رواية حي المغربلين الفصل الثالث 3 بقلم شيماء سعيد
ماذا بك يا فاروق تتخيل أنك تقبلها، عاد إلى رشده و هو يحرك عينيه عليها بدقة شديدة، ربما رأى أجمل منها الكثير إلا أن بها سحر مميز و جمال خاص، سار بعينه على جسدها، من أول خصلاتها الم*خفية تحت حجاب من اللون الأسود إلى عينيها و بشرتها السمراء.
+
فاروق المسيري دائماً له هيبة خاصة تبهر من يقف أمامه، وسامته وقاره أشياء كثيرة وتر*تها لتبتلع لعابها.. يبدو و كأنه من رجال الشرطة و لتكون أدق هذه الملامح لرئيس دولة، نظراته تأكلها لطالما سمعت عن البطل الخارق و الآن و لأول مرة تراه.
+
إقترب من مكانها يحاول الوصول إلى أقصى درجة من الت*حكم النفسي أمام شفتيها التي تجذبه إلى تقبيلها، ضغط على يده قائلا بنبرة هادئة:
+
_ بكام كيلو الطماطم يا آنسة؟!
+
اتسعت مقلتيها أهو يقف أمامها و يسأل عن الأسعار؟! كا*رثة هذا الرجل من البلدية أو من الصحة، عادت للخلف عدة خطوات مردفة بشك:
+
_ بص يا باشا كل حاجة هنا في السليم، و الأسعار زي الفل الطماطم باتنين جنيه بس... تاخد أربعة كيلو للمدام؟
+
لم يتمالك نفسه و قهقه بمرح كبير، حركتها طريقتها بالكلام تشعره و كأنه بداخل فيلم كوميدي، تمالك نفسه مع نظرات الجميع الفضولية و الغ*ضب المرسوم عليها، أوما لها مردفا بنبرة جادة:
+
_ ماشي هاتي خمسة كيلو بعشرة جنيه و خمسة زيهم خيار نعمل سلطة للشارع كله.
+
هذا اليوم ظاهر من أوله ليس له شمس، كيلو الطماطم بعشر جنيهات و الخيار أقل بأشياء بسيطة، سيأخذ بضاعتها دون مقابل يعتبر، ذمت شفتيها تمنع نفسها من البكاء بص*عوبة بالغة قائلة:
+
_ تؤمر بحاجة تانية يا باشا إحنا في خدمة الحكومة...
+
وضع يده على وجهه.. هذه الفتاة شهية جداً لو بيده لكانت بين أحضانه الليلة، مثل عادته يرغب بامرأة يأخذها و تنتهي الرغبة بدقائق بسيطة، رفع حاجبه اليمين قائلا:
+
_ اسمك ايه بقى على كدة؟!
+
بإبتسامة جميلة جداً أردفت و هي تعد له طلبه:
+
_ أزهار.
+
يا الله لا يكفي عليها زهرة واحدة لتكون حديقة ناعمة من الأزهار الرقيقة بعطر لذيذ، حب*ست أنفاسه باسمها و شكلها.. إبتسامتها بمفردها قصة طويلة، أخذ منها الأشياء ثم وضع لها ورقة بمائتي جنيه قائلا بصوته الرجولي:
+
_ شكرا يا أزهار خلي الباقي عشانك، الحكومة في كرم كبير أوي، و إحتمال أكون زبون مستمر هنا يا شوكولاته.
+
اتجه لسيارته ليقف يفكر عدة لحظات لماذا أتى إلى هنا من الأساس؟! الل*عنة عليك فاروق نسيت رسالة فريدة بتلك البساطة، دلف إلى بيت جليلة و دق علي الباب، عقله شارد مشتت بين شقيقته و لقائه الغير مرتب مع جليلة و بين حبة الشوكولاتة الطازجة الغا*رقة ببحر من اللوتس اللذيذة مزينة بطبقة من جوز الهند.
+
وقفت سيارته أمام فيلته الخاصة، دار بعينه لها وجدها غا*رقة بعالم آخر رأسها على كتفه ثقيلة عليها جداً، ازاحها قليلاً يحاول التغلب على صداع رأسه قائلاً بنبرة ناعسة:
+
_ وصلنا إنزل يا جميل.
+
من هذا الرجل لا تعرف.. ما تشعر به و يدور بداخلها لا تعرف، كل ما تعرفه بشكل جيد فتون و حقيقة حبها لعابد، تفاجأت به يفتح باب السيارة يساعدها على النزول.
+
أبتسمت إليه بملامح بلهاء ربما لا ترى معالم وجهه بشكل جيد عقلها غائب و روحها تائهة، رفعت جسدها تحثه على حملها ليس لديها رغبة بالحركة، مثل شوال البطاطس حملها على ظهره.
+
دلف للداخل ليرى الصمت عم المكان، صعد بها لغرفة نومه ثم وضعها على الفراش، بدأ بإزالة ملابسه مع إرتفاع حرارة جسده يخفف من شوب الأجواء.
