اخر الروايات

رواية بئر الخطايا الجزء الثاني من اسيرة عشقه الفصل الثامن 8 بقلم شهد السيد

رواية بئر الخطايا الجزء الثاني من اسيرة عشقه الفصل الثامن 8 بقلم شهد السيد



الفصل الثامن"_بئر الخطايا_"

تنوية: اكتر بنوتة هتعلق على الفقرات ليها أقتباس من البارت القادم للكابلز اللى تختارهم.♡

مرت ثواني والجميع فى حالة صمت أول من كسرها كان حمزة الذي زجر ياسين بحده:
_اي قلة الأدب دي، أقعد مكانك. 

حالة الثوران الذي كان ياسين عليها أفقدته صوابه ليجيب والده بعناد: 
_ الموضوع دا استحالة يتم دى لسه صغيره بتخططوا لأيه من دلوقتي.. 

نهض حمزة يقف قبالته يجيبه بقوه قاطعًا باقى حديثه:
_الموضوع دا ميخصكش من الأول للأخر. 

صمت ياسين يوزع نظراته عليهم ومن ثم أعاد النظر لحمزة يتحدث بصوت منخفض يملؤه الأستياء: 
_عمرك ما هتفهم. 

طالت نظرته لوالده قبل أن يغادر المنزل كليًا ومن خلفه عليّ الذي لحق به يحاول تهدئته. 

أنسحبت تيا شاعره بالذنب من أشتعال الشجار بينهم بسببها، تقاوم أحاسيسها بعنف ورفض قاطع، هو كـ شقيق وسيبقي كذلك وعليه تقبل الأمر.!! 

              «        _____       »        

تضم ركبتيها لصدرها واعينها مُعلقه بنقطة وهميه بشرود وحزن طاغي بعدما أخبرها عليّ أن ياسين سيمكث معه بضع ليالي حتى يهدأ، ترك حمزة الحاسوب والأوراق ونهض يجلس بمقابلها يزفر بتروى وتحدث: 
_ أنا فاهم..عارف أنه مُعجب بيها بس مينفعش، تيا ذات نفسها مش هتقبل وهتفهم غلط، أنا بالذات مكنش ينفع أتدخل فى الموضوع. 

رفعت شذي أعينها الدامعه له تتحدث بصوت متحشرج: 
_عارف عيبك ياحمزة.؟ 
مقربتش من ياسين وحاولت تعدل أفكاره، كل كلامك له او لأحمد أوامر وبس مفيش نقاش فى قرار ولا حرية فى رأي، مجاش فى بالك أن دا ممكن ينتج عنه طاقة سلبية جوه واحد فيهم وفـ أقرب فرصة هيخرج برا حياتك وميسمعلكش كلمة، وواحد تاني شخصيتة تتهز ويبقي قراره بناء على رغبة اللى قدامه لأنه اتعود مفيش قرار بيفكر فيه اصلًا، انتَ تأمر وهما ينفذوا، عشان كدا قررت إني مش هشتغل وهتفرغ ليهم، أحاول أعمل اللى انتَ معملتوش بس..مكفاش ومنفعتش لوحدى. 

أنهت حديثها تضع رأسها بين قدميها بصمت تتركه يتخبط بين وحدة أفكاره وتأنيب ضميره وجلد الذات، نهضت ترتدى نعلها المنزلي تتحدث دون النظر له: 
_هروح أطمن على بنتي ولو اتأخرت يبقي هنام معاها. 

-وهتسبيني لوحدي.!! 
خرجت الجملة منه حزينه وتلقائيه، لم يعتاد منها أن تبتعد وتتركه وحيدًا دون أن تحاول مشاركته أفكاره حتى يسقط غافيًا بأحضانها، أولاده بدأو بالإبتعاد عنه واحدًا تلو الأخر حتى هى.

