اخر الروايات

رواية احببت العاصي الفصل السابع والاربعون 47 والاخير بقلم اية ناصر

رواية احببت العاصي الفصل السابع والاربعون 47 والاخير بقلم اية ناصر



الخاتمة:

يتكلم وهو يقترب من عاصي بشدة ثم جذبها من يدها لتكون بأحضانه كليا تلك المرة فأخذت تقاوم قبل ان يهتف جواد ويستكمل كلماته بتلك الكلمة
- وعرضك
تلك الكلمة اشعلت النيران بجسد عز الدين فاعتدل بوقفته وسار باتجاه جواد بسرعه وأخذ يلكمه بوجه بقوة فترنجح جسد عز الدين فأسرع جواد إلي أحد رجال وأخذ سلاحه من يده ثم أخذ الفتاة الصغيرة من رجل آخر ووضع برأسها السلاح..... فأخذت الطفلة تبكي بشدة فصرخت عاصي بقوة ووقف عز الدين ينظر لابنته بصدمة بينما كانت قمر تستمع من الخارج و ذلك الألم بدأ يداهمها بشدة ولكن تلك الرصاصة جعلتها تتجاهل كل شيء لتسرع إلي الداخل وفي الداخل كان جواد يقف وهو يحمل الطفلة التي كانت تبكي بشده وتصرخ من شدة خوفها أما عاصي فكانت في حالة صدمة وهي تري أمامها عز الدين الغارق بدمائه فجواد أطلق عليه تلك الرصاصة التي اخترقت جسده وبينما كان هو مسطح علي الأرض وينظر لهم بوهن ....
كانت عائشة تبكي بشدة فذلك الرجل مختل بالتأكيد ماذا سيفعل بهم هذا الرجل الذي يسمي زوجها بينما كانت الأخرى تنظر إلي ذلك الجواد وصوت ابنتها و دمائه رباه دمائه عز الدين كانت هي صرختها وهي تنطلق و تجلس أمامه وتتعالي شهقاتها :
- عز الدين... أأنت كويس
نظر إليها بحنان و هو يلتقط أنفسه بصوبه ووهن :
- عاصي بنتنا .... عاصي أنا
اما عنه هو جواد مازال يقف وينظر إليهم ولم يستطيع أن يري تلك التي دلفت من خلفه لتنظر بسرعه إلي الجميع ثم تضع سلاحها علي رأس جواد لتقول بنبرة غاصبة :
- خليهم يسيبوا البنت وارمي سلاحك و يرموا سلاحهم ويرجعوا وراء وأنت معهم
أبتلع ريقة بخفوت ثم أنزل الطفلة التي سارت إلي عاصي ببطء شديد في حين كانت قمر تتصبب عرقً ولكنها لم تبالي فعليها الأن ان تتجاهل كل شيء للعلها تساعدهم و يخرجون لجميعًا من ذلك المأزق وبصوت استطعت أن يخرج محمل بثورتها علي ذلك المختل قالت :
- خلاص أنت انتهيت يا جواد بيه لعبتك الوسخة انتهت
ضحك بسخرية وهو ينظر إلي عز الدين ويشير إلي جسد الرجل أمامه ثم قال بسخرية :
- بالعكس ده أكبر دليل ان كل حاجه انتهت ، أنت فكرة أن أنا هخاف منك أنا خلاص عملت كل اللي انا عوزه فعمري ما هسمح أن حد يهده عاصي ليا
- أنت مريض
هتفت بها قمر بقوه وهي تنظر إلي عاصي وعائشة بغضب ثم هتفت :
- أتحرك أنت وهي و حده تأخذ الاطفال وطلعهم بره والثانية تحاول تكتم الجرح
لم يجيبها ... ثانية وأثنان هي تنظر له هل سيتركها سيموت سيرحل عن عالمها سيرحل هو.. هو عز الدين .. ومن هي من دونه نعم رحلت وابتعدت ولكن كان معها بأحلامها وذكرياتها وقطعه منه في أحشائها رباااه عز الدين يرحل سترحل هي الآخر فما هوية العاصي بدون قلبها والاخر تصرخ بصوت أعلي علها تفيق من ذلك الشرود :
- عاصي اتحرك هيموت
التفت إليها ورسمت علي ملامحها علامات تعجب موت من سيموت لا من سمح له بذلك هو سيبقي سيبقي حيً سيحى
من أجلها ومن أجل تلك الصغيرة المنكمشة في أحضانها وبسرعه قامت بخلع وشاحها لتكتم به جراحه ثم نظرت إلي قمر و ذلك الذي تكلم بغضب وكأنه خرج عن طوره :
- ابعد عنه يا عاصي... هو هيموت عشان نفضل أنا وانت مع بعض ونربي بنتنا
كان يتكلم بهستيريا عجيبة .. نظرت له عاصي بغضب في حين وضعت الصغير بحانب عائشة التي تنظر له هي تعلم جواد حين يدخل تلك النوبة من الجنون هو الان لا يشعر بمن حوله … جرت الأخرى عليه بسرعة وقامت بصفه عددت صفعات متتاليه وهي تهتف بغضب :
- حقير هقتلك لو حصله حاجه.. هقتلك
أخذ يضحك بشدة ولم يقاومها أو يتحرك فقط يضحك بهيستريا وفي هذا الحين كانت قمر لا تستطيع أن تقف فلقد تمكنت منها تلك الآلام ولكنها تكابر و يا ويله تكابر في ماذا.... كان رجال جواد ينظرون إليه فالرجل جن تماماً و حين لحظوا انشغال تلك الفتاة مع الأخر بدأوا يبتعدوا ليسرعوا في الهرب فذلك الرجل مختل تمامًا وعليهم الآن الابتعاد ولكن ظل هو ماهر الذي بحث بسرعه عن هاتفه ليخبر الشرطة ليستطيع أن ينقذ ما يمكن انقاذه
.................................................. .............................
