رواية الشيطان المتملك الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم ياسمين عزيز
الفصل الثالث و الثلاثون
هز الاخر حاجبيه بعدم إعجاب وهو يمسح
يديه بالمنديل قبل أن يضعه على
لسه شغلك بالليل.....
اجابته و هي تكرمش وجهها بتقزز:"نعم.. قصدك
إيه ؟؟؟
إستند على ظهر الكرسي :"اللي فهمتيه
يا لولو....ثالث أوضة على إيدك اليمين دي
اوضتي حتلاقي فيها هدوم نص ساعة و
حجيلك".
نهض بهدوء مغادرا المطبخ لتبقى ليليان
مكانها وهي تغلي بداخلها من شدة الغضب
لتمتم. هي تنهض بدورها :" لا داه إتجنن
رسمي.... انا لازم اتصرف لازم الاقي حل
صعدت نحو الغرفة لتفتح الخزانة لتتفاجئ
بملابس نسائية اقل ما يقال عنها أنها
لا تخفي شيئا...تاففت بداخلها و هي تغمض
عينيها من شدة القهر الذي تشعر به...
تفرست التصاميم الغريبة بتقزز علها
تجد ما يصلح للارتداء من بينها... هذا قصير
هذا عاري.. هذا شفاف.. زفرت بملل قبل
إن تتجه للجهة الأخرى من الخزانة لتخرج
منها احد قمصان أيهم الطويلة
قائلة:"فاكرني بنت شوارع من اللي بيقابلهم
دلفت الحمام لتنعم بشاور دافئ يريح
جسدها المتعب من الجهد الذي بذلته
طوال النهار...
خرجت بعد مدة و هي تنشف شعرها
البني الطويل لتتفاجئ بأيهم يجلس
على طرف السرير.... اطلق صفيرا
يعبر عن إعجابه و هو يتفحص جسدها
بطريقة وقحة تجاهلته ليليان متجهة
نحو التسريحة لتأخذ المشط و تبدأ
في تسريح شعرها وهي تمنع نفسها من
شتمه بكل شتائم العالم التي تعلمها....
شعرت به ورائها لتنكمش على نفسها
تشعر بالتقزز الشديد من قربه و من لمسه
لها...حاوط خصرها بذراعه ليجذبها نحوه
ليشتم رائحة شعرها بعمق ثم يدفن وجهه
في تجويف عنقها ليقبله قبلات رقيقة
ناعمة قبل أن يهمس :"زي القمر و إنت
لابسة هدومي...حتكوني ليا الليلة دي...
ملكي ليا لوحدي، ليليان بتاعتي انا وبس و
مش حسمح لأي حد ياخذك مني ......
ظل يهمس في أذنها بنبرة تملكية مخيفة
و قبضته تزداد رويدا رويدا عليها
لتتأوه ليليان بألم وتحاول دفعه عنها
ليزمجر أيهم بغضب و يديرها نحوهه
بملامح متجهمة تنذر الخطر....
وقع قلبها بين يديها عندما إصطدمت
بعينيه الجائعتين....
تراجعت للوراء حتى إصطدمت بالحائط
ورائها لترفع يديها تشد بها مقدمة القميص
ليبتسم لها أيهم باستهزاء ثم يخفض بصره
نحو ساقيها العاريتين ثم شعرها الندي الذي
تساقطت بعض القطرات منه لتبلل الأرضية
تقدم نحوها و قد بدأت عروق رقبته و ذراعيه
بالبروز و بياض عينيه تحولت للإحمرار من
شدة الغضب... نفس الرفض، نفس نظرتها
المتقززة و النافرة منه...
حرك رقبته يمينا و يسارا لتصدر صوت
تمدد عضلاته قبل أن يهتف بصوت
هادئ يخفي ورائه بركانا ثائرا:"تعالي بمزاجك
أحسن.... عشان في طرق ثانية كثير و انا
مش عاوز أجربها معاكي......
رمقته بنظرات ضعف و رجاء قبل أن تتحدث
بنبرة متحشرجة :" أرجوك يا أيهم عشان
خاطري تعبانة خليها لبكرة ".
توقف أمامها ليهمس أمام شفتيها و هو
يجذب يدها التي كانت تضعها على مقدمة
القميص :"تؤ.... عاوزك دلوقتي....
جذبها نحو السرير لتسير ليليان بخطوات
متعثرة و هي تنظر للفراش برعب كنظرات
مسجون لكرسي إعدامه...شهقت بصوت عال
قبل أن تنفجر بالبكاء...ضعف، عجز، قلة حيلة
هذا ماشعرت به ليليان و هي تراقب
ايهم الذي كان يفتح ازرار قميصه باستمتاع
لا تستطيع مقاومته حتى لا يؤذي جنينها
و تشعر بالتقزز بمجرد وقوفه أمامها فقط
فكيف و هو ينوي.....
رمى قميصه جانبا ليظهر صدره العاري ثم
أجلسها على ساقيه و أمسك بيدها
ليضعها فوق وشمه قائلا بصوت جاف
قاس غير مهتم بدموعها التي اغرقت
وجهها و لا بجسدها الذي يرتعش
بين يديه كورقة في مهب الريح :"شوفي
إسمك لسه في مكانه...ليليان أيهم البحيري....
