رواية لهيب الروح الفصل الخامس 5 بقلم هدير دودو
وقف فاروق يدور حول عصام في أرجاء الغرفة بعصبية مفرطة بادية فوق قسمات وجهه المتشنج، تنعكس من عيناه الحادة الغاضبتين، والآخر يقف أمامه كالمذنب بلا رد فعل منه، باغته عندما أمسكه من أطراف قميصه، هتف صائحًا بعصبية حادة
:- أنتَ اتجننت… ماهو مفيش تفسير للقرف اللي عملتها غير أنك اتجننت
شعر الآخر بالتوتر، لا يعلم بماذا يجيبه،لم يستطع الدفاع عن ذاته لذلك أخفض بصره أرضا مغمغما بتلعثم وتوتر طغى عليه بشدة من رد فعل عمه الحاد الطباع
:- ي….يا عمي أنت بس مش فاهمني البت دي كانت شايفة نفسها عليا ، كانت فاكرة أنها هتقدر تهددني وتخوفني حبيت أعرفها مين هو عصام الهواري واسم عيلة الهواري اللي مينزلش ابدا يا عمي
بالطبع هو ليس أحمق ليصدق ذلك الحديث الغير مقنع له ، لذلك صاح به بحدة غاضبة ولهجة مشددة صارمة
:- ولا اتعدل أحسنلك الكدب دة مش عليا دة أنت حتة عيل لا راح ولا جه اسم عيلة مين اللي بتقوله أنت هتستهبل البت عجبتك وطلبت معاك وسا*ة وهي مرضيتش فازاي مترضاش، القرف بتاع امك اشتغل بقى وعملت عملتك دي.
هرب بعينيه أرضا خائف مما سيفعل معه ، نعم هو يخاف وبشدة ،يكره خوفه وضعفه وكل ما به ،تحدث مردفا بيفوت وضعف
:- ا…ايوة يا عمي ب…بس والله ما كنت عاوز يحصل كل دة أنا اتجننت لما رفضتني ازاي واحدة تقولي أنا لأ.
هوى بصفعة قوية فوق وجنته جعلته يصمت تمامًا من حديثه الثرثار الذي بلا أهمية مثله
:- تقوم قا’تلها يا زباله يا حيوان يا وس* دي عيلتها مش هتسكت بجد هتفتح علينا أبواب كتير احنا في غنى عنها بسبب قرفك دة ما أنا جايبلك واحدة تطلع عليها عقدك وقرفك ومحدش هيعرف حاجة رنيم اهي تحت رجلك لازم قرف برة.
أسرع محاولًا الدفاع عن ذاته حتى يحاول كسب عمه نحو صفه مرة أخرى لذلك تحدث مغمغمًا بتوتر
:- والله يا عمي ما كان قصدي اقـ ـتها، هي اللي مستحملتش اللي حصل وماتت لوحدها مش أنا السبب ما رنيم بتستحمل عادي يا عمي.
شدد على أحرف حديثه بعصبية شديدة تملكت منه من حماقة ااذي أمامه، يود أن يخلص عليه بيديه لينال الراحة من أفعاله ذات نتائج وخيمة، فقد كان الشرر يتطاير من عينيه الحادة والقسوة تبدو بوضوح فوق قسمات وجهه
:- يعني ايه ما’تت لوحدها يلا، يا غبي ياللي مبتفهمش في حاجة غير أنك بتتشطر عليهم هما بس عقلك دة فاضي مفيهوش غير مصايب..
ضربه بقوة حادة فوق رأسه، وأردف متحدثًا بوعيد وتهديد شديد
:- بص يلا وكتاب الله أن ما اتعدلت ولميت قرفك لأكون واخد رنيم دافنها بإيدي وابقى شوف عقدك دي هتطلعها على مين، وأنت عارفني لما أحلف بكون جد في اللي بقوله..
حرك رأسه نافيًا بذعر وخشية من تلك الفكرة الماكرة التي تفوه بها عمه، والذي على علم أنه من الممكن أن يقوم بتنفيذها، لذلك تمتم بخوف اعتراه
:- ل.. لا لأ خلاص يا عمي مش هعملها تاني بـ… بس سيبلي رنيم.
ظل يتفحصه الآخر بعينيه الحادة المصوبة نحوه وغمغم متحدثًا بخشونة والقسوة بادية عليه
:- هسيبهالك البت دي اشبع بيها بس يكون في علمك قسما بالله لو حد من عيلة الشافعي عرف حاجة أو هيعمل حاجة أنا مش هتدخل المرة دي لأمتى هلم وراك تبقى روح لأمك تلمها هي، أنا المرة دي برة عن الحوار دة كله.
وقف كما هو ينظر بعينيه أرضا بعجز، متمتمًا بنبرة متوترة
:- مـ… ماشي يا عمي.
سار نحو الخارج تارك الغرفة بأكملها ملتقطًا أنفاسه بصعداء وكأن لم يوجد هواء في الداخل..
