رواية ودق القلب الفصل السابع عشر 17 بقلم سهام صادق
الفصل السابع عشر
*************
ودق القلب
رفعت وجهها عن شاشة الحاسوب ورائحة عطر ذلك الواقف تغزو أنفها .. فأبتسم لها وهو يُطالعها
فأبتسمت مها بترحيب
- لاء أبدا يافندم
وتسأل رامي بلطافه لاول مره تعهدها مها من جنس الرجال
- ممكن أقابل بشمهندس مروان .. ولا لازم يكون في ميعاد سابق
فحركت مها رأسها دون وعي بلا .. فأبتسم رامي أكثر وظهرت غمازتيه
وأشاحت وجهها بعيدا عنه وهي تُتمتم داخلها
- لاء هو عشان رمضان خلص يرجع شوشو بذنوبه
وتابعت وهي توبخ نفسها
- لاء نتعدل كده
وعادت تنظر اليه بعمليه تُداري أرتباكها
- ثواني هديله أخبار
وسارت خطوتان ثم عادت اليه سريعا
- انت قولتلي أسمك ايه
وعندما ضحك .. عضت علي شفتيها بقوه من حماقة جملتها الغير مُهذبه
- قصدي أبلغه مين حضرتك يافندم
فجلس رامي علي المقعد الذي أمام مكتبها وأسترخي في جلسته
- رامي !
وعلي سماع أسم ذلك الذي يجلس خارجاً .. أندفع مروان للخارج هاتفاً دون تصديق
- مش معقول رامي
فنهض رامي من فوق مقعده .. وأقترب منه يحتضنه بشوق
- انا قولت نسيت ان ليك صاحب
وأبتعد رامي عنه وهو يعتذر عن غيبته التي دامت لأكثر من خمس سنوات
- ليك واحشه ياأبو عيون ملونه .. وغمز لمروان الذي ضحك
وعندما لاحظ مها التي تقف تُطالعهم وعلي وجهها ابتسامه جميله .. نظر اليها بجمود
- انسه مها
فأنتبهت مها لوقفتها وتنحنحت حرجاً .. ليشير مروان لرامي نحو مكتبه
- تعالا نكمل كلامنا ...
ثم سأله : تحب تشرب ايه صحيح
فحرك رأمي رأسه نافياً
- قول هنتغدي ايه
فضحك مروان وساروا سوياً نحو غرفة المكتب .. ووقفت مها تنظر الي طيفهم .. ثم بدأت تُقلد صوت مروان بضيق ..................................................................
نهض من فوق مقعده بعدما أخبرته سكرتيرته بوجودها
وأقتربت منها نيره تُقبله علي وجنتيه كالعاده
وعندما لاحظت نفوره الدائم من حركتها تلك ضحكت بدلال
- برضوه هسلم عليك كده ..مهما أعترضت
فتهجم وجه عمران .. وأشار لها بالجلوس
- قولتيلي في التليفون ان موضوع مهم عايزه تكلميني فيه
فحركت نيره يدها علي خصلات شعرها وزفرت أنفاسها ببطئ
- بابا ياعمران مُصمم اني أتجوز .. وكل يوم عريس
وكشرت بوجهها وهي تصف له كل رجل قد تقدم اليها بطريقه ساخره .. وعمران يستمع وداخله يزداد اشمئزاز من تصرفاتها التي لا تعجبه
وأنتظرت ان يتكلم ولكن فضل الصمت
- ايه ياعمران مش هتقول حاجه
فطالعها عمران بجمود وهو يعدل من رابطة عنقه
- كلامي مش هيعجبك يانيره فبلاش
فأقتربت منه وهتفت بدلال
- عمران انت عارف انا قد أيه بثق في كلامك
ومالت نحوه هامسه
- انت رأيك من رأي مش كده
فحدق بها عمران ساخراً وهو يبتعد عنها
- شوفتي اه انتي مستنيه اقولك انك صح
واكمل بجديه : بس انتي مش صح يانيره .. أنا مش شايف سبب مقنع لرفضك لكل اللي بيتقدموا .. تعليم ومكانه وكل حاجه أي بنت تتمناها
فتأففت بضجر : لاء مش معقول انت وبابا وماما .. لاء ياعمران بليز خليك معايا
واخذ ينفخ انفاسه بحنق .. ويطرق بأصبعه علي مكتبه الي أن دخلت نجوي سكرتيرته
- الأجتماع هيبدء يافندم
فنهض وهو يتنفس براحه .. فالأجتماع قد نجده
ونظر الي نيره بأبتسامه هادئه عكس ما بداخله
- أسف يانيره بس انتي عارفه الشغل بقي .. لو حابه تفضلي في المكتب براحتك
وتحرك من امامها .. لتُطالعه هي بهيام
- بحبك ياعمران
...................................................................