التفتت له تحيط وجهة بين يديها تحادثه برفق أجتاحها عند سماع كلماته: 
_متسبنيش انتَ لوحدي ومتديهمش الفرصة أن المشاكل تفرقهم عننا، صدقني لو المشاكل دي كبرت من غير ما نحاول نصلحها ونحتوى كل واحد فيهم ونعرفه غلطه مش هنشوفهم تانى ياحمزة، ياسين بيحبك وبيحترمك بس انتَ أسمعه، مش دى العيلة اللى كان نفسك نكونها عشان تعوضك عن عيلتك المتفرقه زمان.؟ 

متديهاش فرصه تتفرق، حتى ياسمين حاول تسامحها..كلنا عندنا أخطاء ياحبيبي. 


أنهت حديثها تبتسم بهدوء جعل أفكاره بحالة سكينة، غادرت لغرفة ياسمين على وعد بالعودة بعد قليل. 

دلفت للغرفة برفق خشية أن تكون صغيرتها غافية وتستيقظ لكنها توقفت عندما وجدتها جالسة ارضًا برداء الصلاة تقرأ القرآن بعمق وسلام داخلي أنعكس على وجهها، تقدمت للداخل بأبتسامه تجلس على طرف الفراش تربت على ظهر ياسمين برفق وتشجيع. 


أنهت ياسمين قرأتها وأغلقت المصحف تضعه على الكومود المجاور للفراش تنظر لشذي ببعض الحرج: 
_أنا أسفه عشان أخدت المصحف بتاعك من غير ما تعرفي.. 

مسدت شذي على خصلات شعرها برفق تجيبها:
_متتأسفيش خديه وقت ما تعوزيه. 

صمتت ياسمين وتسألت بصوت متردد: 
_هو بابا ممكن يسامحني امتي.؟ 

زفرت شذي بتروى تقص عليها ماحدث بالأسفل حتى أتصال عليّ واخبارهم بأن ياسين واحمد معه وانهت حديثها تجيبها: 
_حمزة عاوز ينقل ورقك مدرسة راهبات.! 

                    «        _____       »        

بعد مرور أسبوع... 

راقب صعود ياسمين بثوبها الزهري نحو مقعد تيا وعبد العزيز تقدم لهما ذهب خطبتهما، أرتجف قلبه داخل صدره وشعور قاسي يجتاحه يراقب تعبيرات وجهها الساكنه وهى تبتسم له من حين لأخر أثناء وضعه للخاتم بأصبعها. 

لماذا لا تكون تلك الإبتسامة من نصيبه هو.!! 
هو الذي صبر ليحظي بها لكنها..تتلاشي من بين يديه بكامل أرادتها، أعتراضه كان سبب واضح لجعلها تعلم حقيقة مشاعره، تركه للمنزل طوال الأسبوع الماضي لم يكن سوى..محاولة فاشله لجعلها تشعر به. 

أرتفع التصفيق من حولهم ليغمض أعينه محاولًا تمالك زمام مشاعره، شعر بيد تحيطه ليفتح أعينه ليجد حمزة يحيط ذراعيه ينظر له بأبتسامه هادئة، تحسنت علاقتهم لحد ما خلال الأسبوع الماضي وتوضيح حمزة رغبته بعدم التدخل حتى لا تظن تيا أنه يفرض عليها الأرتباط بـ ياسين. 

ربت حمزة على ظهره بدعم يحدثه: 
_محدش يعرف ربنا شايلنا الخير فين. 

صمت ياسين بحزن لم يستطيع مداراته وأعينه معلقه عليها وهى تتمايل مع خطيبها يتبادلوا أطراف الحديث فيما بينهم، بدى كـ طفل ينظر لحلوى مُحرمه عليه. 

جذبه حمزة معه لإستقبال أحد الرجال الهامين الذين حضروا لمجاملته، بينما عادت ياسمين للجلوس بجوار شذي تتحدث بشبه أبتسامة: 
_تعرفي إني حاسه بـ ياسين، شعور صعب اوي ياماما وهو شايفها بقيت لغيره، انتِ كنتِ تتوقعي أن ياسين يسقط فى مادتين ومعظم المواد التانيه يجيب فيها مقبول.! 
ياسين اللى كان دايمًا من الأول ويذاكرلي.! 

