رواية لكنها ظلت مزهرة الفصل الثاني 2 بقلم ولاء عمر
كان بيتكلم هو ووالدته، وجهه عليه عمير ابنه وحضنه، طلعت والدته وهي بتقولي:- ايه يا بنتي، دا أنتِ بقيتي مننا خايفة تسلمي علينا ولا إيه؟
بصيت عليها وحاولت إني أمحي توتري، مديت إيدي ليها وأنا مبتسمة: لا أبداً يا طنط.
قعدت تضحك بعدها وأنا إبتسمت، بس كان جوايا بسأل نفسي، هي ممكن تكون بتقول كدا علشان لسة ما اعرفهاش ولا دي طبيعتها؟
- خلي بالك من وقار، إهتمي برضعتها وأدي اللبن بتاعها والبيبرونة.
هزيت رأسي وأنا بسمع تعليمات حماتي، أخدت البنت منها، بالمناسبة هي عندها تسع شهور عرفت من مُصعَب باباها، حطيتها بين إيديا وأنا بحضنها وبشدد عليها.
أنا بحب الأطفال الصغيرة جداً، وبحب أحضنهم، بس بخاف من إني أشيل مسئوليتهم، يا ترى هقدر أشيل مسئوليتهم ؟ هعرف؟ أنا مجربتش أبقى أم قبل كدا!
- يلا يا عمير، وأنتِ يا رحمة يلا أنتِ و وقار.
- أنت مجهز كل حاجة ؟
- أيوا، الشقة جاهزة من كله، ومش بعيدة عن مكان الشغل كدا كدا.
- ماشي.
بعد وقت طويل في الطريق، وقار صحيت وكانت بتعيط، أنا حاسة إني مش عارفة أتصرف، بدأت أحاول أهدي فيها، مش راضية تسكت.
إتكلم مصعب:- استني هعمل ليها البيرونة.
جهزها وإداها ليا، بدأت أديهالها براحة، كنت خايفة، وقف في إستراحة قريبة، أخدها مني وكان بيهدي فيها، كان حنين أوي، سكتت معاه وبدأت تنام، رجع اداهالي بعدما نامت وكان في على وشه إبتسامة نصر.
- إتفضلي يا ستي، وخلي بالك من عمير هو نام ورا، هدخل أجيب حاجات نأكلها بس وأرجع.
أخدتها منه، قعدت أملس على شعرها وألعب فيه، طريقته معاهم حلوة، يارب دي تكون طريقته معاهم على طول، يارب يكون فعلاً حنين عليهم، يارب ميشوفوش منه وحش، يارب أي طفل ميشوفش من أهله حاجة وحشة ويبقوا حنينيين عليه وبيحسسوه إنه إنه حلو وجميل على طول، إتنهدت وبعدها دعيت بصوت هادي:- ويارب عوضني، أنا رضيت علشان تعبت من أهلي، إرضيني .
مسحت دموعي اللي نزلت من غير ما أخد بالي، بحاول أقنع نفسي إنه عادي، وكله هيعدي، بس للأسف بيعدي على وشي .
- شيبسي وبيببسي، بسكوت وعصير، تفتكري محتاجين حاجة تاني؟
- فاضل قد إيه ونوصل؟ استنى نسيت أسأل الأهم، إحنا مسافرين فين أصلاً؟
بص ليا وقعد يضحك، بعدها إتكلم وهو بيتريق:- ناقص تقوليلي أنت شغال إيه علشان مش عارفه!
بصيت عليه وأنا بتكلم بكل جدية:- أنا فعلاً معرفش أنت شغال إيه؟ ولا مسافرين فين؟؟
-أصلاً!
-أيوا.
- مهندس بترول، كنت زي ما أنا في الفرع بتاع القاهرة واتنقلت لفرع سيناء، يعني إحنا حاليًا مسافرين سيناء.
- مهندس ؟؟ ولما أنت مهندس بقى ومعاك شهادة عالية يا ابن الناس إيه يخليك تأخد واحدة مش مكملة تعليمها؟ كنت دورت على واحدة زيك.
قولتها بطريقة تبان إنه كدابكل بساطة، الدنيا سهلة، بس هي مش كدا معايا.
ركز على الطريق وهو سايق وكان بيقول:- مش كله باشهادة، ولادي أهم، عايز أربيهم كويس، وأطلعهم حاجة أنا مفتخر بيها وفي نفس الوقت حابينها، عايز يبقى عندهم طفولة هادية، نفسي أمحي الفترة اللي فاتت من حياة عمير.
- في الأول والآخر مربية أطفال يعني، بس الفرق إنك مش هتدفع ليها فلوس.
الجملة طلعت مني بإندفاع، بص عليا بهدوء معرفش جايبه منين ورجع بص للطريق من تاني وإتكلم:
-هو أنا مقدر موقفك، وعارف إنك مفروضة عليا، بلاش كلمة مغصوبة، بس اللي عرفته إنك محدش بيجبرك على حاجة إيه بقى اللي خلاكي توافقي؟
- عارف لما على طول تكون حاسس إنك تقيل؟ إن وجودك مش مرغوب فيه؟ إنك زهقت واتخنقت، بس عارف من جواك إن دا إختبار من ربنا فأنت صابر وراضي، فبقيت مُسَلِم
بالأمر، ومابين التسليم في ضغط من كل النواحي، يلا لعله خير، أصل هي كدا كدا دنيا وهتُقضىٰ.