هو في الحقيقة لم يحب رنيم ولا تعنيه في شئ، هي فقط مجرد شئ ليس له قيمة اعتاد فقط على وجودها في حياته، اعتاد على ممارسة قوته عليها، صمتها التام واستسلامها له، خضوعها لأفعاله، اعتاد على خوفها من أفعاله المختلة، ورهبتها منه..
❈-❈-❈
جلست رنيم في غرفتها تفكر في خطوتها التي قررت أن تفعلها بمساعدة ذلك الشخص الذي لم تعلمه حتى، لكنها كما يقال اصبح لم يهمها الأمر، لا تعلم لماذا تعيش حتى الآن؟! هي ذات حظ تعيس شئ لم تر مثله عند أحد ولم تتمناه لأحد، الحل الصحيح هو قتله كما بدأت تفعل.
عادت بذاكرتها متذكرة بقية حديثها مع محسن الذي وعدها بتنفيذ ما طلبها منه مقابل حصوله على المال
تحدثت توضح له مقصدها بقسوة والشر يلتمع داخل عينيها
:- إيه اللي مش مفهوم، ايوة عاوزك تقـ تل جوزي عصام..
طالعها بعدم تصديق لطلبها التي تتفوهه ببرود وكأنها طالبة منه أمر مألوف، حك ذقنه بتفكير وتمعن، وأسرع يرد عليها ببعض من السخرية
:- لأ هو مش حوار مش مفهوم بس أنتِ فاهمة أنتِ بتطلبي إيه مني؟
اومأت برأسها أمامًا، وأردفت متمتمة ببرود وحدة
:- أيوة عارفة وفاهمة بطلب إيه، بعدين ما أنتَ كنت مستعد تقـ تله وتدخل فيه اللومان بس تاخد فلوسك أنا بقى بقولك اعمل كدة وهديك الضعف كمان مرتين تلاتة يبقى تقـ تله ولا لأ؟
وزع نظراته عليها بتمعن وتفكير شديد والطمع بادي بوضوح من عينيه لذلك أردف مغمغمًا بطمع رائد
:- اقـ تله وماله… اعتبري عصام الهواري مات، بس كدة الحسبة والفلوس هتختلف دة أنتِ هتبقى أرملة عصام الهواري يعني هتطولي كتير وكتير أوي فأنا لازم اطول من الحب جانب برضو زي ما بيقولوا
رمقته بازدراء ونظرات محتقرة مقللة منه، وتحدثت مردفة بضيق وحدة
:- ايوة يعني قول من الآخر كدة عاوز كم عشان نبقى متفقين؟
رد مجيب إياها بطمع والجشع ملتمع داخل عينيه
:- اتنين مليون واعتبري عصام بيتدفن اهو كمان وتقريله الفاتحة.
غمغمت بكره ضاري وعينيها تلتمع بالشر مذكرة ذاتها بكم الأذى والوجع التي تعرضت لهما على يد ذلك المختل المريض
:- دة ميتقريلوش فاتحة خالص، دة يستاهل القتل مية مرة.
وزع نظراته عليها بتمعن شديد، ثم تحدث مردفًا بمكر
:- ايه كل الكره دة هو الصراحة أنتِ ليكي حق في اللي بيعمله فيكي أنتِ بالذات، ابقي غني على روحه لما اقـ تله، بس أنتِ مش خايفة أني اقوله عليكي وعلى اللي عاوزاه.
ضحكت ببرود شديد، وتمتمت بجمود ولا مبالاه
:- لأ مش خايفة وآخر همي أني أخاف انك تقوله، أنا معنديش حاجة اخاف عليها دلوقتي، استنى مني اتصال ابلغك عشان تنفذ اتفاقنا وتاخد فلوسك.
ابتسامة زينت ثغره لتلك الفرصة الذهبية التي آتت إليه، ورد عليها مردفًا بجدية
:- بس كدة حاضر هبلغك بكل حاجة قبل ما اعملها…
فاقت من شرودها على صوت باب غرفتها الذي دق للتو، قطبت جبينها مستنكرة فلم يوجد أحد في ذلك المنزل الملعون يدق الباب قبل أن يدلف إليها، همهمت بهدوء
:- اتفضل ادخل.
وجدت سما شقيقة جواد هي مَن تفتح الباب مبتسمة بهدوء وهتفت بمرح
:- ازيك يا رورو عاملة إيه يا حبيبتي؟
حمدت ربها كثيرًا أنها كانت مرتدية فستان طويل يصل إلى كاحليها ذو أكمام واسعة يغطيها بالكامل، بغطي جروح جسدها التي تملأه، ابتسمت في وجهها هي الأخرى، وتمتمت مجيبة إياها بخفوت
:- الحمدلله كويسة، أنتِ اللي عاملة إيه؟
اقتربت جالسة بجانبها محتضنة إياها بحب وتمتمت بهدوء ومرح
:- أنا كويسة وزي الفل، مش بشوفك قاعدة تحت كل ما اجي فقولت اطلع اشوفك ياستي.
