رواية نيران العشق والهوي الفصل الثامن عشر 18 بقلم هدير ممدوح
الفصل الثامن عشر
رواية: نيران العشق والهوى
بقلمي هدير ممدوح
جأر أيوب عالياً بوجههم وهو يجلس بالمقايل لهم قائلاً:
صاح سلمان في حدة:
_كلام ايه ده ياولد اخوي..
هتفت اعتماد قائلة:
_مصيره اللي عمل كده هيتعرف، أحنا مش عاوزين تبريرات منكم.
استطردت بخيتة قائلة:
_وكل الأسرار هيجيها يوم وتنكشف.
طالعتها إعتماد بريب، وتوتر وظنت بأنها تعلم شيء عنها.
قاطعهم صوت إسعاف قائلة:
_أنت جُلت إنك جاي بعد بكرة مش بكرة، يعني محدش منا كان يعرف.
رمقها أيوب شزرًا وهو يقول:
_مش بعيد إني كنت متراقب يا مرات أبويا.
صمتت اسعاف ولم تنبس ببنت شفة.
فصدح صوت مصطفى قائلاً:
_عيب عليك ياولد عمي، تتهمنا بحاچة زي كده أنا جولتلك أنه اللي عمل كده ممكن يكون عبد الجليل.
خيم الصمت عليهم لدقائق وقال بعدها أيوب:
_أنا احترت، وزهقت مبقتش عارف أنا ايه المطلوب مني عشان أعيش في راحة.
هبطت فتحية من الأعلى و اقتربت منهم، وجلست بجانب اعتماد، وقالت بتريث:
_هديت شوية ودلوجتي نامت.
هز أيوب رأسه بوهن.
فاستقامت إسعاف قائلة في تهكم :
_أنا جايمة لما تعرفوا مين اللي ورا الحادثة الغامضة دي ابقوا عرفوني.
غادرت إسعاف من أمامهم..
وصدح صوت رنين هاتف أيوب، استقبل المكالمة تحت أنظارهم، و استمع فقط للجهة الأخرى وقال قبل ان ينهي المكالمة:
_تمام مسافة الطريق واكون عندك.
قال مصطفى:
_خير يا أيوب.
استقام ايوب واقفاً وهو يقول:
_خير يا ابن عمي..
وابدل تظره لـ اعتماد واسترسل:
_مشوار صد رد وراجع خلي بالك من ندى، أنتِ ِ ومرات عمي.
اومأت فتحية برأسها ولم تعقب، وردت اعتماد قائلة:
_ماشي ياولدي بس خد بالك من نفسك.
غارد أيوب تحت أنظارهم، وتنهد سلمان بضيق قائلاً:
_جوم ياولدي، نبص على الشغل ده نص ساعة وبعدين نعاود.
استقام مصطفى معه بصمت تام وغادرا معاً.
•••••••••••••••••••••
بعدما رحل من رحل، دلف عتمان مهرولاً وهو يقول:
_ست إعتماد، ست إعتماد.
انتفضت إعتماد واقفة بينهم وقالت بفزع:
_في ايه ياعتما...
لم تكد تكمل اسمه، حتى رأت يسري وخلفه والدته، وخلفهم رجُلين وخلف كتف أحدهم معلق سلاحه.
توقفت اعتماد أمامهم وعقدت ساعديهم قائلة بخفوت:
_ روح أنت دلوج ياعتمان.
استقامت فتحية وبخيتة ايضاً،ووقفوا خلفها..
وهدرت اعتماد في قوى قائلة:
_ايه يا رشيدة جاية تاخدي علقة تانية..
وتبدلت انظارها ليسري قائلة:
_وصابع البرمبة ظهر وبان يعني، عارف لو حد من الرجال هنا كنت خليته يعلجك.
حدجتها رشيدة بنظرات مشبعة بالقوى والتحدي وقالت للرجل الذي بجانبها:
_شايف يا حضرة العمدة، مش جولتك جم بيتي اتهجموا عليا أنا وبتي ضربوني وخدوا بتهم.
صاحت فتحية قائلة:
_وليكي عين تكدبي يا عجربة.
