رواية لعنة الام وبناتها الفصل السادس 6 بقلم سوما العربي
فى فيلا يونس العامرى
يحلس عز بحرج شديد. يعلم أن طلبه مرفوض حتى قبل أن يطلبه. لم يريد القدوم من الأساس ولكن اصرار ابنه والحاحه المميت جعله يرضخ فى النهاية.
وامامه يجلس يونس المزهول ثم قال بجدية :ماتقول ياعز طالب القرب منى فى مين.
ابتلع عز ريقه بحرج وصمت فهذه ثالث مره يخبره انها تاج. هو من الأساس ظل يتأكد من ابنه لاكثر من سبع مرات انها تاج. كان يخشى عليه من غيره يونس على شهد.. الأمر الان أقوى وأشد.
تحدث ادهم بقوه فهو يريد الظفر بها. وتصرفات ابيه المتردده هذه لا تعجبه.
ادهم :تاج.. تاج ياعمى.
فى نفس اللحظة دلف مالك للداخل بغضب وقال:ده انت مصمم بقا.. انت ياض انت مش قولتلى من يومين وانا هزئتك.. ولااا.. تنسى حاجة اسمها تاج.. انت فاهم.
ادهم ببرود :تشكر... تشكر ياصاحبي.
مالك بحسم:ادهم.. بلاش تدخل صحوبيتنا فى النص.. انا لحد دلوقتي محافظ عليها حتى بعد الى انت قولته.. ياريت انت كمان تحافظ عليها.
ادهم :مش هينفع يا مالك.. خلاص خلى صحوبيتنا على جنب.. وجوزنى اختك.. انت عارفنى كويس وعارف انى هحافظ عليها.
مالك:ادهم.. انت رافع حاجة.. ده أنا أدري الناس بكل بلاويك اقوم اسلمك اختى.. انا عندى استعداد اسلمها لواحد من الى شغالين امن عندى ولا اجوزها لواحد زيك.
ادهم :ماتحسسنيش انك ملاك بحناحات.
مالك:بقولك ايه.. كلنا بنعمل الغلط بس مانرضاش يحصل لاهل بيتنا... وانت نفسك لسه عامل كده مه زين ولا نسيت.. لولا ابوك كان زمانكوا رافضين الجوازه دى.
قطع شجارهم حديث يونس:خلصتوا خناق يا بهوات ولا لسه؟ ولا كأن فى اتنين كبار قاعدين.
صمت الجميع فنظر يونس لهم قليلا مضيقا عينيه بتفكير وقال :عز.. انا هفكر فى كلامك ويومين إن شاء الله وارد عليكو.
مالك بغضب:تفكر فى ايه يا بابا.. هو مرفوض. انت مرفوض يالااا.
ادهم متهللا:هو قال هيفكر.. انت مالك انت.
عز :تمام يا يونس.. واتاكد اي ان كان ردك ايه.. ده عمره ما هيغير حاجة فى صداقتنا وشغلنا.
يونس:اكيد.
عز :نستأذن احنا بقا.. يالا يا ادهم.
مالك لادهم:يالا يا خويا.
ادهم :طب ماتزوقش.
بعدما انصرفوا قال مالك ليونس:بابا.. ممكن افهم ليه مارفضتش نهائي.
يونس مدعيا البرود:وارفض ليه.
اتسعت أعين مالك بزهول وقال:تاج لسة صغيره.. صغيره جدا.
يونس ببساطة :يستناها لو حابب.
زاد زهول مالك وقال بغضب:يستنى ايه.. ده ادهم.. ادهم الفيومى.. ده رافق نص ستات لندن انت اكيد بتهزر.
يونس:اممممم.. طب ومامنعتوش ليه... ليه مانصحتوش يرجع لربنا ويتوب سيبته ليه.
مالك:ياسيدي وانا مالى هو حر.. هو انا واصى عليه.. مايعمل الى هو عايزه.. هو يعني كان بيضرب حد على ايده.
يونس:اه بس كان ممكن تصلح منه.
مالك :الراجل من حقه يعيش وانا ماليش فيه.
يونس:طب اهو الى كنت سايبه يلف ويدور وساعات كنت بتعمل زيه كمان جه يتقدم لاختك.. كان ممكن توعية وتدله على طريق ربنا..
مالك :بابا... قاطعه يونس:ياسيدي وانت مالك هو طالب ايدك انت للجواز وانا مش واخد بالى.. ده طالب ايد بنتى.
مالك بقوه:بس دى اختى.
