رواية ندبات قدر الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم الشيماء مسعد
بترت ماجي كلماتها حينما وجدت قدر مجمدة عند الباب
رمقها رازي معاتبا مثل انه لم يرى قدر وقال بنبرة طبيعية جدا برع في إخراجها : اخطف ؟!!
انتي تعرفي عني كده يا ماجي ، الطفل دا انا بحميه ، في مؤامرة على أهله وجبته عندك عشان يكون في امان ويلعب مع لارا ، لا بجد انا مصدوم من كلامك بتتهميني يا ماجي
طالعته ماجي بغير تصديق كيف له ان يكون بارعا لهذه الدرجة لم يتلعثم حتى
دلفت قدر ولم تتحدث ، مثل انه متفاجئ اقترب منها وقال بقلق : مش كنتي نايمة ايه اللي صحاكي
قالت بتوتر : لما خرجت من البيت قلقت عليك
انحنى لمستوى اذنها وهمس وهو عاقدا يديه خلف ظهره : قلقتي عليا ولا قلقتي مني
تلعثمت وهي تقول : وهاقلق منك ليه
اكملت معاتبة : وبعدين لما فيه طفل انت بتحميه ما جبتهوش على البيت ليه
قال باختصار : لما نروح هاشرحلك
اكمل وهو يتجه ناحيه الغرفة التي يرقد بها ادم : هاطمن عليه وارجعلك
دلف إلى الغرفة يتفحص الطفل نظر إليه مطولا فكر بحزن : لما اشفق عليه هكذا ، انا لن اؤذيه في النهاية سيعود إلى أهله، ، فلما انا غاضب من نفسي هكذا.
القي عليه نظرة اخيرة قبل ان يخرج من الغرفة توجه ناحية قدر وامسك يدها
وقال : يلا تصبحي على خير ماجي
نظرت ماجي ليده التي تقبض على يد قدر بتملك كم تمنت ان تكون تلك اليد قابضة على يدها ، رازي لم يلمس يدها يوما
عاد رازي إلى المنزل كانت قدر ما زالت غاضبة من تصرفاته الفترة الأخيرة وكيف يتعامل بغموض مع الجميع
قال بصدق : قدر انا في مهمة تبع الشغل مش هاقدر اقول غير
كده ، شغلي بيحتم عليا اني ما اقولش اي معلومات لأي حد
رفع وجهها بكفه لتنظر إليه
وقال بحنان : حتى لو الحد دا هو قدر
تركها ودلف الى الغرفة اما هي فقد وقفت جامدة رمشت عدة مرات في محاولة منها ان تستوعب لما خصها هي فقط هل هي مميزة عنده بهذا القدر كان من الممكن أن يقول حتى لو هذا الشخص مقرب مني او عزيز على قلبي لكنه لم يذكر سواها ..
سمعت صوته يناديها : قدر تعالى نامي وبطلي تفكري كتير
حينما وصلت عنده كان مسطح على السرير يديه خلف رأسه قال : مهو مش معقول ظابط يخطف ولا ايه
هزت رأسها وجلست جواره قالت : ومش معقول رازي يخطف
رفع حاجبه باستنكار وقال : اشمعنى رازي
اكملت وهي تمسك ثيابه : عشان انت رازي ، يعني الشهامة والحنان والنبل والطيبة كلها في شخص واحد
نظر إلى عينيها وانشد : " ان كان في صدف الأزمان رائعة ، فإنك خير ما جادت به الصدف "
حاوطها بذراعيه قربها له أكثر شعر برفضها ليس له ولكن لقربه هذا ، تبعثُرها ، توتُرها ، خوفها من القادم
لم يرد ان يستمر ضغط على نفسه وقد كان شيئا ليس بسهل عليه قبل أن يحررها من قبضته انشد تلك الأبيات وقال لها بصوت دافئ هامس متلهف لقربها :
" دنيايَ انتي ولوعتي ومنى الفؤاد إذا تمنى "
" انتي السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنا "
وكانت تحمل الأبيات معنى انها هي امنيته التي تبدو يريد الاقتراب منها فعي جميلة كالسماء ، لكنها ممتنعة عنه وبعيدة المنال .
