اخر الروايات

رواية احببت كاتبا الفصل الخامس عشر15 بقلم سهام صادق

رواية احببت كاتبا الفصل الخامس عشر15 بقلم سهام صادق




الـــفـــصـــل الخــامـــس عــشـــر
**********************

جلس بأسترخاء وهو يتأمل الشخص الواقف أمامه بأعين مفترسه ، فمنذ أن أهتم بأمرها أصبح تفكيره محصورا في دائرتها هي فقط ، فأسبوعا كاملا جعل أحد موظفينه بجمع المعلومات عنها .. الي أن جائته أحدي المعلومات التي جعلت ذلك الشخص الماثل بخوف من ولي نعمته في طرده يقف أمامه الان..
ليتمهل عامر في نطق أسمه الي ان قال : تعالا يارجب
فخطي رجب بخطوات مرتجفه نحوه ، الي أن أشار اليه بأصبعه بأن يجلس أمامه
لينطق رجب أخيرا وبخوف قبل ان يهم بالجلوس : هو أنا عملت حاجه ياعامر باشا، انا موظف أمن غلبان عندك وفي حالي والله ياباشا
ليتذكر عامر هذه المعلومه التي قالها له موظفه .. بأن أحد أفراد من يبحث عنه يعمل موظف امن في أحد شركاته الخاصه بالأسمده
فيشعل عامر أحد سيجارته الكوبي ، وظل يتفرس ويدقق به الي ان قال أخيرا وهو يبتسم : متخافش يارجب أطمن
ليتنفس ذلك الخائف أخيرا براحه قائلا : اومال حضرتك ليه طلبتني ياباشا مدام معملتش حاجه
عامر : انا عايز اتجوز اختك حياه
فنهض رجب من مجلسه بدهشه .. الي أن نطق أخيرا وبكلمات متقطعه : تتجوز حياه أختي
ليتنفس عامر دخان سيجارته بجمود قائلا : اكيد طلبي مش مرفوض
رجب : بس حياه كلها يومين وتتجوز
لينطق عامرضاحكا : هترفض طلبي يارجب
رجب بحيره : مقدرش ياعامر بيه ، بس بس مسعد كاتب عليا شيك بخمسين ألف جنيه
لتتعالا قهقهات ذلك القابع بشموخ علي كرسيه ونهض اخيرا من مجلسه وأقترب منه بترقب
عامر : مش مهم ، والفلوس هدفعلك أضعافها يارجب
...................................................................
وقف مصدوما وهو يتأمل صديق عمره الواقف أمامه الان ، الي أن سار اليه بسعاده كي يحتضنه
أحمد : مش معقول يارامي ، انت هنا في أمريكا
ليشتد رامي في أحتضانه قائلا بسعاده : قولت مش هتنساني ونستني ، بس أعمل ايه في دمي اللي كل كراته بتقول ابن السيوفي
فأبتسم احمد بسعاده بعدما جلسوا سويتهم علي أحد المقاعد .. ليتنهد رامي قائلا : مفاجأه حلوه صح
احمد : اكيد ، بس ليه مقولتليش قبل ما تيجي
رامي بحبور : ياسيدي جالي عرض عمل هنا ، غير ان البنت اللي بحبها مقيمه في امريكا
ليضحك أحمد قائلا : البنت بتاعت النت
رامي ضاحكا : بلاش تفضل تديني مواعظك وحكمك والفشل والكلام ده .. انا بحبها بجد
احمد بأبتسامه هادئه : ربنا يسعدك ياصاحبي ، بس دار النشر سبتها لمين
ليرتخي رامي بجسده قائلا بفخر : انت ناسي اني مهندس زي زيك ولا ايه .. وان دار النشر ديه كانت فكرتك بس متقلقش ياسيدي سبتها لزميل ليا هيهتم بيها ويكمل مشوارنا انه يدعم الناس الموهوبه
وحل الصمت بينهم قليلا الي تابع رامي بحديثه قائلا : انت أزاي اتجوزت ، انا مش مصدق
لينهض أحمد من مقعده وهو شارد بها حتي قال اخيرا : عادي حبيت اتجوز فأتجوزت .. غير ظروف العمل هنا خلتني أفكر فعلا في وجود زوجه حتي لو فترة غربتي
ليقف رامي أمامه بصدمه : بس ده مكنش تفكيرك يا أحمد
أحمد بهدوء : انا هعوضها لما ننزل مصر بشغل في أكبر الشركات ، وهديها الفلوس اللي هي عايزاها .. ده أحلي تفكير يفكر فيه الراجل في الست اللي بيربط أسمها بيه قبل ما يتجوزها
رامي بصدمه أكبر : لا ده أنت بقيت غريب اووي ، هي الغربه بتغير كده اووي .. شكلي هاخد ساره واقولها لنعيش في مصر لأنتي من طريق وانا من طريق قال أمريكا قال
لتزداد ضحكات أحمد حتي قال أخيرا : صفا أنسانه كويسه وجميله ، بس انا بعد مها خلاص معنديش أحلام أن يبقي ليا زوجه وبيت وولاد
رامي : اومال هي دورها ايه
ليتنهد أحمد قائلا : دورها صديقه بس في أطار محلل
..................................................................
