رواية احببت كاتبا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سهام صادق
الفصل الثـالــث والــعــشــرون
*********************
لم تكن الا لعبة بسيطه أنتهت بفوزه قد جعلتها تسبح في عالم وردي يتطاير من حوله فراشات الربيع ، فتزداد سرعة ضربات قلبها .. لتضع بيدها المرتعشه عليه وهي تترنح كالمخموره في سحر تلك اللحظه .. فبعد أن كانت علي وشك أن تذرف دموع خجلها من طلبه هذا ،ورفضها من تنفيذ ذلك الطلب المخجل بالنسبه لها .. أقترب هو منها يضحك بضحكته المتعجرفه ..ولكن لمسة يده الحنونه علي وجهها وضحكته التي تحولت فجأه الي أبتسامه هادئه .. قد جعلتها تشك بأن الشخص الماثل أمامها هو جاسر زوجها وابن عمها .. لتفيق علي ندائه المتأفف قائلا : يلا ياجنه ، بدل ما ألغي الخروجه .. يعني خسرانه وبتدلعي
لتضحك هي ضحكة عاليه داخل غرفتها ، وتتأمل تنمق حجابها وفستانها البسيط وأبتسمت وهي تضع لمسة أخيره بسيطه من كحل عينيها الأزرق.. لتتذكر لحظه حنانه العجيبه بعدما أحتضانها ومن ثم لامست قبلته الحانيه التي طبعها علي وجنتيها بسعاده وهمسته الرجوليه الحاره وهو يقول لها : مع اني نفسي أشوفك وانتي بترقصي ، بس أنا مش هغصبك علي حاجه تعمليها وانتي مش حباها ..
فتعود الي رشدها ثانية عندما وجدت صوته يعلو بتأفف : أنا مابحبش خروج الستات من البيت بسبب تأخيرهم الزايد
لتخرج هي راكضه اليه وعلي وجهها أبتسامه مشعه ، فيبتسم اليه دون وعي قائلا بهمسات هادئه : شكلي هبدء اتعلق بيكي ياجنه !
وأقتربت منه ببتسامتها التي مازالت مرسومه علي وجهها
جنه بسعاده : ياسلام ياجاسورتي لو فضلت كده علطول
ورغم انها تعلم بأنه يكرهه هذا الدلع ، لكنها أحبت أن تثير غضبه
ليطالعها هو بوقاحه قائلا : بس أنا أعرف أن الست مش بتدلع جوزها الا في...
وكاد ان ينطق كلمته الوقحه حتي اقتربت هي منه سريعا قائله : أسفه ياشيخ العرب ، خلاص خلاص مافيش دلع تاني
وتبطأت بذراعه وهي ناسية أي تحفظ او بعد بينهم فمشاعرها الأن تُطالب حبه فقط ..
جاسر : انتي جميله اووي ياجنه
فوقفت كالمصدومه ، وشفتاها منفرجه كالبلهاء وهي تتمتم بكلمات غزله حتي ضحك قائلا : وزي القمر كمان
فأطار أخر جزء من عقلها ، وتراقص قلبها من فرط سعادته بهذه الكلمات .. فالقلوب ليس لها حصون حديديه فحصونها ليست الا أوراق شجر في فصل الخريف
...................................................................
تنهد بحراره وهو يطالع باب حجرتها المغلق ، فحفلتهم قد انتهت بوجع قد سُطر داخل قلبها بعنفوان ، وكاد ان يردف داخل حجرتها ليأخذها بين أحضانه ويتوه معاها في عالم بعيد عن عقله وقلبه المشتت .. ولكن مشاعره المتضاربه او بالأصح التي قد جمدها الزمن من هول الصدمات
قد جعلته يطالع ساعة يدهه الفاخمه ويتذكر ذلك الاجتماع الذي يستلزم حضوره بعد ساعه من الان
فصار ناحية الدرج ليهبط اول خطوه من خطوات السُلم حتي وجدها تغادر حجرتها
فأبتسم براحه قائلا : صفا !
لتطالعه هي بلامبالاه قائله : انا خارجه مع ساره نشم شوية هوا .. انا مش هفضل محبوس هنا علطول
فوقف هو مصدوما من ردة فعلها حتي أبتسم
احمد : بكره هبقي أخرجك انا للمكان اللي تعوزيه ،ولوحدنا كمان
فألتفت بأعينها بعيدا عنه لتقول بقوه : بلاش تعاملني بأحسانك ده ، متتصدقش عليا بمشاعرك
فيعود اليه بدهشه قائلا : مالك ياصفا فيكي ايه
وكادت أن تسمح لدموعها أن تخونها لتتذكر كلمات ساره لها التي جاءت في وقت عاصفتها الغاضبه منه ، فعادت تطالعه بقوه قائله : مها هي حبك الاول والاخير صح !
