رواية ملكة علي عرش الشيطان الفصل السادس 6 بقلم اسراء علي
أشد العلاقات قوة..هي التي تبدأ بـ العِداء ...
إلتفتت إليها لتجد نظراتها مُثبتة على مكان تواجد الشيطان..لتميل إليها وتهمس
-متخافيش..خليكِ معايا...
وسديم بـ عالم مُنفصل..دوار يجتاح رأسها فـ تُصيبه الثمالة..إبتلعت ريقها بـ صعوبة ثم أغمضت عيناها علها تستفيق من كابوسها فـ تجد أنها لا تزال نائمة
وهو من بعيد يلتهم كل تعبير منها..كُل حركة وإرتجافة..ويستمتع بـ خوفها فـ هو يجد المُتعة معها لم يجدها قبلًا
وضع يده بـ جيب بنطاله ثم تقدم..رمى بـ بصره ناحية قُصي الذي نظر إليه بـ إحتقان و قسوة حتى أن عضلات جسده تشنجت وهو لاحظ فـ إبتسم أرسلان بـ سُخرية قبل أن يُدير وجهه ويتجه إلى رزق والد العريس
بـ إبتسامة شيطانية قابله ليقف أمامه بـ فتور أردف
-ألف مبروك يا رزق
-إبتلع رزق ريقه بـ صعوبة وتشدق:الله يبارك فيك يا أرسلان باشا...
تحولت إبتسامته إلى أُخرى قاسية ، تحذيرية وهو يقول بـ نبرة صلبة
-أنا مبحبش حد يدخل فـ حاجة تخصني...
لم يحتج رزق الكثير ليفهم فـ قد وصله مغزى حديثه ومن غيرها سديم وحارسيه اللذين يرعانها..نظر إلى قُصي بـ عتاب وكأنه يقول "لقد أخبرتك"
أخذ رزق عدة أنفاس لتهدئة قلبه المُنتفض ليقول بعدها بـ خنوع
-وأنا مقدرش أدخل يا باشا..من النهاردة إعتبرهم ماتوا
-ضربه أرسلان على منكبه وقال:بتفهم فـ الأصول..وأعرف إن نفس الغلط مرة كمان بيودي صاحبه ورا الشمس وخاصةً معايا...
ربت على منكبه مرةً أُخرى ليؤكد على صدق تهديده ثم إستدار إلى تلك..قست عيناه وهو يراها تنتفض ما أن وقعت عيناها عليه لتستدير سريعًا
ولكنها قست أكثر وهو يرى قُصي يجلس بـ جانبها بل ويبتسم بـ إطمئنان لها والحمقاء تومئ وتنظر إلى الضابط بـ إستغاثة
تقدم بـ خطوات رتيبة ولكنه توقف وإستدار إلى رزق ثم أردف
-أنا حابب أرحب بالوجه الجديد اللي معانا..الدكتورة اللي قتلت مراتي!!...
شهقة وصرخة ثم همهمة تفيد بـ التعجب..وهي تشحب بـ التدريج حتى أحست أن دماءها تهرب خارج جسدها..إتهام على مسمع ومرأى الجميع بما لم ترتكبه
عاد ينظر إليها..ليجد حالتها مزرية..وكأنها رأت شبح بل هي بـ الفعل رأت شبح ولكنها شبح إبتسامته الشيطانية المعهودة..إبتسامة سوداء كـ توعده الصامت الذي يُحاصرها به
إلتفت وجلس بـ هدوء وسط الجميع وبـ الصفوف الأولى..والمجيع ينظر ويستنكر..وضع أرسلان ساق على أُخرى بـ نبرة هادرة تشدق
-مش دا فرح يا رزق ولا بيتهيألي!...
ولم يحتج رزق إلى حديثٍ آخر..فـ أشار إلى الفرقة الموسيقية لتبدأ العزف الشعبي مرةً أُخرى والراقصة تتمايل بـ إرتجاف عكس ثقتها مُنذ قليل
************************************
برودة جسدها كانت لا تُحتمل وإرتجاف جسدها لا يهدأ..أثار ذلك غضب قَصي ليهمس لسُمية بـ غضب
-خُدي سديم وأمشي يا سُمية حالًا ومن غير أما ياخد باله
-وأنت يا سي قُصي؟...
