رواية احتواء قلب الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم عبير سليم
الحلقه التاسعه و العشرون
احتواء قلب
عبير سليم
.................................
ما أقسى على المرء من أن يعيش حياته في كذبه اقترفها اناس مريضه سيطر عليهم الجش. ع و ملاء قلوبهم شه. وة المال وما اصعب عليه من أن يكتشف فجأة أن عمره الذي عاشه باجمعه لم يكن سوى خدعه خدعهم بها من هم أقرب إليهم من البشر جميعا
نعم كذبه و خدعه مر بها طيلة سنوات حياته فكيف سيصبح حاله اذا ادرك فجأة الحقيقه و تيقن من أمر قد تقبله رغما عنه طيلة هذه السنوات
تدخل إلى البيت فتجدهم جالسين في انتظارها لتناول وجبة الإفطار معها : سلام عليكم
يردون عليها جميعا : و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فاروق : اتاخرتي اوي النهارده يا جميله
جميله : معلش يا اخويا اعمل ايه غصب عني و الله عبد الرحمن و فؤاد كانوا وحشنني اوي و الكلام معاهم اخدني مانت عارف ان من يوم ما انت تعبت يا حبيبي وانا مكنتش بروح لهم خالص عشان مسيبش غاليه لوحدها و ما صدقت اني روحتلهم خفت يكونوا زعلانين مني
يخرج أدهم و غاليه الجالسه على على كرسيها المتحرك و هو يدفع الكرسي بها و يتحدثون إليها : حمد الله على السلامة يا جميله
جميله : الله يسلمك يا حبيبتي
أدهم : يعني يا عمتي حضرتك عارفه ان بابا لا يمكن يقدر يفطر غير و انتي قاعده ادامه تقومي تتأخري كده بردو
غاليه : و انت مالك واحده و قاعده مع جوزها و ابنها انت ايه حشرك تيجي بدري و اللا تتأخر
يقوم فاروق و يوسع المكان لكرسي غاليه : تعالي يا حبيبتي
غاليه : تسلملي يا حبيبي يارب ربنا ميحرمناس منك و لا من قعدتك في وسطنا يارب
فاروق : و لا يحرمني منك يا ست الستات
مراد و أدهم : يا حلاوتكم يا جمالكم انا مش عارف ايه جو شاديه و عبد الحليم حافظ اللي عايشينلي فيه ده
فاروق : قل أعوذ برب الفلق شايفه يا غاليه عيالك بينوءوا علينا ازاي يا ولاد انتوا اصلكم متعرفوش أمكم دي الغاليه نور عيني و عشرتي الحلوه
غاليه : ياحبيبي يا فاروق ربنا يخليك لية يا حبيبي يارب
مراد : صراحه انا مش عارف العيله الحبيبه دي حتودينا على فين عمتي و لسه بتحب جوزها اللي بقاله سنين ميت و انتوا لسه عايشينلي الحب و الغرام معذور و الله الواد أدهم ده انه ماشي يحب على نفسه طبعا و هو حيجيبه من برة
يضحكون جميعهم و يستمعون فجأة لجرس الباب و هو يعلن عن مجئ أحد إليهم
تتحرك إحدى الخادمات لفتح الباب بينما هم يريدون معرفة من القادم إليهم في هذا الصباح
يقوم أدهم ليرى من الذي أتى : أهلا بحضرتك اتفضل يا عمي
فاروق : ابراهيم تعالى يا ابراهيم اتفضل
يدخل ابراهيم و يلقى عليهم التحيه و هو لا يدري بماذا سيخبرهم و كيف سيستطيع ان يقص عليهم ما جاء من أجله ينظر إليهم باعين زائغه لحظات تمر عليه كالدهر يود لو تنشق الأرض و تبتلعه بعد الإفصاح لهم بكل ما يكنه طيلة تلك السنوات يتخيل له ما الذي سيحلق به بعد ما يعلمون كل شئ
يراها تنظر له و تسأل نفسها : ما الذي أتى به الآن لربما جاء يطمئن على صحة اخيها اما هو فلا يستطيع تصويب عينه تجاهها يتألم من أجلها يحاول ان يتخيل ما الذي سيحدث لها بعد سماعها بتلك الحقائق
يشعر برعشه بداخله تكاد ان تفتك به
يود لو يخرج ثانية سريعا قبل الإفصاح لهم بما جاء من أجله او حتى ان يخبرهم بأنه أتى من أجل الاطمئنان فقط على صحة والدهم
بم سيخبرهم جميعا بم سيبرر فعلتهم ما الذي سيفعلونه به بعد سماعهم إليه حتما سيصابون بالج. نون او سيقذفونه للسباع تن. هش به حتى و ان امسكوا به و قط. عوه اربا اربا فلن تهدأ قلوبهم