نطقت ناهد أخيرا بعدما استمعت الي كلماته الجامده وهو يخبرها بأمر زواجه المحتوم
ناهد : بس انا مش موافقه ياعامر
ليتنهد عامر بضيق ، وهو يطالعها بعدما انسحبت المرافقه الجديده لها امرا منه
عامر : انا مش باخد رأيك علي فكره ، انا ببلغك قراري ياناهد هانم
ناهد بأسي : ومدام لغيني اوي من حياتك كده ليه عرفتني بيها
ليطالع وجهها بأسي متذكرا كلمات صفا له
هيجي يوم وهتندم انك ضيعت جنتك من ايدك ، انا معرفش ليه انت بتتظاهر بكرهها كده وبتعذبها معاك .. بس ادي نفسك فرصه واغفر
لتخرج الكلمات من حلقه بهدوء : مكانتي ووضعي تحتم بكده ياناهد هانم ، ومش معقول هنكر وجودك في حياتي
وعلي فكره انا مش هتجوزاللي انتي رفضاها .. انا هتجوز واحده تاني خالص
ودار بجسده قائلا بجمود : الاسبوع اللي جاي هتيجي تعيش معانا هنا ، وهتتعرفي عليها كويس
...............................................................
كانت كالحره الطليقة تتمتع بحريتها وسط الأراضي المزروعه ، فتستنشق رائحة المحاصيل وكأنها تستنشق الورود .. وابتسمت وهي تتأمل اوجه اطفال هذه القريه وهم يركضون ناحية احد البركات الصغيره ليسبحون
وأبتسمت وهي تتذكر بأن اليوم هو بداية تمردها عليه ، فاليوم قد أصبح وجعها متثاقل لم تستطع تحمله ، فخرجت متحججه من عمتها بأنها تريد العوده الي بيتها .. ورغم اصرار عمتها اليومي بأن تمكث معهم حتي يعود من رحلة سفره ولكن كان الافضل لها ان تنفرد بالمنزل وحدها .. وتنهدت براحه وهي تتذكر اخيرا قد استقلت فراشه دون ان يرهبها بأوامره في التسطح علي الاريكه كل يوم .. لتدغدغها نسمات الهواء العليله وهي تشرد في رائحة عطره التي تملئ وسادات فراشه فحتي في غيابه يترك لها دائما اثره
فتنهدت جنه بخيبة أمل ، فكلما خفق قلبها بحباً صغيراً نحوه دمرهه هو بأفعاله الظالمه .. فما ذنبها ان تتحمل ماضيه بقسوته
فيرن هاتفها فجأه لتخرجه سريعا من جيب عبائتها قائله : ايوه ياأروي
اروي بقلق : انتي لسا زعلانه من كلام هدي ياجنه ، هي بس عايزه تفرسك ياهبله
لتخفض جنه وجهها أرض قائلة بألم : انا منسيه من حياتكم كلكم يا أروي ، متقلقيش عليا انا كويسه هتمشي شويه وراجعه
لتتعلثم أروي في الحديث قائله قبل ان تنهي المحادثه : جاسر قرب يوصل ، فاخر هيروح يجيبه من المطار
وتنغلق الخطوط ، ولكن خط واحد مازال مفتوحا
الـــــــقــــــــــهـــــــــــــــــــر
فتبتسم بأسي وهي تحادث نفسها عن سفره فجأه منذ ذلك اليوم الذي اتي فيه والده وعمته من عمرتهما فلم يكلف نفسه عناء ان يخبرها بشئ ، ولم تعرف الا حينما سألت عمتها عنه ، ونظرت اليها هي بأسف
