رواية قلبه لا يبالي كامله بقلم هدير نور
بقصر الدويرى..
كانت داليدا مستلقيه فوق الفراش تتصفح هاتفها كعادتها بملل عندما فُتح باب الغرفة فجأةً و دلف زوجها داغر الدويرى الي الغرفة...
انتفضت واقفه بتعثر علي قدميها و كعادتها عند رؤيتها له تثاقلت انفاسها التي انحبست داخل صدرها بينما اخذت ضربات قلبها تزداد بقوه جنونيه اخفت يديها خلف ظهرها سريعاً حتي تخفي ارتجافها الواضح عنه..
فقد كانت هذه هي ردة فعلها عندما رأته أول مره في حياتها و لم تتغير حتي الان فلا يزال كيانها بأكمله يهتز عندما تراه امامها...
بينما كان هوكعادته التي لم تتغير منذ ان عرفته.. بارد...صلب في تعامله معها فلم يظهر يوماً اهتماماً او اي رد فعل يدل علي تأثره بها..
و كعادته ايضاً دلف الي الغرفه دون ان يلتف نحوها و دون ان يوجه اليها حتي و لو كلمه واحده مفضلاً اعتبرها غير موجوده معه بهذه الغرفه..
راقبته بشرود بينما وهو يتوجه بصمت نحو خزانة الملابس مخرجاً ملابسه الخاصه بالنوم و فوق وجهه يرتسم قناعه البارد رغبت كثيراً لو كان لديها الجرأه لتصرخ بواجهه و تخبره بمدي تأثرها والالم الذي يسببه لها معاملته اياها بتلك الطريقه لكنها حتي الان لم تمتلك تلك الجرأه لفعلها..
تنفست بعمق بينما تحاول نفض تلك الافكار بعيداً محاوله رسم ابتسامه علي وجهها و عدم اظهار ما يدور بداخلها من صراع لكن خانتها شفتيها و ارتجفت قليلاً بسبب توترها
اتجهت بخطوات مرتجفه نحو الطاوله المجاوره للفراش نازعه عنها الغطاء ليظهر اطباق مختلفه مليئه بالطعام الشهي همست بصوت منخفض بينما تفرك يديها بتوتر و عينيها مسلطه عليه تراقبه باعين متسعه و انفس متثاقله و هو ينزع ببطئ سترة بدلته
=انا...انا حضرت الاكل علشان نتعشا سوا.....
التف اليها ببطئ كما لو انه لم ينتبه الي وجودها الا الان ظل واقفاً بمكانه يتطلع اليها بصمت عدة لحظات و عينيه تمر ببطئ عليها متأملاً منامتها الواسعه التي تغلق ازرارها حتي عنقها لكن رغم ذلك رفعت يدها تتمسك بخجل بعنق منامتها المغلق جيداً ..
هز رأسه برفض بينما يجيبها ببروده المعتاد معها بينما يلتف مره اخري ويولي اهتمامه للخزانه متناولاً ملابسه
=اتعشيت في المكتب...
اومأت رأسها بصمت محاوله محاربه خيبة الامل التي غمرتها بعنف فقد قضت الكثير من الوقت في صناعة تلك الاطعمه من اجله خصيصاً في محاوله منها لجذب انتباهه اليها و لو قليلاً و بدأ زواجهم كما كان يجب ان يبدأ منذ اول يوم..
تابعته باعين تلتمع بالدموع بينما يدلف الي الحمام الملحق بجناحهم شاعره بألم حاد يعصف بقلبها بسبب معاملته تلك التي لم تتغير ابداً منذ اول يوم في زواجهم فقد مضي اكثر من اسبوعين علي زواجهم و رغم هذا لم تتحسن معاملته لها..
اتجهت بخطوات مرتجفه نحو الفراش مره اخري منهاره جالسه ببطئ عليه تتطلع باعين شارده بباب الحمام الذي اغلقه خلفه و قد بدأت تتساقط من عينيها دموع المراره التي لم تعد تستطع حبسها اكثر من ذلك...
فهي عند زواجها منه لم تكن تتوقع ان تكون حياتها معه بهذا الشكل.
