رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ندي ممدوح
الحلقه ٢٥
فتاة العمليات الخاصة
بقلم / ندي ممدوح
"اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم"
أخذتهم ليخرجوا سوياً وما كادت لمار أن تخطي من الباب حتي أخترق جسدها برصاص ك المطر... فردت ذراعيه وهي تسد ذاك الباب لتمنع البنات من أن يخطوا غير عائبه بذاك الرصاص الذي أخترق جسدها... و وقعت صريعه في بحر من الدماء......
أما تلك الدراجه الناريه فأسرعت بالهرب عند وقوعها...
صرخوا الفتيات صرخه قويه....
أقتربت بسنت بعينان تذرف الدمع بصدمه
أما هاله فحدقت بها حتي أغشي عليها...
أنتبهت بسنت فوراً لذاتها فجذبت هاتفها مسرعه...
ورنت علي زيد...
وضعت يدها علي وجنتها وهوت علي وجهها بصفعات متتاليه وهي تقول ببكاء:- لماررر قومي يا حبيبتي متسبنيش يا لمار قومي أبوس ايدك يا حبيبتي قومي دا أنتي سندي الوحيد... دا أنا لما بقع محدش بيسندني غيرك قومي يا أمي دا أنتي أمي اللي ديما بتحميني وتخاف عليا وتشلني وقت همي طب مين هيسندني من بعدك...
هزتها بعنف وقوه وصرخة.. ضمتها وصرخة صرخه قويه:- لا يا لمار متسبنيش حرام عليكي يا حبيبتي قومي يا امي يا ابويا قومي قومي بقا مش لمار اللي تتكسر ولا تقع يلا قومي بقااااااا يارب...
ضمتها أكثر وأرتفعت صوت بكاءها ونحيبها...
جاء فهد راكض دون كلمه جذبها من بين ذراعي "بسنت" وحملها وركض بها للسياره وخلفه بسنت...
بقيت "ورد" مع هاله.... وحاولت أن تجعلها تفيق هي وريم بعد وقت قد نجحوا في ذالك...
أنعدلت هاله وهي تنظر حولها بتوهان شديد وهمست وكأنها تكذب ما رأته منذ قليل:- فين لمار؟ هي مش جت؟ هي كانت هنا صح؟!
صمتت ريم إلا من صوت بكاءها..
أما ورد تقف جوارها بتفكير شديد...
رفعت يديها لتغلق أذنيها عن السماع وصاحت بريم:-
_ بس بقا أسكتي بتبكي ليه مش عايزه أسمعك بتبكي لمار رجعت هي هنا، أنا رايحه أشوفها...،
قالت هذه الجمله وهي تهم لتقف..
فأمسكت ورد يدها لتجعلها تجلس مره اخري وهي تقول في ذات الوقت:- متقلقيش لمار كويسه!!!
نظرة ريم بصدمه لثقتها وقالت ببكاء وصوت بطيئ:-
خلاص لمار ماتت، ماتت قدمنا ومقدرناش ننقذها خالص هي راحت مستحيل ترجع...
أتسعت عينا هاله بصدمه وهتفت بصوت تايه تماماً:-
مين اللي مات؟ لمار ممتتش...
_بس أسكتوا مش عايزه أسمع صوتكم!!
هتفت بها ورد بحده...
نظروا لها بصمت... فنقلت بصرها بهم.. وأمسكت بيد هاله وهي تقول:- لمار كويسه والبنت اللي هنا كويسه؟
فقطعتها ريم بذهول:- ايه اللي بتقوليه ده لمار خلاص ماتت واحنا شفنا كدا؟
رفعت ورد يدها أمامها لتشير لها بالصمت وتابعت قائله:- مش ديما العين بتشوف الحقيقه... لمار كويسه وهي دلوقتي هترجع حق عمرو أما دي فهي مش لمار دي بنت تانيه تقرب لفهد وهي بتساعد لمار؟
نظرا ريم وهاله لبعضهم بصدمه...
عاودة ريم النظر لورد وهي تقول:- يعني دي مش لمار؟
أؤمأت برأسها...
فقالت ريم بتسأول:- أنتي عرفتي كل ده ازاي؟
فردت "ورد" مسرعه:- أنا اول ما شفتها وأنا حاسه أنها مش لمار ففهد هو قلي كل ده؟
أنتبهوا لصوت هاله وهي تقول بتوهان:- بس أنا عايزه لمار... أنا مش عايزها ترجع حق حد خلاص أنا مش عايزه أخسر حد تاني كفايه والله مش قادره أعيش وجع موت حد غالي تاني....
جلست ورد جوارها وأمسكت يدها.. لتنظر لها هاله..
أبتسمت وأسترسلت قائله:-
ليه مش عايزه ترجع حق كل الناس اللي ماتوا واللي عايشين ميتين بحرقة قلبهم.. هل أنتي من جواكي مش عايزه حق أخوكي... طب أنا هقولك حاجه دا واجب لمار أنها تمسك المجرمين وتسلمهم للمحكمه مش صح؟
أؤمات هاله برأسها.. أما ريم كانت تنصت لها باهتمام شديد. وهي ملتزمه الصمت..