واختطفت بخيتة اطراف الحديث مكملة:
_جاية ليه، وعاوزة ايه؟.
قالت رشيدة بتحدي:
_جاية اخد مرات ولدي.
ابتسمت إعتماد بتهكم قائلة:
_ده فـ احلامك..
ورمقت الرجل بأعين ثاقبة وهي تقول:
_أنا سمعت انه اتعين عمدة جديد، هو انت.
جأر الرجل بصوت عال قائلاً:
_اخرسي يا حرمة منك ليها، وانتِ ياست اسمعي.. يسري جدم محضر في بيت الطاعة بيطلب فيه انه مراته ترجعله، لانها سابت البيت من غير سبب.
قالت إعتماد بلهجة لتقبل النقاش:
_ده بعدكم، بتي مش هترجع مع حد واللي عندكم اعملوه.
هتفت رشيدة في عجل:
_شايف يا حضرة العمدة، عشان كده طلبت تيچي معانا دي ست مش ساهلة.
هتفت فتحية بهدوء:
_اسمع ياخوي رشيدة دي بهدلت البت الغلبانة اللي فوق، عشان ِكده اخدناها.
قال الرجل في حدة:
_وما رفعتيش جضية خلع ليه، دي مش مسئولتي، اندهوا دلوج على بتك خليها ترجع لجوزها يلا من سكات و من غير مشاكل.
قالت إعتماد في حدة:
_على جثتي بتي مش هترچعلهم .
هتف الرجل في عناد:
_طاب عشان ردك فوشي، البت وهترجع لجوزها وهياخدها معاه دلوج، تلاجي انتِ السبب اللي خلا البت تسيب بيت جوزها.
قالت بخيتة في حدة:
_اسمع زين، محدش ليه حاچة عندنا واللي على راسه بطحة يحسس عليها.
أشر الرجل لـ رشيدة قائلاً:
_روحي شوفي مرت ولدك فين.
كادت رشيدة ان تتقدم للأمام فقبضت اعتماد على عضدها قائلة:
_عندي استعداد أجيب بنزين و أولع فيكِ.
نظرت رشيدة للرجل، فأسرع يسري بخطواته إليهم، ودفع يد إعتماد عن والدته، وقال بتحدي:
_حماتي أنا مش هسيب مرتي تبات بعيد عني..
وختم حديثه وقبض على معصمها وهو يرمقها بحدة.
حاولت إعتماد دفع يده عنها..
وكادوا ان يتقدموا إليها بخيتة وفتحيه فأشر العمدة للغفير..
فتقدم الأخر وقبض على يد كلاً منهم تحت محاولاتهم الفاشلة بدفعه..
هتف العمدة بعجل:
_ يلا يا رشيدة روحي هاتي البت.
بخطوات سريعة صعدت رشيدة للأعلى..
وصاحت اعتماد قائلة:
_اللي يتجاوى على حرمة ميبقاش رچال، ورچالة البيت لو جم هيقطعوكم.
ثواني معدودة وظهرت رشيدة على درجات السلم، قابضة على يد سهر تحثها على الهبوط معها.
صرخت إعتماد قائلة:
_أنتِ فتحتي على نفسك أبواب جهنم يا رشيدة اللي يلمس شعرة من ولادي احرقوا عايش.
هبطت ندى واسعاف خلفهم على السلم، بعد سماع ضجيجهم.
قالت ندى بذعر:
_في ايه، إيه اللي حاصل ده؟!.
هتف اعتماد في عجل :
_ندى، اسعاف خدوا سهر من يدها.
بعدما هبطوا جميعاً من أعلى الدرجات، اقتربت ندى من رشيدة تحاول دفع يدها عن سهر، وهتفت سهر ببكاء:
_مش عاوزة أرجع يما اوعي تسبيني ليهم.
حاولت إعتماد ان تدفع الرجل بكامل قوتها، ولكن كان قوام عنها، وقوته اضعاف قوتها، وفشلت في ذلك.
وأثناء محاولة ندى ابعاد رشيدة عن سهر ، دفعتها رشيدة بقوة فسقطت أرضًا متأوهة.