فسقطت دمعة من عينيها وهي تتذكر كلام هدي عن اتصاله الدائم بوالده وعمته واخاه فاخر للأطمئنان عليهم .. ولكن اين هي من كل هذا
لتسمع صرخات احد الاطفال الذين لا يتجاوزون عمر الثانية عشر ويفلحون في الارض ، ويد أحدهم تصفعه
فتركض ناحيته بأشفاق وتنهضه من أثر تلك الصفعه التي اطرحته ارضا ، لتنفض عبائته الصغيره الباليه... واعين ذلك البشع تحاوطها ليقول بغضب :
ابعدي ياحرمه انتي من هنا ، بدل ما أطخك .. حرمه وشها مكشوف
لتصرخ جنه قائله وهي تحتضن الطفل : انت بتضربه كده ليه ، انت راجل معندكش رحمه
ليقهق هو ناظرا الي الأخرين الذي يفلحون الارض وقد ألتفوا ناحيته .. فيقول احدهم : في حاجه ياحج منصور
فيجذب منصور ايد الصغير قائلا : خد حسابك وامشي ، وقول لامك معندناش شغل ليك
ونظر الي جنه بجمود قائلا : وانتي بقي لازم اعرف تبع مين ياحلوه ، اللي تقف قدام منصور الضوي
لتصرخ فيه جنه عاليا بعدما جذبت منه أيد الصغير قائله بنبرة محزره : هبلغ عنك البوليس ،سامع ياعديم الضمير والرحمه
...............................................................
اخبار سفريتك ايه ياجاسر
فيتنهد جاسر بأرهاق من سؤال اخيه قائلا : كله تمام الحمدلله
فيتنحنح فاخر حرجاً ، حتي قال جاسر اخيرا : قول اللي عايز تقولهولي يافاخر
لينطق فاخر أخير : انا عايز امسك فرع شركتنا الجديده في اسكندريه ياابن ابوي ..
.............................................................
أمسك الحُرمه اللي متربتش ديه ياواد يا عنتر ، انا لازم اعرف قريبت مين .. شكلها مش من نواحينا
كان صراخ ذلك الرجل كفيل ان يوقف اي حداً يسير من ذلك الطريق ليتابع المشهد من صراخ وتعجرف ذلك البدين
فتضم جنه الولد الي حضنها أكثر ، وذراع البدين تحاول ان تنزعه منها ... فيرفع منصور بيده قائلا وهو يتوعد لها : يبقي لازم تتربي ، بلا حُرمه بلا بتاع بقي
وقبل ان تسقط يده علي وجهها ، كان صوت صراخ احدهم يعلو .. فينتفض منصور فزعا قائلا وهو يتأمل هيئة الرجلان : جاسر بيه فاخر بيه نورتوا ارضكم
ليجذب جاسر تلك الواقفه بذعر منذ ان سمعت صوته ، حتي قال وهو يتأمل ذلك الرجل الذي يدير شئون أرضهم : حسابك معايا بعدين يامنصور ، من امتا بنرفع ايدينا علي ست
فيمتقع وجهه منصور وهو يطالعها بشر قائلا : ديه حُرمه قليلة الادب ياجاسر بيه .. ومعدومة الربايه حتي أسال الرجاله
فيتأملها جاسر بشر وبركاين غضب من نار، فيجذبها من معصمها بقوه ...لُتتشبث هي بقدميها في الارض وتقف وهي تطالع الطفل
جنه : مش همشي من هنا ، غير لما الراجل ده يسيب الولد في حاله .. ده ممكن يضربه ياجاسر
وما كان منه سوا ان يجذبها بعنف اكبر دون أن يمهلها ان تكمل بحديثها ، حتي ألتفت ثانية الي الطفل صغير قائله : هجيلك تاني ، ومحدش هيقدر يعملك حاجه
