اخر الروايات

رواية دمرت بيتها بتمردها الفصل الثالث 3 بقلم اميمة شوقي

رواية دمرت بيتها بتمردها الفصل الثالث 3 بقلم اميمة شوقي



يدخل الغرفة سريعاً للبحث عن هاتفه ليحاول الاتصال بها ،فشعور انها قد تكون تركته يؤلم قلبه
يقطع محاولة الاتصال بها صوت باب المنزل يفتح لينطلق سريعاً خارج الغرفة ليراها تدخل وهى تحمل بعض الاكياس
ليقترب منها عمر بلهفه وأميمة تنظر إليه بتعجب من حالته ويضمها إليه وهو يقول : فكرتك مشيتى وسبتينى
أميمة بصوت هادئ وهى تتركه و تتجه للمطبخ و تضع الأكياس التى تحملها : أنا كنت بجيب حاجات من تحت للبيت
مش هسيب بيتى علشان مجرد مشكله يعنى
عمر بهدوء : من امته وانتٍ بتنزلى لوحدك تجيبى حاجات البيت
كنت صحينى انزل معاك أو تقوليلى عايزه ايه وانا اجبلك
لترد عليه ببرود وهى تتخطاه : اتعودت انزل اجيب كل حاجه بنفسى
مش هفضل استناك تحن عليا انك بتنزل معايا
ليمسك عمر ذراعها ويمنعها من الحركة وهو يقول بهدوء شديد وهو ينظر لعيناها : عمرك طلبتى منى حاجه واتاخرت عليكى ؟
تحاول أميمة الهروب من النظر إليه وهى تقول بسخرية : سبنى يا عمر وروح البس علشان شغلك ،انا اتعودت اكون لوحدى
عمر وهو يتجاهل حديثها ويشدها عليه أكثر : بصى فى عينى وسمعينى ردك يا أميمة
عمرى اتاخرت عليكى فى حاجه من يوم ما اتجوزنا ؟
لتنظر إليه وقد امتلأت عينيها بالدموع : لا يا عمر
اى حاجه بطلبها بتكون عندى ،حتى من غير ما اطلب
بس دا كله ملهوش لازمه وانت مش معايا يا عمر
انا عايزاك انت ،عايزة عمر حبيبى
انت تعرف عنى ايه يا عمر من شهر واكتر
اه مش مقصر فى حاجه وكل حاجات البيت بتجيبها من غير ما اطلب
بس دا كله لازمته ايه وانا محتجاك انت
محتاجه نقعد ونتكلم ،محتاجة احس بوجودك
هو دا كتير عليا يا عمر ؟
فضلت مستحمله شهر كامل قبل سفرك واقول معلش ضفط شغل ،وبعدها سافرت
و على ما حسيت بوجودك فى ليله وفضلت معايا على الأقل زى المخطوبين فى التليفون بس كنت سامعه صوتك
حسيت لبعض الوقت أن عمر حبيبى رجع تانى
بس ازاى حاجة تفضل كويسه
سبنى يا عمر سبنى
ليضمها عمر إليه وتبدأ بالبكاء وهى تتشبث فى حضنه
يمر بعض الوقت وهما على نفس الحاله
فقط تبكى فى حضنه وهو يضمها إليه بشده كأنها ستهرب منه
يقطع هذا المشهد صوت هاتفه لتبتعد عنه وهى تقول له : روح شوف تليفونك بيرن وانا هرتب الحاجات اللى جبتها
ليخرجها عمر من أحضانه ويُقبل رأسها ويذهب

=هو انتٍ مش هتفطرينى قبل ما انزل الشغل ولا ايه
كان هذا صوت عمر وهو يتحدث إلى أميمة وهى تقوم ترتيب غرفه الاطفال
أميمة وهى تتعمد استفزازه : تصدق نسيت ،اصل اتعودت أفطر لوحدى وانت مش موجود
وانا مش بفطر دلوقتي