صرخت فتحية بعلو:
_ندى، جرالك حاجة يابتي.
خارت قوى ندى ولم تستطع القيام
ووقفت إسعاف مكانها تحدجهم بنظرات باردة، ولم تعرض المساعدة.
سحبت رشيدة سهر للخارج، وخلفها العمدة والغفير، ودفع يسري اعتماد للوراء، فارتدت للخلف، ركضت فتحية إلى ندى، وهرولت اعتماد خلفهم، وقالت بخيتة:
_استني عندك يا اعتماد.
رمقتها إعتماد بتعجب، تنتظر تبريراً.
فاقتربت منها بخيتة، واستطردت قائلة:
_مش هتجدري تعملي حاجة، واحنا حريم ولحالنا، رني على ولدك أيوب، وانا هرن على مصطفى وسلمان، ومش بس ِكده هنعمل فيهم محضر بضرب البت.
صمتت إعتماد قليلاً، فقالت بخيتة:
_لسة اتفكري، همي يلا مش عاوزين نسيب البت بين أيديهم، هما خلاص مشيوا.
دلف عتمان للداخل قائلاً:
_ست إعتماد، انتِ خلتيهم ياخدوا الست سهر تاني.
جأرت اعتماد بصوت عال:
_مش عاوزة اسمع حس حد دلوج، انا أتغلب، ويتعلم عليا وبتي تتاخد من نص بيتي.. ورمقت بخيتة، واسترسلت:
_يلا بينا خلينا نكلم الرچالة.
••••••••••••••••••••••••
تجمع الرجال الثلاث والنسوة، عدا إسعاف التي صعدت للأعلى فور رحيل سهر.
قال أيوب في ضيق:
_كل دي رنات يما..
ورمق ندى بقلق قائلاً:
_وانتِ ياندى نازلة ليه، في حاجة حصلت ولا ايه، حد يتكلم، مالكم ساكتين ليه.
قالت بخيتة بهدوء:
_رشيدة جات و أخدت ندى غصباً عنا.
هتف سلمان بدهشة:
_يعني إيه الكلام ده ازاي ده حصل؟!.
تحدث مصطفى بغضب:
_ما حد يتكلم ويحكي اللي جرا.
قطب أيوب جبينه متعجباً:
_هو في حاجة حاصلة مع سهر!!
قصت اعتماد ما حدث من قبل،و ماحدث منذ قليل.
فوثب أيوب قائماً وهو يقول بصرامة:
_كل ده حصل مع أختي ومحدش قايلي.
قالت اعتماد بتريث:
_يابني اجولك كيف، ما انت كمان كنت في مصيبة.
استقام مصطفى قائلاً:
_هم بينا ياولد عمي، لازماً نرجع البت.
وقف سلمان مؤيداً حديث نجله وقال:
_يلا بينا ياولد.
قالت اعتماد:
_أنا كمان جاية معاكم لازماً اخد حقي بيدي.
هتف أيوب في حدة:
_مسمعش حس حد، ومفيش حد هيچي.
قالت إعتماد بعتاب:
_اتصرخ فوش امك ياولدي..
أشاح أيوب بوجه لجهة الأخرى، وقال سلمان بتأنِ:
_ولدك رايد مصلحتك يامرت اخوي، متقلقيش احنا مش هنرجع غير وفأيدنا البت.
صمتت اعتماد ولم تعقب، ورحلوا ثلاثتهم.
••••••••••••••••••
في منزل يسري..
كانت جالسة سهر بالمنتصف بين رشيدة وابنتها..
وجالس يسري والعمدة وغفيره بالمقابل لهم.
كانت رشيدة تتوعد لها من الداخل، وملت من حديث العمدة الذي طالت جلستة بالنسبة لها..
انفرجت أساريرها وهي تجده يستقيم واقفاً، وقال وهو يرمق سهر:
_اسمعي يابتي، هو ِكده في حريم مش رايدة لبناتها الخير، تفضل تخرب على بتها لحد ما تلاجي بتها اتطلقت وجعدت چارها، انتي خليكي عاقلة، البت لهاش غير بيت جوزها.