فيلقيها جاسر داخل السياره بعدما اشبع أذنيها بالسب ، واتجه الي منصور ثانية الذي وقف مصدوما من توبيخ فاخر له بعدما اخبره من تكون هي
فأنتفض منصور فرعا قائلا : والله ما كنت اعرف انها مرتك ياجاسر بيه .. وتابع بحديثه وهو يحاول ان يقبل يدهه بأسف جاسر بنبرة متوعده : انا كنت ممكن اقطع رزقك يامنصور ، بس مش هقطع رزق واحد غريب جيه بلدنا يطلب العون .. ونظر الي الطفل الواقف خوفا وعلامات الضرب ظاهره علي وجهه ليقول بجمود : بوس راسه دلوقتي وقدامي يامنصور، مش كفايه بتشغلي أطفال في الارض ..
ولم يكن من منصور سوا ان ينحني ليقبل رأس الطفل الصغير امام اعين الجميع .. فأنحني جاسر اليه قائلا : من هنا ورايح متشتغلش وانا هتكفل بمصاريفك
وذهب وهو يتوعد لتلك الاخري .. التي بعثرت بهيبته امام الملئ
.............................................................
اصبح مللها يزداد كل يوم ، اصبحت لا تطيق غربتها التي وضعت نفسها فيها بجانب حلماً مازال سراباً وغيم كصاحبه ، يعاملها كرفيقه ليس الا
فتنهدت صفا بأسف ، وتطلعت الي ارجاء المنزل حتي انتفضت وبداخلها فكرة سترهقها ولكن ستسليها
فالبيت رغم نظافته من أهتمام تلك الخادمه الاجنبيه الا انها لا بد ان تضع لمساتها كأنثها عربيه
فأخذت تدور في كل ركن من أركان المنزل ،بعدما اعدت ادوات تنضيفها تحت نظرات خادمتها المذهوله
وبدأت تتأمل هيئتها برضي وهي تقف بأحدي الملابس الخفيفه المؤهله للمسح والتنضيف .. ولملمت شعرها ككومه واحده بمشبك مثبت .. وبدأت مهمتها المهلكه وهي مطمئنه بأن وقت قدومه مازال طويلا .. وستسلي نفسها
وأصبح الوقت يمر ، وجسدها يُلعنها بتلك الفكره الغبيه فالبيت واسع ومن طابقين .. فحملت عدت التنظيف ثانية وهبطت الي أسفل واول حجره فكرت بها في الطبق السفلي هي حجرة مكتبه وياليتها لم تفكر .. وياليتها سمحت لخادمتها بتلك المهمه بعدما طلبت منها ان تساعدها
كانت قد انتهت من تنظيف الغرفه ومسحها ولم يتبقي لها سوا مرحلة تلميع الزجاج والاسطح .. فتأملت تلك اللوحه الهندسيه المرسومه بدقه وملونه أيضا حسب مساحات الخُضره ومساحات المياه التي ستحيطها ، ومالت علي الرسمه بأنبهار وهي تطالعها بأحد دوارق الماء التي تضع بداخلها الماء والصابون ومنشفتها الموضوعه عاليا علي احد كتفيها معلقه .. ودورق الماء أصبح يتاميل من يديها كالبلهاء علي اللوحه الهندسيه ، فلم تكذب يوما والدتها عندما كانت تخبرها بلقب المساطيل الحمقا
لتتسع عيناها تدريجيا وهي تري دورق المياه المشبع بالصابون يهطل وهي مندمجه بغباء .. ويالها من لوحة جميله قد تشوهت معالمها فأصبحت الخطوط جميعها داخل اللوحه كخط واحد ..