أبتسمت ورد وهي تقول:- زمان أوي كان في شاب أسمه "سلمان الفارسي" سلمان فضل يبحث عن الحق أو الحقيقه فضل يبحث عن النور وعن الدين... سلمان ترك والده غير أسف لفراقه ولا لدينه الذي تربي عليه في سبيل الوصول للحق... فضل يذهب من بلد لبلد لحد ما عرف بقدوم النبي... سلمان واجه حاجات كتير فوصوله للحق.. ولكن بارادته وعزمته وثقته وصل لغايته... عندما مات الرجل الذي كان يعمل لخدمته.. فقال له سلمان إلي من توصي بي... قالوا مفيش حد زي حالي ولكن سيظلك زمان النبي المنتظر قالوا انه رسول من الله يقبل الهديه ولا يقبل الصدقه وعلي كتفيه خاتم النبوه... ذهب سلمان للمكان اللي قله ظهور النبي فيه...،
واجه حاجات كتير لحد ما سمع خبر قدوم النبي وذهب له بصدقه فأعطاها النبي "اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي آل سيدنا محمد وأصحاب سيدنا محمد كما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم أنك حميدا مجيد وبارك على محمد وعلى آل سيدنا محمد وأصحاب سيدنا محمد كما صليت علي إبراهيم وعلى آل إبراهيم وأصحاب إبراهيم أنك حميد مجيد" لصحابه ولم ياكل منها شي... في المره الثانيه أهداه هديه فقبلها وأكل منها.. وفي يوم النبي بيحضر جنازه فلحقه سلمان حتي يري خاتم النبوه أحس بيه صلي الله علية وسلم فألقي رداءه فلمل رأي سلمان خاتم النبوه يقول "فانكببت عليه أقبله وأبكي"...
أمتلأت أعين ورد بالدمع وكأنها تري أمامها مشهد سلمان وهو يقبل رسولنا فقالت بدموع لا حصي لها بشرود:- شوفي سلمان أنكب يقبل خاتم النبوه بنهم وشغف شديد ورأي النبي... هو مكنش يعرف أنه هيشوفه شوفي ترك والده في سبيل بس أنه يوصل للحق والحقيقه لانه كان متأكد أن هناك دين أحسن من الدين الذي هو عليه... واجه حاجات كتير ممكن تغويه... ولكن ببصيرته النافذه تخطي كل حاجه لحد ما وصل لمبتغاه وشاف رسول الله هل كان عارف ب ده؟
هزت رأسها وهي تقول:- لا..
كانت ريم وهاله ينظروا لها بصمت إلا من أعينهم التي تذرف الدمع وتتوقان لرؤيا النبي ك سلمان...
أزاحت دمعاتها وأقتربت من هاله لتقف أمام أعينها مباشرةً وقالت بصدق وبراءه وثقه:-
لمار هتتحاسب لأن ده واجبها وهي حماية بلدها!!
لمار مش هتنتقم بس ل عمرو؟ هي هترجع حق بلدها من الدخله والاجانب.. بداوي قلوب محروقه علي أعيالها طبعاً ربنا هينتقم منهم أشد أنتقام وأكبر أنتقام بس من واجب لمار كمان أنها تحمي الناس والأطفال...
تخيلي أنتي حد يخطف أبنك فعز النهار ولما يتمسك يطلع براءه!!!
عارفه ليه براءه؟ علشان في ناس أغنياء وليهم سلطه يشتروا الناس ويطلعوه براءه... براءه عارفة يعني أيه؟
أما لمار برغم أن أكيد في كتير عرض عليها وممكن بمال أكتر من مرتبها بس هي رفضت"لأن الدنيا لسه بخير" لازم تساعديها وتشجعيها ان تكمل وتمسكهم مهما خسرت كله في سبيل ربنا محدش هيموت قبل أوانه فليه الخوف؟؟؟؟
بأعين تملأها الدمع رمقتها بتوهان وقالت:-
وأنا هساعدها والله
ضمت ورد بحب لصدرها وهي تقول:- بجد أنتي غيرتي فينا حاجات كتير مش عارفه من غيرك كنا هنعمل ايه؟
شددت ورد من أحتضانها بيديها الصغيرتان وهي تقول:- أنا مش عارفة من غير لمار كان حصلي أيه... ولا كنت فين
أقتربت ريم آليهم لتضمهم بقدر أستطاعتها...
أبتعدت ورد وهي تجفف دموعها وقالت:-
يلا بينا نروح المشفي نطمن علي البت...
أؤمأوا لها بالموافقه وهبت هاله لتجذب كرسي ريم وتخرج... وتسير ورد جوارها.....
"اللهم اغفر لحينا وميتنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وانثانا وشاهدنا وغائبنا :اللهم من احييته منا فاحيه على الاسلام ومن توفيته منا فتوفه على الايمان اللهم لا تحرمنا اجره والاتفتنا
باحدي غرف المشفى ترقد لمار علي الفراش ك الجثه..
أما فهد فيقف بقلق شديد وهو يهز بقدميه حتي صاح:-
في أيه يا ميار هي مالها مش بتفوق ليه؟
أستدارت برأسها بابتسامه علي محياها وقالت:-
متقلقش هتفوق والله وهتبقي كويسه بس أصبر..
وبعدين لازم تكون فرحان الخطه نجحت!!!
زفر بارتياح وقال بنبره تغمرها السعاده:-
الحمد لله الله أكبر أنها تمت على خير ....