هزت سهر رأسها، والفزع ظاهر على ملامحها ومن الداخل تدعو الله ان يطيل جلسة ذلك الرجل فحين ان يأتي اخيها.
ختم العمدة حديثه قائلاً:
_يلا فوتكم بعافية..
ابتسم يسري بوجهه قائلاً:
_شرفتنا، ياعمدة خطوة عزيزة.
رد العمدة بتأدب:
_يعز مقدارك ياولدي..
رحل الرجل واغلق يسري الباب خلفه ولكنه لم يوصده جيداً.
نظرت رشيدة بمكر لـ سهر و وكزتها من كتفها..
ورمقتهم سهر بخوف دب ثنايا قلبها..
صاحت رشيدة قائلة في حدة:
_انا أتهان واضرب بالحزام.
استطرت إيمان قائلة:
_ده انتي هتشوفي الويل بس اصبري.
هرول إليهم يسري وسحب سهر من بينهم قائلاً:
_البت دي أنا اللي هربيها.
قام يسري بسحبها خلفه، وسارت معه سهر بخوف وصمت في آن واحد، وهبطت دموعها على وجنتيها، وهم يصاعدا للأعلى.
قالت إيمان بغيظ:
_يما احنا مش هناخد حقنا من البت دي، ده انا دمي هيفور فور كِده.
وثبت رشيدة قائمة وهي تقول:
_تعالي يابت ورايا.
هروالا خلف بعضهم لاحقين بهم..
وتوقف يسري على أخر درجة من السلم قبل ان يصل لشقته، التفت خلفه قائلاً في ضيق:
_جاية ليه يما ورايا، علقتها هتاخدها فوق، عشان محدش يسمع الصوت.
ارتجف جسد سهر وقالت بقوى زائفة:
_محدش هيجدر يعمل حاچة أيوب دلوج يچي، وهيعرف كيف يندمكم.. وختمت جملتها وهي تدفع يد يسري عنها.
حاوطتها رشيدة من جهة وايمان من الجهة الأخرى على درجة السلم ويسري يقف على درجة أعلى منهم .
قبضت رشيدة على خصلات شعرها، فشهقت سهر بتألم، وتابعت قائلة:
_جعدة كيف الخرسة، ودلوقتي طلعلك صوت.
قبض يسري على معصمها ومال عليها قائلاً:
_بيت ابوكي ده تنسيه خالص، من النهاردة هتعيشي خدامة وهتجوز عليكي.
صاحت سهر بملامح بدا عليهم الألم:
_لا عاش ولا كان اللي يذل بت وهدان، كبيركم.
رمقها يسري بغضب وصعدت رشيدة بجانبه بعدما تركت خصلاتها وقالت:
_طلعها ياولدي، ودق عضمها واكسر مناخيرها دي المرفوعة للسما.
استمعوا إلى صوت طرقات على الباب فقالت رشيدة:
_انت قفلت الباب زين.
قال يسري:
_لا رديته رد، كنت عاوز اشفي غليلي من بت المركوب دي الأول.
انفرجت اسارير سهر وقالت بداخلها ربما الطارق يكون اخيها.
قالت سهر بتحدي:
_اخوي هو اللي جه، دلوجتي تندموا وانا اللي هشمت فيكم.
قالت رشيدة بغضب تحت أنظار إيمان الشامتة :
_والله ما هسيبك...
حاول يسري ورشيدة سحبها تحت محاولاتها الفاشلة بالخلاص منها فـَ مالت على يد رشيدة وقامت بعضها فصرخت الأخرى مبتعدة، ودفعت يسري وركضت للأسفل سريعاً وهم خلفها.. استطاع يسري الإمساك بها قائلاً بحدة:
_تعالي..
وفي حين غفلة واثناء تلك المشادة ، اختل توازن سهر وسقطت وهي تحاول ابعادهم عنها.
تدحرجت من أعلى الدرجات للأسفل،وفي ذلك الوقت قام أيوب وسلمان ومصطفى بدفع الباب لينفرج..