أحتضنتها شذي بحنو تربت على ذراعها: 
_مش مهم عندي غير أنكم معايا، دا نصيب تيا الله وحده أعلم لو كانت فعلًا بقيت من نصيب أخوكِ كان ممكن يحصلهم اي او اي يحصل بينهم. 

أبتسمت ياسمين بتفهم وصمتت، ورغمًا عنها أنتبهت حواسها نحوه بهيئته طاغية الوسامه بقميصه الأسود الذي أشتد على عضلات جسده وترك أول ازراره مفتوحه
لتظهر تلك الشامه التى تزين عنقه بشكل لائق. 
تعلة وجهة أبتسامه غاية بالروعه وهو يسير بكل ثقة وجاذبية خطفت قلبها بالسابق، وإن أردنا الصراحه مازال قلبها مُتعلق به. 

أستفاقت من تأملها عندما نهضت والدتها للذهاب لحمزة الذي أستدعاها وقد خمنت بأنه قد حان موعد دوائها الذي لا ينساه والدها مطلقًا، جذبها أحمد بحماس يحدثها: 
_تعالى نتصور مع بعض. 

أبتسمت بسعادة لم تجربها من قبل، حديث اشقائها معها فى الفترة السابقه كان ممتع أكثر من حديثها مع أصدقائها بكثير. 

نهضت ترفع طرف ثوبها بيد واليد الأخري ممسكه بيد أحمد الذي يغازلها بطريقه مضحكه يخبرها بأن الجميع يحسدها الآن على سيرها مع شاب بوسامته الفتاكه.!! 


راقبها عليّ بدقة تامه وقد فاق سحرها توقعاته وخرجت من قوقعة حزنها بسرعة فاجأته.!! 

طالع ثوبها الذهبي الأعلي ذو ذراع واحد فقط يكشف عن عنقها وذراعها الأيسر بأكملهما ومن أسفل الصدر يهبط الثوب بلون أبيض أضاف لها جمالًا وإشراقه، وخصلات شعرها العسليه المائله للذهبي مصففه بعنايه، ولا ننسي الحُلى والأقراط أكثر ما تحب وتهتم وزينة وجهها التي وضعت بدقة فائقه وبشكل مناسب، لاشك ان كل الناظرين عليها الآن يتحدثوا عن جمالها، لذلك قرر أنه سيقوم بتحطيم وجهها اللعين. 


تقدم من مكان وقوفها وقد أشتعل بالغضب بعدما وجدها تضحك للمصور الذي يأخذ لها هى وأحمد الصور الفوتغرافيه، وقف بجانبها من الجهة الأخري يبستم أبتسامة لا تمت للمرح بصله، أبتسامة أستفزازية حمقاء مثله من وجهة نظرها.!! 

جذبت سيلين أحمد من يده بإلحاح: 
_أحمدت أحمدت كلم ماما. 

أشار لها أحمد بالصمت وامسك بيدها يجذبها حيث مكان وقوف والدتها: 
_بس بس سمعتي وبرستيجي متقوليش يا أحمد دي خالص قولى أي حاجه مفهاش حرف الدال.! 

أبتسمت سيلين بعبث تجيبه بأبتسامة: 
_اقولك يالا.؟ 

نظر لها بأغتياظ جعلها تضحك وقد أخبرته عمته ان يذهب معها لشراء الحلوى من أحد الأماكن القريبة ببداية قاعة العرس، سارت سيلين بجواره وهى تركض تارة وتقفز تارة أخري تسأله بأبتسامة متسعه ومتحمسه: 
_فستشاني حلو صح.؟ 
سيلين قمر تايمًا (دايمًا). 

أنهت حديثها بثقة بالغة ومضحكة بذات الوقت قابلها هو بتعبيرات تدل على عدم رضائه التام وهو يتمتم بصوت هامس: 
_دي عاوزة إعادة ترميم فى بوقها. 

