رواية نظرة عمياء الفصل السادس 6 بقلم زهرة الربيع
حرام عليك انا جوزها سبني اروح ادور عليها دي مش بتشوف ممكن تحصل لها حاجه
نظر له حازم بضيق وقال
• مش هتروح يا عماد واتأقلم مع وضعك ده لان كلها ايام معدوده ومتبقاش جوزها...واذا على تمار انا هلاقيها بمعرفتي
• ازاي يعني ازاي..هقف مكاني واسبها تحصل لها حاجه في الشوارع...انت..انت بتستهبل انا رايح ومش هرد عليك المره دي
مضى بضع خطوات لكن اوقفه حازم حين قال
• براحتك ..انا بقى هطلع من هنا عند عمي على طول استناك على بال ما تجبها يكون هو سمع الفيديو بتاعك ونستناكم لحد ما توصلو علشان..علشان تمار كمان تسمع
وقف عماد مكانه ونزلت دموعه بحزن اما حازم
قال كلماته بمنتهى البرود ومضى بجانبه مصتدماً به عمدا وذهب ليبحث عنها تاركه ورائه يقف بدموع والم
جذب عماد شعره للوراء يشعر انه مقيد لا يستطيع ان يهدأ ويقف مكتوف الايدي ولا يستطيع ان يذهب ليبحث عنهاخوفا من تهديدات حازم امسك هاتفه واخذ يحاول الاتصال بها والخوف يقتله
❈-❈-❈
في احد الطرقات المبلله بالماء وسط ضجيج السيارات تمشي بلا هدف وتتخبط بالماره وتعتذر فهي لا ترى شي فقد تخلى عنها النور الوحيد الذي كان يضئ عتمتها
تنهمر دموعها على وجنتيها وتتردد كلماته في اذنيها
• دي بنت عمي ..وانا بشفق عليها..دي عندها ظروف عميه وبتتعالج نفسيا.. انا بحبك انتي مستحيل احبها
وتعاد الكلمات في اذانها كثيرا بطريقه افقدتها صوابها وقفت بجانب احد الاسوار تتكأ عليه وتبكي بشده حتى سمعت من يقول من خلفها
• فيه حاجه يا انسه..انتي تعبانه ولا حاجه
ضحكت ضحكات مرهقه وسط دموعها وقالت
• انسه...ههه..انا مش انسه...ومش مدام تخيل...انا...انا مش عارفه انا عايشه ليه..ولا عارفه عايشه لمين
استغرب كلماتها ولكن شعر انها في وضع لا يسمح بالنقاش قال
• الدنيا بدأت تمطر قومي معايا انا بيتي قريب من هنا اشربي حاجه سخنه وارتاحي شويه..
نظرت اليه بأعينها الزيتوني الامعه من كثرة الدموع نظره صابت شئا ما بداخله فحمحم بحرج لانه اطال النظر اليها وقال
• انا..انا مش عايش لوحدي متخافيش امي واختي عايشين معايا
ضحكت تمار بسخريه وقالت
• لا عادي....عادي حتى لو لوحدك..مبقتش تفرق
لم يفهم قصدها وكانت حالتها سئه جدا ترتعش من البرد ومن الامطار التي بللت شعرها ودموعها تنهمر على وججها بلا توقف
تنهد قائلا بحزن
• يا انسه ارجوكي قومي معايا انتي هتتعبي كده وانا كمان...انا مش هقدر اسيبك خالص..بجد صعبان عليا اسيبك بالحاله دي لوحدك
نظرت له بحده حين قال تلك الكلمه وقالت
• انا مش عايزه اصعب على حد..مش مستنيه منكو شفقه..انا اقدر اكمل لوحدي عادي ومش محتجاكو
واحاولت ان تمضي بعيدا عنه ودفعته ببطأ قائله
• ابعد عني..انا كويسه سبني في حالي ولكن لم تنهى جملتها واصتدمت بعامود اناره ووقعت ارضا
ركض اليها وقال بزهول
• انتي كويسه ..مش تاخدي بالك ازاي مخدتيش بالك للعامود ده كلو
تمار نظرت اليه بدموع وهيه تفرك جبينها من الالم وضحكت ضحكات سخريه وقالت
• لاني مش بشوف اصلا ..مش بشوف ابدا
نظر اليها بدهشه فتلك العيون الصافيه خدعته لم يتوقع ابدا انها لا عمياء كان ينظر اليها بزهول وهيه تحولت ضحكاتها لدموع وبدأن في البكاء بشده وهيه تقول
• انا فعلا استاهل الشفقه...انا ...انا..ذمبي ايه طيب
وانهارت في البكاء بطريقه جعلت دموعه تتساقط لا اراديا
حاول الهدوء وقال
• احم..تمام اهدي قومي معايا.. هنتفاهم..قومي انتي شكلك اقوى من كده مفيش حاجه تستاهل تنهاري كده علشانها..واي ابتلاء من ربنا المفروض منعترضش عليه علشان نؤجر يا...صحيح اناديكي بإيه
قالت في سخريه ويأس...قولي يا انسه
ابتسم لانه يعلم انها تسخر لانه اعاد الكلمه مرارا قال
• ياستي لو بتضايقك مش اقولها خالص...ها بقى اناديكي بايه
قالت بهددوء..اسمي تمار
ابتسم وقال..اهلا يا تمار...اسمك جميل قوي...انا عثمان الجارحي دكتور في الجامعه...خلينا نكمل كلامنا في العربيه
ذهبت معه لانها لا تقوى على السير اكثر ولانها لا تريد العوده الى المنزل ركبت السياره وقالت
• احم..شكرا .معلش افورت وصدعتك..ياريت تاخدنيي على عيادة الدكتوره بتاعتي وابقى شاكره جدا
ابتسم وقال
• مش قبل ما تشربي حاجه وتنشفي هدومك ..ومش هقبل نقاش ابدا
بقلم...زهرة الربيع
❈-❈-❈
اما عماد فلم يسمع لحازم ..انتظر حتى ذهب وظل يبحث عن تمار ومعه صورتها على الهاتف..يدور تحت المطر بقلب موجوع جدا ويسأل الماره عليها ربما راها احد.