و رأوا سهر وهي تقع ارضًا..
صدمة احتلت ملامح الجميع، وهم يرون تلك الدماء على قدمها بعدما ارتفعت عباءتها قليلاً بعد سقوطها.
••••••••••••••••••••••
في السرايا..
جالسون النسوة مع بعضهم، واعتماد من الداخل تموت قلقاً على فلذة كبدها، هتفت قائلة:
_انا طالعة اشوف إسعاف هانم، مساعدتش ليه بتي ووقفت تتفرج علينا.
قالت ندى بهدوء:
_مش وجته يا مرات عمي لما نشوف الجماعة عملوا إيه الأول.
قالت إعتماد بضيق:
_لا، هروح اشوفها، خليني اتلهي اشوي.
صمتت ندى ولم يعقب أحد، وصعدت هي للأعلى، وصلت إلى الطابق التي تقطن به إسعاف ووقفت خلف الباب تسترق السمع بعدما فجائتها تلك الجملة.
قالت إسعاف بحدة وهي تتحدث بالهاتف بصوت عالي ظناً منهت بأن لم يسمعها أحد :
_انا جولتلك عاوزة اسمع خبر موتهم ، بس لسة أهم قعدين فوشي.
قال الشاب من الجهة الأخري:
_وانا اعمل إيه يا خالة إسعاف ظهرت فوشهم عربية ودخلوا فبعض وانا هربت على طول، خوفت.
صرخت اسعاف بحدة:
_اسمع يا فاروق، ندى و أيوب عاوزة اسمع خبر موتهم بأي طريقة، ولو المروة الأولى عاشوا، فـ مش كل مرة تسلم الجرة.
قال فاروق:
_ماشي يا خالة شوفي عاوزة أنفذ امتى، انا اللي يهمني فلوسي وبس.
قالت اسعاف بتريث:
_مش دلوقتي نستنى شوية يكون الموضوع ده هدي.
من الخارج وضعت اعتماد يدها على فمها من شدة الصدمة وقالت بخفوت وتهكم :
_لا وهيقولوا عليكي انتِ يا اعتماد جبروت، طلع الشيطان بنفسه جاعد معانا، ماشي يا اسعاف، كل واحد غلط مع عيالي هيدفع التمن غالي جوي.
وهبطت للأسفل..
رأتها بخيتة تقترب منهم فقالت بتهكم :
_يعني رجعتي بسرعة ده انا جلت دلوج نسمع صوت صراخ اسعاف من العلقة اللي هتاخدها.
جلست اعتماد قائلة وهي تلقي تلك القنبلة بوجهها:
_إسعاف هي اللي سلطت واحد على ولدي ايوب وندى يقتلهم.
طالعها الجميع بدهشة وقالت ندي بعدما ترقرق الدمع بعينيها:
_يعني ايه؟!..
- ازاي هان عليها تعمل كده.
قالت فتحية بعدم تصديق:
_وانتِ عرفتي ازاي.
قصت عليهم اعتماد ما سمعته.
فقالت بهيتة:
_طيب واللي زي دي نكشفها ازاي.
هتفت ندى قائلة، وهي تزيح دموعها بقوى:
_انا عندي خطة.
••••••••••••••••••
"في المستشفى "
كان يقف أيوب بقسم الطوارئ منتظر خروج الطبيب ليطمئن على شقيقته..
لم يمضي الكثير من الوقت ووجد الطبيب يتقدم منه فهرول هو له قائلاً:
_خير يا دكتور سهر كويسة.
قال الطبيب بعملية:
_المدام كويسة، بس للأسف الجنين مستحملش الوقعة ونزل.
هز ايوب رأسه وقال بهدوء:
_الحمدلله، المهم هي كويسة.
ربت الطبيب على كتفه وقال قبل ان يمر من أمامه :
_ألف سلامة، وربنا يطمنكم عليها.
جلس أيوب على المقعد خلفه ووضع راحتيه على رأسه بوهن.. وكان الصمت يخيم المكان، حتى علا رنين هاتفه معلناً عن اتصال.