لتقف الصدمه في حلقه ، فتضحك هي بعلو صوتها لتتذكر ليلة أمس بعدما قررت ان تهبط الي مكتبه تبحث عن أحد الكُتب كي تقرأها وتهدأ من نيران غضبها المشتعله ، فيقع أحد الكُتب بين أيديها وتجد صورة تجمعه بفتاه لا يقال عنها سوا بالقمر حقا وبأعين خضراء مثيلة لها وشعرها يشع علي وجهها من أثر ضحكتها وذراعيه تحاوط خصرها
وتركته في صدمته ،وصارت تهبط درجات السُلم وهي تحترق من كل شئ ولكن حديث ساره مازال عالقاً بأذنيها : خليه يدوق نار الحب اللي بجد ، خليه يكرهه غبائه ياصفا
فتقف مصعوقه من لمست يدهه القويه علي ذراعيها وهو يجذبها نحوه قائلا : أستني عندك رايحه فين !
لتضحك هي بصوت غير عابئ بشئ : ما انا قولتلك خارجه ، شايف انا محترمه ازاي يازوجي العزيز .. وتابعت بحديثها قائله : اه أسفه صح زوجي العزيز مش بيحب يحس ان في ست ملكة اسمه غير حبيبته ومراته القديمه
فطالعها هو بصدمه... حتي قالت : هتأخر علي ميعاد ساره !
ليسحب أحمد جسدها اليه ويعتصرها بين ذراعيه ليقول بأعين كالصقر: مها ماتت ياصفا ، لازم تفهمي كده
فتسللت من بين ذراعيه قائله : مها ماتت اه ، بس مامتتش من جواك ياحضرت الكاتب العظيم !
................................................................
تأملت ضخامة الحفل التي قد دعوت اليها من قبل أحدي رفقاتها ، لتقف خلفها صديقتها نسرين وهي تتمختر بفستانها القصير قائله : أهلا نيره حببتي
لتطالعها نيرة ببتسامه هادئه ، حتي أقتربت نسرين منها قائله : مبسوطه اوي انك جيتي الحفله
فتمتمت نيره قائله : بس الحفله ديه بمناسبة ايه يانسرين
لتتمايل نسرين بخفه بفستانها قائله : بمناسبة طلاقي
وتعالت صوت ضحكتها ، وهي تهمس في أذن نيره قائله : بلا رجاله بلا هم .. ثم تابعت بحديثها : بس انتي لسا متجوزتيش ليه يانيره ، ده أنتي حتي كنتي بتحبي أبن خالتك من زمان لحد دلوقتي رافضه الجواز بسببه
ليمتقع وجهه نيره من حديث صديقتها الذي دوماً تكرهه فتعود نسرين بالحديث قائله :شوفي حياتك يانيرو
ثم شهقت بصوره مفزعه وهي تطالع ذلك الرجل الذي يردف الي حفلتها
نسرين : مش مصدقه نفسي راجي النعيمي هنا في حفلتي ، ووافق علي الدعوه
وكادت نيره أن تسألها عن هذا الرجل الذي يجذب جميع الانظار اليه .. ولكن نسرين قد رحلت لتكمل باقي التعارف علي معازيمها وأولهم هو
فتنهدت نيره بضيق من أجواء ذلك الحفل الذي لا يناسب عاداتها وتقاليدها ، فوضعت بيدها علي حجابها فبرغم ان بداخلها صفات سيئه بسبب حبها المريض لجاسر وبعض الصفات الاخري ولكن هي تحاول ان تكون وسطيه لا التحرر الفاحش ولا التزمت القاسي
وتأملت ساعة يدها بيضيق وهي تشاهد ان الوقت قد قارب علي الحاديه عشر ولا بد ان ترحل .. ولكن أين نسرين تلك التي وعدتها بالعمل في أحدي الشركات الكبري في دولة الامارات العربيه .. لعلها تحرق جاسر من نيران بعدها وتطبق نظرية سميه الخبيثه
فسمعت صوت ذلك الشخص الذي يعتبر نجم الحفل قائلا بتهكم : مش ملاحظه ان الحفله مش منسباكي
وضحك بقوه حتي ظهرت أسنانه ناصعة البياض ، ثم هدأ قائلا : أسف مقصدش ، بس شكلك زي مالكيش في الاجواء ديه
وكادت أن تصفعه بكلماتها ، حتي وجدته يقف بشموخ ليذكرها بمرضها اللعين (جاسر)!
................................................................
ظلت تعبث بمشروبها البارد بتأفف ،حتي وجدت صوت ضحكاتهم يعلو .. فرفعت بوجهها المنخفض علي ذلك المشروب لتجد تلك المرأه تلامس ذراع زوجها بوقاحه .. فتأملت رد فعل زوجها التي اسعدتها ، فقد أنتفض من اثر لمست تلك الوقحه ثم حدق بها بغضب حتي نظرت أشكي الي جنه قائله : يرضيكي كده ياجنه ،جاسر مش راضي يرقص معايا
لتتطالعها جنه بضيق ، فبسبب تلك المرأه واخاها الذي علي علاقه قويه بزوجها ماكانت ضاعت اول خروجه تجمعهم سويا ..
