اخر الروايات

رواية الشيطان المتملك الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان المتملك الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ياسمين عزيز



الفصل الثاني و العشرون
طوال الطريق لم تتوقف هبة عن البكاء
و هي تتذكر نظرات والدها القاسية
و كأنها أجرمت في حقه...
آخر كلماته مازالت ترن في أذنيها
عندما دخل عليها غرفتها بعد عقد
قرانها ليقول لها بكل قسوة و جمود
:" بعد اللي إنت عملتيه داه إنسي
إن ليكي عيلة و إحنا كمان حنعتبرك
ميتة و لما يزهق منك إبن الذوات
اللي برا داه و يرميكي إوعي
ترجعي هنا عشان ساعتها مش حتردد إني أقتلك...".
ضمها عمر الذي كان يجلس إلى جانبها في الكرسي
الخلفي لسيارة شاهين إلى أحضانه
و هو يربت على كتفها بحنان هامسا لها
بكلمات مطمئنة عله يخفف عنها بعضا من
ألمها الذي تشعر به....
عبرت السيارة البوابة الكبيرة لفيلا شاهين
فهو قد إتفق مع عمر علي مكوث هبة في
فيلته عدة أيام قبل إقامة الزفاف...
توقفت أمام الباب الرئيسي للفيلا
ليسارع عمر بفتح الباب الذي بجانبه
و يترجل للجهة الأخرى من السيارة
ليفتح الباب و يساعد هبة على الخروج....
إستندت عليه لتخرج بصعوبة و الدموع
التي تغشى عينيها تجعلها غير قادرة
على رؤية أي شيئ أمامها....
ساعدها عمر لصعود الدرج الداخلي
ليتجه بها إلى إحدى الغرف...
راقبهما شاهين و قد إرتسمت
على ثغره إبتسامة ساخرة ليتمتم:"إيه المسلسل الهندي داه...
مط جسده بكسل قبل أن يتجه إلى الحديقة باحثا عن والدته للاطمئنان عليها.
فتح عمر باب الغرفة لتدخل هبه قبله ثم يتبعها هو و يغلق الباب ورائها...
أجلسها برفق على السرير ثم جلس
بجانبها و هو يحتضنها داخل صدره بقوة
مقبلا فروة رأسها لتتمسك به هبة أكثر
و هي تجهش ببكاء مرير...
مرر عمر يده على كتفها و ظهرها
بحنان ليشعرها بوجوده معها لتهمس
له هبه من بين شهقاتها بصوت متقطع:"عمر.. أرج.... وك متسبنيش... انا مليش غيرك دل.... وقتي".
قبلها عمر مرة أخرى من أعلى جبينها
قبلة طويلة و هو يجيبها بهمس مماثل:" ششش إهدي و متفكريش في حاجة غير إني
أنا و إنت مع بعض....و إن انا بحبك أكثر من روحي يا بيبة".
هبة ببكاء :"بابا طردني من البيت....
انا معادش ليا عيلة.... انا خسرتهم، خسرت كل حاجة عشان غلطت.... ".
قاطعها عمر بصرامة و هو يبعدها
عنه قليلا ليصبح وجهها مقابلا لوجهه :"أوعي تقولي كده.. إحنا مغلطناش في حاجة هو اللي
كان رافض حبنا من غير سبب مقنع...و كان عاوز يجوزك لواحد ثاني إحنا عملنا الصح
و تجوزنا على سنة الله و رسوله
و معملناش حاجة غلط فأوعي
تقولي الكلام داه مرة ثانية انا إخترتك
و إنت إخترتيني عشان بنحب بعض
و مفيش مخلوق في الدنيا دي حيقدر يفرقنا.... بكرة حيقتنع اكيد لما يلاقيكي مبسوطة
و سعيدة معايا...
يلا بقى إمسحي دموعك بلاش العينين
الحلوة دي تتأذي و انا حنزل أجيبلك حاجة تاكليها عشان تنامي شوية و ترتاحي....".ختم كلامه و هو يمسح وجهها برقةشديدة من الدموع الذي كانت تغرقه و يتفرس ملامح وجهها الجميلة رغم ذبولها...أغلقت هبة عينيها لتشعر بلمساته
الحانية على وجهها تتغلغل داخل روحها لتداوي ندوب قلبها التي سببتها قسوة والدها منذ سنوات ....كتمت أنفاسها عندما شعرت بشفتيه
الرطبتين تلتصقان بشفتيها لتأخذهمافي قبلة طويلة متلهفة جعلتها تحلق حرفيا فوق السحاب...غاب الزمان و المكان من حولهما وهما يغتنمان هذه اللحظات المسروقةالتي جعلتهما ينسيان واقعهما الأليم.سحب عمر شفتيه مبتعدا عن خاصتي
هبة بصعوبة محاولا التحكم في أنفاسه اللاهثة لينظر إلى حبيبته
التي لم يكن حالها أفضل منه بوجهها
المحمر كحبة فروالة ناضجة و شفتيها
.
المنتفختين بإغراء محبب يحثانه على
العودة و أخذهما في قبلة أطول و أعمق...
حاوط عمر وجهها بيديه ثم تحدث
أخيرا بصوت أجش مشبع بالرغبة:"فرحنا حيكون الخميس اللي جاي...الايام القليلة دي حتمر عليا سنين عشان مش قادر أصبر....
إبتسمت هبة بخجل و هي تدفن وجهها
بصدره و دقات قلبها المتسارعة خير
دليل على كمية المشاعر المختلطة التي
تسيطر على عقلها و قلبها...أول قبلة
لها مع فارس أحلامها الغائب الذي
أمضت سنين حياتها و هي غارقة في
حبه المستحيل حتى جاء ذالك اليوم
الذي عاد فيه لينتشلها من حياتها البائسة
و يعوضها عن كل لحظة حزن و ألم عاشتها بعيدا عنه...
طال سكونها في أحضانه لترتسم إبتسامة
. شقية على شفتي عمر الذي كان يشعر..
بما تمر به محبوبته لكنه أراد أن يشاكسها قليلا
عندما قال بشقاوة :"هبة إنت نمتي يا حبيبتي.... طب إوعي تعيطي تاني لحسن تبوزيلي
القميص...داه غالي و انا راجل على وش جواز و بحوش...".
دفعته هبة برفق و هي تجيبه بغيظ :"إوعي كده... يا بخيل...
عمر بمرح بعد خطف قبلة سريعة من شفتيها :" حنزل أجييلك أكل و هدوم عشان تغيري هدومك
و ترتاحي شوية... و بحذرك لو لقيتك
بتعيطي حكمل اللي كنت بعمله من
شوية و مش حستني ليوم الخميس....
رمقته هبة بدهشة على جرأته رغم
خجلها منه في هذه اللحظات إلا
أنها لم تستطع إخفاء دهشتها من تصرفاته الجديدة...
__________________________
فتح شاهين باب غرفته بهدوء ثم
دلف بخطوات غير مسموعه...جال
بعينيه داخل الغرفة ذات الاضواء
الخافتة ليبتسم بخبث عندما لمح
كاميليا مستلقية على السرير و تغط
في نوم عميق... إقترب منها بهدوء
ليتأمل ملامحها الفاتنة قبل أن
يسحب جسده بصعوبة باتجاه الحمام.... خرج بعد دقائق يرتدي بنطالا قطنيا أسود اللون
و منشفة صغيرة على رقبته...
