رواية قلبي بنارها مغرم الفصل السادس 6 بقلم روز آمين
تنهد قاسم ونظر إلي صفا ووجهَ حديثهٌ إليها بقوة بنبرة جادة : أول ما يفتح موجع التنسيج جدمي فية ،، وچهزي ورق التجديم واني بنفسي اللي هجدم لك في الچامعة يا دَكتوره1
أطلقت تنهيده حاره بعد كتم أنفاسها الذي دام الكثير وهي تنتظر تحديد مستقبلها،، وكأنها تقف خلف القضبان وتنتظر نُطق الحكم عليها ،، وذلك بفضل تلك العادات العقيمه البالية التي عفا عنها الزمن وبرغم ذلك ما زال للأن من يلتزم بها ويطبقها بحياته بكُل حزافيرها،،
وخصوصاً أصحاب النفوذ والمال خشيةً علي خروج أموالهم الطائلة التي جمعوها علي مدار سنوات نتيجة الشقاء والتعب،، فلذلك يصعبُ الأمر عليهم أن يفرطوا بها ويسلموها لاشخاص غريبة بكل تلك السهولة
هكذا هو تفكيرهم البالي
إنتفضت فايقه بجلستِها وتحدثت بنبرة صوت غاضبة : حديت أيه اللي عتجولة دِه يا قاسم ؟2
نظرت لها ورد وكادت أن تتحدث بإعتراض لولا حديث عتمان الحازم الذي أخرص الجميع وأعلم كل شخص حدودهٌ التي يجب ألا يتخطاها : كَنك إتچنيتي ونسيتي حالك يا مَرة ،، عتعترضي كمان علي حديت الرچالة إياك ؟!3
إرتعب جسد فايقة وأخذ بالإنتفاض من صوت عِتمان الجهُوري الغاضب وآبتلعت كُل ما في جوفها من حديث جراء نظرتِهِ الثَاقبة فوقها
ثم أكمل بنبرة صارمة مُخيفة : طب أيه رأيك بجا إني كنت مجرر دخول صفا للطب،، وسألت قاسم بس لجل معرف رأيه ،، وحتي لو رفض كُت بردك هدخِلها وهتُبجي دَكتُورة غصبن عن الكُل3
ثم نظر إلي صفا وتحدثَ إليها بنبرة حنون : فِكرك كُت هتخلي عنيكي بعد مارفعتي راسي وشرفتيني وغلبتي ولاد المحافظة كِلياتها ،،
ميتا كُت إتخليت عَنيِكِ أني يابِت زيدان ؟4
إتسعت عيناها بإستغراب لحديث جدها وأبتسمت له بسعاده حين أكمل هو : مش بس إكده يا صفا ،،ده أني نويت بأمر الله أبني لك مِستِشفي إهني في النچع وأچهزها لك بكل اللي تحتاجيه من أجهزة،، وهبدأ فيها من السِبوع الچاي وإن شاء الله علي ماتخلصي كُليتك تِكون چِهزت3
ثم حول بصره إلي قاسم وتحدث بثناء مُستحسنً قرارهُ : عمرك مخيبت ظني فيك يا قاسم
إبتسم لجده بجانب فمه ونظر مهمومً إلي صفا وفرحتها العارمة،،وأحتقر حالهِ لأجل خداعهِ الغير نبيل لتلك البريئة2
وإشتعل داخل فايقه وزادت نار حقدها علي ورد وزيدان اللذان لم تسعهما الفرحه حين إستمعا لحديث عتمان
أما صفا التي نظرت إلي جدها بإندهاش وجرت عليه وجثت فوق ركبتيها وهي تميلُ برأسها وتُقبل كفي يداه بسعاده وتحدثت : ربنا يديمك فوج راسي ويخليك ليا يا جَدي
ربت علي ظهرها بحنان وأردف قائلاً بملامه مٌصطنعه ودُعابه جديده عليه إستغربها الجميع : رايحه تشتكيني للشيخ حَسان يابِت زيدان ؟2
خجلت وأنزلت بصرها أرضً وتحدثت بنبرة هادئة : ينجطع لساني لو فكرت إني أشتكيك في يوم لحد يا جَدي ،،أني بس كُت محبطه و روحت له وأني عشمي في وجه الله كبير إنك تسمع منيه،،وده لاني عارفه إن مقدارة عنديك كَبير وبتجدرة
إبتسم لها وأردفَ قائلاً وهو يربت علي ظهرها بحنان قائلاً : يا زين ما أختارتي يا دَكتورة1
وقفت مريم بعدما طفح بها الكَيلُ،، وتحدثت إلي جَدها بجرأة لم تعهد عليها من ذِي قَبل : خلاص إكده يا چَدي،،فرحت الست صفا وإطمنت عليها زين ؟
إختارتها لقاسم اللي إنتَ متوكد إنها موافجه عليه ومرَحبة،، وكمان دخلتها الكُلية اللي هي عيزاها وهتبني لها مستشفي بحالها ،،إكده يُبجا كله تمام،،
وأكملت وهي تنظر إلي جدها وجدتها بنظرات ملامه : ما هي أهم حاجة عِنديك إنتَ وجَدتي راحة الاستاذة صفا ودلالها ،،وإن شالله يولعوا البجية
ومش مهم عاد الباجي إذا كان إختيارك ليهم عاجبهم ولا حارج جلوبهم ،، مين إحنا لجل ما تفكر في راحتنا ويشغلك رضانا !!