أشارة له ان يجلس:- تعال نقعد لحد ما تفوق؟
اتجه ليجلس على أقرب مقعد وهي جواره عن بعد..
بعد صمت قطعه فهد بتساؤل:- هو أنتي تعرفي لمار من فين؟ او أقصد ا امتي؟. عارف سؤالي رخم شويه بس فضول بقا؟؟؟
بدمع ترقرق بعينها... بوجع قلب... ونبره يفعمها الحزن والوجع قالت:- أعرف لمار من وقت قضية ريم؟
بصدمه شرد في تلك القضيه ليصيح قائلاً بأتساع أعين:- مش ممكن أوعي يكون أنتي بنت الشاهد الوحيد علي القضيه اللي تقتل؟
تذكرت موت والدها فكان يحادثها في ذات الوقت وكأنها تشاهد ما حصل مره أخرى أمام أعينها... سال الدمع علي وجنتها بغزاره وهمست بوجع:- ايوه أنا بنته!!؟
فقال فهد متلهفا:- بس اللي أعرفه انك كنتي بتدرسي في الخارج "وبتذكر قال" أنتي اللي قتلتي.....
وصمت عن الحديث...
فصاحت وهي تهب واقفه ببكاء حارق:-
أنا مقتلتش حد كنت بدافع عن نفسي ولما جمعت عنه أدله تدينه حاول انه يقتلتي معرفش السكينه غرست في قلبه ازاي معرفش؟ دي كانت امنية بابا وهو حق ريم وانا بس كنت عاوزه أكمل بداله؟؟؟؟
بألم لمعانتها وتفهم قال:- الحمد لله أيتها الفتاه المقنعه؟
أبتسمت رغماً عنها وهي تقول:- مش عارفه ليه لمار طلعت عليا الجمله دي؟
أبتسم وهو يقول برفع حاجب:- هو مضايقك؟ طب دا لقب جميل؟؟؟
وأسترسل قائلاً بثقه:- عاوز أقولك أن وحده في شجاعتك عرضت نفسها للخطر عشان براءة بنت زيها دي تبقي شجاعه منها... البنت الغريبه الجدعه اللي وقفت مع وحده متعرفهاش.. في وقت أهلها كانوا هيتخلصوا منها عشان كلام الناس... دي تبقي بنت بمائة راجل...
قطع حديثهم صوت لمار وهي تهمس:- فهد.؟!
ركض إليها وعاونها علي الجلوس..
نظرة له بأهتمام وقالت:- كله تمام؟
فردت ميار قائله:- ايوه وتصريح الدفن المزيف جاهز؟
كله جاهز بس دلوقتي انتي كويسه؟
أؤمأت برأسها وهي تقول:- قولته للمار ولا لسه؟
فأجاب فهد بجديه:- هو لسه؟ بس هي وصلها الخبر أكيد أطمني؟
تنهدت بعمق وكأن هم وأنزاح... رفعت يدها لوجهها وسحبت ذاك القناع وهي تقول:- ياااربي القناع ده خنقني أوي؟
أبتسم فهد مازحا:- بنت وربنا وأنتي لابسه ما شكيت لاحظه أنك شهد لو بباكي سليم نفسه كان لسه موجود مكنش عرفك؟
بألم أبتسمت وقالت:- كنت لمار لمار مفيش كلام أنا أتمني أبقي زيها أصلاً !! .....
بالخارج وصلا الفتيات رأت ورد زيد وأياد
فقد كان يجلس زيد بحزن وهم وألم يظهر علي وجهه وهو ينفث السيجاره بشراها وكأنه يعاقب نفسه وجواره أياد...
رأت ورد ذلك سرعان ما ركضت نحوه وقفت أمامها وجذبته بحده من فمه وألقتها بعرض الحائط..
وتردد في ذات الوقت :- أستغفر الله العظيم واتوب إليه.. أستغفر الله العظيم...
نظر لها زيد بوجع وتوهان وقال بحده:- ليه عملتي كدا؟
فأجابت وهي تضع يدها بخصرها:- عشان حرام ومن الكبائر أنت كدا بتشيل ذنوب قوم أستغفر ربك علشان يسامحك.. مش معني أنك تحزن فتعمل ذنوب.. أحزن بس قرب من ربنا أكتر وأكتر عشان يردلك لمار كويسه عشان يفرج همك ويلبي نداء قلبك ... مش تعمل ذنب... أجعل المسجد بيتك.. قال أبو الدرداء لشاب يا بني فليكن المسجد بيتك فأني سمعت رسول الله "صلي الله عليه وسلم" يقول المسجد بيت لكل تقي... أذكر الله في السراء يذكرك فى الضراء.. أذكر الله دئما وأبداً علشان يذكرك ويفرج همك ...
نظر لها زيد بدموع عالقه بمقلتيه.. جذب علبة السجار ليلقيها دون أكتراث وهب وأقفا بصمت... وغادر..
جلست ورد بالمقعد الذي يلي أياد..