نطق إسمها بتلذذ و هو يميلها بخفة لتمدد
فوق السرير و يعتليها ليحتضن جسدها
بين ذراعيه....
جالت يديه لتتلمس جسدها بأريحية و يبدأ
في فتح ازرار قميصها الذي كانت ترتديه
قبل أن يبدأ في تقبيلها بجنون...شفتيها
وجنتيها.... رقبتها.. كل ما تصل إليه شفتيه.
مرر شفتيه على بشرة عنقها البيضاء
الرقيقة لترفع ليليان يدها نحو فمها لتعض
جلدها لتتحمل قربه منها...
توقف أيهم عما يفعله عندما لاحظ سكون
حركتها ليرفع نفسه بذراعيه لينظر نحوها
هاله مظهرها الذي قتل آخر ذرة تعقل بداخله
مسح وجهه بغضب و هو يحاول التحكم في
أنفاسه اللاهثة بسبب فرط مشاعره ليصرخ
فيها بصوت عال:" مش حسيبك يا ليليان
مش حسيبك حتى لو متي قدامي.... إنت
فاهمة و دلوقتي إطلعي برا... برا مش... عاوزك ،قرفان منك....
أسندت ليليان نفسها بصعوبة و هي تلملم
شتات نفسها قبل أن تغادر الغرفة و هي
تحمد الله بداخلها على نجاتها هذه المرة....
ثار أيهم كأسد مقهور ليبدأ في تكسير
كل ما تطاله يديه من أثاث الغرفة و قد
إنحفرت صورتها في تلك الهيئة داخل عقله.
أدمعت عيناها من شدة الخجل و هي
ترفض إبعاد وجهها عن أحضانه ليقهقه
شاهين بشدة عليها بعد أن فشل في
إبعادها و لو قليلا....
ليهتف من بين ضحكاته قائلا :"خلاص
بقى إنت مكسوفة ليه.... طب يا ستي انا
حسحب كلامي....بس بردو دي تعتبر أول
ليلة جوازنا...ممم شفتي قربنا ننسى
البيبي اللي جوا..... حبيب بابي...
قبل رأسها في آخر كلامه قبل أن يضيف
بنبرة جدية بعد أن يئس من مشاركتها
في حديثه المازح :" على فكرة انا كنت عاوز
اكلمك على موضوع مهم يخص نور....
رفعت كاميليا رأسها عندما سمعت
إسم أختها لتضيق ما بين حاحبيها
منتظرة بقية حديثه....
إستغل شاهين الفرصة ليخطف قبلة
سريعة من شفتيها اللتين إنتفختا
بإغراء قبل أن يقول :" فاكرة محمد
البحيري الشاب اللي قعد معانا على
الطاولة في فرح عمر...
أومأت له كاميليا بإيجاب.... ليستند
شاهين على ذراعه ليصبح مقابلا لها
يلاعب خصلات شعرها المبعثرة ليكمل
حديثه و عينيه تلمعان بفرح :" كلمني
إمبارح الصبح و قلي إنه معجب بنور
و عاوز يتقدملها رسمي اول ما تخلص ثانوية
عامة..و قبل ما تسألي على اي حاجة
الشاب كويس جدا و محترم و عنده شغل
خاصو من عيلة كبيرة و غنية جدا و عنده
شقة في نفس العمارة اللي ساكنه فيها عيلتك
و هو شافها هناك كذا مرة.....
اجابته و ملامحها مازالت تحت تأثير الصدمة
:"بس معتقدش إن نور حتقبل دي مخصصة
كل وقتها للدراسة و بس دي عاوزة تبقى دكتورة".
تنهد شاهين و هو يتابع ملامحها الفاتنة
قبل أن يقول بلامبالاة:"يعني اقله يشيل
الموضوع من دماغه؟؟
كاميليا برفض:" لا طبعا دي حاجة تخص
نور لوحدها انا حقلها و هي حرة...".
شاهين بخبث و هو يميل عليها :"طب
خلينا دلوقتي فينا إحنا.. انا لسه في
كلام كثير عاوز اقولهولك ".
الفصل الرابع و الثلاثون(الاخير)
مر أسبوع على أبطالنا.....
عمر رجع غصب عنه من شهر العسل بعد
ما قعد شاهين يزن عليه و يزعجه عشان
يلغي رحلته و يرجع يكمل أجازته في مصر.
شاهين بقى بيعيش أجمل أيام حياته
بعد ما إكتشف عشقه لكاميليا اللي بقى
بيعاملها و كأنها ملكة و كل طلباتها
بقى بينفذها مين غير إعتراض... كل داه
عشان يعوضها على معاملته القاسية
اول ما عرفها...
عيلة أيهم كلهم بيدوروا على ليليان
بعد ما إختفت فجاة بس بعد ما رحمة
الشغالة قالتلهم إن أيهم طلبها من تليفونها
و خلاها تطلع عشان تقابله راحوا عند أيهم
اللي رفض يقلهم على مكانها بحجة إنها
مراته و إن هما خلاص رجعوا لبعض و مش
لازم حد يتدخل بينهم....