فينهي جاسر تلك الوقاحه قائلا : نتقابل بكره في الشركه يامراد
ليقف مراد مودعا صديقه ، معتذرا علي وقاحة اخته .. فتسير هي بجانبه وشعور الغضب يمتلكها
حتي انخفض هو بطوله الفارع قائلا : عشان تعرفي ان جوزك مرغوب فيه
فتمتمت هي بغضب ، فهو من سمح لتلك الوقحه ان تعتاد عليه وتجلس بجانبه وتمازحه بتحررها ، حتي لمعت عيناها بفرحه وهي تشاهد احد الممثلين التركين قائله : استني ياجاسر
فوقف جاسر بدهشه ،بعدما سحب سترته من النادل الواقف
وألتفت اليها فوجدها تطالع احد الرجال بغرابه ،فأقترب منها بغضب قائلا : شكلها هتكون اخر مره اجيبك هنا
وسحبها من ذراعيها وهو بتمتم بغضب : يلا !
جنه :عايزه اتصور مع مهند ياجاسر
ليصعق جاسر من ردها ، وكاد ان يعلو صوته .. حتي قالت هي سريعا : ده ممثل تركي
جاسر : كمان ممثل ، خلي ليلتك النهارده تعدي ياجنه .. لاني بقيت علي اخري منك
فجذبته ناحية ذلك الممثل لتقول برجاء اكبر : زي ما استحملت وقاحة اشكي وسهرتك ، لازم تفرحني بحاجه .. وكمان مش انت اللي جبتني هنا
وما كان منه سوا ان وقف مصدوما من تصرفاتها فهو يعرف بأنها عاقله ولولا تمتعها بذلك ماكانت ان تستحمل البقاء معه يوما واحدا .. ولكن ماذا حدث لها
ونطق اخيرا قائلا : اول واخر مره هتشوفي الشارع في تركيا ياجنه
وجذبها من معصمها وسط ضجيجها ، والكل يشاهد ذلك ببتسامه لطيفه فهم يرون ذلك نابع من العشق
حتي خرجوا من ذلك المطعم ، لتدب الارض بقدميها قائله : ليه كده ياجاسر ، عشان هو احلي منك
وألتفت بجسدها الضئيل بعيدا عنه وهي تضحك بأن بفكرة طائشه منها وقد ساعدها وجود ذلك الممثل .. ان تثير غضبه كما فعلت اشكي بها..
لتجده يصرخ بها قائلا : اركبي يلا العربيه !
.................................................................
تأمل دموعها بوجع وهو يقف عاجز امامها ، ليقترب منها بحب لم يعلم يوما بأن قلبه يمتلكه ...فهو ليس حب فقط بل عشق .. عشق قد صنعه القدر ،ليتذكر بعض مداعبات اكرم صديقه
انت شكلك عشقت علي كبر ياعامر !
ورغم انه كان في بداية الامر ينزعج من ذلك فهو كان دوما يري النساء الا جسداً للمتعه والانجاب فحسب .. ولكن كيف لا يعشق زوجه لا تستقبله سوا بأبتسامه وتودعه بأبتسامه .. زوجه لم تتعلم فنون الحب سوا علي يديه .. زوجه تدعوا له دوما وتنصت اليه بحب .. زوجه علمته معني الغفران
فأنحني بجسده امامها ليمسح دموعها قائلا : ياحياه الدكتوره قالت ان مع العلاج هيحصل حمل ، وكويس اننا اهتمنا من البدايه .. هما شهرين ونص بس مروا علي جوازنا
ولو كان احد سمعه ينطق بذلك العقل منذ شهور ، ماكان قد صدق ان من يقف الان هو عامر الذي تزوج من اجل ان ينجب وريث له وفقط
فرفع بأنامله وجهها الجميل ، وهو يبتسم : خليكي قويه ياحياه ، عايز حياه المؤمنه بقضاء الله ..
لتبكي هي بحرقه قائله : لو مخلفتش هتسبني ياعامر، اوعي تسبني ياعامر الله يخليك
ورتمت بين ذراعيه ليقول هو باسما : مش هجيب "لين " ان شاء الله غير منك انتي يا ام لين
وما كان منها سوا ان مسحت دموعها ، وتأملت بعض الادويه التي نصحتها الطبيبه في تناولها حتي قالت : بجد ياعامر ،يعني مع العلاج المشاكل اللي عندي هتخف
فأبتسم عامر قائلا : مسمعتيش الدكتوره قالتلك ايه ، قالت ان كان في مشاكل عندك بسيطه من زمان وانتي بنت ،وكانت محتاجه لمتابعه بعد الجواز علي طول بالعلاج
فأغمضت هي عيناها بخوف متذكره كلمات زوجة اخيها ، فلولا سمومها ماكانت اصبحت بهذا الضعف
حتي وجدته يمسك بيدها قائلا : ماتيجي أسرحلك شعرك ياحياه !
............................................................
غضب وألم أصبح يمتلكه من برودها ، ولكن يأتي للبيت ولا يجدها فقد اشتعلت جميع النيران بداخله الان ..