+
أغلقت عينيها بإرهاق شديد لتشعر بأنفاسه الرجولية على بشرتها البيضاء، فتحت عينيها لترى معالم وجهه عن قرب يبدو وسيم جذاب، عادت برأسها للخلف قائلة بحزن:
+
_ فتون بتحب عابد.
+
ألقى بجسده على الفراش بجوارها قائلا:
+
_ مين عابد ده.
+
قهقهت بصوت مرتفع على سؤاله الأح*مق أهو يعلم من هي فتون أساسا... لحظة لحظة من فتون بالفعل هي لا تتذكر شيء، يا الله عقلها من الواضح ذهب و لم يعد، حركت شفتيها للأمام قائلة:
+
_ مش فاكرة أوي مين هما بس زعلانة أوي أوي ووو... أنت مين؟!
+
قالت سؤالها الآخر من هي تنتفض من فوق الفراش بحالة لا تحسد عليها، جذبها إليه يضمها إلى صدره مردفا بسخرية:
+
_ من باب الذوق أنا قولتلك انتي مين!! أكيد لا.. يبقى تقعدي مكانك.
+
أومأت فريدة إليه بصمت و هي تد*فن وجهها بصدره مستمتعة برائحة عطره الجذابة، معه حق لم يسألها من هي لماذا تسأله ضغطت على رأسها تسأل نفسها نفس السؤال من هي؟! يجب أن يكون لها هوية و لكن هذا غير مهم أبداً.
+
رفعت رأسها تنظر إليه قائلة ببعض الحزن:
+
_ أنآ زعلانة أوي يا اسمك إيه، صحيح مش فاكرة زعلانة ليه بس أهو محتاجة أعيط و خلاص، طيب إحنا هنا ليه يعني.
+
للمرة التي لا يعرف عددها تجذبه إليها بكلمات بسيطة، هو الآخر حزين و لا يعلم ما السبب الحقيقي لحزنه إلا أنه مستمتع بها و بطراوة جسدها الناعم تحت يده.
+
ابتعد عنها قليلاً و بدأ يزيح عنها أي شيء يمنعه من رؤيتها بشكل أوضح، سقط حجابها ليرى خصلاتها السوداء الحريرية بلمعة زيت طبيعية، ابتلع ريقه الجاف بص*عوبة بالغة حرارة المكان تزيد بشكل مريب، همس بنبرة منبهرة:
+
_ شعرك حلو أوي هو كدة طبيعي و الا لا؟!
+
فتحت فمها مبتسمة باتساع قائلة بفخر:
ابتسامته المنتصرة عليها تأخذ من روحها الكثير نجح فوزي الخولي بت'دمير حياتها و تنفيذ رغبته المريضة بها، ألقى الحزام الجلدي من يده مقتربا منها يزيح عنها الحبال المقيدة ليديها و قدميها.
+
سقطت على الأرض بجسد منهك و قلب أخذ به العزاء بعد أول ليلة لها مع هذا الرجل، قهقه بمرح على ضعفها الذي يعشقه و يزيد من شعوره بالكمال و الانتشاء.
+
جلس على مقعده مشيراً لها بالاقتراب منه لتنفذ أمره و هي مجبرة مثل عادتها دائما، تحت قدميه جلست ليرفع رأسها إليه بأحد أصابعه يسير بعينه على ملامحها الغير واضحة من رسمه عليها بدقة قائلا:
+
_ آه يا هاجر مش قادر أقولك وحشاني اد إيه، بجد معاكي أنتي بس بحس بحاجات مختلفة و عشان كدة أنتي لحد دلوقتي لسة عايشة.. حافظي على إحساسي لحياتك يا هاجر.
+
عامين من العذاب مروا عليها و هي تحمل إسم هذا الرجل سرا، تحولت من فتاة بسيطة تعيش وسط عائلة رائعة غارقة بالمال و الحنان إلى بقايا أنثى، بليلة واحدة ماتت عائلتها على يديه لأنها قالت لا تريده و من وقتها و هي أسيرة ببيته.
+
مال شهرة حب الناس أشياء كثيرة تحسد عليها دون معرفة ما خلف الكواليس، صرخات باكية تختفي خلف الكاميرا و حل مشاكل الناس، ربما هي بأشد الحاجة لمن يحل مشاكلها و يخفف من أوجاعها.
+
رسمت إبتسامة حاولت إيصال رضائها بها حتى لا يعيد ما فعله من جديد، أقترب بأنفاسه منها قائلا:
+
_ بعشقك يا هاجر قوليها عايز أسمعها من بين شفايفك عشان أرتاح أكتر و أنتي كمان ترتاحي.