فقد كانت تعتقد انه سيكون عوض الله لها عن كل ما قاسته في حياتها خاصة و انها كانت واقعه في حبه عندما تقدم لخطبتها و كان ذلك اشبه بمعجزه قد تحققت من اجلها هي فقط...
شعرت برجفه حاده من الالم داخل صدرها عند تذكرها اول يوم رأت به داغر...
كانت في هذا اليوم جالسه كعادتها امام نافذة غرفتها التي لا تفارقها الا نادراً تنظر من خلال التلسكوب الخاص بوالدتها الراحله تراقب القمر المشع في السماء الحالكه والنجوم التي تحاوطه بمشهد يخطف الانفاس فقد كان هذا روتينها اليومي منذ وفاة والدتها التي كانت عالمه فلك فقد كانت تأخذها دائماً معها لمراقبة النجوم و مسارها بهذا التلسكوب فوق سطح بنياتهم...
كانت والدتها مقربه منها للغايه فقد كانت تحاول تعويضها دائماً عن حرمانها من والدها الذي توفي وهي لازالت لم تتخطي الثانيه من عمرها...
احبت داليدا هذا المجال كثيراً بسبب والدتها كما اصبح هذا التلسكوب اغلي ما لديها فهو ما بقي لها من والدتها التي كانت تشجع اياها دائماً علي اكتشاف كل شئ وبث بها روح المغامره...
حتي توفيت والدتها و تركتها و هي بعمر الثانية عشر من عمرها تاركه اياها تحت وصاية شقيق والدتها الاصغر مرتضي الراوي الذي كان يبلغ وقتها من العمر 22 عاماً فقد كان خالها و كذلك ابن عم والدها....
كان خالها مرتضي حاد الطباع دائماً معها وكان ترجع سبب ذلك الي الفجوه العمريه التي بينهم لكن زادت سوأ معاملته لها بعد وفاة والدتها فقد كان عندما يغضب منها او عندما يأمرها بفعل شئ و ترفض فعله يقوم بحبسها داخل غرفتها لعدة ايام حتي ترضخ اخيراً و تنفذ ما يطلبه منها...
فقد كان يتعامل معها كما لو انها لا زالت طفله لا يمكنها التصرف بمفردها او الاعتماد علي نفسها متدخلاً في كافة شئون حياتها..
فقد منعها بعد وفاة والدتها من الخروج خارج الفيلا جاعلاً اياها تكمل دراستها من داخل المنزل اتياً اليها بمدرسين يعطونها دروساً خاصه متحججاً بانه يشعر بالخوف عليها بسبب نوبات الذعر التي اصبحت تنتابها منذ وفاة والدتها كانت وقتها طفله فلم تستطع معارضته او فعل شئ حيال ذلك و لكن عند بلوغها سن الثامنة عشر تمردت وطلبت منه ان تذهب للجامعه حتي تبدأ تتأقلم مع الذين من هم في سنها لكنه رفض بشده و عندما اصرت علي موقفها و افتعلت معه العديد من المشاجرات العنيفه وافق في النهايه علي مضض ان يجعلها تذهب للجامعه تحت حراسه مشدده من رجاله الذين كانوا لا يجعلونها تستطع حتي التنفس علي راحه...
لكن بعدها تطورت نوبات الذعر التي كانت تنتابها و اصبحت تصيبها بطريقه مبالغه بها ففي بادئ الامر عندما كانت تخاف من شئ او تحزن كان تأتيها رجفه بسيطه بقدميها و ذراعيها....لكن اصبحت اعراض تلك النوبات اقوي من قبل فقد اصبح جسدها بأكمله يبدأ بالارتجاف و تتخلله بروده كالصقيع تصل الي عظام جسدها من ثم تصبح كما لو انها تدخل عالم اخر لا تدري بشئ مما يدور حولها ..
وعندما اصابتها تلك الحاله ذات مره اثناء تشاجرها مع احدي زميلاتها شعرت وقتها بحرج لم تشعر به من قبل عندما وقف الجميع يتطلعون الي يدها وقدميها المرتجفه كما لو كانت شئ غريب لم يروا مثله من قبل ...