في الفيلا كان محمد يكاد يجن جنونه بسبب غياب تمار قال بخوف وانفعال
• طب ايه العمل...ليه محدش اتصل بيا لحد دلوقتي انا هتجنن البنت فين دي كفيفه ازاي تنزل لوحدها ليه عملت كده
وليد كان يجري اتصالاته بتوتر ولم يجبه احد لا حازم ولا عماد تقدم على عمه ليهدئه لكن سبقه مراد وقال مسرعا
• اهدى يا محمد بيه..واقعد ان شاء الله خير ..لو فضلت كده ممكن تتعب
محمد نظر له بدموع وكاد يحدثه لكن وليد قال بضيق شديد
• وهنشوف الخير ازاي..واضح ان فيه قدم شؤم او عين حد مصلاش وهو داخل صحيح العين فلقت الحجر
نظر له مراد بدهشه واحرجته كلماته بشده اما سما ومحمد فنظرو له بزهول من تفكيره السخيف ورده الاسخف
محمد قال بغضب
• لا وهو اي مكان انت فيه يتحسد فعلا يا فلتت زمانك ..روح من وشي عشر دقايق لو متصرفتش وجبت خبر عن اخوك او عماد وتمار انا الي هفلقك بنفسي
وليد قال مسرعا
• انت معاك حق يا عمي لازم اطلع ادور عليهم بنفسي وكانت سميه والدته جالسه معهم نظر اليها وقال مسرعا
• خلي بالك من عمي يا ماما هرجع على طول
قالت سميه بتعجب
• عمك مين...هو مش عمك توفيق مات الله يرحمه
وليد قال بيأس
• يا ماما...ياماما ركذي مره واحده في حياتك ....عمي ده ده الي قدامك عمي محمد ..ايه فكرك بعمي توفيق دلوقتي ده انتي نسياني انا ابنك
قالت سميه
• اااااه...عمك محمد..ماشي...انت روح متقلقش يا ابني هو هيسافر انهارده ولا ايه
قال بتعجب
• يسافر...هيسافر يروح فين
قالت بسرعه
• هو مش انهارده هيروح يتطوع في الجيش ولا لسه
ضرب وليد على جبينه وقال بيأس
• ..ياختااااااي
فناظره عمه بضيق وقال
• هو الحق مش عليها ..امشي غور انا كويس وسما هنا ومراد و
لكن قاطعه وليد وقال وهو بنظر لمراد بضيق
• معلش يا عمي مراد مهما كان غريب..وسما هتيجي معايا
جائت سهر وقالت
• انا هفضل مع محمد روحو انتو كده كده ملقتش اي حاجه غريبه في اوضتها
قال محمد بغضب
• سيبك من الغريب والقريب..انت هتاخد سما ليه اصلا..عايزني بدال ما ادور على واحده ادور على الاتنين
وليد نظر له بضيق لانه قال هكذا امام مراد وقال مسرعا
• مش هنطول يا عمي
وتجاهل حديثه وجذب سما من يدها وذهب بها وهو يقول
• هيه سما عايزه تدور على اختها
❈-❈-❈
اما تمار فقد وصلت مع ذاك الشاب عثمان...لبيته كانت شقه في احد المباني الراقيه ودخلو سويا وصعدت معه في المصعد
كان عثمان ينظر لملامحها الجميله باعجاب واضح لمح على جبينها اثار صدمتها بالعامود..حزن عليا وتنهد قائلا...انتي مولوده كده..احم..قصدي كفيفه من طفولتك يعني
هنا ظهر الغضب على ملامح تمار وهيه تتذكر لحظة خروجها من المخزن وركضها ناحية الدرج وهيه في حالة صدمه رهيبه من ما حدث لها وضعت يداها على اذنيها حين تذكرت لحظة وقوعها من على الدرج كانت لحظه مؤلمه لم ترى شيئا بعدها
زهل عثمان من حالتها قال مسرعا
• انسه تمار حقك عليا ..انا..انا اسف والله..انتي كويسه
حاول لمسها او ابعاد يدها لكن صرخت فيه وقالت
• اياك تقرب متقربليش..اوعى..اوعى تفتكر اني مش شايفه ومش هقدر امنعك والله اقتلك هقلك خليكك بعيد