رواية لعنة الام وبناتها الفصل العاشر 10 والاخير بقلم سوما العربي
10.الاخير.
فوت كتير بليز
تنظر اليه وهو يحملها كأنه لا يحمل شئ:وعليا النعمه رشدى اباظه... يالهووى... اثبت قدامه ازاى ده... قوينا على الصعب يارب.
كانت تتمتتم بكل هذا داخلها وهى تتفرس ملامح وسيما الذى كان يلتهم هو ملامحها بعينيه.
نظرت حولها للغرفه وهو مازال حاملها. إضاءة خافته تثير الروح والمشاعر شموع ذهبيه والورد الاحمر الجورى منثور على الارضيه والفراش.
اعادة نظرها له بزهول متى صنع كل ذلك.. فاجئها بالرد:كل ده معمول حسابه من زمان.. كنتى فاكره انى هسيب حد ياخد وردتى منى.
تفاجئت كليا.. كيف له ان يعلم بما يدور بخلدها.
أبتسم بثقه قائلاً :عارف دماغك بتروح فين.. وبتفكر فى ايه... انتى ليا وبتاعتى من زمان.
ثقته وحديثه قوى شعورها بالغضب منه.
حاولت نفض نفسها عنه والنزول من بين ذراعيه. ولكن قوتها لا شيء امامه.
نظر لها باصرار وهى تناظره بغضب:نزلنى.
مالك :انزلك فين ياحلوه... ده الليله ليلتنا.. وانا واعد ابويا أسلمة عيل بعد تسع شهور من دلوقتي.نظر فى ساعة يده قائلاً :واهو عدى من التسع شهور ربع ساعة... تعاليلى بقا ياحلالى ياحلو انت.
وضعها على الفراش فقالت بغضب:لو قربت منى هصرخ والم عليك البيت كله.
مالك ببساطه ووقاحه:ماتصرخى عادى.. ده انتى حتى كده هتبقى بتسيطينى.
اتسعت عينيها وقالت:اه يا سافل.
ابتسم بتلاعب قائلاً :والنبى انتى الى سافله.. فهمتى مقصد كلامى منين.. وانا الى فاكرك مؤدبه..هههههه
قهقه عالياً فزاد غضبها واستعر جنونها واخذت تصرخ عاليا بقوه.
توقف عن الضحك وهو يقول بتفاجئ:فى ايه يابنت المجنونه.
جورى بصراخ:يامستفز ياباااارد. عااااااااا.... ياعموووووو... ياماما... حمززززه.
وجد فى ثوانى دقات عاليه على الباب وكأنهم كانوا خلفه.
ركضت هى بسرعه وفتحت لهم.
وجدت الجميع وكذلك زينه وحنين لم يغادروا بعد.
يونس وهو ياخذها باحضانه:ايه يا حبيبة عمو فى ايه.
مالك باستنكار:حبيبة عمو.. ده أنا مش عارف اخدها الحضن ده.
تاج بهجوم وشراسه:اييييه.... البت بتعيط لييييه.
زينه بشراسه:عملت فى البت اييييه.
حنين :عملتلها ايه.
مالك:فى ايه... هى مصاحبه عصابه...ده انتو ولا ريا وسكينه.
حمزه:قول عملت لاختى ايه من اول يوم.
مالك :اهو حسب الله جه اهو... ده أنا اخوك.
حمزه:وهى اختى.. يعنى الناحيه الضعيفه المنكسره.
شهد:عملتلها ايه يا مالك.
يونس بغضب :ماتنطق عملت للبنت ايه.
مالك :ماعملتش حاجة.
يونس بخيبة امل :خالص.... اخس الله يخيبك... انت مش ابنى لأ.
مالك وهو ينظر لها :عجبك كده... سوءتى سمعتى.
نظر لوالده وقال :ماتقلقش ابنك وحش...قاطعه قائلاً :طب بس بس.. اسكت.
مالك بعصبيه:لا كله الا كده... هو الراجل ايه غير سمعه.
شهد بحنان :جورى حبيبتي... هو زعلك فى حاجة.
خرجت من احضان عمها قائله وهى تنظر لأختها وصديقاتها باصطناع الدموع تحاول كبت ضحكاتهم وضحكاتها:خلاص ياماما.... خلاص ياعمو... حصل خير... ماهو بقا جوزى.. ولازم استحمله... حظى كده بقا.
مالك بغيظ وهو يجز على شفتيه باسنانه:حظك كده بقا.. ماشى يابنت شهد... هستنى ايه يعني من بنت شهد.
لم يستمع احد غيرها فأخذت تراقض له خاجبيها باستفزاز بعد ان اعادها يونس لاحضانه.
قام بالفصل بينها وبين حضن والده واخرجها منه وقال:ايدك كده بس ياوالدى.
يونس وهو يخرجها من حضنه ويعطيها له:اتفضل يا خويا ورينى... وانا الى كنت فاكرك.... نظر له مالك بغضب ثم نظر لها بغيظ. أعاد نظره لوالده وقال:طب اتفضلوا انتو انزلوا عشان اشوف الموضوع ده.
نظر لعددهم مستنكرا:وايه كل ده.. كنتوا بايتين ورا الباب.. وقال لحنين وزينه:وانتو ايه.
حمين وزينه بصوت واحد :احنا بايتين هنا.
ثم اكملت معهم تاج وجورى :ياعمرى.
ضحكت شهد ومعها يونس وحمزه ومالك يناظر تلك العصابة التى وقع فيها بغيظ وقال :طب ممكن تتفضلوا بقا وتسيبولى مراتى.
تراقصت دقات قلبها وهو يقول كلمه زوجتى وأنها عائدة عليها هى.. يالله شهور جميل اغضمت عينيها له باستمتاع.
لكزتها حنين بخفوت:ماتفوقى ياسندريلا.