كاريمان طردت أيهم من الفيلا بعد خناقة كبيرة
حصلت بينهم.
ليليان بقت عايشة زي الخدامة بتشتغل كل
شغل الفيلا عشان تتجنب غضب أيهم اللي
مش بيسيب فرصة عشان يذلها و يهينها...
و رغم التعب و الألم اللي كانت بتحس
بيه إلا إنها كانت بتتحامل على نفسها و مش
بتبينله حاجة عشان ميشكش في حملها.
في احدي الليالي.....
كانت ليليان كعادتها تحضر طعام العشاء
منتظرة عودة أيهم الذي لم يتأخر وعاد
لكن هذه المرة بصحبة فتاة.
أطلت من باب المطبخ عندما سمعت
ضجيجهما لينظر لها بنظرات لم
تفهمها قبل أن يشير للفتاة لتصعد
إلى الأعلى نحو الغرفة و يتقدم بخطواته
نحو ليليان....
تفرس ملامحها الجميلة رغم ذبولها ثم مد يديه
نحو خصلات شعرها التي تمردت من تحت حجابها
ليقول بجمود:"مش إنت قرفانة من لمستي و رافضة
قربي ليكي.. أهو قلت أريحك و أشوف في حتة
ثانية ما أنا أكيد مش حبقى أستنى
حضرتك عشان ترضي عني...إلتفت ليهم بالسير
لكنه عاد و هو يقطب جبينه وكأنه تذكر شيئا
ما ليستأنف حديثه من جديد :" مفيش
داعي تحضري العشاء...بس لو نانا جاعت
حبقى أندهلك...مممم اقصد البنت اللي
فوق....
سار مبتعدا عنها نحو وجهته وهو يخفي
ببراعة ملامح التوتر و القلق التي كانت
تعتريه كلما رآها هذه الأيام فهو لم يخفى
عنه ذبولها و إنهاكها و نظرتها المنكسرة
التي كانت تحاول إخفاءها عنه كلما تواجها
كذلك نحول جسدها و ضعفها خاصة
في الأسبوع الاخير....صمتها و قبولها
لكل كلامه القاسي و المهين دون رد منها
و هذا ليس من عادتها فهم كما يعلمها
لسانها سليط و شخصيتها قوية و دائما
ما كانت تجادله و ترد إهاناته بكل قوة
و جرأة...
لا تبدو بخير و هذا ما كان متأكد منه
و لكن ليس لديه دليل على ذلك....
بقى يفكر و هو يصعد درجات السلم
المؤدي نحو الطابق الثاني.... فتح الغرفة
ليجد تلك الفتاة المدعوة نانا قد غيرت ملابسها
و إرتدت ثيابا مغرية تظهر جميع مفاتها دون
حياء او خجل....
إقتربت منه حالما لمحته يدلف إلى
داخل الغرفة لتضع يدها على صدره بدلال
و تنظر نحو بنظرات مغرية محاولة
إثارة شهوته....
بادلها أيهم نظرات مشمئزة و كأنه
ينظر نحو شيئ مقزز ليدفع يدها عنه
مبعدا إياها و هو يقول بحدة:"بقلك
إيه مين غير لف و دوران... انا جايبك
هنا عشان تقعدي ساعتين بهدوء
و بعدها تغوري.... يعني القرف اللي
إنت متعودة عليه إنسيه و انا لو عزت
اعمل حاجة فأكيد مش مع واحدة زيك
جايبها من كباريه...
مصمصت نانا شفتيها بعدم رضا ثم تراجعت
إلى الخلف بطاعة دون أن تنبس بكلمة
خوفا منه.....
بينما دلف أيهم إلى الحمام لينعم
بشاور هادئ و يغير ملابسه.
في الأسفل... جرت ليليان قدميها لتجلس
على أقرب كرسي قابلها و هي تضع يدها
على بطنها لتمسد عليها برفق محاولة
تحمل الألم الذي تشعر به.....
نزلت دموعها بحرقة على وجنتيها
و هي تشعر بانقطاع آخر خيط أمل
بينها و بين من يدعو نفسه بزوجها.....
صفعة قاسية تلقتها للتو أقسى
من أي شيئ مضى من أفعاله المشينة
في حقها... صفعة من شدة قساوتها
جعلت آخر ذرة من صبرها المزيف
تنفذ...لقد أثبت لها بفعلته هذه صدق كلامه
لن يعتبرها أبدا كزوجة.. ليست سوى مجرد
خادمة لديه و لن ترتقي ابدا لمستواه رغم
حملهما لنفس الإسم و الدم و العائلة....
أخذت انفاسا عميقة و هي تكفكف
عبراتها التي كانت تأبى الإنقطاع
لتصمم في داخلها على إنقاذ
ما تبقى من كرامتها مهما كلفها الأمر.....
تمتمت بداخلها بحقد قبل أن تستقيم
من كرسيها :"أقسم بالله لخليك تندم
بقية حياتك على اللي بتعمله فيا...
دلفت كاميليا غرفة النوم بخطى غاضبة
و هي لا تستجيب لنداءات شاهين
المتكررة والتي يأمرها فيها بالتوقف...