يونس بصرامه وغضب :اختك! اختك بأمارة ايه.. أنك سايبها سنين كل الى بينكوا اتصالات.. جاى دلوقتي تقول اختى.. وجورى كمان.. جاى دلوقتي تفتكر جورى.. سايبها 11 سنه ولا مكالمة ولا سؤال.. مش يمكن حبت حد تانى.. مش يمكن حد دخل فى حياتها وملاها... جاى دلوقتي تقول اختى وحبيبتى... عايز تاخد حبيبتك وتسافر وكمان تتحكم مين يتجوز اختك ومين لأ... ولا انت فاكر ان الزنا بس هو اللي غلط.. لا يا بيه.. الشرب غلط.. السهر مع الستات العريانه غلط.. انك تبعد عن ابوك واهلك واخواتك الصغيرين فوق ال11سنه غلط.. وجاى تلوم على ادهم.. مانت نسخه منه بس هو 100%وانت90%.
وقف مالك مبهوتا من كلام والده لا يعرف ماذا يجيب وماذا يقول.
تحرك يونس ناحية الباب ثم عاد اليه وقال :خطوبة جورى هتتم.. واحتمال كبير اوافق على ادهم لسة مش عارف بصراحة.
نظر له مالك برفض فقال هو :يابنى ربك مش بينزل من السما ياخد حق حد بأيده لأ ده بيسلط ابدان على ابدان.
قال ما قال بمنتهى البساطة وانصرف.
________________
فى البنك الذى يعمل به كريم وزينه.
يجلس امامها لا يعرف ماذا يحدث ولكن هناك شئ غير مفهوم.
وامامه تجلس هى بتركيز للعمل فقط.
كريم بضيق :لأ بقا هو فى ايه.
زينه بتفاجئ:فى حاجة يا استاذ كريم.. انا غلط في حاجة فى الشغل.
كريم :هو فى ايه يا زينه... بقالك يومين متغيره.. ايه الحكاية.
زينة :مش متغيره ولا حاجة.. انا ماعملتش اى غلطه في شغلى.
كريم:مش بتكلم على الشغل... انتى متغيره..متغيره معايا كده مش حاسك زى الاول.. حاطه كلامك معايا قل خالص.. هو انا عملت حاجة ضايقتك منى.
زينه :لا خالص والله ده حضرتك من الناس المحترمه جدا.
كريم :حضرتك ومحترمه! فى ايه يا زينه.. مالك انتى مش انتى. لو ضايقتك في حاجة مخلياكى متضايقه منى قولى انا مش حابب إنك تبقى متضايقه منى
نطرت له.. هل مافهمت صحيح.. هل يهتم لأمرها.. هل لايريد ان تتعامل معه برسميه.. لكن سريعاً ما وبخت حالها تبا لكى زينه انه قلبك من يريد ان يفهم هذا فقط. بالتأكيد يفعل ذلك مع الجميع فكريم رجل هادئ وقور ذو سيره طيبة بين كل زملائه وزميلاته. بالتأكيد لا يخصها بشئ.
كريم :زينه.. مش بتردى ليه... انا مضايقك اوى كده.
زينه:لأ خالص والله.. ربنا مايجيب زعل.. ده أنا حتى كنت لسه هعزم حضرتك على عيد ميلادي.. حفله كده صغيره انا وزين.
ابتسم كريم لها بحب وقال:طيب ينفع أعرف كده على اخر لحظه.
زينه:ده لسه على الساعة 7كده.
كريم:يعني مش فاضل يا هانم غير 3ساعات..عنئذنك.
زينه :رايح فين... الشغل لسه ماخلصش.
كريم :ورايا مشوار.
وتركها وغادر سريعا.
_______________
فى فيلا العامرى
انتفضت شهد من موضعها بحده وغضب:انت بتقول ايه يا يونس.. وازاى ماترفض فى ساعتها.
يونس:شهد اهدى.
شهد:اهدى ايه.. ادهم مين ده الى يتجوز بنتى.. لا وكمان تاج.. انت عارف هو عنده كام سنه.. ده اكبر منها ب13سنه.. ده اتجنن اكيد.
نظر لها بصدمه وقال:ده انا افتكرتك رافضه عشان العك الى فى حياته.. لكن رفضك عشان السن.
شهد بغضب :يونس... هو كله على بعضه غلط في غلط.. مشيه غلط.. فرق السن الكبير بينهم غلط... ده ماينفعش حتى يقفوا جنب بعض.. شكلهم هيبقى يضحط.. ولا انت عشان هو غنى ومليونير ابن مليونير خلاك نسيت كل ده.. انا اجوزها لزبال ولا اجوزها ليه.. اى شاب ابن حلال وعنده شغلانه ومكان يعيش فيه هجوزهاله.. لكن ادهم.. الى بينه وبينها 13سنه.