بينما أقتربت هاله بريم إلي بسنت...،
نكزة "ورد" أياد وهي تقول بمناغشه:- أنت يا طويل يا هبل؟
رمقها بغيظ وقال:- بس يا شبر ونص؟
أشارة لنفسها وهي تقول:- أنا؟ ماشي وأنت طويل كدا لكل طويلاً لا يخلو من الغباء؟ أنت ليه مش طالع عاقل لختك؟
طرق كفا بكف وهو يقول:- يا حول الله يارب؟
جذبها من مؤخرة رأسها وظل يميل برأسها ويرفع وهو يقول:- أنتي يابت مش بتبطلي كلام ليه أنتي جيلنا منين عايز أعرف؟
بعدت يده بغيظ ولوت فمها بتهكم وقالت:- انت أكيد غيران عشان مش بتعرف تتكلم كتير زيي صح؟
ضحك رغماً عنه وقال :- بس يا ماما يلا روحي العبي مع حد قدك كدا مش أكبر منك؟
مالت قليلا عليه وهمست:- ليه ياخويا هو أنت شيفني صغيره عشان يعني قصيره وبعدين انت كبير وطويل اما انا صغيره والعمر قدامي؟
ارتفعت صوت ضحكاته عاليا...
فهمست بحب وأبتسامه تغمرها:- الحمد لله عرفت أضحكك أخيراً؟
نظر لها بحب لتلك الطفله التي تفعل اي شئ لتسعد من حولها ببراءه..
قال بمناغشه ودون قصد:- بت أنتي ديما مبسوطه كدا؟
تلاشت أبتسامتها ونظرة له بدمع وهي تشتاق لجدها فترحمة عليه بهمس وقالت:- مش كل شخص بيضحك بيبقي فرحان بس في شخص بيكون راضي بقضاء ربنا وقايل الحمد لله...
أبتسم لها بأعجاب شديد وغير الحديث وظلا يتنازعا سوياً....
قصت هاله الخطه علي مسمع بسنت التي غمرتها الفرحه بفرحه لا مثيل لها وحمدت ربها...
كان يسير بألم يخشي الفراق... ويخشي عليها من الغربه... الخوف يكاد أن يقتله حيا... وكأن قلبه لم يعد ينبض سوي بالألم... فلم تعد به حياه.. وكأنه قد فقد كل شئ.... فما ذاك القدر لماذا يختبره بأخته الوحيده... لا يدري ماذا تفعل وما سيحصل وسيحصل معاها...
وجد ذاته لا أراديا عيناه تبحث عن مسجد ليجد حياة قلبه... يخطو بقدم ثقيله وكأنها شلت تماماً عن الحركه.. وكأن هناك يد خفيه تحركها بثبات... يكاد أن يتعثر ولكنه يسيطر علي ذاته بأعجوبه...
دوي أذان العصر بالارجاء... أنه يخترق السمع أولاً..
إلا أنه أخترق قلبه أولاً... فكان ينصت له كأن لأول مره يستمع إليه... أنصت لكل كلمه ينطق بها المؤذن.. وقلبه يردد خلفه... جذبه الاذان لوجهته ... فوقف أمام المسجد ينظر له بتردد وخوف لا يدري مصدره...
أدمع فؤده وقد علم كم كان مقصر بحرمان نفسه تلك اللذه... رفع قدمه بثقل وخفه في آن واحد وخطي بثبات للداخل ببطئ وعيناه تتفحص المصلين..
وقف أمام بابه فهوي الدمع فأسرع ليجففه..
أقترب ليقف بصف ورفع ساعديه وقال "الله أكبر"
وأنهمر الدمع رغماً عنه وهو يشعر كأنه أتولد الآن...
فهل كام عايش من قبل؟
أكيدا لا...
لم يدري أن الصلاه قد أنتهت وان المسجد يكاد ان يخلو من الناس بتاتا...
فلم يشعر بذاته... وكيف يشعر وهو في مقابله مع الرحمن أخبروني؟ أنه في عالم أخر.. أنه هلا لولد وجاء علي تلك الدنيا... بقلب مطمئن بالإيمان... بذكر الرحمن... بقلب يردد لا اله الا الله بأطمئنان.. براحه لم يعتادها من قبل...،
أنهي صلاته وجلس ليتنهد براحه لا مثيل لها...
غمرة قلبه سعاده عارمه لا توصف...
لقد علم زيد وهانت عليه نفسه فكيف حرم ذاته من تلك اللذه والسعادة...
لقد غمرت السعاده جوانبه أنها فرحه عارمه قد هزته وهزة فؤده...
يا ليتهم يستشعرون فرحتك تلك!!!!
آه لو علموا مقدار وقيمة تلك السعاده!!!
يا ليتهم يعلمون!!!
آه يا ليتهم يفيقوا من غفلتهم تلك!!
فقد أصبح الموت لا يعرف كبيراً ولاصغيرا!
فاللهم خذ أرواحنا وأنت راضي عنا...اللهم أغفر لحينا وميتنا... أنهم في غفلة يا الله لا يعلمون ان تلك الحياه ليست سوي دار غرباء وجميعنا راحلون... يموت شبابنا في سن صغير واحد تلو الآخر اللهم أعف عنهم وأغفر لهم وأجلعهم من أهل الفردوس الأعلى... اللهم أهدي شباب أمة محمد ليفيقوا من غفلتهم ليفعلووا لأخرتهم ولجنتهم... ولكنهم يا الله أولعوا بالترف وأنغمسوا في نعيم الدنيا.... ونسوا نعيم الآخرة ونسوا انها ليست دار مقام وسيأتي الموت في اي وقت وأي حين ...
