رواية مهرة النعمان الفصل الثاني عشر12 بقلم فريدة الحلواني
ما هذا الثقل الجاسم علي قلبي ماذا حل بي اكاد ان اختنق
انفاسي تعاندي اصبحت التقطها بصعوبه كاني غريق يحاول النجاه ولكن اني لي بالنجاه و طوق نجاتي هجرني
هل اختلق لك عزرا جديدا ام اكتفي منك
مالها اعزاري لا تنضب كلما اوجعتني اجد لك الاف الاعزار ولكن الي متي حقا تعبت
الا من يوما ياتي احظي به برحمتك واشفاقك علي قلب صغير ذاب و تعب من الانتظار والاشتياق ايضا
+
كانت
تلك الكلمات تدور داخل مهره بعد ان قرات الخطاب مرات عديده تحاول استيعاب
ما خطه لها بيده ووقعت في حيره كبيره هل تشفق عليه ام علي حالها
ام تمقت المسماه بامها وتحقد عليها لانها سبب في جزء كبير من المعاناه التي تحياها
ربما لو كانت مثل باقي الامهات هي من تولت رعايتها و تربيتها لكان الوضع اختلف
ولكن
ايضا بداخلها تكن لها بعض الشكر لانه لولا تخليها عنها منذ ولادتها ما
كانت ستحظي بكل الحب والدلال و الرعايه التي وهبها لها حبيبها لا والله يجب
عليها شكرها لانها اتاحت لها الفرصه لتكبر في كنف رجلا
لن
يتكرر كثيرا فهي تقسم ان كان والدها رحمه الله عليه علي قيد الحياه وكان
يعيش هو و امي حياه طبيعيه وانا معهم مهما قدمو لي لم يكن مثل ما فعله
ويفعله معي هذا البدر
التقطت الخطاب للمره التي لا تعلم عددها وبدات في قراءته بتركيز
(
مهره .....سامحيني انا بترجاكي تسامحيني انا مش عارف عملت كده اذاي ضعفت
ايوه ضعفت هعترفلك بحاجه يمكن اقدر اريحك مع ان اعترافي مش هيغير حاجه بس
انتي
الحاجه الوحيده الي اتمنتها في حياتي وبعد الي حصل بينا لو مت هكون خلاص
اخدت كل حاجه من الدنيا ومفيش حاجه تانيه تستاهل اني اعيشلها
انتي الذنب الي بدعي ربنا في كل صلاه اني متوبش منه
بس انا اتكسرت ادامك مكنش لازم اضعف واطاوعك
اوعي
تلومي نفسك انا السبب في الي وصلناله لو كنت قدرت اخبي الي جوايه كويس
مكنتيش انتي اخدتي الخطوه دي ...بس للاسف بردو مهما حاولت اخبي كنتي هتحسي
لان ذي ما بتقوليلي دايما احنا مرايه بعض
انا مش عارف ابص لنفسي في المرايه ولا هقدر ابص في عينك انتي بالذات او اي حد من الي حوالينا
بقي انا بعد ما كنت امانك وحمايتك اعمل كده
طب هقف قصاد ابوكي في الاخره اقوله ايه انا طمعت في الامانه الي سبتها في رقبتي
ااااااه مش عارف اعبر بس انتي اكيد فهماني
حقك علي قلبي يا بنت قلبي
انا
سافرت او بمعني اصح هربت يمكن الكام يوم دول اقدر الملم قلبي الي هينفجر
جوايه وارجع لعقلي الي اصلا مش قادر يستوعب انه هيبعد عنك بارادته
انا سبتلك فلوس تكفيكي لمصاريف الايام الي هغبها لو مكفتش انتي عارفه مكان الفيزا الاحتياطي شايلها فين خوديها خليها معاكي
اوعي يا فرستي اياكي تعاقبيني و تاخدي فلوس من حد لو عملتيها هتكسري الي باقي فيه يبقي كده انتي بتقوليلي انك خرجتيني من حياتك