تاج بخفوت:هنفضحنا اقسم بالله.
زينه:لا انشفى كده.. ده لسه الحرب فى اولها.
مالك بغيظ وهو يلاحظ تهامسهم:بتقولولها ايه.
تاج مصطنعة البراءه :بنوصيها عليك الله.
مالك:والله ما مقلق الا منك انتى يا ام شعر احمر.. ياشبر واقطع.
حنين:شوفتى.. مش انا بس... ده ربنا نجده اخويا.
تاج بغيظ لمالك:على اساس انك متجوزه واحدة شعرها اسود ليل ولا فرعه طويله... ماهى بشعر احمر وشبر واقطع برضه.. وانتى يالى اسمك حنين انتى.. حاولى على اد ماتقدرى ماتفكرنيش انك اخته.. ده احسنلك لو خايفه على عمرك يعنى.. ثم غادرت وهى تدب في الأرض بغضب اضحك الجميع.
حنين لها:استنى يا ابو الغضب ماتزعلش.... هههههه خد هقولك.
ذهبت خلفها هى وزينه. اما يونس وشهد وحمزه ظلوا واقفين.
مالك :اتفضلوا.. اتفضلوا معانا.
يونس :ماشيين ياخويا.. على الله بس بفايده.
غادروا جميعاً فنظر لها بغيظ وهو يغلق الباب :عجبك كده.. شردتينى قدامهم.
ثواني حتى بدأت تستوعب انهم غادروا وعادت معه بمفردهم.
ذهبت سريعاً للمرحاض للهروب منه وكى تبدل فستانها.
وقف على باب المرحاض وقام بالدق عليه قائلاً بعبث:مش هتعرفى تفتحيه... انا متوصى اوى بحكاية السوسته دى.
خرجت له والغضب الذيذ يكسو وجهها فبدت قطه شرسه وقالت :طب اوعى بقا.
مالك :رايحة فين يامجنونه.
جورى :رايحه لماما تفتحهولى.
مالك بجنون:يانهار اسود... ده انتى مصره تفضحني.. لا والمره دى هتبقى بجلاجل.
وجدها مازلت تخطو للخروج. جذبها بعنف وقال:تعالى هنا.
جورى بخوف:ايه.
مالك بنفاذ صبر:شكل الصبر مش جايب معاكى نتيجه يابنت شهد... تعالى بقا.
أدار جسدها له وقام بفتح سحاب فستانها. وضع يده على ضهرها العارى اغضمت عينيها تحاول التماسك.
ولكن
اين التماسك أمام ابن يونس.. اين التماسك امام مالك.. مالكها ومالك قلبها... خلال تلك المدة المنصرمه علمت لما لم تعشق احد او تعجب حتى باخر.. جزء منها.. قلبها متعلق به. لم تكن تعلم.. ذلك القلب الصغير ذو التسع سنوات تعلق به.. عقلها تدرب وتمرن على الانصياع له.. الان فقط تسطيع ان تفسر لما دائما جسدها ينصاع له ولاوامره.
اصبحت له قلبا وقالبا.. اصبحت زوجته وملكه.. سعادته لاتوصف وهو يرى صغيرته بين يديه الآن. اصبحت امرأة كاملة الانوثه.. كانت تخفيها بحجابها وملابسها الفضفاضه.. كم تخيلها طوال سنوات بعده وهى بين يديه ولكنه لم يكن يعلم أنها بكل هذا الجمال وجسدها بكل هذه الإثارة.. هو الان اسعد رجل على ظهر الأرض.
_______________
فى الصباح يخرج يونس وهو يحيط خصر شهده بيده بتملك وحب فقد كانت سهرة أمس طويله جدا واستيقظوا متاخرين... يبدوا ان الجميع كذلك فهاهى تاج تخرج الان مع زينه من غرفتهم وكذلك تصادف مع خروج حمزه.
يونس مبتسماً :صباح الخير يا ولاد.
الجميع :صباح الخير.
شهد:امال فين حنين.
زينه:وهى دى بتصحى بدرى.
تاج:لا قولى هى بتصحى خالص.
شهد:طب يالا ننزل نفطر ولما تصحى تبقى تفطر براحتها.
تاج :وجورى وابيه مالك.
يونس مبتسماً :لا دول عرسان هيفطروا لوحدهم.
اكملوا السير نزولا الى طاوله الإفطار. حيث كانت هنيه تضع صحون الإفطار تفاحئوا جميعاً بذلك الضخم يجلس على الطاوله كأنه بيت والده يلتهم إحدى البيضات المسلوقه.
اتسعت اعين الجميع وأولهم تاج.
تحدث هو وهو مازال يلتهم ما على الطاوله:ايه يا جماعة اتاخرتوا على الفطار كده ليه... دى مواعيد بالذمه.
يونس باستنكار:انت بتعمل ايه هنا يا ادهم.
ادهم ببساطة قاتله:بفطر ياعمى.
يونس:عمى؟!!... ومافطرتش فى بيتكوا ليه؟
ادهم ببساطة :ما ده بيتى ياعمى.
حمزه بغيظ :بيتك ازاى يعنى.
ادهم وهو يتذوق الفول:ماهو بيت مراتى يبقى بيتى... الفول ده ناقص لمون.
تاج بغيظ:مرات مين... هو احنا مش خلصنا من الموال ده.
يونس:اهدى يا تاج.
حمزه بغيظ :تهدا ايه... ده خلص الاكل... افطر انا ايه دلوقتى.
شهد وتاج بغيظ:هو ده اللي فارق معاك.. الاكل!
حمزه :اه الاكل... اى حاجة تانيه فى الدنيا ممكن تتحل.
قزف له حمزه قبله فى الهواء وهو يلك الطعام قائلاً :حبيبى يا ابو نسب والله.. سايبلك بيضتين اهو وطبق مربى.