طالعتها بتوتر لم تعتاد على التحدث معها، لكنها تمتمت بهدوء وتعقل
:- لأ عادي مش بحب انزل تحت كتير كويس إنك طلعتي.
اكملت حديثها متسائلة باهتمام محاولة في إخفاؤه مدعية الجدية
:- وطنط جليلة عاملة إيه وجواد عامل ايه مجوش ليه معاكي؟!
لم تفهم حقيقة سؤالها تود التأكد من حديث والدها، هل هي لديها مشاعر لجواد شقيقها أم سؤالها طبيعي ليس له علاقة؟! توقفت عن التفكير لتستطع ترد عليها، غمغمت بهدوء مبتسمة
:- الحمدلله كويسين بس أنتِ عارفة ماما مش بتقدر تيجي كتير وجواد شغله بقى واخده مننا خالص.
واصلت حديثها مرة أخرى متسائلة بتبصر
:- أنتِ والدك ووالدتك عاملين إيه؟
شحب وجهها بضراوة وبدا الحزن عليها لم تفهم سما ما الذي حدث لها فجأة، فغمغمت بتوتر وابتسامة باهتة
:- أنا آسفة متزعليش لو ضايقتك كنت بسأل عادي.
حركت رأسها نافية وابتسمت بشحوب وتوتر قبل أن تجيبها بحزن مدفون داخل قلبها
:- لـ.. لأوعادي أنا كويسة مفيش حاجة.
ظلت رنيم تواصل حديثها معها بمرح، شاعرة بالارتياح للحديث معها، منذُ زمن ولم يدلف الإرتياح قلبها، دومًا قلبها يشعر بالرعب والخوف، قلبها ينقبض داخل صدرها مستمعة لدقاته الخائفة المرعوبة مما يحدث لها..
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع…
كان الجميع مجتمع في منزل فاروق الهواري
نهض فاروق مقتربًا من جليلة زوجته، وتحدث من بين أسنانه مغمغمًا بعصبية حادة محاولًا اخفاءها وكأن بداخله بركان مشتعل من الغضب
:- بقولك إيه شوفي اتصلي ابنك فين، والله ما هعديله عمايله دي.
ابتسمت بتوتر ابتسامة شاحبة حتى لا يلاحظ أحد من الجالسين عليها شئ، وتمتمت بخفوت وتوتر في محاولة لتهدئته
:- ا… اهدى يا فاروق عشان خاطري، براحة اتعامل براحة بس، هتصل اشوفه تلاقيه بس عنده شغل، ما أنتَ عارف طبيعة شغله.
طالعها يضراوة وعينيه مثبتة عليها بغضب عارم بسبب أفعال ابنه الذي يظن أنه يفتعلها عند عمد، غمغم بضيق وعبس
:- اخلصي طيب يا جليلة قومي كلميه وخليه يجي حالًا اتأخر اوي.
اومأت برأسها أمامًا، ونهضت متمتمة بخفوت وقلق
:- حـ…حاضر حاضر هشوفه اهو.
ابتعدت عن الجميع حتى لا يستمع أحد إلي حديثها مع ابنها وقامت بالإتصال عليه، تمتمت متسائلة بخفوت وتوتر
:- الو يا جواد، أنتَ فين يا حبيبي واتأخرت ليه كدة مش قولتلك تعالي بدري ومأكدة عليك الصبح قبل ما تمشي عشان ابوك انهاردة عازم مرات عمك وأروى وعصام ومراته.
أغمض عينيه ضاغطًا فوقهما بضراوة شاعرًا بانفطار قلبه بحزن ويشقه نصفين، رد عليها بوجع مؤلم
:- مش هقدر يا أمي، جواد المرة دي مش قادر بجد، قلبي فيه وجع هيزيد وهيغلي لما اشوفها معاه، أنتِ اكتر واحدة عارفة اللي جوايا.
صمتت لبرهة لا تجد حديث ترد به عليه، شاعرة بحزن يملأ قلبها لعلمها بألم ابنها وعدم قدرتها على فعل شئ لأجله، تنهدت بصوت مسموع قبل أن ترد عليه مغمغمة بنبرة مترجية ضعيفة
:- طب عشان خاطري…عشان خاطري يا جواد والله يا حبيبي أنتَ عارف لو مجيتش أبوك هيعمل إيه، هو عاوز يلم الكل فبلاش عشان خاطري تبعد، دة حتى هو اللي أصر على عصام يجيب مراته ما أنتَ عارف أنها مش بتيجي، تعالى يلا يا حبيبي كلنا مستنيينك.
حمحم عدة مرات بضيق، وتنهد مردفًا بعدم رضا وتذمر
:- طب بقولك إيه ما تقوليله أن أنا في مأمورية ومش هعرف اجي غير الصبح أحسن من دة كله.