نظر قُصي إلى أرسلان ثم إليهم وقال من بين أسنانه
-ملكيش دعوة بيا دلوقتي..يلا روحي...
أومأت سُمية ثم إلتفتت إلى سديم رابتة على كفها وهمست بـ تعاطف
-يلا نروح يا ست سديم...
أومأت بـ بُطء فـ جذبتها سُمية ولكن ما أن وقفت حتى ترنحت و سقطت جالسة..لتشهق الثانية بـ فزع قائلة
-ست سديم!...
نهض قُصي وجثى على رُكبيته أمامها وتشدق بـ جدية
-لازم تفوقي عشان تمشي من هنا..لازم سمعاني!!...
أومأت بـ بُطء وقد بدأت تلمع عيناها خوفًا..إلا أن قُصي نهض وجذبها..نظر إلى سُمية وقال
-خليكِ يا سُمية هنا وأنا هوصلها..قومي إعملي نفسك داخلة البيت دا ...
أومأت ناهضة لتدلف إلى المنزل..أما قُصي قد جذب سديم بـ خفة وتحركا وسط الجموع دون أن يلفت إنتباه أحد
تنفس الصعداء ما أن خرج من مُحيط الزفاف ليتجه إلى سيارته..كانت ساقيها رخويتان لا تقدران على حملها فـ تتهاوى ولكن يده القوية تحول دون ذلك
فتح باب السيارة لتصعد ولكنها لم تتمكن فـكلما رفعت قدمها تترنح..زفر قُصي بـ نفاذ صبر سيتم إكتشافهم إن لم يُسرعا..لذلك حملها من خصرها ليضعها بـ المقعد..نظر إلى عينيها المُتسعتين وهمس
-آسف مفيش قدامي حل غير كدا...
أغمضت عيناها دون رد فـ أثار قلق قُصي رابتًا على وجنتها بـ خفة ثم ناداها بـ خفوت
-سديم!..سديم أنتِ كويسة!...
أستغرقت عدة لحظات قبل أن تومئ بـ إيماءة تكاد أن يلحظها ثم تشدقت بـ خفوت
-أنا كويسة...
كانت بـ خير..وكانت ستصمد..تُقسم أنها كانت ستصمد دون طعام ولكن ظهور ذلك المارد كان المُحفز لسقمها الآن..عادت تُغلق عيناها ثم إستدارت بـ رأسها الناحية الأُخرى
أغلق قُصي الباب ثم إتجه إلى مقعده وإنطلق بـ السيارة..إختطف نظرة إليها ليجدها لا تزال مُغمضة لعينيها..زفر بـ حرارة وتساءل بـ صوتٍ أجش
-أنتِ شكلك مأكلتيش حاجة من الصُبح؟..مش معقول مجرد أما شوفتيه حصل فيكِ كدا...
لم ترد عليه سديم ليس تجاهلًا ولكنها لم تجد بـ الفعل القوة لتُحرك عضلة لسانها فـ سمعته يهدر بـ حدة
-أنتِ إزاي دكتورة ومستهترة كدا!..مش عارفة خطورة اللي بتعمليه دا!!..أنتِ بجد سبقتي الأطفال
-وهمسة لا تكاد تُمسع هدرت بها بـ ضيق:كفاية...
بتر عبارة كانت على وشك الخروج وهو يسمع تلك الهمسة الخافتة منها..طفلة تغضب ما أن يُعنفها والدها..هذا ما دار بـ خُلده الآن
ضرب على المقوّد يلعن لأول مرة ذلك الحظر المفروض إجباريًا فـ جميع المِحال مُغلقة..زاد من سُرعته ليتجه إلى المنزل
بعد دقائق وصلا إلى البناية ليضغط المكابح بقوة مُصدرة إحتكاك قوي..ترجل من السيارة وإتجه إلى مقعدها ثم فتح الباب وتساءل
-هتقدري تنزلي لوحدك ولا أساعدك!
-حركت رأسها نافية وقالت:لأ هقدر...