لتنظر إليها عمر لثوانى ثم يذهب لارتداء ملابسه ويغادر المنزل
بعد مغادرته تجلس على السرير تبكى فهى لا تريد أن تكون علاقتهم هكذا ولكنها تظن أنها إذا جعلته يشعر بالندم مرارا وتكرارا وعاندت فى تصرفاتها معه سيصبح كل شئ على ما يرام
لتقوم فى نفسها :
قومى يلا يا أميمة امسحى دموعك دى وخليه يندم أنه زعلك أصلا
زى ما كان مشغول فى شغله ومش فاضى ليكى
انت كمان اتجاهليه وخليه يحس بإحساسك
------------------------------------------
كان عمر منهمك فى عمله فهو يريد أن ينجز ما وراءه سريعا ليذهب لزوجته التى تتمرد عليه بسبب انشغاله عنها
لم يكن الأمر بإرادته فهو قد تراكم عليه العمل كثيرا منذ زواجه حتى لا يجعلها تحزن إلا أن خرج الأمر عن إرادته ووجد أن عمله ينهار
=لما أتصل على ست البنات اشوفها عامله ايه ،يمكن تكون أعصابها هدت شويه
كانت تجلس أمام التلفاز تسمع المسلسل المفضل لديها باستمتاع يقطع استمتاعها صوت هاتفها وهو يرن لتجد أنه زوجها
لتقول بعناد : والله ما هرد عليك ،وخليك كدا ترن من هنا ل الصبح وهقفل التليفون كمان اهو
لتغلق هاتفها وتنظر إلى شاشه التلفاز مره اخرى
على الناحيه الاخرى عمر يحاول الاتصال عليها ولكنها لا تجيب ثم يصل إليه أن الهاتف مغلق
عمر بنفاذ صبر من تصرفاتها : تانى يا أميمة رجعنا ل العناد والدماغ الناشفه تانى
بحاول أصلح الأمور ما بينا وهى بتخربها بغباءها
ناسيه انها بردو غلطانه هى كمان
ليقرر مغادره عمله ويذهب إليها
بعد مرور بعض الوقت من وصول عمر المنزل ،عند دخوله يجدها تجلس أمام التلفاز ليضع مفاتيحه ويذهب ل يجلس بجانبها فيرى أن هاتفها أمامها ف يتأكد انها لم تجيب عليه بإرادتها
ليقول فى نفسه : معلش يا عمر ،هدى نفسك وعدى الموضوع لحد ما الأمور تتعدل وتشوف اخره تصرفاتها دى ايه
= برن عليكى مردتيش ليه وبعدها قفلتى التليفون
لترد عليه أميمة باللامبالاه دون النظر إليه ومازالت تنظر إلى الشاشه أمامها: مكنتش حابه ارد
كنت بسمع المسلسل
عمر بصرامة : وهو دا بقى الاحترام ،ان جوزك يرن عليكى وانتٍ مترديش وبعدها تقفلى التليفون
مش ملاحظه انك زودت الموضوع أوى وانا بحاول متعصبش على قد ما أقدر
لترد عليه أميمة بتردد تحاول اخفاءه فهى تعلم أن استفزازها له ليس فى صالحها : والله هو دا اللى عندى ،انا اتعودت انك مبتجيش دلوقتي وانا بقعد اسمع المسلسل بتاعى ف متعطلنيش بقى
ولا اقولك ...وتنظر إليه وتصمت
=ها كملى ،كملى قله ادب يلا
لتقف أميمة بعصبيه وهى تقول بصوت عالى : انا قليله الادب
يوم ما تيجى بدرى من شغلك ،الا الله اعلم هو شغل فعلا ولا متجوز عليا ولا بتخونى
تقولى انى قليله الادب ،انا.......