تحدثت متوسلة بضعف محاولة التأثر عليه
:- مش هينفع يا جواد والله ما هينفع المرة دي لازم تيجي دة مأكد عليا من امبارح أني أقولك وأنا قولتله الصبح أنك فاضي وجاي.
التقط أنفاسه بصوت مسموع شاعرًا باليأس لفشل محاولة هروبه من تلك المقابلة التي ترهق قلبه وتضعفه بشدة، وأردف بضيق ونفاذ صبر
:- حاضر يا امي حاضر عرفيه إني جاي مسافة السكة وهكون عندك مش هتأخر.
أغلقت معه الهاتف وسارت نحو الداخل أخبرت فاروق بهدوء
:- كلمته يا فاروق وهو جاي دلوقتي أهو في الطريق.
اومأ برأسه أمامًا من دون أن يعقب على حديثها..
بعد مرور القليل من الوقت ولج جواد المنزل بثقة وخطوات واسعة واضعًا قناع الجدية والبرود أمام الجميع، وجه بصره نحو مديحة _زوجة عمه_ وغمغم متسائلًا بجدية تامة وتعقل
:- ازيك يا مرات عمي عاملة إيه؟
وزعت بصرها عليه من أعلاه إلى أدناه بعدم رضا لجديته وطريقته الحادة معهم، لكنها ردت عليه بهدوء
:- الحمدلله يا حبيبي كويسة، يارب أنتَ تكون كويس
اومأ برأسه أمامًا، وهمهم ببرود من دون اهتمام
:- كـويـس الحمدلله.
جلس معهم في صمت تام يتناولون الطعام، كان يختلس بصره من حين إلى آخر لرؤيتها وهي تتناول طعامها بشرود وذهن مشتت، فاق من تفكيره بها على صوت والده الذي حمحم بجدية ورزانة
:- في حاجة مهمة بقى لازم تتقال رسمي عشان نفرح كلنا.
علم جواد مقصد والده من ذلك الحديث، شاعرًا بالغضب الشديد يجتاحه أذا كان ما يظنه صحيحًا، بالفعل انتبه له الجميع ليعلم ماذا يريد؟!
اكمل حديثه مبتسمًا بسعادة
:- خطوبة جواد ابني على أروى بنت اخويا وبنتي حبيبتي الشهر الجاي، جواد جه وحدد المعاد ناقص رأي عروستنا القمر بس.
أسرعت أروى ترد بلهفة وبدت معالم الفرحة عليها
:- اكيد طبعا يا عمي موافقة.
صمتت بعد ذلك مدعية الخجل، لكن عينيها كانت على رنيم تطالعها بدقة والانتصار ملتمع في عينيها.
اتسعت بسمة مديحة سعادة تفوق وصفها، بينما جليلة كانت على عكسها تمامًا فقد هوى قلبها داخل صدرها بخوف، قلقة لما يفعله زوجها من دون العودة إليها، قلقة مما سيحدث بين جواد وزوجها..
وها قد بدأ الجميع بالمباركة لبعضهم..
شحب وجه رنيم بحزن أسرعت في إخفاءه حتى لا ينتبه إليها أحد، معنفة ذاتها بقوة ضارية لإخفاء ضعفها وحقيقة مشاعرها، متمسكة بقوة بدموعها تحبسها داخل عينيها حتى لا ينتبه إليها أحد، قلبها يعتصر ألمًا وحزنًا بداخل صدرها، تود الذهاب مسرعة والهروب من ذلك المكان متمنية عدم مجيئها اليوم
استمعت إلى صوت أروى الشامت بها بسعادة
:- إيه يا رنيم يا حبيبتي مش هتباركيلي أنا وجواد مش سامعالك صوت يعني..
ابتسمت ابتسامة شاحبة من بين حزنها الطاغي عليها، وغمغمت بخفوت
:- لـ… لأ طـ… طبعًا، اكيد هباركلك مبروك يا أروى، مبروك يا جواد باشا عـقـ.. عقبال الفرح.
أغمض عينيه ضاغطًا فوقهما بضراوة غاضبة، يود أن يصرخ على الجميع وينهي تلك الفقرة الشبيهة بالمهزلة التي تحدث الآن، هو لن يصمت والأمر لن يمر بسلام بل فقط ينتظر ذهاب الجميع ليفهم لما فعل ذلك بوالده من دون العودة إليه في ذلك الأمر الهام الذي يخصه وحده!؟
وجه فاروق بصره نحو ابنه متجاهلًا نظراته المصوبة نحوه كالسهام الحادة المشتعلة بغضب، وغمغم بتعقل وهدوء
:- إيه يا جواد يلا خد خطيبتك وقوم اقعدوا برة مع بعض لوحدكم.
ازدادت نظراته حدة وغضب، يود أن يقف ناهي لتلك المهزلة التي تحدث حوله، لكنه سينتظر فقط ذهاب الجميع، ظل كما هو لم يتحدث ولم يتحرك من مكانه، لكنه وجد والده يعيدها عليه مرة أخرى كما أنه يفعل شئ طبيعي مألوف
:- يلا يا جواد قوم خد أروى واقعدوا برة.