ليجدها تردف الي المنزل بتعب قائله : كنت بتمشي في حاجه
ليمسك هو ذراعها بقوه قائلا : كنتي فين ياصفا ، احنا في امريكا مش في مصر
فصارت هي من امامه ببرود قائله : كنت بتمشي
ليغمض هو عيناه من شده غضبه قائلا : اسمعي ياصفا .. انا صبري ليه حدود
فتتمهل هي في خطوتها قائله ببرود : عنوان لكتاب حلو اووي ، ياأستاذ مراد ... انصحك بيه لو فكرت تكتب تاني
لمتقع وجهه من طريقتها ، حتي هدء قليلا
أحمد : صفا انا احمد وبس .. انسي الكاتب اللي انتي حبتيه
فتلقي بكلماتها قائله : ياريتك فضلت مراد زين .. مراد زين احسن منك مليون مره علي الاقل كان عنده مشاعر .. بس للاسف النسخه الحقيقه منه انسان معندهوش مشاعر .. انت كداب
وكاد ان يصفعها علي وجهها حتي هدأ قليلا لتقول هي ببرود : ساره كانت عندها حق لما قالتلي ان مشاعرك ناحيتي مشاعر مؤقته مجرد نزوه بتمر بيها ..
فصرخ هو بوجهها قائلا : ساره ..ساره حياتنا بقيت ساره مبقتيش تسمعي كلام غير كلامها
وبدء يمسح علي وجهه بتعب قائلا : مافيش طلوع من البيت تاني سامعه ياصفا
فصارت من امامه وهي تشعر بالرضي مما حققته معه
ولكن سؤال واحد كان يشغل بالها .. لماذا تحرضها ساره خطيبة رامي علي زوجها هكذا ؟
.............................................................
ابتسمت نيره بسعاده ، وهي تتأمل ضخامة تلك الشركه وثراء ذلك الرجل .. فمنذ ذلك الحفل وقد أصبحت علاقتهما قريبه .. حتي انها طلبت من زوج اختها بأن يفعل بعض الصفقات معه .. فأنتبهت الي صوت فاخر الجاد قائلا : انا مش عارف ايه لازمه المسخره اللي عملاها في وشك والبناطيل اللي مخلياكي زي الراجل
لتتمتم نيره بخفوت : طلع عقدك علي مراتك يافاخر مالكش دعوه بيا
فيتنهد فاخر بضيق الي ان وصلوا الي المكان المخصص لمقابلته .. فكانت عباره عن حجرة واسعه جدا انيقه بشكل يجذب العين
حتي وجدوه يردف اليهم بثقته القويه ، فيقع ببصره علي فاخر وهو يتمتم : اخوات لكن عمرنا ماهنعرف بعض ، عشان ابن العشيقه مينفعش يبقي ابن الاصول !
.............................................................
بدأت تعبث في حاسوبه الشخصي ، حتي وجدته يطالعها قائلا : في البلد عندنا الصغير لو لعب في حاجة الكبير يضرب ، تخيلي بقي لما يكون كبير العيله
لتضحك هي بضحكتها الجميله التي قد اصبح يعشقها ،فتلك الرحله قد جعلتهم يقتربون من بعض اكثر فهنا ليس كبير العائله ولا ابن العامري هو هنا جاسر زوجها وفقط .. الي ان سقط حجابها الموضوع فوق رأسها حتي طالعها هو بتهكم قائلا : حجابك ياجنه وقع ألحقيه بتاخدي برد !
فرفعت به سريعا رغما انها كانت تقصد ان تزيله امامه ليراها من دونه ، فالمسافات بينهم اصبحت تتلاشي .. ولكن احراجه المتعمد هذا اجعلها تعيد وضع حجابها ثانيه.. وكادت ان تحكم من وضعه فوق رأسها حتي اقترب هو منها وبدء يزيل حجابها عنها ليقول ضاحكا : لو قولتي لحد انك متجوزه يجي من 4 شهور وجوزك لاول مره يشوف شعرك.. هيعملولي تمثال
فأمتقع وجهها من أثر كلماته ، حتي نهضت من جانبه
جنه : انا رايحه انام
فجذبها اليه قائلا بوقاحه : بس انا بحب الشعر القصير مش الطويل .. بس شعرك مش بطال
وكادت ان تلكمه علي وجهه حتي ضحك عاليا : عشان تبقي تستفزيني تاني احنا وبره ، وتتغزلي في الرجاله لاء وكمان ممثل .. ورفع بأحد حاجبيه وهو يتابع بحديثه : بس مين احلي انا ولا الممثل التركي
ورغم انها تراه اجمل رجلا ورغم تعجرفه الزائد الي انها أرادت تلكمه بكلماتها
جنه : طبعا هو !
...............................................................
بدأت صفا تستمع الي ذلك المحاضر بشرود ، وهي تتذكر قبلته الناعمه علي أحد أيديها عندما أصطحبها صباحاً الي الجامعه التي ستحضر بها رسالتها في اللغه العبريه ، فهو أصبح هادئ معها تمام .. لتفيق علي صوت المحاضر وهو ينهي محاضرته
فنهضت هي بضيق من غبائها فلم تعد تفهم او تستعب شيئا ، حتي انها لم تفهم تلك المحاضره بسبب تغيبها اسبوعان
وصارت هي خارج قاعة المحاضره .. ليرفع هو بوجهه بعيد عن حاسوبها الذي يطالعه
قائلا : ياللقدر ، بقيتي عندي طالبه هنا
ونقر علي أسمها متأملا حروفه وهو ينطق : صفا !