و بـ بُطء هبطت وهو ينتظر على أحر من الجمر حتى أغلق الباب ثم إتجها إلى داخل البناية
************************************
أخذت شهيقًا عال ثم كادت أن تخرج من منزل طليقها السابق ولكنها صرخت بـ جزع عندما إعترض أرسلان طريقها و بـ نبرة لا تُبشر بـ الخير تساءل
-هي فين!!
-تلعثمت قائلة:مـ..مين؟!...
ضرب الحائط بجوارها لتتراجع خطوتين قبل أن يجذبها من مرفقها بـ شراسة هادرًا
-أنتِ هتستعبطي!..إنطقي أحسنلك ...
إبتلعت ريقها بـ توتر ولكنها أردفت كاذبة وداخلها تتضرع أن تنجو بـ بدنها
-فـ الحمام..فـ..فوق
-كانت رده كـ الهسيس:مُتأكدة!!..أصلي لو طلعت وملقتهاش صدقيني هتزعلي جامد مني...
لم تعلم بما ترد ولكنها أخفضت رأسها ليبتسم بـ قسوة كـ عادته ثم تشدق بـ فحيح
-ماشي..كدا وصلني الرد...
و بـ دون مقدمات تركها ورحل..لتتنفس الصعداء هامسة بـ أسف
-أسفة يا ست السديم...
كانت خطوات أرسلان سريعة حتى وصل إلى سيارته فتحها وصعد..دون تأخير كان قد أدار المُحرك مُتجهًا إلى منزلها
الحمقاء تظن أنها ستكون بـ مأمن منه سواء بـ جود ذلك الحشد..أو حتى ذلك الضابط "قُصي"..إبتسم إبتسامة مُميتة وهو يتذكر ذلك الضابط الشاب..ما يتشاركانه بـ الماضي لا يستطيع أحدهما إنكاره..على الرغم أنه لم يكن بـ الماضي السعيد..أو التعيس ولكن يكفي أنهما يتشاركان العديدة من الذكريات
************************************
صعد إلى شقتها وفتح الباب ثم أشار إليها بـ الدلوف..لتمتثل لأمره الصامت وإستدارت تواجهه وهو يقول بـ جدية لا تقبل النقاش
-طبعًا مينفعش أدخل معاكِ الشقة..بس كُلي أي حاجة وأنا شوية وهاجي أطمن عليكِ
أومأت سديم بـ صمت وأغلقت الباب بـ وجهه دون حديث..نزعت حذائها ذو الكعب وكذلك ثوبها لتُلقيه بـ إهمال فوق الأرضية الباردة ثم توجهت إلى غُرفتها
أخرجت ثياب منزلية..ثوب صوفي طويل يصل إلى رُكبتيها و يُحدد تفاصيل جسدها..وذو أكمام واسعة
توجهت إلى المطبخ وأعدت شطيرة سريعة من الجُبن وكوبٍ من العصير لتتوجه إلى الطاولة وشرعت بـ تناول الشطيرة على مهل
هي بأمانٍ الآن..لن يطولها ولن يستطيع المساس بها..هربت من عيناه وستهرب منه شخصيًا قريبًا..ستعود إلى منزلها المُسالم بعيدًا عن تلك المدينة وما طالته من أذى نفسي
سمعت صوت طرقات هادئة لتنهض وهي تظن أنه قُصي وقد أتى كما وعدها بـ الإطمئنان
توجهت إلى الباب وفتحته..وما أن طالعها أرسلان بـ نظراته حتى إتسعت عيناها بـ شدة وشهقت مُحاولة لإغلاق الباب ولكن حذائه الأسود أحال دون ذلك ليُمسك الباب ويدفعه فـ ترنحت وعادت إلى الخلف
دلف هو بـ كل هدوء وأغلق الباب خلفه..ليقف مُستندًا عليه يتأملها بـ صمتٍ أثار الرُعب بـ كل خلية من جسدها..لتردف بـ نبرةٍ مُرتجفة
-آ إطلع..آآ برة...
أستغرق أرسلان عدة لحظات بـ تأمله لها الصامت قبل أن يرفع عيناه إليها وتشدق بـ نبرةٍ ناعمة ولكنها جعلت سديم تنكمش على نفسها
-تبقي غبية لو فكرتي إن الظابط اللي قاعد فـ الشقة اللي قدامك دي يقدر يحميكِ مني...
