رواية فؤاد وليلة النعماني الفصل الخامس 5 بقلم ميفو السلطان
كانت ليله تجلس بالخارج وحالتها تدمي القلب ولا تعرف لماذا تحول الى تلك القسوه.
ليدخل عليها سعيد ويهتف ايه ليله مالك شكلك مش كويس برضه فؤاد بيه.
لتتنهد وتصمت.
ليبتسم هو ويقول خلاص انا هاخش اكلمه واشوف فيه ايه.
لتهتف.. ما فيش حاجه يا مستر سعيد ما فيش حاجه حصلت.
ليقوم هو يدخل على فؤاد ليجده في حاله مريعه ليهتف.. ما لك يا كبير في ايه.
لينظر اليه فؤاد ويهتف.. في حاجه سعيد.
فقال له…. لا شايفك يعني زعلان وليله بره زعلانه قلت اشوف في ايه.
فقال له…. ما فيش حاجه يا سعيد خليك في حالك.
ليقول سعيد ما هو ده برده حالي يا باشا.
ليقطب فؤاد جبينه وينظر اليه ليبتسم سعيد ويقول ايوه يا باشا ما هي ليله هتبقى حالي.
ليتوجس فؤاد وينظر اليه.
ويهتف…. قصدك ايه.
ليبتسم سعيد ويقول… قصدي اننا هنبل الشربات ونفرح يا باشا.
ليهب فؤاد ويهتف.. تفرح تفرح دا يعني ايه انت بتقول ايه انت.
قال له… باقول ايه يا باشا هو حد يكره الحلال ليله بنت ما تتسبش وابقى عبيط لو سبتها لحد حته بونبونايه عايزه تتاخذ بالراحه.
ليندفع فؤاد ويذهب اليه ويمسكه من ملابسه ليصرخ… انت بتقول ايه يا مخبول انت . لتدخل ليله مرتعبه لتجده يمسك سعيد من رقبته لتقترب مسرعه في ايه في ايه فؤاد بيه في ايه.
ليهتف سعيد…. ما اعرفش ما اعرفش انت. كنت بقله اني عايز اتجو…
ليصرخ فؤاد ويقاطعه.. اخرس.. لينظر اليها فؤاد بقهر ليقول… انت ايه اللي دخلك انا طلبتك انت.
لشعر بالحزن والقهر لتعتذر وتخرج ليلتفت هو لسعيد ويهتف…. اخر مره اسمعك بتتكلم عنها ولا تفكر فيها.
ليهتف سعيد.. يا باشا في ايه بس
ليصرخ… فيه ما فيش ما لكش دعوه بيها وخلاص ده اللي انا قلت عليه ولو عرفت انك قربت منها هاكون ممشيك من الشغل انت فاهم ولا ما انتاش فاهم
ليرتبك سعيد ويهتف.. خلاص يا بيه خلاص ولا كانك سمعت ليستدير و يخرج.
ليقف فؤاد وقلبه يشعر بقهر غير عادي ودماؤه تسلخ عروقه. ليفكر هل سيحتمل ان ياخذها غيره.. علم انها سترحل. ظل فؤاد واضعا يديه علي راسه يشعر بالخنقه تحيطه من كل مكان… فتح ازرار قميصه ليتنفس لم يعد يطيق ما هو عليه بعد ان ادرك انها راحله دون محاله… لقد اوجعها بشده وجعلها تنزف من الداخل كان يعلم انها تقاومه طول الفتره الماضيه وتحاول الحفاظ علي قلبها كانت دائما تذكره بمكانتها كسكرتيره الا انه كان يضرب بكل ذلك عرض الحائط..ميفو ميفو. كان ينتهز اي فرصه ليبث عشقه لها دون ان يعترف بذلك.. كان يحاول ان يجعلها تقع في عشقه وحبه.. وهنا ادرك نعم اخيرا ادرك ان النعماني يحب ليله وانها اصبحت كروحه وفي تلك الحظه وقف ووجهه قد من الحديد وقرر ان ليله ستكون باي شكل ليلته هو…. ليلة النعماني..
احس فؤاد براحه شديده بعد ان اعترف بينه وبين نفسه بذلك ولكن مايجعله يتالم كونه لا ينجب.. هل سيكون انانيا حتي لا يخبرها بمصابه.. وهنا جعله الشيطان يقرر ان يخبئ عليها وانه سيكتب لها الاموال الطائله وانه سيجعلها ملكه واميره تطلب فيستجاب لها وانه سيصب عليها العشق صبا .. احس بان صدره انتفخ من السعاده بعد ان قرر الحصول عليها وانه سيتزوجها شائت ام أبت.