دون أستئذان،دون موعد يأخذهم... لا يدرون أن عليهم أن يعملوا لدار الآخرة فحينما يأتي لهم الموت يموتوا مطمئنين.... بأعمالهم الصالحه... اللهم أغفر لنا ذنوبنا فأنك تغفر الذنوب جميعا... اللهم أعفو عنا وارحمنا... أرحم أمواتنا يا الله وخفف عنهم وأجعلهم من أهل الجنه أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله
أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه... أستغفرك يا رحيم يا مجيب يا رحمن يا رحيم يا مالك يوم الدين أياك نعبد وأياك نستعين بأن ترحم أمواتنا وتعفو عنهم وتغفر لهم خطاياهم وتنقهم
للهمَّ إنِّي أسْألُكَ بأنَّ لكَ الحَمدَ لا إلَهَ إلَّا أنتَ، المنَّانُ، بَديعُ السَّمواتِ والأرْضِ، ذا الجَلالِ والإكْرامِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، أسألُكَ أن تقيني الخوف من الموت لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ "أدعوا الآن فلا نعلم متي أجلنا أدعوا لشبابن أمة محمد بصلاح الحال وربنا يرفع عنا البلاء "
اللهمّ ارحمنا إذا أقمنا للسؤال، وخاننا المقال، ولم ينفع جاهٌ ولا مال ولا عيال، وقد حال الحال، وليس إلّا فضل الكبير المتعال
جلس علي مقعد مكتبه بشرود تام... كأنه فاصل تماماً عن هذا العالم.. صورتها لا تغيب عن باله.. لماذا كلما بعدت عن ناظره أشتاق إليها فوراً .. تذكر عندما غادرته لتري صديقاتها... ف لم يستطع فعل شئ سوي التفكير بها والشوق لها... ذهب ليأتي بها أرداها فقط أمام عينه ليتأملها بعشق جارف يغمر قلبه بجنون...
تنهد بضيق وأشتياق فها قد غابت عن ناظره يشعر أنها فارقته تماماً ... يشتاق لصوتها الذي توغل لصميم قلبه...
زفر بضيق وهو يريد ان يرأها ويفكر كيف يرأها وهي الآن بغرفتها فماذا سيقول لها...
تردد أيذهب أما لا.. لملم شتات ذاته وهب واقفا وهو يعدل من ياقة قميصه..
خطي وما كاد أن يمسك المقبض ليخرج حتي عاد لمكتبه وجلس مره اخري... فتح درج وأخرج مراءه وهو يعدل من تصفيف شعره... نظر نظره اخيره برضا..
وعاد بأرجاعها لدرج وهب واقفا وغادر مكتبه ...
صعد الدراج بثبات.. وسار ببطئ نحو غرفتها..
وقف أمام بابها بتردد وعاود تعديل شعره وزفر بعنف..
ومد يده وطرق علي الباب.. ما كاد الباب أن يفتح..
حتي أتسعت عينه بصدمه وصرخ بفزع وهو يبعد للخلف قائلاً:- بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أن كان هذا سحرا فأبطله اللهم أن كان جنن فأصرفه..
أسرعت لتتشبث به وهي تقول برعب:- فين فين العفريت فين فين اقرئ بسرعه أقري خليه ينصرف بسم الله الرحمن الرحيم فين....
تقول ذلك وهي مغمضة العينين بخوف وتتشبث بذراعه وعن قرب منه...
كاد ان يقع من فرط الضحك.. فنظرة له بتعجب وهي تقول بتزمر:- أنت كنت بتضحك عليا عشان تخوفني؟
فأشار لها وهو لا يستطع أن يسيطر علي ضحكه:-
لا لا العفريت قدامي؟
عيناها جابت المكان بخوف وهي تقول:-
فين طيب هو أنا ليه مش شايفه!!
أشار بأصبع يده علي وجهها وهو يقول:- أهوووه العفريت يخرب بيت عقلك ايه اللي عامله في نفسك ده؟
وضعت يدها علي وجهها وقالت بتذكر:- دا مسك؟
فقال بضحكه:- يا شيخه حرام عليكي وقفتي قلبي روحي أغسليه انتي مش محتاجه مسك؟
ركلت الارض بقدمها بطفوله وهي تقول:- علي فكره انا مش عفريت...
فأشار لها:- بشكلك ده يبقي عفريته...
وأصلا خناقهم ولم يلاحظا وقوف "فيكتور" الذي يقف عن بعد عنهم مستندا بجسده علي الحائط بفرحه لضحكة صديق عمره فهذه أول مره يري لمعة الفرح بعيناها... رمقهم بحب وغادر...
آلَلَهّمً أغُفُر لَيَ وٌلَوٌآلَدٍيَ وٌلَلَمًؤمًنِيَنِ يَوٌمً يَقُوٌمً آلَحًسِآبً
بًآحًدٍيَ غُرفُ مًنِزٍلَ "جّوٌنِ" تٌقُفُ شُهّدٍ تٌنِظُر مًنِ آلَنِآفُذِهّ بًشُروٌدٍ تٌآمً...
أقُتٌربً مًنِهّآ أمًجّدٍ وٌرفُعٌ يَدٍهّ عٌلَيَ کْتٌفُهّآ.. فُأسِتٌدٍآرتٌ بًرأسِهّآ لَهّ...