تحدث إليها مٌنتصر بلهجة شديده : إخرصي يبت،،والله عال،،مين مِيتا وإنتِ عتتكلمي جِدام جدك بقلة الحيا دي ؟؟
شدت حياه إبنتها من يدها وأجلستها بجوارها وتحدثت بنبرة مُرتعبه : إجُعدي يا مخبلة ،،كنك ناويه علي موتك إنهاردة
وقف يزن هو الأخر وأردفَ قائلاً بنبرة مٌعترضه : تخرص ليه يا أبوي ،،عشان بتجول الحجيجة وتطالب بأجل حجوجها كبني أدمة ،،طب أيه رأيك إن أني كمان مموافجش علي چوازي من ليلي
نزلت كلماته تلك علي قلب ليلي أحرقته وبدون مقدمات نزلت دموعها بألم كاد يمزق صدرها الأسود1
كلام أيه اللي هتجوله ده يا باشمهندس ،، جملة تفوة بها الجَد مٌستغربً حديث يزن
وقف فارس متشجعاً من موقف مريم ويزن وأردف قائلاً بشجاعه وأعتراض : أني كمان مش موافج علي جوازي من مريم يا چدي ،،أني بحب بت خالتي ورايدها وچَدتي عارفه إكده زين
تحدث الجَد بنبرة جدية مٌحاولاً إمتصاص غضب أحفادة وإرغامهم علي تقبل الواقع بصدرٍ رحب : بت عمك أولي بك يا ولدي ،،بُكرة هتشكرني علي إختياري وتجولي كان عنديك حج يا چَدي،،وأدي أبوك وعمك قدري جُدامك أكبر دليل علي حديتي دي
أجابهٌ يزن بندية : وليه مذكرتش حكاية عمي زيدان ،،مهو إعترض ورفض جوانين العيله وأهو جُدامك أهو ،، بيحب مَرته وبيعشجها ومبسوط مع عيلته وعايش أحسن عيشه ،،مش مُچرد حياة روتينية زي اللي عايشينها أبوي وعمي !!
إستشاطت فايقة من ذكر يزن لسعادة ورد وزيدان التي تجعل نارها تشتعل،،
فأرادت ان تحرق روحيهما وأجابته فايقه بنبرة ساخره : عيلته ؟
هي وينها عيلته دي يا يزن،، طب ده حالة عمك زيدان وعجاب ربنا ليه لازمن يكون درس ليكم وعِبرة عشان تسمعوا كلام أهاليكم وتعرفوا إن اللي هيعارض أهله هيكون مصيرة زي عمكم زيدان
نزلت تلك الكلمات علي قلب ورد أحرقته ،،أما زيدان الذي إنتفض بجلسته وهب بها هادراً : وياتري أيه هو بجا عجابي يا ست فايقه اللي حضرتك شيفاه ده ؟؟
أجابته بنبرة خبيثة : هو أني بس اللي شيفاه يا وَاد عمي ،، دِه العيلة كِلاتها بتتحدت وبتجول إن ربنا عاجبك وحرمك من خِلفة الوُاد عشان عصيت أمك ومسمعتش كلامها وكسرت جلب خيتي الغلبانة بدور1
نظرت لها رسمية بنظرات حارقة تحثها علي الصمت ولكن فايقه لم تهتم بتلك النظرات التحذيريه
أجابها زيدان بفخر وأعتزاز وهو ينظر لتلك الجالسة بحنان : لو عجاب ربنا كله بالشكل ده يُبجا ياريت حياتي كِلياتها تُبجا عِجَاب2
وأكمل بعيون مٌحبه وهو يتبادل النظر بين أبناء شقيقاه بفخرٍ وأعتزاز ونبرة صادقة : وبعدين مين اللي جال لك إن ربنا مرزجنيش بالوَاد،، ده أني عِندِي بدل الراچل اللهم بارك أربعة
تحدث قدري بتشفي وحقد ظهر بنبرة صوته : بس مش من ضهرك وصُلبك يا وَاد أبوك
نزلت الجُملة علي قلب زيدان و ورد أحرقتهُ
قدري ،، إحفظ لسانك اللي عم ينجط سِم علي أخوك إنت ومَرتك دِه ،،معيزش أسمع صوتك إنتَ وهي لحد الجَعدة دي متُخٌلص ،،،جملة شديدة اللهجة تفوة بها الحاج عتمان بنبره غاضبه وعيون مُحذرة تُطلق شَزراً
كاد قدري أن يتحدث فأخرصهٌ حديث عتمان قائلاً : جولت معايزش أسمع صوت حد فيكم ،،ويلا الجميع علي مكانه
تحدث قاسم إلي جده قائلاً بهدوء : بعد إذنك يا چدي أني عندي طلب
توقف الجميع عن الحركة ونظروا إلي قاسم بترقب لحديثه فأذن لهٌ جده فتحدث قاسم : مفيش چواز هيتم غير لما صفا تخلص چامعِتها ،، معايزش أشغِلها عن مستجبلها ،،كلية الطِب تجيله ومحتاچه مذاكرة كَتير والچواز أكيد هيشغلها ويشتت تركيزها
هتف والده بإعتراض فهو ينتظر ذاك الزواج بفارغ الصبر ويتمني حدوثهٌ البارِحة قبل اليوم حتي يطمئن علي إستيلاء صغيرهٌ ووضع يده علي ثروة زيدان التي تضخمت مؤخراً بشكلٍ مبالغ فيه مما أثارَ جنونهٌ
قدري بإعتراض : إنتَ واعي للي عتجوله ده يا قاسم ،،علي حد عِلمي إن الطِب دي خمس سنين
قاطعهٌ قاسم بنبرة باردة وتصحيح : سبعه يا أبوي ،،الطب البشري اللي صفا ناوية تدخله دراسته سبع سنين
دبت فايقة بيدها فوق صدرها بذهول وتحدثت : يا مصيبتي ،،إنتَ عاوز تموت عيالك في ضهرك يا واد قدري،، ده أنت عنديك خمسة وعشرين سنه وحط عليهم سبعه يُبجا إتنين وتلاتين ،،هتخلف وتربي عيالك ميتا يا حزين ؟
وبعد معارضة وجدال طال بين الجد والجده وقدري وفايقه مع قاسم ،،رضخ الجميع لرأي قاسم بعد تصميمةُ وموافقة صفا علي رأيه،، وبعد مناوشات قرر الجد زواج مريم وليلي ويزن وفارس بعد خمسة سنوات أي قبل زواج قاسم وصفا بعامان وذلك بعدما فشل بإقناع حفيدهُ الأكبر بإتمام زواجه معهما