عند تلك اللحظه رجع فؤاد ذو القلب الطيب وبان اللين علي وجهه وتغير موده الي العكس تماما وكان سينتظرها علي احر من الجمر في الصباح ولكنه احس بوجع ليعلم انها ستبيت ليلتها حزينه فقرر ان يتصل بها…ميفو ميفو
في تلك الاثناء كانت ليله قد انهت عملها وخرجت وظلت تمشي شارده لا تحس بشئ… ماذا فعلت في دنياها حتي تشعر بكل هذا العذاب.. بماذا اجرمت.. خبطت بقبضتها علي قلبها لعله يصمت عن الوجع كان الوجع بداخلها يجعل الغصه في حلقها مميته.. هيا فتاه بسيطه لم تسعي اليه وصدته اكثر من مره ولكنه ثابر علي ان يخطف قلبها دون مجهود كبير.. كانت فتاه رقيقه حانيه تحب اللين واللطف وكان هو يعاملها كالجوهره.. فلماذا فعل ذلك لماذا جعلها تصعد معه اللي اقصي السماء ثم رماها من عليي… ماذا فعلت له كانت الدموع تجري علي وجهها دون ان تدري وهيا تهيم في الشوارع.. ثم اوقفت تاكسي واتجهت لمنزلها دخلت الي البيت واخذت حماما وتوضات وصلت وجلست تناجي ربها لعل الوجع ينتهي لعل تلك الخناجر تبتعد عن قلبها… ظلت تدعو ربها بالثبات.. الي ان رن جرس الهاتف.. وما ان وجدت اسمه علي الهاتف لم ترد ماذا يريد منها ظل التليفون يرن ويفصل اكثر من مره وفؤاد علي الجهه الاخره كالمجنون ينتظر ان ترد عليه… وبعد فتره قررت ان ترد وما ان فتحت التليفون
سمعته يقول.. والله اسف..
تجمدت للحظه فقد سمعت تلك النبره المحببه اليها ولكنها لم تصدق اهي خيالات ام ماذا… لم تجب..
قال…. والله لو مارديتي لاكون تحت بيتك حالا انا اصلا بلف في الشارع من الصبح…
تجلدت وتجمدت وقررت ان ترد.. وقالت.. فيه حاجه يا فؤاد بيه تؤمرني بيها…….
سمعت تنهيده منه… هو انا زعلتك اوي كده هو انا كنت حيوان اوي كده…
احست باندهاش شديد.. ولكنها لم تنجرف معه.. وقالت…. خير يا فؤاد بيه.
ليصرخ انا مش بيه..
لتستعحب… فيه ايه.. انا مش فاهمه حاجه حضرتك بتتاسف ليه وايه الكلام ده ماحصلش حاجه لكل ده.
قال…. طب لو قلتلك اني بحبك و َماقدرش اعيش من غيرك هتقولي ايه ..
عند تلك اللحظه قفلت السكه في وجهه من رعبها.. وتكورت علي نفسها.. هو فيه ايه هو ملبوس.. والا مريض وعقله تعبان دا لسه مهزأني الصبح..
ظل التليفون يرن ولكنها لم تفتح فبعت لها برساله ان تنزل لتراه واذا لم تنزل سياتي لها البيت…
احست بالرعب.. بيت ايه اللي يجي فيه هو عايز يفضحني.. دانا اوديه في داهيه عايزه ايه ده دا مجنون… بعث لها عنوان مكان تنزل تقابله لبست ونزلت واتجهت الي ذلك المكان ووجدته يقف بالعربيه…
نزل ما أن رأها ظلو ينظرون الي بعضهم واقترب من الباب وفتح لها وقال لها تعالي مش هاكلك ماتخافيش..
نظرت اليه بغضب وسخريه.. انا مش خايفه هخاف ليه وجلست واندفع بالعربه وظل يدور ويدور الي ان وقف في مكان به بعض الناس ولكنه ليس مزدحم واغلق العربه ونظر اليها وظل ينظر..ميفو ميفو.
قالت له… خير حضرتك جايبني عشان تبصلي هنتصور..
فابتسم علي غضبها وقال لها.. تتجوزيني…
فتحت فمها ونظرت اليه باندهاش وحاولت ان تخرح من العربه ولكنها مغلقه.. قالتله خرجني من هنا حالا..
ركن علي المقعد وربع يديه وابتسم.. مش قبل ماتجاوبيني..
لتصرخ.. انت مجنون اتجوزك ايه وانت لسه انهارده عطيني كوم اهانات. قله ادب هو فيه كده…
امسك يديها ووضعها علي صدره وقال لها…. اسف والله بيحبك شوفي بيدق ازاي..
