رواية دمرت بيتها بتمردها الفصل الثاني 2 بقلم اميمة شوقي
كان يسير بالسيارة بشرود شديد لمنزلهم ،هل حقا ضربت بكلامه عرض الحائط وذهبت دون إذنه
لم يريد أن يخلق مشكله فى منزل والدتها لذلك قرر الذهاب لمنزلهم وهى فى حاله معرفه ان عاد من والدتها ستأتى
لقد كذب على والدتها أيضا وقال لها انه يعرف أنها ستذهب فى حاله إذا تأخر
لقد حاول الاتصال بها كثيراً منذ نزوله من منزل والدتها لكن هاتفها مغلق أيضا
كانت تجلس فى غرفتهم وهى تبكى بشده فهى تشعر بالحزن من زوجها كثيرا مما دفعها للتصرف بتهور
بعد انطلاقها بالتاكسى للذهاب للفرح إلا انها شعرت بالتردد مره اخرى وحديث والدتها يتردد فى أذنها
لم تريد ان تخلق ثغره فى علاقتهم وقررت عند قدومه ستتحدث إليه ولكنها لن تفعل شئ يجعل علاقتهم متوتره
كانت تشعر فى بعض الوقت انها تريد التمرد عن كلامه حتى لا يتعامل معاها مره اخرى هكذا وفى نفس الوقت تشعر ان ما تفعله خطأ لذلك حسمت أمرها للذهاب لمنزلهم وانتظاره فقد انتظرت كثيرا لن تخرب كل شىء على اخر يومين
ارسلت رساله لوالدتها انها ستذهب لمنزلها لانتظار زوجها فلا تقلق عليها
وبعدها اغلقت الهاتف فهى لا تريد ان تتواصل مع اى شخص فقد تريد ان تفكر مع نفسها وفيما يحدث فى حياتها
قطع تفكيرها صوت أحد يفتح باب المنزل لتنهض بسرعه وهى تمسح دموعها فمن من الممكن أن يدخل ليلا منزلهم ولديه مفتاح له هل ممكن ان يكون عمر قد آتى مبكراً لاجلها
تفتح باب الغرفة بحذر لترى وإذ ترى انه زوجها لتهرول إليه بسرعه وهى تقول بسعاده : عمر انت جيت وحشتني قوى
لكن بمجرد الاقتراب منه تجده ينظر لها بجمود وبدون مشاعر ثم يتخطاها دون ان يتفوه بأى كلمة
تتظر اليه بتعجب فماذا يحدث لتدخل وراءه وهى تقول بتعجب: مالك با عمر ،فيه ايه
لكنه لا يعطى لها أى اهميه فقد اخد ملابسه ودخل الحمام كأنها ليست موجودة فى الغرفه من الأساس
تقف فى الغرفه وهي تنظر حولها بحيره فماذا تفعل
فتعطى لنفسها مبرر ساذج أنه متعب من السفر أو من الممكن ان يكون حدث شئ فى عمله وتذهب للمطبخ لعمل وجبه خفيفه لاجله
_________________________________________
_يلا يا عمر علشان تاكل
كان هذا صوت أميمة المتردد وهى تراه قد خرج من الحمام واتجه إلى السرير ومازال لم يعيرها أى اهتمام
_عمر انا بكلمك فيه ايه ، من ساعه ما جيت وانت بتتعامل كأنى مش موجوده
فيه حاجه حصلت فى الشغل طيب
+...........
_طب على الاقل ...
يقطع حديثها صوته الصارم وهو يقول : مش عايز دوشه ،أنا عايز انام
اقفلى الباب واطلعى بره
_طب فهمنى هو فيه ايه
+ سمعتى انا قولت ايه !
