رواية اسيرة عشقه الفصل الخامس عشر15 بقلم شهد السيد
البارت الخامس عشر"_أسيرة عشقة_"
وضعها برفق شديد كأنها قطعه زجاج يخاف من كسرها أو جوهرة غالية يخاف ان تتعرض للخدش.
دثرها جيداً وقبل جبهتها واشعل نور خافت جوارها وغادر الغرفه.
اغلق الباب خلفه يقف بالرواق وضغط بضع لمسات علي الهاتف ووضعه علي اذنه بانتظار الاجابه..ثواني واتته..ليهتف بجمود:
"
_إيه الاخبار عندك.
ليرد الطرف الآخر قائل بأحترام:
_زي ماحضرتك أمرت نفذت كأني حضرتك والمناقصه رسيت علينا ووقعت علي العقود ومنتظر المحاسب يخلص ونرجع.
ليهتف بشك:
_حد حس بحاجه او حس ان انتَ مش أنا..أوعي يا ياسر انتَ عارف أن الاجتماع ده سري لأبعد الحدود وبيضم رجال أعمال كبار ف مصر والشرق الأوسط كله.
ليهتف ياسر بثقه كبيره:
_اطمن والله ياحمزه بيه مفيش أي حد شك مجرد شك بسيط ان أنا مش حضرتك.
ليتنهد براحة قائل:
_طيب خلص اجراءات العقود وارجعوا.
اغلق يخرج للردهه ليجد منه جالسه علي الاريكه تضم قدمها لصدرها تستند علي ظهريه الاريكه ودموعها منسابه بشرود.
زفر بتمهل وهو يشر بثقل شديد علي صدره وتقدم يجلس جوارها يمسح دموعها برفق قائل بصوت حنون يبث الاطمئنان لها كأنه والدها وهى طفلته:
_مش قولنا كفاية عياط عشان انتِ مش ضعيفة.
ارتمت بأحضانه تتعلق بها كالغريق الذي وجد طوق نجاته وشهقاتها تعلو:
_غصب عني ياحمزه اللي شوفتوا مكنش هين.
مسد علي خصلاتها يحثها علي الاكمال علها تستريح لتحاول إخراج صوتها رغم شهقاتها المتلاحقه:
_أول مره أحس إني خايفه وإني من غير أمان انا مليش حد غيرك تقسي عليا لما اغلط وترجع تحن تاني انتَ ليا كل حاجه اخ واب وام ودنيتي كلها أنا فتحت عيني عليك بابا كان مات وامي جت رمتني انا وحسن ليكم ومشيت..لما ضربني بالقلم حسيت بكسره رهيبه بذل كبير أول مره حد يمد أيده عليا..وعشان اقوله علي مكان خزنتك لمسني غصب عني انا اتهنت أوي اوعي تسبني تاني.
وعلت شهقاتها مجدداً أغمض عينه بقوه يجمح دموعه من الانسياب وداخله بركان علي وشك الانفجار وصدره يكاد يفتك من كثره غضبه وكأن الغضب يسري بعروقه بدل الدماء.
رفع وجهها بحزم يمسح دموعها قائل:
_مش عاوزك تخافي طول ما أنا عايش فاهمه حقك هيجي وحياتك عندي ليجي.
أبتسمت من وسط دموعها تؤمي بالايجاب.
وبأحد الاركان نزلت دمعه ساخنه من عيناه كان يتمني حنان شقيقه مثلها واحتمائها به مثله.
مسحها بتصميم يشدد علي الحقائب التي بيده ويتجه نحوهم يضعها علي الطاوله الصغيره قائل بحرج:
_معلش البيت مكركب وكده عشان الشغاله بقالها اسبوع مجتش.
نهض حمزه قائل بهدوء جامد:
_عادي..خليك معاهم وانا ساعتين وراجع.
اومأ حسن ويجلس جوار منه يفتح الحقائب.
ليغادر حمزه المنزل وقد اعتلت وجهه نظره شرسه مميته..!