جذبها من ذراعها برفق ليوقفها عن السير
ثم أدارها نحوه لتصطدم بصدره العريض
ليبتسم شاهين رغم غضبه منها و شجاره
معها منذ قليل...
وضعت يديها على صدره لتدفعه لكنه
أبى التحرك من مكانه و لو إنشا واحدا
لمحت إبتسامته لتلوي شفتيها بحنق
قائلة :"على فكرة مفيش حاجة بتضحك.....
إستجمع شاهين شتات نفسه و هو يحاول
رسم ملامح الجدية على ملامحه ليهتف
بصوت جاد :" عارف بس انا بقالي
ساعين و انا بسألك نفس السؤال و إنت
اللي عمالة بتلفي تدوري و مش عاوزة
تجاوبيني.... كاميليا لعاشر مرة بسألك
الخاتم بتاعك فين؟؟ و إزاي تسمحي
لنفسك تقلعيه من إيدك؟؟انا منبه عليكي
قبل كده و حذرتك إنك لو شلتيه حعاقبك.....
هزت كاميليا حاجبيها بعدم رضا قبل أن
تجيبه و هي تداعب أزرار قميصه باصابعها
:"وحتعاقبني إزاي بقى المرة دي؟؟ حتجبرني
اقعد في البلكونة برا للبرد و إلا.. حتخليني
أقعد تحت رجليك و اقلعك جزمتك..... مممم
لا حتغتصبني طول الليل زي ما كنت...
صرخ شاهين مقاطعا كلامها :" كاميليا.... مفيش
داعي للكلام داه إنت عارفة إني مستحيل
أذيكي....
رفع ذقنها باصبعه ليطبع قبلة رقيقة
بجانب شفتيها الطريتين قبل أن يبتعد
عنها لينظر لداخل عينيها الزرقاوتين
اللتين كانتا تلمعان بسبب دموعها
المنحسرة داخلهما.....
تحدث بصوت هادئ حنون هذه المرة :"حبيبي
مش إحنا إتفقنا ننسى اللي فات.... و نبتدي
صفحة جديدة انا كنت بقصد عقاب
من نوع ثاني...و مش بعيد يعجبك... بس
إنت لازم تجاوبيني الأول... إنت ليه قلعتي
خاتم جوازنا إنت مش عارفة داه معناته
إيه بالنسبالي... انا كل ماشوف دبلتي في إيدك
بكون بعلن للعالم كله إن إنت ملكي انا.... حبيبتي
أنا حياتي انا روحي و قلبي أنا.
كاميليا بعدم تركيز وهي تشعر بأن
الأرض قد بدأت تدور حولها :"ها...انا.... انا....
سيطر على رغبته العارمة في الضحك
ليسألها مرة أخرى بتأكيد :" فين الخاتم؟ لو
مش عاوزاه قوليلي و انا حجيبلك غيره
المهم إنه يفضل في إيدك....
إستأنف حديثه مرة أخرى عندما رآها
تحرك رأسها بنفي :"أمال ليه عملتي كده؟؟
إقتربت منه أكثر لتخفي نفسها بداخل
أحضانه وهي تتمتم بصوت منخفض
غير مفهوم :"عشان بقت ضيقة عليا....
حاول إبعادها لكنها إلتصقت به
أكثر ليهتف هو بصوت عال :"مش سامع
حاجة عيدي ثاني".
كاميليا بسرعة :"عشان بقت ضيقة على
صباعي...فقلعتها و خبيتها في الدولاب.....
شد شاهين أنفه باصبعيه ليمنع نفسه
من الضحك و يقول بصوت جاهد لأن
يكون عاديا :" طيب مقلتيليش ليه؟؟
عاجبك خناقتنا تحت قدام ماما و فادي. "
كاميليا بصوت منخفض :"مكنتش عايزة
أضايقك بموضوع زي داه...
شاهين بخبث:" بس انا مستغرب إزاي
بقى ضيق عليكي بعد ما كان مقاسك
بالضبط".
هزت كاميليا كتفيها دون أن تجيبه ليهمهم
شاهين مدعيا التفكير بصوت عال :"مش يمكن
عشان وزنك زاد شوية من.....
صرخت كاميليا و هي تدفعه بكل قوتها
ليتراجع شاهين قليلا :" قصدك وزني زاد عشان بقيت باكل كثير مش كده ... كمل إنت
وقفت ليه؟؟؟
مد شاهين يديه ليجذبها إليه من جديد
لتبتعد عنه رامقة إياه بتحذير من
أن يقربها ليزفر شاهين بنفاذ صبر من جنونها
الذي زاد منذ إكتشاف حملها :" حبيبي و الله
مكانش قصدي كده... انا اقصد إنك حامل
و طبيعي إن وزنك حيزيد... بالرغم من
إنه مش باين عليكي عشان كده أنا كنت
مستغرب...... حبيبي إستهدي بالله كده دي
حاجة عادية و إنت مش اول و لا آخر
ست وزنها بيزيد بسبب الحمل و إنشاء الله
بعد الولادة حترجعي زي ما كنتي...و لو
على الدبلة فبكرة حجيبلك كتالوج كامل
و إنت إختاري براحتك كل اللي عاوزاه..
