رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل التاسع عشر19 بقلم ندي ممدوح
الفصل التاسع عشر
رواية / فتاة العمليات الخاصه
ا((للهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بع وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين))
أبتعدت لتجيب بفرحه ولكن تلاشت ابتسامتها فوراً ، وتبدلت فرحتها لقلق شديد ، أغلقت الهاتف مسرعه وركضت فوراً ...
لم تستمع ﻷدهم ومنادته ، ركض خلفها بخوف ، ولكنه لم يلحق بها ، ﻷنها أوقفت تاكسي وغادرت ، كان القلق ينهش قلبها ، خشت أن تخسره هو من يتبقي لها من عائلتها ، وها قد رأف بحالها الوقت و وقفت السياره ، فهبطت مسرعه بعدما أهدته الاجره وركضت مسرعه لدار زيد ، هرولت بسرعة لغرفة "أياد" ك الرعد ، ولجت للغرفه وهي تلهث وقالت بنبره بها القلق والخوف ل زيد :- أياد ماله تعبان ماله مجبتش دكتور ؟
أقتربت لتخت وضعت يدها على جبينه حاولة جعله يفيق فقالت بوجع وصوت مهزوز :- ماله يا زيد مش بيرد عليا ليه ؟
أبتلع زيد ريقه بخوف وقال بتوتر :- هو يا حبيبتي أهدي هو كويس !!
لمار نظرة ل أياد ومسكت يده :- لا ، ماله حصل ايه ليه مكلمتنيش علي طول من لما تعب "هبت واقفه" يلا خلينا نخده عند اي دكتور يطمني عليه ..
نظر زيد للارض باسف ...
لمار بقلق :- مالك مش بترد عليا ليه ؟
تفجأة لمار من يد أياد تحاوطها من الخلف بفرحه وهو يقول :- وأخيرًا ماما حبيبتي جت ، يعني متجيش تشوفيني غير لما أتعب ؟
أستدارت له وأحتضنت وجهه :- حبيبي أنت كويس فيك حاجة هااا ؟
أياد هز رأسه نافياً :- أنا كويس يا حبيبتي أنا عملت كدا عشان تيجي !
نظرة له بصدمه ، وتنقل بصرها بينهما ، صفعة أياد صفعه قويه على وجهه ، أمسكته من كتفه بقوه وهزته وهي تصيح به بصوت عالي :-
ليه ليه عملت كدا ، أنا قلبي وقف من خوفي عليك ، أنا حسيت قلبي بيتسحب مني وهو بيقولي ألحقي أياد تعبان جامد أنا جيت جري من خوفي عليك ازاي قدرت تعمل كده "صمت قليلاً وتابعت بصوت مهزوز موجوع" حرام عليك قلبي وقف أنت اللي متبقيلي في الدنيا دي لو جرالك حاجه أنا هموت وراك ، ازاي قدرت تعمل كدا فيا ، متعرفش لما قلي كدا كانت حالتي ازاي كنت زي المجنونه أنت ابني وحته مني لو جرالك حاجة والله هموت ...
بكا أياد فهو لم يكن يقصد أن يوجعها هو فقط كان مشتاق لرؤيها ولهذا السبب قال ذلك ، نظر لها بأسف شديد وضمها بقوه وقال بصوت مختلط بالبكاء :-
أنا آسف يا حبيبتي والله مقصد ، أنتي ليكي كتير مجتيش تشوفيني وكنت متوحشاك فعملت كدا ا عشان تيجي متزعليش مني أنا والله أسف ...
ضمته بقوه وكأنها تخشي أن يبتعد عنها دون عوده ..
أبتعد أياد عنها وأحتضن وجهها بين يديه :-
أنتي مش زعلانه مني صح ؟
لم تعطيه آي أهتمام ، فربع يده أمام صدره بطفوله :- طيب أزعلي ... مسك خده بألم وتابع بتمثيل ؛-
اه يا خدي ايدها تقيله الاسيه دي ؟
رمقته لمار بحده ، ونظرة ل زيد فأبعد نظره لخارج الغرفه وقال بضحكه :-
نسيت اﻷكل علي النار وعندي موعين وترويق ومسيح يااااختي ...