لذا عادت يومها الي المنزل مقرره ان تكمل دراستها بالمنزل كما كان يرغب خالها عائده الي قوقعتها مره اخري.
محاوله تجنب خالها بقدر الامكان فقد كانت العلاقه بينهم دائماً مليئه بالتوتر
فقد كان يتعامل معها كما لو انها السبب في وفاة والدتها..
تساقطت الدموع من عينيها عند تذكرها اليوم الذي توفت به والدتها فقد كانو بسيارة والدتها ذاهبتان لكي يشتروا ملابس لها لكي تحضر بها حفل تقيمها مدرستها فقد اخذ خالها مرتضي يقنع والدتها بعدم الذهاب مشيراً بانها مجرد حفل اطفال لا تستدعي اهتمام والدتها لكن والدتها رفضت واصرت ان تذهب وتشتري لها ملابس جديده حتي تسعدها...
ولكن هم بالطريق و دون سابق انذار ظهرت امامهم سيارة نقل بضائع كبيره ضربتهم من الامام مما جعل سيارة تنقلب عدة مرات...
توفيت والدتها في الحال بينما ظلت داليدا راقده بالمشفي في غيبوبه لمده 3 اشهر و عند استيقاظها لم ترا امامها سوا وجوه غريبه عليها للاطباء و الممرضات اخذت تبحث بعينيها عن والدتها وعندما لم تجدها شعرت بوقتها بخوف لم تشعر به من قبل فقد كانت الدتها كهفها الامن الذي تختبئ به من اي شئ يخيفها فلم تفارقها ابداً منذ ان جاءت الي هذه الدنيا ...
وعندما سألت عنها لم يستطع الطبيب ان يخبرها بالحقيقه و يتسبب بصدمتها وهي بتلك الحاله الضعيفه فاخبرها كاذباً بانها ترقد بمشفي اخر بسبب ان المستشفي لم يكن بها اماكن اخري شاغره و انها عندما تفيق سوف تحضر اليها ظلت داليدا ايام و ايام تنتظر قدوم والدتها وعندما لم تأتي اصرت ان تذهب هي اليها رفض الاطباء متحججين بحالتها التي لم تكن مستقره بعد و بعد ان استقرت حالتها وعندما سألت عنها اخبرها الطبيب بأكثر طريقه لطيفه لديه بخبر وفاة والدتها انهارت وقتها داليدا داخله في حاله هستريه من البكاء و عندما هدئت بعد عدة ايام كانت بهذا الوقت بحاجه الي خالها مرتضي الذي كان الشخص الوحيد المتبقي من عائلتها لكي يهدئها و يطمئنها بانها ليست بمفردها لكنها كانت بمفردها..بمفردها تماماً و علمت من الاطباء انه لم يأتي لزيارتها و لو لمره واحده طوال فتره غيبوبتها تلك...و منذ هذا اليوم وتلك النوبات لا تتركها...
تنهدت ببطئ بينما ترجع بذاكرتها الي ذلك اليوم الذي رأت به داغر لأول مره كانت داليدا قد تشاجرت مع خالها كالعاده و عندما احتد الشجار بينهما أمرها كعادته ان تذهب الي غرفتها و الا تريه وجهها حتي اليوم التالي كانت وقتها جالسه تراقب النجوم من فوق سطح الفيلا لكن لوقت ما شعرت بالملل مما جعلها تدور بالتلسكوب بانحاء الحي الفاخر الذي تسكن به اخذت تضحك بينما تراقب احدي الكلاب يطارد قط صغير لكن القط وقف بالنهايه ام الكلب مصدراً صوتاً شرساً مما جعل الكلب يرتعب ويفر هارباً من امامه..
اخذت تكمل بحثها عن شئ اخر قد يجذب انتباهها و يخفف عنها ما تشعر به من ملل و فتور...