لتنظر اليه بحزن شديد ثم تغادر الغرفه
________________________________________
كان ينظر لسقف الغرفه بشرود ،هل ما فعله صحيح أم لا
ولكنها لم تخبره شئ عن ذهابها منذ ان رأته ليبتسم بسخرية على تفكيره فكيف ستقول له وهو يتعامل معاها هكذا
فى ظل شروده يجدها تقتحم الغرفه مره آخرى بعصبية شديدة وهى تقول: أنا عايزه افهم فيه ايه
دا انت لو شايفنى الصبح مش هتكون بارد كده من ناحيتى
بقالك فتره مسافر ويوم ما تيجى تتعامل معايا كده
ليه انا عملتلك ايه
لو فيه مشكله فى الشغل عرفنى وانا هفهم دا واسيبك انما طريقه تعاملك دى انا مش هسمح بيها
مش هقعد اعيط وأكل فى نفسى على حاجه مجهوله
قوم كده واتكلم معايا
قولت انك هتيجى بعد يومين ونزلت بدرى
فكرتك نازل علشانى ،انما نازل ومش طايق منى كلمه ولا طايق تشوفنى
يبقى كنت خليك مسافر احسن او انا اروح اقعد فى بيت أمى على الاقل مش هلاقى حد هناك يتعامل معايا بنفور
لو مش عايزنى عرفنى انما إلا بتعمله دا ميرضيش ربنا
أنهت حديثها وصدرها يعلو ويهبط من شده العصبية والتأثر بما يحدث لتجده يقف أمامها وينظر إليها نظره لم تفهمها وهو يقوم بحده : ويرضى ربنا أنك تكذبى وتطلعى من غير اذنى وكمان لحاجه انا رفضتها
وكمان زعلانه انى نزلت بدرى ليه علشان تستغفلينى كويس ولا ايه
أميمة بصدمة واستغراب : استغفلك ! وكمان كذبت عليك فى ايه
عمر بسخرية لاذعه : لما تروحى من ورايا الفرح وأنا قولتلك لا يبقى بتعملى ايه !
لترد عليه أميمة بصدق : بس انا مروحتش من وراك
انا صحيح زهقانه من إلا بيحصل فى حياتنا بس مرضتش اعمل حاجه تغضب ربنا قبل ما هى تزعلك
انا فعلا كنت ناويه اعاند واروح من وراك بس مرضتش
الفرح كله من الاساس ميفركش معايا
بس تصرفاتك إلا كانت هتطلعنى عن شعورى
روحت عند ماما واتكلمت معاها شويه وكنت فعلا ناويه أروح بس بعدها قررت أرجع بيتى وأشوف حل
إنما انا مش هغضب ربنا علشان حاجه تافهه زى دى
عمر بسخرية : ولما الفرح مش مهم عندك ،بسببه عملتى مشكله ليه
أميمة بنفاذ صبر من طريقته : مش أنا الا عملت مشكله يا عمر
أنت إلا بترفض من غير نقاش
اى حاجه لا
قولتلك زهقت من قعده البيت بس أنت معبرتش دا ورفضت وخلاص
كنت هتخسر ايه لو حسستنى ان مشاعرى مهمه عندك
كان ممكن ترفض بطريقة تانيه تحسسنى انك حاسس بيا
تقولى معلش يا حبيبى لما انزل هعوضك ونروح مع بعض اى مكان
أو انك خايف عليا حتى لو مش خايف
او انك نازل وفى الوقت دا مكنتش هحب اطلع خالص وكنت هستناك بفارغ الصبر إنما انت لا لا وخلاص
ليرد عليها عمر بعصبية: مش مبرر يا أميمة ,عارفه كان شعورى ايه لما والدتك قالت انك روحتى الزفت
الفكره انك فكرتى تنزلى من غير أذنى ،مش فكره فرح
مكنتش عارف ارد اقولها ايه.