يونس بحزن:وفيها ايه يا شهد.
شهد باندفاع :فيها أنه ماينفعش.. انه اتجنن خالص.. هو بيفكر ازاى ده.. انا ايه اللي يخلينى اجوز بنتى لواحد زى ده.. لما هو يبقى عنده 50سنه هتبقي هى لسه فى عز شبابها.
ابتلع غصة مؤلمه بحلقه وقال :زيى انا وانتى كده صح؟
انتبهت على ماقالت ومافهمه وتقدمت منه وقالت بهدوء بعض الشئ عما سبق:يونس انا ما اقصد انا..
قاطعها بألم :انا كنت عارف ان اللحظة دى جايه جايه مهما اتأجلت.. بس ما كنتش اعرف انى.. انى هتوجع بالشكل ده.
تقدمت منه بلهفه وقالت بحب :يونس حبيبي... ماتفهمنيش غلط.. انت عارف انا بحبك اد ايه ومبسوطه معاك.. ولازم تفرق.. انت مش هو.. انت راجل محترم طول عمرك وقدرت تحتوينى وتخلي.. قاطعها هو:لو كنت عريس عادى ومتقدملك ماكنتيش هتوافقى.. اتجوزنا بسبب ظروف جبرتك على كده.. لكن لو مافيش الظروف دى ماكناش هنبقى مع بعض دلوقتي.
شهد بحزن:يونس ليه بتقلب فى الى فات.. ربنا هو الى رايد لنا كده... كان رايد اننا نتجوز ونكون لبعض.
بدون حديث اخذ سترته واتجه خارجا ولم يجيب عليها ولا على منادتها له فهى ودون ان تدرى ضغط على وتر حساس جدا لديه.
______________
بغرفة الفتيات تقف جورى وهى ترفع إحدى حاجبيها لتاج قائله :يعني ايه هتلبسى كمان شويه.. طب ماتلبسى دلوقتي وتيجى معايا.
تاج:لا.. انا لسه جايه من الدرس تعبانه.. شويه وهلبس.
جورى:تعبانه اه... تاج .. التوب الاخضر مايتلبسش فاهمة.
تلعثمت تاج فى الرد فهى قد كشفت:ظلمانى والله.. مظلومه ياناس.
جورى :ماشى... هيبان.. ولو شوفتك داخله بيه الحفله ولا هيهمنى حد.. انا مجنونه واعمل اى حاجة.
تاج بخفوت:عارفة عارفة.. هتجبيه من برا يعني
جورى :بتقولى ايه.
تاج :بقول انك هتتاخرى كده.
جورى:مش مرتحالك والله.
خرجت سريعا وهبطت الدرج وخرجت سريعاً حيث كان مالك يقف بغضب أمام ادهم الذى يناظره بتحدى وقوة.
مالك وهو يلكزه على صدره :انت ياض انت ماعندكش دم.. مش قولت مافيش تاج ولا فى جواز ورجلك ماتعتبش هنا تانى.
ادهم بدراما:بتتخلى عن صحوبيتنا بعد كل السنين دى.
مالك :ولاااا.. دى حاجة ودى حاجة.
ادهم :تمام.. يعنى بعد كل حاجه احنا صحوبيتنا زى ما هى.
مالك :بالظبط كده... وبرضه مافيش تاج.
ادهم:يا اخى انا مش عارف انت رافض ليه.. هتلاقى فين عريس زيى كده.
مالك :بقولك ايه الشويتين دول تعملهم على ماهى امك...مانا مابقاش شاهد على كل بلاويك واجى اجوزك اختى الصغيره عادى كده.
ادهم بسخرية :وانا لو كنت لاقيت صاحب عدل ياخد بأيدي وينصحنى كنت يمكن اتعدلت... لكن واحد مصاحب مالك العامرى هيطلع ايه.. إمام زاويه.
زفر مالك بضيق وقال بنفاذ صبر:انا عايز اعرف انت واقف هنا فى بيتى دلوقتي ليه.. هو انت كل شويه هتنطلنا هنا.
ادهم :النهاردة عيد ميلاد زينه وزين. وجيت اخد تاجى عشان اوصلها.
مالك بنفاذ صبر:برضه هيقولى تاجى.. ولاا انت مش اختك رايحه.. روح وصل اختك هى اولى بيك.
ادهم من بين أسنانه :ما الى اسمه زين بعد ما بابا بلغه بموافقته وهو واخد السكه رايح جاى وجه دلوقتي ياخدها الحفله.. ماشى.. يصبر عليا بس.. بقى انا اجوز اختى لبتاع البنات ده.