حبست أنفاسها وتراجعت وهى تراه يتقدم منها وما زال يتحدث بـ نفس النبرة
-أنا لو عاوز أوصلك فـ أي وقت..هوصل..ولو عاوز أخد منك حاجة..هاخدها برضاكِ أو غصب عنك
-من بين أنفاسها اللاهثة هدرت:متقدرش..أنت لسه متعرفنيش...
مال بـ رأسه إلى الجانب بـ عبث ثم تشدق وهو يتوقف عن تقدمه
-وماله قدامنا وقت طويل نتعرف فيه على بعض
-قبضت سديم على كفيها وتشدقت:أنا مقتلتش مراتك
-حك فكه وقهقه قائلًا:منا عارف..وهو أنا قولت إنك قتلتيها
-إحتقنت عيناها لتهتف بـ حدة:وإيه لازمة اللي قولته من شوية دا!..أنت كذبت وفضحتني!...
عاد يُقهقه مرةً أُخرى ليعود ويتحدث بـ مكر مُتقدمًا منها
-تقدري تقولي حابب أهزر معاكِ..وأخلي اللعبة تحلو
-حركت رأسها بعدم تصديق هامسة:أنت يستحيل تكون بني آدم..أنت فعلًا شيطان زي ما بيقولوا
-مش حلو تكوني فتّانة على أهل البلد هنا...
أردف بها بـ سُخرية وهو على بُعد إنش واحدًا منها..لم تكن على دراية أنها قد وصلت إلى نهاية المطاف..من خلفها الحائط ومن أمامها هو..وأنفاسها هاربة منها
قريب منها لأول مرة بـ تلك الدرجة..حتى السابقة لم يكن بـ ذلك القُرب..جسدها المُرتجف يستشعر سخونته..وعيناه المُظلمة تُحدق بـ خاصتها الصافية..وثيابها تُغريه كـ رجل يجد حواء تردي ما يُحدد تفاصيلها الفاتنة..وعطرها الشذيّ يتخلل أنفه فـ يزيده تقربًا إليها..لم تجذبه إمرأة إلى هذا الحد..بل لم تفتنه وتُشعل غرائزه كـ تلك
-سديم...
همس بـ اسمها وهو يُغمض عيناه مُستمتعًا بـ لحنه بين شفتيه القاسيتين..عاد يُفرق جفنيه ثم همس وهو يُملس على خُصلاتها
-يا ترى قالوا لك إيه عن الشيطان!...
لم تتحمل الضغط الواقع عليها فـ هي تكاد تكون بين أحضانه..يُحاصرها بـ زاوية الحائط بـ جسده ويد تعرف طريقها خلف ظهرها والآخر تقبض على ذقنها..تنفست بـ إختناق وقد شعرت بـ رئتيها تنكمش من هول الخوف والرُعب اللذين ثقلا كاهلها
أما هو فـ أكثر من مُستمتع بها..يعلم أنه يبُث بها الرعب ولكنه يعشق إهتزاز حدقيتها تلك..وإرتجاف شفتيها الشهيتين..بـ مفهومه
المرأة جسد
والجسد فتنة
والفتنة شفتيها بـ تلك اللحظة
وهو رجل...
والرجل ضعيف
الضعف رغبة
والرغبة شفتيها .. وهو سيُلبي النداء
دنى منها إلى حد مُفزع وأنفاسه الهادرة تصفع وجهها بـ قوة فـ تُلهبه..ضربات قلبها تسارعت إلى حد ما فوق الطبيعة وعقلها لم يعد يتحمل فـ جسدها أُنهك بين يديه ليُقرر الرأفة بها ليفصلها عن العالم فـ تتهاوى بين يديه
عندما إقترب من الحصول على مُبتغاه..وجد جسدها يرتخي بلا أي مُقدمات فـ سارع بـ الإمساك بها قبل أن ترتطم بـ الأرضية الصلبة
حملها بين ذراعيه المفتولتين ليضعها فوق الأريكة بـ رفق..ذراعها المُلقى خارج الأريكة وضعه على معدتها..وخُصلاتها المُتناثرة فوق وجهها أزاحها بـ رفق لتتضح صفحته الشاحبة له
جلس عدة لحظات قبل أن يضع إبهامه على شفتيها وتحسسها بـ رفق..ثم قرب إبهامه إلى أنفه يشتمه بـ عُمق فـ تُثيره رائحتها القوية
بعدها لعق إبهامه بـ تلذذ ليهمس بـ جمود ومكر بجوار أُذنها
-شهية...