وبالفعل وجدته فقد جذب انتباهها شخصاً ما يمارس الرياضه بالحديقه الخلفيه للقصر الذي يبعد عن فيلاتهم بعدة امتار تعجبت وقتها من هذا الذي يمارس رياضه بهذا الوقت المتأخر من الليل قربت عدسة التلسكوب حتي تستطيع رؤيته جيداً...
لكنها صدرت شهقه قويه عندما رأته بوضوح شعرت وقتها بقلبها ينبض داخل صدرها بجنون بطريقه غريبه لأول مره اخذت تتفحص بانبهار نصف جسده العلوي العاري الذي كان مغطي بالعرق نتيجه الرياضه القاسيه التي كان يمارسها ...بينما تتأمل باعين تلتمع بالشغف ملامحه الرجوليه فقد كان وسيماً للغايه ذو جسد طويل رياضي صلب رائع بينما شعره القصير فحمي اللون الذي كان ينحدر منه عده خصلات مبتله فوق جبينه بينما
ظلت تراقبه بانفس منحبسه لم تتحرك من مكانها قيد خطوه واحده متجاهله الالم الذي ينبض بقدميها من طوال المده التي وقفت عليها حتي انتهي و دخل الي القصر و هو يجفف عرقه بمنشفه حول عنقه..
بعد هذا اليوم ظلت داليدا طوال السبع أشهر التاليه تضبط منبهها علي الثالثه صباحاً حتي تستيقظ و تستطع مراقبته اثناء ممارسته رياضته اليوميه و خلال تلك الاشهر وقعت داليدا بحبه بجنون حاولت الوصول الي اي معلومات تخصه لكن للاسف لم تستطع نتيجه الحراسه المشدده التي تتبعها بكل مكان ...
ظلت تحاول كثيراً الوصول الي معلومه عنه لكن لم تستطع الوصول الي شئ سوا الاسم المكتوب فوق لافته صغيره فوق القصر الخاص به فقد كان مكتوب عليه بخط فاخر "قصر الدويري "
يأست من الوصول الي اسمه او اي معلومه تخصه حتي جاء اليوم الذي جاءها اتصال من خالها مرتضي امراً اياها بارتداء ملابسها و ان تأتي الي شركة العائله...
في بادئ الامر تعجبت كثيرا من طلبه هذا خاصه و انها منذ تخرجها و هي تطلب منه العمل معه في الشركه لكنه كان يرفض غير سامحاً لها حتي بزيارته بها...
وبالفعل ذهبت الي الشركه لكن فور دخولها الي المكتب الخاص بخالها تسمرت قدميها شاعره بقلبها يكاد يقفز من مكانه عند رؤيتها للشخص الجالس مع خالها فقد كان جارها الذي عشقته حد الجنون دون حتي ان تعرف اسمه شعرت وقتها بالارتباك والتخبط لكن اسرع خالها بتعرفهم علي بعضهم البعض
و ها هي اخيراً قد حصلت علي اسمه " داغر الدويري "...
قد علمت من كلامهم انه شريك شقيقها باحدي المشاريع التجاريه
ظلت طوال الوقت جالسه بصمت تتطلع نحوه باعين ملتمعه بالشغف.. منبهره بوسامته الفائقه فالتلسكوب لم يوضح وسامته الفائقه تلك و زاد حبها عند سماعها صوته العميق الرجولي فقد كان يبدو ذو شخصيه قويه ....
تحدث معها قليلاً سألاً اياها عن مجال دراستها...و اجابته هي بصوت منخفض مرتعش...
و برغم انهم لم يتحدثوا كثيراً الا انها بهذا اليوم شعرت بسعاده لم تشعر بمثلها من قبل..
و بعد انصرافه ظل خالها جالساً يتطلع اليها بهدوء...و عندما سألته عن سبب طلبه اياها لكي تحضر الي مكتبه اجابها بانه كان يرغب ان يذهب معها الي الغداء بالخارج و قضاء اليوم سوياً...
مما جعلها تندهش اكثر اكثر فهو لم يخرج معها من قبل الي اي مكان ...
و بعد هذا اليوم باسبوع واحد جاء خالها و اخبرها بان داغر الدويري طلب منه يدها للزواج...