وصلوا إلي ذلك البيت بسرعه أسرع آسر أولا ثم خافه كان ماجد و آدم ثم عمرو الضابط ممدوح وبعض عناصر الشرطة ... وتلك الصرخات تندلع من الداخل والمشهد كالآتي عاصي تضرب جواد بغضب وهو يضحك بهستيريا بينما كانت قمر تصرخ من الالآم و تتصبب عرقاً ... و من بعيد تنظر عائشة إليهم وكأنها تائهة لا تفقي شيء دلف آسر بسرعة فاتسعت عينه عز المتسطح علي الأرض غارقاً بدمائه والصغير تبكي بجانب عائشة الصامتة وعاصي تضرب جواد و تصرخ بغضب عارم و زوجته تحاوط بطنها المنتفخ و تتصبب عرقاً وتصرخ من الآلام ومن خلفه كان الجميع والصدمة هي الصدمة حين استفاق الأول وهو ماجد الذي جري علي أخيه يصرخ تارة ويبكي تارة آخري:
- عز الدين ... فوق عز الدين عمل فيك اية …. هقتلك يا جواد
جري ماجد ليحمل المسدس من جانب قمر ويصوبه باتجاه جواد ولكن أسرع إليه عمرو وممدوح وهتف قائلًا :
- اهدي يا ماجد هو هياخد جزاءه بالقانون أهدي وحق أخوك هيجي ركز حالا مع عز الدين هو محتجلك
نظر إليه ماجد بضياع فسحب ممدوح المسدس من يديه بصعوبة هو يهتف :
- حد يستعجل الاسعاف بسرعة .. بسرعة ثم اسرع ممدوح لينقض علي جواد ويكبل يده ليبعده عن هنا قبل أن يفقد أحد منهم اعصابه
بينما اخذ جواد يهتف بجنون :
- عاصي أنت بتعتي عاصي مراتي سبونا عاصي ... عاصي
أسرع آدم لامساك بأخته التي تركته بسرعة و أسرعت إلي عز الدين وهي تهتف بقلق وبكاء شديد :
- آدم عز الدين … هيسبني عز الدين هيموت
- جلس آدم بجانبه وأخذ يقوم ببعض الاسعافات الاولية عله يستطيع أن ينقذه فلقد نزف عز الدين الكثير من الدماء ولكن ما زال قلبه ينبض كاد آسر أن يحمل قمر لكي يسرع بيها إلي المستشفى و لكن اوقفه صوت سيارات الإسعاف و انتشار الأطباء وما هي إلا لحظات معدودة وكان الجميع بداخل المستشفى ..... فلقد نقل عز الدين و قمر و معهم عائشة إلي المستشفى بأقصى سرعة .
.................................................. ...
كانت تنظر إلي ذلك الباب الذي اختف الجميع خلفه وقلبها معلن الحداد ماذا لو يرجع الزمن لكي نصلح اغلاطنا ماذا لو نترك أحزاننا ماذا لو تركنا الكبر والتخلي وماذا سيكون مصيرها إذا فارق هو الحياة رباه لا
هي ضعيفة تقسم علي ذلك هي ارتكبت جرماً هي خاطئة هي معترفة ومتقبله للعقاب ولكن يكون العقاب لشخصها هي بعيد عنه وعن ابنتها التي وأخير أرتاح قلبها وهي تتركها الآن برعاية فداء و يبقي فقط أن يأتي أحد ويطمئنها فلقد غاب آدم معهم بداخل منذ أكثر من ساعتين وهي هنا تجلس أمام تلك الغرفة من وقتها و آثار دمائه علي يديها وملابسها رباه دماء عز الدين وتعالت تلك الشهقات و انهالت تلك العبارات من عينيه تريد فقط أن تبكي تريد فقط أن تستيقظ من ذلك المنام تريد أن تراه الآن أمام عينيها .. وامامها كان يجلس بجانب باب عرفة العمليات ينظر وينتظر فأخية بالداخل لا يعرف عنه شيء منذ مجيئه إلي هنا هو خائف... خائف علي عز الدين فلقد أخبره آدم أن حالته خطر ماذا سيقول لوالده ماذا سيقول لأخته والصغيرة.... عز الدين لم يحمل ابنته وتلك التي تجلس تبكي وتصرخ و ها هي الآن تُعلن للعالم بتلك الأفعال أنها مازالت تحب بل هي عاشقة فماذا سيكون مصيرها هي وابنتها وقف بغضب وتحرك بسرعة ثم كور يديه و ضرب بهم الحائط وهو يهتف بغضب :
- ليه محدش بيطمنا لحد حالا.... أن هتجنن
- أهدي يا ماجد مش كده أكيد أول اما يخلصوا هيطمنونا
قالها عمرو بهدوء فهو يكاد يجن علي صديقة هو الآخر ولكن عليه ان يبقي احدهم متعقلاً ليسيطر علي الوضع وما هي لحظات و خرج الأطباء وعلي وجههم معالم التعب والمشقة ولكنهم تركوا لآدم الأمر ليخبرهم به في حين خرج آدم فجري عليه الجميع ليهتف ماجد بسرعه :
- خير يا آدم عز بخير
نظر آدم لماجد ثم لعاصي بقلك ثم تحدث و معالم الخوف ترتسم علي وجهه وقال :
- احنا عملنا اللي علينا والباقي حالا علي ربنا .... عز الدين حالته كانت تكاد تكون مستحيلة ولما وصل كان فقد دم كتير جدا والرصاصة كانت في مكان خطر جدا ادعوله الثامنة واربعين ساعه الجاين هما اللي يحددوا حالته هو حالا اتنقل للعناية وانا هتابعه بنفسي
- عز الدين هيكون بخير مش كده يا آدم
قالتها وهي تنظر لأخيها وكأنها تستنجد به وكأن بكلمات آدم سيتحدد مصيرها هي خائفة بل هي أكثر من خائفة نظر آدم إليها ثم هتف ثائر بألم وهو يراها تبكي بقهر آلم قلبه :
- عاصي أدعي ان ربنا يقومه بالسلامة
بكت وبكت وهي تنظر إلي عين أخيه ثم قالت :
- عوزه اشوفه
- وانا يا آدم
هتف بها ماجد بقلق فنظر آدم إليهم و قال بإصرار لا يقبل التفاوض :
- مستحيل ممكن بعد أربعه وعشرين ساعه أخليكم تشفوه بس حالا مستحيل
تساقطت العبارات من عينيها وهي تنظر لأخيها و ماجد في جين هتف آدم وقال :
- عاصي روحي أرتاحي واطمني علي عهد وتعالي بكرة
- مستحيل …. مستحيل اتحرك من هنا

قالتها بإصرار وهي تعاود للجلوس علي ذلك الكرسي التي كانت تجلس عليه قبل قليل في حين نظر إليها الجميع بإشفاق ومازال الخوف ساكن قلوبهم
.................................................. ............
هي كما هي لم تتغير هو انتصر في كل شيء ولكن معها حقق خسائر ساحقه.... من قبل كان علي وشك خسارتها هي وخسارة نفسه معها ولكن تلك المرة جنانها أوصلها إلى خسارة حياتها و حيات الصغيرة معها ولكن الله لطيف به فلقد اخبرته الطبية أنها تعرضت إلي الولادة المبكرة و بفعل بعض العقاقير استطاعوا إلي تجنب الأمر و أخبرته أن عليها أن تنعم بالراحة التامة لحين تدارك الأمر نظر إليها فهي مازالت نائمة لا تدري بما فعلته به كم مرة لابد ان يشعر بذلك الامر بشعور انفطار القلب والخوف هل علي من يقترب من قمر الأسيوطي يعتاد علي ذلك .... ولكن كفي..... كفي عن كل هذا فمن الآن يقسم أن يتغلب علي ذلك العناد عنادها ليكونوا بخير جميعًا.. هو وهي وابنتهما نظر إلي انتفاخ بطنها أمامه ثم مسد عليها بحنان وكانه يطمئنها انه سيمنع أمها المجنونة من أي فعل طائش يؤذيها
.................................................. ..............