مالك بسخرية :ماعلش.. ماهو من اعمالكم سلط عليكم... يالا بقا هوينا.. انا هوصل تاج.
ادهم :طب تمام.. انا عادى.. انا جيت عشان صحوبيتنا مش اكتر.
نظر له مالك باستغراب فقال:اصل الامن بتاع الكومبوند بلغونى ان رامز على البوابه من برا وزمانه جاى ياخد حبيبتك دلوقتي.. هو صحيح بارد بس لايق عليها عنك... اوباااا..اهى جورى جت اهى وراك.
التفت مالك لها. وجد ملاك على هيئة بشر. ترتدى الفستان الأحمر الذى جلبه لها هديه. رغم انه فضفاض بعد الشى لكنه بارع الجمال عليها مع حجابها المناسب ومكياج هادي جدا. اتجه إليها وهو ينظر اليها بإعجاب وقال :احلى واحدة ممكن اشوفها.
ابتمست له بضربات قلب عاليه وهى تتأكد انه اصبح له وجود بداخلها.
ولكن جورررى. جورى.. اين هو اتفاقك. حاولت السيطرة على حالها فروحها دائماً خاضعة له. لا تعلم لما تجد نفسها تنفذ كل أوامره ولكن مهلاً يجب تغيير كل شئ. اين كان هو طوال كل تلك السنوات. لم يكن يحادثها حتى. ولا مره سأل عن حالها. كم مره مرضت هى. كم مره واجهة مشكلة ولم يكن هو موجود. والآن أتى ليتزوجها ويقتلعها من جذورها ويرحل بها. لا مالك لاااااا.
فاقت من شرودها على صوت مالك :جورى... مش بتردى عليا ليه؟
اسدعت الجمود وقالت :فى حاجة حضرتك.
رفع حاحبه قائلاً :حضرتى!؟...فى ايه يا جورى. ايه اللي قلب كيانك كده.
جورى مصطنعة الجمود:مافيش حاجة عشان تتغير اصلا.. وكمان مش وقت كلام انا متأخرة.
مالك بحده:بت.. ماتتظبطى كده بدل ما اظبطك انا.
لا تنكر. لقد ارتعدت بعض الشئ ولكن تمالكت نفسها وقالت:جرب تعملها كده.. وانا احيبلك خطشيبى يقطعك.
ضغط على شفتيه بغيظ وهو يكور قبضة يده وقال :تجبيلى مين يابنت شهد.
جورى:هو ايه بنت شهد بت شهد.. ماتجيبش سيرة امى على لسانك.. ايه ده فى ايه.
قالت الأخيرة وهى تعود للخلف بذعر منه وهو يتقدم منها بغيظ :ماهى شهد دى الى جننت ابويا.. تسكت... لا ازاى.. جابت واحده ملونه تجنن امى... لا وما استكفتش بكده.. قامت رايحه نسخه العن واضل سبيل جننت صاحبى وهتخسرنا بعض قريب.
تقدم منهم ادهم وهو يرى بداية ظهور جنان صديقه:انجز يا صاحبى.. الأعداء على وصول.
استمع له مالك وفهم مقصده فقال لها:يالا عشان اوصلك.
لملمت شتات نفسها وقالت بقوه واهيه:ايه ده لا طبعا.. انا خطيبى محرج عليا ماكلمش رجاله غرب.
حسنا لقد ختمتها بهذه الجمله.
قبض على كتفها وسحبها خلفه وهى تقول :ادك انا... بتستقوى عليا يا بن يونس.
لم يجيب إنما اغلق الباب عليها ووقف محتار بشده.
نظر له ادهم وقال بتلاعب:مش عارف اقولك ايه..خلاص خلاص يا صاحبى انا هجيب تاجى.
مالك :ادهممم.
ادهم:خلال مش هقول تاجى خلاص..انا هجيب تاج ادهم الفيومى ايه رأيك.. بذمتك مش اسم مزيكا... لايقه عليا جدا... كأنها... قاطعه مالك:ادددددهم.. مش وقته.. هتجيبها معاااااااك بس انا بحذرك.. فاهمني اكيد.. دولا أن حمزه في درس فى منطقة بعيده ماكنتش.. قاطعه ادهم بملل:أفضل لكلك انت كده.. واهو ابو بدله وكاب جه اهو.
قال ذلك وهو ينظر لسيارة رامز التى تدلف للداخل.
دخل مالك لسيارته وقادها متجاوزا ذلك الرامز فتقابلوا عند نقطة واحدة فابتسم له مالك بسخرية وكبر يخبره انها له وهو دائما من سيربح.