آتي أن يهرب للخارج ، فمسكته من ياقة قميصه وكبتت ضحكتها :- تعال هنا رايح فين ؟
وضع يده على خده بخوف وهو يقول بتلعثم :-
اﻷكل على النار وعندي حاجات كتير مش فاضي .
تعال صوت ضحكاتها رغماً عنها وقالت :- بقا يا كلب توافق الحمار ده وتعمل زي ما قالك ؟
أقترب زيد ليبعد يدها عنه وهو يقول :-
وربنا هو صاحب الفكره !
رمقته بصدمه وقالت :- كمان "نظرة ل زيد" دا أنت يومك مش فايت أنهارده ؟
رفع أياد يده نظر بالساعه ، وأبتعد قليلاً وتركهم يتناغشون ، جذب تلك التورته الموضوعه جانباً ، وعليها اسم لمار ، وخبئها خلف ظهره أسرع ليقف خلفها بفرحه ليفأجاها وقال :- كل سنه وأنتي طيبه وعيد ميلاد سعيد وعقبال مائة سنة وأنتي أمي وحبيبتي .
حدقة عيناها بصدمه ، وأبعدت يدها عن زيد ، تذكرت عيد ميلادها ، لقد أهداءها القدر هديه ، هي فقدان والديها وأخاها ، شعرت بانقباض فؤادها فجأه ، وأنسحاب روحها ببطئ ولا تدري لما كل ذلك ، لم تحتفل بعيد ميلادها أبداً بل أنها قد نسته ، فمن ستخسر ومن سيأخذ القدر تلك المره ، أنتبهت لذاتها فأستدارت بأعين تشع نار تحرق من تصيبه ،
أياد رأها بتلك الحاله فأبتلع ريقه بخوف وتوتر رجع خطوتين للخلف ، ولكنه أنفزع هو زيد ، عندما جذبتها منه وقذفتها باﻷرض بلي أكتراث وصاحت به :-
مفيش عيد ميلاد أنت عايزني أخسر مين ، ليه فكرتني باليوم ده أنا بكره بكره ...
أبتعدت وهي تلقي وتكسر كل ما يقابلها ..
زيد نظر لأياد بقلة حيله : أتحيلت عليك متعملش كدا ليه عملت كدا ؟
أياد بصدق :- والله ما كنت أقصد كنت حابب أفرحها
أقترب زيد منها وأحتضنها ليشل حركتها ويهدئها فنظرة لعينه مباشرةً وقالت :- أنت فاكر في اليوم ده خسرنا مين ، أحنا خسرنا الحبايب كلهم أنا مكنتش عارفه أني فرحتي واحتفالي بعيد ميلادي هدفعني التمن غالي كدا فضلت سنين بتألم قلبي حي بس بينبض بالوجع ، قلبي مشفش فرح من يوم ما راحوا ، بس ياتري القدر هياخد مني مين تاني انا مش حمل فراق والله ...
أدمعت عيناه وفاض الدمع واحتضن وجهها وقال بصدق :- لا يا حبيبتي اللي فات فات مش هتخسري حد تاني واليوم ده مش هيتكرر تاني انا شفت ابويا بيموت قدام عيني وأنتي أهلك كلهم مش هسمح لحد يوجعك تاني ولا حتي القدر كفايه كدا ...
أقترب أياد بحزن وقال بآسف :- أنا أسف مكنش قصدي أفكرك والله دا كان ماضي أنسيه ..
اقتربت لتقف أمام عينه ورمقته بحده :-
أنساه أنسي أيه أنسي اني شوفت ابويا بيدبح قدامي وأخويا بيطعنوه وأمي بيحروقها أنا مش هنسي ولا الزكريات هتنسيني بس اللي وجعني ليه هان عليك توجعني ...
نظر أياد للأرض :- مش قصدي والله يا ماما منزعليش مني ....
رمقته بنظره قاتله وغادرت الغرفه ...
نظر زيد ﻷياد وربط على كتفه :-
هي مستحيل تزعل منك شويه وهتهدأ ..
أياد بحزن :- يا بابا أنا والله ما اقصد ازعلها ..
زيد بتأكيد :- عارف يا حبيبي هتهدا وهتجيلك هروح أشوفها ...