*********************
لم تكن الا لعبة بسيطه أنتهت بفوزه قد جعلتها تسبح في عالم وردي يتطاير من حوله فراشات الربيع ، فتزداد سرعة ضربات قلبها .. لتضع بيدها المرتعشه عليه وهي تترنح كالمخموره في سحر تلك اللحظه .. فبعد أن كانت علي وشك أن تذرف دموع خجلها من طلبه هذا ،ورفضها من تنفيذ ذلك الطلب المخجل بالنسبه لها .. أقترب هو منها يضحك بضحكته المتعجرفه ..ولكن لمسة يده الحنونه علي وجهها وضحكته التي تحولت فجأه الي أبتسامه هادئه .. قد جعلتها تشك بأن الشخص الماثل أمامها هو جاسر زوجها وابن عمها .. لتفيق علي ندائه المتأفف قائلا : يلا ياجنه ، بدل ما ألغي الخروجه .. يعني خسرانه وبتدلعي
لتضحك هي ضحكة عاليه داخل غرفتها ، وتتأمل تنمق حجابها وفستانها البسيط وأبتسمت وهي تضع لمسة أخيره بسيطه من كحل عينيها الأزرق.. لتتذكر لحظه حنانه العجيبه بعدما أحتضانها ومن ثم لامست قبلته الحانيه التي طبعها علي وجنتيها بسعاده وهمسته الرجوليه الحاره وهو يقول لها : مع اني نفسي أشوفك وانتي بترقصي ، بس أنا مش هغصبك علي حاجه تعمليها وانتي مش حباها ..
فتعود الي رشدها ثانية عندما وجدت صوته يعلو بتأفف : أنا مابحبش خروج الستات من البيت بسبب تأخيرهم الزايد
لتخرج هي راكضه اليه وعلي وجهها أبتسامه مشعه ، فيبتسم اليه دون وعي قائلا بهمسات هادئه : شكلي هبدء اتعلق بيكي ياجنه !
وأقتربت منه ببتسامتها التي مازالت مرسومه علي وجهها
جنه بسعاده : ياسلام ياجاسورتي لو فضلت كده علطول
ورغم انها تعلم بأنه يكرهه هذا الدلع ، لكنها أحبت أن تثير غضبه
ليطالعها هو بوقاحه قائلا : بس أنا أعرف أن الست مش بتدلع جوزها الا في...
وكاد ان ينطق كلمته الوقحه حتي اقتربت هي منه سريعا قائله : أسفه ياشيخ العرب ، خلاص خلاص مافيش دلع تاني
وتبطأت بذراعه وهي ناسية أي تحفظ او بعد بينهم فمشاعرها الأن تُطالب حبه فقط ..
جاسر : انتي جميله اووي ياجنه
فوقفت كالمصدومه ، وشفتاها منفرجه كالبلهاء وهي تتمتم بكلمات غزله حتي ضحك قائلا : وزي القمر كمان
فأطار أخر جزء من عقلها ، وتراقص قلبها من فرط سعادته بهذه الكلمات .. فالقلوب ليس لها حصون حديديه فحصونها ليست الا أوراق شجر في فصل الخريف
...................................................................
تنهد بحراره وهو يطالع باب حجرتها المغلق ، فحفلتهم قد انتهت بوجع قد سُطر داخل قلبها بعنفوان ، وكاد ان يردف داخل حجرتها ليأخذها بين أحضانه ويتوه معاها في عالم بعيد عن عقله وقلبه المشتت .. ولكن مشاعره المتضاربه او بالأصح التي قد جمدها الزمن من هول الصدمات
قد جعلته يطالع ساعة يدهه الفاخمه ويتذكر ذلك الاجتماع الذي يستلزم حضوره بعد ساعه من الان
فصار ناحية الدرج ليهبط اول خطوه من خطوات السُلم حتي وجدها تغادر حجرتها
فأبتسم براحه قائلا : صفا !
لتطالعه هي بلامبالاه قائله : انا خارجه مع ساره نشم شوية هوا .. انا مش هفضل محبوس هنا علطول
فوقف هو مصدوما من ردة فعلها حتي أبتسم
احمد : بكره هبقي أخرجك انا للمكان اللي تعوزيه ،ولوحدنا كمان
فألتفت بأعينها بعيدا عنه لتقول بقوه : بلاش تعاملني بأحسانك ده ، متتصدقش عليا بمشاعرك
فيعود اليه بدهشه قائلا : مالك ياصفا فيكي ايه
وكادت أن تسمح لدموعها أن تخونها لتتذكر كلمات ساره لها التي جاءت في وقت عاصفتها الغاضبه منه ، فعادت تطالعه بقوه قائله : مها هي حبك الاول والاخير صح !