وقتها ظلت داليدا صامته شاعره بكامل المشاعر التي تكنها له تعصف داخلها...لكن تغلب قلقها و خوفها علي تلك المشاعر و عندما سألت خالها كيف هذا و هو لم يراها سوا مره واحده اجابها بانه كان يبحث عن عروس مناسب و عندما رأها اعجب بها علي الفور من ثم بدأ باقناعها من وجهة نظره هو بانها سوف تصبح زوجه اكبر ملياردير بالبلد...
لكن بداخلها لم يكن المال ما تهتم به فقد كانت تهتم به هو فقط فهي تحبه لذا وافقت أمله بان اعجابه بها قد يتحول الي حب بعد تعرفه عليها جيداً....
و بالفعل تمت خطبتهم علي الفور و تم تحديد الزواج بعد شهر واحد من اعلانهم خطوبتهم لكن اثناء تلك الخطوبه القصيره لم يلتقوا سوياً الا مرتين فقط متحججاً بانشغاله عمله لكن حتي اثناء مقابلتهم تلك كان دائماً صامتاً مقتضب الوجه و عندما حاولت التحدث مع خالها مرتضي عن ذلك قال بان هذه طبيعته و انه بعد الزواج وبعد تعرفهم علي بعضهم البعض سوف يتغير...
كانت تشعر بالخوف و التردد من هذه الزيجه رغم حبها له..
لكن تغلب حبها علي خوفها هذا مقنعه نفسها بان كل هذا سوف يتغير بعد زواجهم كما قال شقيقها...
من ثم سافر داغر الي امريكا في رحله عمل و لم يعد الا قبل موعد زفافهم بيوم واحد فقط...
و اقيم حفل زفافهم في افخم القاعات حضره اكبر شخصيات البلد...كان حفل اسطورياً تحدثت عنه جميع الصحف و كان داغر طوال الحفل يبدو سعيداً لم تفارق الابتسامه وجهه معاملاً اياها كما لو كانت ملكه مما جعل قلبها يتراقص فرحاً...
لكن جاءت اكبر صدمه لها بعد انتهاء حفل الزفاف و دخولهم الي الجناح الخاص بهم في قصره...
فقد اختفت ابتسامته تلك تاركاً اياها تقف بمنتصف الغرفه بفستان زفافها مختفياً بصمت الي داخل الحمام الملحق بالجناح...
وقفت وقتها شاعره بالخوف و الارتباك لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله لكنها اخيراً تحركت ببطئ و ذهبت الي خزانة الملابس ساحبه احدي منامتها المحتشمه فلم يكن لديها الجرأه لارتداء احدي قمصان النوم التي ابتاعتها من اجل زواجها وعندما انتهت من ارتداء ملابسها خرج داغر من الحمام عاري لا يرتدي سوا شورت اسود قصير احمر وجهها بشده عند رؤيته لصدره العضلي العاري..
ظلت واقفه مكانها تتطلع نحوه بخجل شاعره بالخوف مما سيحدث بينهم
لكنها شعرت بدلو من الماء البارد ينسكب فوق رأسها عندما رأته يمر بجانبها متجاهلاً اياها تماماً كما لو انها ليست موجوده بالغرفه و اتجه نحو الفراش ليستلقي فوقه مولياً ظهره لها وقتها ظلت تطلع اليها بصدمه لا تدري ما الذي يجب عليها قوله او فعله فقد رفضها و رفض اتمام زواجهم بكل برود...
و كان هذا هو الحال بينهم في الايام التاليه ففي كل ليله يولي ظهره لها معلناً صراحةً عدم رغبته بها او باتمام زواجهم فلم يقم بلمس شعره واحده منها حتي الان...
كل ليله تعتقد بان هذه الليله هي التي سوف يكمل بها زواجهم و يجعلها حقاً ملكه لكن تنتهي الليله بخيبة املها مديراً ظهره لها تاركاً اياها غارقه في حزنها و بؤسها تبكي طوال الليل كاتمه شهقات بكائها بوسادتها حتي لا تصل الي مسمعه حتي تسقط نائمه من كثر التعب...