غادر زيد الغرفه .. وجثي أياد على ركبتبه بحزن رفع رأسه عالياً وقال :- يارب أنت عارف أني مقصدش أزعلها يارب خفف وجعها ؟
فاض الدمع بعيناه .....
هبطا زيد الغرفه وجد لمار تجلس على الاريكه بتفكير
فجلس جوارها وأسند رأسه على كتفها :-
حبيبتي متزعليش من أياد هو ميقصدش ...
أبعدت رأسه بحده ونظرة له :- طب هو ومش بيفهم طب أنت ازاي قدرت تعمل كدا .
زيد بضحكه :- خلاص بقا ميبقاش قلبك أسود الله ؟
أنتبه لفستانها وخصلات شعرها المسترسلها على وجهها ومكياجها الهادي وتاجها فحدق بها بصدمه وقال :- مش ممكن لا أبداً في حاجة غلط أكيد ؟
وجهة وجهها إليه باستغراب :- في اي ؟
وقف بصدمه وهو محدق بها وجذبها من يدها لتقف ولفها كذا مره وقال بأنبهار :- هي المزه اللي قدامي دي لمار ولا أنا حوليت ولا في اي يكون الزمن تغير وأنا مخدتش بالي ؟
رمقته بحده ونكزته بكتفه ...
فغمز لها وقال :- لا بقا الشباكه دي قولها في ورآها آنه "نكزها بكتفها" قري يا بنتي أدهم صح ؟
أشارة له بخجل وهزت رأسها :- ايوه ...
صفق بيده وقال :- اخيرا جه اللي يوقع بنت الشرقاوي .
لمار جذبته من يده ليجلس بجانبها ،
زيد بفضول :- يلا بقا أحكيلي كل حاجة "وتابع بتفكير" بت لتكوني كنتي في موعد غرامي وأحنا قطعنا اللحظه ..
قصت عليه لمار ما بدر منها عندما اتصل ، فأنفجر ضاحكا ...
نكزته لمار بقوه وتعال صوت ضحكاتها قائله :-
والله الفقري فقري طول عمره منك لله يا زيد .
زيد وهو يتأمل ضحكتها :- اش عرفني يا حجه أنك معاه ، كنتي قولي ...
لمار :- يلا بقا حصل خير ... هطلع أشوف أياد .
قالت تلك الجمله وهي تهم بالوقوف ...
مسك يدها زيد وهو يقول :- استني خديني معاكي ..
صعدا الدرج سوياً و ولجا الغرقه ، رأت أياد يجلس بحزن على الارضيه ، قأقتربت منه بحنان وجلست جواره بصمت ، وزيد من الناحيه الاخري ...
أشارة لمار بخفوت ل زيد بشئ ، وسرعان ما داعبه سوياً ، وهو يضحك حتي تمدد على الأرض وهما جواره ، كان صوت ضحكاتهم يملئ المكان سعادة ،
نظر لها أياد بلوم وعتاب ، قرأة هي كلمات عينه ، فضمته بحب وهي تقول :- خلاص يا حبي متزعلش بقا وبكرا هخدك ونخرج سوي أنا وأنت ...
زيد بتزمر طفولي :- اه ياختي وأنا ابن البطه السوده عشان مروحش معاكم صح ؟
رمقة لمار أياد فأشار لها :- خلاص نخدوه ...
زيد بمشاكسه :-هو أنتوا تقدروا اصلا تطلعوا من غيري ..
رمقته لمار بحده :- لا يا شيخ طب مش هتروح ؟
زيد بتراجع عن كلامه :- لا لا خلاص ...
ظلوا هكذا بتلك الفرحه التي أعتلت وجوههم ، حتي غطوا في النوم .....
حبيبه بغرفتها لم تقر عينها بنوم ، تريد الاطمئنان علي تلك السيده التي لا تعرفها ، القلق مسيطر عليها كلياً ، كانت تفكر وتتأمل كيف تحسن من حالتها النفسيه ، إذا هي لا تتحدث ولا تتحرك ولا تعرف لها قريب ولا غريب ، ولكنها أيضاً خائفه أن يدري مايكل بما تفعله ، فيبدوا أنه ليس بسهل فقد حذرها أن تدلف مره اخري وتبحث باغراضه ، كانت تخشي بشده أن يدري ، ولكن عليها أن تساعدها مهما كلفها اﻷمر ، شجي سيطر عليها كلياً ، أستمعت لخطوات أحد فتنبئت أنه هو ، هبت مسرعه لتفتح الباب ورأته يكاد يهبط الدرج فنادت عليه وهي تهرول خلفه ..