ضحكت سيلين وهى تنظر له ورغمًا عنه أبتسم وسحبها برفق نحو ركن الحلوى حتى تأخذ ما تشاء، رغم شجارهم المستمر إلا أنها لطيفه. 

           «        _____       »        

همت بالمغادرة بعدما إلتقط المصور لها صورة لها هى وأحمد وذلك المتطفل إلا أنها توقفت عندها جذبها لتقف لجواره يحدثها بصوت هامس: 
_افردي وشك ولا الهانم خلصت قصص الحب الهبله بتاعتها وعايشة دور السندريلا وقالت أشقطلي حد من الفرح واهو منها ننوع.! 

رد فعلها لم يكن متوقع بالنسبة إليه بل للعجب أقتربت أكثر ورفعت قدمها بخفه تضغط بكعب حذائها على قدمه بعنف تجيبه بأبتسامة صفراء: 
_أصل عيلتنا مفهاش حد عدل قولت ألقط رزقي من برا، أنسان  دوغمائي وحقير. 


أبتعد عنها بألم شديد عصف بقدمه وهو يحدقها بنظرة غاضبة للغاية قابلتها هى بأبتسامة مُنتصره وذهبت نحو ياسين تتعلق بيده وتتحدث معه، واشارت للمصور ليأتي لأخذ صورة لهما سويًا. 

أحاط ياسين خصرها ووضعت هى يدها على كتفه تبتسم بأشراق أفتقدته، أقبل نحوهم شذي وحمزة لتبتعد قليلًا عن ياسين وقد أختفت أبتسامتها عند رؤية والدها، وقف ياسين بمنتصفهما وأنضم إليهم أحمد بينما هى ظلت بعيده حتى لا يغضب والدها إذا تقدمت منه مثلما يفعل إذا حضرت الطعام معهم بوجوده. 

أخفضت بصرها تحاول تجنب ما يحدث قبل أن يتخشب جسدها عندما جذبها حمزة برفق لتقف جواره ويحيط ذراعيها بيده، رفعت نظرها له بعدم تصديق ليبادلها النظر قبل أن يتحدث بصوت هادئ للغاية: 
_بصي للكاميرا. 

أرتعش جسدها ونظرت لوالدتها التي أبتسمت لها بتشجيع وحنو وهى تتذكر دعمها المستمر عن ان حمزة سيهدأ شئ فـشيًا. 

               «        _____       »    

جلست على فراشها تنزع حذائها الذي ألم قدمها بعض الشئ والهدوء يهم الغرفة بعد أصوات الموسيقي التي لم تنقطع الساعات الماضية.

أرجعت ظهرها حتى أستلقت فوق الفراش وتراخت عظامها وتعلقت أعينها بسقف الغرفة، تعود كل مساء لغرفتها التي أصبحت مُحاطه بجدران الوحده والقلق. 


زفرت بتروي وخرج صوتها رقيقًا خافت بعض الشئ تدندن بكلمات موسيقى مُفضله لديها تشعر بها تصف حالها مع مُعناة قلبها: 
_يارب شيلو من قلبي وخليني..بجد أنساه. 

صمتت لثواني قليلة قبل أن تضحك رغمًا عنها عندما تذكرت تعابير وجهة المتألمة عندما قامت بدهس قدمه بكعب حذائها، أعتدلت وتقدمت من مرأة طويلة بغرفتها وأعطت للمرأة ظهرها تحاول الوصول لسحاب ثوبها المُغلق، لكنها تعثرت بخوف وأطلقت صرخة مرتعبه عندما فُتحت الستائر بحركة مفاجأة وظهر عليّ الذي سارع بتكميم فمها غير عابئ بجنون فعلته واعينها المتسعه بصدمة ظاهره للأعمي وتخشب جسدها من المفاجأه. 