اما باقي اليوم فيستقيظ مع اوائل خيوط الصباح يذهب الي عمله ولا يعود منه الا بعد منتصف الليل..
وعندما يعود يتعامل معها كما لو كانت هواء كما لو كانت غير موجوده بالغرفه لا يوجه اليها الحديث الا عند الضروره القصوي...
جلست داليدا تتأمل باب الحمام الذي اختفي خلفه وعينيه تلتمع بالدموع لكنها سرعان ما استلقت فوق الفراش جاذبه الغطاء فوق جسدها حتي عنقها عندما شعرت به يخرج من الحمام...
اغلقت عينيها بقوه مصطنعه النوم لكن تشدد جسدها بالتوتر و تثاقلت انفاسها عندما شعرت به يقف بجانبها بصمت عده لحظات طوال قبل ان يتحرك بصمت مره اخري نحو جانبه من الفراش مستلقياً فوقه مغلقاً الضوء ليعم الغرفه ظلام يشبه الظلام الذي بداخلها....
!!!***!!!***!!!***!!!
في الصباح...
تلملمت داليدا في نومها شاعره بدفئ غريب يجتاحها وثقل غريب حول جسدها فتحت عينيها ببطئ محاوله استيعاب ما يحدث لكن انتفض جسدها بمفاجأه عندما اكتشفت انها مستلقيه بين ذراعي داغر الذي كان يحيط خصرها بذراعه ضامماً اياها اليه وهو مستغرقاً بالنوم انحبست انفاسها بصدرها شاعره بالحراره تجتاح جسدها بسبب قربها الشديد من جسده الصلب الملتصق بها..
لا تعلم كيف انتهي بهم الامر حتي تصبح مستلقيه بين ذراعيه بهذا الشكل..
ارتسمت ابتسامه بطيئه فوق وجهها شاعره بالسعاده فهذه المره الاولي التي يضمها اليه متناسيه غضبها منه بالليله السابقه..
اخذت تتأمل باعين تلتمع بالشغف ملامح وجهه الوسيم...
لم تستطع مقاومه ان تنحني وتطبع بشفتيها قبله خفيفه فوق خده من ثم ابتعدت عنه ببطئ و الابتسامه التي فوق شفتيها تتسع بالفرحه مررت اصابعها بخفه بشعره الاسود الفحمي بينما تتنفس انفاسه الدافئه بشغف شاعره بقلبها يكاد يقفز من داخل صدرها من شدة دقاته المرتفعه....
فهي لا تحبه فقط لا بل تعشقه حد الجنون تنهدت بسعاده مغمضه عينيها مستمعته بملمس شعره الحريري اسفل يدها...
لكنها انتفضت فاتحه عينيها بذعر عندما شعرت به يتلملم في نومه....
شعرت بتجمد اطرافها عندما رأته يفتح عينيه و يتطلع اليها عدة لحظات بصمت كما لو انه لا يزال لا يستوعب ما يحدث من حوله...
لكن سرعان ما ذبلت ابتسامتها التي كانت تتطلع اليه بها عندما رأت الغضب الذي اندلع بعينيه قبض بقوه مؤلمه علي يدها التي كانت لازالت بشعره معتصراً اياها مما جعلها تطلق صرخه منخفضه نفض يدها مبعداً اياها عنه بحركه قاسيه كما لو كانت شئ قذر يرفض لمسه..
قبل ان ينتفض ناهضاً بغضب من الفراش مبتعداً عنها كما لو انها تحمل وباء ما ...
ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها مخفضه رأسها بينما تضغط اسنانها بشفتيها بطريقه داميه في محاوله منها للسيطره علي الدموع الحارقه التي تراكمت بعينيها شاعره بألم حاد يكاد يمزق قلبها بسبب رفضه لها وابتعاده عنها بهذه الطريقه القاسيه..
راقبته بينما يتجه نحو الحمام بصمت مغلقاً خلفه بابه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان دفنت وجهها بوسادتها مطلقه العنان لدموعها بينما الالم الذي ينبض بقلبها لم تعد تستطع تحمله...