اقولها نازل بدرى علشان اعمل لها مفاجأة وافرحها وهى بتخطط من ورايا لمجرد انها زهقت شويه
حتى لو طريقتى مكتتش حلوه ،تستنى لما انزل وتتكلمى معايا انما عناد ايه إلا يفتح بيت
انت تعاندى المره دى وانا اعاند بعدها على تصرفاتك ونعيش فى نكد وعناد يبقى فين الحياه بقى
عارف انك مروحتيش بس فكره انك كذبتى وفكرتى وفعلا لبستى ونزلتى مش قادر اتخطاها
لترد عليه أميمة بعتاب ودموع : عارفه انى غلطانه انى فكرت اعمل دا كله وانى كنت هدمر حياتنا بعنادى ومش بنكر غلطى وانك كنت من الصعب تسامحنى لو فعلا كنت روحت
بس رجعت فى قرارى لان قبل ما اكون بدمر بيتى بعنادى ونزولى بدون إذنك كمان بغضب ربنا ويمكن دى اكتر حاجه خلتنى ارجع ل عقلى
رغم انى بحترمك ومن واجبى اسمع كلامك
بس انا كمان فين حقوقى عليك
انا مش بشوفك اصلا يا عمر ، تقدرى تقولى أنا كنت بشوفك امته قبل ما تسافر
يا شيخ دا شهرين كاملين وانا مش بشوفك غير آخر الليل يا راحت عليا نومه وانا مستنياك فى الصاله يا قلقت على دخولك
حتى الاكل مش بتاكل معايا واليوم إلا بترجع فيه بدرى بتكون أكلت فى الشغل ،بتنام شويه وتقوم تكمل شغل ولا كأن فيه بنى ادمه معاك فى البيت
عايزه انزل يا عمر
بعدين ورايا شغل
وهو الشغل ال 24 ساعه
انا فين من. حياتك الفتره دى يا عمر
حتى محاولتش انك تقعد معايا شويه تقولى معلش مضبوط الفتره دى او عندى كذا فى الشغل ،انما انت بتتعامل كأنى كرسى فى البيت
حتى لما سافرت وكلمتنى ليله كويس ورجعت عمر زى زمان
تانى يوم لسه بطلب منك حاجه قولت لا
الغلط مش عليا لوحدى يا عمر
احنا الاتنين غلطانين
بس انت ضمنت وجودى وان أميمة مطيعه بتسمع الكلام ومش هتطلع عن طوعى
فإذا كنت مفكر انى كده ضعيفه فاحب اقولك لا
انا بعمل دا علشان ربنا أمرنا بدا بعيدا عن انى بحبك وبحترمك
لان المفروض يكون الحب والاحترام متبادل
أكيد مش هفضل أحبك وانت بتيجى عليا
ثم تنظر إليه بسخرية وهى تقول : هطلع واسيبك تنام زى ما كنت عايز
تغادر الغرفه وهى تبكى بشده على حبيبها وعلى حياتهم التى أصبحت مثل الجحيم
بقلم أميمة شوقى عوض
وكان هو فى حاله صدمه من حديثها فهى محقه حقا لم تكن هى المخطا وحدها
إنما كان هو شريك فيما يحدث
يعلم مدى قربها إلى الله وأنها تخاف فعل أى شئ يغضبه وانها وصلت إلى هذا العناد بسبب تألمها
________________________________________
تمضى الليله وهما شاردين فى تصرفاتهم
هو فى غرفتهم يفكر فى حديثها وهى فى غرفه الاطفال تصلى وتشكى إلى الله
كانت حقا ليله مؤلمه عليهم فهم يحبون بعضهم وبشده ومن الصعب التخيل ان يصلان إلى هذه الحالة
منذ زواجهم وهم حياتهم مليئة بالسعاده والحب والاحترام
حتى إذا حدث خلاف قبل نومهم يتحدثان أى إذا كان من المخطى
حتى لا يتركان أى شعور سئ فى قلوبهم لبعضهم
______________________________________
يستيقظ صباحاً وهو متعب فلم يكمل ساعتين نوم فهو شارد وحزين لما أصبحا عليه
لم يكن لديه الجراءه للذهاب اليها ليلا رغم انه كان يتألم لأجلها
لانه يعلم ان وصلت إلى هذا الحد بسبب تجاهله لها
يعترف انه لم يكن يقصد ذلك فقد كان منهمك فى شركته الجديدة ولكنه احزن زوجته طفلته
لينهض سريعا وهو مقرر انه سيصلح كل شىء سيعيد
زوجته إليه مره آخرى
يذهب إلى غرفه الاطفال لكنه لا يجدها ليشعر بالخوف الشديد
+أميمة
+يا ست البنات انتٍ فين
يبحث عنها فى جميع الغرف لكنه لا يجدها
ممكن تكون فى المطبخ بتعمل فطار ولا حاجه
ليذهب مسرعاً ولكنه يجده فارغ
اين ذهبت ،هل من الممكن ان تتركه !!!
لو مكان أميمة هتعمل ايه
وهل فعلا عمر غلطان اكتر منها ولا هى اللى متسرعه وهتخرب كل حاجه