نهض من مكانه بشموخ وعصبية يخفيها عن الجميع بمهارة وسار للخارج بخطى واسعة من دون أن يلتفت نحو أروى لكنها أسرعت خلفه تسير بخطوات شبه راكضة حتى تلحق به جالسة بجانبه بهدوء مدعية الخجل والحياء اللذان ينقصونها
بعد مرور بعض الوقت الذي مر عليهما بصمت تام، جواد منشغل في العبث بهاتفه ببرود تام متجاهل وجودها بجانبه تمامًا.
شعرت بالغيظ الشديد من فرط تجاهله لها، لذا حمحمت عدة مرات بخفوت وتمتمت متسائلة بملل
:- إيه يا جواد، مش مركز معايا يعني هو في حاجة شغلاك ولا إيه؟
تطلع نحوها باقتضاب وضيق يبديان بوضوح فوق ملامحه، ورد مجيبًا ببرود وكذب
:- لأ ابدا شوية حاجات في الشغل بفكر فيها مش أكتر.
تعلم أنه كاذب يخدعها بالطبع لكنها ابتسمت باصطناع وتمتمت بهدوء وخجل
:- ا… أه الصراحة ليك حق يا جواد أنتَ الشغلانة بتاعتك صعبة أوي يا حبيبي.
طالعها باستنكار رافعًا حاجبه الى أعلى، وتحدث مغمغمًا بتهكم ساخرًا
:- حبيبك!! إيه حبيبك دة؟!
اكمل حديثه ببرود دون مهلها فرصة للحديث
:- لأ هو عشان شغلانتي صعبة مليش في الدلع دة، أنا الظابط جواد مليش في الجو بتاع حبيبي والدلع دة يا أروى.
شحب وجهها بغيظ شديد مبتلعة سبها له في جوفها بغضب عارم، تحدثت مردفة بضيق
:- معلش يا جواد بس مكنتش اعرف أن ملكش في الدلع وكدة، قولت اتكلم بدل ما أنتَ ساكت كدة.
رد عليها باقتضاب وضيق من دون النظر إليها بل كان مستمر في عبثه بالهاتف متجاهل وجودها معه
:- وأنتِ عاوزاني اتكلم في إيه
سبته بداخلها سرًا العديد من المرات ودت أن تنهض ذاهبة تاركة إياه، لكنها عليها التشبت في تلك الفرصة الذهبية التي أُتيحت لها، فاقتربت ممسكة بكفه بهدوء، وتمتمت متسائلة بدلال مصطنع
:- كلمني عن شغلك، عنك مثلا بتحب إيه وتكره إيه كدة يا جواد.
جذب كفه من بين يديها، وسار مبتعدًا عنها بعدة خطوات إلى الخلف، وغمغم بجدية حادة
:- شغلي كويس وأنا كويس أوي يا أروى.
اكمل حديثه متسائلا بحدة وعينيه تطالعها بنظرات غاضبة مشتعلة
:- هو أنا يا أروى كنت بقول دايمًا أنك زي مين؟
شحب وجهها عالمة جيدًا مقصد حديثه، لكنها طالعته متسائلة بعينيها وتمتمت مدعية عدم الفهم
:- لأ مش فاهمة قصدك، تقصد إيه يا جواد؟
ابتسم ساخرًا مأومأ برأسه أمامًا عالم بكذبها عليه، لكنه رد عليها بتبجح وعصبية
:- أنتِ نسيتي لما كنت بقول أنك زي سما اختي ولا إيه يا أروى؟
شحب وجهها بضراوة شاعرة بالإحراج الشديد من طريقته معها، فأردفت متسائلة بغضب وصوت مرتفع بعض الشئ
:- جواد أنا مش فاهمة قصدك أنت عاوز أيه دلوقتي؟ عمي قايل أنك أنتَ اللي عاوز تتجوزني إيه لازمة اللي بتقوله دة بقى
زجرها بحدة وعنف ضاغطًا فوق كل حرف يتفوهه، بعد أن طالعها بنظراته الحادة المصوبة نحوها بعصبية كالسهام الحادة
:- لأ بقولك إيه أعرفي أنتِ بتتكلمي مع مين كويس أوي، أنتِ قدام جواد الهواري صوتك يوطى وتتكلمي عدل، بقول ندخل نشوف في إيه جوة بقالنا كتير.
مد يده أمامًا مشيرًا بالتحرك وسار خلفها ببرود تام.
لم يستطع منع ذاته من النظر نحوها، ينظر إليها بنظرات ولا أروع، نظرات عاشقة متيمة بها، عنف ذاته على فعلته التي ستجعل الجميع ينتبه إليه، شاعرًا بقلبه شبيه للشمعة المضيئة التي تحترق بنيران ملتهبة تحرق قلبه وروحه وكل ما به..
