اخر الروايات

رواية ملكة علي عرش الشيطان الفصل السادس والعشرون 26 بقلم اسراء علي

رواية ملكة علي عرش الشيطان الفصل السادس والعشرون 26 بقلم اسراء علي 



وهل تُزهر بـراعم الحُب بـ قلبٍ فقد الحياة!
أم سيظل ميتًا ، جافًا!!...
نظرت إلى عينيه المُظلمة مطولًا تُحاول أن تُفسر تلك النظرة الغريبة عليها ولكنها سُرعان ما أخفاها خلف قناع الجمود والقسوة فـ فشلت هي
تنهدت ثم أردفت بـ خفوت دون النظر إليه
-ممكن إيدك!
-تجاهل سؤالها وقال:دراعك كويس!
-حينها نظرت إليه وقالت بـ هدوء:لو على الشرخ فـ الحمد لله مفيش حاجة..إنما لو على اللي حصل دلوقتي فـ فيه كتير...
إبتسم أرسلان بـسُخرية ثم أردف وهو يُبعد خُصلاتها البُنية خلف أُذنها
-مكنتش أعرف إنك خِرعة كدا!
-رفعت منكبيها وقالت بـ بساطة:المظاهر خداعة...
رفع حاجبه بـ تعجب حقيقي قبل أن يُحرك رأسه قائلًا بـ يأس
-تعالي ندخل الجو بدأ يليل والسقعة مش هتستحمليها...
أومأت بـ خفة ثم أزاحت يده ودلفت هي الأول تاركة إياه يُلملم ما بـ الخارج ثم توجه إلى سرداب وضع به كل شئ ثم عاد إليها فـ وجدها تجلس فوق الأريكة تضم ساقيها إلى صدرها
حك خلف عنقه ثم توجه إليها وجلس جوارها..إلتفتت إليه سديم مُجفلة ثم تساءلت بـ خفوت
-إحنا هنروح أمتى!
-أسند رأسه إلى الخلف وقال:يومين كدا
-تمتمت بـ خفوت:كويس عشان مش عاوزة أشوف وش الست اللي هناك دي...
إلتقطت أُذنيه حديثها الخافت فـ إلتفت إليها بـ خُبثٍ مُتساءلًا
-مالها الست دي!
-إستدارت بـكلها وهدرت بـ غضب:أنا لسه مبلعتش إنك متجوز عليا
-رفع حاجبه بـ سُخرية وبـ نبرة لا تقل سخرية:متجوز عليكِ!..هي..هي اللي متجوزك عليها...
إنتفخت أوداجها بـ غيظ ثم صرخت بـ غضب أُنثى ذات كبرياء
-المبدأ واحد..ثم أنت لسه متجوزها ليه وهي خانتك وكنت هموت بـ سببها
-أظلمت عيناه وهو يقول بـبساطة:حسابها لسه مجاش..متجوزها ليه!..عشان خاطر إبني اللي فـ بطنها...
إتسعت عينا سديم بـ قوة وصمت ألجم لسانها من الصدمة..رغم طيلة الأيام السابقة إلا أنها لم تعلم بـ حمل جميلة..تلك الراقصة التي لم تنفك تتوسل و تعتذر..تتدلل و تغوي لكي تُفكر..وكم تعلم بـ تلك اللحظات أنها تُبدي ندمًا صادقًا وكم أشعرها هذا بـ الغضب العارم..ولكن أن تكن حاملًا منه بـ إبنهِ كما من المُمكن أن تكون هي
وعند تلك النقطة شحب وجهها و وضعت يدها فوق معدتها تلقائيًا ولكن سُرعان ما أبعدتها إلا أن الآوان قد فات فـ لاحظ هو حركتها العفوية..لتُظلل ملامحه نظرة قاسية ، غريبة وهو يردف بـ صوتٍ أجش
-أنتِ حامل!...
نظرت إليه بـ تشتت..غاضبة وذات كبرياء مدهوس أسفل قدميه ولكنها ترغب و بـ شدة أن تنفي تلك التُهمة عنها..إلا أن عنياها قد قست بـثوان وهي تقول بـ قوة
-ممكن وليه لأ..مر فترة طويلة على جوازنا...
إقترب منها بـ بُطء لتتراجع هي حتى أستلقت فوق الأريكة وهو يعتليها ثم دنى بـ وجههِ منها وكم هالها تلك النظرة التي نفذت إلى روحها وهو يهمس بـ خفوت خطير
-جاوبي بـ وضوح..يا أه يا لأ...