وانا الي مصبرني عالي انا فيه انك لسه منوره حياتي
متزعليش من قمرك
و متعيطيش
سلام يا غلب بدر وعذابه وناره )
طوت
الخطاب وقبلته ثم قامت من فراشها متوجهه لخزانه ملابسها ووضعته فيه مع
النقود بعد ما اخذت منها بعض الورقات النقديه حتي تشتري بهم ما يلزمها كما
وصاها بدرها
اغلقت الخزانه و التقطت حقيبتها ووضعت ما بيدها بها وهي تحاول التماسك
اتجهت
الي باب غرفتها وفتحته حتي تذهب الي المرحاض وقبل ان تصل اليه سقطت مخشيا
عليها تزامن هذا مع خروج الجده من غرفتها وعندما راتها ممدده علي الارض
صرخت بقوه مما ادي الي تجمع اهل المنزل
+
في مطار برج العرب الدولي بالاسكندريه كان يجلس بدر بنصف عقل يحاول ان ينتبه لحديث مصطفي الذي يحاول ان يقهم منه مابه
مصطفي : يابني فاهمني بس ايه الي خلاك تغير رايك فجاه وتسافر
بدر بعصبيه : متزهانيش بقي وبطل ذن قولتلك عشان بيتر صاحبي والاحسن اني اقابله بنفسي عشان نرتب البلاوي الي احنا فيها دي
كاد
ان يرد عليه ولكن اعلن عن ميعاد الطاءره فقام مصطفي بتوديعه ووقف حتي
اختفي عن انظاره فتوجه خارج المطار استقل سيارته وقبل ان يبدا في تشغيلها
اخرج هاتفه و اتصل بمعذبته التي لا يعلم ما سبب تبدل حالها معه
انتظر الرد قليلا ثم فتح الخط
ردت عليه وهي تبكي فانخلع قلبه رعبا عليها
مصطفي : زينه انتي بتعيطي ليه حببتي مالك في حاجه تعباكي ردي عليا طمنيني
زينه وقد ذاد بكاءها بسبب تانيب ضميرها مما كانت تفعله معه بمنتهي الغباء
لامت نفسها بعد ما سمعت صوته الملهوف عليها واقسمت ان تفعل ما بوسعها لكي تعوضه وتعتزر له عما بدر منها في الايام السابقه
حاولت تمالك نفسها واجابت : انا كويسه متقلقش بس مهره الي تعبانه
مصطفي بخضه : ليه مالها وانتي فين دلوقت
زينه
: انا اتصلت بيها من شويه عشان نروح المدرسه مع بعض مردتش عليه اتصلت
بلميس قالتلي ان تيتا لقيتها واقعه عالارض مغمي عليها وسخنه مولعه
وليد
كشف عليها لقي حرارتها معديه الاربعين ركبلها محلول واداها حقنه تخفض
الحراره بس لحد دلوقت بقالها اكتر من ساعتين ولا فاقت ولا الحراره نزلت
وانا اول ماعرفت روحت انا و ماما عندكم وادينا كلنا حواليها مستنينها تفوق ثم اكملت ببكاء انا خايفه عليها و زعلانه اوي يا مصطفي
مصطفي
: لا حول ولا قوه الا بالله اكيد عرفت بسفر بدر لان الحاله دي بتجلها لما
بتزعل جامد ايووووو ياجدعان ده لسه راكب الطياره من خمس دقايق بس يعني لو
كلمتك بدري شويه كان عرف ولغي سفره ورجعلها
بس خلاص كده مش هينفع حد يقوله وهو مسافر عشان لو عرف هيتجن
زينه : لا الاحسن انو ميعرفش وربنا يشفيها
بس شكلهم هنا في البيت مكنوش يعرفو بسفره بدالك غير لما جدو النعمان قلهم
مصطفي : ماشي حببتي اقفلي وانا اتحركت مسافه الطريق هكون عندكم بامر الله لو اي جديد كلميني
زينه : حاضر علي مهلك وانت سايق يا حبيبي سلام
1