وضع المنشفة على الاريكة بهدوء
حتى لا يصدر صوتا يجعلها تستيقظ، صعد فوق السرير ليمدد بجانبها ثم يجذبها بخفة
ليصبح نصف جسدها فوقه...
تململت كاميليا في نومها بعد أن شعرت
بتغير ملمس الفراش تحتها لكنها لم
تستيقظ ليزفر شاهين بحنق متمتما:"إمتى حتبطل تاخذ الأدوية الزفت دي..
إنحنى قليلا ليطبع قبلة سريعة على
وجنتها لكنها لم تكن كافية بل زادت
من إشتعال النار داخله ليتبعها بقبلات
أخرى على رقبتها و عنقها مستنشقا
رائحتها المسكرة التي ألهبت حواسه
لتتسارع أنفاسه الساخنة على بشرتها الناعمة
و باتت رغبته تسيطر على جسده
أنًت كاميليا بصوت خافت تعبيرا عن
إنزعاجها غير واعية بذلك الذي جن
جنونه يكاد يفقد السيطرة على آخر
ذرة من ذرات عقله...كيف تغير حاله
إلى هذه الدرجة، قلبه الميت بدأ
يحيا من جديد على يدي هذه الصغيرة
التي أصبح لا يجد راحته سوى في أحضانها.... وهو البارد القاسي الذي أسقاها من عذابه
كؤوسا بات يسعى إلى وصالها ليلا نهارا...
فتحت عينيها و هي تشعر بشيئ رطب
يجوب وجهها و عنقها لتجده هو....
تراجعت إلى الخلف و هي تدفعه بيدها
على صدره العاري بحركة دفاعية لكن
ذراعه الأخرى طوقتها من ظهرها
و قربت جسدها منه أكثر ....تمتمت برعب بعد أن وعت بفعلتها :"أنا آسفة.... مكنش قصدي...
شفتيها كانتا ترتعشان بخوف و عينيها
تلتمعان بدموعها التي كانت على وشك
الأنهمار.. كم كانت خائفة منه و بشدة
فمجيئه بهذه الطريقة يعني فقط شيئا واحدا و هو عقاب جديد...
تمالكت كاميليا نفسها بصعوبة لتجد
حلا فوريا يساعدها على التخلص من براثنه... الخوف و الاستسلام ليسا حلا إذا أرادت
ان تنجو منه، فجأة تذكرت كلمات
فتحية في الصباح عندما أخبرتها
بضرورة بإستعمال الأسلحة القديمة لأي إمرأة...
. الاغراء و الدموع.
عضت وجنتيها من الداخل بخجل
على هذه الفكرة الجريئة التي لم
تكن تتخيل يوما أنها سوف تلتجئ لها خاصة مع ملك الجليد زوجها...
كيف ستغريه و هي لا تستطيع حتى
التنفس بحرية عندما يكون بقربها.. يجب أن تجرب، لا ضرر من تجربة شيئ جديد حتى
و لو كانت نهايته الحتمية هو تعرضها لعقابه....
تسمر شاهين مكانه من هول المفاجأة عندما
إندفعت كاميليا بجسدها داخل
أحضانه مطوقة رقبته بذراعيها الصغيرتين و هي تجهش ببكاء مصطنع...
متمتمة بين شهقاتها بصوت متقطع
بصعوبة فهمه:" انا... انا اااسفففة.. اااسفة ممش قصد".
إستدرك شاهين نفسه ليربت على ظهرها بحركات لطيفة غير متوقعة منه و هو لايزال
غير مستوعب لما تفعله...
أبعدها عنه بصعوبة بسبب تشبثها به و
رفضها تركه مخافة مواجهة ردة فعله... إرتخت ذراعاها تدريجيا و هدأ خوفها قليلا
لترفع عينيها الدامعتين بتردد
ترمقه بنظرات مستعطفة كجرو صغير أتلف غرضا ثمينا لصاحبه...
أخفى إرتباكه ببراعة و هو لا يكاد
يصدق ما يحصل معه هل شاهين الألفي
من يرتبك من نظرات أنثى بعد كل تجاربها التي لا تحصى و لا تعد مع النساء...
نظر إلى عيناها الزرقاء بتمعن قبل أن
يزفر بغضب من نفسه فما كان يخشاه
منذ سنوات و حاول بشتى الطرق تجنبه قد حصل...ان يضعف أمام إمرأة من جديد...
دفعها بلطف مرة أخرى من جديد لتتمدد
على الفراش ثم مد يده ليجذب الغطاء
و يدثرها به و هو يتحاشى بصعوبة النظر إليها....
إلتفت إلى الجهة الأخرى إستعدادا
المغادرة لكن يدها الرقيقة التي حطت
فوق كتفيه فجأة منعته لتصلب مكانه
خاصة بعد أن سمع صوتها الرقيق و هي تسأله بارتباك:"إنت زعلت مني...
كان صوتها ناعما مرتعشا كسنفونية
موسيقية حزينة ود لو انه باستطاعته..
الاستدارة إليها و أخذها في أحضانه
و طمئنتها بأن لا علاقة لها بما يشعر به من تخبط و ضياع ...هل يتبع قلبه مرة أخرى و
يستسلم لمشاعر الحب ام يستمع
إلى صوت عقله الذي يحذر من جديد من الوقوع في الفخ.
قفز من فوق السرير كمن لدغه عقرب
و هو يتمتم بصوت حاد :"كملي نومك...انا حطلع أطمن على عمر"....
دخل غرفة الملابس ليلتقط قميصا
مماثلا للون البنطال ثم خرج دون أن يلتفت إليها....
تبعته كاميليا بعينيها و هو يغلق باب
الغرفة وراءه لتردد بانتصار و هي تعقد قبضتيها على شكل لكمة و ترفع ذراعيها إلى الأعلى :"yes, yes, yes
مسحت دموعها و هي ترسم إبتسامة مرحة
على وجهها قبل أن تذكر آخر كلامه لتتمتم :" عمر عمر داه؟ يكونش عمر بتاع هبة.... انا أنزل اشوف فتحية إذاعة الفيلا اكيد عندها آخر الأخبار ؟؟
تعثرت بالاغطية لتقع على السرير مرة
أخرى لتضم شفتيها بحنق لذيذ ثم نهضت مرة أخرى متجهة إلى الاسفل وهي تمشي على
أطراف أصابها.
وصلت إلى المطبخ لتجد فتحية و
زينب تجلسان حول الطاولة تعدان أطباق السلطة للعشاء فيما كانت خديجة بجانب الموقد.
ضيقت عينيها بطريقة شبيهة
للمخبرين قبل أن تقترب من الفتاتين التين كانتا تتهامسان بخفوت....
جلست على الكرسي بجانبهما فجأة
لتتصرخا بفزع من رؤيتها.
زينب و هي تضع يدها على قلبها:"إيه يا كاميليا هانم
خضيتينا في إيه جاية تتسحبي زي الحرامية...".
مدت كاميليا يدها لتأخذ قطعة طماطم
و تأكلها و هي تتكلم:"كملوا كلامكم يلا....
تظاهرت فتحية بالانشغال بعملها و
هي تجيبها بتلعثم:" كلام إيه يا هانم إحنا مكناش بنقول حاجة
كنا بنتكلم على العشا بس....