حمزه وهو يجلس الى جواره بجوع وشغف:تسلم... بس ماتقولش ابو نسب دى تانى...هات العيش من جنبك.
يونس:بس انتو الاتنين... ادهم.. انت جاى ليه دلوقتي.
ادهم :جاى أوصل المدام بتاعتى الدرس... اصل انا جنتل فى نفسى اووى.. اسيبها يعني تركب تاكسى ولا تطلب اوبر.
حمزه وهو يلك الطعام بشراهه:الراجل ده بيقول الصح.. هات الخيار بقا.
شهد :الواد ده اكيد مش ابنى.
حمزه:18سنه وانتى بتتبرى منى... طب والله العظيم ابنك.
تاج بصراخ :انتو فى ايه ولا فى ايه... مدام مين الى بيتكلم عنها... مش قولتوا الجوازه باطله وكأن مافيش حاجة حصلت.
ادهم :نعععععععم.. أنا كاتب كتاب.. ده أنا اروح فيكوا فى داهية.
يونس:ادهم.. أظن انك مش عيل صغير وفهمت كل الكلام اللي قولناه.. هى لاوفقت ولا مضت.
ادهم ببساطة :بس انت وليها وجوزتهالى وحصل إشهار.. وكل الناس دلوقتي بقت عارفة إنها مراتى.
يونس :انهى ناس.. الناس ماشفتهاش وهى بتمضى واكيد عرفوا إنها وافقت.
ادهم بمكر:هو حضرتك بس ما اخدتش بالك يا يونس بيه ياتعلب... انا اخدتها قدام الكل ولبستها الدبله زيى زى زين وحنين اختى وزى زينه وكريم وزى جورى ومالك.. حتى كمان انا لبستها الدبله فى الشمال...صح يا تاجى.
نظر الكل إلى يدها وجدها بالفعل ترتديها في يدها اليسرى. ابتسم بخبث قائلاً :شوفتوا... يعنى دلوقتي قدام الكل هى مراتى وانا جوزها.. ماحدش شاف الرفض الى حصل مابينا جوا... اقعدوا بقا يالا نفطر كلنا زى اى عيله لطيفه كده.
شهد بزهول :يعني ايه الكلام ده يا يونس.
يونس بغضب:يعني البيه وقف حال بنتك.. الكل دلوقتي فاكرها مراته.
تاج بغضب:حتى لو.. مش مهم... بنات كتير بتطلق عادى.
ادهم:هو انا لحقت اتجوزك عشان اطلقك.
يونس:بس انا يونس العامرى.. لو عايز أطلق بنتى هطلقها...ولا طلاق ايه هى اصلا مش متجوزاك رسمى عشان نطلب طلاق.
شهد :ولا حتى شرعى.
ادهم ببساطة :لا شرعى ولا قانونى بس قدام الناس متجوزانى..صمت قليلاً وقال ببعض الهدوء والحزن:عمى... ممكن اتكلم مع حضرتك لوحدنا دقايق.
يونس :ماشى.. اتفضل.. أما نشوف اخرتها.
اغلق المكتب من الداخل عليهم فقال ادهم :حضرتك مش موافق على جوازى من تاجى ليه.
يونس بغضب:يابنى اختشى واتلم.. احترم حتى انك قاعد قدام ابوها.. فى وشى كدا بتقول تاجى من غير خشا ولا حيا.
ادهم :بعض ما عندكم يا يونس بيه.. ولا تحب افكرك... انا سمعت عن قصة حبك لمامة تاج.. متأكد انك اكتر حد ممكن يتفهم موقفى.. لاكتر من سبب.. احنا ظروف حبنا شبه بعض.. فرق السن والرفض ونفس درجة الجنون في الحب... اكيد هتحط نفسك مكانى وهتبقى عايز تدينى فرصة.
تنهد يونس بقوه قائلاً :عارف وفاهم... وعارف يعني ايه راجل ناضج طول بعرض يحب.. بيبقى زى الطفل اليتيم اللي لاقى امه... بس المره دى الموضوع مختلف.. دى بنتى.. مهما عشت مأساة فى حبى مش هعوضك ولا اديك فرصة على حساب بنتى.
ادهم بلهفه:انا كل اللي طالبه بس ان اخد الاذن من حضرتك انى ابقى شبه مسؤل عنها.. اوديها.. اجيبها.. امنع حد يعاكسها او يضايقها.. والله والله ممنوع اللمس او انى اقرب منها... انا عارف كل الى داير فى بالك.. والله ما هقرب منها.. بس على الأقل اخد فرصتى انى اقنعها بيا.. مش يمكن ييجى اليوم الى تقبل بيا زوج وتوافق وتمضى.
يونس بزهول:تمضى على ايه.
ادهم :عقود الجواز.
يونس:هما فين دول.
اخرجهم ادهم من بذلته مما ازهل يونس:انت شايلهم معاك فى جيبك.
ادهم:باخدهم معايا منين ما اروح.. وكلى امل انها نوافق.
نظر له لا يعرف بما يجيب من حالته الميؤس منها.. وصل لأقصى درجات العشق.. فالعاشق فقط من يشعر بالعشاق مثله.
_______________
تجلس وهى تهز قدميها بغضب وزينه تناظر حمزه باعين متسعه فقد التهم معظم الطعام وحده.
تحدثت بزهول :تاج.. كان عندك حق.. ده بلع تلت اربع الاكل لوحده.
حمزه:قل أعوذ برب الفلق.
زينه:هحسد ايه بلا نيله.. الا ما باين عليك.
حمزه:مادى أحسن حاجة.
تذكر موعد درس لينا فقفز سريعا قائلا :عندى مشوار مهم.. سلام انا.
لم يجيب عليه أحد فغادر وهو يفكر بأمر تلك العنيده التى احبها.. يعلم أنه سيتعب معها كثيراً.