أغمضت عيناها تتنفس بـ حدة..ظلت هكذا لعدة ثوان وهو تركها..وأخيرًا أردفت بـ خفوت ميت وهي تضع يدها فوق بطنها
-معرفش..بس..بس لو حامل أكيد هعرف...
شهقت سديم وهي تستشعر يده توضع فوق بطنها لتُبعد يدها وتنظر إلى جحيم عيناه السوداء ثم همس بـ نبرةٍ مُظلمة
-لو حامل ومحافظتيش عليه هيبقى حسابك كبير أوي...
أصابت جسدها رجفة من تهديده المُخيف ولكنها إبتلعت ريقها الجاف ثم إستجمعت شجاعتها الواهية لتهمس بـ شراسة
-ما أنت مراتك التانية حامل
-إبتسم أرسلان من زاوية فمه وهمس بـ مكر:مُصممة ليه تُحطيها فـ خانة التانية!
-ضربت صدره وهدرت بـ غيظ:متغيرش الموضوع..مراتك الرقاصة حامل يعني هيكون عندك كمان كام شهر إبن من صُلبك..عاوزني أكون حامل أنا كمان ليه...
أمسك يدها التي على صدرهِ ثم وضعها فوق رأسها ليدنو أكثر فـ يستشعر ضربات قلبها الهادرة التي تضرب صدره وعيناها التي تتسع بـ ذهول وخوف
دنى أكثر يضع قُبلات خفيفة فوق عنقها وفكها و وجنتها ثم وصل إلى أُذنها وهمس بـ نبرةٍ جديدة عليها
-إبني منك غير...
قالها ثم نهض مُبتعدًا عنها لتظل هي على حالها مُتسعة العينين وقلبها يضرب أضلعها بـ جنون..حتمًا ذلك الشيطان سيُصيبها بـ الجنون فـ كُلما إقتربت منه كُلما زاد الخطر..عليها وليس عليه قبلًا
************************************
وضع أخر صحنًا من أجل الغداء فـتلك المجنونة ، الغاضبة لم تتناول إفطارها..زفر قُصي بـ قنوط ثم توجه إلى غُرفتها وعلامات العبوس تُظلل محياه
طرق الباب بـ خفة ثم ناداها بـ صوتٍ أجش ، عابس
-رحمة!!!...
عاد يطرق الباب ولكن دون إجابة..زفر بـ غضب هذه المرة ثم أردف بـ غيظ
-يا رحمة رُدي..مكنتش غلطة يا ستي أسف..إيدينا فُرصة نبدأ من دلوقتي..يا رحمة!
-نعم...
أتاه صوتها المُتعجب والساخر بـ الوقت ذاته من خلفه ليلتف سريعًا فـ وجدها تعقد ذراعيها أمام صدرها تنظر إليه بـ تحدي..حمحم قُصي بـ حرج ثم أردف وهو يضع يده خلف عنقه
-الغدا جاهز
-ردت وكأنها تبصق الكلمات:مش جعانة...
كادت أن تُزيحه ولكنها لم تحسب أن تكن ردة فعله سريعة إذ أمسك يدها ثم دفعها إلى الحائط فـ تأوهت بـ ألم..لتهم بعدها بـ الحديث إلا أنه كمم فمها بـ كفهِ القوي هادرًا بـ شراسة وهو يقترب بـ وجههِ إلى درجة خطيرة منها
-قبل أما ترمي زبالة من بؤك ياريت تسمعي كويس اللي هقوله..سامعة...
لاحظ تلك النظرة الشرسة بـ عينيها وعنادها بـ عدم الرد ليضغط يده على فمها أكثر وهو يهدر
-هزي راسك...
أخرجت نفسًا ساخن ، غاضب إلى أبعد الحدود جعل كفه يتصلب قليلًا فوق فمها ثم حركت رأسها لأعلى وأسفل ليقول هو بـ جمود
-كويس...
أبعد يده عن فمها ولكنه لم يدع لها فُرصة للحديث بل أكمل هو حديثه بـ نبرةٍ قوية ، هادئة جعلتها تتعجب
-إسمعي يا بنت الناس..أنا بعترف إني غلطت لما إتجوزتك بالطريقة دي وبالسرعة دي..وأكبر غلط اللي عملته إمبارح وأنتِ ملكيش ذنب فـ أي حاجة ودا بـ صراحة محسسني بـ تأنيب ضمير فظيع
-لوت شدقها بـ غيظ وتمتمت:كويس إن حضرة الظابط بيحس...