همهمت كاميليا بعدم إقتناع و هي
توجه نحوهما السكين بطريقة مسرحية :"إيه حكاية الضيوف اللي كنتوا بتتكلموا عليهم دول....
حاولت الفتاتين التملص من سؤالها
لكنها كانت مصرة حتى تعرف.
فتحية بيأس:" داه البشمهندس عمر صاحب
شاهين بيه بيقولوا جايب معاه بنت كده....الظاهر إنها مهمة جدا بالنسبة له عشان نزل
خدلها الاكل و كمان شنطة هدومها الظاهر إنها حتطول هنا....
وضعت كاميليا السكين على الطاولة
ثم إنحنت بجسدها لتصل إليهما و هي
تضع ساقها على الكرسي ثم قالت:"حتطول هنا؟؟؟ طب إنتم مش عارفين إسمها إيه و شكلها إزاي... ؟؟
زينب بنفي:لا يا هانم محدش شاف
وشها أصل عمر بيه كان حاصنها جامد و مغطي شكلها كله.....
حكت كاميليا رأسها بتفكير و قد شغلها
معرفة هوية هذه الفتاة التي أحضرها حبيب صديقتها إلى الفيلا...
قاطع إجتماعهم المهم دخول شاهين
المطبخ كثور هائج...عيناه حمراء بغضب و هو يجوب المطبخ يبحث عن شيئ ما..
وقفت الفتيات بفزع من أماكنهن ليقفن
مكانهن و هن يحنين رؤوسهن بطاعة....
كانت كاميليا متسمرة في مكانها على الكرسي
و هي تشاهد ما سيحصل بعينين
فزعتين و هي تتسائل عن سبب غضبه المفاجئ
فهي منذ دقائق قد تركته بمزاج جيد....
رمق شاهين فتحية بنظرات قاتلة قبل
أن يشير إليها بإصبعه قائلا بغطرسة:"إنت... ورايا على المكتب....
حول نظراته إلى كاميليا التي كانت تحدق
بعينيها كالبلهاء ليشير إليها هي الأخرى :" و إنت إطلعي فوق...
اومأت له برأسها عدة مرات قبل أن تقفز من
الكرسي بخفة و تتوجه إلى الخارج هربا منه....
داخل المكتب...
دخلت فتحية المكتب بخطوات متعثرة و
قلبها يكاد يسقط مكانه من شدة الرعب....
طوال الطريق من المطبخ إلى المكتب
و هي تتسائل مالذي فعلته حتى تثير غضبه
بهذا الشكل... فتحت الباب و دخلت ثم أغلقته ورائها.
و هي ترفع رأيها ببطء تبحث عن رب عملها
بخفية، صرخت بقوة ثم إنحنت برأسها بسرعة بعد
أن تفاجأت بشيئ أسود يطير ناحيتها ليترتطم
بالحائط و يسقط أرضا ليتهشم إلى مئات القطع..
دققت النظر لتجد بقايا حاسوب مهشم
كان قد رماه شاهين ناحيتها في إحدى نوبات غضبه...
و هو يصرخ :"انا كام مرة نبهت عليكي
عشان تمسكي لسانك و تبطلي كلام في اللي ملكيش
فيه ها.....
كام مرة قالها بصياح أعلى ثم أكمل... بقى حتة خدامة زيك حتدخل نفسها في شؤون أسيادها".
إنكمشت فتحية على نفسها خوفا من هيئته
المرعبة قبل أن تتمتم برجاء :"يا بيه.... انا مش فاهمة إنت بتتكلم على إيه".
ضرب شاهين سطح مكتبه لتصمت
فتحية و هي تراقب ما يفعله بصمت عندما فتح الدرج و جذب حاسوبا آخر ليفتحه
و يضرب
أزراره عدة مرات قبل أن يوجهه لها لتظهر صورتها مع كاميليا تتحدثان صباحا....
شهقت المسكينة بفزع بعد أن فهمت
ما يرمي إليه لتبدأ بتلاوة الشهادتين في سرها.
ابعد الجهاز من أمامه ثم جلس و
.
هو يأخذ عدة أنفاس متلاحقة قبل
أن يردف بسخرية:"بقى إنت بتنصحي مراتي إنها تغريني عشان توصل للي هي عاوزاه و تتحكم فيا...
قاطعته فتحية و هي تنفي برأسها بخوف:" لا يا بيه مش قصد...
إخرسي "صرخ بها و هو يكمل كلامه
بهدوء :" مممممم بس تعرفي عجبتني الفكرة...فتحية هو إنت بقالك أد إيه بتشتغلي هنا؟؟؟
:"خمس س... سنين يا بيه ".
أجابته و هي تبتلع ريقها بصعوبة....
:" خمس سنين طب كويس... يعني عارفة إني بعاقب أي حد يغلط فيا.....
قالها ببرود و هو يقلب بعض الأوراق في يديه...
يا بيه و الله مش قصدي إحنا بس كنا بندردش..... و الله مكانش قصدي حاجة
أجابته بتلعثم...
نظر لها قليلا قبل أن يتكلم و هو يستدير من حول المكتب و يجلس على الاريكة بأريحية....
:"و إنت بقى مين عشان تدردشي مع
الهانم ها... إنت بتشتغلي هتا يعني
مهمتك تعملي شغلك و بس مش تقعدي
. تدردشي.... و على فكرة دي مش
أول مرة و انا نبهت عليكي كثير بس إنت الظاهر من النوع اللي بيفهم بالكلام....
إنحنت فتحية تحت قدميه و هي
تشهق بالبكاء و تستعطفه:" ارجوك يا بيه و سامحني المرة دي آخر مرة...
أشار لها بأن تقف...لتبتعد فتحية و
هي ترجو داخلها ان يسامحها فهي ضعيفة و غير قادرة على مجابهة غضبه....
أشعل شاهين إحدى سجائره الفاخرة ثم
بدأ بتدخينها بتلذذ.... تحت أنظار فتحية التي كانت تقف مكانها بصعوبة يكاد يغمى عليها من الخوف.....
نظر إليها أخيرا برهة من الزمن و كأنه يفكر في شيئ ما قبل أن يتحدث :" عاوزاني أسامحك و أديكي فرصة ثانية......
اومأت له الأخرى و هي تمسح دموعها بيديها... ليتابع :" يبقى تعملي كل اللي بقلك عليه بالحرف الواحد.... و إياكي تغلطي او تنسي كلمة من اللي انا حقلك عليه....
أشار لها بسبابته بتحذير و هو يقف من مكانه مكملا :"و متنسيش إننا حكون بتفرج عليكي.. يعني حبقى عارف كل اللي إنت بتعمليه... ".
اومأت المسكينة بطاعة مرة أخرى و هي لاتكاد تصدق نجاتها.... حمدت الله في سرها قبل أن تستعيد تركيزها لتفهم ما يقوله لها.
_____________________
في الغرفة الأخرى...
إستلقت هبة بتعب على السرير
و هي تسترجع أحداث اليوم الصعب الذي مر عليها لتنهمر دموعها بصمت... إنتبهت لدخول
عمر الذي توجه مباشرة إلى الخزانة الكبيرة ليخرج بعض من ملابسه...
مسحت هبه دموعها بسرعة ثم تنحنحت
حتى ينتبه لها و بالفعل ترك عمر الملابس من يده ثم إلتفت إليها و علي وجهه إبتسامة مرحة
ليقول :"إنت لسه صاحية؟؟ إفتكرتك نمتي...