فك اسر جسدها حينما ارخى ذراعيه رغما عنه
ترك لها الفراش وغادر الغرفة بأكملها
تنهدت بحزن تشعر انها عاجزة عن تقديم شيئا حتى لو كان بسيطا له جاهدت لتخرج له تعلن له انها تريده كما يريدها لكنها لم تنجح فاحساس الرفض هذا قد تكوَن نتيجة تشوهات فكرية حدثت لها بسبب مكوثها في منزل تلك المدعوة دلال
هبطت دموعها بسبب احساسها بالذنب تجاه رازي
اما عنه فقد اخرج هاتفه الذي وجد به العديد من المكالمات التي لم يرد عليها كانت من مهاب والياس
عاود الاتصال بالياس الذي رد ممازحا : هو صدق اللي قال من لاقى احبابه نسى أصحابه ولا ايه ، فينك يا عم العريس
قال رازي بنفس مزاحه : أنا قلت برضو هي عين وراشئالي
ضحك الياس وقال : بصراحة انا و مهاب عمالين نقر عليكم من وقت مارحتوا بيت الجبل
ضحك رازي بتهكم وقال : مهو باين فعلا قركم وصل
تحدث الياس بجدية وهو يقول : الاجتماع بعد بكرة هابعتلك اللوكيشن او تعالى ع الفندق اللي لهم عندك فلوس
ضحك رازي وقال : تمام ابعت اللوكيشن
اقفل رازي والقى الهاتف جواره واغمض عينيه واضعا يده على عينيه ليستسلم للنوم ..
_______________________
دلف شخص ما إلى منزل منال ليقابل ممدوح الصاوي فكل مقابلاته السرية تتم في منزلها
قال الرجل وقد كان قاتل مأجور : أنا رحت العنوان اللي قلتلي عليه هنا في القاهرة فضلت مراقب البيت يومين لاحس ولا خبر ولما سألت عنهم قالوا انهم سافروا تقريبا كده إيطاليا
ضيق عينيه وحك ارنبة أنفه وقال : قولتلي إيطاليا، اممم ، مانا ليا حبايب هناك برضو
اخرج رزمة نقود من درج مكتبه والقاها للرجل وأشار بيده أن يرحل
التقطها الرجل وغادر ، دلفت منال مربعة يديها وقالت : هي وصلت انك تقتل يا ممدوح عشان البت دي ، انت فقدت عقلت خلاص
تنهد بتعب وهو يشير لها بأن تصمت قال : منال لو عندك كلمة حلوة قوليها لو مش عندك اخرسي خالص
اقتربت منه وقالت بمقت : تعرف يا ممدوح انت شيطان بجد
جذبها من خصلاتها وقال من بين أسنانه : أنا سكت عليكي كتير ، لسانك بدأ يطول وانا ساكت ، كل ما تتكلمي تقولي شيطان شيطان ، إنتي لسة ما شوفتيش الشيطان اللي جوايا تحبي اوريكي عينة
تركها و دلف إلى غرفة نومها اخرج ثياب راقصات وقناع بوجه قدر من خزانته وقال : خمس دقايق تكوني لابسة دول ، ولو بس فكرتي تعترضي هاتشوفي ليلة اسود من شعرك الخيلي الحلو دا
القى الثياب في وجهها وخرج إلى الرواق مرة أخرى وهو يمسح على وجهه من الغضب منال تعني له الكثير وهو لا يحب اذلالها لكنها تدفعه إلى الجنون انها ثرثاره حد اللعنة ..
كانت الثياب ملقاه على الأرضية نظرت إليها وعبراتها تتسابق كم كانت غبية حين استبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير ، داست على الثياب بقدمها في محاولة منها لتذكير نفسها بأنها تدوس على كرامتها وليس الثياب ..