أمًجّدٍ بًأطِمًئنِآنِ وٌقُلَقُ مًنِ صّمًتٌهّآ:- أحًنِآ لَوٌحًدٍنِآ دٍلَوٌقُتٌيَ أحًکْيَلَيَ مًآلَکْ يَآ بًنِتٌيَ سِآکْتٌهّ لَيَهّ کْدٍآ وٌمًشُ بًتٌتٌکْلَمًيَ..
أشُآرةّ لَهّ بًوٌجّعٌ:- مًفُيَشُ بًسِ بًفُکْر؟
أمًجّدٍ:- فُيَ أيَهّ يَآ لَمًآر يَآ بًنِتٌيَ مً
قُطِعٌةّ بًآقُيَ جّمًلَتٌهّ وٌهّيَ تٌشُيَر لَهّ:- هّشُشُشُ شُهّدٍ شُهّدٍ وٌبًسِ حًتٌيَ لَوٌ لَوٌحًدٍنِآ مًشُ عٌآيَزٍهّ حًتٌيَ لَوٌ أقُلَ غُلَطِهّ؟
أؤمًأ بًرأسِهّ أسِفُآ وٌهّمًسِ لَهّآ وٌهّوٌ يَتٌحًرکْ لَيَقُفُ مًقُآبًلَ لَهّآ:- طِيَبً أحًکْيَ آيَهّ بًسِ آلَلَيَ مًضآيَقُکْ کْدٍآ؟
فُردٍتٌ بًتٌوٌهّآنِ وٌشُروٌدٍ:- بًفُکْر وٌآلَتٌفُکْيَر هّيَقُتٌلَنِيَ؟
ردٍ بًقُلَقُ يَنِهّشُ قُلَبًهّ:- بًتٌفُکْريَ فُيَ أيَهّ أنِآ مًشُ عٌآيَزٍکْ تٌقُلَقُيَ آلَخِطِهّ هّتٌمً وٌبًنِجّآحً تٌآمً أکْيَدٍ!!!
هّزٍةّ رآسِهّآ وٌهّيَ تٌربًعٌ يَدٍهّآ أمًآمً صّدٍرهّآ:- مًشُ بًفُکْر فُيَ آلَخِطِهّ... "کْآدٍ أنِ يَسِئلَهّآ إذِآ بًمًآذِآ" فُأشُآرةّ لَهّ بًآلَصّمًتٌ وٌهّيَ تٌقُوٌلَ بًشُروٌدٍ وٌتٌفُکْيَر وٌتٌتٌنِهّدٍ بًوٌجّعٌ:- آلَلَيَ قُتٌلَ عٌمًروٌ مًشُ حًدٍ غُريَبً..
نِظُر لَهّآ بًصّدٍمًهّ وٌأعٌيَنِ مًتٌسِعٌهّ وٌهّوٌ يَقُوٌلَ:- بًتٌقُوٌلَيَ أيَهّ؟
فُأشُآرةّ لَهّ مًتٌقُطِعٌنِيَشُ؛ أسِتٌدٍآرتٌ لَلَنِآفُذِهّ وٌأسِنِدٍتٌ بًکْفُتٌآ يَدٍيَهّآ وٌهّيَ تٌنِظُر لَلَفُرآغُ أمًآمًهّآ وٌقُآلَتٌ:- لَوٌ حًدٍ مًثًلَآً غُريَبً کْآنِ هّيَدٍخِلَ کذِآ أوٌضهّ يَدٍوٌر عٌنِهّ.. کْنِتٌ هّلَآقُيَ کْرکْبًهّآ حًتٌيَ لَوٌ بًسِيَطِهّ.. بًسِ آلَلَيَ دٍخِلَ عٌآرفُ وٌجّهّتٌهّ بًآلَظُبًطِ دٍخِلَ خِدٍهّ وٌمًشُيَ... مًعٌنِيَ کْدٍآ حًدٍ بًيَدٍخِلَ بًيَتٌيَ بًسِ مًيَنِ "تٌذِکْرتٌ هّآلَهّ" هّآلَهّ مًسِتٌحًيَلَ دٍآ أخِوٌهّآ ريَمً وٌمًشُلَوٌلَهّ حًتٌيَ مًشُ هّتٌقُدٍر تٌمًشُيَ ، بًسِنِتٌ وٌبًتٌحًبًهّ مًتٌعٌمًلَهّآشُ ، طِبً زٍيدٍ أنِآ شُکْ فُيَ نِفُسِيَ إلَآ هّوٌ ، أحًمًدٍ طِبً دٍآ أبًنِيَ ، فُهّدٍ وٌفُهّدٍ لَآ بًرضهّ مًشُ عٌآرفُهّ أشُکْ فُيَ مًيَنِ بًسِ مًتٌآکْدٍهّ حًدٍ مًنِهّمً...
صّمًتٌتٌ بًتٌوٌهّآنِ وٌ وٌجّعٌ وٌتٌفُکْيَر..
أنِتٌبًهّت لَأمًجّدٍ وٌهّوٌ يَقُوٌلَ :- بًسِ فُيَ حًدٍ أنِتٌيَ نِسِتٌيَهّ؟
نِظُرةّ لَهّ بًعٌدٍمً فُهّمً وٌقُآلَتٌ:- أوٌعٌيَ تٌقُوٌلَ وٌردٍ؟
هّزٍ رأسِهّ نِآفُيَآ وٌهّوٌ يَقُوٌلَ:- عٌمًکْ رؤوٌفُ لَيَهّ مًشُکْتٌيَشُ قُيَهّ!!!!