أخبارها آدم أن تجلب بعض الملابس لعاصي وتأتي بسرعة إلي المستشفى فأختها ترفض أن تذهب إلي البيت .... فقامت بجمع الأغراض وجاءت لكي تكون بجانب اختها لاتزال تصدق ما علمته من آدم عز الدين مصاب وحالته خطره و عائشة.. عائشة ما زالت حيه يالله هل يعقل هذا ماذا يكون هذا الجواد ليعيشهم تلك الأحداث انفطر قلبها علي عز الدين فهي الأن لا تحمل له اي ضغينة و سعدت لأخبار عائشة و جاءت لتطمئن قلبها علي أختها الحبيبة التي تدعوا لها الله أن ينهي تلك الاحداث بسلام و يقوم الجميع سالم أخذت تتنقل بين طرقات المشفى علي تصل إلي أختها او آدم او شخص ما من طرفهم ... وما هي إلا لحظة حتي توقفت لتنظر إلي ذلك الواقف بعيد كان ينظر لها بملامح محملة بالتعب يالله لو تستطيع أن تسير إليه تلك الخطوات وترمي بنفسها داخل أحضانه فقط لو تستطيع أن تكون معه في تلك اللحظات الصعبة تحتاجه ويحتاجها و الماضي يقف لهم بالمرصاد تقدمت بعض خطوات لتقف أمامه وتهتف بنبرة مترددة :
- أنا بدور علي عاصي..... و كنت.. اقصد ... يعني .... أنت كويس
احتاجك كان يود ان يقولها ولكن هو عاهد نفسه منذ زمن علي أنها تكون بعيدة دائمًا وابدا هي كنبته محرمة داخل أرض محرمة فهو الأن لا يريد أن يعيش داخل أحلام من نسج قلبها هو الأن اقسم أن يسير بفعل توجهات قلبه و بسخرية مريريه أستطاع رسمه وهتف :
- الحمد لله بخير... شكرا علي السؤال ثم سار مبتعداً عنها وهو يقول عاصي في اوضة آدم
وسار مبتعدا ولو نظر خلفه لرأي كم الأسي كم الحزن الذي رسم علي صفحات و جهها كيف أن يكون قاسي هكذا معها كيف يعملها بذلك التجاهل ماجد لا يريدها أذا وهي أيضا لا تريده و كفي بالتفكير في هذا الشخص فهو من الماضي وليظل ماضي كما كان
.................................................? ?................
نظرت إلي ابنتها المسطحة علي الفراش فمنذ أن وصلت إلي هنا و قام الاطباء بالكشف علي جحروها وهي نائمة وكأنها استسلمت لذلك الظلام استسلمت إلي السكون من حولها فهي الآن نجت بأعجوبة من ذلك الشخص الذي هزمها وقتلها منذ دخوله حياتها وهي تعيش في جحيم تقسم انها انهكت تقسم انها تمنت الوقت فهي تلك الطفلة التي كانت تجري وتضحك وتلعب اين هي من تلك المرأة المسطحة علي ذلك الفراش و جروحها تملئ جسدها الضئيل ... بكت السيدة حنان وهي تنظر إلي ابنتها بحنان وهي تردد :
- اشفي بنتي يا رب.. بنتي
.................................................. ............
تشعر ان تلك اللحظات هي عمر مر علي عمرها منذ الامس وهي منتظره تريد أن تره وتطمئن قلها المشتاق واخيرا سمح آدم لها أن تدخل إلي غرفة العناية وتظل بجانبه للحظات فتحت لها الممرضة باب الغرفة وعلي وجهها ابتسامه عذبه فسارت ببطئ بتجاهه رباه الغرفة كلها كئيبة لا هذا الراقد بسلام هو عز الدين لا عز الدين عندما يكون .. يكون المرح والبهجة من ذلك المتسطح من ذلك القريب البعيد دلفت لتنظر له جسده يمتلئ و رباه ماذا فعل به روحها تبكي بوجع تقسم انها تتألم أكثر منه جلست علي ذلك الكرسي القريب وهي تتأمل سكونه الغريب وتعالت شهقاتها ثم هتفت بصوت مضرب تجاهد أنفاسها المتسارعة لكي يخرج ثم قالت :
- عز الدين.......... أنا هنا جنبك... ممكن اطلب منك طلب... اجعلنا.... أأنا اسفه... اسفه لو علي كل حاجه أسفه عشان عاصي بس ... وقتها أنا كنت عوزه احميها واحمي نفسي انت جرتني بعد ما اديتني الامان دبحتيني يا عز الدين قلبي وجعني منك بس بنتنا هي اللي اديتني الأمل .... أنا كنت رفضة الرجوع كنت خيفة وكنت حسه أن في حاجه هتحصل بس مهما كان .. عمري مكنت اتخيل انك تكون بسببي هنا أن أعرضك لخطر.. عز الدين يمكن أحنا انتهينا بس عشان بنتك خليك معانا هنا فوق وارجع
لكن تلك الصافرة أعلنت عن الرفض القاطع سيفارق سيموت ويبتعد الحياة لها والموت راحة وعلاج للفراق هو يشعر بها ومن بين الوعي ولا وعي هطلت دموع عينه نظرت له واتسعت عينها وهي تصرخ وتهتف بصوت يختنق من البكاء:
- عز الدين..... لا عز الدين
دلف أحد الأطباء و خلفه مجموعه من الممرضين أخذ الطبيب يقوم بإنعاش قلب وفي هذه اللحظة دلف آدم بسرعة وهتف في إحدى الممرضات طلعيها برة كانت تسير مع تلك الفتاة وهي لا تشعر فقط تبكي تريد أن تبقي بجانبه تريد أن تظل هي تريده تشعر بروحها بروحها تسحب وأمام الباب كان يقف ماجد وهند وعمرو ينظرون لها بخوف يريدون تفسير وحين نظرت إليهم وهتفت بضعف وهي تحاول أن تقوي ولكن أين لها بالقوة هتفت بوهن :
- عز الدين
ثم سقطت علي تلك الارض فاقدة للوعي بلا حوله ولا قوة وتركت الصدمة للجميع
.................................................. ..........
- لأسف النيابة حولته إلي مستشفى الامراض النفسية و العصبية يا حاج سعيد مش في ايدينا نعمله حاجه
نظر سعيد غالب بغضب إلي المحامي بعد أن أستمع لما يقول جواد ابنه الأن في مستشفى المجانين وهو مكبل لا يستطيع أن يفعل شيء ولكن لا سيبحث في المستحيل سيجعل المستحيل ممكن من أجل انقاذ ابنه نظر إلي المحامي بغضب ثم هتف بغضب :
- معني كلامك ده إيه... أنا لا يمكن أسيب أبني يضيع من أيدي أنت سامع أتصرف واعمل أي حاجه وكل اللي عاوزه هتخده
- المسألة مش كده... الفضية خطيرة وكل حاجه بتدين جواد بيه يا حاج سعيد
- قولتلك اتصرف
الغضب كل الغضب في قلبه الأن هو سعيد غالب سينتقم من الجميع بلا استثناء كل من أوصل ابنه إلي هذا الوضع يقسم أن انتقامه سيكون لهم جهنم علي تلك الأرض
.................................................. ...............