______________________
كانت مايا تجلس على الأرضية وبيدها كأس جعة ترتشف منه لتنسى ان صغيرها لم يعد معها من أخذه هي لا تعلم لكن ما تشعر به الآن هو ان روحها تفارقها لا تقوى على هذا الشعور
كانت تهبط دموعها في صمت وهي تحتضن صوره لادم
أتى رياض والدها جلس بجوارها وقال : امسكي نفسك شوية يا مايا ما تعودتش عليكي تكوني كده ضعيفة ومكسورة
طالعته بحزن وقالت : لما هشام اخويا اتقتل على يد رازي حسيت بإيه
صمت قليلا ولم يتحدث علم الآن ما تشعر به ربت على كتفها وقال : نزار مش هيسكت دا ابنه واكيد هيجيبه هو يعرف الناس دي كويس وهيعرف يتصرف معاهم
نظرت إليه وقالت بثمالة : نزار مش هيعمل حاجة ، عشان أدم مش ابنه ، هو إبني انا
ساعدها رياض على النهوض وهو يقول : أنتي شكلك شربتي زيادة عن اللزوم ومش عارفة بتقولي ايه
___________________________
في الصباح في القاهرة
استيقظت نورين بنشاط وسعادة التقطت هاتفها ووهاتفت إياد
رد سريعا وهو يفرك اثار النوم من عينه : صباح الخير قلب بابا
ابتسمت وقالت : صباح الخير ، عندي ليك خبر حلو ، ماما عرفت كل حاجة عننا وعايزة تشوفك
هتف بسعادة : بجد دا احلى خبر ممكن اصحى عليه
قالت هي محذرة : إياد بالله عليك بلاش كلمة حبيبة بابا او حبيبي دي قدام ماما انا عارفاها هتتضايق لو سمعت حاجة زي دي
قال وهو يشد ذراعيه : هحاول ما اوعدكش
قالت هي بتحذير : اياااد خليك عاقل عشان تعجب ماما
قال هو بصدق حقيقي : أنا عشانك مستعد اتشقلب لها عشان اعجبها ..
ابتسمت وقالت له : عندي درس دلوقتي في سنتر النجاح استناني هناك عشان نخلص ونروح لماما هتستنى في الكافيه اللي جمب السنتر
في الوقت ذاته كانت مريم تهاتف عبد الناصر
قالت : أنا بجد مش عارفة اقول ايه ، أنا محرجة من اخر موقف حصل ، اتمنى تكون عذرتني
قال هو برسمية : حصل خير يا مدام
شعرت انه مازال غاضب من تصرفاتها المندفعة لذا
قالت : حابة اني اعتذر عن اللي حصل وكنت قاصدة حضرتك في خدمة ياريت ما تكسفنيش
قال هو بترحيب : اكيد طبعا يا مدام مريم لو اقدر اعملها مش هتأخر
قالت : أنا طلبت اشوف الشاب دا اللي اسمه إياد ، هنتقابل في الكافيه اللي جمب سنتر حضرتك ، عندك مانع تشرفنا في القعدة دي ، وبالمرة اعزمك على فنجان قهوة وبتقولي رأيك في الشاب دا
أمام رجائها هذا لم يستطيع الرفض لذا قال لها : ربنا يقدم اللي فيه الخير ، في انتظار حضرتك
بعد مرور وقت كان إياد ينتظر نورين كعادته خارج مركز الدروس وكان هناك شابان يراقبانه ومعهما شاب اخر
قال الشاب لهما : هو دا الواد اللي الآنسة نورين بتركب معاه العربية ويفضل مستنيها بالساعات لحد ما تخلص دروسها وتطلع