خرج مالك نهائياً من حديقه البيت. توقف أمام ادهم وسيارته وترجل بغضب فقال ادهم بسخريه:انت اكيد دخلت الشرطة كوسه.نظر له رامز بغضب فاكمل قائلاً :ماهو مش كل من عمل شنب أمير كراره بقا سليم الأنصاري.. ههههههه الله على شنبك.
تجهم وجه رامز واحتقن من الغضب ثوانى تهللت ملامحه وهو يرى النسخه الأخرى من جورى. إن كانت جورى رحلت فليوصل تاج تمتم رامز :انا جاى فى أى حاجة.
نظر ادهم حيث ينظر ذلك السمج. فوجد صغيرته تتقدم للخروج وهى تتلفت يميناً ويسارا كاللصوص.. هممم حسنا يبدوا ان شقيته فعلت شيئا او سرقت احدهم. هز راسه بحب ويأس ثم دفع ذلك الرامز بلا اهتمام فالتصق بسيارته وتقدم منها قائلاً بحب وهو يمسك يدها:فتتلفتى حواليكى كده ليه؟
تاج بحذر :ادهم هى جورى مشيت؟
ادهم:اه.
تنهدت براحه وقالت :الحمد لله.
ادهم بابتسامة استغراب :ليه فى ايه.
تاج:اصلى كنت عايزة البس التوب الاخضر بتاعها. وهى ماوقتش.. اصله لسه جديد وهى مالبستهوش اصلا. وطلبته منها كذا مره.
ادهم بحب:طيب خلاص ابقى قوليلها تانى.
تاج بكبرياء :لاااا.. أنا عندي كرامه بطلب الحاجه من اختى مره واحده ولو ماوافقتش بسرقها.
قهقه ادهم بحب عليها وهو يغرق بعشقها يوم بعد يوم بسبب روحها الجميله. فهو قد اعجب بجمال شكلها وانتهى الأمر ولكن جمال روحها يغرقه كل يو أكثر وأكثر.
ادهم بحب:طب يالا عشان اوصلك.
تاج:اوكى.
تقدم منهم رامز بابستامه سمجه بعدما تعافى قليلا من دفعة ادهم القاتله وقال:أهلاً أهلاً انسه تاج.
همت لتجيب ولكن ادهم بقرف:أهلاً.
رامز:اتفضلى معايا اوصلك.
ادهم:بس يا بابا.
ازاحه بعيدا عن طريقة وقاد باتجاه منزل زينه.
_____________
بسيارة زين
يجلس وهو يقود سيارته بسعادة فمنذ يومين أخبره عز بموافقته على خطبته لابنته. يحبها كثيراً ولم يكن يدرى.. كثرة الفتيات حوله شغلته قليلا وهى أيضاً ابتعدت فجأة ولم يعد يعلم عنها شئ لسنوات. ولكنه الان معها ولها.
على المقعد المجاور تجلس هى وهى سعيدة جدا جدا ولكن لا تظهر ابدا. فهذه احدى طباع حواء.
تكتف ذراعيها امام صدرها وترفع انفها بشموخ طفولى مضحك. تنظر للجهه الاخرى في محاولة لاظهار انها غير راضيه عن تلك الخطبة وتلك الزيجه وهذا ما اخبرته به أمس حين حادثها بالهاتف..
ابتسم زين وهو يقول بتلاعب يقطع الصمت :اول مره اشوف فى زمنا ده واحدة مغصوبه على الجواز. اشاح بوجهه عن الطريق ونظر لها بعبث قائلاً :بطل الكلام ده بقا.
حنين بشموخ:لا مين قال كده.. مغصوبه طبعا.. اصل بابا صعب.. صعب جدا.. صعب اوى.
قهقه بوسامه وتاهت به لثواني ولكن تمالكت نفسها بقوه.
توقفوا فى احدى اشارات المرور. وبلحظه كانت إحدى الفتيات تلوح له من سيارتها بغنج مستفز.
تظاهر هو أنه لا يرى ولكن حنين لكزته بقوه وغيظ بمرفقه:كلم يا نحنوح.. حبيب قلب البنات.
زين بدراما:نحنوح.. فى بنوته رقيقه تقول لخطيبها الى هيبقي جوزها يا نحنوح.. ده أنا لو الشاويش ذكريا يعرف.
حنين:ماتغيرش الموضوع.
تحرك زين بسيارته سريعا فقالت بغضب:ايه جريت كده ليه.
زين ببساطه :الإشارة فتحت.
نظرت له بغيظ وصمتت.
_________________
وصلوا لمنزل زينه وهى صامته طوال الطريق. اوقف السياره بغضب وقال:هو سيادتك مش بتتكلمى ليه.
جورى:وهو انت سيبت لسيادتى اى قرار.. انا كان المفروض اجى الحفلة مع خطيبى.