لتقف الصدمه في حلقه ، فتضحك هي بعلو صوتها لتتذكر ليلة أمس بعدما قررت ان تهبط الي مكتبه تبحث عن أحد الكُتب كي تقرأها وتهدأ من نيران غضبها المشتعله ، فيقع أحد الكُتب بين أيديها وتجد صورة تجمعه بفتاه لا يقال عنها سوا بالقمر حقا وبأعين خضراء مثيلة لها وشعرها يشع علي وجهها من أثر ضحكتها وذراعيه تحاوط خصرها
وتركته في صدمته ،وصارت تهبط درجات السُلم وهي تحترق من كل شئ ولكن حديث ساره مازال عالقاً بأذنيها : خليه يدوق نار الحب اللي بجد ، خليه يكرهه غبائه ياصفا
فتقف مصعوقه من لمست يدهه القويه علي ذراعيها وهو يجذبها نحوه قائلا : أستني عندك رايحه فين !
لتضحك هي بصوت غير عابئ بشئ : ما انا قولتلك خارجه ، شايف انا محترمه ازاي يازوجي العزيز .. وتابعت بحديثها قائله : اه أسفه صح زوجي العزيز مش بيحب يحس ان في ست ملكة اسمه غير حبيبته ومراته القديمه
فطالعها هو بصدمه... حتي قالت : هتأخر علي ميعاد ساره !
ليسحب أحمد جسدها اليه ويعتصرها بين ذراعيه ليقول بأعين كالصقر: مها ماتت ياصفا ، لازم تفهمي كده
فتسللت من بين ذراعيه قائله : مها ماتت اه ، بس مامتتش من جواك ياحضرت الكاتب العظيم !
................................................................
تأملت ضخامة الحفل التي قد دعوت اليها من قبل أحدي رفقاتها ، لتقف خلفها صديقتها نسرين وهي تتمختر بفستانها القصير قائله : أهلا نيره حببتي
لتطالعها نيرة ببتسامه هادئه ، حتي أقتربت نسرين منها قائله : مبسوطه اوي انك جيتي الحفله
فتمتمت نيره قائله : بس الحفله ديه بمناسبة ايه يانسرين
لتتمايل نسرين بخفه بفستانها قائله : بمناسبة طلاقي
وتعالت صوت ضحكتها ، وهي تهمس في أذن نيره قائله : بلا رجاله بلا هم .. ثم تابعت بحديثها : بس انتي لسا متجوزتيش ليه يانيره ، ده أنتي حتي كنتي بتحبي أبن خالتك من زمان لحد دلوقتي رافضه الجواز بسببه
ليمتقع وجهه نيره من حديث صديقتها الذي دوماً تكرهه فتعود نسرين بالحديث قائله :شوفي حياتك يانيرو
ثم شهقت بصوره مفزعه وهي تطالع ذلك الرجل الذي يردف الي حفلتها
نسرين : مش مصدقه نفسي راجي النعيمي هنا في حفلتي ، ووافق علي الدعوه
وكادت نيره أن تسألها عن هذا الرجل الذي يجذب جميع الانظار اليه .. ولكن نسرين قد رحلت لتكمل باقي التعارف علي معازيمها وأولهم هو
فتنهدت نيره بضيق من أجواء ذلك الحفل الذي لا يناسب عاداتها وتقاليدها ، فوضعت بيدها علي حجابها فبرغم ان بداخلها صفات سيئه بسبب حبها المريض لجاسر وبعض الصفات الاخري ولكن هي تحاول ان تكون وسطيه لا التحرر الفاحش ولا التزمت القاسي
وتأملت ساعة يدها بيضيق وهي تشاهد ان الوقت قد قارب علي الحاديه عشر ولا بد ان ترحل .. ولكن أين نسرين تلك التي وعدتها بالعمل في أحدي الشركات الكبري في دولة الامارات العربيه .. لعلها تحرق جاسر من نيران بعدها وتطبق نظرية سميه الخبيثه
فسمعت صوت ذلك الشخص الذي يعتبر نجم الحفل قائلا بتهكم : مش ملاحظه ان الحفله مش منسباكي
وضحك بقوه حتي ظهرت أسنانه ناصعة البياض ، ثم هدأ قائلا : أسف مقصدش ، بس شكلك زي مالكيش في الاجواء ديه
وكادت أن تصفعه بكلماتها ، حتي وجدته يقف بشموخ ليذكرها بمرضها اللعين (جاسر)!
................................................................
ظلت تعبث بمشروبها البارد بتأفف ،حتي وجدت صوت ضحكاتهم يعلو .. فرفعت بوجهها المنخفض علي ذلك المشروب لتجد تلك المرأه تلامس ذراع زوجها بوقاحه .. فتأملت رد فعل زوجها التي اسعدتها ، فقد أنتفض من اثر لمست تلك الوقحه ثم حدق بها بغضب حتي نظرت أشكي الي جنه قائله : يرضيكي كده ياجنه ،جاسر مش راضي يرقص معايا
لتتطالعها جنه بضيق ، فبسبب تلك المرأه واخاها الذي علي علاقه قويه بزوجها ماكانت ضاعت اول خروجه تجمعهم سويا ..