تجلست هبة مكانها و هي تضع يدها على رأسها بألم قائلة :" عندي صداع و مقدرتش أنام...
سارع إليها عمر و هو يتفحصها بلهفة...
وضع يده على جبينها ليتأكد من
حرارتها قبل أن يقول بنبرة عتاب:"مفيش حرارة الحمد لله...مصدعة عشان عيطتي كثير انا حجيبلك مسكن
و حتبقي كويسة ".
أمسكته هبة من يده تمنعه من الوقوف و
هي تقول بصوت ضعيف من الالم :" مفيش داعي مش بحب الأدوية.. شوية و الصداع حيروح لوحده".
ضمها عمر إليه و هو يهمس:"متقلقنيش
عليكي يا حبيبتي.. إنت مش عارفة انا ببقى عامل إزاي و انا شايفك حزينة كده.. انا لسه لحد
دلوقتي بلوم نفسي إني سكتت و معملتش حاجة لما ابوكي مد إيده عليكي و ضربك..و نادم
كمان عشان مخطفتكيش من زمان من سبع سنين... انا كل مرة بقعد لوحدي و بفكر في العذاب
اللي إنت عشتيه بسببي بكره نفسي...و دلوقتي عاوز
أعمل كل حاجة عشان اكفر عن ذنبي داه... "
رفعت هبة عينيها الدامعتين نحوه ترمقه
بنظرات خائفة و هي تقول :" يعني إنت
تجوزتني عشان كده عشان حاسس بالذنب.. "
فلتت من بين شفتيه ضحكة مرحة على
مظهرها الطفولي بوجهها الأحمر و عينيها الدامعتين
و هي تنظر له بوداعة هكذا ليمسك عمر نفسه بصعوبة على إلتهامها....
:"انا تجوزتك عشان بحبك...و محبتش
غيرك في حياتي لا قبلك و لا بعدك...المعلومة
دي خزنيها كويس في دماغك الحلوة دي
و حتى لو مخزنتيهاش انا حفضل اقولهالك
على طول....و إفهمي إن انا دلوقتي اسعد راجل في الدنيا عشان بقيتي مراتي و في حضني....
نظر لها و هو يلاعب حاجبيه بتسلية لتنزل
هبة رأسها بخجل...قهقه عمر بخفة و هو يحتضنها
بقوة غير مصدق لوجودها معه...
تنهد طويلا قبل أن يباشر في الحديث و هو
مازال يحتفظ بها بين أحضانه :"عارفة الأوضة
دي بتاعتي...لما بتضايق من البيت أو اتشد في
الشغل مع شاهين ببات هنا...كنت بحلم بيكي
كل ليلة و انت معايا و في حضني...و بتخيلك بتحكيلي عملتي إيه في المدرسة".
نظر لها قليلا ثم إستأنف حديثه مجددا:"عارفة انا
اللي السنة اللي فاتت كنت فاكرك لسه في المدرسة ".
إبتسمت هبة ثم إبتعدت عنه قليلا قائلة:" طيب ليه
مدورتش عليا قبل كده... يعني اقصد انه لو
متقابلناش صدفة هنا انت مكنتش حتلاقيني....
عمر بنفي:"انا رجعت مصر بقالي شهور قليلة بس
كنت ناوي فعلا ادور عليكي و في نفس الوقت كنت
متردد كنت خايف الاقيكي تجوزتي...مكنتش حتقبل
داه بس لما لقيتك وعدت نفسي إني مش حسيبك
ثاني مهما حصل... هبة أنا زمان سيبتك عشان كنتي
صغيرة و في فترة مراهقة و مكنتيش واعية و
متأكدة من حبك ليا و انا كنت خايف اكون بظلمك
معايا...بس خلاص دلوقتي خلينا ننسى كل اللي فات
و نفتكر بس إننا و إنت مع بعض و بإذن الله كل المشاكل حتتحل ".
______________________________
تربعت كامليا فوق الفراش و هي تقضم أصابعها من
شدة التوتر... تمتمت بخوف و هي تتخيل حالة
فتحية اما ذلك الشيطان :" يا لهوي..داه مش بعيد
يقتلها بس هي... هي عملت إيه أنا مش فاهمة.... لالا
اكيد لسانها المتبري منها هو السبب، مبتعرفش
تسكت و يمكن سمعها و هي بتتكلم في حاجة...
يوووه انا حطق هنا عاوزة أعرف...
إبتلعت ريقها بصعوبه و هي تعتدل في جلستها بعد
أن سمعت صوت باب الغرفة يفتح....
اطل من ورائه شاهين بهيبته المعتادة التي تلقي في
نفسها الذعر، لمحت إبتسامته المخيفة مرتسمة على
شفتيه اللعوبتين لتشعر بوجود خطب ما جلس على
حافة السرير قريبا منها و هو مازال ينظر لها بنظرات
غامضة،شعرت به يتفحص جسدها بوقاحة لتنكمش
كامليا على نفسها و هي تتراجع إلى الخلف ببطئ
ظنا من انه لن يشعر بها....
أشار لها بكفه ان تتوقف عن التحرك و هو يقول
بصوت حازم:"يعني كنتي بتنفذي تعليمات الخدامة
و بتحاولي تغريني....
شهقت كاميليا غير مصدقة لما تسمعه منه.. يا إلهي
هل يوجد شيئ لا يعلمه هذا الرجل... نفت برأسها و
قد بدأت الدموع تتجمع في عينيها و هي تحدق به، كانت عينيه تلمعان بوميض حزن سرعان ما أخفاه
لتيحدث من جديد متجاهلا فزعها :" طيب مكملتيش
ليه داه انا حتى... قربت اصدقك و أصدق دموع التماسيح بتاعتك".
إندفعت كاميليا قائلة تنفي إتهاماته :"الحكاية مش كده صدقني... أما بس كنت خايفة منك...
شاهين بعدم تصديق :" طيب...أدخلي الأوضة
حتلاقي فستان فوق الكرسي إلبسيه و تعالي... ".
بعد نصف ساعة داخل غرفة الملابس وقفت كاميليا
مقابل المرآة الكبيرة تطالع نفسها بتقزز من هيأتها
المختلفة.... شعرت بغصة في حلقها و هي تشعر
بضعفها و عجزها للمرة الالف و هي تنفذ أوامره كجارية...
أولم يقل لها من قبل انها هنا فقط لتلبية رغباته.
إكتفت بوضع ملمع شفاه على شفتيها ثم إستدارت لتجد شاهين يقف مستندا على باب الغرفة ينظر لها بذهول.
غمغم بعدة كلمات خافتة قبل أن يتقدم نحوها و
عيناه تتفرسان تفاصيلها بإعجاب.
بدت رائعة، مثيرة بل فتنة تمشي على وجه الارض
حتى أنه لم يستطع إزاحة عينيه من عليها و لو
لحظة.
حورية نزلت إليه من السماء لم يتوقع ان تكون بهذا الجمال و هو يختار لها الفستان الذي صمم لها
خصيصا...
بلونه الأزرق الناعم المائل إلى البنفسجي الخفيف
إنسدل على جسدها ليرسم منحنياته بإغراء....
تصميمه العاري من أعلى ليبين كامل ذراعيها و عنقها
و جزء من صدرها و بفتحة طويلة على ساقها لتبرز جمال ساقيها البيضاوتين....