تمر الأيام كلمح البصر ولا يبقي منها إلا الذكريات حقاً أيام مهلكه من الوجع والألم و الضياع التشتت والآلام ... أخبارها آدم عند استفاقتها أن عز الدين بخير الآن فجرت علي تلك الغرفة التي يقبع بها كانت الممرضة المسؤولة عنه تغير لها الضماد فنظرت لها عاصي في حين ابتسمت لها الفتاة فجلست عاصي علي ذلك الكرسي و انتظرتها حتي تنتهي مما تفعل ولكنها بادرت وسحبت يده ووضعته بين كفيها وهي تبكي حين هتف الفتاة بحزن :
- بلاش تعيط ... هيبقي كويس ان شاء الله
- أن شاء الله
وما هي الا لحظات حتي انهت ما تقوم به وابتسمت لها تحيها ثم انصرفت و شهقت عاصي و هتفت من بين دموعها :
- كنت هموت حسيت ان روحي انا اللي بتطلع فوق عوزه بص في عنيك أسفه أسفه عاي كل حاجه أنا تعبت صدقني تعبت مش عوزه حاجه من الدنيا دي الا أن اشوفك قدامي أنا بجد يا عز الدين عمري ما كنت اتخيل أن بحبك كل الحب ده أنا هموت لو حصلك حاجه عشاني عشان بنتنا افتح عينك

.................................................. ................
أخذها من آدم الذي كان يحملها بحب وهي تضحك بين يديه تلك الصغيرة ابنه اخيه اخذ يقبلها فآدم أخبره أن عاصي تريدها وحين وصل كانت عاصي بالداخل غرفة اخيه فتركها آدم معه وذهب ليتفقد حالة أخية أخذ يلاعبها بحنان ثم قال لها بمزح :
- أنا أسمي ماجد أبقي عمك قولي كده عمو ماجد
نظرت له بعينيه الواسعة ذات اللون الأخضر الداكن كلون ورق الاشجار كان بشرتها بيضاء ممزوجة بحمار بسيط رباه ما أجمل تلك الفتاة نظرت له ببلاها و هي تعقد حاجبها وكأنها تفك شفره فهتف مرة أخره وهو يضحك :
- هو أنا بكلمك إنجليزي قولي عمو ماجد
غضبت الفتاة بشده في تلك الحركة الشهيرة لدي أخيه عز الدين فهي تعقد حاجبها بشده ثم ابتسمت بسرعه وهي تنظر خلفه و تهتف بسعادة طفولية محببة :
- أند.... أند
نظر خلفه فوجدها تقف تنظر إلي الفتاه بحب ثم هتفت بفرحه :
- روح قلب هند حبيبة خالتو
نقل ماجد نظراته بين تلك الواقفة أمامه وتلك التي يحملها و قال بعبس جعل هند تريد أن تضحك وهي تسمعه يقول :
- ما أنت بتنطقي أه امال معايه محطوطة علي الصامت ليه يا بنت عز
- أز ... أند
هتفت الفتاة بفرحة و اخذت تردد تلك الأسماء فقال هو:
- أيون أيون يله ماجد... سهل خالص ماجد
- هي مش متعودة علي الاسم وعشان كده مش هتقوله بسهوله بلاش تزهقها يا ماجد عشان متكرهكش
هتفت بها مشاكسة وهي تبتسم للفتاة فنظر ماجد لها بحنق وقال :
- هي اشتكت ليك وبعدين تتعود ومش هتنطق إلا ماجد ماجد بس
كادت أن تتكلم حين بكت الصغير وهي تقول :
- أند.. عهد.. أكُل
أخذ ماجد يحاول معها لك يهدأ فنظر لهند وسألها بسرعة وهو خائف لم يفهم ما قالت :
-هي بتعيط ليه مالها
- اهدأ دي جعانه عادي يعني
- طيب هي بتأكل إيه وانا أروح أجبلها
أسرع بقول هذا فقالت له هند وهي تبتسم :
- زبادي و بسكوت
- طيب خليها معك علي ما اروح أجبها واجي خلي بالك منها
أعطها الفتاه بسرعه وهي تتمتم بموافقة ثم ذهب مسرعاً لكي يجلب لها الطعام وحين ابتعد هدأت الصغيرة واخذت تنظر لهند وقالت :
- اجد
اتسعت عين هند ببلاها ثم أخذت تضحك بشده علي تلك الفتاة اه لو سمعها سيفخر من نفسة بشدة و كأنه أنتصر في أحد المعارك.
.................................................. ......................................
تعلقت الصغرة بأحضان العاصي فضمتها لها و دلفت بها مره اخره اليه تريده أن يشعر بوجودهم يريد أن يحارب من أجلهما مسكت يده ثم وضعت يد الفتاة ويدها بين كفه العريض الشعر بالدفئ ثم نظرت الي الفتاه المبتسمة وقالت بحنان :
- قولي بابا
- بابا.... بابا
- اخدت نقول تلك الكلمة بمرح ومن بعيد كان يستمع لهم يبحث في كل مكان عن مصدر تلك الاصوات و هيصرخ بأعلى صوت له و يركض هنا وهنا ومع شعورها بقبضة يده التي احتضنت يدها هي وطفلته بشدة استمعت إلي تلك الصيحة الخافتة وهو يقول :
- عاصي
- بابا
تزامن ذلك مع قول الصغير بمرح وكأنها تلعب مع امها .. فاتسعت عينها وهي تستمع إلي صوته الحبيب وتسرع للخارج لتخبر الجميع لقد استيقظ رباه لقد نجى
.................................................. .......................
وأحيانا الوجع لا يجعلك تبكى فقط .. بل يحولك إلى شخص صامت ليس له أى صوت .. موجود بين الناس ولكنه ليس معهم كتب لها الطيب علي خروج من المستشفى ولكن عليها أن تتابع طيبيه نفسيه لكي تساعده علي العودة... العودة إلي الهوية المفقودة منها هويتها الحقيقة عائشة الصامتة الحاضرة البعيدة عادة هند تهتم بها هي وامها و آدم يتابع حالتها الجميع يهتم بها هي وصغيرها وكأنها ليست زوجت الجاني ولكن ذلك الشخص انتها كما قالت لها الطبيبة هي الآن عائشة بدون مسميات هي عائشة الابنة والام والاخت فقط بدون ذكر ذلك اللقب فبطبع هي ليست زوجه
...............................................