بلاش تزعلي نفسك عشان البيبي حيزعل..داه طفل
صغير ملوش ذنب يهون عليكي يتأذي....
ضيقت كاميليا عينيها قليلا بتفكير و كأنها
تقلب كلامه بداخل عقلها قبل أن
تومئ له بإيجاب ليتقدم نحوها شاهين و
يحتضنها ويقبل رأسها عدة مرات مستشعرا
دفئ جسدها الذي إنتقل مباشرة لجسده
ليبث بداخله راحة غريبة...قبل أن يتذكر
حكاية الخاتم ليبتسم بإتساع و يمنع بصعوبة
ضحكه أمام حتى لا تقيم الدنيا و تقعدها
هذه المجنونة التي بين يديه....
تنهدت كاميليا بصوت مسموع قبل أن
تتحدث بصوت هادئ :" متكتمش ضحكتك
أكثر من كده... بس ارجوك بلاش تحكي
لطنط و فادي.. داه حيستلمني و مش حيبطل
تريقة عليا... داه بقى شرير اوي وعامل نفسه
الأخ الكبير....
أجابها بعد أن ضحك ضحكة خفيفة:" مش حقول لحد..
و كمان مش عاوزك تكوني حساسة تجاه
الموضوع داه عشان دي حاجة طبيعية
يا قلبي و بعدين محدش له دعوة بينا
إنت عاجباني كده بطبوطة......
أبعدت رأسها قليلا لتلتقي اعينها الزرقاء
بخاصته الخضراء في تواصل بصري
لعدة ثوان قبل أن تستدرك كاميليا قائلة
بهمس :"يعني حتفضل تحبني حتى
لو بقيت شبه الفيل....
شاهين بابتسامة :" حتفضلي في نظري
زي القمر مهما تغيرني عشان إنت شايلة
جواكي حتة مني...و منك بتكبر كل يوم
و بيكبر معاها حبي و عشقي ليكي... انا
أصلا دايما بفكر هو انا ححبك أكثر من
كده إزاي؟؟
كاميليا و هي تمسد بيديها أعلى صدره :" مممم
طيب انا كنت عاوزة أطلب طلب...
شاهين بمقاطعة:" اطلبي اي حاجة
غير إنك تباتي عند أهلك... إحنا تكلمنا
في الموضوع داه و إتفقنا...
كاميليا بنفي :"لالا أنا مش بتكلم على
الموضوع داه... انا اصلي نفسي في حاجة
بس مش عارفة أفسرلك.. أصلي بسبب الحمل
بقيت عاوزة أعمل حاجات غريبة غصب
عني ما إنت عارف الوحم يعني مش بإيدي....
مش أنا اللي عاوزة يعني داه البيبي هو....
شاهين :" كوكي حبيبيتي تعالي نقعد
الأول و بعدين إحكيلي بهدوء... إنت
عاوزة إيه المرة دي عشان أنا عارف و متأكد
إنك حتفاجئيني زي كل مرة...
أجلسها برفق على الكنبة ثم جلس
بجانبها محتفضا بيديها داخل يديه
و يمسد عليهما بحنان و هو يرمقها
بنظرات يحثها على أن تتكلم بعد أن
لاحظ تلعثمها و تأتأتها و هي تتكلم ضانا
أنها لازالت تخاف التكلم بحرية معه.....
أعادت كاميليا خصلات شعرها وراء
اذنها قبل أن تهمس في اذنه فجأة بعدة
كلمات جعلت شاهين يتصنم مكانه
بصدمة.....
وقف من مكانه و هو يصرخ :"نعم...
سمعيني ثاني كده عشان الظاهر إني سمعت غلط....
إنكمشت على نفسها بخوف و حرج
لتهمس :" داه وحم انا مليش دعوة...
شاهين و هو يضرب كفيه بغيظ :"يعني
كل مرة سيادتك بتتوحمي على حاجة
أغرب من اللي قبلها و تقولي مليش
دعوة...يعني الوحم مجاش غير على
السجاير يا كاميليا... عاوزة تشربي
سجاير.... و إيه كمان طب مش عاوزة
شمبانيا و إلا.... لا إلاه إلا الله...داه
إنت حرمتيها عليا جوا الفيلا عشان
فادي و البيبي اللي في بطنك ".
ضحك بعدم تصديق و هو يعود ليجلس
بجانبها مثبتا نظره عليها...مسح وجهه
بقلة حيلة و يأس من تصرفاتها المجنونة
قبل أن يهتف :"طيب مفييش أوبشن ثاني
حاولي كده...عشان موضوع السجاير داه
حاجة مستحيلة الله".
فركت يديها يتوتر و هي تمط شفتيها
بعدم رضا على كلامه قبل أن تهتف بنبرة
مستعطفة و هي تنظر له بوداعة كجرو لطيف
:"طب حتة صغنونة بس....واحده او نصها
يكفي عشان خاطري....
شاهين بهدوء :" ربنا يهديكي يا حبيبتي
عقبال ما تولدي.... حكون انا خلاص تجننت بإذن
الله...بلا ننام عشان بكرة لازم اروح الشركة
بدري عندي أوراق مهمة لازم أراجعها
مع عمر ....