فشهقت صفا بفزع وهي تري تشوهه اللوحه الجميله ، لتصرخ قائله : ماهو السبب في حد يحط شغله كده ، هو اللي مهمل
ووضعت بيدها علي شفتاها وتابعت بحديثها : هعمل ايه انا دلوقتي ياربي .. انا شاطره في تقليد الرسومات هحاول اقلدها براحه ، ونظرت الي احد اللوحات الفارغه الملقي جانبا وبدأت تنفذ فكرتها الحمقاء
مرت ساعه واثنان وثلاث .. ومازالت المحاولة مستمره .. الي ان غفت علي اللوحه بعدما انهكها جسدها
وكعادته كل يوم يأتي من عمله بالشركه ،ليدخل حجرة مكتبه اولا .. ولكن اليوم كانت الصاعقه له صفا تجلس علي كرسيه وامامها لوحتان .. احدهم ملامحها اصبحت متشوها الي حد ما .. والاخري قد قلدتها ببراعه
ليبتسم احمد وهو يطالعها وهي تمسك احد الاقلام ، واخر فوق اذنيها ورأسها ملقي علي اللوحه في ثبات عميق
فأنحني بجسده وهو يتحسس وجهها بأنامل حانيه قائلا بصوت هامس : صفا اصحي
ولكن لا حياة لمن تنادي ، فضحك وهو يحملها بين ذراعيه .. لتستقبله خادمته شارحة له كل مافعلته سيدتها اليوم ، ليصعد احمد درجات السُلم وهو يطالعها ضاحكا اكثر واكثر الي أن وصل حجرتها ووضعها برفق علي فراشها
لتتضح الرؤية له وهو يراها بذلك الرداء القصير ..الملتصق بجسدها الي حد ما وشعرها الذي قد تساقطت منه عدت خصلات متمرده
فلم يكن منه سوا ان جلس بجانبها ، يتحسس ذراعيها العاريين بدافئ قائلا : صفا اصحي طيب غيري هدومك بدل ما تتعبي ...
فتلملمت هي في الفراش بتعب ، وفتحت عيناها بصعوبه لتقول بعويل كالأطفال وهي تنتفض بعدما رأته بجانبها
صفا : اللوحه راحت فين ، انا كنت قربت اخلصها
ونهضت من فوق فراشها وهي تقص عليه احداث اليوم بأكمله الي أن تنفست بصعوبه وهي تتمتم : انت مش هتزعقلي صح ، ولا هتضربني ولا هتطردني
لتزداد ضحكات احمد وهو يتأمل حالة جنونها ويقف قبلتها .. ورغم انها هي واقفة علي الفراش كان طوله يماثلها بل أكثر .فربط علي احد وجنتيها قائلا : في نسخه تانيه من الرسمه في الشركه ، ديه النسخه اللي بعدل فيها مش اكتر .. وابتسم بهدوء ليتابع حديثه
احمد: ومش هزعق ، ولا اطرد ولا اشتم
فتنفست هي براحه واغمضت عيناها وهي لا تعلم بأنه يطالعها بنظره رجل لأنثاه قد نساها هو منذ زمن
فمال علي أحد خديها وقبلها قبله بسيطه ، قد جعلت جسدها كله ينتفض وابتعد عنها وهو يتأملها قائلا : غيري هدومك عشان متبرديش ياصفا
فأبتسمت هي بعفويه بعدما غادر ، وهي تحلم باليوم الذي سيشعر فيه بحبها
.............................................................