دقائق وخرج يونس من غرفة مكتبه ومعه ادهم الذى ينبض وجهه بالفرحة فقد وافق يونس على إعطاءه فرصه بعد أن اخذ منه وعد بعدم المساس او الاقتراب من ابنته. ووعد الحر دين عليه.
كان ذلك تزامنا مع هبوط حنين التى مازالت ناعسة العينين تتعثر على الدرج وهى تفرك عينيها من النعاس.
زينه:وأخيراً صحيت الاميره حنين.
حنين بكسل ونعاس:هممممم.. صباح الخير.. ده زينوو الى صحانى.
زينه:يعني لولا تليفون حاظابط ماكنتيش صحيتى.
حنين بحب ونعاس:اممممم.. حاظابط قلبى.
تاج بغيظ :عليا النعمة ماعندكوا دم.
حنين:ايه ده... ادهم.. بتعمل ايه هنا.
ادهم:هو انتى ازاى تباتى برا البيت.. ومن امتى اصلا.
حنين بذعر:دى اول مره والله...وبابا وافق عشان فرحانين كلنا وكده.
ادهم:ماشى.. بس دى آخر مرة سامعه.
حنين:حاضر.
زينه وهى تميل على تاج :والنبى حمش.
زمت تاج شفتيها وقالت:اه.. اوى.. بس برضه لأ.
ادهم :تاجى يالا عشان اوصلك.
نطرت الى والدها الذى قال:بصى يا تاج بابا... انا اديت ادهم فرصة انه يجيبك ويوديكى يمكن يحصل قبول من ناحيتك.. ولو ماحصلش خلاص هو هيبعد من نفسة... ياستى اعتبريه سواق عندك.
ادهم باعتراض :ايه سواق دى.
يونس:والله ده إلى عندنا.. ولا نفركش.
ادهم بغيظ:ومالو... اتفلضى يا تاج هانم.
تاج:اوكى.. وذهبت وهى لاول مرة لا تعلم هل هى رافضة ام موافقة.. جزء منها يريد الحاحه وتدليله... وجزء يرفض بشدة.
نظرت زينه فى هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين. اعتذرت من الجميع وذهبت للإجابة على حبيبها الاشقر كريم وهى هائمه به بشده
جلست حنين تتمسك بكوب النسكافيه وهى تغفوا على مقدمة السفره. فقد وعدت ضابط قلبها ان تستفيق وتحدثه.
إلى امامها كانت تجلس شهد التى ضربة مقدمه الطاوله بغيظ طفولى فشهقت حنين من الخضه :فى ايه يا طنط.
يونس:نامى انتى يا حبيبة عمو.
عاودت حنين وضع رأسها على يديها فوق الطاوله ونامت وشهد تتحدث بغيظ:هو ايه اللي حصل ده انا عايزه افهم.
يونس:لما تلاقى راجل طول بعرض بيتحايل عليكى تديله فرصه هتعملى ايه.. عمرنا ما هنلاقى حد يعشق بنتنا زى ادهم كده.. وانا واخد منه وعد.
تحدثت بغضب افزع تلك النائمه:بس برضه يايونس.
حنين بفزع:ايه يا جماعه فى ايه.
يونس:نامى تانى ياحنون. فعاوت النوم... فى ايه ياشهد.. اهدى.
قامت بفزع من جديد:ايه يا طنط.
شهد:مش انا.
حنين:اه ده فونى.ثم قامت بنشاط كبير وركضت للخارج تجيب.
شهد :فوقتى دلوقتي ياختى.
يونس :ها قولتى ايه.
شهد :ماشى يا يونس.. بس الموضوع ده مايطولش.. لو مافيش قبول من ناحية تاج يبقى خلاص.. دى بنت.. وليها سمعه.. كفاية فيديو كتب الكتاب.
يونس بعيظ وهو يرتشف قهوته:لعبها صح ابن الفيومى.
____________________
بغرفة مالك وجورى.
استيقظت على اشعة الشمس البسيطه. فتحت عينيها بارهاق وهى تتذكر احداث امس كلها.. تذكرت نفسها وهى بين ذراعيه.. حبه الواضح.. شغفه بها وجنونه.. كيف عاملها بمنتهى اللطافه.. كلمات الحب التي كان يصف حبه بها.. غزله لجسدها الجميل ووقاحته فى بعض الأحيان.. تحبه ولكن لابد من تأديبه على فترة عيابه عنها.
خرج من المرحاض مبتسما بحب وهو يرى وردته قد استيقظت.
مالك بحب :صباحية مباركه يامدام مالك.
ابتلعت ريقها بصعوبه تحاول مدارة تلك الفرحه الشديدة.. وفرحتها بذلك اللقب الجميل.
تحدثت وهى تحاول التظاهر بالعبوث:صباح الخير.. بس هو انت لسه فاكر فى مصر عندنا بيقولو ايه فى الصباحيه.
مالك بحب:اكيد فاكر يا روحى.
جورى بحزن:اممم..بس ده انت بقالك 11سنه برا مصر.
مالك :بس مشيت من هنا وانا كبير.
جورى :اه صح كنت كبير وفاهم وعارف. وبعدت بمزاجك.
فهم عليها وقال:جورى.. انا بحبك من واحنا لسه عيال.
جورى:ياااااه... لسه فاكر تقولى كده.
. مالك :عارف انى غلطان.. وشخصيتى فيها حاجات كتير غلط.. جوايا الشئ ونقيضه.. بس والله العظيم بحبك.