فينهي جاسر تلك الوقاحه قائلا : نتقابل بكره في الشركه يامراد
ليقف مراد مودعا صديقه ، معتذرا علي وقاحة اخته .. فتسير هي بجانبه وشعور الغضب يمتلكها
حتي انخفض هو بطوله الفارع قائلا : عشان تعرفي ان جوزك مرغوب فيه
فتمتمت هي بغضب ، فهو من سمح لتلك الوقحه ان تعتاد عليه وتجلس بجانبه وتمازحه بتحررها ، حتي لمعت عيناها بفرحه وهي تشاهد احد الممثلين التركين قائله : استني ياجاسر
فوقف جاسر بدهشه ،بعدما سحب سترته من النادل الواقف
وألتفت اليها فوجدها تطالع احد الرجال بغرابه ،فأقترب منها بغضب قائلا : شكلها هتكون اخر مره اجيبك هنا
وسحبها من ذراعيها وهو بتمتم بغضب : يلا !
جنه :عايزه اتصور مع مهند ياجاسر
ليصعق جاسر من ردها ، وكاد ان يعلو صوته .. حتي قالت هي سريعا : ده ممثل تركي
جاسر : كمان ممثل ، خلي ليلتك النهارده تعدي ياجنه .. لاني بقيت علي اخري منك
فجذبته ناحية ذلك الممثل لتقول برجاء اكبر : زي ما استحملت وقاحة اشكي وسهرتك ، لازم تفرحني بحاجه .. وكمان مش انت اللي جبتني هنا
وما كان منه سوا ان وقف مصدوما من تصرفاتها فهو يعرف بأنها عاقله ولولا تمتعها بذلك ماكانت ان تستحمل البقاء معه يوما واحدا .. ولكن ماذا حدث لها
ونطق اخيرا قائلا : اول واخر مره هتشوفي الشارع في تركيا ياجنه
وجذبها من معصمها وسط ضجيجها ، والكل يشاهد ذلك ببتسامه لطيفه فهم يرون ذلك نابع من العشق
حتي خرجوا من ذلك المطعم ، لتدب الارض بقدميها قائله : ليه كده ياجاسر ، عشان هو احلي منك
وألتفت بجسدها الضئيل بعيدا عنه وهي تضحك بأن بفكرة طائشه منها وقد ساعدها وجود ذلك الممثل .. ان تثير غضبه كما فعلت اشكي بها..
لتجده يصرخ بها قائلا : اركبي يلا العربيه !
.................................................................
تأمل دموعها بوجع وهو يقف عاجز امامها ، ليقترب منها بحب لم يعلم يوما بأن قلبه يمتلكه ...فهو ليس حب فقط بل عشق .. عشق قد صنعه القدر ،ليتذكر بعض مداعبات اكرم صديقه
انت شكلك عشقت علي كبر ياعامر !
ورغم انه كان في بداية الامر ينزعج من ذلك فهو كان دوما يري النساء الا جسداً للمتعه والانجاب فحسب .. ولكن كيف لا يعشق زوجه لا تستقبله سوا بأبتسامه وتودعه بأبتسامه .. زوجه لم تتعلم فنون الحب سوا علي يديه .. زوجه تدعوا له دوما وتنصت اليه بحب .. زوجه علمته معني الغفران
فأنحني بجسده امامها ليمسح دموعها قائلا : ياحياه الدكتوره قالت ان مع العلاج هيحصل حمل ، وكويس اننا اهتمنا من البدايه .. هما شهرين ونص بس مروا علي جوازنا
ولو كان احد سمعه ينطق بذلك العقل منذ شهور ، ماكان قد صدق ان من يقف الان هو عامر الذي تزوج من اجل ان ينجب وريث له وفقط
فرفع بأنامله وجهها الجميل ، وهو يبتسم : خليكي قويه ياحياه ، عايز حياه المؤمنه بقضاء الله ..
لتبكي هي بحرقه قائله : لو مخلفتش هتسبني ياعامر، اوعي تسبني ياعامر الله يخليك
ورتمت بين ذراعيه ليقول هو باسما : مش هجيب "لين " ان شاء الله غير منك انتي يا ام لين
وما كان منها سوا ان مسحت دموعها ، وتأملت بعض الادويه التي نصحتها الطبيبه في تناولها حتي قالت : بجد ياعامر ،يعني مع العلاج المشاكل اللي عندي هتخف
فأبتسم عامر قائلا : مسمعتيش الدكتوره قالتلك ايه ، قالت ان كان في مشاكل عندك بسيطه من زمان وانتي بنت ،وكانت محتاجه لمتابعه بعد الجواز علي طول بالعلاج
فأغمضت هي عيناها بخوف متذكره كلمات زوجة اخيها ، فلولا سمومها ماكانت اصبحت بهذا الضعف
حتي وجدته يمسك بيدها قائلا : ماتيجي أسرحلك شعرك ياحياه !
............................................................
غضب وألم أصبح يمتلكه من برودها ، ولكن يأتي للبيت ولا يجدها فقد اشتعلت جميع النيران بداخله الان ..