يقطع حديثها نظره عمر من يراها يتمنى أن تنشق الأرض ويختفى
عمر بصوت حاد مخيف وهو يقرب وجهه منها : هو انتٍ عليتى صوتك ؟
تنظر إليه أميمة بخوف وهى تنفى برأسها
عمر بصرامة: اقسم بالله يا أميمة لو ما اتعدلتى يا هزعلك منى أوى
انا سايبك براحتك علشان عارف انك زعلانه بس لو طولتى لسانك عليا تانى هزعلك منى جامد اوى
ليتركها ويغادر وقبل أن يدخل غرفتهم ينظر إليها مره اخرى ويحاول أن لا يتأثر بعد أن رأى دموعها: على ما اغير هدومى تكونى حضرتى الأكل
ويدخل ويغلق وراءه الباب بعصبيه افزعتها
بعد خروجه من الغرفه يجدها مازالت تجلس فى مكانها تبكى
ليتجاهل هذا وهو يقول لها : الاكل فين
أميمة بصوت مختنق وهى تمسح دموعها: معملتش أكل
=ودا ليه
ثم يكمل بسخرية وهو يقلدها : اصل انا اتعودت اكل لوحدى ومش باكل دلوقتي
ثم يمسك هاتفه ويرن على أحد المطاعم ليحضروا لهم غداء
________________________________________
بعد مرور أسبوع على هذا الوضع بينهم
هى تعاند وتتجاهل شعورها بتدمير البيت وهو أصبح يتجاهلها بعد محاولات منه من إصلاح الأمر
ف برغم ما حدث اخر مره إلا أنه كان يحاول أيضا الا ان كفح الكيل منها وأصبح يتجاهلها
يذهب إلى العمل ويحضر الطعام معه ويجلس فى الغرفه يعمل قليلا ثم ينام
_________________________________________
وفى ليله كانت أميمة مازالت تنام فى غرفه الاطفال فيذهب إليها عمر ويجلس بجانبها وينظر إليها باشتياق فقد اشتاق إلى زوجته حبيبته
عمر بحنان وهو يمرر يلعب فى خصلات شعرها : وحشتيني يا ست البنات
صعب اوى نكون فى بيت واحد ومش عارفين نتعامل
تعرفى انى كنت ناوى اعاقبك على انك كذبتى عليا وعاندتى وكنت هتنزلى من ورايا
بس لما لقيتك بتعيطى نسيت دا كله ،رغم لو اى حد تانى مكانى مكنش فرق معاه انك عملتى كدا علشان زعلانه
لان مهما كان مينفعش
بس انا نسيت دا كله لما حسيت انك ممكن تضيعى منى
لما حسيت انى فعلا اهملتك الفتره اللى فاتت
الغلط علينا احنا الاتنين
انا انشغلت عنك وانت بتعاندى وبتتصرفى تصرفات غلط كأن مفيش راجل فى حياتك ومتجوزه
متعرفيش تصرفك دا وجعنى قد ايه لانه منك انتٍ
من ست البنات اللى لو طلبت حياتى افيدها بيها
مش متخيله احساسى وانا جاى من السفر عايزه اشوفك واخدك فى حضنى والاقيكى كذبتى على والدتك وعليا
ومع ذلك كنت هصالحك أنا
بس انتٍ مش حاسه ب دا كله
انتٍ بس شايفه عمر اللى انشغل عنك فتره
مش شايفه عمر حبيبك
مش فاكره ل عمر اى حاجه كويسه ،فاكرة بس الشهر اللى بعدت فيه
رغم مكنش بإيدى ،الشغل كان فيه مشاكل وورق مش موجود ومع ذلك مرضتش اقلقك بس انت ترجمتى دا
انى اتجوزت عليكى أو بخونك
مش عارفه هتوصلى ل ايه بعنادك دا ،بس انا هسيبك لحد ما تجيبى اخرك
بس تفتكرى آخرها ممكن يكون خراب بيتنا إلا كنا بنحلم نكون فيه سوا
ثم يتركها ويغادر ، بمجرد ذهابه تجلس وهى تفكر فى كلامه فهى قد شعرت به بمجرد دخوله
أميمة بخوف : هو انا فعلا ممكن اخرب بيتى كدا
بعد كل اللى بعمله وهو لسه هادى وبيحاول ،رغم اللى بدأ الغلط كان أنا
صحيح كان مشغول بس انا مستحملتش دا
نسيت لما كان بيرن عليا فى الشغل يعتذر ليا وأنه هيعوضنى
حتى ماما قالتلى إن لازم نتكلم ونعاتب بعض ونستحمل بعض وانا مسمعتش كلام حد خالص
هو كان بيحاول ومع عنادى بدأ يبعد
كذبت عليه وعليت صوتى عليه ومعملتش حتى واجباتى ف البيت كواحده متجوزه حتى وهو كان صابر