مالك بغضب :خطيبك منين.
جورى:هو ايه الى خطيبك منين.. ده خطوبتنا الأسبوع الجاي كمان.
مالك :وماله.. هنشوف الموضوع ده.. اتفضلى قدامى.. واياك تروحى فى حته تفضلى جنبى ماتتحركيش.
جورى:ربنا يسهل.. وترجلت من السيارة
مالك :ماشى.. والله لاربيكى من اول وجديد.
بعد قليل وصلت سياره ادهم هو الآخر فترجل منها سعيدا وفتح السياره لحبيبته فابتسمت له قائله:طب وعليا النعمه جان وجنتل مان.
ضحك بحب عليها وقال :عشان تعرفى بس.
تاج:لأ مانا خلاص شوفت... بقولك ايه.. خبينى بقا كده وانا داخله من جورى.
ادهم :ليه.
تاج:ايه يابنى مانتش شايفنى لبست التوب بتاعها.
ادهم بحب:ما اخدتش بالى.. اصلى ماركزتش فى اللبس اد ماركزت مع الى لبساه.
.كان يتحدث بصدق وهو متعجب من نفسه فهو دائما كان يدقق فى اجساد النساء مع ملابسهم المفصلة ولكن مع الحب كل شئ مختلف.
تقدموا للداخل تزامنا مع قدوم سياره رامز.
ترجل منها بسخط وذهب باتجاه منزل زين.
____________
بمنزل زينه وزين.
كانت أجواء عيد ميلاد هادئ مع زينه بسيطه.
هدايا قيمه وجميله من كل الاصدقاء.
تقدم كريم للداخل بهدوؤه المعتاد وشخصيته المتزنه والتى تخطف لب الفتيات لوقاره وهيبته.
ناظره ادهم المتفاجئ من وسامته الحقيقة وكذلك مالك بغيره شديده.
لم ينتبه اساسا لأحد. إنما تقدم منها مبتسما وقال:كل سنه وانتي طيبه يا زينه.
ابتسمت باتساع وقالت :وانت طيب يا استاذ كريم.
كريم :كريم بس يازينه.
تقدم زين وهو يجد صديقه متجاهله تماما ويقف مع اخته وهو الذى من المفترض انه جاء هنا لأجله.
وقف فى المنتصف بينهم وقال ببلاهه:وانا عاطف معاكو هنا في الحفله.
ضحكت زينه بشده ومعها كريم فقال:كل سنه وانت طيب يا صاحبي.
زين بحاجب مرفوع :وانت طيب.
فهم كريم على نظرته فهم شباب مثل بعض وقال :عايزك لوحدنا دقيقه.
زين بتوجس:وماله اجى.. اتفضل قدامي يا بيه.
ذهب كريم للتحدث مع زين واندمج الجميع بالحفل.
دخل رامز بعضب ووقف امام مالك وقال لجورى:انتى ازاى تركبى معاه هو.. انتى.. قاطعه مالك بغضب :صوت امك ده مايعلاش.. انت ازاى تعلى صوتك عليها اصلا.
رامز:انا خطيبها وهبقى جوزها.. يعنى ليا كل الحقوق.
مالك:شطبنا.
رامز:نعم؟يعني ايه؟
مالك :يعني شطبنا مافيش ولا جواز ولا حتى خطوبه.
حاولت جورى التحدث فأخرسها بنظرة عينيه. دار رامز نظره مع نظراتهم لبعض فعلم ان بينهم شئ.
مالك :يالا اتفضل هوينا بقى مش عايز اتخانق في بيوت الناس.
تحرك رامز بغيظ وقال:ماشى.. بس انا كلامي مش معاك... انا ليا كلام تاني مع يونس بيه.
نظر لاثره بغيظ الى ان اختفى. حول نظره لجورى التى تنطر له بغضب وقال:ايه.. كملى العصير يالا.
جورى:ياسلام وكأنك ولا عملت حاجة.. اباجوره انا فى النص.
مالك:مش وقته احنا برا البيت لما نرجع نبقى نشد فى شعر بعض.
وبلا إرادة ابتسمت على هذا التشبيه وكذلك ابتسم هو الآخر.
انتهى كريم من التحدث مع زين وذهب باتجاه زينه.
بينما زين المتفاجئ ذهب ليحادث امه كما اتقف مع كريم.
تقدمت احدى الفتيات من زين فوقف قليلا يرحب بها فهى إحدى اقاربه. وهناك من تناظرهم بغيره وغيظ.
تقدمت منهم ووقفت وهو تكتف يديها حول صدرها وقالت بسماجه:مساء الخير.