وأنفض الآجتماع بعدما حقق أمال البعض وجعلهم يحلقون في السماء من فرط سعادتهم ،، مثل صفا وليلي وقدري وفايقة ،،أما البقيه فقد تحطمت أحلامهم أمام جبروت ذاك العتمان المٌستبد
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
بعد مرور مُده قصيرة من الوقت كان قدري يجتمع بقاسم وفارس داخل حُجرتهِ الخاصة وتجاوره تلك الغاضبه التي تحدثت بنبرة حادة مُلامة إلي قاسم : هو ده بردك اللي إتفجنا عليه يا قاسم ؟؟
أني مش جولت لك متوافجش علي دخول بت ورد للطب مهما حُصل ،،إكده تفرح ورد وتشمتها فيا يا أبن بطني
كان يستمع لها بعيون مستغربه بشدة من حالة الغضب المسيطرة عليها وتحدث بعناد : وأني جولت لك قبل سابج تخرجيني من شغل الحَريم بتاعك إنتِ ومرت عمي دي يا أمّا ،، لاني عمري ما كُت هكسر بخاطر صفا،، وكفاية جوي إني سمعت كلامكم و وافجت جدي علي جراراته اللي لا يجبلها عجل ولا منطق ولا حتي ترضي ربنا،، لجل بس ما أرضيكم
وأكمل ليهدئ من روع والدته : وأظن حضرتك سِمعتي بودنك كلام چِدي لصفا وهو بيجول لها إنه كان مجَرر موافجته ،،يعني موافجتي كانت بالنسبه له ليس إلا تحصِيل حَاصِل
وأكمل فارس بهدوء : كلام قاسم صُح يا أمّا وياريت بجا تريحي حالك وتبطلي حديت في الموضوع دِه ،، وبعدين أني مش فاهم إنتِ ليه كارهه إن صفا تدخل الطب وتحجج حِلمها بالشكل دِي
أجابتهُ بنبرة حقودة : دِه لو كان حِلمها هي يا خَيبان،، دِه حِلم العجربه اللي إسمِيها ورد عشان تتنطت علينا وتتفشخر بِبِتها الدَكتورة
صاح قدري هادراً إياها بحده بعدما طفح الكيل من حديثها العقيم : ما بكفياكي عاد يا فايقه ،،مهنخلصوش منيه الموضوع ده ولا أية ؟
وأكمل بنبرة غاضبة من بين أسنانه : أني اللي جاهر جلبي هو شرط إبنك المِنيل اللي جاله لجده،، جال أيه مهنتمموش الچوازة إلا لما السنيورة تخلص كُليتها،،
وأكمل بحده : عنها ما خلصت ولا أتشندلت علي دماغ اللي چابوها ،، تجبرني ليه أستني علي فرحتي بيك وبچوازك كُل السنين دي ؟؟
تنهد قاسم وضل يستمع لتوبيخ والديه بصمتٍ تام وذلك لعدم قدرته البوح لهما بما يدور بعقله وأنه فقط يوهمهما بموافقته الواهيه ولكن بينهٌ وبين حاله ينتوي بألا يتمم تلك الزيجة التي لا تعني لهٌ شئً علي الإطلاق 1
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
داخل شقة رفعت عبدالدايم والد إيناس
كانت تخبرهم بما قررت هي وقاسم فتحدث والدها بحده : إنتِ إتجننتي يا إيناس ،،عاوزة تقعدي سبع سنين تستني المحروس لحد ما يتفك سجنه اللي بناه بنفسة مع بنت عمه،،بقي بالذمه ده كلام ناس عاقلين ؟1
أجابته كوثر بنبرة طامعه : ده هو ده العقل بعينه يا رفعت ،، إنتَ عارف نصيب قاسم من ثروة جِده قد أيه ؟؟
أردف الاب قائلاً بنبرة قلقة : وإنتِ كنتِ ضمنتي إن جده هيوافق إنه يسيب حفيدته كده بسهوله بعد ما يركنها جنبه سبع سنين بحالهم
أجابته إيناس بنبرة جاده في محاولة منها لإقناعه : أولاً يا بابا قاسم هو اللي مستني جنبها مش هي ،،ثانياً حجة قاسم هتبقا قوية وجده مش هيقدر يجبرة يعيش مع واحده هو شايفها أعلي منه ،،
وأكملت بعدم ضمير : ثالثاً بقا وده المهم،، مش يمكن ربنا يكرمنا وجده يتوفي في السبع سنين دول وقاسم يورث ووقتها ميكونش محكوم من حد ويبقي حر نفسه ونتمم الجوازة من غير أي مشاكل1
تحدثت والدتها بتمني : يااااه يا إيناس لو ده يحصل ،، ده تبقا إتفتحت لنا طاقة القدر
تحدث رفعت بنبرة قلقه ساخطة : يا ناس إفهموني،، أنا قلقان علي بنتي وده من أبسط حقوقي 6
أجابته كوثر بطمأنة : متقلقش يا رفعت وطمن بالك ،،بنتك طول عمرها شاطرة وحسابتها متخرش المية أبداً
وأكملت وهي تنظر إلي إيناس بتفاخر : وبعدين الولد بيحبها ومبيقدرش يستغني عنها ليوم واحد،، وأكيد هيعمل أي حاجة نطلبها منه علشان بس ينول الرضا1
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
داخل غرفة يزن،، كان يجوبُ داخلها ذهابً وإيابً بغل ونار الغيرة تنهش صدرة ،،فقد تسرب اليوم حٌلمهٌ العالي من بين يديه وذلك بفضل تحكمات جده
دلفت والدته إليه وتحدثت بتهدئة : وبعدهالك عاد يا يزن ،،أني مش جولت لك من زمان تشيل موضوع صفا ده من راسك ،،أني كُت خابرة إن چدك حاجزها لقاسم وكام مرة جدتك لمحت بالكلام جدامي لجل ما أواعيك لأنها عارفه إنك عاشجها
أردف قائلاً بنبرة حادة وأعتراض : قاسم مبيحبهاش يا أماي ،، الله وكيلك ما بيحبها ولا رايدها ،، قاسم وافج بس لجل ميرضي عمي قدري اللي كلنا خابرين زين إنه طمعان في ثروة عمي زيدان ،،بس صفا مفرجاش معاه من الأساس ،،محدش عيحبها ولا هيخاف عليها زيي