منذ أن استيقظ كان يتوافد اليه الجميع ليطمئنوا علي صحته وهي بصحبته لم ترحل و هو لم يسمح فمنذ أن استيقظ اخذ آدم يلح عليها أن تأخذ الصغيرة وتذهب الي البيت لترتاح ولكنها كادت ان تتكلم فهتف عز الدين بوهن :
- لا يا آدهم أنا عوزهم هما معايه
- بس.. يا عز مش
كاد ان يتكلم ويرفض ولكن تدخل ماجد بسرعة و قال فهو يعرف ان الأمر ما زال حساس بينهم فقال بسرعة :
- آدم خليهم مع عز الدين واحنا في مستشفى خاصة أكيد هنوفر لعاصي راحتها
ولكن تلك النبرة الراجية التي تكلم بها عز الدين جعلت آدم لا يتكلم ويتقبل الأمر حين قال :
- آدم أنا عاوز عاصي و البنت يفضلوا معاية ... أنا مش عوزهم يبعدوا عني ولا لحظة تاني آدم أنا أدفع عمري كلة بس والعمر يرجع بيه عشان أعوض عاصي علي كل اللي فات بس مش هينفع بس وعد مني أن مش هخلي لحظه وحده هتعدي علينا غير واحنا مع بعض

- الموضوع ده مش وقته يا عز ولو عليا أنا مش رافض بس القرار قرار عاصي في الاول والاخر
كاد عز الدين أن يتكلم حين دلف الطبيب المعالج لعز الدين بعد أن استأذن ورحب بالجميع وبدأ يطمئن علي عز الدين ثم قال بمرح اعتاد عليه :
- لا يا كابتن صحتك بقيت تمام الحمد لله
تكلم وهو ينظر لها تلك النظرات السمجة فمنذ دخول عز الدين إلي تلك المستشفى وهو المتابع لحالته ولكن وجوده يجعل الدماء تتدفق في عروق ماجد و الغضب كل الغضب يريد ان ينقض علي ذلك الشخص ليفقد له عينه التي تنظر إلي هند بتلك النظرات فهو لحظه منذ عددت أيام والآن يقف يمازح في أخيه و يلاعب الصغير و يتكلم مع آدم وينظر لهند ولكن بعد كل هذه الأفكار عن فكره وهو يسمعه يقول لآدم :
- دكتور آدم كنت عوزك في موضوع
تكلم بارتباك وهو ينظر إلي آدم فابتسم آدم بود وقال :
- اتفضل يا دكتور خالد
- ممكن نتكلم في مكتبِ
- اكيد أتفضل
وكاد آدم ان يخرج من الغرفة يتبع ذلك البغيض ولكنه نظر إلي ماجد وقال له بود :
- ماجد... ممكن توصل هند وترجع ليا عشان نروح المحامي
كادت أن ترفض ولكنه قال له بنبرة قطعت عبارتها و هو يوافق ويقول :
- ماشي ... هوصلها واجيلك علي طول
.................................................. ..................
وفي السيارة كان الوضع مختلف بينهما فأخذت هي تعبث في كست السيارة وتشغل الاغاني المختلة حني وجدت ضلتها وكانت تلك الاغنية الشهير التي تعلم أن ماجد يبغضها بشده
اللي يجيب لك سيرتي تقولوا إسألني على جديدك
واللي يقول لك طيب عملت إيه بتطوح إيدك
اللي يجيب لك سيرتي تقولوا إسألني على جديدك
واللي يقول لك طيب عملت إيه بتطوح إيدك
وكإني معملتش حاجة من واحد كان يوم ولا حاجة
وكإني معملتش حاجة من واحد كان يوم ولا حاجة
من حقك مكثير كبرتك كبرتك على سيدك
أخذت تدندن مع كلمات الاغنية و هي تتحرك بسعادة فنظر إليها بتعجب ثم مد يده وأغلق الكست بغضب فنظرت له وكأنه ارتكب جريمة ما بحقها فقالت بغضب :
- ليه كده..... قفلته ليه
- دماغي بتصدع علي طول وبعدين خليني اركز في الطريق
قالها ببرود شديد في حين رفعت هي حاجبها وقالت بسخرية :
- ولما تقفله هتركز طيب... ركز يا أخويا ركز
كاد يبتسم وهو يستمع إلي نبرتها الساخرة ولكنه استطاع علي ان يكبح تلك البسمة بصعوبة وما هي إلي دقائق حتي وصلت السيارة إلي المزرعة فكادت ان تستقل منها ولكن وجدت ان السارة مقفولة فالتفت إليه وعلي وجهها علامات التعجب فقال دون ان ينظر لها :
- مش عوزك تروح المستشفى تاني
- نعم
كانت كالبلهاء امامه وهي لا تفهم شيء ولم تفهم ما قال فنظر لها بغضب وقال :
- متروحيش المستشفى تاني... انتِ فهمه
- لاء هروح
قالتها بعناد وهي توجهه فنظر إليها بتحدي و هو يرفع يده أمامه وجهها محذرًا ثم هتفه بتمهل
- جدعة ابقي أشوفك في المستشفى تاني خلص الكلام اتفضلي انزلي
- أنت مجنون ولا حاجه
قالتها وهي تشير بيدها علي رأسه فنظر إليها غاضب وقال :
- هي كلمه ولا تحبِ تشوفِ الجنان علي حق
- اااان
- اتفضلي يله
وقالها وهو يعاود تشغيل سيارته فستقلت منها وهي تتمتم في حين استدار هو ليعاود فأخذت تهتف :
- اتنت بقيت مجنون رسمي
اما هو فكاد أن يصطدم بكثير من السيارات مازال كما هو معها يغار وبشده يردها ويعذب نفسه وبها ويقسم أنه سيبتعد عنها اي جحيم هذا واي عذاب هذا وما سبيل الخلاص واين ذلك الوعد الذي عاهد به نفسه
................................

تعالي صوت الهاتف ليعلن عن خبر ربما سار ربما محزن ولكن يبقي فجعه في قلوب البعض ومن الممكن أن يكون عقاب نظر سعيد غالب الي الهاتف واسرع بالرد فالمتصل كان محامي أبنه و حين هم بالرد كانت له الفاجعة التي قدت علي طغيانه قدت عاي الشر بداخلة قدت علي كل شيء فابنه الشاب الذي كان يتعكز عليه في تدبير كل شيء قد انتحر ورحل داخل تلك المستشفى رباه ابنه قد مات دون ان يساعده دون أن ينتقم دون أن يعيش انتظاره وامام تلك النكبة كان مصيره الانهيار سعيد غالب انهار علي تلك الأرض لا حول له ولا قومة
...........................................؛....
- انتحر أنت بتقول ايه
قالها ماجد وتلك المفاجئ مازالت تسيطر عليه فلقد أخيرهم المحامي بذلك حين قال آدم والحزن اكتسي صفحة وجهه :
- لا إله إلا الله أن لله وان إليه راجعون.