وقف دون أن يستدير لها :- خير عايزه حاجة ؟
هبطت الدرج لتقف بالدرجه التي تليه ورفعة بصرها له وقالت بغيظ :- أنت مبتعرفش ترد عليا مره حلو أبداً .
رمقها بعينان ك الصقر وقال بحده :- الوقت تأخر أطلعي اوضتك ونامي ؟
وضعت يدها حول خصرها :- وأنت أن شاء الله رايح فين ؟
وضع نظارته ودفعها جانباً وهبط الدرج وهو يقول :-
ملكيش فيه أروح أجي حاجة متخصكيش !
نظرة له بغيظ وتوعد ، ثم ابتسمت وهي تقول :- يخرب بيت حلاوة أمك هو في كدا مز مز يعني أستعفر الله العظيم يا رب ....
كانت تتابعه حتي ذهب بسيارته ، فصعدت بسرعه وجلبت مصحف وهرولت للأسفل وولجت إلى المكتب ،
بينما بالاعلي كان يقف فيكتور يراقبها ، وضع يده على السور مستنداً عليه ، ابتسم بفرحه وقال :-
حاسس أنها هتخف على أيدك زي ما أمتلكتي قلب مايكل وجعلتيه من حجره صمأ إلى قلب بيحب وعاشق فمتاكد أنك هتعالجي مامته يمكن وجودك جنبها يحسسها ب لمار وتخف ، أستدار ليغادر غرفته بتفكير فيما عليه فعله .....
بينما حبيبه تجلس حوارها تتلو القرآن حرفاً حرفاً بخشوع تام ، تاره تتحدث معها وتاره تتلو القرآن وتاره تفحصها وتعطي لها علاج ، رأت ذلك المحلول تأملته قليلاً و وضعت احدي يديها حول وسطها :-
مينفعش تفضلي عايشه على المحاليل كدا لازم أخليكي تأكلي باي طريقه ...
أقتربت وأزاحت المحلول ، وخرحت لتتوجه للمطبخ بحماس ولهفه أعدت شئ خفيف سريعاً ومفيد ، وعادت لها مره أخري ، رفعت رأسها قليلاً وأتت أن تطعهما فأبت ولم تحرك شفتيها
حبيبه :- لا بالله عليكي ساعديني أنتي كدا مش هتخفي ، يلا بقا ﻷزم تاكلي عشان ارجعك لاهلك وعد هساعدك بس أنتي كمان ساعديني على قد ما تقدري علشان خاطرهم ..
قربت من فمها الطعام فأكلت من يدها ببطئ ، ظلت تطعمها بحذر ولكن جواها عاصفه ، تخشي أن يأتي ...
مايكل بمكتبه جالس على مقعده ، مستنداً بظهره للخلف ويتذكر لحظاتها معه ، أنتشله من زكرياته الجميله وجع رأسه الذي يكاد أن يقتله ويجعله يجن ، مسك رأسه بألم شديد ، أسرع بفتح الدرج وجذب دواء وشرع في أخذه أرجع رأسه للخلف بألم وتذكر ...
كان ممد على السرير مرتفعه حرارته من دور برد ، تجلس هي جواره بحزن وهي تقول :- تعرف يا يوسف لما أكبر وأبقي دكتوره مش هسمح أنك تتعب خالص وهاخد التعب منك في ثواني ومش هخليك تتألم
نظر لها وعطس وبعد ذلك قال :- شمعنا لما أكبر متاخديه دلوقتي وتريحني ؟
هبت واقفه جواره على التخت وهي تفعل حركات بيدها وتقول :- تعال ايها المرض من جسد اخي حبيبي تعال للمار القويه يلا ...
أنفجر ضحكاً عليها واعتدل وهو يجذبها لحضنه ..
فاق لواقعه و وجهه مشرق بابتسامة كبيره وقال :-
وحشتيني ...
شعر أنه بحاجة إلى والدته فنهض مسرعاً
بينما حبيبه ما زالت تهتم بيها وتقرأ جوارها القرآن ...