غمغم عصام بجدية تامة وبعينيه نظرات غير مفهومة
:- عمي تعالى جوة عاوزك في شغل مهم.
نهض فاروق معه نحو غرفة مكتبه الخاص وطالعته متسائلًا بعدم فهم وحدة
:- إيه يا عصام في إيه، وإيه الشغل المهم اللي عاوزني فيه.
وجه نحوه هاتفه بيدين مرتعشتين ومعالم الخوف بادية فوق وجهه، تحدث متمتمًا برعب وعدم انتظام
:- بـ… بص كدة… يـ… يا عمي اتبعتلي إيه
مسك الهاتف وظل يقرأ ما به عدة مرات يود التأكد من صحة ما يقرأه، ثم صاح بعصبية وحدة ممسكًا به من ياقة قميصه بغضب
:- ولا بقولك إيه أنا مليش فيه والحوار دة أنا برة عنه، امشي أنتَ بقى وابقى خد اللي تاخده لكن أنا تنساني المرة دي.
طالعه بضعف شديد والخوف مسيطر عليه، وغمغم بضعف وقلق
:- يـ… يعني اعمل إيه يا عمي، اللي هتـ… هتقوله هعمله.
ضسق عينيه مفكرًا بتركيز ودقة، ثم هتف بجدية ولهجة حازمة مشددة
:- أنت تروح في المكان بتاعك دة وكدة كدة محدش عارفه اقعدلك فترة ارتاح فيها وهدي أعصابك وكل حاجة هتبقي تمام.
أومأ برأسه أمامًا بجدية بينما فاروق سار نحو الخارج بشموخ تارك إياه خلفه لاوال الرعب والقلق يسيطران عليه..
بعد انتهاء جلستهم جميعهم الذي كانت ثقيلة على قلب جواد منتظر نهايتها بنفاذ صبر ليفهم ما حدث؟! نهضوا مستعدين للذهاب اقترب فاروق من مديحة هامسًا لها بجدية متخللها بعض الهدوء
:- أهو يا مديحة عملت اللي أنتِ عاوزاه وهتموتي عليه بس كنت مستني الوقت اللي يعجبني مش اكتر البركة في بنتك بقى تخليه يحبها.
ابتسمت بسعادة لتحقيق ما كانت تريده وتسعى إليه متحدثة بفخر شديد
:- ماشي يا فاروق اختار براحتك، بس أنتَ كمان عارف أن اروى بنتي مفيش زيها ومحدش هيبقى احسن منها لجواد عشتن دي أروى الهواري أنت عارف دة كويس أوي.
لم ينكر صحة حديثها، لذلك أومأ برأسه صوب الأمام وسار معهم نحو الخارج وتحدث لزوجته بجدية وحزد
:- أنا هروح أوصلهم مش هينفع يمشوا كدو لوحدهم.
اومأت رأسها أمامًا وردت عليه بقلق شاعرة بالخوف يقبض فوق قلبها مما ينتظر عائلتها بعد فعلة فاروق المباغتة للجميع
:- مـ… ماشي يا فاروق بس متطولش.
سار الجميع بالفعل بصحبة فاروق الراضي تمامًا لما فعله اليوم بدون الشك، شاعرًا أن ذلك الأفضل له ولولده الذي يرى أنه لم يقف معه يومًا في أي شئ يحتاجه، هو دومًا يتعامل بشخصيته المختلفة عنه تمامًا لم يتذكر مرة واحدة اتفقا فيها سويًا..
❈-❈-❈
صاحت جليلة متمتمة بـ اسم ابنها محاولة تستوقفه شاعرة بقلق عليه
:- جواد… جواد استنى… استنى هيجي ابوك وهنفهم منه كل حاجة ونعرف ليه عمل كدة.
ولع سيجارة اخرى يشربها بعصبية محاولًا كبت عصبيته حتى يعود والده بالفعل لكنه لم يستطع فبداخله نيران قادرة على حرق الأخضر واليابس بأكملهم، تطلع نحو والدته بغضب ضاري وتمتم بضيق ضاغطًا فوق اسنانه محاولًا التحكم في ذاته
:- هستنى يا أمي هستني غصب عن عيني مش بمزاحي أصلًا، هستنى عشان هو كل مرة بيعمل اللي عاوزه وعمره ما رجعلي بس مش في دي، دي بالذات كان لازم يرجعلي فيها.
لم تجد الرد المناسب لترد به عليه وعلى حديثه التي ترى جزء كبير ىه صحيحًا، طالعته بحزن كبير ودموعها هبطت فوق وجنتيها مما يحدث بينهما فتلك ليست علاقة أب بأبنه او ابن بوالده، ما بينهما ليس هو إلا علاقة مضادة تفسد جميع المشاعر
الصحيحة المتواجدة بينهما.