- لأسف الدكاترة اكدوا انه مختل الله يرحمه ... كده كل حاجه عليه من قضايا سقطت..... وحالا يا ماجد بيه معدش باقي الا موضوع المزرعة والمصنع هتعملوا ايه
تكلم المحامي بجديه وهو ينظر إلي ماجد وآدم بينما أخدوا ينظرون لبعضهم حين قال ماجد :
- بنسبه للموضوع ده بابا قال أنه هيبيع الفيلا اللي في مصر وبعض الxxxxات اللي هتسد للبنك جزء من الفلوس ونقدر نجيب منهم تأجيل للباقي علي ما نرجع نشغل المزرعة والمصنع و نسد الباقي
ابتسم المحامي بفرح وهو يقول بسرعة :
- بجد ده حل كويس أوي وأنا أقدر اخلص كل حاجه مع البنك
- خلاص يبقي علي بركة الله
هتف آدم وهم يهمون بالانصراف الامور تسير كما ينبغي لها بعد كل هذا التعب سيستقر كل شيء من جديد ويرتاحوا جميعا هو وزوجته و عائشة قد عادت اليهم و عز الدين والوضع الجديد مع عاصي لم يتبقي سوى صغيرته هل ستوافق علي ذلك الطبيب يعلم جيدا أنها مازالت تحب ذلك القابع بجانبه و لكن هو ماذا عنه هو وامام هذا تكلم وهو ينظر إلي خارج السيارة :
- كل حاجه الحمد لله ماشيه كويس ..... بس اللي خايف منه ايه هتكون رد فعل عائشة لما تعرف ان جوزها مات
أجابه بسخرية و هو يركز نظره علي الطريق :
- الموضوع مش هيفرق معها كتير... بجد الإنسانة اتعذبت جدا ربنا يعوضها خير
- يا رب ان شاء الله... تفتكر عاصي وعز الدين هيبقي عندهم امل جديد
قال آدم وهو يرغب لأخته ان تحيا بسعادة مع عز الدين فالاثنان ارتكبا أغلاط كثيرة في الماضي ويجب أن يبدئون من جديد والاخر هتف بحب وقال :
- حبيبة عمها هتخلي حياتهم ليها طعم تاني هديه القدر ليهم
- صح فعلا... متعرفش انا بحب البنت دي قد ايه
- وأنا حبيتها جدا ببقي عاوز اكلها والله
ضحك آدم بشدة ثم هتف وهو يتابع ماجد بتركيز :
- ثم قال أنا كده الحمد لله اطمنت علي عاصي فاضل هند واكيد ربنا هيكرم وهتوافق بالدكتور خالد و ابقي كده دوري معهم انتها
لم يعرف آدم ماذا حدث فهو وجد السيارة تصدر صوت شديد وهو ارتطم بالزجاج من أمامه وهو ينظر لماجد بغضب ثم هتف :
- أنت مجنون هتموتنا
لم يهتم بما يقول ولكنه قال بغضب وهو يجاهد أن يخرج أنفاسه الغاضبة :
-أنا كنت عارف كنت عارف هو عوزك في ايه بس متنساش هند خطيبتي
- كانت ... كانت خطبتك أنت اللي نسيت
قال آدم بهدوء ولكن ذلك الذي قال بصوت جهوري غاضب :
- لا خطيبتي جدي قرر خطوبتنا وهي قررت أنها تسبني عشان ذنب مش ذنبي.. انما حالا أنا اللي هقرر وحقي عليك أنك تبقي معايا أنا عاوز خطيبتي أنا بحبها بس يا آدم أختك جرحتني جرحت رجولتي ولازم كنت اعقبها بس مش هتروح من ايدي
ابتسم آدم براحه وأرجع رأسه علي الكرسي من خلفه وقال وهو يحمد الله سر :
- اتجوزها وعقبها زي ما انت عاوز … بس الاول أقنعها
هل هذه موافقه آدم موافق علي زوجهما وليكن سيتزوجها وستكون له زوجه وبعدها سيعلمها أن تعشقه أن تتعلق به حتي النخاع سيكون أقرب لها من الوتيد هند ستكون له و كفي
................................................
هو وهي وطفلتهما في مكان واحد هذا أحد أحلامها بعيده المنال وها هي تتحقق امام عينيها كان مسطح علي الفراش بتعب وبجانبه تلك التي تعلق بها لم يقبل أن تنام بعيده عنه علي رغم تعبه اما عنها فكانت مستكينه باطمئنان بينما كانت عاصي تجلس علي ذلك الفراش الذي طلب آدم أن يكون موجود في الغرفة بجانب فراش عز الدين كانت تبتسم وهي تري عز الدين يقبل طفلته بحنان ويمسد علي خصلات شهرها ثم نظر إليها و حاول أن يعتدل فأسرعت عاصي لتساعده ولكنه أمسك بها و حبسها داخل أحضانه و قال بحنان وهي تقاوم لكي تعتدل ولكنه يرفض بشدة ولكنها سكنت حين استمعت نبرة الحانية :
- عوزه أتكلم معكِ بس عوزك تكوني جنبي وبين أحضاني .... أسف علي كل حاجه يا عاصي أسف ان حطيتك في موقف صعب بس صدقيني عمري ما خنتك .. تعبت يا عاصي تعبت من بعدك كان نفسي أكون معك في كل لحظة كان نفسي اكون اول واحد يشيل بنتنا كان نفسي اوي يا عاصي أسف أو كنت سبب من أسباب بعدنا
استمعت له وهي تبكي.. علي ما مر تبكي علي عمر ضاع بعيد عنه تبكي علي انها حرمته من أن يعيش ذلك الشعر أه لو يعمل كم تتألم لأجله ولكنه تكلمت من بين دموعها وهي تقول :
- أسفة كنت حثه ان بنتقم لكرمتي ... كنت موجوع بس صدقني ندمت علي كل حاجه عز الدين زي ما انت غلط أنا غلط
-ششش لا حبيبتي كل حاجه انتهت أحنا حالا مع بعض وبنتنا معنا في وسط أهلنا عاصي أنا مش هسيب هنا هنفضل في المزرعة كلنا هنبدأ حياة جديدة مفيش فيها غرور ولا عند ولا كبر عاصي لازم ننجح عشان بنتنا وحيتنا وحبنا أنا بحبك اوي يا عاصي
ابتسمت وهو يمسح دمع عينيها و وتأكد علي كلامة و برأسها ثم قالت :
- وانا بح ..
لم تستطيع أن تهتف بما تريد فلقد بتر هو أحرف تلك الكلمة فعاصي وعز الدين انتصرا معاً لتكلل تلك القصة بإكليل من ورد المحبة
..................................
زم شفتيه الصغيرة وهو ينظر إلي أمه بغضب ثم هتف :
- عهوده عاوز عهوده سليم زعلان منها
كادت أن تضحك ولكنها تعلم جيدًا أن طفلها غاضب بشدة لانه أشتاق لأختها و كنها هي أيضًا اشتقت لصغير اشتقت للاستقرار حياتهم اشتقت لزوجها كم تتمني أن تنتهي تلك الأحداث ليستقر أوضاعهم نظرت إلي صغيرها وقالت بحنان :
- حبيبي هي هتيجي مع بابا ..كمان ...شوية ....بس لازم سليم زي الشاطر..... يخلص كل أكله
- فداء كدابه ….. هما عملوا عهوده عروسة وبعهوها
نظرت له فداء وهي متفاجئة من كلام صغيرها فهتفت بسرعة :
- ماما كداب... يا سليم..... وايه عروسة دي .... مين قالك الكلام ده
- عز الدين.... قالي أنها حلوه شبه العروسة فبعوها
ضحكت بشدة و ضحك من خلفها فكان بتابعهم من خلفهم وينظر لهم بحب فكم يعشقهم تعالت ضحكاتهم وهي تنظر له وهو ايضا عندما أقترب منهم ليحمل الصغير ثم يقرب رأسها و ليقبلها بحب وهو يهتف :
- بلاش تخلي سلم يقعد مع عز الدين كتير أصل الواد ده طالع لخلانه قال موزه قال خليه يقول كدة قدام خاله
...................................