رمقه الشابان بمقت وغضب وفجأة خرجت نورين مندفعه اقتربت لتقف أمام إياد الذي ابتسم لها أشارت هي على المقهي ودلفا إليه ليجدا والدتها في انتظارهما
بعدها بلحظات حضر عبد الناصر
جلس الجميع وبدأت مريم تتحدث قالت : اسمع انا عرفت كل حاجة عنك وعن بنتي وعرفت انك ابن وزير ياترى والدك هيوافق تتجوز واحدة مش من مستواك ، ولا تعلق بنتي بيك وتسيبها في نص الطريق
قال وهو مثبت ناظره على نورين : لو الدنيا كلها رفضت حبي ليها هحارب الدنيا عشانها ، حوار مستواك وشغل فرق الطبقات دا مش بتفرق معايا اصلا وحتى لو بابا اعترض مش هيقدر يمنعني اني اتجوز حبيبة قلب بابا
رفعت مريم حاجبها بضيق وقالت : نعم
رمقته نورين بعتاب فاسرع هو يصحح : اسف قصدي نورين
قال عبد الناصر : خلاص حيث كده بعد الامتحانات لازم تاخد خطوة اجابية في العلاقة دي وتتقدم
قال إياد : هو دا اللي انا ناوي اعمله ان شاء الله
___________________________
استيقظ رازي بنشاط وجد قدر أيضا مستيقظة تعد طعام الإفطار دلف إلى المطبخ تناول شريحة من البطاطا المقلية وقال : جهزي نفسك عشان هاخرجك حتة خروجة هتدعيلي بعدها
تحمست كثيرا وقالت بسعادة : بجد يا رازي ، عشان جدعنتك دي انا هاعملك احلى فطار
خرج وهو يقول : أنا واثق من كده
ابتسمت لأثره وهي تراه يثق بها لهذا الحد ، يثق أنها ستبلي حسنا في كل ما تفعله
فكرت انه يمنحني كل شئ أنه كريم في كل ما يمنحه انا احبه كثيرا .
اعدت طاولة الطعام تناولت هي طعامها بسرعة وحماس اما هو فقد كان يراقبها ويبتسم لحماسها الطفولي ، كان يفكر يالها من طلفة تتحمس لأبسط الأشياء ، أشعر أنها ستحلق في السماء من فرط السعادة
هبت واقفة وهي تقول بحماس : رازي انا خلصت فطاري ممكن يا رازي تشيل الاكل بعد ما تخلص هالبس بسرعة
اتسعت ابتسامته وهز رأسه هو يقول : غالي والطلب رخيص
ركدت بحماس اما هو فقد أنهى طعامه ونظف الطاولة وهو يضحك على نفسه ويقول : الدنيا دي غريبة ، حد يصدق ان رازي باشا بينفذ أوامر بنت عادي كده بكل بساطة
بدل ثيابه اسرع منها بكثير لبس ساعته الرولكس ، رش عطره المفضل
أنهى كل شئ وهي مازالت بالداخل نظر يطالع الباب بضجر فهو يكره الانتظار كان يفكر : اه من حواء هل تحتاج كل هذا الوقت لتبديل ثيابها
خرجت هي بخجل وسعادة كانت ترتدي ثوب رائع من اللون الوردي وبه زهرة لوتس ناصعة البياض كبيرة الحجم في حجره كان قد احضره لها قبل سفرهم مع مجموعة من الثياب الرائعة التي اختارها بعناية بذوقه الرفيع
لفت وقالت بخجل : حلو الفستان دا عليا
طالعها بابتسامة وقال: تؤ ، الفستان هو اللي احلو بيكي
ابتسمت له ثم نظرت لأسفل في خجل اقترب هو وقوس ذراعه تأبطت ذراعه بذراعها وخرجا من المنزل