بيمر بعد الوقت ، نظرة لها وجدت معالم وجهها أشرقت براحه وسكينه ، فحصتها مره أخري وجدت في تحسن كبير ، ابتسم بفرحه لا مثيل لها وأغمضت عيناه وقالت بحمد :- الحمد لله الحمد لله الله أكبر ...
أتسعت عيناها من الصدمه عندما أستمعت لخطواته ، أستدارت فرأته يكاد يولج للداخل ، أرتجف جسدها بقوه ، ولج هو لداخل وتصنم محله عندما رآها ، أحمرة عينه بشده ونظر لها بنظرات قاتله ، ولو أن العين تحرق لكانت حبيبه اﻵن في أعداد الموتي محروقه ، اقترب منها بعينان ك الصقر وهو لا يري أمامه غيرها ،
أذداد خفقان قلبها ، وتدفق الدمع من عيناها بغزاره وهي ترمقه بخوف ، ارتعش جسدها فجأه وهي تنظر لعينه ، كانت ممسكه ملابسه ، تراجعت للخلف وعيناه مثوبه عليه ، تغركلت قدمها وكادت أن تسقط ، إلا أنه مسكها بيد من حديد ، كادت ان تعتدل بوقفتها حتي هوي على وجهها بصفعه قويه ، جعلتها تصرخ جذبها بقوه من ذراعه وقال بصوت ك الفحيح وهو يرمقها بنظرات قاتله :- أنا مش قولت دخول مكتبي ممنوع ، "وبصوت غالي أفزعها" بس مسمعتيش الكلام ودخلتي وجيتي هنا "نظر لوالدته" بتعملي أيه هنا عايزه تقتليها لو جرالها حاجة اقسم بربي لهدفنك حيه ..
هزت رأسها بخوف وصوت شهقاتها تعلي ...
قبض علي معصمها بقوه وجذبها خلفه...
خرج بها من المكتب بأكمله ،
كان فيكتور يهبط الدرج بسرعه ولحق به خاول منعه ولكن لم بستطع فدفشه بقوه من امامه وهو يقول بصوت عالي :- متدخلش بينا أحسنلك ؟
فتح باب تلك الغرفه المظلمه وألقاها بقوه داخلها ، وقعت على الأرض رفعت رأسها ونظرة له ، غلق الباب بوجه فيكتور ، كاد أن يتحرك تجاهه فزحفت للخلف بخوف ، اقترب وانحني وجذبها من خصلات شعرها والغضب عمي قلبه وقال بصوت أرعبها :-
خليكي قعده هنا لحد ما اشوف هعمل فيكي ايه هتقدي من غير أكل ولا مياه هخلي ايامك سوده ليه مسمعتيش الكلام انا هعلمك ازاي تسمعي الكلام وأن كان عمي اسماعيل معلمكيش فأنا هنا هخلي حياتك جحيم ...
تحلت بشجاعه زائفه و وجهة وجهها له وعيناها بعينه :- أنت واخد مقلب في نفسك مش هتقدر تعملي أي حاجة مهما كانت ﻷنك ضعيف لسه قاعد في الضلمه ومحتاج ﻷيد تخرجك بس يستحسن أنك تفضل فيها كدا وأنا مش خايفه منك وهخرج وهتشوف هعمل ايه . .
رمقها بحده ودفعها ورحل وهو يغلق الباب خلفه ...
سال الدم من فمها ، نظرة حولها رآت أن الضؤ يكاد يكون موجود ، ضمة قدمها بخوف وغمضت أعيونها وظلت تذكر ربها ....
أستند على الباب وزفر بعمق شديد ، جذبه فيكتور من يده بقوة :- أنت غبي ليه عملت كدا ..
دفع يده بقوه وذهب من أمامه بغير أهتمام ، ولج للمكتب وتوجه لوالدته جلس جوارها .وتنهد بوجع نظر لها وفحصها وجد أنها في تحسن فعلم غلطته وندم على ما فعله ، كان فيكتور يجلس بغضب منه رمقه بحده وقال :- هااا عرفت دلوقتي هي كانت هنا ليه يا أستاذ عشان تعالج مامتك أنت ناسي هي بنت وهتفهم ازاي تحسن من نفسها واهي والدتك في أمل كبير أنها تخف علي ايدها هي ، "اشار له" هي هتعمل اللي أنت مقدرتش تعمله ، وبدل ما تشكره شوف كفأتها ازاي سبحان الله كدا رد الجميل ...