جورى:جاى دلوقتي تقولى بحبك.. كنت فين طول 11 سنه. مافكرتش كام مره تعبت وانت ماسالتش.. كام مره وقعت فى مشكله.. كم مره احتاجتك وماكنتش موجود.. كنت انت فين.... سهران مع بنات لندن.. ودلوقتى جاى تقولى بحبك.. لكن الى مزعلنى فى كل ده عارف ايه.. انا.. وقلبى.. وجسمى.. انا قدامك بضعف.. قلبى بحسه ليك.. وجسمى بينفذ كل اوامرك. ليه.. ليه ده بيحصل معايا.
مالك بفرح فما قالته اجمل من أجمل اعتراف:يعني بتحبينى.
جورى :ايه ده... ايه الغرور ده.. ده الى سمعته من كلامى.. ده الى همك بس. وانا.. مافكرتش فيا.. سبتنى لوحدي.. بتحبنى فين.. وعملت ايه للحب ده.
مالك وهو يحاول تهدئتها:حسبت حاجات كتير غلط... ماكنتش فاهم انك ساكته عشان صغيره.. فى حاجات حصلت بين امى وابويا وامك انتى كنتى صغيره مافهمتيهاش ولا شوفتيها.
جورى برفض:ولا حتى عايزه اعرف.. وكون انى بقيت مراتك فده لان قلبى وجسمى خانونى قدامك زى كل مره.. ولعلمك سفر معاك انا مش هسافر.
تركته وذهبت لغرفة الملابس وهو متسع العين.. كيف علمت بكل مخططاته.
خرجت بعد ان ارتدت ثيابها فقال :عرفتى منين.
جورى:عرفت من مكان ماعرفت مش هيفرق كتير.
مالك :رايحه فين.
جورى:هنزل الجنينة اشم هوا واشوف ماما.. صحيح مانت جوزى بقا ولازم استأذنك واعرفك.
خرجت بعد ان صفقت الباب خلفها بعنف. وضع يديه على وجهه. فما فعله طوال سنوات البعد سيتوالى عليه الآن.
_________________
فى احد الأحياء الشعبية
خرجت لينا من منزلها المتواضع جدا. وجدت بعض فتيات الحى من نفس عمرها يقفون فى شرفات منزلهم بغنج ودلال ينظرون لذلك الوسيم وسيارته الفارهة.
غيره غبيه اجتاحتها فذهبت له بغضب وقالت:انت ايه اللي موقفك كده فى نص الشارع.
حمزه :مستنى الست هانم عشان تخلص لبس.. درسك بدأ من 10دقايق كنتى فين.. نظر بتقييم لما ترتديه وقال :الله الله.. عشان كده السنيورة متأخرة.. ايه اللي انتى لبساه ده بقا.. اتفضلى اطلعى شيلى الى على خلقتك ده وغيرى الزفت ده.
لينا بعناد مهزوز وضعيف:اكيد يعني مش هسمع كلامك.
حمزه بغضب:والله العظيم مانتى متحركة خطوه باللى عملاه في نفسك ده.
لينا:الدرس بدأ.
حمزه بسخرية :والله.. دلوقتي بس افتكرتى ان الدرس بدأ.. يالا.
هدر بعنف وغضب فتحركت قليلاً ثم عادت بغيره وهى ترى إحدى الفتيات تغمز له بعبث. قبضت على يده وسحبته معها بقوه وقالت :تعالى استنى فوق.
حمزه:ازاى يا مجنونه.
لينا:النهاردة اجازة وبابا فوق... ولا انت فرحان بالغمز واللمز والى تحت.
ابتسم بعبث وهو يرى بداية حبها وهى الغيره.
_____________
مرت ثلاثة أشهر وجورى تذيق مالك العذاب.. يوم تقترب ويومين تبتعد. بداخله الكثير من الحديث ولكنه لا يستطيع البوح لها. عذبته كثيراً بل ولوعته . كذلك ادهم.
ادهم ذاااق الامرين على يد تاجه.. الى الآن هو عاجز عن عد عدد الشباب الذين قام بضربهم بسببها.. ماهذا.. حيثما تواجدت يظهر لها معجب.. هل يترك عمله ويتفرغ لضرب معحبى حبيبته.
يحمل معه اوراق زواجهم وكل يوم يعرضه عليها وترفض.
اما حنين وزين فعشقهم منتهى الجنون والشغف.
كريم وزينه قرروا تقديم موعد زفافهم.. فهم متوافقين الى درجه كبيره فلما الصبر إذا.
ذهبت اليه فى مكتبه مبتسمه فاخيرا استقرت على شكل فستان زفافها.. وجدت تلك الشقراء زميلته في العمل تقترب منه مصطنعه انها تعرض عليه شئ ما فى العمل ولكنها فى الحقيقة تعرض عليه أشياء أخرى.
غض كريم بصره يعلم تلك الحركات جيدا ولكنه ليس هو ذلك الشخص ابدا.
تلاشت ابتسامة زينه وهى ترى ذلك الوضع.. خرجت سريعاً وهى تبكى بقوه. ولم تجيب على اى نداء من نداءات حبيبها.
اقتربت من الخروج من باب البنك. جذب ذراعها بغضب وقال :مش بنده عليكى.
زينه بدموع :قولت اسيبك مع الست هانم الشقرا.
كريم بغضب :ولما انتى شوفتيها بتعمل كده ماجتيش ليه طالبتى بحقك فيا ومشتيها.. تشوفى كده وتمشى تعيطى بدل ما تبعديها وتقوليلها ده خطيبى وحبيبي... فين شخصيتك وفين غيرتك.. انا لو شفت حد مقرب منك هاكله بسنانى وهدافع عن حقى فيكى.. مش همشى اعيط وبس.
زينه بدموع:خوفت.. قولت اكيد عجباك.
تنهد بهدوء...لديه علم بأن حبيبته لاتثق بنفسها بالقدر الكافى وهذا الشئ الوحيد الذي يزعجه بها ويريد تغييره.