كانت ماجي تسقي نباتاتها التي تزرعها أمام منزلها رمقتهما بحزن دفين شعرت بوخز في قلبها ، تشعر أيضا بالحقد على قدر انها فتاة عادية ليست بذلك القدر من الجمال ، أنا أكثر أنوثة منها بكثير ، لما احبها لا أدري، ان ذوقه غريب
قاد رازي سيارته وانطلق إلى من هدوء الجبال إلى حيث صخب المدينة وازدحامها
توقف في شارع واسع به الكثير من المارة
قال لها : تاكلي آيس كريم
هزت رأسها بحماس
ابتاع لهما المثلجات كانت شهية جدا بدأت تأكل وهي تسير جواره وتنظر يمينا ويسارا اطعمها من خاصته وقد تلطخت ارنبة انفها بالمثلجات
انتهز الفرصة وخطف قبلة سريعة لأنفها مما جعل وجنتها تتورد
ابتسم و قال لها : هنبدأ بالاماكن السياحية الأول
ذهبوا إلى عدة أماكن سياحية مميزة ومشهورة كبرج بيزا المائل وغيره من الاثار الرائعة
بعدما انتهوا من جولتهم السياحية
سألها رازي : مبسوطة ؟؟
قالت له بصدق حقيقي : اوي ، أنا فرحانة بجد يا رازي
مسح على رأسها بحنان وقال : فرحان اكتر عشان شايفك فرحانة
وبعدها قال لها هو بحماس تلك المرة : تعالي هاوريكي المدينة من فوق
لم تفهم ولكنه سحب يدها يجرها خلفه
توقف حينما وصلوا وأشار بيده الي السماء وقال : هنركب التلفريك
اتسعت اعينها وهزت رأسها وهي تقول : لا مستحيل مش هركب البتاع دا انا لا
قال بمشاكسة : يا جبانة خايفة
هزت رأسها بنعم وبدا عليها الزعر
ربت على ظهرها بحنان وهو يقول : بتخافي وانا معاكي
هزت رأسها بلا وقد كانت مخدرة من نبرته الحنونة تلك
بالفعل ركبوا التلفريك
وما ان بدأ يتحرك بهما حتى صرخت وتشبثت بثيابه بل واحتضنته كطفلة صغيرة خائفة
شدد قبضته عليها يتمنى لو تشعر كم هو بحاجة لقربها من بعد سنين عجاف مرت عليه ، لكنه عاهد نفسه بألا يقترب انشًا واحدا الا اذا اقتربت هي مترا
همس لها : قولتلك متخافيش انا جمبك
قالت هي بصوت عالى : أنا مش خايفة يا رازي ، أنا مرعوبة بس
ضحك على كلامها وامسك يدها ووقف بها لتنظر إلى المدينة من أعلى، كان محاوطها باحتواء حتى تلاشى خوفها شيئا فشيئا وانسجمت مع روعة المناظر الخلابة التي تراها من الأعلى
كان يشير إلى الأماكن ويذكر لها اسماءها ولأي عصر تنتمي
أخيرا انتهت جولتهما وهبط التلفريك
امسك يدها كانت تشعر بدوار فقدت توازنها كادت أن تقع لكنه امسكها من معصمها وقال بقلق : إنتي كويسة يا قدر حاسة بإيه
قالت وهي تحاول تنظيم أنفاسها : حاسة بدوخة بس بصراحة التجربة تستحق المجازفة ، المنظر تحفة من فوق
همست : شكرا يا رازي انا مش عارفة اعبر عن اللي جوايا انت قدمت لي كل حاجة حلوة ، نفسي بجد اقدر اسعدك زي ما بتسعدني
نظر إليها وقال بحنان : وأنا نِفسي أديلك أغلى حاجة فـ الكون كُله عشان تبقي سعيدة ، بس مفيش أغلى مِنك للأسف ، في إنتِ .