لوت كاميليا شفتيها تعبيرا عن عدم
قبولها لكلامه...و تراقبه و هو ياخذ
مكانه في السرير لتنفخ خديها قبل
إن تقول :" عاوزة اروح لماما واحشاني.. و
بقالي كثير....
زفر شاهين بنفاذ صبر قبل أن يرمي الغطاء
فوق جسده هاتفا بصوت جاد :" كاميليا
بلاش دلع مش كل مرة تطلعيلي بحكاية
قتلك ورايا شغل بكرة يعني لازم انام
بدري و لما ارجع حبقى آخذك لأي
مكان إنت عاوزاه....يلا تعالي عشان
ننام....
كاميليا برفض :" مش عاوزة انام.. قلتلك
عاوزة....
صمتت عندما ربت شاهين على الوسادة
التي بجانبه ثم أشار لها بإصبعه حتى
تقترب... تقدمت بخطوات غير راضية
و هي ترسم على ملامحها الجميلة
علامات الحزن لتبدو أمامه كطفلة صغيرة غاضبة ترفض طاعة والدتها ...ليخفي شاهين رغبته
الملحة في إلتهامها...
إستلقت على السرير ثم إلتفتت للجهة
الأخرى متجاهلة إياه...إقترب منها ليتكئ
على ذراعه و يهمس قرب اذنها :"مش
حيجيلي نوم و إنت مش في حضني....
ممكن نأجل الزعل لبكرة....
هزت كتفيها برفض ثم حركت يدها
لتحاول نزع يده التي حاوطت خصرها
.. تنهد بصوت مسموع قبل أن يهتف
بصوت حان :" طب عاوزاني اعمل إيه؟
طب ينفع بنوتة رقيقة زيك تمسك
سيجارة و..
صمت دون أن يكمل كلامه عندما شعر
بها تلتفت لتخفي وجهها داخل صدره
كعادتها كلما شعرت بالخجل ليشدها
نحوه بتملك قائلا بارتياح :" طيب
نامي دلوقتي وبكرة إن شاء الله حنكمل كلامنا
تمام.....
أومأت له لينحني إليها مقبلا وجهها
قبلات رقيقة قبل أن يرجع رأسه
إلى وسادته و يغمض عينيه و شعور
السعادة يغمر قلبه و روحه...هذه الصغيرة
التي تسكن أحضانه الان تزداد تمردا و شغبا
يوما بعد يوما يجزم ان فادي أصبح اعقل منها
بتصرفاتها الطفولية التي صارت تفاجئه في كل مرة
تحاول إثارة غضبه و كأنها تنتقم منه بطريقتها
لكنها لاتعلم بأنه سيظل يهيم بها عشقا مهما
فعلت...
نظرت نانا بملل نحو باب الحمام قبل
أن تقرر الخروج من الغرفة و التجول قليلا
في الفيلا إلى أن ينهي أيهم حمامه....
تمتمت بضيق و هي تنزل درجات السلم
المؤدي إلى الطابق السفلي :" إيه
قصر الأشباح داه...المكان كله معتم
و يخوف أما أروح أدور يمكن ألاقي
حاجة آكلها....و أخيرا لقيت المطبخ....
تحدثت و هي تدلف إلى داخل المطبخ
لتتسع عينيها من جماله و ضخامته
فهي في الاخير ليست إلا فتاة بسيطة و فقيرة
جلبها أيهم من إحدى الشوارع حتى
تنفذ خطته بإغاظة ليليان....
تسمرت عينيها على الطاولة الكبيرة
عندما لاحظت وجود فتاة في سنها
اقل ما يقال عليها آيه في الجمال
و الروعة رغم ثيابها البسيطة
التي كانت ترتديها و خلو وجهها
من مساحيق التجميل عكس خاصتها...
هتفت دون وعي منها و هي تتفرسها بذهول :" يا نهار اسود..لما تكون دي خدامة انا ابقى إيه... دي لو توافق تشتغل معايا
حتكسب ذهب.. ذهب إيه قولي الماس...انا
مش فاهمة البيه جايبني هنا ليه... ماكان أخذها
مكاني و خلص نفسه من وجع الدماغ داه كله....
سمعتها ليليان لكنها تعمدت عدم الانتباه
لها و تجاهلها لتتقدم نحوها نانا و هي
ترسم على وجهها إبتسامة خافتة
نانا :" سلام عليكم يا قمر.. هو إنت
بتشتغلي هنا؟؟؟؟
ليليان و هي تخفي إبتسامتها الخبيثة :" أيوا انا بشتغل هنا بقالي حوالي ثلاث سنين و نص....
جلست نانا على الكرسي بجانبها
و بدأت تتفحصها دون خجل قائلة :"طيب
على كده بتقبضي كويس".
ليليان و هي تتظاهر بالحزن :"لا و الله دي
شوية ملاليم.. البيه بيرميهالي آخر كل شهر
مش مكفياني حق الدواء بتاع والدتي...
أنا لو اقدر الاقي شغل ثاني مكنتش
قعدت هنا دقيقة.
نانا بتأسف مزيف :" قلبي معاكي يا حبيبتي
بس بصراحة واحدة زيك خسارة تشتغل
خدامة و بشوية ملاليم زي ما قلتي...