نظر بيأس للأرض واقترب ليجلس جوار فيكتور وقال بوجع :- أنا مبقش عندي ثقه في حد ، اغلي انسان وكان عايش بينا وأزانا شفتها بتموت وبتتعذب قدام عيني مبقتش اثق في حد لما شفتها هنا افتكرت اليوم ده خوفت لتضيع مني معرفتش اعمل ايه ....
رفع فيكتور يده على كتفه بحنان وتفهم :- روح صلح غلطتك لسه في وقت ....
نظر له بحزن :- هتسامحني ؟ ماظنش...
فيكتور :- أنت لسه معرفتهش كويس اللي زي دي قلبها أبيض روح يلا ..
هب واقفاً واتجه إلى حيث الغرفه التي هي بها..
أستيقظت لمار قرب الفجر ، أو ربما لم يغفي لها جفن حتي ، فقد كان فكره حائر ، تفكر فقط فى كلام ذلك الطبيب ، أتعدلت لتجلس وهي تزفر بضيق ، شعرت بانقباض قلبها بلي سبب ، تشعر أن هناك شئ سيحدث ، ولكن ما هو ؟ نهضت وتوجهت لنافذه ورفعت بصرها للسماء ودعت أن لا يحدث شيء ، بحثت عن الهاتف بعينها حتي وقع بصره عليه ، فجذبته بعثت به قليلاً ، شعرت بالعطش فهبطتت للأسفل وتوجهت للمطبخ ، سكبت كوب من الماء وأرتشفته ، زفرة بوجع وجلست بالمقعد المجوار لها ، وكأن ذلك الطبيب ما زال بجوارها فقد كانت كلماته تتردد على أذانها مره تلو الأخرى ...
فاقت من شرودها على صوت زيد وهو يقول :-
مالك يا حبيبتي مش نايمه ليه ؟
رفعت بصره به :- مفيش ، أنت صاحي ليه ؟
جلس جوارها وقال :- حسيت بيكي صاحيه فنزلت أشوفك ؟
وضعت يدها على وجنتها ورمقته بصمت ..
زيد بتذكر :- بقولك أيه ؟
أشارة له أن يكمل حديثه ..
هب واقفاً وجذبها لتقف وهو يقول :- قومي عايزين نعمل زي ما كنا نعمل واحنا صغيرين فاكره ؟
نظرة له بعدم فهم ..
فضيق حاجبيه بضيق :- تعالي نعمل سندوتشات ونقعد بره زي ما كنا نعمل أنا وأنتي ويوسف ..
ابتسمت بفرحه واشارة له وهي تغادر :- يلا بقا أعمل وهستناك بره متتاخرش ؟
حدق بها بصدمع حتي غابت وقال بتزمر :- يلا هعمل وأمري لله ؟
خرجت لمار وهي تستمتع بنسمات الهواء التي تنعشها ، جلست على الارضيه وأغمضت عيناها ..
جاء زيد و وضع الطبق أمامها وجلس جوارها وهو يقول :- مالك مخبيه اي قري ؟
رجعت للخلف وهي مستنده بيدها وقالت بعد صمت :- فاكر كنا كل ليله نتجمع زي كدا ونقعد نأكل ونام ؟
ابتسم بفرحه لزكريات الطفوله :- أكيد هي دي أيام تتنسي ؟ ! بس قولي مالك ؟
جذبة سندوتش وهمت بأكله وقالت وهي تبلع وتنظر له :- أنهارده كنت في المستسفي قبلت دكتور وقلي أن يوسف عايش ؟ !
صعل زيد بشده وارتشف كوب من الماء التي ناولته له ورفع بصره بصدمه بها :- بتقولي ايه مسمعتش؟
عادة كلامها بجديه وحزم :- الدكتور قلي يوسف عايش ...