إنحنى ليلثم عنقها بنعومة قبل أن يبتعد عنه قليلا
ليتأمل جمالها الذي أظهره هذا الثوب بسخاء.
أحاط وجهها بكفيه حتى إختلطت أنفاسها الخائفة
بأنفاسه الراغبة ليهمس بصوت ثقيل :"كل الجمال داه ليا لوحدي...ملاكي".
أنزل يده اليمنى إلى خصرها لتطوقه و يجذبها نحوه بتملك لي بق على شفتيها بقبلة عنيفة مؤلمة كادت ان تفقد كاميليا أنفاسها ليبتعد عنها و هو يسند جسدها المرتخي قائلا بهمس محذر:"مش حسمح لحد انه يشوف جمالك داه غيري و لا حسمحلك إنك تبصي لحد غيري.. إنت بتاعتي أنا و ملكي أنا لوحدي".
👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇 الشيطان شاهين › الفصل الثالث و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
إستيقظت ليليان على صوت منبه هاتفها...
أغلقته بسرعة ثم تجلست في سريرها تنظر
إلى الجهة الأخرى من الفراش لتجدها فارغة...
لوت ثغرها باستهزاء و كأنها كانت تتوقع حدوث
ذلك. مطت ذراعيها و هي تتثاءب بكسل
متتمتة:"أصبحنا و أصبح الملك لله..
ربنا يعدي اليوم داه على خير".
قامت من مكانها لتقوم بروتينها اليومي
و تنزل إلى الاسفل لتجد بقية العائلة متحلقة
على طاولة الفطور ألقت عليهم التحية ثم قبلت رأس
عمها قبل أن تجلس مكانها....
كريمان بتساؤل بعد أن لاحظت تأخر أيهم في
النزول:" هو أيهم لسه نايم و إلا إيه؟ ".
ليليان و هي تترشف قهوتها:"لا يا طنط... هو أصلا
مش بايت هنا إمبارح".
كاريمان بدهشة :"مش هنا؟؟ أمال فين؟؟
ليليان بنفس البرود:" مش عارفة قال إن عنده شغل
متأخر...و فضل في المستشفى عشان يكمله و
إمبارح لما كلمته قلي إنه حييجي متأخر بس
مجاش".
حدقت بها كاريمان بعدم رضا ليقاطعهم محمد
قائلا :"يا ماما أيهم مش صغير و بعدين ماهو
ياما بات برا البيت يا إما في المستشفى
و إما مع أصحابه "..
كاريمان بتلميح:" زمان مكانش متجوز يعني مكانش
عنده حد يرجع علشانه .. بس دلوقتي
الأمر إختلف و متنساش إن هو لسه عريس
مكملتش شهر يعني إيه اللي حيخليه يبات برا بيته
مثلا ".
تأففت ليليان بصوت مرتفع و هي ترمي
المنديل على الطاولة بعد أن فقدت أعصابها
و صبرها من تلميحات زوجة عمها في كل
جلسة :" و الله يا مرات عمي داه إبنك و إنت أدرى
بطباعه فلما يروح الليلة إن شاء الله إبقي إسأليه ".
وقفت من مكانها و هي تكمل :" عن إذنكم انا رايحة
المستشفى عشان تأخرت".
خرجت ليليان من الفيلا تاركة العائلة تتحاور في
مابينها بعضهم يلوم كاريمان على تغيرها مع ليليان
منذ زواجها و بعضهم يذكرها بتصرفات أيهم الغريبة
قبل أن يتفرق كل واحد منهم إلى وجهته.
وصلت ليليان إلى المستشفى و هي في قمة الغضب
ألا يكفيها ما تعانيه من الابن حتى يأتي دور الام.
ألقت حقيبتها فوق مكتبها بإهمال ثم رفعت سماعة
الهاتف لتطلب قهوة لها.
دخلت عليها أمنية دون أن تطرق الباب و هي
تقول بصوت لاهث:"صباح الخير يا لولو مالك... كنت
بنده عليكي من أول مادخلتي باب المستشفى بس
مسمعتنيش".
ليليان :"صباح الخير... سوري أصلي جاية من البيت
مش شايفة قدامي....
أمنية و هي تجلس على الكرسي:" إيه مالك حصل
إيه؟؟؟
أسندت ليليان ظهرها على كرسيها بتعب قبل أن تتكلم:" كالعادة طنط كاريمان و إبنها ".
تأففت أمنية من سيرتهما و هي تجيبها:" هي مرات
عمك دي مالها إتقلبت مرة واحدة كده مش كانت
بتحبك و بتعتبرك زي بنتها؟؟ ".
ليليان بملل:" داه كان زمان قبل أن ابقى مرات إبنها
العزيزة اللي لازم تهتم بالبيه و تعامله معاملة الأسياد
و متزعلوش حتى لو على حساب كرامتها و
مشاعرها".
همهت أمنية قليلا قبل أن تجيبها :"ربنا يكون في
عونك يا لولو...مش عارفة حكايتك دي حترسي على
فين... انا أنصحك إنك تحكي لعمك على كل حاجة
و هو اكيد حيتكلم معاه يمكن يغير معاملته ليكي
شوية ".
ليليان بنفي:" مستحيل... انا طبعا مقدرش أقول لعمي
على حاجات زي دي و بعدين لو كنت عاوزة أقله
كنت قلتله من زمان من قبل ماتجوز... يمكن ساعتها
كنت أقدر اتخلص من أيهم و لو إن داه إحتمال
ضعيف... انا عارفة أيهم و عمايله و مفيش حاجة
حطها في دماغه إلا و وصلها... انا خلاص إنتهيت
و رضيت بقدري انا اللي مضايقيني حاجة واحدة بس
مرات عمي بقت مصتقصداني في الرايحة و الجاية
يا رتني كنت وافقت أيهم إننا نعيش في شقته على
الاقل حبقى مرتاحة انا بقيت في نظرها مذنبة و إن
أنا اللي مطفشة إبنها من البيت ".
أمنية بتأسف :" انا مش عارفة أقلك إيه يا لولو ربنا
معاكي يا حبيبتي..."
في مكتب آخر لا يبعد كثيرا عن مكتب ليليان..
طرقت هند الباب طرقات متتالية قبل أن يسمح لها
بالدخول.
إبتسمت هند و هي تلقي التحية :" صباح الخير يا
دكتور أسعد... "
أسعد بابتسامة :"صباح الخير يا دكتورة هند...
إتفضلي ".
جلست هند و هي تضع ساقها على الأخرى بأناقة قبل
أن تتحدث :" إيه أخبار الشغل يا دكتور؟".
بادلها أسعد إبتسامة عمليه قبل أن يجيب باختصار
:"كل حاجة تمام شكرا يا دكتورة".
تنحنحت هند و هي تستوي في جلستها و قد ظهر
على ملامحها بعض الاهتمام:" انا الحقيقة... كنت
عاوزة أتكلم معاك في حاجة مهمة جدا... بس
متخصش الشغل، حاجة شخصية يعني... بس أتمنى
متفهنيش غلط يا دكتور".
أسعد بهدوء :"إتفضلي يا دكتورة إتكلمي".
هند بجرأة :"انا الحقيقة سمعت شوية إشاعات
بتقول إنك معجب بالدكتورة ليليان..".
قاطعها أسعد بحدة :" من فضلك يا دكتورة...مفيش
داعي للكلام داه...داه كان ماضي و إنتهى و دلوقتي
الدكتورة ليليان متجوزة و ميصحش نتكلم عليها
بالطريقة دي ".