حك قُصي فكه بـ غضب تلك الفتاة تُفقده أعصابه كما سديم تمامًا..حرك رأسه بـ عنف ها هو يعود لسديم مرةً أُخرى لها..تمالك نفسه ثم نظر إلى عيني رحمة الشرسة وقال بـصوتٍ مكتوم
-أنتِ ليه مُصممة تخليني أخرج عن شعوري..محتاج صمغ ألزق بؤك بيه عشان تفهمي
-صرت على أسنانها وقالت:أنت عاوز إيه!
-أجابها بـوضوح:عاوز نبدأ من جديد..بلاش زي المتجوزين..أصحاب يا ستي على الأقل
-رفعت حاجبها الأيسر وقالت:وأخرة الصحوبية دي إيه!
-إبتسم وقال:متسبقيش الأحداث..سيبي كل حاجة تاخد وقتها يا رحمة صدقيني أنا مش وحش..أنا مريت بحاجات كتير خلِتك هنا معايا الضحية...
أجفلت لتُخفض عينيها ثم عادت ترفعهما لتتجه إلى يده التي وجدت الطريق إلى وجنتها ثم أردف بـ دفئهِ المُعتاد
-صدقيني سيبي نفسك للأيام وسيبيني معاكِ..وأنا واثق أننا هنعدي مع بعض بس كل ده مرهون بـ الوقت...
أبتلعت ريقها بـ صعوبة وظلت تنظر إليه بـ تردد ولكن نظرة عيناه التي تحتويها وليست مُصطنعة بالمرة ويده الأكثر دفئًا جعلتها تستسلم لتزفر بـ يأس قائلة
-معنديش حل تاني يا قُصي..أنا وأنت فـ مركب واحدة والشاطر اللي يعدي
-ضحك وهو يقول بـتصحيح:تؤتؤتؤتؤ الشاطر اللي هيسحب التاني لبر الأمان...
دنى ثم وضع قُبلة طويلة فوق جبينها جعلت وجنتها تشتعلان خجلًا وضربات قلب تتسابق مع الرياح وكأنها مُراهقة لم يسبق لها الزواج
إبتعد قُصي عنها ليجدها تُحدق به بـ عينين مُتسعتين..فـ إبتسم مرةٍ أُخرى وقال
-يلا الغدا زمانه برد...
جذب يدها ليجذبها خلفه متوجهين إلى الطاولة من تناول غداء هادئ بين صديقين على الرغم من توتر الأجواء والحذر من جهتها إلا أنها سُرعان ما إندمجت مع الأجواء مُطلقة لضحكاتها العنان ونكاتها ليتفاجئ قُصي بـ شخصيتها المُنطلقة والفُكاهية..رحمة جذابة بـ بساطتها و غضبها ، طفوليتها وشراسة أم تُدافع عن ولدها
رفع أنظاره إليها على صوتها وهى تقول بـ بساطة جعلته يفغر شفتيه بـ عدم إستيعاب
-أنا كلمت أيمن عشان يبعت وليد...
ولحظها أنها لم تنظر إليه أثناء حديثها فـ عيناه كانتا على وشك حرقها حية..قذف الملعقة بـ غيظ جعلها تجفل وتنظر إليه ليقول بـ نبرةٍ مكتومة
-هو شهر عسل أسود على دماغي...
ضمت شفتيها تمنع إبتسامتها فـ قد فعلتها عن عمد لتُثير جنونه وكم كانت مُحقة فـعيناه تُطلق نيران ألهبتها إلا أنها عادت تُكمل غدائها وهي تقول بـ بساطة
-الصحاب مفيش بينهم شهر عسل
-نهض بـ غضب قائلًا:أنتِ مستفزة...
ثم تركها ورحل لتضحك رحمة وهي تُناديه بـ مرح
-طب تعالى كمل أكلك
-أتاها صوته الغاضب:سديتي نفسي...
ضحكت رحمة بـ قوة أكبر وها هي حواء تربح الجولة الأولى
************************************
دلفت إلى غُرفتها لكي تنام بعدما تناولا الطعام السريع الذي أحضره أرسلان بـ وقتٍ مُبكر لتجده يتمدد فوق الفراش مُنتظرًا قدومها
وضعت يدها بـ خصرها ثم تقدمت بـ غضب قائلة
-على فكرة السرير مش هيكفينا
-إبتسم أرسلان بـ مكر:لأ هيكفي بس تعالي
-مش هينف ننام أصلًا مع بعض...