نهض أرسلان وجلس مُقابلًا فوق الأريكة..يضع ساق فوق أُخرى وذراعيه يفردهما فوق مسندها..عيناه تلتهم تفاصيل المسجية أمامه بلا حول أو قوة
وأثناء جلوسه بقى يُفكر..ماذا يجذبه بها!
خوفها!..ولكن الجميع يخشاه
أم إدعاؤها الشجاعة وبداخلها يرتعد خوفًا؟!
ولكن بـ كِلا الحالتين..هي إمرأة وآدم يحتاج حواء بـ حياته..ولكن لينتظر..ليلعب قليلًا بل كثيرًا قبل أن يجعلها ملكه..يُريد حواء تلك ولا غيرها..ستكون له
*************************************
هرولت سُمية بعدما إلتقطت أنفاسها عندما تذكرت رحيل قُصي مع سديم لتزف إليه الخبر المشؤوم
كانت تركض بـ أقصى ما تملكه من طاقة حتى وصلت البناية..توقفت عند أول الدرج تلتقط أنفاسها ثم بدأت الصعود
وصلت إلى الطابق الخامس وتحيرت..أتطرق باب سديم وتطمأن عليها!..أم قُصي!..ولكنها تخشى أن يكون قد طالها بـ الفعل فـ تكون هي الأُخرى فريسةً سهلة وأقل تقدير يقتلها
حسمت أمرها وإتجهت إلى شقة قُصي..طرقت الباب بـ خفة وهى تستدير بين اللحظة والأُخرى إلى الباي المُقابل حتى ظهر قُصي والذي ظن أنها سديم
تفاجئ عندما وجد سُمية وسألها بـ توجس فـ حدسه أخبره أن هُناك سوءًا قد حدس
-إيه في إيه!...
تلعثمت مُتهدجة فـ لم يفهم حديثها ليُشير بـ يده أن تهدأ ثم هدر بـ صرامة
-إهدي عشان أفهم وأعرف أتصرف...
وضعت سُمية يدها على صدرها وبـ نبرة مُرتجفة قصت عليه ما حدث
-بعد أمام مشيت يا سي قُصي..عملت اللي قولت عليه وقبل أما أطلع لاقيته فـ وشي وسألني على مكان ست سديم..حاولت أكدب بس والله عرف...
أظلمت عينا قُصي وهو يرفع رأسه إلى باب شقتها ولكنها سُرعان ما إتسعت مصعوقًا وهو يظن أنه معها الآن..وحدهما..هي بين يديه
دفع سُمية سريعًا ثم إتجه مُهرولًا إلى شقتها وطرق الباب بـ عُنف هادرًا بـ صوتٍ إتهزت له الحوائط
-سدييييييم!!!...
ولكن السكون كان رده الوحيد..ليعود ويطرق بـ عُنف أكبر حتى أوشك على تحطيم الباب وبـ صوتٍ جهوري عاد يهدر
-سديييم..إفتحي الباب..أفتح الباب أحسنلك...
وأيضًا لا رد..سُمية خلفه تضع يديها فوق رأسها وتنتفض مُرتعبة..المسكينة بين براثنه وحيدة
لم يجد قُصي بدًا ليتراجع عدة خطوات ثم دفع الباب بـ كتفه..أعادة الكرةْ عدت مرات حتى فُتح الباب على مصرعية
إندفع صارخًا بـ اسمها وعيناه تدور بحثًا عنها
-سديييييم!!!...
توقف لاهثًا وعيناه جاحظة تكاد تخرج من محجريهما وهو يراه جالسًا بـ هدوء..بـ وضعيته السابقة..وعيناه لا تحيد عن تفرسه..لم ينتفض أو يلتفت إلى قُصي..بل بقى مُعلقًا بها
تنفس قُصي بـحدة وهو يتقدم منه ينوي لكمه ولكن أرسلان كان أسرع منه يتفادى الضربة قبل أن ينهض وهو يُعدل سُترته مُتشدقًا بـ سُخرية
-أنت صحيح ظابط ومتدرب..بس برضو متستخفش بيا يا حضرة الظابط...