كانت تسير وهي تنظر إلي الأرض من حولها ستحاول جاهدة هي وعائشة كما وذلك الكابتن عمرو الذي يتودد لعائشة فهي تلاحظ هذا وكم تتمني ان يستطيع إلي كسر ذلك الحاجز الذي وضعته عائشة في تعامل كل من حولها فهي تجاهد أن تعود ولكنها ليس عائشة المرحة وعلي ذكري ذلك هتفت :
- منك لله يا جواد... يالله ميجوز عليك الا الرحمة ومنك لله يا سعيد بس يتري هيحصلك ايه اكتر من أنك تتشل ... ربنا يسمحكم
- بتكلمي نفسك يا حول الله يا رب اتهبلتي خلاص
كان هو من ظهر أمامها من حيث لا تدري فوقفت أمامه وعلي وجهها معالم الفزع وقالت بغضب :
- أيه في أيه وبعدين أيه اتهبلت دي انت أصلا مالك بيه
رفع حاجبه ثم دار حولها ووقف أمامها وقال بتهكم واضح :
- لا مالي وحالي وكل حاجه دا أنت خطيبتي و علي بعد أسبوع كده هتبقي مراتي هو محدش قالك
- - نعم يا اخويا أنت بتقول ايه يا عم أنت
- قالتها بنبرة سريعة فقال هو مازحا ً :
- أيوه.. أيوه اظهري علي حقيقتك ... بيئة بس يله هتجوزك بقي هنعمل ايه
هي متفاجئة ماجد يقف أمامها ويقول أنه سيتزوجها كيف هذا بالتأكيد هي تحلم هل هو الذي يقرر هذا الامر من تلقاء نفسه وهي ما دورها السمع و الطاعة قالت غاضبةً :
- مش هيحصل يا ماجد اللي حصل المرة اللي فاتت مش هيحصل حالا
- هيحصل بتحبيني وبحبك عوزك وعوزاني ايه اللي مش هيخليه يحصل اللي فات نسيته والكل نسي بلاش يا هند تكبري أنا وانت لبعض غصب عن اي حد حتي عنك يا هند
كشفها واعترف لها فتك بحصونها هدم قلاعها هي تحبه حقيقة هو يحبها هو يحبها ماجد و باضطراب هتفت :
- وليه كل ده
وبثقة عمياء وتعب وضياع:
- عشان تعبت..... لا عارف أكرهك ولا عارف أبعد.. ونفسي أقرب هند أنا بحبك
ومع سماع تلك نبرة صوته العذب ارتمت داخل احضانه وقالت بفرحة مع تلك الدموع التي تتساقط من عينيها :
- وأنا بحبك
لحظة ولحظة ربما بعض الوقت و خرجت من أحضانه وحمرة الخجل تكسوا وجهها النقي و بعفويتها و مزاحها الدائم قالت :
- بصي يا ماجد أنت تجبلي ورده وتيجي تحت البلكونة وتقف وتقول شحات وان أقولك روح وأنت تقولي أشحت و أنا أقولك روح
نظر لها بتوعد و هو يرفع حاجبه :
- شحات وروح واشحت طيب تعالي بقي
وجرت بعيده عنه وهي تضحك بشدة وهو الآخر كأنت السعادة أحططت علي تلك الارض من جديد
..............................................
طلبت منها الطبيبة أن تذهب إليه فتلك الزيارة ستساعدها علي تخطي تلك المرحلة فكرت وفكرت وحسمت أمرها بأنها سوف تذهب إليه تريد أن تبدأ من جديد تريد أن ترحل عنها كوابيسها تريد أن تتوقف عن أفكارها السلبية و قد كان دلفت إلي ذلك القصر الذي خلي من سكانه كم هو كئب منذ أن دخلت إلي هذا المكان وهي تشعر أن يقبض علي روحها سارت ببطيء متحاشيه تلك الذكريات التي تعود إليها ذكريات الالام واحزان ذكريات جراح و واوجاع ذكريات خزلان
صعدت الي تلك الغرفة التي يقبع بها سعيد غالب ثم دلفت إلي الداخل وهي تنظر له كان مسطح علي فراشة و كأنه كبر أعوام اصبح كاهل نظرت له و لا اراديا بكت ومن امامها كان ينظر لها ولا يستطيع الحركة او الكلام فهتفت بحزن :
- ظلمتوني أوي انت هو دبحني وانت كنت شريكة أبنك يعمل اللي هو عوزه جواد بيه يغتصب يضرب يموت يسرق عادي في قانونك عادي هو بقي فين وانت حالا فين نسيتوا ان في رب لطيف بعبدة صدقني انا مش شمتانه لاء أنا زعلانه زعلانه عليك وعلي ابنك انا هعيش و هربي ابني هربيه في الارض الخضراء ارض فيها حب وخير مفيش فيها حقد وكره هخليه انسان مش حيوان ينهش في لحم غيرة وانت منك لربك يا سعيد يا غالب
كانت تبكي وتجري تريد أن تخرج من ذلك المكان تريد أن تبتعد حقًا شعرت بالراحة شعرت بتجدد الأمل شعرت بانتصار الخير شعرت بأن ربك حكم عدل وأخيرا وقفت تنظر إلي السماء وتقول ببكاء :
- يا رب سعدني أبداء من جديد
.................................................. ......
رن هاتفه برقم عز الدين فابتسم وهم بالرد فهو يحاول الاتصال به منذ عددت أيام وها هو يتصل به فهتف بمرح:
- الحمد لله علي سلمتك يا بطل خوفتنا عليك
ابتسم عز الدين بحب وقال مازحاً :
- ليه تخاف عمر الشقي بقي … يا آسر باشا
ضحكوا بشده حين هتف عز الدين بحب وشكر :
- شكرا يا صحبي علي كل اللي عملته
- بتشكرني علي ايه احنا اخوات يا عز الدين
قالها آسر بصدق حين هتف عز الدين :
- أكيد يا صحبي ..... هستناك تيجي فرح ماجد بكرة
وبنبرة معتزة هتف :
- معلش اعذرني مش هقدر اجي قمر علي وشك الولادة وانا مش بقدر اتحرك من جنبها ... بارك ليه بالنيابة عني
استشف عز الدين حزن صديقة فأراد أن يخفف عنه فهتف :
- آسر بلاش تحاسب قمر علي حاجه اتربت عليها قمر اطبعت بالطباع دي بلاش تقسي قلبك عليها
تنهد بحزن ثم قال بنبرة حزينة :
- مش بأيدي يا عز الدين بس صدقني عمري ما اقدر اقسي عليها قمر روحي بس انا بحاول احسسها بغلطها وهي حسه بيه وندمانة والحمد لله حصل خير وهي والبنت بخير ربنا يكملها علي خير وتقوم بالسلامة
- يا رب ان شاء الله..... احل شعور هتحسة انا ندمان ان مشفتش بنت لحظت ولدتها بس صدقني احلي احساس واحلي شعور
قالها محب حزين نادم حين احس آسر بهذا فهتف بحنان :
- من الاول كل حاجه مكتوبه ابدأ من جديد عيش حياتك و عوض نفسك ومراتك و امسح الماضي الكئيب ارسم السعادة بايدك و امحي غرورك وكبرك هتعيش سعيد
- هعيش سعيد
أمن علي كلماته ثم أغلق الخط وهو ينظر إلي ابنته الي تلعب مع سالم وعز الدين الصغير وبجانبهم يحبوا يجلس سعيد الصغير علي كرسي الطعام و من بعيد كانت تسير باتجاهه وهي ترسم ابتسامة عذبة وحين وصلت إليه مسك كف يدها ليجذبها بين احضانه وهو يهتف :
- أنت وبنتك اغلي ما عندي يا عاصي
- وانت حبيبي يا عز الدين
.................................................. ........