أرجعها للخلف حتى أصبحت محاصره بينه وبين الحائط رغم محاولاتها الهيستيريه للإبتعاد وبحركه سريعه قامت بقطم يده بعنف جعله يتركها ويتراجع وهو يطلق سباب حاد غاضب ويتفحص كف يده. 

دفعته بغضب شديد تصيح بوجهة: 
_انتَ.. 

أشار لها بالصمت بحده يجيبها بصوت هامس:
_صوتك ميعلاش بدل ما ابوكِ يقتلني أنا وانتِ. 

زفرت بقوة واكملت حديثها بصوت منخفض نسبيًا: 
_هو هيقتلك فعلًا لو شافك دلوقتي، انتَ ازاي تعمل كدا انتَ غبي.؟ 

أجابها بأنفعال متزايد وهو يرفع سبابته ويصدمها بحده بجانب عقلها: 
_مش هكون بغبائك وانتِ لسه مش قادره واحد حقير فبركلك صور قذره. 

لم تجيب وتركة له خطأه دون تصحيح، يظنها مازالت تحب حاتم ولا تقدر على نسيانه بينما هى بالحقيقة، تقصده هو.!! 

شعر بثورة عارمه من الغضب عندما لم تجاهد بالكذب ونفي التهمه بل ظهرت أبتسامة بارده على شفتيها وهى تجيبه بهدوء مُثير للأعصاب: 
_ملكش دعوه، واطلع برا بدل ما أصوت وافضحك. 

تضاربت مشاعره مابين الغضب والخذلان، تضغط على قلبه بقدمها ولاتبالي، تزيد من تمسكها وحبها بذلك الوغد، حبها الذي هو به أحق ولا يعرف متى أتي هذا الشعور لكنه تولد بداخله وأنتبهت كامل حواسه لها منذ ان أصبح يراها تلك الأنثي الناضجه والجميلة بشكل مُلفت لجميع الأعين، عدا أعينه التي كانت دائمًا تراها طفلة.!! 

أختلفت الرؤية وتولدت بداخله الرغبة للحصول عليها، يريد معامله كالتي تعطيها للجميع بينما هو كان منذ زمن يحصل على معامله جافه ورسمية، خرج سؤاله مُشتت يحمل من الخيبة ما يكفى: 
_ليه، بتعملي معايا كدا ليه.؟ 

-عشان دي المعامله اللى تستحقها، هو فى حد عاقل ينط لحد من البلكونة الساعه أتنين بليل.؟ 

فعلته كارثيه لكنه لم يبالي بعواقبها، كان يريد فقط رد لسؤاله يريح به تفكيره الحائر، تجاهل الرد على سؤالها وأكمل: 
_أستحقها ليه، عملتلك أي وحش.؟ 

أختنقت نبرتها وأجابته بثبات واهى: 
_كل اللى أنا وصلت له دلوقتي انتَ السبب فيه، أطلع برا ياعليّ، أحمد ربنا إني هعدى اللى عملته دا بمزاجي رغم أنها تانى مره تدخل اوضتي غصب عني، برا ياعليّ. 

رمقها بنظرة طويلة بعض الشئ ومبهمه بالنسبة لها، أستفاق منها على أصوات صعود ياسمين وأحمد من الأسفل بعدما أنتهى الفيلم، دلف للشرفة وتمسك بشرفة ياسين المجاوره لها تمامًا وقفز واختفي داخل غرفة ياسين. 

طرق الباب لتتقدم تفتحه بعدما قامت بتجفيف دموعها قبل سقوطها لترى أحمد يتحدث بحماس: 
_كل دا لسه بتغيري، المهم تعالى بسرعه أقنعت ياسين يغني. 

حركت رأسها بالإيجاب بخفه وأغلقت الباب وأبدلت الثوب لتيشيرت رمادى مُتسع به بعض الرسوم الصغيره وبنطال قماشي أسود وقامت بإزالة زينه الوجه وبتصفيف خصلات شعرها لتنسدل على جانبيها. 