تحدثت إلية بدموع ونبرة حنون : يا ولدي إرحم حالك وأنساها وريح بالك وريح جلبي معاك ،،صفا مش مجسومه لك ولا هي من نصيبك،،
وأكملت كي تهدئ من غضبة : وليلي ست البِنته كلياتها ،،هي بس محتاچة اللي يُجرس علي ودنها شوي وهتُبجا زي الفُل،، إرضي بنصيبك يا وليدي،،1
وأكملت بيقين كي تؤثر عليه : وإن شاء الله ربنا هيحليها في عينك ويزرع عشقها في جلبك وبكرة تجول أمي جالت
نظر إليها بتألم ظهر بعيناه وأردف قائلاً بوجع : مش بيدي يا أماي ،،عشج صفا متملك من جلبي وعجلي ،، مشايِفش غيرها جُدامي
هتنساها يا ولدي،، كم من عاشج جبلك فات حبيبة ونسي وكمل حياته ،، الحياة مبتُجفش علي حد يا ضي عيني
نظر لوالدته بنظرات يملؤها الإنكسار والرضوخ المُخجل ،، فتحركت إليه بتألم لأجل حزنه وسحبته بين أحضانها وربتت علي ظهره بحنان كي تخفف عنه حزنه الذي أصابه من ضياع فتاة أحلامه من بين يداه علي يد جدهٌ المٌستبد2
وخرجت من حجرته إلي حجرة مريم و واستها مثلما واست شقيقها ونصحتها بأن ترضي بما كتبهُ الله لها وسيعوضها الله بالتأكيد علي صبرها
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
أما تلك الصفا التي ذهبت مع والديها إلي منزلهم وسعادة الدنيا تحومٌ حولها وتستقر داخل قلبها البرئ ،،وقفت بشرفتها تترقب خروج قاسم كي تٌكحل عيناها برؤيتهِ البهيه،، ولكن للاسف خجلها ولم يخرج أبداً وبرغم هذا لم تترك مكانها علي أمل التلاقي
أما عند زيدان الذي تحدث إلي ورد مُتبسمً بسعادة : أهو أني بعد موجف قاسم إنهارده وموافجته علي دخول صفا للكليه وكمان تأجيلة للچواز لحد ما صفا تِخلص،، أجدر أموت وأني مطمن عليها وعليكي1
إرتعبت أوصالها وشهقت برعب مُردفه : بعد الشر عليك يا سيد الرچاله ،،متجولش إكده يا حبيبي ،، ربنا يطول لنا في عمرك ويبارك فيك وتچوزها وتچوز عيالها كَمان
نظر لها بعيون عاشقه وتساءل بعيون هائمة : خايفه عليا يا ورد ؟
أجابته بهيام : لو مخفتش عليك يفضل لي مين أخاف عليه يا نبض جَلبي
ثم تنهدت بأسي قائله بنبرة تحمل الكثير من الهموم : بس أني معارفاش أني ليه جلجانه إكدة يا زيدان ،،جلبي ممطمنش لچوازة صفا من قاسم ،، دايما چواي إحساس بحاول أكدبه إن الچوازة دي هتكون سبب الحُزن لبتي مش سبب سعدها وهناها زي ما كِلياتكم فاكرين2
أردف زيدان قائلاً بنبرة إستيائية : أباااااي عليكِ وعلي نكدك اللي عتعشجيه زي عنيكِ ،، دِه بردك كلام تجوليه في يوم زي ده ؟
نظرت إليه وبدون سابق إنذار نزلت دموعها دون إستئذان ،، إشتعل صدرهٌ ناراً عندما رأي دموعها التي تنزل علي قلبهِ العاشق تكويه وتؤلمهٌ
إنتفض من جلسته وتحرك لمقعدها وجذبها من يدها لتقف قبالته وأدخلها سريعً لداخل أحضانه وتحدث وهو يمسح بيداه فوق ظهرها بحنان ويهدهدها : مالك بس يا ورد،،فيكي إية يابِت جلبي ،،ليه البُكا عاد في يوم زي ده ؟؟
وأكمل مٌفسراً : المفروض تُبجي أسعد واحده إنهاردة ،، بِتك وعتدخل الكلية اللي طول عمرها عتحلم بيها وچِدها هيبني لها مستشفي بحالها ،، وإتحجزت للراچل اللي عتتمناها وعتعشجة ،، بالذمة فيه أكتر من إكده فرحة
خرجت من بين أحضانه تنظر لعيناه بتألم ظاهر للكفيف،، وحاوطت وجههٌ بكفيها برعايه وأردفت قائلة بنبرة حنون مٌستسلمة : إتچوز يا زيدان ،، إتچوز لجل ما تچيب الوُاد وصدجني أني مهزعلش منيك
إتسعت عيناه بذهول وأردف قائلاً بنبرة مٌتعجبة : صٌح مهتزعليش لو خدت واحده غيرك چواة حضني ؟
وأكمل بإتهام وتعجب ونظرة حزن عميقة ظهرت بعيناه : للدرجة دي بيعاني يا ورد ؟!
هزت رأسها سريعً تنفي عنها إتهامهُ الباطل وأردفت قائلة بنبرة مستسلمة : للدرچة دي شرياك يا جلب ورد من چوة ،،للدرچة دي عشجاك وعاشجة رضاك ومُصلحتك ،، لدرچة إني عتحمل وچع جلبي وناري وجهرتي وأني بتخيلك نايم في حُضن غيري لجل بس ماتچيب الوَاد اللي نفسك فيه ومحدش يعايرك تاني ولا يچرحك بكلمة عِفشة
أجابها بنبرة حاده مُستفهمة : ومين كان جال لك إني نفسي في الوَاد ؟!
ولو صٌح نفسي فيه هجعد لحد دالوك من غيرة ليه ؟
زفر بضيق ليٌخرج ما أصابةٌ من غضب جراء حديثها ،، ثم أحاط وجهها بكفي يداه ونظر بحنو داخل عيناها وأكمل حديثه بنبرة حنون : يا ورد أني إكتفيت بحبك إنتِ وصفا عن الدنيي كلياتها ،،ليه مجادراش تفهمي إن عِشجك غناني وكفاني ومعاوزش غيرك في حياتي !!