و لكن فليحدث ما سيحدث قُضي الأمر و حان وقت الحصاد
مالك يا ابراهيم واقف عندك كده ليه اتفضل اقعد
غاليه لجميله : تعالي ندخل احنا جوة يا جميله هو اكيد جاي يطمن على فاروق
تقف جميله و تبدأ في تحريك الكرسي المتحرك بجميله و لكن يستوقفها صوته : متمشيش يا مراة ابن عمي انا عاوزك
فاروق : عاوز جميله فايه يا ابراهيم
ابراهيم : انا مش عاوز جميله بس انا عاوزكم كلكم تقعدوا و تسمعوني و بعدها اعملوا فية اللي انتوا عاوزين تعملوه عشان انا خلاص مبقاش عندي حاجه اخاف عليها و لا أكون باقي عليها
انا اهم حاجه عندي اني ضميري يرتاح و هم السنين ينزاح من على صدري و انام من غير كوابيس
فاروق : في ايه يا ابراهيم اتكلم قلقتني
ابراهيم : حاضر بس بعد اذنكم معايا موسى اللي شغال عندنا عشان هو كمان ليه علاقه بالكلام اللي حقوله
يتعجب فاروق و لكنه يسمح له بالدخول
فاروق : خير يا ابراهيم اتكلم احنا كلنا سامعينك.
ابراهيم : يا ريت كان خير هو مش خير خالص بس امانه عليكم لية طلب واحد بس تسيبوني اتكلم و اطلع كل اللي جوايا بقاله سنين و بعد كده انا تحت أمركم في اللي انتوا عاوزينه مني و اللي حتعملوه فية انا حرضى بيه مهما كان هو ايه
مراد : حاضر محدش حيقاطعك بس اتفضل حضرتك اتكلم بقى
ابراهيم : كلنا عارفين ان جدي حسان مكنش عنده غير ولدين هما فؤاد و ابويا الله يرحمهم
و الاتنين اتجوزوا و ابويا خلفنا انا و اسماعيل و عمي فؤاد خلف عبد الرحمن و بعد كده ركبه المرض و سابه و هو لسه عيل مكملش اربع سنين و بعدها جدي حكم على مراته انها لازم تتجوز و تعيش حياتها لأنها كانت عيله صغيرة مكملتش العشرين سنه و قاللها تطمن على عبد الرحمن و أنه هو اللي حيربيه و انها تقدر تيجي تشوفه و تاخده وقت ما هي تحب لكن هو اللي حيراعيه بنفسه لأن مينفعش حفيده يتربى فبيت راجل غريب
و اتجوزت أمه و فضل عبد الرحمن فحضن جدي و رعاه و كبره و كان دايما بيفضله علينا فكل حاجه و عمره ما كان بيعاملنا زي ما بيعامله و كانت الدنيا كلها عنده فكفه و عبد الرحمن في الكفه التانيه و مرت الأيام وكبرنا و اسماعيل اخويا اتجوز و بعدها جه عبد الرحمن لجدي و قالله انه عاوز يتجوز مع انه كان لسه مكملش العشرين سنه لكن جدي الدنيا مكنتش سايعاه من الفرحه و فرح اكتر لما عرف انه حيناسبكم و أنه عاوز يتجوز جميله بنتكم لأن زي مانت فاكر يا حاج انك انت و عبدالرحمن كنتوا صحاب و هو كان بييجي هنا كتير وكان بيشوف جميله حبها و جدي خطبهاله و اداله الدور التاني كله و فرحته بيه مكنش ليها وصف و كانت جميله هي مراة الغالي اللي لازم تكون على رأس الكل
و مرت الأيام و اسماعيل خلف تلت بنات و عبد الرحمن اتأخر اوي في الخلفه و قعد هو و الست جميله سنين من غير عيال و احنا وقتها قلنا اكيد جدي حيخللي عبد الرحمن يطلقها او يتجوز عليها عشان يخلف
لكن الغريبه ان ده محصلش بالعكس ده كان دايما لما يلاقيه قلقان يطمنه و يقولله ان ان شاء الله ربنا حيكرمهم و ياما ناس قعدت سنين و بعد كده ربنا رزقهم بالعيال
وانا كمان اتجوزت و ربنا ما ارادليش بردو بالخلف
كلنا كنا شايفين حب عبد الرحمن و جميله لبعض و ازاي كانت روحهم فبعض و ده كان مفرح جدي لأن اهم حاجه عنده ان عبد الرحمن يكون مبسوط اما اللي كان مضايق دايما هو اسماعيل : مالك يا اسماعيل سيبتنا و قمت ليه
ابراهيم : و الله يعني مش شايف الدلع و المسخره اللي بتحصل بس انت حتضايق ليه مانت كمان معاك مراتك حبيبة القلب