نظرات قاتلة منه كان يحطيها بها ، الي ان جلس اخيرا بأرهاق
جاسر: الجوازه ديه كل يوم بتحرق من دمي
وتأمل وقوفها امامه ، حتي تنهد اخيراً وهو يشير اليها بأن تقترب منه قائلا : بصي ياجنه لولا انك بنت عمي في الاول والاخر .. كنت رميتك في الشارع من اول يوم اتجوزتك فيه بس للأسف بنت عمي حتي لو متجوزك غصب
لينتفض جسدها من كلماته الجارحه فترد له كلماته قائله : وانا كمان مغصوبه عليك ، هو انت حد يقدر يطيق يعيش معاك يوم
لتغلي الدماء بقوه فوق رأسه ، وأنتفض من مجلسه ليمسك ذراعيها بقوه ويصرخ بها قائلا : شكل عمي معرفش يربيكي
فتغمض عيناها بألم وهي تسمع سبابه لها ، الي نطقت
جنه : وانت بقي اللي هتربيني
ونفضت ذراعيها عنه لتقول وهي تطالعه بكبر : اخلص مني وطلقني واه اريحك مني خالص
ولم يرحمها منه سوا رنين هاتفه الذي أهدأ من غضبه قليلا بل اكثر
ليلتف اليها بعدما انهي مكالمته ، فيعود يتأملها بضيق قائلا : طلاق ومش هطلق غير بمزاجي ، واللي حصل النهارده عارفه لو اتقرر تاني .. متلوميش غير نفسك ياجنه
فتبتعد عنه ، وألتفت بجسدها الضئيل غير عابئه بالشر الذي يتطير حوله .. الي ان وقفت وعادت تطالعه ثانيه ولكن ببتسامه هادئه
جنه : كان شكلك حلو اووي وانت بتساعد الطفل ، طلع في قلبك رحمه يا أبن العامري
وركضت سريعا من امامه وهي تضحك من رد فعله
لينطق هو اخيرا بعدما اختفت من امام اعينه
جاسر : انا هتشل منها قريب ، ده ايه الجوازه الي بكفر فيها عن ذنوبي ديه
.................................................................. أرتجفت قدميها وهي تخطو بأول خطوه داخل مكتبه بعدما سمحت اليها سكرتيرته اخيرا بالدخول
وأتستجمعت قواها وهي تعيد كل ما ستقوله له من رجاء بأن يتركها بحالها، ورفعت عيناها وهي تطالع كل جزء من أركان مكتبه الفخم
لتسمع صوته خلفها ،فألتفت اليه لتراه وهو ينشف شعره ووجهه من الماء ، واكمام قميصه مرفوعه الي اعلي .. فأخفضت عينيها سريعا قائله : حصرتك عامر بيه
فأبتسم عامر وهو يتأمل أرتجافها هذا وتحدث قائلا : طب ارفعي وشك الاول
لتحرك وجهها بالنفي ، وهي تحادثه قائله بخجل : رجب اخويا قالي ان انت اللي دفعت فلوس الشيكات لمسعد ،انا جيت اشكرك علي اللي عملته معانا .. واطلب منك انك تكمل كرمك وتسبنا في حالنا
فأقترب هو منها ، متأملا كل تفاصيلها .. حتي مد بأنامله وكاد ان يلمسع وجهها
فأنتفضت هي فزعاً ورفعت بوجهها تطالعه بشر ، وقبل ان تلقي عليه كلماتها
تأملته بدهشه قاتله
حياه : هو انت !
فتسعت ابتسامة عامر تدريجيا وضحك بقوه قائلا : في واحده تقول لجوزها هو انت
حياه بصدمه: جوز مين
لتزداد ضحكاته بقوه الي ان قال : فيما بعد يعني ، اللي هو بعد يومين برضوه ولا رجب مالكيش
فتصدمها كلماته ، الي ان نطقت
حياه: بس انا مش موافقه
فتأملها قائلا : ليه مش موافقه ياحياه
لتنظر اليه طويلا قبل ان تقول
حياه : لانك عايز تشتريني بفلوسك
فأبتسم بهدوء وهو يكمل غلق ازرار قميصه العلويه ، وتأملها قائلا :بس انا مشترتكيش بفلوسي ياحياه ، انا عايز اتجوز
لتتلقي حديثه بسؤال يقتحم ذهنها بقوه
حياه : طب ليه انا !
فيتنهد عامر حائراً وهو يدرس تفاصيل ملامحها بقوه ، الي ان قال بأبتسامه صادقه : لأني حــلمت بـيــكي ياحياه !



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close