أمسكت بتلابيب جلبابه بشده وتملُك وتساءلت بجدية وحدة : لساتك بتشوفني حلوة يا زيدان ،،لساتني زينة الصبايا في عنيك الكَحيلة يا وَاد النٌعماني ؟
إبتسم بهدوء وتحدث بنبرة هائمة : وهتفضلي زينة الصبايا في عيوني لأخر يوم في عمري،،حتي لو كان عٍنديكي 100 سنه وشعرك شاب وملامحك جَعدت وكَرمشِت ،، بردك هشوفك زينة صبايا الكون بحَالة
ودقق داخل عيناها وتحدث بهيام قائلاٍ : عارفه ليه يا ورد ؟
نظرت له بتمعن وحنان منتظرة تكملة ترياقهٌ لها فأكملَ هو : عشان أني حبيت روحك يا ورد ،،روحي عشجت روحك جبل الزمان بزمان ،، شفتك بأحلامي جبل مشوفك جدامي يا غالية ،، أني عشجان لروحك مش چسدك ،، وده تفرج كَتير جوي يا ورد3
إبتسمت بسعادة بالغه وتحدثت بتملك وهي تشدد من مسكتها لتلابيب جلبابه : ربنا يخليك ليا يا زيدان ،، تَنَك إكدة إعشج فيا علي طول ،،معيزاش عِشجك يجل أبداً لجل مموتش من جهرتي يا سيد الرچال
إبتسم لها وأردفَ قائلاً بدعابه ليخرجها من تلك الحاله : يدك يابت ،، هتخنجيني بمسكة يدك الجويه دي ،،أيه،، للدرچة دي عتموتي علي زيدان وعتعشجيه يا بِت الرچايبة ؟
إبتسمت وأجابته بشقاوة وهي تشدد من مسكتها لتلابيبه : وأكتر يا آبن النعماني ،،وأكثر من الدرچة دي بكتير،، ولو في يوم فكرت بس تبص لمَرةّ غيري هجتلك بيدي دي وأجتل حالي وياك2
قهقه عالياً برجوله ثم مال بجزعةٍ وحملها بساعديه القويتان وأتجه بها إلي تختها ليضعها علية بقوة وشراسه مٌتحدثَ بغمزة من عيناه مٌداعبً بها إياها : علي العموم كله هيبان دالوك ،، وعشجك الجوي اللي هتتحدتي عليه لزيدان هيظهر ويبان2
إبتسمت له خجلاً وغاصا داخل عالمهما الخاص بهما
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
بعد مرور يومان
في القاهرة ،،وبالتحديد داخل منزل رفعت عبدالدايم
تتوسط إيناس جلسة والديها فوق الأريكه ،،وبالمقعد المٌقابل يجلس قاسم مٌرتدياً حِلتهِ الكاملة التي جعلت منه وسيمً للغايه ،،
ويجاوره عدنان الذي تحدث مٌستفسراً : بس إنتَ مش شايف إن سبع سنين كتير أوي يا صاحبي،، إنتم كده بتضيعوا أحلا سنيين عمركم في الإنتظار
أجابته إيناس بنبرة مٌعترضه : مش كتير ولا حاجه يا عدنان،،السنيين بتمر في لمح البصر
ثم وجهت بصرها إلي قاسم وتحدثت بنعومه دون خجل من والدها أو شقيقها : وبالنسبه لأجمل سنيين عمرنا ،، فهي لسه جايه ،، مش كده ولا أية يا قاسم ؟1
نظر لها بتعجب جراء جرأتها والتي لم تعجبه إطلاقً ،، فهو شأنهٌ كشأن أي رجل شرقي،،يٌحبز دائماً المرأة الخجول ويٌثيرهٌ ضعفها ،،ولكن مع إيناس إختلف الأمر ،، فلقد عشقها وأنطلق سهم عشقها التي صوبته عَمداً نحوهٌ ببراعه فائقة وأخترق قلبه عديم الخبرة الذي لم يعي ويفهم بعد وأنتهي الأمر،، أو هكذا هو تخيل وتوهم !
وجة رفعت حديثهُ إلي قاسم بنبرة توجسية : متأخذنيش يا أبني في اللي هقوله ،،بس أنا أب ومن حقي أطمن علي بنتي وإنتَ لازم تعذرني في ده
وأكملَ بتساؤل : أنا أيه اللي يضمن لي إن بعد ماتقعد بنتي جنبك سبع سنين ،،جدك يوافق إنك تتمم جوازك منها ؟؟
أردف قاسم قائلاً بإحترام : أنا طبعاً عازرك في تفكيرك ده يا عمي لإنك متعرفش رجالة النعمانية كويس ،،أنا كلمتي عقد وسيف علي رقبتي،،وطالما وعدت يبقا مش هيمنعني من التنفيذ إلا الموت
إبتسمت كوثر في داخل نفسها وتحدثت بنيرة صادقة : طولة العمر ليك يا حبيبي ،،ربنا يبارك في عمرك وتتجوزوا وتتهنوا ،،بس أنا عاوزة أطلب منك طلب
إتفضلي حضرتك ،،جملة تفوة بها قاسم
تحدثت كوثر كعادتها معهُ بنبرة ناعمه ساحبه بها إياه لداخل عالمها الناعم : الأمر لله وحده يا حبيبي،، طبعاً زي ما إنتَ شايف إيناس بنتي ماشاء الله زي القمر ،،1
وأكملت بتفاخر وغرور وهي ترفع رأسها عالياً بشموخ : جسم ورسم وجمال ودلال ،، وخُطابها مش قادرة أقولك قد أيه،،4
وأكملت مهوله من حديثها كثيراً : لدرجة إن مفيش يوم بيعدي غير لما بيتقدم لها فية عريس
إبتسم بجانب فمه ساخراً لعِلمهِ كذب تلك الشمطاء،، وأكملت كوثر حديثها : وطول ما هي مفيش في إيدها دبلة خطوبه هيفضل يتقدم لها عرسان
الآن علم المغزي الحقيقي من جراء حديثها المُبالغ ذاك
تحدث إليها بنبرة تعقُلية : أنا فاهم قلق حضرتك ومقدرة جداً،، بس لازم حضرتك تقدري ظروفي أنا كمان ،،أنا عمري ماهقدر حالياً أفاتح أهلي في خطوبه وأظن إن انا شرحت لكم ظروفي قبل كدة
هتف عدنان بحماس وذكاء : طب أنا عندي حل للموضوع ده
نظر له الجميع وهم يترقبون باقي حديثه فأكمل هو بإبتسامة مُنتصر : أنا شايف إن قاسم يشتري لإيناس شبكتها ويلبسها لها علي الضيق ما بينا ونعزم قرايبنا القريبين جداً مننا ،،وبكده نكون عَرفنا الناس إن إيناس إتخطبت وفي نفس الوقت معملناش مشاكل لقاسم مع أهله هو في غني عنها