ابراهيم : الله هي أيه الحكايه يا اسماعيل اسماعيل : زهقت تعبت و جبت اخري اشمعنى انا يبقى حظي منيل كده روح يا اسماعيل و سيبني فحالي
اسماعيل : ربنا يهديك يا اخويا
يسيبه اسماعيل و يخرج و تدخل له مراته بالشاي : اتفضل يا اخويا
اسماعيل : ياريتني كنت اخوكي يا شيخه و مكنتش وقعت فيكي الواقعه دي غوري من وشي بدل ما امسكه اطسه فوشك
مكنش مرتاح مع مراته و لا حاببها لأنها مكنتش حلوة زي مراة عبد الرحمن و مراتي و فوق كل ده مخلفش الولد اللي كان نفسه فيه
ومرة واحده عرفنا ان جميله حامل و وقتها جدي عمل ليله لأهل الله و الفرحه كانت مالية قلبه
و الغيره ملت قلب اسماعيل اخويا بزياده ان ازاي عبد الرحمن بعد السنين دي كلها ربنا يكرمه و مراته تحمل : أنا عاوز افهم ايه اللي يزعلك ان مراته حامل
اسماعيل : هو عبد الرحمن ده حظه كده ليه انا عاوز افهم
ابراهيم : أنا اللي عاوز افهم
اسماعيل : و لا عمرك حتفهم حاجه انت مخك ده فيه ايه انا مش فاهم غور من وشي انت كمان
و بعدها بكام شهر ربنا صحينا على خبر وفاة عبد الرحمن راح فغمضة عين راح و ابنه لسه فبطن امه سابه ومشى قبل ما يشوفه و يفرح بيه
جدي وقتها عقله كان حيروح منه و الدكاتره كانوا داخلين خارجين عليه و قلنا خلاص حيقابل وجه كريم و يحصله هو كمان هو و جدتي كانت حالتهم حاله
الوحيد اللي كان حاسس انه ارتاح و قلبه اطمن خلاص هو اخويا اسماعيل كان فاكر ان كده خلاص الجو خلاله مكنش في حاجه معكراه غير حاجه واحده بس حمل جميله و العيل اللي فبطنها كان بيتمنى يسمع خبر انها سقطت و ان الحمل ده راح و فعلا خللى البت الشغاله توقعها و كأنها متقصدش عشان يخلص من اللي فبطنها و انتي فعلا يومها وقعتي و جدي اخدك و جرى بيكي كان حاسس انه حيجراله حاجه لو العيل راح ده هو اللي فاضل له من عبد الرحمن و انتي فضلتي في المستشفى اسبوع لحد ما بقيتي كويسه و شاء ربنا ان الحمل مينزلش و جدي من وقتها مبقاش بيخليكي تتحركي من مكانك و هو بنفسه اللي كان بيروح معاكي للدكتور يطمن عليكي و كان جايبلك الدنيا كلها تحت رجلك
و فيوم بعد ما رجعتي من عند الدكتور سمعنا جدتي بتزغرد و هي بتعيط من فرحتها انك حتجيبي ولد و وقتها حال جدي اتبدل و رجع للحياه من اول و جديد
و بقى بيدلع فيكي و بياكلك بايده و شايلك و مخللي الكل خدامين تحت رجلك
و بعد مده و لما قربت معاد ولادتك دخلت على اسماعيل و لقيته لا على حامي و لا على بارد و لما سألته لقيته خايف من اللي حيحصل يعد ما تولدي وتجيبي الولد و عرفت انه نوى على نية ما يعلم بيها غير ربنا و انا نفسي وقتها اتصدمت اول ما عرفت هو ناوي على ايه : ايه اللي انت بتقوله ده يا اسماعيل انت اكيد حصل لمخك حاجه
اسماعيل : اللي بقوله ده هو اللي حيتنفذ يا ابراهيم مقداميش حل تاني
ابراهيم : هو ايه ده اللي يتنفذ انت حصل لمخك ايه عاوز تخلص من العيل اللي لسه عنيه مشافتش الدنيا ليه عملك ايه اذاك في ايه
ابراهيم : ابوه اللي عمللي يا اخي ابوه اللي طول عمره واقفلي زي اللقمه في الزور
اسماعيل : عملك ايه ابوه يا ابراهيم ما الراجل ساب الدنيا باللي عليها وراح للي خلقه
ابراهيم : اه راح بس بعد ما اخد حب جدك و حنانه و اللا نسيت انه طول عمره كان بيحبه و بيفضله علينا
ودلوقتي عاوز يسيبلنا ابنه عشان ياخد بقية الحب كله و ياريته حياخد الحب و بس لا ده حيكوش على كل حاجه طبعا مانا خلفتي كلها بنات و انت اهوه بقالك سنين متجوز و لا عارف تجيب و لا بت و لا ولد
اسماعيل : تقوم تفكر التفكير الشي.. طاني ده يا ابراهيم تفكر انك تخلص من ابنه اللي لسه مجاش للدنيا.