إنت مش شايفة نفسك في المراية و
إلا إيه... عارفة انا مستعدة اساعدك و حوفرلك
شغلانة معايا حتاكلي من وراها الشهد".
ليليان بحماس :"بجد... داه انا حكون ممنونالك
عمري كله...بس إزاي داه البيه اللي انا
بشتغل عنده زي ما يكون مستعبدني
تصوري مش بيسمحلي أخرج من هنا غير
مرة كل شهرين اروح أزور أمي في المستشفى
و أرجع هنا على طول ...
همست ليليان بصوت منخفض و هي
توجه بصرها نحو الباب مخافة ان
يأتي أيهم و يفسد عليها خطتها و هي تكمل
:"داه حتى مانع عليا التلفون... انا بقالي اكثر
من شهر و نص مسمعتش صوتها و لا
إطمنت عليها...
مسحت دموعها المزيفة ثم إستأنفت
حديثها من جديد و هي تتوعد بداخلها
لايهم :" هو حضرتك ممكن تساعديني...
لو يعني عندك موبايل ممكن اكلمها
دقيقة بس أسمع صوتها و ارجعهولك
على طول انا فاضلي بس اسبوع و
شوية عبال ما اخرج و ازورها.. بس
المرة دي لو حضرتك ساعدتيني انا مش
حرجع هنا ابدا....
أومأت لها الأخرى و هي تخفي
فرحها بداخلها متخيلة كم ستجني
من مال لو انها نجحت في إقناع ليليان بالعمل
معها...مدت يدها نحو صدرها لتخرج هاتفا
صغيرا و تعطيه لليليان التي
إلتقطته بفرح و هي تهتف لها بعبارات الشكر
و الثناء :" و أخيرا حقدر اخرج من هنا شكرا يا... هو
إنت إسمك إيه...
اجابتها :" أنا إسمي نانا... و إنت...
تجاهلتها ليليان و هي تقف من مكانها متجهة نحو
غرفتها قبل أن تلتفت وراءها قائلة
بتحذير :"إوعي تجيبي سيرة لحد إنك
إديتيني موبايل او حتى تكلمتي معايا
عشان لو البيه عرف حيقتلك و يقتلني...
اصل هو مش بيحب حد يعصي أوامره...
حروح أكلم ماما دقيقة و ارجعلك....".
اومات لها نانا بخوف وهي تتذكر معاملة
أيهم القاسية و المتعجرفة لها منذ أول لحظة
ركبت فيها سيارته
...
دلفت ليليان غرفتها البسيطة ذات الاثاث
المتهالك التي أجبرها أيهم على المكوث بها
طيلة الاسبوع الماضي....جلست على السرير
الصغير ثم ضغطت بأصابع مرتعشة على
الهاتف لتهاتف زوجة عمها و التي تمثل
الأمل الوحيد لإنقاذها.... بعد ثوان قليلة
أجابتها :"الو....
ليليان باندفاع :" أيوا يا طنط انا ليليان..
كاريمان بفزع :"ليليان... ليليان إنت فين
يا بنتي و أيهم عمل فيكي إيه؟؟ إنت كويسة
إنت فين ؟؟؟
ليليان :" طنط ارجوكي سيبيني اتكلم
عشان معنديش وقت كثير....انا تعبانة اوي
و مش كويسة ولو فضلت هنا يومين كمان
يمكن اخسر إبني... أرجوكي يا طنط
خرجيني من هنا أيهم خطفني و حاجزني
في فيلا شاهين الألفي صاحبه...إسألي محمد
هو يعرفها بس متجيش لوحدك... قولي
لشاهين هو الوحيد اللي حيقدر
يخرجني من هنا أرجوكي يا طنط داه
مشغلي خدامة هنا...متتاخريش انا حقفل
دلوقتي و متتصليش بالرقم داه ثاني...
كاريمان بصراخ :"ليليان..... ليليان.
أنهت ليليان المكالمة ثم تسللت
نحو الخارج متجهة نحو المطبخ.....
تنهدت بارتياح عندما وجدت
نانا جالسة في مكانها تاكل و أمامها طبق
من الفواكه المشكلة...
مدت لها الهاتف و هي تقول :خبيه بسرعة
عشان محدش يشوفه...و إبقي حاولي
تخليلي رقمك عشان اتصل بيكي لما اخرج
من هنا...
في نفس الوقت في فيلا البحيري....
حكت كريمان لزوجها ما حدث بالتفصيل
ثم تركته ليغير ملابسه متجهة نحو غرفة
محمد الذي هاتف شاهين ليسأله
على عنوان الفيلا ليقرر هذا الأخير
مرافقتهم فهو أكثر شخص يعلم بعناد
صديقه.
دلف أيهم المطبخ بخطى مستعجلة
و هو يرمق نانا باشمئزاز و غضب
قبل أن يصرخ في وجهها :"بتعملي
إيه هنا مش قلتلك متخرجيش من الأوضة
غير بإذني....
وقفت نانا من الكرسي و هي ترتعش من
الخوف بعد أن شدها أيهم من ذراعها
ليجبرها على الوقوف لتهتف بتلعثم
:" أنا كنت عطشانة فنزلت عشان اشرب..