بًحًدٍهّ وٌجّدٍيَهّ وٌثًقُهّ هّتٌفُتٌ:- لَآ مًسِتٌحًيَلَ يَکْوٌنِ عٌمًيَ طِبًعٌآً دٍآ بًيَعٌتٌبًرنِآ عٌيَآلَهّ أکْيَدٍ وٌأيَآکْ تٌقُوٌلَ عٌلَيَهّ کْدٍآ تٌآنِيَ هّزٍعٌلَ....
"لَآ تٌعٌحًبًوٌآ فُأنِهّآ تٌسِمًيَ آلَثًقُهّ آلَعٌمًيَآء لَمً تٌشُکْ بًهّ وٌتٌثًقُ بًهّ وٌسِيَکْوٌنِ هّوٌ مًنِ طِعٌنِهّآ بًسِهّمً مًسِمًوٌمً بًقُلَبًهّآ... ألَمً يَکْنِ هّذِآ هّوٌ مًنِ أحًبًتٌهّ کْوٌآلَدٍهّآ وٌتٌثًقُ بًهّ... هّذِهّ هّيَ آلَحًيَآهّ فُأنِتٌظُر آلَغُدٍر مًنِ أقُربً مًآ لَکْ"
طِرقُ آلَبًآبً عٌدٍنِآنِ وٌدٍلَفُ وٌهّوٌ يَقُوٌلَ بًجّمًوٌدٍ:- سِيَدٍ جّوٌنِ عٌآيَزٍکْمً تٌحًتٌ؟
أشُآرةّ لَهّ لَمًآر:- تٌمًآمً جّيَيَنِ..
ذِهّبً عٌدٍنِآنِ... لَتٌبًتٌسِمً لَمًآر بًخِبًثً وٌهّيَ تٌقُوٌلَ:- آلَوٌآدٍ دٍهّ مًخِبًيَ حًآجّهّ لَآزٍمً نِعٌرفُهّآ..
أقُتٌربً مًنِهّآ عٌبًدٍ آلَرحًمًنِ وٌهّوٌ يَقُوٌلَ بًقُلَقُ:- يَآ تٌريَ عٌآيَزٍنآ فُيَ أيَهّ؟
خِطِتٌ لَتٌسِيَر مًنِ أمًآمًهّمً وٌهّيَ تٌقُوٌلَ:- أصّلَ لَمًآر مًآتٌتٌ؟
هّبًطِآ لَلَأسِفُلَ فُوٌجّدٍتٌ جّوٌنِ يَقُفُ بًآنِتٌظُآرهّمً..
تٌقُدٍمًتٌ لَتٌقُفُ أمًآمًهّ فُقُآلَ بًفُرحًهّ رآتٌهّآ فُيَ عٌيَنِهّ:-
_ آلَکْآبًوٌسِ أنِتٌهّيَ لَمًآر خِلَآصّ مًآتٌتٌ مًشُ عٌآرفُ أقُوٌلَکْ آيَهّ؟ وٌلَآ أشُکْرکْ آزٍآيَ!
رمًقُتٌهّ بًبًروٌدٍ وٌهّيَ تٌضعٌ يَدٍهّآ بًجّيَبًهّآ:- خِيَر عٌآيَزٍنِيَ فُيَ آيَهّ مًعٌنِدٍيَشُ وٌقُتٌ؟
أشُآر لَهّآ بًفُرحًهّ:- آلَريَسِ أعٌلَنِ عٌنِ آجّتٌمًآعٌ مًتٌأکْدٍ هّيَکْوٌنِ لَيَکْيَ أفُرحًيَ بًقُآ مًنِ آلَنِهّآردٍهّ هّتٌعٌيَشُيَ مًلَکْهّ مًشُ مًحًتٌآجّهّ حًآجّهّ خِآلَصّ؟
بًصّمًتٌ تٌآمً تٌرکْتٌهّ يَحًآدٍثً تٌفُسِهّآ وٌذِهّبًتٌ لَتٌصّعٌدٍ آلَسِيَآرهّ وٌهّمً خِلَفُهّآ... تٌمًتٌمً بًبًعٌض آلَکْلَمًآتٌ "جّوٌنِ" وٌذِهّبً مًعٌهّمً...
وٌصّلَتٌ لَمًآر وٌمًنِ مًعٌهّآ رآتٌ آلَفُرحًهّ بًکْلَ وٌجّوٌهّ آلَحًآضريَنِ عٌآرمًهّ.... فُهّمًستٌ بًدٍآخِلَهّآ:-
هّوٌ أنِآ لَدٍرجّهّ دٍيَ مًوٌتٌيَ فُرحًهّ لَلَيَ زٍيَهّمً أنِ مًوٌرتٌهّمً؟
رحًبًوٌآ بًهّآ جّمًيَعٌآً بًتٌرحًآبً شُدٍيَدٍ وٌفُرحًهّ...
وٌآلَکْلَ يَهّنِئئهّآ آجّمًلَ آلَتٌهّآنِيَ وٌآلَشُکْر...
وٌلَکْنِهّآ کْآنِتٌ عٌيَنِآهّآ تٌبًحًثً عٌنِ سِنِدٍهّآ حًبًيَبًهّآ غُآئبًهّآ فُلَمً تٌجّدٍهّ حًتٌيَ ذِلَکْ آلَشُآبً "فُيَکْتٌوٌر" لَآ يَوٌجّدٍ...