وقفت تنتظر خروج سكرتيرته ..وعندما خرجت من مكتبه
أقتربت منها نهي بلهفه
- ادخل
فنظرت لها الأخري بأسف
- مش فاضي يانهي ..تعالي وقت تاني
فحدقت بها نهي بشحوب في هذه هي المره الثالثه تطلب فيها مقابلته علي مدار يومين ولكن الرد " مشغول"
وأنصرفت بملامح باهته ..وخرج أمجد بعدها دون كلمه
...................................................................
كان عمران يأخذ غرفته ذهاباً وأياباً يُفكر بها .. الي ان سمع صوت طرقات فهتف
- أدخل
فدخلت منيره وهي تتسأل
- نحضرلك العشا يابني
فأبتسم عمران : لاء يامنيره مش جعان
وألتفت منيره بجسدها كي تُغادر الغرفه
- أبعتيلي حياه يامنيره
أردفت منيره للمطبخ تسمع ضحكات حياه مع نعمه وامل
- حياه عمران بيه عايزك
فسعلت حياه وهي تمضغ الطعام ..متسائله بقلق
- عايزني انا
فحركت منيره رأسها ..
ونظرت كل من نعمه وأمل لبعضهم ثم نظروا لها ..ونهضت بتوتر وغادرت المطبخ ..
وقفت امامه وعندما رفع عيناه نحوها تذكرت تلك الليله
وأطرقت رأسها بأرتباك ..ليقترب عمران منها مُبتسماً
وأتجه نحو باب الغرفه واغلقه
فطالعته بأرتباك ..وظلت واقفه بمكانها
- في خبر عن عمو حسام
فأشار اليها عمران بأن تجلس علي الأريكه ..وجلس جانبها وشعرت بالخوف الي ان
- لاء ياحياه وضعه زي ماهو
فظهر الألم علي وجهها
- طب وانا هفضل هنا لحد أمتي
لم يجد عمران اجابه .. ووقفت كي تُغادر مكتبه
- احكيلي عامله ايه في شغلك
فتعجبت من سؤاله كما تعجب هو من نفسه ..فهو يُريدها ان تجلس معه ولكن كيف سيُخبرها بهذا وهو يُنكر مشاعره أتجاهها
وجلست ثانية وظلت تخبره عن سعادتها بعملها الجديد وصداقتها بمها ..ولاول مره يكتشف انه يعشق ثرثرة النساء
الي ان صمتت فجأه وهي تتسأل بغباء
- انا اتكلمت كتير مش كده
فأبتسم عمران وهو يتأمل احمرار وجهها
- لا بالعكس
فضحكت وهي تعلم انه يكذب عليها وتسألت بمرح وكأنها تحدث صديقتها
- وانت بقي عامل ايه في شغلك
فضحك عمران حتي ظهرت نواجذه ..فهو لم يتخيل سؤالها هذا
- الحمدلله ياحياه
وتعجبت من ضحكته ..وشعرت بالحرج من غبائها وكادت ان تنهض
- خليكي ياحياه
فأعتدلت في جلستها رغماً عنها وفركت يديها بتوتر
ونهض هو نحو مكتبه ليفتح احد الأدراج واخرج شئ منه
وأقترب منها وهو يحمل تلك الصورة التي ألتقطتها بهاتفه
- أنا طبعت الصوره اللي اتصورناها
فأندهشت ونهضت أتجاهه وألتقطت الصوره منه بسعاده .. وأبتسمت وهي تتأملها
ومرت الدقائق وهو يجلس معها ويضحك دون تكلف
كلما نظرت للصوره تُخبره أنه هو الأجمل ..
وألتقط منها عمران الصوره كي يُطالعها هو الأخر ولكنها جذبتها منه سريعا ... وظلوا هكذا الي أن انفجروا ضاحكين من فعلتهم
وترك لها الصوره .. وأقترب منها ودون شعور منه كان يُحاوط خصرها وينظر لصورتهما
- انتي الأجمل ياستي مش أنا
فألتفت نحوه بأرتباك وهي تري ذراعيه تُحاوط خصرها بتملك .. وشعرت بالحراره تسري بجسدها
ونهضت فجأه وهي تبعد ذراعيه عنها وأتجهت نحو باب الغرفه
- أمل كانت عايزاني في موضوع مهم
وتركت الغرفه سريعا دون أن تلتف اليه او تنتظر رده
فأبتسم عمران وهو يمسح علي وجهه وبدء قلبه يخفق بين ضلوعه بعنف
...................................................................