امسك يدها وضعها عند موضع قلبه وقال بمشاعر صادقة : أنا قلبي دا قفلته من سنين كنت حالف انه مايدقش لواحدة تاني لو كانت مين بس فجأة لقيته بيتسحب مني ويجري عليكي كل لحظة يشوفك فيها ، كل مرة بتقربي بيدق بعنف كأنها اول مرة
أمسكت يده وقبلت باطن كفه وقالت : إنت استجابة دعواتي اللي كنت بدعيها كل صلاة يا رازي ، ربنا ما يحرمني منك ابدا
ابتسم لها وقبض على يدها وقال تعالي هنروح مكان كان نفسي اوي اروحه معاكي
ركبا سيارته و كانت قد غربت الشمس والليل اصبغ لونه والنجوم تتلألأ في السماء وكأنها ثوب اسود اللون مرصع بالالماس يتوسطه ماسة كبيرة وهي القمر
وصلوا مكان عبارة عن شاشة عرض في مكان مفتوح وامامها سيارات كثيرة
قال رازي متحمسا : دي اسمها سينما السيارات الأجواء هتعجبك اوي
لم تسمع عنها من قبل لكنها تحمست لحماسه وظلا جالسين في السيارة يتابعا الفيلم المعروض لكنه لسوء حظ قدر او لحسن حظ رازي كان فيلم رعب
توترت نوعا ما لكنها لم ترد أن تفسد فرحته وحماسه بالفيلم
بدأ الفيلم هادئ ككل الافلام الغربية لكن الاحداث بدأت تشتد دب الزعر في قلب قدر وحينما شاهدت الوحش ينقض فجأة على البطلة بهيئته البشعة صرخت قدر مختبئة بين ذراعي رازي
حاوطها بذراعيه مطمئنا اياها بأن هذا مجرد خيال ، ظل محتضنها حتى أوشك الفيلم على الانتهاء كان قد غلبها النعاس غفت بين ذراعيه شعر بذلك لذا ابعدها بلطف ودور السيارة عائدا إلى المنزل
حينما وصل إلى بيت الجبل أوقف سيارته وحمل قدر ودلف بها إلى الداخل
وضعها برفق على الفراش قبل جبينها وفك حجابها وهم بالمغادرة لكنه تفاجأ بأنها تقبض على يده نظر إليها وجدها قد فتحت عينيها جلس بجوارها ومسح على شعرها وقال : صحيتي ، خايفة ؟
كان يقصد من أحداث الفيلم المرعب
هزت رأسها بلا
قال بابتسامة محاولا إخفاء تعطشه للقرب لها : تصبحي على خير
لكنها ما زالت تقبض على يده نظر الي يديهما معا وقال : هاطلع انام
اغمض عينيه واكمل بصدق : ابوس ايدك يا قدر ما تقوليش خليك معايا
اكمل بتفكير : يمكن ما اقدرش احافظ على وعدي ليكي
اعتدلت هي واحتضنته فذابت كل ذرة ثبات متبقية لديه وقالت بنبرة خجلة : ليه مش عايز تقعد معايا
قال : عشان تاخدي راحتك
همست بصدق: أنا راحتي جمبك يا رازي
شدد على حضنه لها وقال : أفهم من كده انك عايزاني أقرب
هزت رأسها بنعم لكنه شعر برجفة خوف في سائر جسدها وهي تقول : اه
قال : وخوفك
ردت : الواحد بيتخطى خوفه مع اللي بيحبه ، أنا واثقة اني هاتخطى خوفي معاك وانت هتساعدني
رد : أنا جمبك ومعاكي وهعمل كل اللي اقدر عليه ، بس لو مش مستعدة انا هاستناكي عمري ما هزهق
ابتعدت عنه نظرت في عينيه وقالت بنبرة اسرت قلبه وأعلنت عن انهيار حصونها : أنا مش مستعدة ابعد عنك حتى لو خايفة الخوف جمبك له طعم حلو
وضع وجهها بين يديه وقال : بحبك يا قدر ، كلمة عمري ما كنت أتصور اقولها لحد تاني ، بس يعلم ربنا ليكي في قلبي من الحب اللي عمره ما كان ولا هيكون لغيرك...
اقترب اكثر حتى تلاقت شفتاهما لثم فمها بشغف وقد كانت تلك اولى خطوات هزيمة خوفها ... وأولى بداية حياة جديدة بينهما ..يتبع