نظر إليها مطولًا وفجأة جذب يدها إليه لتسقط فوقه شهقت وحاولت الإبتعاد إلا أنه قد أحكم الطوق حولها..حاولت التملص من بين يديه إلا أنها فشلت..ليأتيها صوته الماكر
-شوفتي بقى السرير كفانا إزاي وزيادة
-ممكن تنزلني..أنا مش مرتاحة كدا
-إبتسم من زاوية فمه وهو يقول:هترتاحي متخافيش...
أتبع قوله قُبلة بـ زاوية شفتيها لتتسع عينيها بـ صدمة..أدارها أرسلان لتتمدد جواره ولكنها ظلت أسيرة ذراعيه
حبست أنفاسها التي كانت حبيسة صدره..أستشعرت يديه التي تُحاوط خصرها والأُخرى خلف عُنقها فوق خُصلاتها..لتسمع صوته وهو يقول بـ سُخرية
-إتنفسي عشان إبني ميموتش...
سمحت لأنفاسها بـ الخروج فـ ضربت صدره لتقول هي بـ خفوت و قنوط
-أنا مش حامل
-بس هتبقي حامل
-همست من بين أسنانها:لأ...
ضغط أرسلان على خصرها فـ تأوهت لترفع زرقاويها إليه بـ ألم فـ قابتلها أُخرى سوداء ، مُظلمة قبل أن تعود إلى عبثها ثم أردف
-خلاص نخليكِ حامل
-دفنت رأسها بـ صدره وهي تقول مُسرعة:لأ..أنا عاوزة أنام...
كانت وجنتيها تشتعلان بـ الخجل رغم أنها تدفن نفسها بـ أحضانه كي تحمي نفسها منه..إلا أنها سمعت صوت ضحكاته فـ تراقصت دقات قلبها لتلك الضحكة الرجولية الصارخة ، الجذابة ، والرائعة إلى حد يجعلها مُشتتة
أرسلان لم يضحك هكذا من قبل..على الأقل لم تراه يضحك أو يبتسم..ولكنها أحبته أن يضحك..على الرغم تلك الأحداث وما بينهما إلا أنها تتأمل المزيد
تنهدت بـ صوتٍ مسموع لتلف يديها حول خصره هامسة بـ إبتسامة لم تعلم مصدرها
-تصبح على خير...
إعتقدت أنه لم يسمعها ولكنه شدد عناقها وهمس هو الآخر
-وأنتِ من أهله...
وحينها إتسعت إبتسامتها وغفت وهي لا تزال مُرتسمة على ثغرها الكرزي
************************************
في صباح اليوم التالي
فتح أرسلان جفنيه فـ لم يجد سديم بـ جواره..سعل ثم نهض هامسًا
-راحت فين دي!!...
حك خُصلاته الناعمة ثم أعادها إلى الخلف يُقلل تشعثها الجذاب لينهض عن الفراش متوجهًا إلى الخارج
بحث عنها بـ الصالة الصغيرة ولكنه لم يجدها..نظر إلى زاوية المطبخ الصغير ليجدها تقف أمام الخزانة الخشبية تبحث عن شئٍ ما تُتمتم بما لم تلتقطه أُذنيه
توجه إليها بـ خطىٍ حثيثة حتى توضح له ما تُتمتم به ولم يكن سوى أغنية كرتونية شهيرة
"من قلبه و روحه مصري والنيل جواه بيسري"
إرتفع حاجبيه بـ دهشة حقيقية وهو يستمع إلى دندنتها الغريبة بـ النسبةِ إليه..إقترب منها ثم قال بـ سُخرية
-إفتكرتك دكتورة و عاقلة...
شهقت بـ فزع واضعة يدها فوق صدرها حينها قد وصل إليها ليدنو منها وهمس بـ نفس النبرة الساخرة
-طلعتي عيلة وهبلة
-تمتمت بـغيظ:مليش فـ المياعة وأحفظ أغاني شمال
-شمال!!
-أكدت بـ قوة قائلة:أه شمال...
نظرت إلى الأعلى دون أن تلتفت إليه وقالت بـ ضيق
-و وريني شاطرتك هات البراد دا عشان بقالي ساعة مش طايلة أجيبه ومش لاقية حاجة أقف عليها..بتعملوا المطابخ عالية ليه!...