تعجبت فرح من مُهاتفة أدهم لها في الصباح ويبدو من صوته انه حانق بشده وصراخ مالك لا يتوقف
ودخلت بسيارتها بوابة المزرعه لتري نظرات محروس وتبتسم له
- نفسي اعرف بتكرهني ليه
فأشاح محروس عيناه بعيدا عنها .. لتضحك علي فعلته
كان ادهم يتحدث بهاتفه ويحمل بعض الاوراق والخادمه تحمل مالك الذي لا يكف عن الصراخ
وأقتربت منها الخادمه بلهفه
- البيه من الصبح مش طايق حد
فأخذت فرح منها الصغير الذي أستكان بين ذراعيها
وأنهي أدهم مُكالمته بتأفف .. ونظر الي فرح واقترب منها
- معلش يافرح صحيتك من النوم
فأبتسمت فرح ثم نظرت للصغير تُقبله وتمسح دموعه
- مافيش مشكله أنا كده كده كنت هصحي عشان اروح الملجأ
ونظر لصغيره الذي لم يكف عن الصراخ منذ الصباح
- محتاج مربيه جديده لمالك
فتعجبت فرح من طلبه وتسألت
- اومال فين المربيه بتاعته .. ديه اول واحده تقعد أكتر من شهر معاه
فتذكر أدهم فعلتها الوقاحه ليلا .. وكيف أندست جانبه بالفراش تخبره برغبتها الشديده به
وأنتظرت فرح اجابته .. فغمغم بحنق
- طردتها .. وبلاش تسألي عن السبب
فأطرقت رأسها بحرج
- مش قصدي يافرح بس الأجابه مش لطيفه
ولم تفهم مقصده ولكن قررت أن لا تلح عليه مدام لا يُريد أن يُخبرها
ونظر في ساعته بضيق
- لازم أروح القاهره .. عندي مرافعه بعد 3ساعات
ومسح علي شعره وقد شعر بالعجز لأول مره في حياته وطمئنته ببتسامه هادئه
- متقلقش علي مالك .. هاخده معايا الملجأ
ثم قبلت الصغير الذي يلعب بيديه
- وبعدين نروح نقعد مع تيته ليلي لحد ما بابا يجي
فأصدر الصغير همهمته .. فضحكت عليه وهي تسمعه يقول
" تيته "
فأبتسم أدهم بأرهاق
- مش عارف أشكرك ازاي يافرح
فحركت رأسها بتفهم .. وأنحني نحو صغيره يقبله علي رأسه
وأرتجف جسدها وهي تشعر بأنفاسه حوله ورائحة عطره القويه
وابتعد وهو يري احمرار طفيف علي وجهها لا يعلم سببه
...................................................................
جلس مروان أمام عمران يُخبره عن أنضمام رامي لشركتهم
كان عمران جالس يستمع اليه وعقله شارد في سفرته القادمه التي سيغيب بها أشهر لا يعرف عددها ..
وتسأل مروان بقلق : مالك ياعمران
فزفر عمران أنفاسه ببطئ واخذ يُدلك جبهته برفق
- المشروع اللي بيني وبين شريكي الاماراتي ..هنبدء فيه من الأسبوع اللي جاي
فتذكر مروان ذلك المشروع والذي سيدخله عمران بالمناصفه
- طب وايه المشكله ..انتوا بستعدوا للمشروع ده بقالكم فتره كبيره ..