خرجت ودلفت لغرفة ياسين لتجد ثلاثتهم جالسين على مقاعد ضخمه بعض الشئ منتبهين لمباراة الكره وممسكين بأذرع التحكم، جلست بصمت حتى أنهوها واغلق أحمد التلفاز وأخرج الجيتار من خزينة الملابس. 

أمسكه ياسين ونظر نحو باب الغرفة من ثم نظر لأحمد وتسأل: 
_متأكد إن أبوك نام.؟ 

أجابه أحمد بثقه شديده: 
_متأكد جدًا، يلا يا فنان أشجيني واطربني يا بيكا المستقبل. 

ضحك عليّ وياسمين رغمًا عنهم بينما اعترض ياسين: 
_هتتريقوا مش هغني وهطردكم واقفل النور والباب وابقي روح نام عند اختك بقي. 

سارع أحمد بإستعطافه قبل أن يأخذ ياسين نفس عميق وأمسك بالجيتار بوضعيه صحيحه وبدأ بالعزف بحرفيه وبالغناء بصوت راقي ورائع يملؤه الإحساس النابع من قلبه عن كل كلمة ينطقها: 
_لو باقي عليا بلاش تبعد ولا تنساني

تفضل جمبي وتعرف اني بدونك تايه ولا ع بالك

اني بعاني ولسه انا واقف قدام بابك

وبقولهالك لو اخر مرة هنتعاتب

خلينا نقول انك فارق انا محتاجك

انا محتاجك

محتاج للوقت اللي منعنا

يتعاد من تاني ويجمعنا

انا كنت بكابر ع الفاضيي

وعرفت ان فراقك لعنة

محتاج لهدوئي قصاد عينك

وانا ماسك ايدك وبعافر

لو كل العالم هيسيبني

طول مانتي معايا انا مش خايف

انا محتاجك

اخر عتاب بينا خلاص

المشكلة مش ف اللي راح

لكن اعمل ايه

لو روحتي من ايدي

لو ده اللي باين في الكلام

انا لسه ببعتلك سلام

ليه لما اقربلك

في البعد بتزيدي.. 

أنهى غنائه بحركات متناسقة فوق أحبال الجيتار ليكتمل بها اللحن، بينما هناك نظرات مُعلقه منذ بداية الكلمات غير مُهتمين للجالسين ولا قادرين على فصل نظرتهم، حديث لا تُعبر عنه الكلمات وتولت الأعين تلك المهمة. 

غارق هو بتأمل أعينها يتمني لو يرتفع صوته ويسألها
"ليه لما اقربلك فى البعد بتزيدي.؟" 

لكنها ترفضه بطريقة مُهينه لكبريائه وتزداد تمسكًا بشخص لا يستحق، نظراتها عكس أفعالها بشكل لا يقدر على فهمه، ماذا سيفعل لو ذهبت من يده كما ذهبت تيا من ياسين.؟ 
هل سيتحمل رؤيتها مع أخر ويكون عليه الصمود مثلما حدث اليوم مع ياسين.؟ 

وياسين طال صمته وهو ينظر للجيتار بيده ولمعت أعينه بالدموع الحبيسه وهذا ما يزيد من سوء شعوره، هو حزين وهى سعيده أين العدالة.؟ 
رأت رفضه الذي كان واضح للأعمي وفضلت غيره عليه كل هذا لفارق عمري أحمق لا يُذكر ولا يسئ له كـرجل.!! 

راقب أحمد الوضع السائد بأبتسامة حمقاء الحزن واضح على ثلاثتهم بينما هو مُبتسم قبل أن ينتفض ويتعثر عندما فُتح الباب بهدوء مريب وصوت تصفيق بطئ قطع صمتهم وجعل أعينهم تتعلق على حمزة الواقف أمام الباب ومن خلفه شذي التي تضم شفتيها بتراقب لردة فعله. 

الجميع يعلم معارضة حمزة لغناء ياسين رغم إمتلاكه تلك الموهبة وحبه لها لكنه كان يفضل عدم تنميتها وإن يصب كامل تركيزه وجهده بدراسته. 