لم يُصدق كمية ما تفوهت به..ولكنه رفعها من خصرها لكي تصل إلى خزانة العلوية لتحصل بـ نفسها على ما تُريد لتشهق صارخة
-أنت بتعمل إيه!
-هاتي البراد وأنتِ ساكتة...
مدت يدها تلتقطه ثم تمتمت بـ حرج
-خلاص نزلني...
أنزلها أرسلان فـ إحتضنت ما بـ يدها إلى صدرها وقالت بـ حرج
-شُـ..شُكرًا
-وضع أرسلان يده بـ خصرهِ وقال:أظن إننا مش هنفطر شاي بس وحضرتك مبتعرفيش حتى تفقشي بيضة...
لوت شدقها بـ عبوس وأدارت وجهها ليصلها صوته الجاد
-أنا هروح أجيب حاجات ناكلها وأنتِ أعملي الشاي..وأوعي تخرجي بره حذاري..سامعة!!
-أومأت بـ رأسها ثم قالت:نسيت أقولك..الدفاية مش بتشتغل والجو هنا برد..محتاجين حطب
-لما أجي هشوف الموضوع دا...
أومأت وكادت أن تستدير ولكن يده منعتها إذ أحاط خصرها ثم جذبها إلى مُقبلًا شفتيها بـ عُمق على حين غُرة..وهي لم تعي الصدمة إلا حينما إبتعد وهو يُردد بـ مكر
-نسيت أقول صباح الخير...
وضع يده أسفل ذقنها ثم دنى وقَبّل شفتيها عدة قُبلات خفيفة وتركها تحتضن البراد أكثر إلى صدرها مُتسعة العينين لا تُصدق ما يحدث
*************************************
وضع أرسلان المُشتريات بـ السيارة وقبل أن يُدير المُحرك..صدح صوت هاتفه ليُخرجه من جيب بنطاله ثم أجاب
-إيه الأخبار!
-أتاه الصوت من الجهه الأُخرى:محدش موجود يا باشا
-أظلمت عيني أرسلان وهو يُجيب بـ هدير:أنا جايلك...
أدار أرسلان المُحرك بـ قوة أصدرت إحتكاكًا قويًا ثم إنطلق بـ سُرعة تخطت المئة والعشرون..يداه إنقبضت بـ شدة على مقوّد السيارة حتى إبيضت مفاصله إلا أنه لم يأبه
النهاية بدأت بـ الإقتراب والحرب على وشك الإنتاء ولكن السؤال الذي دار بـ عقلهِ هل ستتحرر روحه!
لم يأبه بـ الإجابة على ذلك السؤال كل ما يشغل عقله الآن هو الإنتقام وفقط!!!
بعد مُدة ليست بـ قصيرة
وصل أرسلان إلى منزل نائي قليلًا بعيد العمران..يتكون من طابقين هيئته كلاسيكية عريقة تدل على ثراء قاطنيه
ترجل من سيارته ليجد من حادثه يقف أمام المنزل..إقترب منه وتساءل بـ جمود و نبرةٍ قاتمة
-حد من الحرس لسه صاحي!
-كلهم فـ العسل يا باشا..والكاميرات ظبطها متقلقش...
مدّ يده ليفهم الآخر ما يعنيه..فـ أخرج من جيب بنطاله إبرة طبية أخذها أرسلان على الفور
لم يكن يُخطط لكي يقتله أولًا نظرًا لإختفاءه مُنذ زمنًا طويل وهذا الشخص الذي أرهقه بحثًا عنه..حتى وجده بـ النهاية بـ تلك المنطقة النائية ، مريض وعلى وشك الموت
دلف أرسلان إلى الداخل ليجد المنزل هادئًا..حتى أهل منزله كانوا جميعًا فاقدي الوعي..لفتت أنظاره تلك الفتاة الصغيرة التي لم يتخطى عمرها حاجز العشر سنوات تمامًا كـ شقيقته..نائم كـما الملائكة وجهها بيضاوي ذو بشرة بيضاء صافية
توجه إليها ثم حملها إليه وهمس بـ قتامة مُرعبة
-الذنب ذنبه..أخطاء الأباء يتحملها الأبناء...
صعد بها إلى الغُرفة المتواجد بها..مُغمض العينين وكأنه يعلم ما ينتظره..تُحيط به الأجهزة و المحاليل الطبية لكي تُبقيه على قد الحياة
وضع الفتاة فوق الأريكة ثم إتجه إلى ذلك النائم..ليهمس أرسلان بـ جوار أُذنه بـ فحيح أفعى
-إصحى يا سيادة النائب..ملك الموت زارك...