أنِتٌبًهّتٌ لَصّوٌتٌ ذِلَکْ آلَرجّلَ وٌهّوٌ يَقُوٌلَ بًفُرحًهّ لَآ مًثًيَلَ لَهّآ:-
لَآ أدٍريَ مًآذِآ أقُوٌلَ لَکْيَ يَآ شُهّدٍ وٌکْيَفُ أعٌبًر لَکْيَ عٌنِ فُرحًتٌيَ؟؟ فُأنِتٌيَ قُدٍ فُعٌلَتٌيَ مًآ دٍمًنِآ لَسِنِوٌآتٌ نِتٌمًنِيَ حًدٍوٌثًهّ وٌأنِتٌيَ بًلَآحًظُآتٌ فُعٌلَتٌيَ مًآ لَمً نِعٌرفُ نِحًنِ فُعٌلَهّ أنِيَ أهّنِئکْيَ عٌزٍيَزٍتٌيَ...
أبًتٌسِمًتٌ لَهّ بًبًروٌدٍ وٌقُآلَتٌ:- أنِتٌ جّيَبًنِيَ عٌشُآنِ کْدٍآ؟
أشُآر لَهّآ مًتٌعٌجّبًآ:- وٌهّلَ هّذِآ شُئ تٌآفُهّ؟
فُردٍتٌ:- لَآ بًسِ مًشُ شُآيَفُهّ آنِهّآ مًسِتٌهّلَهّ دٍيَ حًآجّهّ سِهّلَهّ جّدٍآً بًآلَنِسِبًآلَيَ..
نِظُر لَهّآ وأبًتٌسِمً:- کْمً أنِتٌيَ شُغُوٌفُهّ لَشُغُلَکْ وٌلَذِلَکْ إلَيَکْيَ بًآلَمًهّمًهّ آلَثًآنِيَهّ وٌآلَتٌيَ مًنِ بًعٌدٍهّآ سِتٌکْوٌنِيَ ذِرآعٌيَ آلَيَمًيَنِ فُيَ کْلَ شُئ شُغُلَيَ وٌبًيَتٌيَ وٌحًيَآتٌيَ آلَخِآصّهّ بًيَنِ يَدٍيَکْ؟
فُردٍتٌ بًبًروٌدٍ:- آلَلَيَ هّيَ؟
أبًتٌسِمً قُآئلَآً:- کْمًآ قُوٌلَتٌيَ أکْبًر شُحًنِهّ مًخِدٍرآتٌ أنِتٌيَ مًنِ سِتٌقُوٌمً بًهّآ وٌلَکْنِ سِتٌکْوٌنِ غُلَيَ آسِمًکْ فُأنِ أتٌمًسِکْتٌيَ فُهّيَ لَکْيَ وٌلَيَسِ لَيَ دٍخِلَ بًکْيَ... وٌ لَآ تٌخِآفُيَ أنِ تٌمًسِکْتٌيَ فُلَنِ أتٌخِلَيَ عٌنِکْ سِأخِرجّکْ مًنِهّآ بًسِهّوٌلَهّ.... وٌآلَآنِ أثًبًتٌيَ لَيَ وٌلَآئکْ عٌلَيَ آلَسِآعٌهّ ١٢ بًمًنِتٌصّفُ آلَلَيَلَ سِأرسِل لَکْيَ مًکْآنِ آلَشُحًنِهّ لَتٌرحًلَيَهّآ لَلَقُآهّرةّ؟
أسِتٌمًعٌتٌ لَکْلَمًآتٌهّ وٌ وٌقُفُتٌ بًبًروٌدٍ وٌهّيَ تٌقُوٌلَ:- تٌمًآمً لَقُآءنِآ بًآلَلَيَلَ آنِ شُآءآلَلَهّ "آشُآرةّ لَهّ بًيَدٍهّآ" سِلَآمً..،
ذِهّبً خِلَفُهّآ آلَلَوٌآء أمًجّدٍ وٌعٌبًدٍ آلَرحًمًنِ
أمًجّدٍ آفُتٌربً مًنِهّآ وٌهّمًسِ:- لَمًآر هّتٌعٌمًلَيَ آيَهّ نِآوٌبًهّ عٌلَيَ آيَهّ آکْيَدٍ آلَشُحًنِهّ دٍيَ مًشُ هّتٌوٌصّلَ آلَقُآهّرهّ..،
ردٍتٌ بًبًروٌدٍ وٌهّيَ تٌسِيَر:- هّتٌدٍخِلَ..
فُقُآلَ بًغُضبً:- آتٌجّنِنِتٌيَ..
وٌقُفُتٌ أمًآمً عٌيَنِهّ وٌهّتٌفُتٌ:- أنِآ عٌآرفُهّ أنِآ بًعٌمًلَ أيَهّ؟ فُمًتٌسِألَشُ بًقُآ.....
هل ستنجح لمار بالمهمه الثانيه وتستطيع أكتساب ثقته أم لا؟؟؟؟
أحمد أين أختفي؟؟؟
ماذا سيفعل زيد أن علم أن أخته بخطر هل سينقذها أم سيكون قد فات الاوان؟
السادس والعشرون من هنا