزهوله من رؤيتها
منيره : متتعبش نفسك ياصابر ياخويا ، انت لسا تعبان وتابعت بحديثها قائله : زعلت اووي انا وحسن اخوك ، اننا مدفعناش ليك فلوس العمليه يابن ابويا ، للاسف جنه مقالتش لينا علي ميعادها ..
لتظهر ملامح الدهشه علي ملامح صابر ليقول بتعب : جنه راحت ليكم الصعيد
وبدء يتنفس بصعوبه ، الي ان ركضت بأتجاه صافيه قائله : متتعبش نفسك ياصابر
ونظرت الي منيره بجمود قائله : ده مبقاش ليه اسبوعين خارج من عمليه كان هيروح مننا فيها ولولا عامر بيه خطيب صفا بنت اخويا الله يكرمه كان زمانه ضاع مني ومن بنتي
وتابعت حديثها بتهكم : لسا فاكرين اخوكم ياست منيره
لتبتسم اليها منيره ، متجنبه حديثها اللاذع معها بسبب هجرانهم له منذ سنين طويله
منيره : انا همشي دلوقتي ياصابر وهجيلك تاني
ليعاتب صابر زوجته الواقفه بجانب اخته بنظراته حتي
صابر : لاء يامنيره ما تمشيش انتي وحشاني اووي ، خليكي معايا يابنت ابويا واحكيلي عنكم
ونظر الي صافيه بنظرات جامده .. وتابع بحديثه قائلا : اخرجي انتي ياصافيه ، هاتي لمنيره حاجه تشربها
وكادت ان تتحدث منيره ، الي ان صابر تابع نظراته بجمود لصافيه... لتخرج صافيه وهي تشتعل غضبا وتتمتم
ماشي ياصابر، لما تخرج بس من المستشفي !
..............................................................
نظرت جنه كالبلهاء لصفا الجالسه بجانبها علي احد مقاعد المشفي، وهي تتمتم دون وعي
عامر بيه كان عايز يتجوزك ، وفجأه قال لاء عشان اكتشف انك بنت الست اللي كان بيعتبرها امه زمان ايام ماكانت بتشتغل عندهم في القصر .. وضحكتوا علينا وقولتوا مش هتتجوزوا علطول وهتتخطبوا الاول عشان تتعرفوا علي بعض من غير استعجال وانتوا اصلا نسيتوا كل حاجه وهو بقي يعتبرك في مقام اخته .. وانتي عايشه لسا عنده في القصر بتخدمي امه وكمان شغاله عنده في الشركه
ثم صرخت جنه دون وعي في وجهه صفا
لتضحك صفا علي جنان ابنة عمتها قائله : بس ياهابله ، احنا في المستشفي .. فضحتينا انا بقول اطلع اطمن علي عمي صابر قبل ما استاذ عامر يبعتلي السواق ياخدني
جنه بصوت عالي : نعم ، كمان يبعتلك سواق... لاء انتي عامر بتاعك ده مجنون وانتي أجن وحكايتكم أجن وأجن
يا مثبت العقل والدين يارب ..
ونهضت جنه من علي تلك الاريكه التي يجلسون عليها في حديقة المشفي .. وظلت تدور حول نفسها بتوتر الي انا قالت
جنه : ديه الكاميرا الخفيه صح
لتبتسم صفا قائله : عارفه ياجنه عامر بيه ده طيب ، بس للاسف الزمن بقي مالي قلبه كرهه .. انا كنت هسيب القصر بس لما حسيت انه ذكري من ماما الله يرحمها ، واني ممكن اقدر اساعده .. قررت افضل في القصر هو لسا زي ماهو متعجرف وسليط بس مش هستسلم لغير اما اغيره
لتظل جنه واقفه كالبلهاء ، رافعه بكلتا حاجبيها بطريقة مضحكه ..
صفا : مالك ياجنه انتي تعبانه
فتعود جنه للجلوس ثانية بجانبها ، وتتحسس جبتها ، وتنظر الي صفا التي تتابعها بضحك
جنه : قربي كده ياصفا
فتقترب صفا منها ، لترفع هي بأحد ايديها وتضعها علي جبتها هي الاخري ايضا
جنه : طب ما انا وانتي كويسين اه ومش سخنين
وامسكت بحقيبة يدها لتخرج احدي الحلوه وهي المصاصات ، وارتخت بجسدها ووضعت بساق فوق ساق بطريقة مضحكه .. ومدت بيدها بأحد المصصات لصفا
جنه : خدي مصصايه ياصفا ، انت مش انت وانت جعان
لتضحك صفا حتي ادمعت عينها ، وهي تشاهد ابنة عمتها وصدمتها مما سمعت .. فكل مادار منذ اسبوعين في حياتها كان حقا كالخيال ولا احد يستطيع عقله ان يصدقه بسهوله
وضحكت اكثر وهي تسمع تمتمات جنه وهي تهمهم : حدوته ولا في الخيال
..............................................................
وانتهت حكايته اخيرا وهو ينطق بكلمة النهايه عن الماضي
ليقول بعد ان بدء يرتشف من فنجان قهوته : وانتهت حكاية حبي بالفراق بس فراق من نوع التاني الموت
لتشرد اميره في حياتها الماضيه وفي حبيبها صاحب العقل وفقط.. وابتسمت بحزن وهي تعود من شرودها بصدمه : مها ماتت
احمد بحزن : ماتت وسابت بعدها حبيب لسا ميت من جوه ، مقدرتش احققلها امنيتها اني اعلن جوازنا قدام العالم ..
اميره بصدمه اخري : انت كنت متجوز مها يا احمد
احمد بألم اكبر: اتجوزنا بعد ما اتخرجنا من الجامعه علطول في السر ، لان لا بابا ولا عامر كانوا موافقين عليها لانها من اسره متوسطة الحال، حبيت احطهم قدام الامر الواقع فقررت اتجوزها لحد ما ابدء حياتي وبعدين أعلن جوازنا ، وللاسف الموت اخدها قبل ما احقق ليها حلمها
لتسقط دمعة تائهه من عين اميره ..لتقول بوجع : لكل واحد مننا حكايه ، وحكايات الوجع كتيره
ونظرت اليه طويلا قبل ان تخبره بشئ .. الي ان تأمل احمد ساعته قائلا : يلا عشان أوصلك للمكان اللي انتي عايزه تروحيه ، واروح أنا اجتماعي في الشركه
............................................................
نطقت اخيراً بعدما افاقت من صدمتها التي اسقطتها علي مسمعها والدتها
جنه : اتجوز مين ، وابن عمي مين
لتتهكم صافيه منها قائله : عشان تسافري الصعيد من ورانا تاني اشربي ، عمك طالب ايدك لابنه جاسر .. عمتك منيره كانت هنا النهارده
وكادت ان تردف جنه لحجرة والدها لتعترض علي تلك السخافات
.. لتقطع صافيه تهورها قائله: ابوكي عيان ، ومصمم علي الجوازه ديه .. وعمره ما هيرفض لاخوه الكبير حسن طلبه .. فأرضي بنصيبك يابنت بطني واسمعي كلام ابوكي يمكن تكوني الطريق اللي يرجع بيه وسط اخواته من تاني
لتدور جنه كالتائهه من أثر ماسمعته .. وهي تردد : اتجوز واحد معرفهوش !








تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close