تقدم منها ومسح دموعها قائلا :البنت دى قدامى من زمان وغيرها وزيها... بس انا حبيت واحدة تانية خالص... حبيت زينه.. عشقت ملامحها... بشرتها الخامرى.. عيونها الواسعة... رموشها الطويلة.. بساطه لبسها.. عقلها الناضج.. حنان قلبها.. جمال روحها.. شطارتها فى شغلها... انا بعشق التركيبة دى.. ولا شقرا ولا بيضا تلفت نظرى.. انا بعشق الملامح دى... وبعد كدة لما يحصل حاجة زى دى هى الى تجرى وتخاف لأنها بتعمل حاجة مش من حقها لكن انتى الى تفضلى بعين قويه لان ده حقك انتى فاهمة.
ابتسمت بحب وقالت:انا بحبك اوى يا كريم.
لمس يدها بيده وقال:وانا كمان ياروح كريم... يالا نطلع نعزمها على فرحنا.
اماءت له وهى تأخد نفس طوبل بثقه كبيرة ورأس شامخ.. فحبيبها ومن سيصبح زوجها هو من يشد من ازرها ويقويها وهذا هو قمة الحب.
_______________
يجلس على طرف الفراش بغضب كبير... منذ يوم زفافهم وليلتهم معا لم تسمح له بالاقتراب منها ابدا.. تقترب احيانا وتبتعد كثيرا ولكن علاقته بها كزوج وزجه ممنوع من ناحيتها تماماً. يعشقها.. ادمنها.. أخطأ نعم.. ولكنه تربى على يدها جيدا.. ضاق صدره كثيرا.. سيتحدث معها بكل ما يعتمر صدره ربما يستريح.
دلفت للداخل بعد انتهاء الغداء الذى لم يحضره.
لم تنظر له رغم اشتياقها. فخيانة جسدها لها تلك الليلة احزنتها كثيرا. لم يكن عليها ان تصبح زوجته بكل تلك السهولة كان يجب عليها تأديبه.. لا تعلم تلك الوردة الحمراء ان مالكها تأدب بما فيه الكفاية بعد ولوع واشتياق.
تقدم منها بثبات وقال:بقا فى بنت فى سنك ترفض العيشة في لندن.. هناك احسن من هنا 100 مره.. بلد نضيفه وناس نضيفه.. نقعد هنا ليه.
جورى :مين قالك إنها احسن من هنا.. واه رافضة اسافر.. جنة من غير ناس ماتنداس.. انا جامعتي هنا.. اهلى صحابى.. الأماكن الى بخرج فيها.. بحب الناس اللي هنا.. ولا عايزنى اسافر للناس اللي خلوك شبههم في كل حاجه.
تحدث بغضب :شبههم إزاى يعني.
جورى :بقيت بارد زيهم.. حياتك شغل في شغل.. هى دى العيشه ودى الناس اللي انت حببها.. مش كفاية سبتنى 11سنه من غير ما تسأل عني.. لأ وكمان راجع تتجوزنى وتاخدنى وتمشى.. عايز تقلعنى من جدورى وتزرعنى فى ارض بارده ولا حواليا ناس ولا صحاب.
تقدمت بثبات وعيونها داخل عيونه وهو يعود للخلف:عارف يا مالك.. انا بحبك.. بس مش مسمحاك... وعيشتك مش عجبانى.
اتسعت عينيه بزهول قائلا :بجد... بجد بتحبينى يا جورى.
لم تجيب هى واعطته ظهرها. استدار لها بلهفه ممسكا يدها وقال :بتحبينى... انتى قولتى كده.. انا متأكد... جورى... والله كنت ملخبط.. كان غصب عنى.. بس كل اخبارك كانت بتوصلنى... اى مشكلة وقعتى فيها وبابا ماعرفش بيها عشان المشاكل انا بتليفون منى كنت بحلها... انا كنت دايما معاكى وحواليكى.. بس.. بس كنت برفض اشوف اى صورة ليكى.. كنت عارف.. لأ متأكد.. لو شوفت خيالك في اى صورة هرجع على اول طيارة.. هرجع للى هربت منه.. انا عيشت ايام صعبه اوى قبل ما اقرر اسافر. يمكن كنتى صغيره مش فاهمة ولا واخده بالك.. بس. انا امى اتخلت عنى وقدامي.
اخد يقص عليها كل ماحدث وهى ذات 3سنوات لا تعى شئ وهى تستمع متسعه العين لا تستوعب ما عاشه وحده وما عاناه.
القى من على كتفيه هموم سنوات ثقال.. باح لها بكل شئ.. وكل أخطائه.. كل ماحدث في 11سنه.
كان باحضانها طفل صغير تهدهده أمة.. بعد وصلة حديثه واعترافاته.. بعد ان تعرى ذاتيا امامها من كل شئ.. يشعر وكأنه بلا هموم... بلا أخطاء.. حضن جوربته وهو فقط.. هذا هو عالمه.
قبلته على جبهته بحب وهى تضمه اليها كطفلها. نعم.. نعم قد سامحته وستبدأ معه من جديد.
تنهد براحه كبيرة داخل احضانها وقال:بحبك اوى يا جورى.
جورى:وانا كمان بحبك اوى اوى يا مالك.
اعتدل نص جلسة قائلاً :بجد.
إعادته لاحضانها تمسح على شعره الأسود قائله بحب وراحه:بجد... بس مافيش سفر.
مالك :حاضر... مافيش سفر.. هشوف اى حد بثق فيه يمسك مكانى هناك.
اعتدل مجددا وقال برغبة :وحشتينى اوى... هو انا ماوحشتكيش.
قالها بتساؤل كمن ينتظر الأذن بالاقتراب. وجاءه الرد وهى تومئ بخجل. قبل أن يأخذها معه فى محيط عشقه ومشاعره. وأخيرا سيصبح مالك وحورى معا.