انتبه زين لها وعلم انه الآن من المفقودين. ولكن رحمه مرور والدته من امامه فناداها سريعا واتجه ليحادثها.
وقفت زينه امام الفتاه وقالت:ماتعرفناش.
الفتاه:انا ندا.. بنت خالة زينو.
حنين:زينووو..
ندا:اها.
تقدم زين لهم مجددا فقالت حنين :زينو اه.. بصى انا مش بغير عليه... بس ابوكى راجل بصيلوا.
ثم تحركت بغضب وذهب هو خلفها مزهول.
وقف كريم امام زينه وقال:ممكن نفطر بكرا مع بعض.
زينة بحرج :ماهو...
كريم :انا قولت لزين.. واكمل بغمز:ومامتك كمان.
زينه باعين متسعه فبدت اجمل والطف :يعني ايه.
كريم بتلاعب:هقولك بكرا على الفطار.. ودلوقتي يالا نطفى الشمع.
زينه بفضول شديد والحاح:والنبي والنبي قوووول.. الفضول قاتلنى.
كريم بوسامه :ههههههه. لا خليكى كده... ههههههه عشان تدخلى السنه الجديده بفضولك ده.
زفرت بسخط طفولى. فابتسم بحب ومسك يدها لاول مرة فانتفضت القشعريره بجسدها ونظرت له بزهول. ابتسم مجددا باتزان وسحبها أمام الجميع ليذهبوا لإطفاء الشمع وباقى فتيات العيله تناظرها اما بفرحه لها او غيره وهم يرون اهتمام هذا الوسيم الأشقر ذو العيون الزرقاء بها.
كانت حنين تسير بغضب تجاه السلم للنزول فلحق بها زين على آخر لحظة.
مسكها بقوه وقال :ايه يا مجنونه رايحه فين.
حنين بغضب:هسيبك مع البنات يا زينو.
زين بتلاعب:ايه غيرانه.
نظرت له بغضب ثم اشاحت وجهها عنه بلا كلمه.
نظر لها وقال باصرار:غيرانه والله.
اندفعت قائله:اه.
تفاجئ جدا وسعد بذلك بشدة وقال بحب:مش حقك تغيرى ابدا.
نظرت له بحزن فقال هو:ايوه لانى مش هاممنى ولا فارق معايا اى واحده فيهم.. كل الى تهمنى.. هى حبيبتي الى بحبها من وانا صغير.. البنت الشقرا ام عيون خضرا.. الى ياما طلعت عينى..
اتسعت اعين حنين.. اهو كذلك مثلها.. يحبها منذ الصغر.
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت:زين انت.. قاطعها وهو يومئ بحب:ايوه يا حنين.. انا بحبك من واحنا أطفال.. بس دخولى كلية الشرطة غير شوية حاجات.. وانتى بعدتى وبعدها... قاطعته بحب ولهفه:انا بعدت عشان انت كنت اتغيرت وكنت عارفه علاقاتك بكل البنات اللي انت تعرفهم فكنت ببعد اكتر واكتر.
نظر لها بتفاجئ اهى الاخرى مثله.
زين:يعني انتى حاسه نفس الى حاسه ناحيتك من واحنا لسه صغيرين.
هزت رأسها بخجل فاقترب واحتضنها بقوه فقالت بتفاجئ :زززززين.
قال هو بضحك بجانب اذنها:حضن برئ والله.
ضحكت هى وابعدته عنها وقالت :حضن برئ مع زين فاضل.. هنضحك على بعض.
ضحك ومسك يدها وقبلها وقال بمرح:ده انا هروح ابوس البت ندا دى.
نظرت له بغيظ وشراسه فقال:ماهو لولاها مكناش بقينا مصارحين بعض دلوقتي... ياااااه انا مش مصدق والله.
حنين :لأ صدق.
قبل يدها مجددا بحب وقال:طيب تعالي عشان نطفى الشمع مع بعض.
شبكت يدها بيده ودلفت للداخل معه.
______________
يومان مروا ويونس حزين جدا من شهد وابتعد. لأول مرة منذ سنوات يبتعد هكذا.. يحاول أن لا يظهر شيئا أمام ابناؤه. وهى تحاول معه باستماته وحب ولكنه مازال غاضب حزين.
دلف عز الفيومى الى مكتبه بناء على ميعاد سابق بينهم وجلس امام يونس الذى تحدث قائلاً :بص يا عز... احنا صحاب وشركا قبل اى حاجة ومافيش حاجه هتأثر على الى بينا.
عز :اكيد يا يونس.. ده احنا الى بينا سنين.
يونس :كويس اوى.. بص بقا.. الاتنين الجزم إلى انا وانت مخلفينهم دول عايزين يتربوا.