_____________________________________
_____________________________________
يدور بقلق وتوتر بالخارج أمام غرفتها لايعلم اكانت علي قيد الحياة أم غادرتها.
وجد الممرضه تخرج راكضه ليمسك يدها قائل:
_هى لسه عايشه.
اومأت قائله:
_اه الحمدلله بس محتاجين نقل دم ومش لاقين حالياً
لتهتف وعد باستفسار:
_هيا فصيلتها إيه.
لتهتف الممرضه بعينه الدماء الخاصه بها لتصيح وعد قائله:
_انا فصيلة دمي زيها.
لتهتف الممرضه بلهفه:
_بجد طيب حضرتك حامل عندك سكر انيميا او أي امراض تانيه.
لتهتف وعد بحزن وهى تشعر بغصه مؤلمه تقف بحلقها:
_عندي السكر.
لتهتف الممرضه بأسف:
_مينفعش للأسف..
لتقاطعها وعد وهى تشير نحو رائد الذي يتحدث بالهاتف:
_اخويا..اخويا نفس الفصيله ثواني.
واسرعت نحو وبعد دقائق اتجهوا نحوها وعلامات الامتعاض تعلوا وجهه لتهتف وعد:
_اتفضلي حضرتك تقدري تاخدي منه الدم ومعندهوش اي امراض.
اختفوا داخل أحد الغرف وبعد نصف ساعه خرج وهو يعدل اكمام قميصه لتمد وعد يدها بعصير له قائله:
_اقعد استريح واشرب ده.
نظر لها باستخفاف قائل:
_هو انا كنت بولد استريح من ايه اشربيه انتِ انا مش عاوز.
هزت رأسها بيأس وجلست بصمت تراقب خروج الطبيب.
_____________________________________
_____________________________________
صف سيارته بعشوائيه وترجل منها ودخل ليجد صوت تأوات متألمه تخرج من أحد الأركان توجهه نحوها ليجد الرجل مكبلين بالمقاعد ورجاله يسددوا لهم اللكمات توقفوا عندما رؤه ليخلع سترته ليأخدها الحارس وشمر عن ساعديه وفتح أول ازرار القميص ووقف أمامهم بصمت مخيف يضع يديه بجيوب بنطاله.
خرج صوته هادئ ك هدوء ماقبل العاصفه:
_اللعب معايا وحش ونهايته وحشه ومصيركم اوحش..فكوهم كلهم.
نظر له الحارس كأنه تنين مجنح قائل بعدم استعاب:
_دول تمانيه يا باشا نفك التمانيه.
نظر له ببرود صقيعي قائل:
_بسرعة عشان مخلكش من ضمنهم ويبقوا تسعة.
أسرع يقف قيودهم لينهضوا لينزع ساعة معصمه يلقيها أرضا قائل بلمعه تحدي وانتقام شرسه غلفت عيناه:
_محدش فيكم يقرب.
وتقدم نحوهم لتبدأ المعركه الساحقه..ظل ثلاثه والباقي مسطحين أرضا يصرخوا من كسور عظامهم.
هجم علي واحد من الثلاثه لقترب الاثنين من خلفه و واحد منهم قيده ليري حارسه يتقدم ليناظره بحده قائل:
_مكااانك.
زفر ببطئ يحني رأسه ويرفعها بقوه لتصتدم بأنف الآخر ليصرخ بألم ليلتفت له يمسكه من تلابيت قميصه وبيده الآخري يسدد له لكمات متلاحقه.
سقط أرضا ليلتفت بعين حاده شرسه للآخر وقد تيقن أنه رئيسهم هو من مد يده علي شقيقته إذا.
التحم معه بمعركه داميه وكان الفوز له ليلوي ذراع الآخر للخلف بقوه ثم الأعلي لتتسابق اصوات طرقعة عظامه مع صرخاته.
امسكه يديره نحوه يصدم رأسه برأس الآخر لتخور قواه ساقط أرضا.