________________
خرجت تاج من سنتر الدروس فى يوم ممطر جدا.
وجدته يجلس بسيارته ينتظرها كعادته منذ شهور.. لا يكل ولا يمل منها.. فى كل يوم يطلب توقيعها على عقد الزواج دون اى ملل وهى دائما ما ترفض.
استقبلها مبتسما وقال :قولتلك هتمطر هاتى بالطو ماسمعتيش الكلام.
تاج :ماكنتش متوقعه خالص بصراحه.. الجو كان حلو اول اليوم.
. خلع عنه معطفه الثقيل واقترب منها بعد أن جلست لجواره وأغلقت الباب وقال:شغلتلك الدفايه.. كنت عارف ان بنوتى هتيجى سقعانه.
ابتسمت له فهو دائما ما يشغل تفكيره بها هى فقط.. طوال الشهور المنصرمه وهو معتدل حمزه ينقل لها كل حركاته.. يومه للعمل ولها فقط. استفاقت على تلامسهم وهو يضع عليها معطفه واقترابه الخطير منها.
عطرها الذيذ اذهب عقله وتلامسه البسيط دمره داخليا.. وشفتيها تغويه.. بلا اى عقل اقترب منها وقبل شفتيها قبله سطحيه أطاحت به.. تذوق شفتيها مجددا بتمهل وحب تحت قطرات المطر التى توقفت على زجاج السياره تمنع الرؤيه.
حاول السيطره على حاله فهو لايريد اخافتها. ولكن تلك القبله اثبتت له شئ مهم... تلك الصغيره أصبحت ماءه وهواءه. لن يستطيع الابتعاد ولو أراد هو ذلك.
اما هى فكانت متسعه العين.. هل سمحت له بالاقتراب.. هل اخد اول قبلاتها.. هل شعرت بسعادة من قبلته.
سكوتها أنار له عتمه طريقه.. شعر أن هناك امل.
ارتبكت كثيرا وشعرت بالحرج.. فاشعل راديو السياره لكى يشغلها ويخفف من ارتباكها.
استعت للمذيع وهو يتحدث أنهم بشهر فبراير الذى قارب على الانتهاء وهو شهر الوقوع في الحب وسؤال الحلقه هل وقعت ام لا. مع تردد سؤال المذيع كانت تسأل حالها هل وقعت بالفعل. ولكن للأسف تهربت من الاجابه.
_____________
دلفت حنين للداخل وهى تتابط ذراع زين تبتسم بحب وسعادة فاليوم زفاف زينه صديقتها.. كان الحفل فى أفخم قاعات القاهرة وزينه ملكه فى فستان زفافها.. أما ذلك الاشقر فحدث ولا حرج.
تقدمت إحدى الفتيات من زين تصافحه. وحنين تشتعل غيظا. لاحظ هو ذلك وقدمها قائلا بحب وفخر :ودى حنين.. حبيبتي وخطيبتى.
ابتسمت بحب وثقه نابعة منه هو. كم تعشق هذا الزين.
بينما مالك يحتضن وردته الحمراء بتملك شديد ووالده يناظره بسعادة فاخيرا قد ارتاح بال ابنة الذى عانا نفسيا لمدة سنوات.
بينما ادهم يجلس يحتسى الكحول بغضب ويأس. شهور مرت وهو يحاول ولا فائدة معها.. وهاهى تجلس مع بعض اقاربها وأصدقائها تمزح وتبتسم لا يعلم أنها تنظر له كل ثانية تراقبه بشدة ولا تعلم السبب ولا تسألها حتى.. هى حقاً لا تعلم.
كذلك حضرت لينا بكل طاعة مع حمزه بعد ان ارتدت الحجاب أخيراً.. يبدو أنه مسيطر موالده.. هذا الشبل من ذاك اليونس.
انتهى حفل الزفاف وعاد كل الى منزله.
إلا ادهم.. انتصف الليل وهو مازال يقود بلا هدف يحتسى الكحول الذى قد سبق وانقطع عنه من أجلها كما انقطع عن كل ما كان يفعله.
توقف بسيارته داخل فيلا العامرى وهبط منها وهو يترنح ويصرخ باسم معذبته:تااااااج....ياتااااااااج....تاااااجى...ليه بتعملى فيا كده... يا تااااااج.
خرج الجميع بفزع يرون ماذا يحدث. وجدوا ادهم بحالة مزريه وتبدوا عليه علامات السكر.
ذهب اليه مالك بلهفه صديق:مالك ياصاحبي.. ايه اللي عمل فيك كده.
ادهم بسكر ويأس :اختك.. حبيبتي.. اختك الى عملت فى ادهم الفيومى كده.. هى ليه مش بتحبنى.. انا.. انا بحبها اوى. بحبها اوى يا مالك... طب.. طب اتوسطلى عندها.. انا.. يا تاااااااج.
خرجت أخيراً وهى لا تصدق ما يحدث. وقفت مزهوله لا تستطيع الكلام.
تقدم لها وهو يترنح وقال بلسان ثقيل:بتعملى فيا كده ليه... انا بحبك اووى.. طب طب بصى.. اسالى ماما.. ماهى.. مهاميهو صاحبتك.. هتقولك اتعلم الأدب.. و. ووملمستش اى واحدة من يوم ماشوفتك.. ليه بتعذبينى.. انا عارف انى غلط كتير.. وربنا بيعاقبنى بيكى... بس توبت والله.. ربنا بيقبل التوبة.. ماتسبينيش غرقان كده.
تقدم يونس منه وقال:اهدى يابنى.. اهدى مش كده.
شهد باشفاق:خده يا مالك روحه بيته.
تقدم منه مالك وحاول إسناده بينما هو يهزى فقط باسمها.
كان سيغادر مع مالك ولكن نداء جنيته اوقفه.
تقدمت منه وقالت له :العقود معاك.