اغلقت الخط وجلست بجانب الفتيات مره اخره في انتظار استيقاظ الاميره الناءمه
هكذا شبهتها زينه بداخلها
اذا كل هذا المرض الذي اصاب اميرتنا بسبب غياب وحشها اللطيف عنها
فهم داءما يشبهونها بالاميره والوحش لفرق الحجم الواضح جدا بينهم ولكنه وحش وسيم وهمجي ايضا
الهذا
الحد بلغ عشقه داخلها ما يجعلها تغيب عن الدنيا بغيابه عنها وانا التي
ظلمتها واهنتها واتهمتها باهدار كرامتها لاجل شخص لا يشعر بها
ولكني
اقسم اني كنت غبيه فما يظهره بدر لها من دلال امام العالم اجمع دون
الاهتمام بشكله امام الناس يدل علي عشقه هو الاخر لها ولكن نجهل سبب
اعترافه به
حتي انها تذكرت موقف ما استغربت وقتها مما حدث
في
العام الماضي كانو يقضون بعض ايام من عطله الصيف في الشاليه الخاص بعاءله
النعمان القاطن داخل احدي القري السياحيه الموجوده بالساحل الشمالي
كان الشباب والفتيات يتنزهون ليلا داخل احد المولات المتواجده داخل القريه
و فجاه وقفت مهره فنظر لها بدر لمعرفه سبب وقوفها وبالتالي توقف الجميع
مهره : ثواني بس هقف علي جنب اربط الكوتشي اتفك مني
بدر
: انتي هبله يابت تطاتي اذاي قدام الناس ولم يعطيها فرصه للرد ونزل سريعا
جلس علي احدي ركبتيه و ثني االاخري ثم امسك بقدم مهره ووضعها فوق ركبته
المثنيه وقام بربط حذاءها
الوضع
كان ملفتا لدرجه ان بعض رواد المكان وقفو يشاهدون هذا الموقف باعجاب من
بعض الفتيات والحقد من اخريات علي مهره انها تحظي برجل كهذا
واطلق بعض الشباب الصافرات تحيه له علي ما فعل
ظلت
زينه تتقاذف علي عقلها ذكريات و مواقف كثيره جعلت ضميرها يؤنبها اكثر علي
ما اقترفته في حق هذه المخلوقه الجميله من الداخل قبل الخارج خاصا اخر شىء
فعلته من اجلها في المدرسه فبرغم كل ما فعلته معها
الا انها دافعت عتي وارجعتني الي الطريق السليم واحده غيرها بعد الذي فعلته معها كانت اكتفت بالمشاهده والشماته ايضا فيما سيحدث لي
افاقت من شرودها علي لكز لوجي في كتفها
زينه بخضه : ايه ايه في ايه
لوجي باستهزاء : ابدا يا روحي بقالنا ساعه بنكلمك وانتي ولا هنا
مها : الي اخد عقلك يا زوزو
زينه
ببكاء : انتو الي اخدين عقلي انا اذاي كنت غبيه كده وكنت هبيع اخواتي
وعشره عمري عشان حبه كلام من واحده زي دي انا اذاي كنت عاميه ومش شايفه
اختلافها عننا
وبرغم كده مهره الي مسكت ايدي ورجعتني غصب عني عشان تنقذني
والي قاهرني اكتر من نفسي ان انتو بتتعاملو معايه عادي حتي معتبتونيش
اخذتها لوجي باحضانها وهي تهداها : بطلي هبل يابت انتي حد يشوف اخته بتغرق ويسيبها وبعدين احنا عارفينك هابله
ويضحك
عليكي بكلمتين وكان ممكن نقولك من الاول بس قولنا نسيبك شويه وندخل في
الوقت المظبوط عشان بس تتعلمي الدرس كويس وبعدين حوشي شويه
من
دموعك دي لحد ما مهره بس تفوق عشان ناوينلك علي علقه محترمه تخليكي متنسيش
