رواية ظلها الخادع الفصل الخامس عشر 15 بقلم هدير نور
هبطت مليكه الدرج لتصنع كوباً من الاعشاب لعلها تهدئ من الم معدتها قليلاً...
فقد رفضت بوقت سابق اصرار راقيه بجلب الطبيب للاطمئنان عليها و قد اخذت تتحدث باشياء غريبه لم تستطع مليكه فهمها بسبب مرضها فكل ما كانت ترغب به في ذاك الوقت النوم حتي ترتا من المها هذا لكنها نادمه علي رفضها هذا الان فالالم اصبح لا يطاق...
هبطت بالدرج ببطئ لكن فور وصولها للطابق الاخير من الدرج قفز قلبها داخل صدرها عندما رأت نوح واقفاً ببهو المنزل مع زوجة والده يتحدثان بجديه حول شئ ما هبطت الدرج مسرعه راكضه بلهفه و قد نست الام بطنها تماماً اندفعت نحوه ترتمي بين ذراعيه بلهفه صائحه بفرح
=حمد لله علي السلامه يا حبيبي...
لكنها شعرت بان هناك شئ خاطئ عندما لم يبادلها نوح عناقها هذا فقد كان جسده متصلباً بقسوه غمغمت بارتباك بينما تبتعد عنه ببطئ
=في ايه يا نوح...مالك؟!
اجابها بحده بينما يضع يده فوق ظهرها مشيراً برأسه نحو زوجة والده التي كانت واقفه و وجهها ممتلئ بابتسامه مشرقه
=ابداً ماما راقيه كانت بتباركلي علي حملك....
هتفت مليكه بحده شاعره بالبروده تتسلل الي سائر جسدها فور سماعها كلماته تلك
=حملي....
لتكمل فور استياعبها ما يحدث شاعره بالذعر مما سيفكر به نوح
=حمل ايه.....انا ...انا
قاطعتها راقيه بينما تضحك بسعاده
=يا حبيبتي مصدومه....
لتكمل بينما تربت فوق وجنتيها بحنان
=عارفه انك خايفه علشان ده اول حمل بس كلنا كنا كده اهم حاجخ خدي بالك من نفسك وكلي البسكوت اللي بعتهولك لحد ما نروح بكره للدكتور اللي نشفتي راسك و رفضتي ان اجيبه...
هتفت مليكه شاعره بكامل جسدها ينتفض بقوه بينما الدماء تجف داخل عروقها
=انتي فاهمه غلط انا.....
قاطعها نوح موجاثهاً حديثه لزوجه والده بينما وجهه صلب مقتضب
بينما يدفعها معه نحو الدرج...
=تصبحي علي خير يا ماما راقيه ....معلش هنطلع علشان عايز استريح
اومأت له راقيه قائله لحنان
=اطلع يا حبيبي...و خد بالك من مراتك......
لتكمل بصوت منخفض بالقرب من اذنه لكنه وصل لمليكه
=وبلاش شقاوه النهارده...لحد ما نروح لدكتور ونطمن عليها
اومأ برأسه بصمت و قد ازدادت صلابه وجهه دفع مليكه نحو الدرج التي صعدته كالمخدره شاعره بالخوف و الارتباك لكن فور دخولهم جناحهم صاحت بارتباك بينما تبتعد عنه لاقصي الغرفه بخوف
=انت..انت مصدق اللي اتقال تحت ده...؟!
قاطعها بحده بينما ينزع سترته يلقيها فوق الاريكه بغضب و يفك رابطة عنقه كما لو كان علي وشك الاختناق
= هو سؤال واحد و تجوبي عليه...
ليكمل بينما يتقدم نحوها ببطئ حتي اصبح يقف امامها مباشره مخفضاً رأسه نحوها متفحصاً اياها باعين حاده ثاقبه و وجه محتقن بشده
=رجعتي كام مره من الصبح لحد دلوقتي ؟!
رفرفرت مليكه عينيها بعدم فهم
=ايه..!!!!!!
زمجر بقسوه بينما يقبض علي ذراعها بقوه
=رجعتي كام مره يا مليكه
اجابته هامسه بصوت مرتجف ضعيف
=4مرات...
صاح بقسوه مما جعل الشريان النابض بعنقه يبرز بحده
=4مرات....4مرات و رفضتي الدكتور يشوفك....
وقفت مليكه متصلبه بمكانها بينما تشاهده يخرج هاتفه من جيبه ويقوم الاتصال بشخصاً ما...
=ايوه يا دكتور اسامه...عايزك تيجي علي القصر حالاً....
ليكمل بحده
=10دقايق وتكون هنا...
ثم اغلق الهاتف ملقياً اياه بحده فوق الفراش واضعاً يده خلف عنقه يجذب شعره بقوه....