إبتسمت إيناس وتحدثت بسعاده وهي تنظر لشقيقها بتباهي : برافوا عليك يا عدنان ،،فكرة حلوة جداً
وافقتهم كوثر الرأي وتحدثت إلي قاسم : أهو صاحبك حلها لك أهو يا قاسم
أجابها قاسم بدعابه وهو ينظر إلي عدنان بوجهِ بشوش : عدنان ده حبيبي ،، نردها له في مشكلة في جوازته إن شاء الله
ضحك الجميع عدا ذاك الرفعت الذي لم يعجبهٌ الأمر من الاساس،،ويشعر بريبة منه ولكن بما يفيد إعتراضه أمام جبروت كوثر وأبنائها وضعف شخصيته هو3
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
بعد يومان أصطحب زيدان صفا وورد وذهب بهما إلي القاهرة كي يٌجلب لصفا ثيابً خاصة للجامعة من بعض دار الأزياء الشهيرة بالقاهرة ، ويمكثون يومان بشقتهٌ الخاصه المتواجدة بإحدي الأحياء الراقيه والتي جلبها زيدان خصيصاً كي يصطحب غاليتاه بها لغرض التنزة من الحين للأخر
أبلغ زيدان قاسم أنهٌ وعائلتة بالقاهرة فقام قاسم بعزيمتهم وإصطحابهم لأحد المطاعم العائمة المتواجدة داخل النيل لتناول الطعام في أجواءٍ مُبهجه
كانت تتحرك بجانبه بسعادة داخل المطعم ويسبقها والديها ،،وصلا إلي المنضدة التي إحتجزها لهم قاسم ،،جلس الجميع حول المنضدة وجاء النادل بعد قليل وقد أعطا لهم قائمة الطعام وأختاروا ما أعجبهم بها وأنصرف النادل
وتحدث زيدان ناظراً إلي قاسم : عِرفت إن تنسيج الچَامعات فتح إنهارده يا قاسم ؟
نظر له وأردف قائلاً بنفي : لا يا عمي ،،أول مرة أعرف منيك
ثم حول بصرهِ إلي صفا وتساءل : جَدمتي يا صفا ولا محتاجة مساعدتي ؟
أجابته بهدوء : حاولت أول ما جومت من النوم بس السيستم كان مِسجط من كتر الضغط عليه وموقع التجديم مفتحش معاي ،، إن شاء الله أول ما أروح البيت هحاول أجَدم ويارب السيستم يكون إتظبط
أردفت ورد قائلة بنبرة مُثقلة بالهموم : أني معرفاش عتعملي أيه في المدينة الچامعيه وعتخدمي حالك كيف ،،ده أنتِ عٌمرك مغسلتي طبج ،،كيف عتغسلي هدومك وتنظفي أوضتك لحالك ؟
تحدث إليها زيدان ليطمئنها : ومين جال لك إني هسيبها تهين حالها،، ده أني بعون الله هچهز لها أوضتها بأحدث الأچهزة وهچيب لها غسالة أتوماتيك لجل ما ترتاح الزينة بِت أبوها
إبتسمت لأبيها وتحدثت بنبرة حنون : ربنا يبارك لي في عمرك يا حبيبي ويخليك لصفا
أما ذاك الجالس الذي نزل عليهِ حديثهم كالصاعقة الكهربائيه وذلك لرُعبهِ من فكرة تواجدها بالقاهرة وإحتمالية عِلمها بخطبته من إيناس،،1
تحدث بنبرة مرتبكة : وهي صفا أيه اللي هيچيبها چامعة القاهرة بس يا مرت عمي ،، ما عِنديها چامعة سوهاچ ،، وأهي تُبجا چَارك وتنام كُل ليلة چوة حُضنك
ضيقت عيناها بإستغراب وأردفت بنبرة مُعترضة : چامعة سوهاچ أيه بس اللي هروحها يا قاسم،،إنتَ عاوزني أبجي چايبة المچموع دِه كلاته وأقدم في چامعة سوهاچ ؟
وبعدين مفيش وچه مُجارنه بين چامعة القاهرة وچامعة سوهاچ
تحدثت ورد إلي قاسم : أني كَمان جُولت لها نفس كلامك دِه يا قاسم بس زي ما أنتَ واعي لدماغها الناشفه
ثم نظرت إلي زوجها مبتسمة وتحدثت بمداعبة : راسها طالعه ناشفه كيف أبوها بالظبط
إبتسم زيدان لمداعبة معشوقته ،
وتحدث قاسم إلي صفا في محاولة خبيثه منهُ لإقناعها بتغيير رأيها : أني خايف عليكِ من إهني يا صفا ، العيشه إهنه ومعاملة البشر صعبة جوي مهتجدريش عليها ،،مهتعرفيش تتكيفي ويّاَ زميلاتك في السكن وخصوصً إن عمر ما سبج ليكِ مُخالطة الأغراب،،
وأكمل بكذب كي يٌرعب ورد علي طفلتها ويجعلها تخضع لرأيه : البنات إهني حلنجيه ولونيين وإنتِ بت ناس ومتربية ،،أخاف تطبعي بطبعهم ويغيروكي يا صفا،،وإن كان علي الدراسه فأحب أجُل لك إن مفيش أيتُها إختلاف بيناتهم
بدا الهلع علي ملامح ورد التي تحدثت إلي قاسم مؤيدة : عِندِيك حج والله يا ولدي ،، ده أني بشوف بلاوي في التمثيليات عن بنات الچامعه إهني في مصر ،،
ثم حولت بصرها إلي صغيرتها وتحدثت بإعتراض : خلاص يا صفا،، إنتِ تجدمي في چامعة سوهاچ زي ما قاسم جَال لك،، وأهو السواج هيوصِلك كُل يوم ويستناكي لحد متخلصي محضراتك ويعاودك علي البيت تاني
إعترضت علي حديثهما بشدة ولكن إستطاع ذاك الخبيث أن يٌقنعها إلي حدٍ ما بعدما تحدث عن غيرته عليها وعدم إطمئنانه لمكوثها هنا بمفردها
بعد مده جاء النادل إليهم و وضع لهم الطعام و بدأ الجميع يتناولوهُ بشهيه عالية عدا تلك الصفا التي بدأ العد التنازلي لمستوي أحلامها ،، بعد الإنتهاء من الطعام بدأ قاسم بالحديث عن عمله موجهً حديثهُ إلي عمه ثم إنتقلا إلي السياسة وكل هذا تحت تملل صفا و حزنها من عدم إهتمام قاسم بها ولا حتي تكليف حالهٌ عناء النظر إلي وجهها