الي حصل طول عمرك وتعرفي تختاري الناس الي تصاحبيهم بعد كده
خرجت
زينه من حضنها وهي تمسح دموعها وتقول باصرار : لالالالا خلاص توبه اصاحب
حد تاني وبعدين انا عندي اربع اخوات مش اصحاب ومش هلاقي ولا اجدع ولا احسن
منهم يبقي اعرف حد جديد ليه بقي
ردت مها بمزاخ : طفاسه و فراغه عين ياقلب اختك
ضحكن الفتيات بخفوت وهما يحاولون الالتهاء عن القلق الذي ينهش قلوبهم علي رفيقه دربهم
في الخرج كان يجلس الجد مع اولاده وهو يسال وليد عن حالت حفيدته الغاليه
الجد : ماتشوف حاجه يابني تديها للبت تفوقها هنقعد نتفرج عليه كده وهي مش دراينه بالدنيا
وليد : مينفعش يا جدي اديها حاجه تاني الحقن الي ادتهلها مفعولها قوي وبعدين انت عارف الحاله دي بتجلها لما بتزعل وبتفوق لوحدها
الجده بحزن : طب يكون ايه بس الي زعلها ماحنا لحد ما بدر دخلها تنام كانت كويسه وبتهزر معانه
ريهام
: يمكن امها كلمتها تلاقيها حرقت دمها زي عوايدها منها لله مش عايزه تسيب
البت في حالها ولا هي عايشه معاها تراعيها ولا حتي عاجبها عيشه البت معانا
مش عارفه عايزه ايه
نوال
بعيظ : اااه يا ناري الي يسبني عليها اكلها بسناني الصفره دي اكيد وراها
حاجه دي بتقعد بالشهور مبترنش رنه عالبت انما اليومين دول شغاله كل شويه
اشي اتصال و اشي هدايه بتبعتهلها من تركيه
وانا اقطع دراعي ان كل ده وراه هدف في دماغها
ياسر : مهما كان الي في دماغها تفتكري ان احنا هنسمحلها تعمل حاجه متحطيهاش في دماغك سيبيها لما تجيب اخرها
الجد
: لله الامر من قبل و من بعد يلا يا ولاد كل واحد يروح يشوف الي وراه و
كده كده البنات قالو هيقعدو مع مهره مش هيروحو في حته وانا كمان قاعد
انهارده
عادل وهو يقوم من مجلسه : ماشي ياحج هنتوكل علي الله احنا واي حاجه تحتاجها اتصل بينا علي طول
احمد : طب مش هتقولو لبدر لو عرف ان خبينا عليه هيزعل
الجد
بخضه : لالالا يابني اوعي حد يبلغه اتت عارف هو رايح في ايه بلاش نشغله
دماغه سيبه يبقي فايق و مركز الله يعينه علي الجاي واحنا كلنا حواليها اهو
الجده وقد اصابها القلق مما قاله الجد : ليه يا حج في ايه هو مش مسافر شغل برده ولا في حاجه تانيه ياخويا طمني الله لا يسيءك
الجد بحده من الضغط الواقع عليه : ولا تانيه ولا تالته جري ايه يا نعمه مالك مسكتي في الكلام ليه ايش عرفك انتي في شغلنا
الجده
وقد التمست لرفيق دربها العزر وتاكدت انه يوجد امر جلل وراء سفر حفيدها
المفاجىء مما جعل الجد في تلك الحاله العصبيه التي تنتابه فقط في المواقف
العصيبه
فقالت
: حق عليه يا حج انا بس بطمن روق كده وقول يارب انا هقوم اعملك كوبايه
قهوه محوجه من ايديا تعدل دماغك وادخل اصلي ركعتين لله لعله يخفف عنا
ويسترها معانا ان شاء الله
نظر
لها الجد باسف وامتنان فهي من كافحت وصبرت معه وساندته في اصعب الظروف
ولولا وقوفها بجانبه ما كان استطاع ان يصل لما هو عليه الان