زيد ما زال على صدمته :- بتقولي ايه مش فاهم ؟
لمار بحثت بعينها عن شئ تضربه به وهي تقول :-
شكلك لسه مفوقتش من النوم وعايز تفوق ولا ايه ؟
زيد بتمثيل الخوف :- لا لا خلاص بس بجد مش قادر أصدق كلامك امال مين اللي دفن ؟
لمار بجديه :- بيقولي أن مكنتش جثة يوسف !
ضمة قدميها بتفكير ..
فقال زيد بلهفه :- الرسايل "نظرة له" ايوه يابنتي الرسائل بتقول أن ده يوسف أصلاً معني أن اللي ساعدك اليوم ده كان هو نفسه يوسف ؟
لمار بعدم تصديق :-وهيسيب سليم يموت وينقذني أنا بس لا ؟،
ضربها علي مؤخرة رأسها :- يا بت مالك انهارده ركزي هينقذ واحد ميت ازاي ؟ بدليل الحقنه اللي بتوقف القلب ، محدش بيقولك يا أميرتي غيره ، معني كدا ان يوسف واحد منهم بس السؤال هنا هو ليه مجش ليه مبنش ليه مقلش انه عايش وجه ، ومين هو فيهم بقصد ايه بجملة ايهاب زي اياد في حاجه مش مفهومه ؟
هو بيتكلم بينما هي ذهبت بأفكرها إلى صورة أخوها ، أين هو ؟ هل هو كويس أم لا ؟ وها هي ذا تحاول رسم صورته بعقلها جوه فرحه لن تنهديها لأحد ؟
نكزها زيد من جنبها ، فنظرة له عيونهم امتلئت بدموع الفرحه
لمار بفرحه وعدم تصديق :- صح يوسف عايش ؟ أمسكت بيده بأمل :- هو عايش صح ..
ضمها زيد بفرحه ولهفه وأكد لها :- عايش عايش يا حبيبتي وهيرجع هندور عليه وهنلاقيه أوعدك ؟
ظلت تردد بفرحه :- يوسف حبيبي عايش وحشني اوي بس لما اشوفه هحاسبه على بعده عني ، ليه سبني لوحدي في العذاب ده ..
ابتعدت عنه ورفعت بصره له :- لا لا أنا مش هحاسبه "فتحت ذراعيه وتابعت قائله" أنا هحضنه وبس بس مش هسيبه ...
زيد بتذكر وتفكير :- لمار "نظرة له" في حد ممكن يساعدنا نوصل ليوسف ؟
نظرة له بأمل شديد :- مين
زيد بلهفه :- منصور اللي معايا هو تبع يوسف أكيد
لمار بعدم فهم :- مش فاهمه ..
قص زيد عليها ما حدث من منصور ، فاشرقت أساريرها فرحان
حاوطها زيد بيده وضمها لصدره بحنان ، تمدد على الأرض وهي واضعه راسها على كتفه وخلدا للنوم ..
فتح مايكل باب الغرفه ونظر فوجدها ضامه نفسها بخوف ... شعر بوجع قلبه علي حالتها ، اقترب بها بخطوات ثقيله وجلس جوارها وضع يده علي ظهرها ، فانتفض جسدها وحدقت به برعب ، سرعان ما أرتمت بحضنه ، حاوطها بين يديه بحب وآسف وندم حملها بين يديه وخرج بها من تلك الغرفه ، ولج بها إلى غرفته وضعها برفق على السرير ، جاء أن يذهب فوجدها تحاوط عنقه بقوه فنام جوارها وضمها بقوه ، أما هي فكانت تخبئ وجهها بصدره بخوف وهي مغمضة العينين حتي غفت بأمان ...
نظر لها بآسف شديد وقبل جبينها برقه وشدد من أحتضانها ...
وكأنه لم ينم من سنين طول ، فشعر بأمان وسعاده لا تتوصف وكأن تلك الأوجاع التي في قلبه قد ذهبت عندما ضمها لصدره أغمض عينيه فنام بسكينه وهدوء وأمان ........
أستيقظ أياد نظر جواره فلم يجدها أعتدل بجلسته وقال بحزن :- برضه مشيت ؟
هب واقفاً وولج للتواليت ، خرج وبدل ملابسه وقف أمام المرآة وصفف شعره ، نثر البرفيوم الخاص به على ملابسه ، نظر نظرة أخيره لنفسه برضه ، توجع للنافذه فوقع بصره علي لمار وزيد فركل الأرض بطفوله وقال :- برضه سبتني ونامت معاه ، خطرت في باله فكره فصاح :- يس ، ان ما ورتكم ....