الهواء الرطب وصوت العصافير السلام محتضن المحبة واللون الأخضر علي مرمي الشوف للعين قد تجدد الاطفال يجرون و النساء يغنون لقد عادت الأرض أرض الجود بعد غياب و عاد الاصحاب وها هو موسم الحصاد اخذت الفتيات تغني اغاني الحصاد :
( القمح الليلة ليلة عيده يا رب تبارك وتزيده.. لولي ومشبك على عوده والدنيا وجودها من جوده.. عمره ما يخلف مواعيده يا رب تبارك وتزيد)
ابتسمت عائشة بحب وهي تساعدهم فكان صوتهم عذب وبجانبها كانت عاصي تدندن معهم بحب و علي بعد خطوات جلس بتعب بجانبها تحت تلك الشجرة الضخمة ثم هتف بسخرية :
- يختي يا بختك قعدة كدة ومريحة الكل شغال وانتِ ولا علي بالك
نظرت له بغضب ثم قامت بحمل تلك الجزرة التي كانت تاكلها وهتفت :
- أول مرة اشوف واحد عاوز مراته الحامل علي لخرها تقوم تشتغل يشيخ يخي حسبي الله ونعم الوكيل
- بتحسبني عليا يا هند دي اخرتها
نظرت له برعب ثم هتفت مرة أخرة وهي تعطي له قارورة الماء :
-بحسبن في العالم الظالم يا عم ماجد
ارتفع حاجبه وهو يحاول ان يداري تلك البسمة بصعوبة ثم هتف :
- الظالم ..... وعم... ربنا يصبرني
- يا عم ارحموني بقي من الخناق بتعكم ده .... مش بتفصلوا
قالها آدم وهو يجلس بجانبهم يستريح فهتفت هي بحب لأخيها:
- دومي حبيبي تعال استريح ثم اعطت له الطعام
- أنا اللي جوزك علي فكرة المفروض الحنان دة معاية
هتف بها ماجد وهو ينظر اليها بغضب وغيرة من تلك الافعال بينما ضحك آدم :
- دومي حبيبي مش واحد جاي يقولي قومي اشتغلي إنتِ تعبانة
- يا حبيبتي انا كنت عوزك جنبِ بس وربنا دا انت اللي في القلب يا نونو انا أقدر بردك اتعبك
نظرت له بفرحه طفولية ثم قامت بحمل سلة الطعام له بحب وهي تقول :
- خلاص كل أنت كمان..... كلوا مع بعض يا ولاد
نظر آدم إلي ماجد ثم ضحكوا بشدة فهند هي هند كما هي تلك الطفلة التي تقلب كل شيء لمرح دائم
ومن بعيد جاء عز الدين وبجانبه عائشة وعاصي و جلسوا بجانبهم ليستريحوا فأعطت هند لعز الدين الطعام ولكنه أعطه هو لعاصي أولا بحب ثم أعطي لعائشة ثم نظر إلي آدم وقال :
- عمرو راح فين يا آدم مش شايفه من الصبح
نظر عائشة لأدم الذي نظر إليها ثم قال :
- سافر القاهرة يومين كده وجاي
هي تعلم لماذا سافر هو يريد أن يعطي لها المساحة الكافية لتأخذ ذلك القرار وهي مازالت مشوشه ما زالت متعبه لا تريد أن تظلمه معها لا تريد أن تجني علي مستقبلة و لكنه تقسم أن تفكر في أمره ولكنها لم تأخذ القرار بعد فلعل في الأيام القادم تأخذ قرار ومن بعيد جاءت فداء وهي تسير ببطن منتفخة بعض الشيء وبيدها يسير سليم الذي جري علي ولدها وهو يبكي ويقول :
- عز الدين أخد عهوده
نظر عز الدين لسيم ثم الي فداء وقال مستفهماً :
- أمال عاصي فين يا فداء
- أنا بحسبها مع هند
نظر الجميع لهند فهتفت بسرعة :
- لاء انا جيت اجيب الأكل و سبتهم بيلعبوا مع بعض هي وعز الدين و سليم
ضح
ك ماجد بشدة فالتف الجميع له فقال بسخرية :
- الواد أبن أختك ده جبار محدش قادر عليه
في حين أكمل آدم بسخرية وهو يهدأ الصغير :
- تلقيه بيعلمها الخيل او طلوع شجر التوت.... عاصي وعز الدين يا سيدي
ضحكت بشدة وهي تحتضن عز الدين الوقف أمامها بغضب وأشارت له علي ذلك القادم وبيده الصغيرة وينظر له بسماجه حين تقدم عز الدين بغضب وحمل صغيرته وقبلها بحنان ثم مسك الصغير وقال له بغضب :
- كنت فين يا فرقع لوز هو أنا مش قايلك ملكش دعوة ببنتي
نظر الطفل بغضب إلي خاله وقال بتهكم :
- كنت بوريها الفرسة الصغيرة عند كريم وبعدين ليا دعوة بيها
ضحك الجميع علي عز الدين والصغير فربما هي قصة جديدة لا يعلم مصيرها أحد فكانت وستكون بين يد القدر

ثم إياكَ أن تحزني على فوات الأشياء!
هناك أشياء كان ينبغي لها أن ترحل إلى الأبد..!
وهناك أشخاص كان ينبغي لهم منذ زمن أن يعودوا غُرباء..!
وهناك مواقف مَريرة كانت لابد أن تمر عليك لتصبحي أقوى في مواجهة غيرها فيما بَعد..!
وهناك فرص لابد وأن تضيع لأنها لو لم تَضِع لَضِعتي أنت..!
وهناك أيام لابد أن تَخلُو عليك حتى تعلمي قيمة الأيام التي سوف تَحنُو عليك..!
لا تنظري لكل ما كان مُرًا على حقيقته!
بل انظري إليه على ما أدى إليه، وما غرسَ فيك مِن بعده ، وما أنقذكَ مِن الوقوع فيه ، وما سوف يفتح مِن بعده مِن أبواب كانت غائبةً عن أَعيُنِك..!
فلولا إصابتك بنزلات الإعياء والمرض صغيرًا، لما تكوّنَت مناعتك ضِدها الآن، فأصبحت تمر بها كل لحظة ولا تؤثر بك !
ثم واللهِ لو أنك لم تخرجي مِن كل درسٍ قاسٍ في دنياك الا بأچره عند الله، لكفاك ذلك وزاد..!
وتذكري عند كل فَقْد "فَأرَدنَا أن يُبدِلَهُما ربهما خيرًا منه" ، "واللهُ يَعلمُ وأنتم لا تَعلمون"..
لا يُمكن أن تعاني فقدًا دون أن تنالي عِوَضًا بعده يشفي لهيب روحك، بدايةً مِن شعور السكينة بقضاء الله والتسليم له، نهايةً بدمعة مِن عينٍ قريرة بچميلِ رزق الله..

تمت بحمد الله :
آية ناصر
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close