صمت وهو يتمتم بخفوت:ومافيش غير بنات شهد الى هيربوهم.
عز:بتقول ايه ماسمعتش آخر جملة.
يونس:بقول أنى هعمل معاك اتفاق وحقك ترفض او توافق.
عز:تمام قول.
يونس:انا هوافق مؤقتا على خطوبة ادهم وتاج.
عز بتفاجئ:معقول.
يونس:اهدى بس واسمعنى... البهوات سافروا واتغربوا وسابوا اخواتهم وكانوا مقضينها برا.. فاهمني طبعا... انا هربى مالك وادهم في وقت واحد.
وبعد حديث طويل قال يونس:انت طبعا حر عايز توافق وافق عايز ترفض حقك.
عز:لأ انا موافق.
يونس مبتسماً :تمام.. كده مش فاضل غير انى أعرف تاج وان شاء الله هحاول اخليها توافق هى مش بترفضلى طلب... وعلى فكره... لو حابب تعرف ادهم فهموا... هو بنى ادم برضه وانا مش حابب العب بمشاعره.
عز:هشوف.. سيبها بظروفها.
انتهى الحديث وتوجه كل الى بيته واخبر عز ادهم الذى طار فرحا ولم يبالى حتى أنها خطبه تحت الاختبار وليست بشكل صحيح ودائم فهو سيفعل اى شئ ولكن لتبقى جنيته له.
اما يونس فقد لاقى صعوبه كبيرة لإقناع تاج بخوض هذه اللعبه ووعدها ان الامر لن يطول كثيراً فهو يعلم أن لديها مذاكره وهى بمرحلتها النهائية من الثانوية العامة.
دلف لغرفته وجدها تجلس بابها حله تنتظره وكم كانت فاتنه هكذا.
تقدمت منه قائله بحب واعتذار :كفاية بعد بقا يا يونس.. انا مش اد بعدك عنى.. عمرى مانمت بعيد عنك.. جاى بعد السنين دى كلها وتعمل كده.
رغم الحنين الذى بداخله ولكنه حزين منها فقال:قولت ارحمك من العجوز الى كابت على نفسك والى اضطريتى تتجوزيه عشان الظروف.
شهد:معقول يا يونس بعد كل الى بينا وكل الى حصل حوالينا وبعد كل السنين دى بتقول كده.. انت عارف ومتاكد من جواك انى بعشقك.. لو اعترضت على فرق السن الى بين تاج وادهم ده لأن مش كل الناس انت مش كل الرجاله يونس العامرى.. انا خايفه على بنتى.. وتاج مش زيى.. تاج بتحب الحياه والناس وعايزه تنطلق.. افهم يا يونس وفرق.. تاج مش انا وادهم مش انت.. انا وانت مناسبين لبعض وبنحب بعض لكن حتى تاج مش بتحبه.
زفر بقوه وقال:تعالى اقعدى يا شهد هفهمك.
علمت انه لم يصفو لها بعد ولكنه سيفهمها ما يدور بعقله فقط. وبالفعل بدأ هو باخبارها بكل شئ.
_________________
فى الصباح على الإفطار وبحضور الجميع قال يونس لمالك:ممكن افهم ايه اللي عملته مع خطيب جورى ده.
مالك ببساطه :والله انتو شايفينوا خطيبها انتو حرين لكن انا مش معترف بالخطوبه دى.
يونس:امممم عندك حق.. عشان كدا الجمعه الجايه خطوبه جورى ورامز وتاج وادهم.
جحزت عيون جورى من المفاجأة. ماذا خطوبه رسميه؟!!مهلاً مهلاً.. ماذا!؟ ادهم وتاج؟ كيف هذا مستحيل.
قام مالك من مقعده بغضب و خرج للحديقه. وبعد طول تفكير رفع هاتفه بخبث وقام بالاتصال على احد الأرقام الى ان جاءه الرد:الو.. كيرا... انه انا مالك العامرى.. نعم نعم صديق ادهم... كنتى تريدين ادهم لكى... حسنا.. ستاتين لمصر فهو على وشك الزواج.. انا ساساعدك.... ستخبرين والدته انكى حامل منه.. نعم.
صرخ بقوه وقال:لااا ابوه لأ ده صايع ومش هتدخل عليه.... لالا لا أقول شئ.. فقط قومى بحجز اول طائرة.
واغلق المكالمه وهو يقول:بتلعب ابابا.. وانا هطلع لمين يعني.. ماهو ليك.. افضى انا بقى للست جورى هانم والبأف التانى ده.
قالها وهو يتوعد بداخله بالكثير والكثير