فتح الآخر عيناه بـ صدمة وخوف..ثم نظر ليجد ملامح أرسلان المُظلمة والقاتمة ، كـ الجحيم بـ لهيبها..تجمدت أطرافه وهمس بـ صعوبة
-أر..أر..سلان..الهاشمي!!!...
الوحيد الذي نطق اسمه وكيف لا وهو يحفظه عن ظهر قلب..وكيف لا وهو من لاذ إليه يطلب منه العون وكان هو الخائن
أومأ أرسلان بـ بُطء مُتعمد ثم قال بـ جمود ميت
-أيوة أرسلان الهاشمي اللي دمرتوه ودمرتوا حياته وعيلته...
أغمض النائب عيناه ثم قبض على الغطاء وقال متأوهًا
-ااااه..فضلت من سبع سنين بتخيل اللحظة اللي هتيجي فيها وتقتلني..إتخيلت أبشع طريقة للموت بس عارف إنها مش هتوفي اللي هتعمله...
نظر أرسلان إلى الطفلة لينظر إليها النائب فـ تتسع عينيه بـ خوف ورهبة ثم صرخ بـ ضعف متوسلًا
-أبوس إيدك حفيدتي لأ..دي لسه صغيرة..إقتلني أنا بس متأذيهاش هي
-هدر أرسلان بـ هسيس وهو ينظر إليه بـ قسوة:طب ما أنا هقتلك..ومش هقتلها..هفكرك بس بـ اللي حصل فـ أختي..فاكرها ولا ناسي يا سيادة النائب!
-لاااااء...
ضرب أرسلان الفراش وصرخ بـ صوتٍ أرتجت له الحوائط
-فاكر ولا لأ!
-أومأ بـ هستيرية:فـ..فاكر..والله فاكر
-عاد أرسلان يقول بـ هدوء:كويس إنك فاكر...
إبتعد وإتجه ناحية الفتاة مُتجاهلًا صرخات الآخر المتوسلة ليتحسس وجنتها المُمتلئة ثم هدر بـ نبرةٍ مُظلمة كـ ظلام ملامحه المرعبة
-وأنا كمان منستش ولا لحظة من اللي حصل..مشهد مشهد بيتكرر قدامي وأنا بـ نفس العجز مش قادرأنقذهم...
عاد يلتفت إليه ليجده يبكي فـ ضحك أرسلان ضحكات مُرعبة
-كلهم عيطوا قبل أما أقتلهم...
إقترب أرسلان منه ثم دنى إلى أُذنهِ همس بـ فحيح مُرعب
-نظرًا لـ أحوال الصحية المُتدنية..هكون رحيم بـ موتك..ودي أرحم بـ كتير من الطريقة الأولى
-بكى الآخر ذليلًا وهو يقول:أبوس رجلك إرحم حفيدتي...
كانت عينيه بـ تلك اللحظة جحيم مُظلم يبتلع الجميع حتى نبرته التي خرجت كانت مُظلمة قاتلة ، حاد كـ نصل سيفٍ حاد
-وأنتوا مرحمتوش أختي ليه!..مرحمتوش عيلتي ليه!...
أخرج الإبرة الطبية ثم نزع غطاءها ليتوجه إلى ذلك الأنبوب الرفيع المُمتدد يُغذي وريده بينما عيناه لا تحيد الآخر الذي يبكي ويسعل بـ الوقت ذاته ليقول بـ قتامة
-بس أنا مش *** زيكوا..مبعاقبش حد مأذنيش...
غرز الإبرة الطبية ثم حقن الأنبوب بـ الهواء..سحبها ثم وضعها بـ جيب بنطاله وقال بـ نبرةٍ ميتة
-شوف هتقابل ربنا تقوله إيه!...
بقى يُتابع ذلك الفراغ المُتحرك بـ الأنبوب حتى وصل إلى كفه وأختفى تحت جلده ثم رفع عينيه إلى ذلك الذي يتألم مُصارعًا الموت حتى أعلن الجهاز الذي جواره نهاية الراقد
كانت عينيه مُتسعتين إلى درجة الجحوظ..وعينيه كانتا قاسيتين ، فاقدتا أي مظهر للحياة..الحياة التي سلبوها منه فـ لم يعد على قيدها


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close