نهض ياسين وهو يحمل الجيتار بيد واحده ونظراته الهادئة مُعلقه بوالده وبأنتظار عقابه بصمت تام. 

أبتسامة مرحه غير متوقعه ظهرت على وجه حمزة وهو يوجه حديثه لياسين: 
_أول مره اشوف واحد شايل ملحقين ورايق وبيغني.! 

زفر أحمد بعنف وهو يشيح بيده: 
_ياراجل خضتني قولت هتقيم علينا الحد دلوقتي وكل واحد تلاتين جلده. 

تقدم حمزة نحوه محاولًا الإمساك به أثناء هروب أحمد السريع: 
_تصدق محدش هيتجلد منهم غيرك يا تخليص الذنوب انتَ.! 

أختبئ أحمد بأحضان شذي وهو يزيد من تمسكه بها يتحدث لشذي ببراءة مصتنعه:
_أنا تخليص ذنوب يا ماما.؟ 

ضحكت شذي وهي تقبل رأسه تحرك رأسها بالنفي: 
_لا ياحبيبي دا انتَ أحلي واحد فى البيت دا. 

أبتسم أحمد بثقه بالغة وهو يهندم لياقتة الوهمية: 
_ايوه كدا عرفيهم يا رافعة من معنوياتي انتِ. 

نظر نحو حمزة وتسأل وهو يكمل: 
_سيبك انتَ اي سر الزيارة المفاجأة الغير لطيفة وغير متوقعة دي.؟ 

أكمل حديثه لشذي سريعًا: 
_طبعًا مش قصدي عليكِ انتِ تدخلي أي مكان ينور يا قمر. 

أرتفعت الضحكات بالغرفة بينما فر أحمد هاربًا عندما تقدم حمزة منه بتعبيرات غاضبة: 
_خد يالا.! 

وقف أحمد بمنتصف الدرج يبتسم بأتساع صائحًا: 
_خد راحتك الاوضة اوضتك والله انتَ ما غريب دا الليلة ليلة هنا وسرور وشيماء هجبلك موز معايا واجي. 

واكمل الدرج سريعًا مختفيًا بداخل المطبخ وقد زادت ضحكاتهم وشذي تحاول الحديث: 
_بصراحه مش حلوه فى حقك حكاية الموز دي. 

وانهت حديثها تضحك أكثر وياسين وياسمين وعليّ يشاركونها بينما أخذ هو ثواني حتى أستوعب مغزي حديثهم ليهمس من بين أسنانه: 
_يابن الكلب وديني لربيك. 

                     «        _____       »        

عبثت بهاتفها بملل وفتور بعدما أعاده لها والدها وتفقدت الرسائل والوارده لتنتفض جالسة عندما رأت صورة فاضحة لها مُرسلة من شيرين يصحبها رسالة صوتية: 
_حاتم فافي وابوكِ عرف يلمه بعيد عنك انما أنا مش هتعرفي توصليلي أصلًا وما بالك بقى صورة زي دي لبنت رجل الأعمال الكبير والمعروف لو أتنشرت الناس هتقول أي عليه وعليكِ، تحبي نتفاهم ولا على أخر اليوم تبقي تريند يا سمسم.؟ 

أرتعشت أصابعها وهى تطلب الإتصال بها وفور أن أجابت شيرين قابلها صوت ياسمين الخائف والمُهتز بأنفعال: 
_حرام عليكِ دا أنا بنت زيك ياشيخه ليه تعملي معايا كدا انتِ عاوزه مني أي كفايه بقى حرام عليكوا مش كفايه اللى حصلي من معرفتي بيكم.!! 

-تـؤ تـؤ دا شيرو حبيبتك مش طالبه كتير حتى، هما خمسين ألف جنية بس ووعد هعمل للصور ديdelete نهائي.. 

دا أطول بارت من أول النوفيلا وبأذن الله البارت القادم هو الأخير. ♡



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close