استوقفته مرة أخرى متسائلة بخوف مضطرب
:- طب استنى، أنتَ رايح فين دلوقتي كدة؟
أجابها بضيق ووجع متملك من كل أنش في قلبه المحترق الآلم
:- هروح الشغل لغاية ما يرجع هطلع غلبي وهمي فيه من اللي بيعمله فيا كل مرة.
طالعها بغيظ وغضب وقد تحولت عينيه بغضب أكبر متمتمًا بحدة ولهجة مشددة
:- بس المرة دي مش هتعدي يا أمي مش هتعدي لأنها مينفعش تعدي، أنا مش عيل صغير عشان يعمل فيا كدة.
أغمض عينيه بوجع وقهر، ثم أكمل بسخرية لاذعة يتخللها الأسي والكمد
:- دة حتى البنات دلوقتي بيتاخد رأيها قبل ما تتجوز وبيبقى ليها حق الرفض..
سار من أمامها بخطوات واسعة سريهة يريد الفرار من ذلك المنزل سيذهب إلى مكتبه في القسم يخرج حزنه وضيقه في عمله الشئ الوحيد المحبب إليه والأهم أنه استطاع الحصول إليه أمام معوقات والده القاسية عليه..
❈-❈-❈
خرجت رنيم من المرحاض مرتدية قميص بيتي من اللون الأسود وجلست بوجه مكهفر صامتة تنتظر ما سيفعله بها ذلك المختل..
خرج من الشرفة الخاصة بالغرفة وظل يطالعها بتبجح يرمقها بنظراته الوقحة التي تشعر أنها تخترقها متمنية التخفي من أمامه مسرعة ليتها تتمنى فعلها ستفعلها بلا تردد..
ظل مثبت عينيه عليها بوقاحة جعلها تشعر بالتوتر والتقزز منه ومن هيئته، ثم أردف بشهوة وتبجح
:- تعالي يلا.
طالعته بضيق شاعرة بالإختناق مما يحدث لها على يده، وتسائلت مدعية عدم الفهم
:- هو إيه اللي تعالي؟! اجي فين؟
ضحك ساخرًا مقتربًا منها بحدة ضغط فوق ءراعها بقوة شاعرة بقبضته كالقبضة الحديدية فتأوهت متألمة لكنه لم يبالي بل هتف بحدة غاضبة
:- أنتِ هتستهبلي عليا يا *** أنتِ فاهمة كويس أنا عاوز منك أيه.
حاولت تجذب ذراعها من بين قبضته بألم لكنها فشلت، فتمتمت بعناد وبرود
:- أه عارفة اللي أنت عاوزه وأنا بقى مش عاوزة تعبانة، أنتَ ايه مش بترحم بجد.
اومأ رأسه بصفاقة وبرود شديد، وأردف مغمغمًا بلا مبالاه
:- اه مش برحم وعمري ما هرحم واحدة زيك، وأخلصي بقى لو عاوزة تعدي ليلتك من غير ما ايدي تعلم عليكي وعلى جسمك اللي بقى متشوه كله.
لأول مرة تستمع إلى كلمة منه وتؤثر بها، لكنه محق هي حقًا أصبحت مشوهة بسببه وبسبب علاماته علامات ضربه، واقترابه التي دومًا يتركها عليها، تشوشت عينيها من الدموع، شاعرة بوجع وانكسار شديد في قلبها، حاولت أن تدعي اللامبالاه والبرود وأردفت بحفوت وقهر
:- التشوهات دي بسببك يا عصام واوعى بقى عشان أنا مش عاوزاك، مش عاوزاك تقربلي كفاية كدة وابعد عني وسيبني.
نظرت داخل عينيه بقوة وكره شديد، واكملت حديثها بلهجة غاضبة
:- طلقني، طلقني وابعد عني سيبنب في حالي كفاية لغاية كدة، أنتَ خدت مني كتير.
صمتت لوهلة وأكملت بتهكم ساخرًا
:- لا كتير إيه، أنتَ يعتبر خدت مني كل حاجة، أنا بكرهك بجد ومبكرهش قدك في حياتي.
ازداد من قبضته فوق ذراعها مسببًا لها ألم شديد شاعرة بفك ذراعها في يده، وتحدث أمام وجهها بهمس كفحيح الافعى
:- اكرهيني يا رنيم، أنا مش عاوز غير أنك تكرهيني وتفضل نظرة الخوف دي في عنيكي كل ما أقربلك، بعدين انا لسة هفضل معاكي مش هسيبك غير لما أخد روحك بين ايديا ودة وقت ما أنا أحب.
ابعدت وجهها عنه لأجل أنفاسه الحارة القذرة التي تلهب وجهها كالنيران المتأهبة شاعرة أن خطوتها التي بدأت بها لقـ تله على حق وصواب كان يجب أن تفعلها منذ دهر للتخلص منه هو جحيم حياتها، ستتخلص منه قبل أن يفعلها هو معها.