ابراهيم : أيوة يا اسماعيل و اللا انت عاوزني استنى لحد ما اشوف جدك بيكتبله كل حاجه باسمه انت مشوفتهوش من وقت ما عرف ان الست جميله هانم حتجيب ولد عمل ازاي ده بعد ما كنا بنحضروله خرجته رجعت الحياه دبت فيه من اول وجديد و بقى و لا شاب عنده تلاتين سنه لا و ايه بيحضرله الاوضه بتاعته كمان و باعت يجيب له لعب الدنيا و انت بقى عاوزني اسكت و احط ايدي على خدي وانا شايف كل حاجه بتروح مني مش كده
اسماعيل : بس اللي انت ناوي عليه ده يودي اللومان و لو حد شم خبر
اسماعيل : يبقى علية و على اعدائي و يا روح ما بعدك روح
ابراهيم : و ليه ده كله تعمل كده ليه تئذينا الاذيه دي كلها ليه
اسماعيل : عشان طول عمري بكر. هه طول عمره واخد الحب و الحنان كله و كأنه اول واحد في الدنيا يتيتم
بقينا احنا للشغل و البهدله في الاراضي و بين الفلاحين و البهايم و هو للراحه و الدلع و البغدده احنا نتفحت و هو يتعلم و يتنور
ابراهيم : بس انت عارف ان جدك ملهوش علاقه بالكلام ده بالعكس جدك وقف لابوك وقتها لكن ابوك هو اللي صمم اننا نراعي الأرض و ان التعليم مش حيفيدنا بحاجه لكن عبد الرحمن اختار التعليم و كان شاطر من صغره يعني هو ملوش ذنب
اسماعيل : اه ملهوش ذنب و انا كان ايه ذنبي عاوز اعرف ليه اشمعنى هو كل حاجه حلوة تبقى ليه و احنا لاء هو يختار اللي قلبه عاوزها و يتجوزها و انا اللي اتجبر على واحده مبحبهاش و لا طايقها هو ياخد الحلوة الجميله اللي كل الناس بتحلف بجمالها و انا اخد اللي وشها يجيب الفقر هو يصبر لحد ما مراته تجيب الولد و انا اتنيل اجيب تلت بنات
اسماعيل : و هو الولد اللي حيجيبه ده حيعمل بيه ايه ما هو راح خلاص و سابه يتيم
اسماعيل : انت اهبل و اللا عبيط وهو الولا ده ابن مين مش ابنه هو حيتكتب باسم مبن مش بإسمه هو و مش هو بردو اللي حيبقى الغالي ابن الغالي و اللي حيقش كل حاجه
ابراهيم : تقوم تقول نخلص منه
اسماعيل : ايوة حنخلص منه يعني حنخلص منه و يارب جدك يحصله هو كمان و نبقى ارتاحنا من الكل
الكل متفاجئين من اللي بيسمعوه مش ممكن استحاله يكون ده حقيقي كلهم بيبصوا لبعض و بيسالوا نفسهم معقوله اللي سمعوه ده و اللا بيتهيألهم
تقوم جميله بعيون كلها غ. ضب و تنقض عليه بكل قوة و شرا.. سه ليس لها مثيل تمسك بملابسه و الكل يحاول ابعادها و لكن بلا فائده و هو مستسلم لها تاركا لها نفسه تفعل به ما تشاء فلو اكلته باسنانها فهذا اقل عقاب سيكون له عما فعلوه في حقها و حق ابنها : انت بتتكلم عن مين بتتكلم عن مييين عن ابني ابن عبد الرحمن ابن عمكم انتوا دبرتوا و خططوا تخلصوا من ابني انا ليه ليه احنا عملنالكم ايه عشان تعملوا فينا كده ده عبد الرحمن كان بيقول عليكم اخواتي اللي مليش غيرهم يهون عليكم ابنه مش كفايه عليه انه يتيم تقوموا تعملوا فيه كده وهان عليكم عبد الرحمن ابن عمكم تعملوا في ابنه كده يا جبروتكم يعني انا ابني كان عايش و انتوا انتوا اللي خلصتوا عليه صح ايوة انتوا كل ده عشان ايه عشان الفلوس كنتوا خدتوها مكناش عاوزينها ده انا كنت مستعده اشحت بيه بس يفضل فحضني