أسرع خطواته للأسفل شبه راكض ، جذب دلو وعبئه ماء ، خرج بها مسرعاً و وقف على رأسهم وسكبه عليهم بابتسامة خبث وتسليه ..
فاقت لمار منزعجه ، أما زيد فانعدل بحلسته وهو يقول :- مياه منين انا فين ؟
لم يستطع كبت ضحكته فأنفجر ضحكاً رغماً عنه ..
أستدارت له لمار بعبنان قاتله ، فأبتعد ركضاا وهو يضحك ، هبت واقفه وركضت خلفه ..
اما زيد فأمسك رشاش المياه ، وركض خلفهم ،
جذبته منه لمار نثرت عليه المياه فتبلل كله .
أياد اشار لهم بالتوقف وهو يضحك :- بس يا ماما بقا خلاص ،
رمقته لمار بحده وكادت ان تدفعه ، فدفعها هو علي زيد فوقعت فوقه ....
تعالت ضحكات أياد :- أحسن تستهلوا بابا بقيت مسخره وربنا ...
أنعدلت لمار هي وزيد وارتفعت صوت ضحكاتهم ...
تلاشت ضحكاتها فوراً وأستدارت على هذا التصفيق الذي يأتي من خلفها ...
رأت أدهم وقفت تنظر له بصمت ..
أقترب منه زيد وهو يقول :- أدهم تعال أتفضل ..
سار من أمامه دون كلمه و وقف أمام لمار بعيون قاتله اشار ل أياد :- ابنك ؟
نظر ﻷياد و أشار له بعينه على لمار وزيد :- ماما وبابا ، لا برافو عليكي خدعتيني بجد شطره وعلقتيني بيكي وأنتي متجوزه ...
اقترب زيد وهو يقول بغضب :- متحوزه مين أنت أهبل ؟
كان يرمق لمار بغضب :- ليه ؟ ليه عملتي فيا كدا ؟ أنا حبيتك بتخونيني ؟
أشارة له لمار بصدق :- لا أفهمني بس زيد واياد هما ..
قطع حديثها وهو يقول :- هما ايه ؟ بس تعرفي مش مستغرب أن بطلع منك كل ده ﻷن مكنش في حد يربكي واهلك ماتوا !!
أنقض عليه أياد فوراً ولكمه بقوه وقال :- أنت مين عشان تكلم أمي كدا ؟
أما لمار فقد شعرت بتحطم قلبها فجأه ، شعرت أن قلبها رفرف ك الزبيح من تلك الكلمات التي قذفها ك الرصاص ...
أبعدت أياد وزيد عنه ، وعاونته علي الوقوف وقالت بجمود :- أمشي يا أدهم وأياك أشوف طيفك قدامي ﻷني وقتخا هقتلك ، خليك فاكر اني مدتلك أيدي بس أنت ممسكتش وسبتها من أول الطريق ، فلم تندم مش هتلاقيها تاني ، والحمد لله انك بنت علي حققتلك مرضتش تسمعني وأنا ميهمنيش أبينلك انا ابفي مين وإذا متربيه ولا ، لا ، امشي ...
أستدار بألم ليغادر بخطوات ثقيله وشعر أن تلك النهايه حقاً ...
لم تستطع أبعاد نظرها عنه فكانت تتأمله بألم كيف كانت تحلق معه بالسماء عالياً وألقاها دون أكتراث .. ك طائر كان يرفرف بها وهي واضعه كل ثقته بها وفجأه غدر بها وألقاها ....
نظر لها زيد بحزن شديد ..
رن هاتفها فنظرت به ، وجدت هاله رفعت وكادت أن تهم بالحديث ..
فجأ صوت هاله الباكي :- الحقي يا لمار عمرو مش موجود في اابيت ومعرفش فينه لمار تعالي بسرعه ..
اتصدمت لمار بخوف وجملة جون ترددت على مسامعها وقع الهاتف من يدها ، ونظرة لزيد بخوف وقلق ، فأشار لها :- مالك في ايه ..
رددت "عمرو" وركضت ...