أمسكه قُصي من تلابيبه وهدر بـ شراسة
-عملت لها إيه يا حيوان!!...
وضع أرسلان يده على يد قُصي القابضة على ثيابه وأردف بـ نفس السُخرية
-هكون عملت لها إيه!!..ما هي قدامك أهي صاخ سليم...
نظر إليه قُصي بـ عينين قاتمتين وعضلات تتشنج غضبًا..ليضحك أرسلان قائلًا
-لو قصدك حالتها دي!..فـ هي اللي مألكتش..بقى دا جزاتي إني مسبتهاش ومشيت؟
-بـ نبرة تهديدية قاسية أردف قُصي:أوعى تكون مديت إيدك دي عليها لأني ساعتها...
هنا وتحولت سُخرية أرسلان إلى غضب ليُقاطعه بـ نبرة عنيفة و قوية
-هتعمل إيه!..هتفكر تمنعني عنها إزاي؟!..أنا حابب أسمع طُرقك العقيمة فـ منعي عنها...
أنفاس قُصي الحادة كانت تصطدم بـ وجه أرسلان ولكن الآخر لم يهتز له جفن..تشنجت عضلات فك الأول وهو يهمس بـ قسوة
-ساعتها هخلص كل القديم..كل دين عليك هتدفعه..وتمنه هيكون غالي أوي...
كانت عينا أرسلان ظلامًا دامسًا ما أن نطق قُصي بـ تلك العبارة..كور قبضته يمنع نوبة هياج عنيفة وغضب تُطيح بـ الجميع وأولهم ذلك الأحمق الذي يقف أمامه
لذلك حاول تنظيم أنفاسه الهادرة وتهدأة نفسه..قبل أن يردف بـ برود ثلجي
-متقولش كلام مش عارف إذا كان صح أو غلط..أنا مبدفعش تمن حاجة مليش إيد فيها..فـ مترميش فشلك عليا..يا حضرة الظابط...
ثم تحرك من أمامه عدة خطوات قبل أن يستدير وهو يرفع إبهامه دلالةً على تذكره شيئًا ليردف بـ قسوة
-لو عاوز أأذيها هعملها فـ وجودك أو غيابك..لما بعوز أعمل حاجة محدش هيوقفني..بس كله بـ وقته...
ليُكمل تحركه..نظر إلى سُمية الواقفة أمام باب شقتها ليبتسم بـ سُخرية فـ شهقت هي وتراجعت عدة خطوات
أكمل هبوط الدرج حتى وصل إلى سيارته..صعدها وأدار المُحرك قبل أن يُلقي نظرة أخيرة على شُرفتها ثم إنطلق بقوة حتى أصدرت إطارات السيارة صوتًا عال
أما بـ الأعلى كان قُصي يقف جامدًا مكانه لم يتحرك..وعيناه تشتد قساوة و تعتليها نظرة قاتلة ، حاقدة..كور قبضته حتى تجلت عروقه بـ شدة
إلتفت إلى سديم بعد عدة لحظات ليجدها على حالها..زفر بـ غضب وهمس
-مقدرتش أحميها وهي جنبي...
صمت قُصي قليلًا ثم جثى على رُكبتيه وظل يُحدق بها حتى قاطعته سُمية بـ سؤالها الخافت
-هتعمل إيه يا سي قُصي؟!...
إلتوى شدقه بـ شبه إبتسامة مُتهكمة فـ هو نفسه لا يعلم ماذا سيفعل..لينظر إليها ثم مط شفتيه دليلًا على جهله قبل أن تلمع فكرة خاطفة بـ عقله
نهض قُصي بـ بُطء لتعقد سُمية حاجبيها وتساءلت
-مالك يا سي قُصي!
-أنا عندي الحل
-تساءلت بـ لهفة:إيه هو!...
حدق قُصي بها لثوان قبل أن يردف بـ قوة و دون تردد