+
لو يعلم أن الموت سبيلها الوحيد للراحة.. تخشى النهاية و لا ترغب بخسارة الآخرة يكفي ما خسرته بالدنيا حتى الآن، لديها ثلاثة فتيات لابد من البقاء صامدة من أجلهم، أومأت إليه مردفة :
+
_ و أنا كمان بعشقك يا فوزي، تؤمر بحاجة تانية.
+
إبتسم لها بمحبة واضحة... هو بالفعل و من وجهة نظره يحبها لحد الجنون، اختارها قلبه ليعيش معها أجمل لحظات حياته، يعلم أنها لا تحبه و أي كلمة تخرج منها من باب الخوف، لا مشكلة الأهم أنها بين يديه و يشعر معها بما يريده حتى لو رغم عنها.
+
حملها بين يديه مثل الدمية واضعا إياها على الفراش، يده بدأت تتحرك على جسدها بالكريم المعالج لتلك الكدمات، مجنون فوزي الخولي مريض نفسي و علاجه أصبح مستحيل.
+
أجابها عن سؤال لم تسأله قائلاً و هو يكمل دهن الكريم:
+
_ أنا مش مريض يا هاجر بس دي طريقتي في المتعة، حبي ليكي في مكان و حبي لنفسي في مكان تاني، عارف إنك بتخافي في الاوضة دي بس أنا بعشق أقرب منك فيها بيبقى جوايا راحة نفسية، تحملي عن*في و مرضى لو شايفة أنه مرض زي ما أنا بتحمل أكون حنون مع إن ده مش طبعي أبداً بس بعمل كده عشانك.
+
تخشى أن تسقط دمعة من عينيها تفتح بها على نفسها أبواب من الجح*يم، أعطت إلى شفتيها بعض الطراوة بلسانها مردفة ببحة صوت شبه مختفية:
+
_ أنا ملكك يا فوزي، بس أرجوك كفاية كدة النهاردة أنا محتاجة أنام... كل حتة فيا تعبانة لكن لو أنت لسة محتاج مني حاجة مفيش مشكلة.
+
إقترب منها أكثر لتعود خطوة للخلف بخوف إلا أنه جذبها ليضع رأسها على صدره و يده تتحرك على خصلاتها مردفا بهدوء:
+
_ نامي يا حبيبتي عشان خاطر عيونك معاكي ساعة راحة مع إن المفروض اليوم كله ليا.
+
_____شيماء سعيد_____
+
_ أختك فين يا بت.
+
انتفض جسد فتون برعب من صوت جليلة المرتفعة، تعبيرات وجهها لا تبشر بالخير أبداً يكفي شرارات الغضب المنطلقة من عينيها، أغلقت عين و راقبت الموقف بالعين الأخرى مبتلعة ريقها من شدة التوتر.
+
دقات قلب جليلة تدق مثل الطبول فريدة قطعة من روحها جزء لا يتجزأ منها، خو*فها يتضاعف مع كل لحظة تمر عليها و لا تعلم أين هي، ذهبت للمرحاض لعل وعسى تكون بالداخل إلا أن خاب أملها مع رؤية المرحاض فارغ.
+
أرتدت عباءة الخروج خاصتها ستبحث عنها بأي مكان، قطعت طريقها فتون القائلة بصوت مرتجف:
+
_ اهدي يا جليلة هي عند أزهار.
+
كذبة وراء الأخرى و لا تعلم إلى أين ستصل، ذهبت إلى فاروق و فاروق أتى لهنا، فلتت أعصابها من سيطرتها عليها، خائفة على شقيقتها و بنفس الوقت تخشى رد فعل جليلة..
+
أزاحت جليلة فتون بعيدا عن طريقها قائلة بصوت مرتفع:
+
_ بتعمل إيه عند أزهار يا بت و أزهار لحد دلوقتي قاعدة على الفرش بتاعها تحت، أنا هروح أجيبها من شعرها عشان شكلها نسيت شبشب جليلة و ليها مزاج ينزل يرن على وشها.
+
دفعة جليلة لها آلمت جسدها إلا أنها عادت إلى الوقوف أمامها من جديد مردفة برجاء تمنعها من الخروج:
+
_ هي قاعدة عندها عايزة تقعد شوية لوحدها يا جليلة، أزهار في الدور اللي فوق مننا سبيها النهاردة و بكرا نتكلم و بعدين الجواز مش بالغصب يعني.
+
ردت عليها الأخرى بسخرية:
+
_ يا فرحة قلبي بيكي عايزة أختك تبات برا البيت، اخفي من وشي... نص ساعة لو أختك منزلتش من فوق و الله العظيم هتبات برا بس في المستشفى.
+
أومأت لها فتون عدة مرات بسرعة قبل أن تختفي خلف باب غرفتها، وضعت يدها على صدرها لتهدئ من خفقاته قليلا و اليد الأخرى تزيل بها عرقها السائل مثل المطر..
+
لم تجد أمامها حلول إلا الإتصال بأزهار لتكون معها بنفس الخطة حتى تعود الأخرى، ثانية و ردت عليها أزهار بحزن:
+