هند بخبث :" الواضح إنها كنت بتعزها أوي...عشان
كده مش طايق تسمع كلمة وحشة عليها... على
العموم صدقني انا كنت عاوزة مصلحتك و بس
و كمان انا فكرت كثير قبل ماجي أتكلم معاك
إنت الوحيد اللي حتقدر تنقذ الدكتورة ليليان.. داه
لو بتحبها بجد... ".
أسعد بتساؤل و قد جذبت إنتباهه بكلامها :" مالها
الدكتوره.
هند و هي تمثل شعورها بالاسف:" انا بصراحة
عرفت صدفة و بما إني ست زيها و تقريبا مريت
بنفس الظروف اللي هي فيها فأنا حسيت بيها أوي
الصراحة و صعبت عليا بالرغم من إن علاقتي بيها
عادية مجرد زملاء بس هي معروفة في المستشفى
كلها بأخلاقها و طيبتها و كل اللي هنا بيحبوها و انا
لما سمعت اللي حصل حسيت قد إيه هي مظلومة
و متستهلش كل اللي بيحصل معاها".
أسعد باندفاع و قد ضاق ذرعا بمماطلتها فهو اكثر
شخص يعلم بأخلاق ليليان :" إتكلمي يا دكتورة
و بلاش لف و دوران ".
هند بهمس:" أنا سمعت إنها وافقت تتجوز الدكتور
أيهم غصب عنها عشان عيلة عمها و إن أيهم هو اللي
هددها و أجبرها إنها توافق... داه غير حياتها اللي
تقلبت جحيم بعد الجواز.. طبعا إنت عارف أخلاقه
كويس، داه بتاع ستات و كل يوم مع واحدة شكل
داه بيخون مراته كل ليلة داه غير الضرب و الإهانة
بس المسكينة ساكتة و مش قادرة تتكلم علشان
الفضايح...".
أسعد باستغراب:" بيضربها...و بيخونها "".
هند :"أيوا و انا متأكدة من الكلام داه و لو عاوز
حخليك تشوف بعنيك... دي كل الناس عارفة أصلا".
أسعد باستدراك :"طيب إنت عاوزني أعمل إيه؟؟".
هند و هي تبخ سمها في أذنه كالافعى :"لازم تحاول
تنقذها... هي دلوقتي لوحدها و مفيش حد معاها غير
صاحبتها أمنية و دي اصلا متقدرش تعملها حاجة....
داه غير إن الدكتورة ليليان بتحبك، انا مرة كنت في
الاسانسير و سمعتهم بيتكلموا بالالغاز بس أنا
فهمتهم كانت بتقولها يا ريته كان تقدم عشان
ينقذني من العذاب اللي أنا فيه... ".
أسعد و هو يخفي حماسه :" طيب و انا حتأكد إزاي
من كلامك ده مش يمكن تكوني فهمتي غلط ".
هند بتأكيد :" لا انا حخليك تتأكد من كل كلمة انا
قلتهالك و مش بس كده انا حخليك تشوف بنفسك
بس لازم توعدني إن الكلام داه يبقى سر بينا ما إنت
عارف المستشفى...أي حاجة بيشوفوها بتنتشر
بسرعة".
أسعد بتأكيد :" إتفقنا بس ياريت بسرعة عشان لو
الكلام اللي إنت بتقوليه داه صحيح يبقى ليليان
في خطر.. أقصد الدكتورة ليليان ".
هند بخبث :" طبعا يا دكتور أسعد انا حاكدلك صدق
كلامي في أسرع وقت و لو مش النهاردة يبقى
بكرة".
________________________________________
في فيلا الألفي.....
إستيقظت هبة من نومها على على لمسات حانية
لتبتسم تلقائيا قبل أن تفتح عينيها لتجد عمر أمامها
يمسك بوردة حمراء و يمررها على وجهها بنعومة.
" صباح الورد و الفل و الياسمين على أجمل عيون
شفتها في حياتي".
نبس عمر بنبرة حب قبل أن ينحني ليقبل شفتيها
قبلة رقيقة.
صباح النور ". ردت هبة بخجل و هي تستقيم في
جلستها.
عمر بابتسامة :" يلا قومي غيري هدومك عشان ننزل
نفطر تحت... طنط ثريا متحمسة جدا عشان
تشوفك".
هبة بخجل و هي تزيح الغطاء من فوقها :"حاضر
خمس دقائق بس...
إتجهت نحو الخزانة لتختار بعضا من ملابسها قبل أن
تدخل إلى الحمام تحت نظرات عمر العاشقة.
بعد دقائق عديدة خرجت لتجد الغرفة فارغة، جلست
على السرير و هي تفكر في ما ستفعله قبل أن تستمع
إلى صوت عمر قادما من الشرفة.
وقفت من مكانها لتذهب إليه ليتجده يتكلم على
الهاتف... نظرت أمامها بانبهار نحو الحديقة الغناء
التي كانت تمتد أمامها لاميال ....
أحس عمر بقدومها لينهي مكالمته بسرعة ثم إلتف
إليها ليجدها في عالم آخر تنظر أمامها و تبدو مستمتعة جدا بما تراه.
إحتضنها بخفة و هو يقبل رأسها قائلا :"عجبتك؟؟
هبة بلهفة:" جدا...المنظر من هنا تحفة طبيعة و هواء
نقي يا ريت نقدر نفضل هنا على طول ".
ضحك عمر عليها قبل أن يقول :" طب و بيتنا مين
حيسكن فيه...".
هبة بلهفة:" فيه جنينة؟ ".
عمر بحب:" أيوا جنينة كبيرة قد دي عشانك... ".
لفت هبة ذراعه حوله تحتضنه بحب قائلة :" بجد.. انا
طول عمري بحلم إني أعيش في بيت فيه جنينة ".
عمر :" إنت أحلامك أوامر يا حبيبتي.".
هبة بخجل :"انا مش حطلب منك حاجة ثانية... ".
عمر مقاطعا:". تؤ مش تطلبي إنت تأمري... يلا
دلوقتي ننزل علشان زمانهم مستينيا".
في الأسفل على طاولة الإفطار جلست هبة بجانب
عمر بعد أن سلمت على ثريا التي سعدت كثيرا
برؤيتها....
ثريا بسعادة :" مراتك زي القمر...يا عمر عرفت
تختار ".
عمر بضحك و هو ينظر لهبة:" طبعا يا طنط انا طول
عمري ذوقي حلو ".
ثريا بابتسامة :" ربنا يسعدك يا حبيبي إنت تستاهل
كل خير، يلا تفضلوا و إلا العروسة مش عاجبها
الفطار لو عاوزة حاجة معينة قوليلي و انا حخلي
فتحية تعملهالك ".
هبة بخجل :" لا طنط مفيش داعي...".
إرتشفت قهوتها بارتباك من نظرات عمر المتفحصة لها
فهو تقريبا لا يكاد يزيح عينيه من عليها طوال
الوقت.
إستغرب عمر من عدم وجود شاهين و زوجته ليسال
خالته قائلا :" هو شاهين فين يا طنط...مش ناوي
يفطر معانا و إلا....توقف قليلا قبل أن يكمل بجرأة
بيفطر فوق يا بخته عريس".