استقبل المكالمة وقال بصوت رخيم:
_ايوة يا امي.
هتفت قائلة:
_طولته ليه يا ولدي واختك فين.
قالت أيوب بهدوء:
_احنا فالمستشفي يما، سهر وقعت من على السلم، تعالي...
قال جملته تلك وانهى المحادثة دون سماع صوتها..
وزفر بعمق قائلاً:
_اه يا أيوب كان مستخبيلك فين ده كله.
بعد قليل من الوقت جاءت اعتماد بصحبة فتحية وبخيتة وتوجهوا لـ ايوب..
قالت إعتماد وهي تضع يده على كتفه:
_ولدي جولي اختك جرالها ايه.
قالت ايوب بوهن:
_سقطت يما.
شهقت اعتماد واخذت الدموع من وجنتيها سبيل قائلة:
_عيني عليكِ يابتي ياللي ما شزفتي يوم راحة.
قالت فتحية:
_اسمعي مني يا خيتي طلجوها منه، اللي كان بينهم خلاص راح.
صمتت اعتماد وجلست بجانب أيوب بهدوء تام.
فقال بخيتة:
_اومال سلمان ومصطفى فين؟!
قال ايوب:
_عمي سلمان جاب معايا سهر ، ومصطفى مسك يسري، وراح يقدم فيه محضر، وعمي سلمان لحقه .
قالت اعتماد بتأنِ وهي تربت على كتفه:
_روح ياولدي ارتحلك شوي وانا هبات مع اختك النهاردة.
اعترض ايوب قائلاً:
_لا امشوا انتو وانا هبات هنا.
قالت اعتماد:
_اسمع بس اختك محتاجة واحدة ست تبات معاها عشان لو عازت حاجة يلا خد حريم اعمامك وروح بات مع مرتك .
هتفت فتح
_ايوة ياولدي امك معاها حق، جوم.
استقام ايوب تحت اصرارهم وغارد برفقت زوجات اعمامه، وظلت اعتماد.
• •••••••••••••••••••
وصل أيوب إلى السرايا
وصعد عاليا، دلف للداخل ليجد ندى مستلقية على الأريكة، أحست هي بخطوات تتقدم إليها فاعتدلت واقفة..
اقتربت منه وألقت نفسها تعانقه، وحاوط هو خصرها بيده السليمة ..
فقالت هي بهدوء:
_أنا اسفة؛ عشان طلبت الطلاق جدام الكل، بس صدجني مكنتش عارفة بقول ايه، كنت حاسة بنار جايدة في جلبي..
قطعها أيوب برفق قائلاً:
_ هشش، مش عاوز اسمع حاجة خلينا ننسى كل اللي حصل يا ندى.
ابتعدت ندى عنه قائلة برفق:
_يعني مش زعلان؟!..
رد ايوب بتريث:
_لا ياحبيبتي، ويلا خلينا ننام، عشان اصحى بدري اجيب سهر.
قالت ندى بتذكر:
_يقطعني نسيت اسأل عن سهر.
اخبرها ايوب بما حدث..
فقالت ندى بحزن:
_كسرتها واعرة جوي يا أيوب.
رد أيوب بلين:
_هتعدي كلنا هنقف جمبها،وهتعدي.
••••••••••••••••
صباحاً، في المستشفى..
ا
استيقظت سهر لتجد والدتها جالسة أمامها على طرف الفرش، اعتدلت قليلاً بمساعدتها التي قالت:
_حمدالله على سلامتك يابتي شدة وهتزول.
استرجعت سهر ما عاشتة في الليلة الماضية، وقالت بهدوء:
_العيل راح.
هزت اعتماد رأسها بشفقة عليها:
_راح يابتي، بس متزعليش بكرة ربنا يعوضك.
ارجعت سهر رأسها على إلى الوراء، ونظرت لسقف الغرفة بشرود، وكأن أعينها قد جفت من الدموع.
امسكت اعتماد بيدها وقبلتها برفق قائلة بتوعد:
_وغلاوتك يابتي هخلي رشيدة تندم وبكرة تشوفي ..