سحبت يدها سريعا وقالت اظن. عيب كده ماتمدش ايدك دي تاني عليا انا بقلك اهوه عيب وحرام..
قال لها اسف يا ستي ايدي هحاول ابعدها بس قلبي ابعده ازاي… انا بحبك يا ليله وعايز اتجوزك…
نظرت اليه مصعوقه.. انت بتتحول صح فيه حاجه في عقلك ماهو ماحدش بيعمل كده هتجنني الصبح تقلي حاجه والوقت حاجه انا مش حمل الوجع ده حرام عليك…لتصرخ نزلني بقلك نزلني لتجهش بالبكاء ليشدها اليه ليهتف اسف والله اسف انا حيوان ماتعيطيش عشان خاطري.انا بحبك والله بحبك.
لتدفعه… معلش يا فؤاد بيه ماينفعش.
ليصرخ.. بطلي تقولي بيه دي انا فيا اللي مكفيني.
لتهتف… ارجع لنفسك ماهو ماينفعش اللي زيي تبص لبيه عالي والا ايه وتعيش روايات ما لهاش لازمه. لتستدير وتحاول فتح الباب لتصرخ افتح بقلك.
ليغلق العربه ويسند ويضع يده علي راسه لتنظر اليه لتحس بان به شيئا ليرجف قلبها.
ليهتف.. انا عايش جحيم. يا ليله انا غلطت.
لتصرخ ووجعي ده.
نظر اليها وقال ماعاش اللي يوجعك ولا يكمل في حياته يوم
اندفعت بدون قصد.. بعد الشر ثم وضعت يدها علي فمها.. لتدرك هفوتها… واطرقت وجهها للاسفل.. وقالتله حرام عليك انا َماستحقش منك كده ليه توجعني وليه ترجع تقلي كده ايه اللي حصل اصدقك ازاي…
ليهتف بحب.. صدقيني يا ليله والله بحبك.. فؤاد النعماني بيحب ليله ونفسه تبقي بتاعته هو وبس…
نظرت اليه.. ماينفعش انت في عالم وانا في عالم انت من طينه وانا من حته تانيه.. مش هتنجح ماحدش بياخد حد بعيد عن بيئته… انا مش بستقل من نفسي ابدا انا في نفسي اميره ولكن المشكله في قناعات الطبقه اللي انت منها وتربيتك واللي حواليك..
قال لها… انا كفيل اقف لاي حد… ليله حرام عليكي انا حاسس اني بذل نفسي انا والله بحبك وشويه همسك ايدك واجري بيكي عالمأذون عشان تبقي تصوتي عن حق..
وهنا ضحكت علي كلامه كان قلبها يريده ولكن عقلها لا ينصاع.. فقالت له اديني فرصه افكر..
ليهتف مسرعا.. طيب من هنا لحد مانروح تكوني فكرتي وقلتي اه وبكره نكتب الكتاب والفرح الاسبوع الجاي..
نظرت اليه مصعوقه ووجدته ينطلق بالعربه ويدندن احست انه مجنون فعلا.. لم تفتح فمها وما ان وصلت الي البيت حتي نزلت مسرعه وظل يراقبها حتي صعدت ثم مدد الكرسي و َاراح ضهره واغمض عينيه احس براحه شديده ورفع الفون وقال… انا هفضل تحت لحد كتب الكتاب..
فتحت الشباك لتجده بالاسفل لتصرخ به.. انت اتجننت عايز تفضحني يلا روح وبكره نبقي نشوف…
سَمعته يدندن ولم يرد عليه وهيا تناديه..فهتف بحب… كلمه زياده هنزل اقف في الشارع وابص علي بيتك…
ترجته ان يمشي ولكنه اصر علي انتزاع موافقتها. امشي والنبي وبكره طيب هقابلك…
قال لها عند الماذون… هتجيبي حد من عندك..
قالتله بحزن ماليش حد مانت عارف..
قال…. ازاي وانا روحت فين بكره هجيب الماذون واجي وانت بقه الجيران وكده الناس لازم تعرف…
ظلت صامته.. قال لها اجي الساعه كام… سبعه….. تمنيه طب تسعه كويس.. طب اجي حداشر عشان تقومو تنامو علي طول..
فااندفعت وقالت له لا خليها كمان يومين… وقفلت السكه.ميفوميفو. وظلت تدور من السعاده وهو بالاسفل يشعر انه امتلك الدنيا رغم الامه وغشه لها الا ان حبه فاق الحدود ووعد نفسه انه سيكون امانها ودنيتها الجديده وانه لن يجعلها تعيش يوما الا وهو يبثها عشقه..
يتبع…