كنتوا سيبتوه يعيش كنتوا سيبتهولي يا ولاد ال.. حرام عليكم ربنا ينتقم منكم
اااه يا ظلمه يا جبروتكم يا قوة قلبكم و جالكم قلب تاخدوه و تدف.. نوه بايديكم كمان جمب ابوه قدرتم تحطوه جمب ابوه يعني انا دلوقتي اروح اقول لابني ايه دلوقتي اقولله ايه اقولله عمامك هما اللي نهوا حياتك بأيديهم يا ضنايا عشان يحرموك من حقك عشان ياخدوا فلوسك
يقوم عليه فاروق و كأن الصحه و القوة رجعتله من تاني و بعد جميله عنه و اخدها مراد فحضنه و هي منهاره و مسكه فاروق : يعني اللي انتوا دف.. نتوه ده يبقى ابن عبد الرحمن اللي انتوا خل**صتوا عليه بايديكم
ابراهيم بألم و حسرة : لا يا فاروق اللي جنب عبد الرحمن ده مش ابنه و لا ابن جميله اللي خلفته ده حد تاني احنا منعرفهوش و لا نعرف هو مين
فاروق : مش ابنهم ازاي امال اللي فحضن عبد الرحمن ده يبقى مين مين انا عاوز افهم و ابنهم فين انطق اتكلم قبل ما تكون نهايتك على أيدي دلوقتي
جميله بتص..رخ بكل قوة و عاوزة تهجم عليه : أنت بتقول ايه مش ابني يعني اللي انا بقالي اكتر من تلاتين سنه بزوره فتربته مش ابني امال ده مين ابن مين و انا ابني فين ابني فين
ما الذي يحدث ما الذي أصابهم اهم في كابوس نعم بالتأكيد هم في كابوس فكل ما يقال شئ من الخيال لا يصدقه عقل
تجلس جميله على الأرض امامه و تمسك بيده مترجيه اياه : ابراهيم انت كبرت و خرفت صح صح يا ابراهيم ايوة ماهي مينفعش تكون غير كده إبراهيم انت طول عمرك طيب و عبد الرحمن كان بيحبك اوي و انت كمان كنت بتحبه ايوة انا متأكده انت جاي تهزر معانا صح انت وحشك عبد الرحمن و ابنه اللي كان لو كان كبر كان حيعتبرك ابوه و انت كنت حتعتبره ابنك اللي مخلفتهوش صح يا ابراهيم مش صح كده يا اخويا هما وحشوك مش كده فقام اتهيالك حاجات تخصهم مش صح مش صح يا ابراهيم قول والنبي يا ابراهيم قول انك بتهزر قول ان كل الي انت قلته ده تخريف محصلش قول انك انت مش موجود هنا اجامنا صح ايوة صح
تضرب على وجهها بيديها بقوة : فوقي يا جميله فوقي مفيش حد هنا انتي بتحلمي بتحلمي
مراد أدهم غاليه قولولي الله يخليكم هو انا صاحيه و اللا نايمه هو في حد دلوقتى قاعد معانا و اللا إيه واللا ايه
أدهم : اهدي يا عمتي اهدي عشان خاطري
جميله : طب انت سمعته قال ايه
فاروق و هو يحاول ان يتماسك كي يفهم ما حدث :. فين ابنهم فين فؤاد ابنهم يا ابراهيم
أهلا بيك يا اسماعيل خير
اسماعيل : خير طبعا مصلحه حتم بيني و بينك في السر و مفيش مخلوق حيعرف عنها حاجه و حتاخد خمسين ألف جنيه
الدكتور : مصلحه مصلحة ايه اللي حتكون بيني و بينك فهمني عاوز ايه
اسماعيل : انت اللي متابع حالة مراة عبد الرحمن ابن عمي صح الكلام
الدكتور : أيوة صح
اسماعيل : و انت اللي حتولدها مش كده بردو
الدكتور : ان شاء الله
اسماعيل : تمام بعد ما تولدها حتبلغهم ان العيل اتكل على الله و راح للي خلقه و تاخد الفلوس شفت بسيطه ازاي
الدكتور : اسماعيل انت شارب حاجه و اللا إيه أنا مش فاضيلك انا عندي شغل