ثريا بضحكة :"و الله مش عارفة يا ابني اصل بعد
بعد جوازه نادرا ما بيفطر معانا..".
صباح الخير ". هتفت زينب و على وجهها إبتسامة
و هي تمسك بيد فادي الذي إرتمى في أحضان عمر
الذي إلتقفه بمرح قائلا :"صباح الخير يا بطل...
فادي ببراءة و هو يحتضن عمر :" صباح الخير يا
أنكل... وحشتني اوي ".
قبله عمر من خده المكتنز و هو يجيبه :" و انت كمان
وحشتني جدا جدا جدا.... أخبارك إيه بطل و عامل
إيه في المدرسة.
أجلسه عمر بجانبه على كرسيه الصغير ليقول
فادي :"انا مش بروح المدرسة انا بروح الحضانة يا
أنكل ".
عمر بضحك :"معلش نسيت... يا أستاذ فادي إيه
أخبار الحضانة ".
فادي :" كويسة انا بقيت شاطر في الرسم و بقيت
بعرف ارسم سفينة في البحر و كمان برسم سمكة
كبيرة بتبقى تحت السفينة...".
عمر بتشجيع :"برافو يا بطل و انا حبقى أجيبلك
أدوات رسم كثير بس بشرط توريني كل الرسمات
إلى إنت رسمتها ".
فادي بفرح:" حاضر يا أنكل...انا بعد الفطار حجيبلك
كل الرسمات أصل مامي حطاهم كلهم مع بعض
في المرسم بتاعنا... ".
عمر باستغراب :" مامي... ".
فادي ببراءة :"أيوا مامي كاميليا هي حطاهم في
المرسم".
نظرت هبة لعمر باستغراب غير مصدقة لما تسمعه
إذن هذا هو فادي الصغير الذي لا طالما سمعت عنه
من كاميليا.
تحدثت ثريا لتدد حيرتهم التي ظهرت جليا على وجه
عمر :" أصل فادي بيحب يناديها مامي...".
إرتخت ملامح عمر و هو يربت على رأس فادي
بحب... أما هبة فكانت ترمقه بعدم إرتياح لمعرفتها
بما عانته صديقتها بسبب هذا الصغير... رغم انه
لا ذنب له في كل ما حصل لها.
___________________________________
في الأعلى... في جناح شاهين.
وقفت كاميليا من السرير بصعوبة و هي تلف الغطاء
على جسدها العاري... إلتفتت إلى الجهة الأخرى من
السرير لتلمح شاهين نائما بسلام...
رمقته بكره قبل أن تتجة إلى الحمام بخطوات حذرة
مخافة ان توقضه...
تركت الغطاء على الأرضية لتدخل تحت الصنبور...
لتختلط المياه بدموعها و هي تتذكر ليلة البارحة.
ليلة أخرى تنتهي بانتهاكها دون رحمة او شفقة
ليلة أخرى تروي ضعفها و إستسلامها أمام جبروته
ليلة أخرى تؤكد لها مدى وحشية زوجها و قسوته
فكرت جسدها جيدا تزيل لمساته المقرفة من عليها...
تذكرت همساته المتلهفة لها و تغزله بجمالها و
روعتها بين يديه دون إهتمام بما تشعر به.
إلى متى ستظل ضعيفة خاضعة تطيعه في كل ما
يأمرها به و كأنها دمية يحركها كما يشاء، هل
ستمضي حياتها هكذا و هي تموت ببطئ يوما بعد
يوم.. ماذا ستفعل و من سيساعدها على التخلص
من عذابها، ليس لها أحد سوى عائلتها العاجزة
حتى على زيارتها.
اغلقت صنبور المياه ثم أخذت منشفة كبيرة قاتمة
اللون كأيام حياتها لتلفها على جسدها الأبيض الذي
تزينه كدمات ملونة.
فتحت باب الحمام و خرجت... وجدت شاهين يقف
أمام التسريحة كان يرتدي ملابسه و يمسك بقنينة
عطر.
إبتسم و هو يتفرس جسدها المغطى بمنشفة قصيرة
قبل أن يقترب منها... إنحنى ليقبل كتفها العاري
محيطا خصرها بذراعيه.
تشبثت كاميليا بالمنشفة و هي تقول بتوتر:"صباح
الخير".
شاهين بصوت أجش:"صباح الجمال... ادخلي غيري
هدومك حتلاقي فستان إلبسيه عشان ننزل ".
أومأت له كاميليا و هي تخفي ضيقها من لمساته
و تتجه إلى داخل غرفة الملابس.
وجدت فستانا شتويا يتكون من قطعتين و معهما
حزام جلدي أسود إرتدته كاميليا على عجل ثم
خرجت لتجد شاهين يجلس على طرف السرير
يعمل على حاسوبه
رفع رأسه ليجدها تتجه نحو التسريحة.. أخذت
المشط لتمرره على خصلات شعرها الحريرية.
تأملها شاهين بإعجاب لم يعد يخفيه لم يشعر بنفسه
إلا و هو يقترب منها ليحتضنها من الخلف و يضع
ذقنه على كتفها و هو ينظر إلى صورتهما معا
في المرآة.... تصنمت كاميليا مكانها بعد أن وضعت
المشط على الطاولة دون أن ترفع عينيها نحوه....
فهي قد تعودت مؤخرا على تصرفاته الغريبة.
طال سكوتهما و هما يقفان في نفس الوضعية
و شاهين لا يفعل شيئا سوى تأملها، تنهد قليلا قبل
ان يتحدث :"عندنا ضيوف... عمر و مراته تعالي ننزل
عشان تسلمي عليهم".
كاميليا و قد غلبها فضولها:"هو الاستاذ عمر تجوز
إمتى؟؟".
شاهين و هو يزيح شعرها ليقبل عنقها :"تجوز إمبارح
... قبلة أخرى :" هبة صاحبتك.... و هما دلوقتي
هنا ".
شهقت كاميليا بتعجب و هي لا تكاد تستوعب كلامه
لتردد:"هبة...هبة تجوزت ؟
اطرقت رأسها بحزن و هي تتخيل ان صديقتها
قد تزوجت و لم تحضر زفافها...هي لم تسمع صوتها
او تراها منذ حوالي اسبوعين..منذ زواجها.
جذبها شاهين من خصرها لتمشي معه إلى خارج
الغرفة بصمت عكس ضجيج عقلها الذي يصور
لها عدة أفكار متى و كيف تزوجت؟؟ هل فاتها شيئ
آخر غير زواج صديقتها بينما هي قابعة في هذا
السجن الإجباري.
وصلوا للأسفل لتبتعد عنه كاميليا ما إن رأت هبة
تنظر إليها.. مما أثار حنق شاهين.
إحتضنت صديقتها باشتياق و هي تشعر و كأنها
لم ترها منذ سنوات مما أثار دهشة هبة عندما
إبتعدت لتجدها تبكي.
سلمت على عمر قبل أن تجلس بجانب شاهين
على الطاولة بعد أن سحبها من أحضان هبة بصعوبة.
تداركت كاميليا نفسها بصعوبة و هي تمسح دموعها
بسرعة حتى لا تنهار أمام الجميع متمتمة بأسف :"انا
آسفة اصل هبة وحشاني جدا و هي تعتبر صحبتي
الوحيدة".
شاهين و هو يحدث عمر :" قررت إيه بخصوص
اللي حصل".
عمر بثقة:"قررنا إننا نعمل الفرح يوم الخميس فميش
داعي للتأجيل".