وقف يلهث بعنف وصدره يعلوا ويهبط نظر نحو الأخير ليجده قائل برجاء وهو يقترب بخوف:
_أبوس إيدك يابيه انا عندي عيال اللي عاوزه مني هعمله بس متعملش فيا زيهم.
نظر لرجاله وهو يأخد سترته وساعة يده مغادر:
_محدش يقربله خلوهم لحد الصبح مرمين كده لحد ما اشوف هعمل فيهم إيه.
صعد لسيارته يعود للقصر ليجد التجهيزات علي قدم وساق وقف يحادث احدهم ليرد عليه قائل:
_زي ماحضرتك أمرت يا باشا البوابه اتغيرت والحرس زادوا والمصابين ف المستشفى وطلع لكل بيت واحد فيهم تعويض وفلوس عشان يصرفوا منها والشغالين رجعوا والنظام الأمني اتغير.
اومأ بهدوء ورضا وصعد لغرفته اخذ حمام بارد وابدل ملابسه واخذ ملابس لهم ورحل لمنزل حسن.
دق الباب ليفتح له فريد دخل للداخل لتلتقط اذنيه صوت ضحكات منه تملأ الارجاء.
دخل ليجد حسن يلقي عليهم الدعابات وهو يمد يده بالطعام نحو شذي.
هتفت منه بأسمه لترفع شذي عيناها نحو وتسرع تلقي نفسها بأحضانه تطوق خصره.
ربت علي رأسها ومد يده بحقيبه لشقيقته قائل:
_غيري البتاع المقطوع ده وانزلي مستنيكي تحت.
اومأت وهى تأخذ الحقيبه وتدلف للغرفه..التفت حمزه وهو يحاوط كتفي شذي ليغادروا ليصيح حسن بأسمه ويقف أمام شذي مبتسم وهو يمد يده:
_مش تسلمي عليا قبل ما تمشي.
أبتسمت ببهوت تصافحه..ربت حمزه علي كتفه قائل:
_خلي بالك من نفسك.
اومأ حسن بابتسامه خفيفه ليغادر حمزه للأسفل ومعه شذي خرجت منه من الغرفه بحثت عنه لتجده يقف أمام باب المنزل اقتربت بابتسامه هادئه تقبل وجنته وتحتضنه قائله:
_خلي بالك من نفسك يا حسن وابقي تعالا حمزه أكيد سامحك.
ربت علي ظهرها قائل:
_ربنا يسهل خلي بالك من نفسك انتِ اهم حاجه وانا من وقت للتاني هتصل بيكي اطمن عليكي.
أبتسمت ولحقت بحمزه ليتنهد حسن وهو يغلق الباب خلفهم.
_____________________________________
_____________________________________
جلست أمامه ليهتف بهدوء:
_هشام الله يرحمه طلب مني اتجوزك قبل ما يموت بأسبوع عشان احميكي انا رفضت ف الأول بس مع الحاحه وانو خايف عليكي وافقت..وبعدين ما تتمي السن القانوني وتقدري تستلمي ورثك هقطع الورقه دي وتقدري تشوفي حياتك بعدها.
وكأن أحد سكب عليها دلو ماء بارد بأول شهر يناير..نظرت له بضياع وهيا تقف قائله بصوت منخفض غير مستوعبه:
_جوزني ليك..وانا فين فين موافقتي فكرتوا ف مستقبلي عارف يعني ايه عندي 18سنه ومتجوزه.
صرخت بانهيار غاضب:
_رد عليا فكرتوا فيا ولا ف مشاعري لما أعرف ليه كده ليه بتعملوا فيا كده..طيب هو خايف عليا انتَ فين عقلك ليه مرفضتش لييه انا بكرهكوا بكرهكوووووا.
صرخت بأعلي صوتها وهى تشعر بكل شئ ينهار حولها وحمزه يشعر بأن الحياة اصبحت سوداء فجأه..!