رغم ان هو مش من عادته يعدى اى غلط
لتضع يدها على رأسها بتعب وحيره : انا معتش عارفه مين اللى غلطان فينا ولا اتصرف ازاى
لتمضى الليله بحزنها عليهم واشتياق فقد اشتاق كل منهم إلى الآخر
_________________________________________

بعد يوم عمل طويل ل عمر فقد تعمد أن يكون فى المنزل متأخر حتى لا يحصل جدال بينهم ويتركها بمفردها تقرر ماذا تريد
عند دخوله يجد المنزل مظلم بأكمله ليظن فى نفسه أنها قد نامت أو تركت المنزل فهو أصبح يتوقع منها أى شئ
ليبتسم بسخرية على ما وصلوا إليه
يضع مفاتيحه بإحباط بدون إشغال الاضاءه وعند مروره يتعثر فى شئ
= اه ،ايه دا
_ما تشغل النور بدل ما انت ماشى فى الضلمة كدا
ليضئ النور بتعجب فإذا كانت فى المنزل لماذا تجلس فى هذا الظلام
يقطع تعجبه وتفكيره ما راءه عندما أضاء النور
= انتٍ مين
لتضحك أميمة على شكله المصدوم وتقترب منه وتتعلق فى رقبته
مالك يا حبيبى ،انت من الصدمة مش عارف انا مين ولا ايه
دا انا مجهزة ليك عشاء تاكل صوابعك وراه
لتكمل معاتبه : مش كفايه استنيك على الغذاء وانت مجتش
ليرد عليها عمر بحب: لو كنت اعرف أن الجمال دا كله مستنيينى كنت جيت
ليكمل بغيظ : انما انا كنت بدأت افتكر انى مش متجوز اصلا
لتضحك عليه وتضع رأسها على كتفه فيضمها عمر إليه باشتياق
عمر بصوت هامس : وحشتينى
لتكتفى بأنها تضم نفسها إليه اكتر
بعد مرور بعض الوقت تخرج من حضنه وهى تقول بصوت هامس جدا يغلفه الندم: أسفه
ليحاول عمر التحدث لكنها تضع بدأها على فمه وهى تقول : سبنى اتكلم
أنا أسفه اوى يا عمر سامحنى على كل الكلام اللى قولته وعلى تصرفاتى اللى عملتها
بس انا من كتر حبى ليك عايزاك معايا طول الوقت
مقدرتش استحمل بعدك دا
لقيت عقلى بيصورى حاجات غلط ، بدل ما اكون مع حبيبى فى وقته الصعب واقف جنبه كنت حمل عليه بصرفاتى
لتكمل بدموع ندم حقيقى :
اسفه لانى كذبت عليك ونزلت من وراك حتى لو مكنتش روحت ورجعت تانى
اسفه لانى عليت صوتى عليك وتجاهلت واجباتى ناحيتك
سامحنى
عارفه انك كنت بتحاول تتحكم فى اعصابك على اللى بعمله علشان بيتنا ميتخربش
وانا بغباءى كنت بعاند اكتر
عمر بحنان وهو يمسح دموعها :انا مش زعلان منك يا حبيبى
انا كمان غلطان انى اهملتك الفتره دى ،على الاقل كنت سبتك تنزلى براحتك
بس انا منعتك لانى كنت خايف عليكى تكون فى فرح بليل لوحدك وعارف ومتأكد انك كنت هتقعدى فى جنب ومش هتعرفى تتعاملى مع حد
ف علشان كدا نزلت بدرى على أساس افاجئك
بس اوعدك انى مهما كان عندى شغل ف هوازن بين شغلى والبيت ومش هسيبك كدا تانى
بس انتٍ توعدينى انك تبطلى تعاندى وتتصرفى كدا
لان العناد دا بيخرب البيوت
زعلانه ومضايفه من حاجه تعرفينى ونتعاتب ولو انا اللى مزعلك هاخدلك حقك منى بس متسبيش نفسك لعقلك لأن المره دى لحقنا نفسنا
الله اعلم بعد كدا ممكن توصل بينا الأمور ل فين
ولما يكون معانا اولاد المسؤوليه هتكبر لازم نكبر اكبر من كدا فى تصرفاتنا
ماشى يا حبيبى
لتؤمى إليه أميمة وهى تدخل فى حضنه مره إليه وهى تقول : اوعدك يا حبيبى انى مش هعمل كدا تانى
وحشتنى ،بحبك
=وانا بعشقك

يا من شغلت فؤادى
لقد وجدت ربيع قلبى معك وهيام عيونى برؤيتك
لا استطيع التحكم في نبضات قلبى وضحكتى البلهاء
فكل نبضه من نبضات قلبى تردد أحتاج ضلوعك تحيطنى
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close