اتسعت عينيه وقال بلسان ثقيل:ها... اه.. اه معايا.
تاج :طب هاتهم.
اخرجهم سريعاً من جاكت بذلته واعطاه لها.. جذبت القلم من معطفه وقامت بالتوقيع على كل العقود تحت صدمة الجميع.
تقدمت جورى منها قائله:تاااج.. انتى بتعملى ايه.
تاج:انا موافقه يا جورى.. موافقة يا ادهم.
احتضنها بشوق وعدم تصديق. ففصل بينهم مالك وقال :ماتتلم يابنى احنا واقفين.
لم يجيب الاخر وانما كان مغيب.
أمر يونس مالك باخذه للبيت على ان يعود لهم في الصباح.
_____________
فى صباح يوم جديد
استيقظ بفزع وهو يستوعب ماحدث.. اخرج الأوراق من بذلته وجد توقيعها عليها وعلم انه لم يكن حلماً. اول ما قام به هو الذهاب للشهر العقارى وتوثيق العقود به.. فهو لا يضمن جنون جنيته.
بعدها ذهب الى يونس واتفق معه على الزواج بعد الثانوية العامة مع حنين وزين.. ان تتم تاج دراستها التى تريدها.
وافق بصعوبة على الانتظار حتى انتهاء امتحانات هذا العام وذلك من أجل جنيته أيضاً.
__________________
مرت الأشهر ببطء على ذلك العاشق وهاهو الان يقف اسفل الدرج باهم قاعات القاهرة ينتظر جنيته.. وكانت فعلاً جنيه فى فستان الزفاف الذى رسم منحنياتها ببراعه وهى للان لم ترتدى الحجاب ولكنه لا يريد إجبارها على شئ.
دقائق وهبطت حنين متابطه يد والدها عز وزين يقف ينتظرها.. ينتظر حب طفولته وشبابه.
وجورى تقف ببطنها المنتفخه قليلاً الى جانب زينه بنفس الانتفاخ ينظرون الى صديقاتهم بفرحة وسعادة. ثوانى وانضم لهم ازواجهم يحتضونهم بحب.
وقف حمزه بعضب قائلاً :وانا قولت فى اجازه نص السنه يعني فى اجازه نص السنه.
لينا بغضب :انا فى هندسة.. يعنى مش لعبه ومابصدق الاجازه تيجى.. خلينا اخى السنه.
حمزه باصرار :قولتلك ادخلى معايا تجارة انجلش رفضتى وانا مارضتش أغضب عليكى فى الموضوع ده بالذات لأن دى دراستك.. لكن خطوبتنا هتكون في اجازة نص السنه.
حاولت الاعتراض فقال بحسم:انتهى.. انا رايح اعرف ابويا وابوكى.
ذهب من امامها وهى تتمتتم :أوامر اوامر... بس عسل وهو بيؤمر وينهى كده.. قمر ابن الجزمه.
____________
مرت الأشهر وهاهو حفل خطوبه حمزه وعنيدته لينا. علاقتهم هو المسيطر الوحيد فيها ولا وجود لفارق العمر.
يقف والد لينا وهو يسمح دموعه من الفرحه.. طبطب عليه يونس قائلاً :ربنا يديك الصحة وتفرح بولادها.
سامر بتمنى:يارب.
ثوانى وارتفع الصراخ.. من.. من.
ماذا جورى تلد.
حمزه :بقا انتى مستنيه تسع شهور وجايه تولدى النهاردة.
جورى بصراخ :سكت الحيوان ده يامالك.
مالك:طب.. طب تعالى يالا.. يالا على المستشفى.
جورى برفض:لا تضربه الاول.
حمزه :انتى فى ايه ولا فى ايه.
لينا بخوف:هو هيضربك بجد ولا ايه.
حمزه :يضرب مين يابت خطيبك جامد.
صرخت من جديد فركض مالك بها الى المشفى والجميع خلفه.
وبعد ساعات كان شهد فى عراك مع شهد من سيحمله اولا.
مالك :انا الى ابوه... انا الى هشيله.. اوعو كده..
يونس:هتسميه ايه يا جورى.
جورى:يونس.. نسميه يونس.
ابتسم لها بحب وقال:بس يمكن ابوه ما يوافقش.
مالك:وانا هلاقى اسم احلى من كده... خلاص اسمه يونس مالك يونس العامرى.
بعد مرور اسبوعين
فى حفل بسيط للمولود.
وقفت زينه وقد اقتربت ولادتها بجانب كريم يحتضنها بحب.
بجانب اخر. زين وحنين الحامل بشهرها الثالث.
حمزه لجوار عنيدته لينا التى نجح في ترويضها.
ادهم وهو يحيط كتف جنيته التى تخبئ له خبر حملها تريد جعله مفاجأة.
كذلك حضر رامز وكيرا مه ابنهم نور فقد دعاه زين بعد أن علم بصلاح حاله هو وكيرا السعيده جدا بتلك السفره التى بدلت حياتها للأفضل.
وبعيدا عنهم يجلس عز لجوار ماهى وهو يوصيها بعدم الاندماج الليله مع تاج فيكى كوارثهم التى زادت من بعد ان انتقلت تاج للعيش معهم وماهى حقا تجاهد على عدم الذهاب لها الآن فعلاً يكفى كوارث لا تعلم ماذا تفعل بها تاج.
كذلك ملك وطارق يجلسون بهدوء يتابعون مايحدث.
وقف يونس بجانب حبيبته وقبل يدها قائلاً :مبروك علينا يا حبيبتي.
شهد:مش مصدقة بجد.. انت مش متخيل انا اد ايه مبسوطه.. ربنا يخليهم لينا.. ويخليك ليهم وليا.
قبل يونس جبينها قائلاً :ويخليكى ليا يا شهد حياتي.