فتمتم عمران بضيق لا يعرفه
- لازم اسافر الفتره ديه الامارات انت عارف وجودي ضروري هناك
وساد الصمت بينهم للحظات ..الي ان نظر مروان نحو عمران وهو لا يعلم لما تذكر حياه
واخذ يتسأل داخله "معقول يكون حبها .. عمران عمره مااضايق من سفر خاص بالشغل "
وتذكر اعجاب احد الموظفين بحياه وحان الوقت كي يُخبره بذلك وبدون تمهيد للحوار
- البشمهندس هاشم انت عارفه اكيد ياعمران
فحرك عمران رأسه ..ليتابع مروان بخبث
- معجب بحياه وعايز يتقدملها
وفي تلك اللحظه نهض عمران وقد تجمدت ملامحه
- بتقول ايه
واخذ زجاجة المياه التي كانت امامه وبدء يرتشف منها
واستجمع اعصابه وهو يُطالع صديقه الذي يبتسم
- خلي البنت تشوف نصيبها ياعمران
وغمز بعينيه بمكر..ثم نهض من فوق مقعده
- فكر وقولي رأيك في الموضوع
وألتف بجسده يضحك علي ملامح صديقه
فالأن تأكد مما اراد
وانصرف مروان ليجلس عمران علي مكتبه بضيق
ورفع سماعة الهاتف بملامح جامده
- احجزي تذكرتين مش تذكره واحده يانجوي
...................................................................
جلست تنظر للمكان حولها بغرابه وهي مازالت لا تُصدق انها معه هنا وشردت في أحداث الأيام الماضيه عندما أخبرها بأنها ستُسافر معه في رحلة عمله ثم سيأخذها من هناك لصديق والدها لرؤيته ... وهاهي الأن تجلس في الشقه الخاصه به هنا وهو يقف علي مقربه منها يتحدث في هاتفه بأمور خاصه بالعمل .. وعندما أنهي حديثه أقترب منها بتسأل
- مالك ياحياه .. لسا متعودتيش علي المكان
يومان قد مروا وهم هنا وهي الي الأن لم تعتد علي وجودها معه في نفس المكان وحركت رأسها بنفي
- هنسافر أمتي لعمو حسام
فتمتم عمران وهو يزفر أنفاسه
- لما حالته تسمح
فتسألت بلهفه : يعني هو فاق فعلا
فحرك رأسه بنعم .. فحسام قد فاق من غيبوبته منذ أيام وهذا ماتفاجئ به في ذلك اليوم الذي قرر أخذها معه .. ولكن يخاف أن يعطيها الأمل .. فكما أخبره كريم ابن حسام ان حالة والده ليست مستقره وانه يستيقظ ثم يعود لغيبوبته مره اخري
ووجدها تبتسم وتحلم باليوم الذي سيأخذها فيه حسام .. وحرك يده علي شعره بضيق وأبتعد عنها
ليجدها تقترب منه وتقف امامه :
- انت هتسبني لوحدي
فتعجب من سؤالها .. فتابعت هي بتذمر
- هناك كنت بقعد مع أمل ونعمه وماما منيره .. اما هنا مش لاقيه حد وانت مبتعملش حاجه غير قاعد في مكتبك بتشتغل
وحركت شفتيها بأمتعاض .. فضحك علي فعلتها
- عايزه أيه ياحياه وبلاش شغل الاطفال ده
فأبتسمت وجذبت يده وهي تتقدم أمامه
- تعالا نعمل أكل وناكل ونرغي
وسار معها وهو يُتمتم بحنق
- حياه انا ورايا شغل
وبدأت تُثرثر كما أعتادت مع نعمه وامل .. وعمران جالس علي احد المقاعد بالمطبخ يعقد ساعديه أمام صدره
ووضعت أحد الأطباق امامه وهي تهتف بحنق
- رجعني مصر مدام مضايق كده
فنظر اليها بملامح جامده وهو يتذكر حديث مروان .. وجذب منها الطبق بعنف وبدء يأكل فيه
فأبتسمت وهي تُطالعه .. وجلبت طبقها وجلست أمامه
فرفع عمران عيناه نحوها ليجدها أخيرا قد صمتت واراد مشاكستها
- تعرفي انك رغايه اوي .. وتجيبي صداع للقدامك
فتغيرت ملامحها ونظرت اليه بألم
- انا عمري ماكنت كده .. بس لما تلاقي نفسك وحيد فجأه من غير أهل ولا صحاب
وطأطأت رأسها نحو طبقها .. ليفهم عمران مغزي كلامها
وحرك مقعده بالقرب منها وأبتسم بحنو لم تعهده منه من قبل
- بصيلي ياحياه
فرفعت عيناها نحوه .. لتجد في عينيه دفئ
- انا راجل عملي ياحياه مبعرفش أذوق الكلام .. أحيانا بقول الكلام من غير قصد او بمعني تاني بكون عايز أنكش اللي قدامي شويه .. وأحيانا بكون قاصد كل كلمه عشان أوقف اللي قدامي عند حده وألزمه حدوده
وتنهد وهو يتأملها بأبتسامه مُحبه
- انا كنت بهزر معاكي علي فكره
وعندما أبتسمت رفع كفه نحو وجنتيها يُداعبهما بلطافه
- انت أتغيرت معايا ليه
فطالعها عمران دون فهم .. لتُتابع بتعلثم
- الأول كنت بحسك بتكرهني وكأنك مجبور علي وجودي في بيتك بس دلوقتي معاملتك
وأرتبكت وهي تُتابع حديثها
- أحم لطيفه يعني
فضحك وابتعد عنها .. وتنفس ببطئ
- أنسي اللي فات ومتفكريش فيه
فطالعته قليلا وحركت رأسها بتفهم ثم تذكرت شئ
- تحب أعملك تشيز كيك
فنهض عمران وهو يضع بيده علي بطنه
- تصبحي علي خير ياحياه
فضحكت وهي تراه يخرج من المطبخ .. وضربت كفوفها ببعضها
- أنت الخسران !