وقفت بهدوء وتحركت إلي سور الباخرة المتحركة ،، ثم وضعت يدها عليه لتتشبث به،،تطلعت إلي مياه النيل بمظهرها الخلاب وحركة الباخرة تٌداعبها وتدللها في مشهد خطف أنفاسها وأستولي علي بصرها
وبرغم وجود كُل هذا الجمال من حولها إلا أن الحُزن كَسي ملامِحُها الجميلة وجعلها تبدوا وكأنها إمرأه تخطت الستين من عمرها وتمكنت من ملامِحُها الأحزان بفضل هِموم الزمان
تحرك إليها شابٍ يبدوا عليه أنهٌ في منتصف العقد الثالث من عمرة و وقف بجانبها ولكن مع مراعاة إحترامة لبٌعد المسافات ،، تطلع بإنبهار إلي جمالها و سحر عيناها و هالتها الغريبه التي إستحوذت علي بصرهِ و جذبتهُ لينساق إليها دون أدني إدراكٍ منه ،،
وأقسم بداخلة أنه لم يري بسِحرها يومً ،، وأكثر ما كان يٌميزها بعيناه هو صفاء روحها الذي طغي علي ملامحها الخارجية مما جعل لها قبولاً في قلب وعقل من يراها من الوهلة الأولي
كانت تنظر للأمام في اللاشئ سارحة بأحزانها لبعيد،،، حتي أنها لم تشعر بوجوده بجوارها ولا حتي لملامحها التي إنكمشت مؤقتاً من شدة حزنها علي بدء العد التنازلي لتنازلها و رضوخها أمام إنكماش أحلامها و تقلُصها رويداً رويدا ،،،
تحدث حتي يٌخرجها من صمتها وتيهتها وكي تنتبه لصوتهِ لكي يحظي بطلة ذاك الملاك إليه ٠٠٠ مش لايق عليكِ الحزن يا صافيه
إنتبهت إلية وبسرعة البرق حولت بصرها إليه بإستغراب ثم حولت بصرها سريعً إلي والديها وقاسم وجدتهم منشغلون عنها بالحديث ولا يشعرون حتي بوجودها
فابتسم هو وأجابها بهدوء ونبرة صوت مريحه لمسامعها ٠٠٠ إهدي من فضلك ما فيش داعي للقلق،، علي فكرة أنا مش بعاكسك صدقيني، ولا حتي من طبعي إني أكلم حد معرفوش وأتطفل عليه
وأسترسل حديثهٌ بإنبهار ظهر بعيناه ٠٠٠لكن معاكِ الوضع مختلف ،، أنا كنت قاعد في حالي وفجأة وأنا بستكشف المكان عيوني وقعت عليكِ وإنتِ واقفه ،،
ما أعرفش ليه ملامحك خطفتني ،، شفت جواكِ صراع وتمرد علي وضع مفروض بالنسبة لك وإنتِ مش قادرة تعترضي ولا تغيريه !
وأسترسلَ حديثهٌ العميق ٠٠٠شفت روحك وهي بتحاول بكل قوتها تزيل خيوط العنكبوت اللي معششه ومتشابكه حواليكي ومقيدة حركة فكرك وإنطلاق روحك وعقلك
نظرت إليه بإستغراب فأكمل وهو يمد يده ويستعرض أمام ناظريها محرمه ورقية كانت بيده ويعطيها إياها ،،نظرت بما تحتوية وحينها لم تستطع الصبر علي الصمت أكثر،،إتسعت عيناها بذهول حين رأت وجهها منقوشً عليها بالرصاص بمنتهي الدقة والحرفية ،، ولكن ما أثارها أكثر أنها رأت دموعً تنزف من رسمتها وملامحها وكأنها تصرخ مٌستنجده بأحدهم1
نظرت لرسمتهِ بإنبهار وحدثت حالها ،،،ماهذا يا إلهي ،،إنهٌ إبداع بكل المقاييس ،،كيف له أن يطبع ملامحي بكل ذاك الإتقان وكأنهٌ يعمل عليها مٌنذْ أيام وليست من بضعة دقائق فقط
ثم نظرت له وأخيراً خرج صوتها المميز بعذوبته ورقتهِ و أردفت قائلة بنبرة مُنبهرة : حضرتك مُبدع يا أستاذ ،،إزاي جدرت تطبع ملامحي بالإبداع ده كله في الدجَايج الجُليله دي،،اللي يشوف الرسمه يفتكر إنك شغال عليها من أيام ،،حجيجي برافوا عليك
تمعن النظر بوجهها و أردف قائلاً بتفهم : صِعيدية ؟؟
وأكملَ بيقين وهو يٌميل رأسهٌ قائلاً بتأكيد : كده أنا عرفت سبب القيود اللي محاوطة روحك وخنقاكي ،،العادات الباليه والتقاليد اللي عفا عليها الزمن ولم يعفو عنها البشر2
إبتسمت له وأردفت قائلة بنبرة هادئة : كلامك كيف الشعر بيدخل علي الجلوب بيمسها ويزلزل كيانها ،،
وأكملت بمرارة ظهرت بنبرة صوتها الحزين : بس في نفس الوجت بيعريها جُدام روحها و يوريها حجِيجتها المٌرة
كاد أن يٌجيبها لكن أجبرهُ علي الصَمت هجوم ذاك الشرس الذي إقتحم هدوئهما و سلامهما النفسي بعنفٍ شديد وهو يجذبها من ذراعها ويٌخبئها خلفه
ويتحدث لذاك الغريب بلكنة قاهرية : إنتَ إزاي يا حضرة تسمح لنفسك تقتحم وقفتها بالطريقه الرخيصه دي ؟1
إهدي من فضلك يا أستاذ وخلينا نتكلم كأشخاص متحضرة،،،، جملة قالها ذاك الغريب بنبرة هادئة متعمقه أحرقت قلب قاسم وأشعرته بهمجيته المفرطة
ولكن إستشاط داخلهٌ أكثر من برود وهدوء ذلك الدخيل المتداخل وأجابهٌ بنبرة تهكمية ساخرة : نعم يا أخويا ،،نتكلم كأشخاص متحضرين ،،هو أنا أعرفك منين أصلاً علشان نتكلم ؟؟
وأكمل بإتهام بشع : إنتَ مجرد واحد رخيص متحرش جاي تضحك علي عقل عيلة صغيرة عديمة خبرة بكلمتين مستهلكين حافظهم من فيلم ساقط
نزلت كلماته المهينه لشخصها علي قلبها أحزنته وقررت التدخل بعدما أهان ذاك المتحضر بتلك الطريقه المنحطه و وصمه بوصف لا يليق بعقلهِ و فكرهِ الراقي التي لمسته من خلال حديثها القليل معه
تحركت من خلفه و وقفت بجانبه كتفً بكتف وتحدثت بنبرة حاده لصوتٍ غاضب : أولاً يا أستاذ قاسم أني مش عيلة صغيرة ولا عديمة خبرة زي ما آنتَ وصفتني !!