أنصتت لهما كاميليا باهتمام و هي تنظر لهبة التي
كانت تطئطئ رأسها بخجل،شعرت بالسعادة لأجل
صديقتها فهي أخيرا سوف تحقق حلمها و تتزوج من
الرجل الذي طالما أحبته،و فرحت أيضا بأنها لازلت
لم تقم حفل زفاف علها تحضره لنتمكن من رؤية
عائلتها.
إنتهى الجميع من تناول طعام الإفطار ثم قرروا
الجلوس في الحديقة للإستمتاع بأشعة الشمس
رغم تردد كاميليا و رفضها.
توقفت كاميليا عن السير عند عتبة باب الفيلا الخلفي
لتهمس لشاهين الذي توقف إلى جانبها :"انا مش
عاوزة أخرج برا انا حاخذ فادي و نطلع فوق نلعب
مع بعض".
وضع شاهين يده على ظهرها ليدفعها بلطف لتستأنف
سيرها بخطوات مترددة و هو يقول بأمر :"حنقعد
شوية و بعدين لو عاوزة إطلعي".
اومأت له كاميليا و هي تخفي فرحتها بالتخلص
اخيرا من سجنها و لو لوقت قصير.
جلسوا جميعا على تلك الكراسي البيضاء التي في
الحديقة لتتذكر كاميليا ذلك اليوم الذي تعرضت فيه
للعقاب بسبب خروجها إلى الحديقة دون إذن.
إستيقظت من شرودها لتسمع عمر يقول بحماس
:"يا ريت أهو نغير جو على الاقل... انا أصلا بقالي
كثير مرحتش المزرعة و كمان عاوز هبة تشوف
اللايغرز".
إبتسمت هبة و هي تنظر لكامليا و كأنها تذكرها
بزيارتها لتلك المزرعة لتبادلها نظرات حانقة فهي
طبعا لا تريد العودة هناك لكنها ستتمكن على الاقل
من الخروج من الفيلا.
شاهين و هو يجيب عمر :" تمام...جهز كل حاجة
عشان بكره حنروح كلنا و معانا ماما و فادي.. هي
اكيد حترفض بس انا ححاول أقنعها".
أومأ له عمر و هو يحتضن هبة بحب قائلا بحماس :"
حتتبسطي اوي هناك مش إنت بتحبي الطبيعة
هناك بقى في حيوانات كثير و طيور... حتشوفي
بلاك الحصان بتاعي.... ".
ظل يحدثها بحماس عن المزرعة و عن ماسيفعلانه
هناك لتبتسم كاميليا دون شعور منها و هي تتخيل
كم كانت ستكون سعيدة لو أن شاهين كان مثل عمر.
شعرت بذراع شاهين تلتف حولها لتنكمش ملامحها
بحنق و كأنه بهذه الحركة يذكرها بوجوده حتى في
أحلامها...قربها منه لتصبح ملاصقة له ليهمس
في أذنها بمكر:"حلوين مع بعض صح...اومأت له بنعم
ليستأتف همسه مرة أخرى :" ياريت كنا زيهم... بنحب
بعض ".
نظرت له كاميليا بخوف لكلامه الغريب و كأنه يقرأ
أفكارها ليقابلها بابتسامة متلاعبة قبل أن يكمل :"
بس للاسف انا مش عمر و إنت مش هبة... و لو إنها
بتشبهك شوية انا اصلا لسه مش فاهم عمر حب
فيها إيه...".
أغمضت عينيها بقوة قبل أن تعيد فتحهما من جديد
و هي تشعر بغصة كبيرة في حلقها...
إبتسمت رغما عنها عندما وجدت هبة و عمر ينظران
إليهما،بعد قضاء وقت طويل من الأحاديث الجانبية
إستأذن عمر ليأخذ هبة إلى غرفتها لترتاح قليلا و
تجهز حقيبتها للذهاب إلى المزرعة غدا.
شعرت كاميليا بعدم الراحة لبقائها لوحدها مع شاهين
في الحديقة لتطلب منه الدخول...تجاهلها و هو
هاتفه ليبعث بعض الرسائل تخص العمل عبر بريده
الإلكتروني، وقفت من مكانها إستعداد للمغادرة و
تفاجأت بيد شاهين تسحبها بقوة و توقعها فوق
ساقيه... صرخت بفزع و هي تظن بأنها ستقع أرضا
لتجد نفسها في أحضانه...و لم تشعر بنفسها إلا
تدفعه على صدره بقوة محاولة الوقوف من مكانها و
الهرب بعيدا عنه، ثبت شاهين جسدها بسهولة
و هو يضحك عليها لترمقه هي بكره و هي تتمتم :"
فاكر نفسك بتتسلى ها... إنت ليه كده".
عقد حاحبيه باستغراب و هو هو يسالها مدعيا
البراءة كده إزاي يعني؟؟ مش فاهم ".
حركت كاميليا رأسها لتزيح خصلات شعرها
التي سقطت على وجهها و هي تقول بنفاذ صبر :"
مفيش حاجة انا عاوزة اروح اوضتي تعبت و عاوزة
ارتاح".
حرك شاهين انامله على وجهها ليزيح خصلات شعرها
التي فشلت في إزاحتها بسبب تقييده بيديها
الاثنتين... رمقها بنظرات غامضة قبل أن يتحدث
بصوت مشاكس :" إنت لسه تعبانة من إمبارح...
غمزها بوقاحة لتتسع عيني كاميليا بدهشة
من كلامه خاصة عندما اكمل :"معاكي حق إنت تعبتي
جدا و لازم ترتاحي ".
نفخت اوداجها بغضب قبل أن تتمتم بهمس :" قليل
الأدب ااه ".
صرخت بألم عندما شعرت به يضغط على خصرها و
يقول بصوت محذر:" إوعي تتجاوزي حدودك معايا
المرة الجاية ادفنك مكانك".
كاميليا بتحدي :" ياريت تقتلني و تريحني بدل
العذاب اللي انا عايشاه ده.... انا بجد زهقت و معتش
قادرة اتحملك اكثر".
شاهين ببرود :" لا إتحملي عشان قعدتك هنا حتطول
كثير".
رمقته بغضب ليبتسم هو على ملامحها اللذيذة ليزداد
حنقها و هي تتململ في أحضانه محاولة التخلص
منه... توقفت فجأة عن التحرك لتسأله :" إنت عاوز
مني إيه و مستحمليني جنبك رغم كرهك ليا ليه؟؟
ممكن اعرف السبب".
شاهين بكذب :" لما أزهق منك حقلك متخافيش
ساعتها حرميكي برا من حياتي..."
كاميليا بجرأة :"يا ريت ابقى إرتحت من سجنك داه".
شاهين بحدة:"وحشتك الحارة المعفنة الل جيتي
منها...إوعي تفتكري إنك خلاص ضمنتي الفلوس
اللي إنت إدتيها لعيلتك... لا يا قلبي انا بإشارة واحدة
مني و أخليهم يشحتوا في الشارع...
كاميليا بيأس و قد بدأت دموعها بالنزول :"إعمل
اللي إنت عايزه معادش يهمني انا معادش فيا طاقة
أستحمل أكثر من كده...حقتل نفسي عشان ارتاح
منك و من تهديداتك ليا و ساعتها مش حتقدر
تعملي حاجة......
يتبع



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close