أيهم بغطرسة و هو يدفعها:"كان لازم تتديني
خبر قبل ما تخطي برا الأوضة.. داه مش
بيتك عشان تتفسحي فيه زي ما إنت
عاوزة...يلا إطلعي فوق فورا و حسك
عينك الاقي رحتي هنا و إلا هناك.... يلا ".
إهتز جسدها لصراخه قبل أن تهرول
مسرعة إلى الخارج و هي تكاد تتعثر
بملابسها الضيقة و القصيرة و كعبها
العالي الذي كانت تتحرك به بصعوبة...
حول أيهم نظره ليليان التي كانت
تراقب مايدور حولها ببرود ...غير
عابئة به ليجن جنونه ليقترب منها
قائلا بنبرة آمرة :" حضريلنا الأكل بسرعة
و طلعيه فوق...
اخذت ليليان نفسا عميقا لتستجمع
بقية قواها قائلة :" أنا حامل.. ".
صمتت قليلا قبل أن تضيف بنبرة منكسرة
حاولت إخفائها لكنها لم تستطع :" أنا تحملت إهاناتك و قسوتك طول الفترة اللي فات
و كنت بنفذ كل اللي بتقولهولي بس عشان
البيبي ميتأذيش لكن لحد كدا و كفاية....
تخدعني و تكذب عليا عشان تخطفني
و تجيبني لمكان زبالة زي داه و تسجني
فيه و قلت ماشي مش جديدة عليك
ما إنت عملتها قبل كده.. و تعاملني
زي الخدامة و حاططني في أوضة
صغيرة و باردة زي الزنزانة مفيهاش
غير سرير صغير قديم لو نطيت فوقه حيقع
و عبايتين مقطعين لما ألبس واحدة لازم
اغسل الثانية عشان مفيش غيرهم....
قلت مش مهم فترة و حتعدي بس وصلت
بيك الدناءة إنك تجيبلي عشيقتك
هنا عشان اخدمها...".
ضربت الطاولة بيديها بقوة لتهتز الأطباق
محدثة ضجيجا عال و تقف ليليان
من مكانها لتقترب من أيهم الذي
كان مصدوما من كلامها.... دفعته بيدها
إلى الوراء ليتراجع قليلا بسبب
عدم إنتباهه و هي تكمل حديثها ببكاء:" قلي
عاوز إيه مني؟ عملتلك إيه أنا عشان
تكرهني في حياتي كده؟؟ دا أنا حتى
مليش حد في الدنيا لا ام تحن عليا لا اب
يراعيني و لا أخ يكون سند ليا ...حتكون
إنت و الزمن عليا....ليه؟؟ قلي ليه؟؟ داه
أنا عمري ما خنتك و لابصيت لراجل غيرك
كنت صاينة إسمك و شرفك من يوم
ما لبست دبلتك في إيدي... من سبع
سنين رغم إنك واحد حقير و متستاهلش
بس عمري ما عملت حاجة غلط
في حقك...بس عارف انا يمكن كنت
زبالة زيك مكانش حيحصل فيا
كل داه....
مسحت دموعها بيدها و باليد الاخرى
كانت تستند بها على طرف الطاولة
لإحساسها بالتعب :"طب قلي
أعمل إيه عشان ارتاح.. و اريحك مني
مش انا عبئ عليك و مش من مستواك....
و ما استاهلش أكون مع واحد زي حضرتك
طيب قلي إنت بس أعمل إيه و انا حعمله
أقتل نفسي...للأسف مقدرش عشان
في روح ثانية جوايا مقدرش أذيها....
سقط أيهم جالسا على الكرسي ينظر أمامه
بصدمة متذكرا كل مامرا به من أحداث
طوال الايام الفارطة....تذكر كيف كان
يعملها بمنتهى التعجرف و القسوة
و رغم ملاحظته لتعبها و إنهاكها
إلا أنه لم يشفق عليها بل كان يتعمد
رمي الطعام على أرضية المطبخ
و تكسير الأواني مدعيا عدم إعجابه
بطهوها او إجبارها على الصعود بالاواني إلى
الطابق العلوي عدة مرات في اليوم بحجة
رغبته في تناول الطعام في غرفته....
تمتم بذهول و هو يصفع نفسه
داخليا كيف لم يمر إحتمال حملها
في باله رغم انه طبيب :"حامل من إمتى؟؟
و ليه مقلتيليش؟؟؟؟
نظرت له ليليان باستهزاء قبل أن
تجيبه:" بقالي شهر و نص و مكنتش
ناوية اقلك بس مجبرة عشان خلاص
ما بقيتش مستحملة اللي بيحصل
بس هانت كلها دقائق و حخلص
منك.....
لم يفهم أيهم ما تقصده و لم يهتم بذلك
فكل ماكان يشغله هو خبر حملها الذي
لم يعلم به إلا الآن...سمعا دقات عنيفة
على باب الفيلا لتبتسم ليليان بارتياح
و هي ترمق أيهم بنظرات ذات معنى
قفز أيهم من مكانه متجها نحو الباب
نظر نحو الشاشة ليجد صديقه