أني يمكن سِني صِغير لكن عجلي كَبير و واعي وبقرأ كُتب يمكن حتي معدتش علي خيال سيادتك ولا سمعت حتي عِنيها
نظر لها بغضبٍ تام فأكملت وهي تٌشير إلي ذاك الغريب بإحترام : ولا الأستاذ المُحترم ده يستاهل الوصف البشع اللي سيادتك وصفته بيه ،،الاستاذ فنان مُحترم وشخص راقي يستحج كل التَجدير
وكادت أن تٌكمل لولا أصمتها بصوتهِ الهادر وهو يحدثها بعيون تطلق شزراً : وأيه كمان يا صفا هانم،، الله الله ،،ده أنتِ عاجبك بقا تلزيق البيه فيكِ والمسخرة اللي بتحصل دي
إتسعت عيناها بذهول أثر حديثهُ المُهين ،، وتحرك زيدان و ورد عندما لاحظا تصاعد الوضع وتصاعد وتيرة صوت قاسم وغضبهٌ الذي ظهر فوق ملامحه
تحدث زيدان بنبرة حادة وهو يأخذ صغيرته ويسحبها لداخل أحضانه برعاية وحنان : فيه أيه يا قاسم ؟
وأكملَ بنبرة صارمة : ومال صوتك عالي علي صفا إكده ؟
تحدث بنبرة حاده وجسدٍ تظهر عليه علامات التشنج والغضب : الهانم زعلانه مني و بتلومني علشان بوصف البيه اللي إقتحم وقفتها ومعملناش أي حساب، بالمُتحرش
أما ذاك الغريب الذي وقف يتطلع لذاك المُتجبر الباطش وهو يفرض سيطرتهٌ ويُمارس سُلطته وهيمنتهُ علي تلك المِسكينة دون أن يعطيها حتي حق الرد
خرجت من داخل أحضان أبيها وتحدثت بدفاع و إنكار و هي تٌشير إلي الغريب : محصلش يا أبوي ،،الأستاذ فنان ولما لجاني واجفه لوحدي رسم صورتي علي المنديل دِه وجه بكل ذوج وأحترام علشان يجدمهٌ لي
نظر ليدها الممدوده بالمحرمه وبدون أدني تفكير جذبهٌ من يدها بعنفٍ وغيرة وألقاها داخل مياه النيل وتحدث بحده واصماً إياها : مش بجول لك عيلة صغيرة وعديمة خبرة
ثم نظر لعيناها بحده وتحدث بإستهزاء : دي طريجه جديده لمعاكسة الساذجين أمثالك يا أستاذه
وجه الغريب حديثهٌ إلي زيدان بعدما رأي دموع وتشتت صفا الروحي وهي تنظر إلي المحرمه التي جذبتها الأمواج وبدأت بتمزيقها تمامً مثل روحها المُشتته،، المٌمزقه،، التائهه
الغريب : صدقني يا أفندم الأستاذ بيقول كلام محصلش،، واللي الأنسه صفا بتقوله هي الحقيقه ولا شئ غير الحقيقه ،،
ونظر داخل عيناه وأكمل برجاء : ياريت حضرتك تخلي بالك من بنتك وتراعي رُوحها أكتر من كده !!
ثم أنسحب بهدوء عائداً إلي طاولته مع إستغراب زيدان من حديثهٌ الغريب !!
حول بصرة لإبنته التي تزرف دموعها بقهرٍ وهي تنظر لتلك المحرمه بعدما ذابت وتلاشت ملامح وجهها المرسوم بها
شعر بغصة تقتحم صدرهُ وتحرك إليها وأحتضنها وتحدث إليها بهدوء وبنبرة حنون : تعالي نروح له وأخليه يرسمك من تاني،،بس المرة دي علي لوحه وأني هبروزها لك بماية الذهب وأعلجها عِندينا في الصالون3
نظرت له بدموعها فأكمل وهو يجفف لها دموعها بأصابع يده الحنون : ولا تزعلي حالك يا جلب أبوكي
هزت رأسها يمينً ويساراً مما جعل قطرات دموعها تتناثر هٌنا وهٌناك بشكلٍ يٌقطع أنياط القلب
وتحدثت بصوتٍ واهن حزين : ضاعت حلاوة اللحظة يا أبوي ،،مبجَاش ينفع خلاص1
أما قاسم فكان يستمع إلي حديثها بقلبٍ حزين لأجلها ،،فقد وعي لحالهِ للتو وشعر أنهٌ حقاً قد أزادها علي تلك الصغيرة فتحدث بنبرة جامدة : متزعليش مني يا صفا ،،أني خايف عليكي يا بت عمي2
حزنت عندما إستمعت لنطقةِ لإبنة عمهٍ وقد تيقنت بتلك اللحظه أنها لم تكن لهٌ سوي"" إبنة عمهْ وفقط""
سحبتها والدتها بألم رأه زيدان وحزن لأجله ولصحة حديثها عن أن تلك العلاقه هي بداية حُزن صغيرته البريئة
وتحدثت ورد بنبرة حزينة : يلا بينا نُجعد يا بِتي
تحركت بجانب والدتها وجلست بمقعدها ونظرت لتتطلع علي ذاك الغريب ،، ولكن من العجيب أنها لم تجده ،،باتت تحرك عيناها هٌنا وهٌناك وتجوب بها المكان للبحث عنه ولكن دون فائدة،،وكأنه كان سرابً وأنتهي
أكملت جلستها شاردة ناظرة لمياه النيل تحت نظرات ذاك المتجبر الباطش ولكن بقلبٍ حزين مٌتألم لألمها ،،إنتهت الرحلة النيلية ورست الباخرة وأخذ زيدان ورد وصفا داخل سيارته المُستأجرة وذهب بهما بعد رفضه لحديث قاسم الذي عرض عليه أن يذهبوا بصحبته إلي أي مكانٍ أخر حتي يلهو صفا ويهون عليها حٌزنها ويكون بمثابة إعتذار علي ما بدر منه وأزعجها ،،ولكن رفض زيدان كل محاولاته حفاظاً لكرامة صغيرته