لم تشعر مليكه بنفسها الا وهي تندفع نحوه بوجه محتقن بشده و عينين تلتمع بنيران ملتهبه ضربته في صدره بقبضتها صائحه بهستريه
= دكتور...!!جايب يكشف عليا....عايز تتأكد من ايه بالظبط....
لتكمل بينما اخذت تضربه بقبضتيها بضراوه في صدره بينما تهتف بهستريه من بين شهقات بكائها الحاده
=عايز تتأكد من اني بنت ولا لاء مش كده ...ولما انت شايفني رخصيه اوي كده ....عايز تكمل جوازك مني ليه....بس دي مش غلطتك دي غلطتي اني وافقت علي الجوازه دي من الاول..
شعر بنيران الغضب تندلع في صدره فور سماعه كلماتها تلك قبض علي ذراعها بقسوه مزمجراً من بين اسنانه بشراسه بينما يهزها بقوه
=انتي مجنونه مستوعبه بتقولى ايه
ليكمل و تعبيرات وحشيه فوق وجهه بثت الرعب بداخلها
=الدكتور جاي علشان اطمن عليكي....بترجعي من الصبح و رفضتي الدكتور يجي يشوفك كنت مستنيه ايه....مستنيه لما تموتي .....
قاطعته مليكه بينما تحاول فك حصار يده التي تقبض علي ذراعها بقسوه
=يعني انت مصدقتش فعلاً اني حامل
هز نوح رأسه ينظر اليها بذهول كما لو نمت لها رأساً اخري صائحاً بحده
=حامل....حامل من مين ...؟! انتي مجنونه هتحملي ذاتياً مثلاً ...
اخذت مليكه تنظر اليه عده لحظات باعين متسعه قبل ان تنفجر في بكاء مرير حاد فقد ارعبها مظهره بالاسفل ظناً منها انه قد صدق كلام زوجه والده شاككاً بها خاصه عندما قام بالاتصال بالطبيب و امره بالحضور ...
اقترب منها هاتفاً بقسوه متجاهلاً بكائها هذا فقد كانت كلماتها لا زالت تمزقه من الداخل
=الدكتور هايجي و اطمن عليكي...بس اوعي تفتكري كلامك اللي قولتيه ده هعديه بالساهل...ولو انتي شايفه جوازك مني غلطه انا ممكن اصلحلك غلطتك دي...
همست بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد و قد ادركت مدي قسوة كلماتها السابقه...فقد كان كل ما يرغب به هو الاطمئنان عليهاو هي قد اسأت فهمه..
=نوح انا...انا....
قاطعها بحزم بينما يضغط علي فكيه بقسوه متجهاً نحو الباب
=جهزي نفسك...وانا هنزل اقابل الدكتور...
ارتمت مليكه جالسه فوق الفراش تلعن نفسها وغبائها لكن ما الذي كان يمكنها فعله في موقف كهذا فقد شعرت بشعور من الخوف و الذعر لم تشعر بمثلهم من قبل عندما قالت زوجة والده انها حامل...
مسحت بتصميم وجهها الغارق بالدموع حتي لا يأتي الطبيب ويراها بمنظرها هذا نهضت تغسل وجهها بالماء البارد ثم جلست بهدوء تنتظر قدوم الطبيب.....
!!!!!!****!!!!!!****!!!!!!
كان نوح واقفاً بوجه متصلب يراقب باعين ثاقبه الطبيب وهو يقوم بفحصها بينما القلق يسيطر عليه... فعندما اخبرته زوجه والده عن حملها لن يكذب فقد شعر بالارتباك لثواني قليله لكنه كان يعلم بان هناك شئ خطأ في الاكر ولكن عندما اخبرته بانها منذ الصباح متعبه و تتقيأ باستمرار شعر بالقلقو الخوف عليها لكن فور ان اخبرته انها رفضت الذهاب للطبيب لفحصها شعر بالغضب يجتاحه...ماذا اذا كانت مصابه بشئ خطير و بسبب اهمالها هذا تسببت بالضرر لنفسها وعند صعودها لغرفتهم وقام بالاتصال بالطبيب اساءت فهمه ظناً منه انه يشك بها..
لعن في سره تلك الحمقاء فان ترك الامر لها فسوف تقتل نفسها ذات يوم بسبب اهمالها هذا..
زفر بحنق ولازالت كلماتها عن خطأ زواجهم تتأكله من الداخل لكنه نفض هذا بعيداً فكل ما يهمه الان هو الاطمئنان عليها.....
خرج من افكاره تلك عندما رأي الطبيب ينهي فحصه لها اقترب منه نوح قائلاً بصوت حاول جعله طبيعي والا يظهر به قلقه
=خير يا دكتور.....