...................................................................
كانت نهي تعبث بهاتفها .. تنظر الي المنشورات والصفحات التي تتُابعها علي حسابها الشخصي .. وفجأه وقفت عند أحد المنشورات لتبدء بقراءة احدي القصص المعروضه
وأنهت قرائتها بعد ان عملت أنها قصه حقيقيه .. لتدخل صفحه تلك الفتاه التي تعرض بعض القصص ونهايتها دوما يكون فيها جبراً وعوضاً .. قصه وراء قصه أنهتها وعيناها تدمع مع كل كلمه تقرأها .. أكتشفت أنها ليست الوحيده التي عانت بحياتها فالجميع يُعاني .. الكل لديه جزء بحياته مخفي
حكايه وراء حكايه تتذكر معها حكايتها أب تزوج من امرأه تكبره كي ينعم بأموالها .. خيانه متكرره الي ان أراد أن يتخلص منها ليأخذ منها ثروتها .. أتخذ صديقتها عشيقه ولعبوا لعبتهم في جعلها تُدمن الي ان اسقطوها في بئر الخيانه .. وعاد المشهد امام عينيها
والدته لم تكن خائنه ولكن الرجل الذي جلبه والدها للمنزل هو من أستغل ضعفها وعدما وعيها وعندما سقطت مغشيه عليها عرتها عشيقته ليحكم لعبته عندما تستيقظ وتري نفسها في احضان رجلا .. وانها زانية خائنه .. كل هذا رأته وهي ماكانت الا فتاه في سن مراهقتها لم تتجاوز الخامسه عشر .. تتذكر يومها وكأنه كان بالأمس يوم أن عادت من بيت صديقتها فقد كانت تنوي ان تظل عندها الليله كما طلب منها والدها أن تقضي اليوم مع رفيقتها ليُذاكروا ولكنها لم ترغب في البقاء بعد ان سمعت مشاجرة بين والدي صديقتها
فهي أصبحت تكره الخناق والأصوات العاليه .. وعادت الي منزلها لتري اسوء كابوس مر بحياتها .. الي الأن لا يعلم والدها انها رأت كل شئ رغم أنها دوما تقف امامه تنظر اليه وتخبره عيناها انها تعلم كل شئ .. تعلم كيف أقهر والدتها بعد أن تنازلت له عن مالها
وبعدها تزوج من صديقتها .. لتنتهي والدتها وتنتهي هي
وأصبحت فتاه لعوبه تكره الرجال .. توقعهم في شباكها وتأخذ منهم الأموال والهدايه كي تنتقم .. ومع أمجد كانت لعبتها أكبر كانت تُريد أن تتزوجه رغبة بأمواله وشهرته .. ولكن أنقلب كل شئ أحبته بل عشقته أصبحت تتمني فقط أن تحظي بدفئ ذراعيه .. تري أبتسامته .. تسمع صوته
حب لأول مره تعرف معناه .. حب بدون أنتقام دون هدف
حب وجدت به ماينقصها
وتعال صوت نحيبها ووضعت بيدها علي قلبها
- ليه حبيته .. ليه مفضلتش وحش .. ليه ضعفت ونسيت ان كل الرجال خاينين .. ليه عايزه اوي كده .. ليه عايز تضحي بنفسك عشانه
وعادت تنظر في هاتفها ..وضغطت علي صفحة الفتاه
وظلت للحظات تُفكر هل تحكي حكايتها ام تظل مع ماضيها
وفي نهاية حسمت قرارها