اسماعيل : أنا إذا كنت شارب فأنا شارب المر و معنديش استعداد اشرب اكتر من كده
الدكتور : انت بتقول ايه انا مش فاهم حاجه طب انت عاوزني اقولهم كده ليه
اسماعيل : مش مهم تفهم انت حتقوللهم انه بخ طار و خلاص عوضهم على الله
الدكتور : و الله بالبساطه دي طب و لما اقولهم كده حعمل ايه في الولد و هما المفروض ياخدوه
اسماعيل : ما هو انت حتديهلهم و تقوللهم ابنكم اهوه بس بعد ما تكون خلصت عليه من غير حس و لا خبر
الدكتور : على اساس انك فاكرني جزار مش دكتور قوم اطلع برة بدل ما اطلبلك البوليس
اسماعيل : على كيفك بس انت الخسران كنت حاخد مبلغ كبير تفتح بيه العياده الي نفسك فيها
الدكتور : اسماعيل اللي انت بتقول عليه ده جنان لأنه استحاله يحصل مدام جميله حتولد و انا حسلملهم الطفل غير كده معنديش كلام تاني يتقال
اسماعيل : يعني انت إيه مشكلتك دلوقتي
خلاص و لا تزعل نفسك اديني الولد حي و ملكش فيه بقى ابن ابن عمي و انا اولى بيه و اعمل فيه اللي على كيفي
الدكتور : و هما اقولهم ايه هو الطفل ده حتى لو فارق الحياه مش اهله لازم يستلموه
اسماعيل : اتصرف يا دكتور يعني مستشفى كبيره زي دي مش حيكون فيها يعني عيل صغير اتولد و اتكل على الله اديهلهم و قوللهم اهوه ابنكم و البقاء لله
و هما عادي حياخدوه و جمب ابوه حيحطوه ما هما استحاله حيخطر على بالهم ان ده مش ابنهم و انت حتاخد الخمسين الف
الدكتور : ميتين الف ده مستقبلي يا اسماعيل و لو حاجه انكشفت انا اللي مستقبلي حيضيع
اسماعيل : ماشي يا دكتور
بعد مرور عدة أيام : أنا عرفت انك حتولدها النهارده مستعد
الدكتور : مستعد
اسماعيل : و العيل
الدكتور : بختك حلو من يومين في عيل امه ولدته و هي خرجت و هو دخل الحضانه و من شويه ربنا استرد امانته و انا بلغت اهله و عشان عارفهم غلابه قلتلهم ميشغلوش بالهم و انا حتصرف
اسماعيل : تمام و الفلوس حتاخدها اول ما يبقى العيل معايا
بعد مرور عدة ساعات
تدخل جميله العمليات و الجميع منتطر خروجها بالسلامه هي و طفلها الجميع يقفون و هم يدعون لهم
فاروق : اقعد استريح يا حاج
الجد : مش حستريح غير لما اخد فؤاد فحضني و اشم فيه ريحة عبد الرحمن
فاروق : ان شاء الله حيخرج و تاخده فحضنه و تربيه زي ما ربيت ابوه
الجد : يا عيني عليك يا حبيبي اتولدت يتيم و ابوك اتربى يتيم ربنا يديني الصحه و اربيك و امانه عليك يا فاروق لو قابلت وجه كريم تحطه فعنيك ده ابن الغالي
فاروق : ربنا يديك الصحه و طولة العمر يا حاج
يخرج إليهم الدكتور : طمنا يا دكتور
الدكتور : للأسف يا حاج كان بودي اطمنك لكن
الجد : لكن ايه جميله و اللا الولد حصللهم حاجه
الدكتور : الام بخير لكن الطفل البقاء لله شدوا حيلكم
الجد : انت بتقول ايه يعني معناه ايه الكلام ده
الدكتور : انا عارف انك كنت منتظره بفارغ الصبر لكن حنعمل ايه دي ارادة ربنا و ديعته و استردها و انت مؤمن يا حاج ربنا يعوض عليكم و شدوا حيلكم
لم يتحمل الحاج ما سمعه و وقع أرضا