ابتسم الطبيب مربتاً فوق ذراعه
=حاجه بسيطه متقلقش...
ليكمل بينما يخرج علبه دواء من حقيبته
=ده مجرد قولون عصبي....ممكن كلت حاجه اتسبب لها بمشاكل في معدتها...
ليكمل بينما يعطي لنوح علبه الدواء
=تاخدي حبايه من ده دلوقتي..
ثم سلمه عبوه اخري من الدواء
=وحبايه من دي قبل اي وجبه...و ان شاء الله هتبقي كويسه....
غمغم نوح قائلا بينما يمرر عينيه عليها لثواني ثم يعود للطبيب
=يعني مفيش حاجه خطر عليها
ابتسم الطبيب مراعياً قلقه هذا
=اطمن...والله هي كويسه مجرد شويه تعب بسيط في معدتها و اول ما هتاخد العلاج كل ده هيروح
شكره نوح ثم قام باصطحابه للاسفل و عندما عاد للغرفه وجدها جالسه فوق الفراش اقترب منها بهدوء مخرجاً حبه من عبوة الدواء وضعها بيدها ثم تناول كوب المياه من فوق الطاوله مناولها اياه بصمت ظل واقفاً يراقبها حتي تأكده من تناولها دواءها
اخفضت مليكه الكوب من فوق شفتيها وهي تتطلع الي وجهه المتجمد المقتضب بحده همست بتردد
=نوح......
لكنه تجاهلها متناولاً منها الكوب واضعاً اياه بصمت فوق الطاوله مره اخري قائلاً بحزم
=نامي علشان ترتاحي....
ثم ادار ظهره لها بصمت متجهاً نحو الحمام مختفياً به...
استلقت مليكه فوق الفراش بتعب فلازالت بطنها تؤلمها كثيراً امله ان ب
يخفف الدواء الذي اخذته الان بتخفيف ألمها هذا...
بعد عده دقائق..
تجمد جسدها عندما شعرت به يستلقي بجانبها فوق الفراش
اقتربت منه ببطئ واضعه يدها بحنان فوق صدره هامسه بصوت منخفض
=نوح..انا عارفه اني قولت كلام.....
لكنه قاطعها بحده بينما يستدير مولياً اياها ظهره
=معلش انا عايز انام نبقي نتكلم بكره
ظلت مليكه تنظر الي ظهره الذي يوليه لها عده لحظات شاعره بالندم علي كلماتها السابقه التي جعلته يتحول معها من حنانه الي هذا الجفاف عادت مره اخري الي مكانها فوق الفراش تستلقي فوقه وعينيها الممتلئه بالدموع مسلطه عليه..
بعد مرور ساعه...
كان نوح لايزال مستيقظاً استدار نحوها محاولاً الاطمئنان عليها اقترب منها ببطئ حتى استراح رأسه فوق وسادتها دافناً وجهه بشعرها يستنشق رائحته بشغف محيطاً خصرها بذراعه ممرراً يده ببطئ فوق بطنها التي كانت تؤلمها مدلكاً اياها بحنان ...
ففكرة ان شئ يؤلمها تكاد تمزق قلبه استمر بتدلكيه الناعم فوق بطنها غافلاً عن تلك التي لا زالت مستيقظه تستمتع بلمساته الحنونه تلك...
تجمد جسده بقسوه فور ان رأها تستدير بين ذراعيه لتصبح مواجهه له دفنت وجهها بعنقه مقبله اياه بحنان مما جعل جسده يهتز بقوه فهذه هي المره الاولي التي تبادر بها بلمسه من تلقاء نفسها همست بصوت اجش بينما لازالت تقبله
=متزعلش مني يا حبيبي....
لتكمل بينما تمرر يدها من اسفل ذراعه محيطه جسده بذراعها باسطه كف يدها فوق ظهره تضمه اليها بقوه
=غصب عني...لما سمعت ماما راقيه بتقول كده وشوفت وشك افتكرتك صدقت خصوصاً انك كنت مضايق و متعصب..
تنحنح نوح بينما يبعد بلطف رأسها من فوق عنقه حتي يستطيع التركيز في حديثهم هذا فقد كادت قبلاتها ان تذهب بعقله
=انا لو كنت متعصب او مضايق فده بسبب اهمالك في نفسك....
ليكمل بقسوه
=يعني ايه تفضلي تعبانه يوم كامل وترفضي ان الدكتور يجي و يشوفك افرضي كانت حاجه خطيره..و كان ممكن يحصلك حاجه....ده غير ان كلمتك اكتر من مره النهارده و مقولتيش انك تعبانه...
همست مليكه بصوت منخفض
=خوفت تقلق....بعدين يا نوح ما انا طول عمري بتعب بس متعودتش ان كل ما اتعب اطلع اجري علي الدكتور.......