ليجدها تردف الي المنزل بتعب قائله : كنت بتمشي في حاجه
ليمسك هو ذراعها بقوه قائلا : كنتي فين ياصفا ، احنا في امريكا مش في مصر
فصارت هي من امامه ببرود قائله : كنت بتمشي
ليغمض هو عيناه من شده غضبه قائلا : اسمعي ياصفا .. انا صبري ليه حدود
فتتمهل هي في خطوتها قائله ببرود : عنوان لكتاب حلو اووي ، ياأستاذ مراد ... انصحك بيه لو فكرت تكتب تاني
لمتقع وجهه من طريقتها ، حتي هدء قليلا
أحمد : صفا انا احمد وبس .. انسي الكاتب اللي انتي حبتيه
فتلقي بكلماتها قائله : ياريتك فضلت مراد زين .. مراد زين احسن منك مليون مره علي الاقل كان عنده مشاعر .. بس للاسف النسخه الحقيقه منه انسان معندهوش مشاعر .. انت كداب
وكاد ان يصفعها علي وجهها حتي هدأ قليلا لتقول هي ببرود : ساره كانت عندها حق لما قالتلي ان مشاعرك ناحيتي مشاعر مؤقته مجرد نزوه بتمر بيها ..
فصرخ هو بوجهها قائلا : ساره ..ساره حياتنا بقيت ساره مبقتيش تسمعي كلام غير كلامها
وبدء يمسح علي وجهه بتعب قائلا : مافيش طلوع من البيت تاني سامعه ياصفا
فصارت من امامه وهي تشعر بالرضي مما حققته معه
ولكن سؤال واحد كان يشغل بالها .. لماذا تحرضها ساره خطيبة رامي علي زوجها هكذا ؟
.............................................................
ابتسمت نيره بسعاده ، وهي تتأمل ضخامة تلك الشركه وثراء ذلك الرجل .. فمنذ ذلك الحفل وقد أصبحت علاقتهما قريبه .. حتي انها طلبت من زوج اختها بأن يفعل بعض الصفقات معه .. فأنتبهت الي صوت فاخر الجاد قائلا : انا مش عارف ايه لازمه المسخره اللي عملاها في وشك والبناطيل اللي مخلياكي زي الراجل
لتتمتم نيره بخفوت : طلع عقدك علي مراتك يافاخر مالكش دعوه بيا
فيتنهد فاخر بضيق الي ان وصلوا الي المكان المخصص لمقابلته .. فكانت عباره عن حجرة واسعه جدا انيقه بشكل يجذب العين
حتي وجدوه يردف اليهم بثقته القويه ، فيقع ببصره علي فاخر وهو يتمتم : اخوات لكن عمرنا ماهنعرف بعض ، عشان ابن العشيقه مينفعش يبقي ابن الاصول !
.............................................................
بدأت تعبث في حاسوبه الشخصي ، حتي وجدته يطالعها قائلا : في البلد عندنا الصغير لو لعب في حاجة الكبير يضرب ، تخيلي بقي لما يكون كبير العيله
لتضحك هي بضحكتها الجميله التي قد اصبح يعشقها ،فتلك الرحله قد جعلتهم يقتربون من بعض اكثر فهنا ليس كبير العائله ولا ابن العامري هو هنا جاسر زوجها وفقط .. الي ان سقط حجابها الموضوع فوق رأسها حتي طالعها هو بتهكم قائلا : حجابك ياجنه وقع ألحقيه بتاخدي برد !
فرفعت به سريعا رغما انها كانت تقصد ان تزيله امامه ليراها من دونه ، فالمسافات بينهم اصبحت تتلاشي .. ولكن احراجه المتعمد هذا اجعلها تعيد وضع حجابها ثانيه.. وكادت ان تحكم من وضعه فوق رأسها حتي اقترب هو منها وبدء يزيل حجابها عنها ليقول ضاحكا : لو قولتي لحد انك متجوزه يجي من 4 شهور وجوزك لاول مره يشوف شعرك.. هيعملولي تمثال
فأمتقع وجهها من أثر كلماته ، حتي نهضت من جانبه
جنه : انا رايحه انام
فجذبها اليه قائلا بوقاحه : بس انا بحب الشعر القصير مش الطويل .. بس شعرك مش بطال
وكادت ان تلكمه علي وجهه حتي ضحك عاليا : عشان تبقي تستفزيني تاني احنا وبره ، وتتغزلي في الرجاله لاء وكمان ممثل .. ورفع بأحد حاجبيه وهو يتابع بحديثه : بس مين احلي انا ولا الممثل التركي
ورغم انها تراه اجمل رجلا ورغم تعجرفه الزائد الي انها أرادت تلكمه بكلماتها
جنه : طبعا هو !
...............................................................
بدأت صفا تستمع الي ذلك المحاضر بشرود ، وهي تتذكر قبلته الناعمه علي أحد أيديها عندما أصطحبها صباحاً الي الجامعه التي ستحضر بها رسالتها في اللغه العبريه ، فهو أصبح هادئ معها تمام .. لتفيق علي صوت المحاضر وهو ينهي محاضرته
فنهضت هي بضيق من غبائها فلم تعد تفهم او تستعب شيئا ، حتي انها لم تفهم تلك المحاضره بسبب تغيبها اسبوعان
وصارت هي خارج قاعة المحاضره .. ليرفع هو بوجهه بعيد عن حاسوبها الذي يطالعه
قائلا : ياللقدر ، بقيتي عندي طالبه هنا
ونقر علي أسمها متأملا حروفه وهو ينطق : صفا !