وقفت أمامه بتحدي وردت عليه بكره شديد وغيظ يملأ قلبها
:- عـ… على فكرة بقى أنتَ متقدرش تعمل معايا حاجة.
اغتاظ من وقوفها أمامه وتحديها له، شعر بالغيظ والضيق من ردها عليه فلجأ لطريقته السادية التي تشعره بقوته معها دومًا، هوت بيده فوق وجنتها بقوة وألقاها أرضًا لينهال بعدها بالعديد من الضربات القوية لها، ركلها برجله بضراوة عدة مرات وصرخاتها المتألمة تعلو تشق جدران المنزل بأكمله، يرى أنه ذلك يفرض رجولته وقوته عليها لم يعلم أنه بذلك يدمر رجولته تمامًا
دموعها تسيل بلا توقف من ألم جسدها وقلبها وروحها، جذبها من شعرها وألقاها فوق الفراش بعصبية ثم مزق القميص الذي ترتديه وبدأ في مرحلة أخرى من مراحل عذابها، مرحلة أصعب بضراوة، تجدد كرهها له وللحياة بأكملها على يده، متمنية الموت لها وله، تريد الانتقام منه ومن تلك الحياة التي فعلت بها كل ذلك..
ظلت تبكي بخفوت ووجع مما حدث لها على يده، قدمها لم تعد تتحملها للوقوف، والألم يسري في جسدها بأكمله من بعد فعلته التي تجعلها تكره ذاتها..
بينما هو كان يجلس ببرود تام مولع سيجارته ينفخ دخانها باستمتاع شديد وانتصار وفخر لرؤيته لها تعاني متألمة بضراوة بسببه، غمغم مبتسمًا بشماتة
:- درس بسيط أهو عشان بس تعرفي تلمي نفسك كويس ومتنسيش مين هو عصام الهواري ويقدر يعمل فيكي إيه في أي وقت.
رمقته بكره وقهر مشمئزة منه ومن أفعاله التي ليس لها اي صلة بالتباهي المرتسم على وجهه، لم تستطع أن ترد عليه فضلت الصمت لإنهاء ليلتها مسرعًا متحاشية أي حديث معه..
❈-❈-❈
في الصباح الباكر..
هزها عصام بعصبية ليوقظها صائحًا بها بغضب
:- قومي يلا يا *** أنتِ اخلصي.
فتحت عينيها بضعف وألم تطالعه بذهول مستنكرة طريقته فهي لم تفعل معه شئ دومًا يذهب من دون أن يوقظها، تمتمت متسائلة باستنكار وتعجب
:- إيه، في إيه مالك؟
غمغم بعصبية، والقلق ينهش في قلبه، يديه ترتعش بخوف مريب لم تفهم سببه
:- قـ… قومي يلا بسرعة حضري شنط لينا عشان ماشيين من هنا..
شحب وجهها بخوف والرعب تملك من قلبها خائفة من أن يفعل بها شي او يقـ تلها كما أخيرها ليلة أمس، تمتمت متسائلة بخفوت وقلق
:- لـ… ليه قصدي يـ… يعني هنروح فين احنا على طول قاعدين هنا.
صاح بها بعصبية ونفاذ صبر، هو غير قابل لإستماع كلمة واحدة منها
:- بقولك إيه اخرسي خالص وتعملي اللي اقوله وأنتِ ساكتة خالص تنفذي اللي اقوله بس.
نهضت بخفوت ورعب متملك من كل أنش في قلبها لكنها نهضت في صمت تام وبدأت بتحضير الحقائب شاعرة بعدم راحة من قراره المباغت لها، تمتمت بضعف وخفوت بعد أن انهت فعلتها
:- أ.. أنا خلصت.
أخذها وسار نحو الأسفل بخطى سريعة واسعة يجر إياها خلفه فسارت هي الأخرى بخطوات شبه راكضة وقلبها سيتوقف بداخلها من الخوف الذي ولازال تهديده لها يرن داخل أذنيها وعقلها..
ركبت السيارة معه في صمت مقررة أن تحاول التودد إليه حتى تجعله يعود عن فكرة قـ تلها، محاولة أن تقنع ذاتها أن كل ذلك خرافات من عقلها بسبب تفكيرها الدائم في قـ تله تلك خرافات ليس لها معنى هو لن يفعلها بها.
شعرت بقلبها يهوى بداخلها برعب عندما وجدته يسير في طريق غير ممكن اجتيازه خالي من أي شئ، ترى حولها أماكن لم تعلمها من قبل، لا تعلم أين أصبحت لكنها وجدته أوقف السيارة في مكان خالي يوجد به منزل متدهور حالته مكون من طابق واحد وحوله بعض المنازل لكنها قليلة وكأن المكان معزول تمامًا، شعرت بقلبها سيتوقف قبل أن تترجل من السيارة خاصة بعدما رأت نظراته المرعبة لها متمتمًا لها بحدة مرعبة أخافتها
:- يـلا انزلي..
❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈
يتبع….