اما الدكتور قام باعطاء ابن جميله لاسماعيل : خده و امشي بسرعه على فكرة انا ملحقتش انضفه و لا اطهره كويس الوقت مكنش فصالحي انا خرجت الممرضه اللي معايا بالعافيه عشان الحق اعمل اللي انا عاوزه من غير ما تحس اتصرف انت بقى
اسماعيل : لحد كده و كتر خيرك انا حتصرف بمعرفتي
اخذ الدكتور منه المبلغ و اخد اسماعيل الطفل و مش عارف يتصرف فيه ازاي راح بيت واحد من اللي شغالين عنده و نادى عليه : موسى
موسى : لما نده علية اتفاجئت ان على ايده عيل صغير ملفوف مش باين غير وشه الصغير
مين ده يا سي اسماعيل
اسماعيل : ملكش فيه عاوزك تاخده تخلص عليه و ترميه في اي حته بعيده مش عاوز ليه اثر
موسى : عيل مين ده اللي عاوزني اعمل فيه كده ده شكله لسه مولود
اسماعيل : ملكش فيه تعمل اللي بقولك عليه من سكات
موسى : و انا لا مؤاخذه مش حعمل حاجه غير لما اعرف مين ده
اسماعيل : ابن عبد الرحمن ارتحت
موسى : عبد الرحمن ابن عمك
اسماعيل: ايوة
موسى :طب و ليه تعمل فيه كده
اسماعيل : مالكش فيه تاخده و تعمل اللي قلتلك عليه من سكات و تيجي تطمني انك خفيته فمكان الجن الأزرق ميعرفش يوصلله
موسى : و انا حستفيد ايه لما اعمل كده
اسماعيل : حديك فلوس تسكن بيها فبيت انت و عيالك بدل مانتوا نايمين في عشة
بعد مرور بعض الوقت
انت فين يا اسماعيل بتصل عليك ما بتردش
اسماعيل : بخلص يا ابراهيم
ابراهيم : ليه بس كده يا اسماعيل ده جدك وقع من طوله و الدكاترة بيقولوا جاتله جلطه فالمخ
اسماعيل : احسن اياكش يحصلهم و نرتاح منه
ابراهيم : طب قللي عملت ايه
اسماعيل : عملت اللي عملته يا ابراهيم ملكش دعوى
ابراهيم : انت خلصت عليه يا اسماعيل
اسماعيل : لاء انا اديته لموسى و هو حيقوم اللازم و قفل بقى الموضوع ده خلاص خلصنا من عبد الرحمن و ابنه نهائي
عند موسى اخده و مفيش في ايده غير انه ينفذ و يقبض التمن : يا عيني عليك يا بني ليه بس يعملوا فيك كده ده جدك كان مستني مجيتك بفارغ الصبر بس انا حعمل ايه انا عبد الأمور
يبص له و بيقرب ايده على نفسه عشان يكتمه و فجأة يبص له الطفل و يبتسم بسمه يرق ليها قلبه
بقى محتار مش عارف يعمل ايه و لا يتصرف ازاي لقى نفسه بيحطه في كيس القمامه و بيرميه بين صناديق القمامه و ووقف من بعيد يشوف إيه اللي حيحصل كان بيسمع صوت بكاؤه و حركته جوة الكيس و قلبه بينفطر عليه و لمح الكلاب الضاله و هي بتقترب من الكيس و بتحاول خدشه خاف عليه و قلبه انتفض بشده و قرر يلحقه بسرعه قبل ما تأكله الكلاب
لسه حيتحرك و فجأة يقف لما يلمح راجل واضح انه زبال بيلم القمامه و أنه سامع صوته و هو بيبكي و شافه و هو بيهش القطط و الكلاب من المكان و شافه و هو بيفتح الكيس و بيلعن اللي عمل فيه كده و اخده و مشى
مقدرتش امشي و اسيبه مشيت وراه و شفته و هو بيدخل بيت قديم جدا في مكان صعب يعيش فيه بني ادمين و بعد شويه شفته خرج جري و فضلت واقف بعيد عشان محدش يشوفني و شفته و هو راجع و معاه حاجات في كياس و وقتها اطمنت ان حياته في امان و أنه لسه عايش و مشيت و مرجعتش تاني
موسى : هو ده اللي حصل و والله عينية ما داقت النوم و لا شفت الراحه من اليوم ده و عقاب ربنا لية طال بنتي و اهي راحت مني
اسماعيل : احنا عملنا فيكم اللي مايخطرش على بال بني آدم و النهارده احنا جينا عشان نعترفلكم بكل حاجه و ضميرنا يستريح و اللي عاوزين تعملوه فينا اعملوه
الكل في حاله من الصدمه لا يدركون ما الذي استمعوا له احقا ما قيل لهم أيعقل هذا الأمر اي عقل بقدرته الاستماع إلى تلك الخرافات التي حتما ستكون ناقوس سيهدم المعبد على من فيه أجمعين
فاروق و هو ينقض عليهم كما ينقض الأسد على فري.. سته : ضمير و هو كان فين الضمير ده السنين اللي فاتت دي كلها كنتوا فين و انتوا شايفين جدكم مشلول و مبيتكلمش كنتوا فين و انتوا شايفين ام قلبه مكوي من وجعها على فراق جوزها و ابنها كان فين ضميرك و انتوا راميين لحمكم في الشوارع و اخوك ده مش كان عاوز يتجوزها مش جه و طلب ايدها بعد اللي حصل بأي عين جاي و عايز يتجوزها كان حيحط عينه فعينها ازاي و هو عامل كده فابنها
انتوا لا يمكن تكونوا بني ادمين انتوا اي عقاب ليكم مش حيكون كفايه انتوا لازم عقابكم يكون ادام الناس كلها عشان الكل يعرف حقيقتكم الdirty
و ايه اللي، صحى ضميىركم قولوا و اللا دي لعبه جايين تلعبوها علينا من اول وجديد
ابراهيم : لا يا حاج لا والله ما لعبه ده دي الحقيقه الوحيده اللي فحياتنا انا كنت فاكر السنين دي كلها انه ما. ت فعلا لحد امبارح بس لما موسى حكالي على كل حاجه وانا جبته وجينا عشام ضميرنا يرتاح
أدهم : و انتوا اللي زيكم ممكن يرتاحوا فيوم لازم عدالة ربنا تتحقق فيكم لازم تتعاقبوا
ابراهيم : خدنا عقابنا و زياده يا بني اديني اهوه عشت عمري كله من غير عيال و اسماعيل راح اتجوز على مراته عشان يخلف الولد اللي نفسه فيه ولما خلفه طلع صايع و مشى ورا شوية عيال خدوه في طريق اللي يروح ميرجعش و ضيعوه و اسماعيل طرده من البيت و في الآخر لقيناه بين الزباله مرمي بعد ما عطى لنفسه ابره قضت على حياته وراح و هو صغير
جميله : وانت فاكر ان كده خلاص اتعاقبتم لا مش كفايه كل اللي حصلكم ده مش كفايه و لا عمره حيشفي غليلي منكم انتوا لازم عقابكم يكون اكبر من كده و انا اللي حاخد بتار ابني منكم و حاخد رو.. حكم بايدي زي ما اخدتوا ابني مني و حرمتوني من حضنه منكم لله يا كفرا حسبي الله ونعم الوكيل فيكم
غرزت اظافرها بوجهه حتى أصبح وجهه لا يرونه من لونه الأحمر : ابني فين ابني فين يا ولاد ال...... ابني فين انا عاوزه ابني
كل المحاولات لتهدئتها باءت بالفشل فأي شعور و أي احساس هي تشعر به الآن كيف لها ان تستوعب ان كل حياتها كذبه و ان من ظلت تزوره لسنوات ليس بطفلها و انما ابنها
أين هو هل مازال على قيد الحياة ام لحق بأبيه كيف ستصل اليه كيف كيف
أهات نابعه من فؤاد انفطر على فراق أم لابنها و وليدها الذي لم تنعم برؤيته لحظه واحده
تقع من بين ايديهم فجأة فعقلها قد اشفق عليها و رحمها من تلك المواجهه و أراد لها ان ترتاح قليلا لعل فؤادها تهدأ و تسكن ضرباته.