رواية مقيد بأكاذيبها الفصل التاسع 9 بقلم هدير نور
انتهي راجح من ارتداء ملابسه ثم اتجه الي الطاولة التي بجانب الفراش يفتح درجها حتي يأخذ محفظته و الاموال التي يحتفظ بها داخل الدرج لكن لفت انتباهه تلك العبوة الصغيرة الملقية بزواية الدرج لكنه لم يهتم بها كثيراً معتقداً انها شئ من اشياء صدفة التى تملئ بها كل مكان بالشقة..
تناول المال الذى كان يجمعه من اجل سداد الجمعية التي دخل بها مؤخراً حتي يستطيع الزواج بامواله الخاصة دون ان يضطر الي اخذ المال من والده...
اخء يعده لكنه وجده ناقصاً خمسمائة جنية.. شك انه قد قام بعدهم بشكل خاطئ.. لذا قام بعدهم اكثر من مرة ليجدهم بكل مرة بالفعل ناقصين تلك الخمسمائة جنية قطب حاجبيه محاولاً التذكر اذا اخذ منهم شئ لكنه هز رأسه فهو قد وضعهم منذ يومين بيده حيث كان مرتاحاً انه اكمل قسط الجمعية فأين قد ذهبت تلك ال٥٠٠جنية...
وردت بعقله ذكرى الألف الجنية التي سرقتها منه صدفة من قبل بذاك اليوم الذي اتهمته به انه قام بالتحرش بها امام والده...
فيمكن ايضاً هي من قامت بسرقة تلك ال ٥٠٠ جنية...
لكنه هز رأسه بقوة رافضاً تلك الفكرة فيمكن انه قام بصرفها دون ان يلاحظ.. لذا سيقوم بوضع تلك ال٥٠٠ جنيه من مرتبه و يكمل المبلغ بعد يومين عندما يقبض مرتبه الشهرى لذا سوف يقوم بالاتصال بصاحب الجمعية و يطلب منه ان ينتظر يومين حتي يسدد له المبلغ بالكامل..
لوي فمه بسخرية فور تخيله ما سيحدث اذا علم الناس ان راجح الراوي لا يمتلك بجيبه خمسمائة جنيه سيظنونه مجنوناً فالجميع يعتقد بانه يملك اموالاً كثيرة لا طائل لها...
فهو من يدير الوكالة و جميع المتاجر التابعة لهم و المسئول عن كل العمل..
لا يعلمون انه لا يملك سوا مرتبه الشهري الذي لا يتعدا الثلاث الاف جنية... الذي يقبضه من الحسابات مثله مثل اي موظف اخر بالوكالة...
كما ان الجميع يتحدث عن ان كل تلك الافرع و المتاجر تعد ملكه فهو من قام بتكبير و توسيع عمل والده و جعله على ما هو عليه الان...
فقد كان بالسابعة عشر عندما بدأ بالعمل بمتجر والده الصغير المتواضع لبيع الاجهزة الكهربائية المستعملة و بعد فترة ما ان اصبح راجح بالغاً ترك له والده المتجر يديره بمعرفته و في اقل من سنة حول راجح بزكاءه و مهارته.. المتجر الصغير الي اكبر متجر لبيع افخم الادوات المنزلية الحديثة المحلية الصنع و المستوردة..
ظل يعمل و يجتهد حتي جعل لمتجره سبعة افرع منتشرة بانحاء جمهورية مصر...
و رغم كل هذا لا يملك سوا سيارته و شقته هذه حيث قام بشرائهم بماله الخاص...
لكن الناس لا تعلم كل هذا هما يرون المظاهر فقط...
خرج من افكاره تلك ينظر الي الاموال التي بيده محاولاً ان يتذكر اين انفق ذلك المبلغ لكنه زفر بعجز واضعاً المال بجيبه قبل ان يلتف و يخرج من الغرفة....
༺༺༺༺༻༻༻༻
ظلت صدفة جالسة بجانب راجح تراقبه باهتمام و ترقب و هو يتناول إفطاره بينما تنتظر ان يحد
ث له شئ نتيجة تلك البودرة التي وضعتها بقميصه لكن لم يحدث ما تنتظره فيبدو ان ذلك العطار الذي اعطاها تلك البودرة محتالاً قد خدعها..
زفرت بحنق عندما رأته يتناول كوب الشاي الخاص به و الاسترخاء ظاهر عليه همست بصوت منخفض يملئه الغيظ تحدث نفسها مصوبة نحوه نظرات قاتلة سامة
=اللهي تزور يا بعيد...
وضع راجح الكوب من يده عندما لاحظ نظراتها تلك بينما
تحرك شفتيها بكلمات غير مسموعة
=بتبرطمى بتقولى ايه...؟
عقدت ذراعيها فوق صدرها بعصبيه و عى تتأفف بحنق
=مبرطمش...
وقف بهدوء يعدل من ملابسه استعدادً لذهابه مغمغماً بنبرة صارمة
=طيب افردي بوزك ده... احسنلك...
رفعت وجهها اليه مرغمة شفتيها علي الانفراج و رسم ابتسامة واسعة متشنجة مغمغمة بسماجة
=اهووو....
مر من جانبها واضعاً يده فوق شعرها يفركه بحركات مغيظة مشعثاً اياه...دفعت يده بعيداً و هي تهمهم بكلمات حانقة مما جعله يبتسم و هو يتجه للباب مغادراً....
بعد مرور ربع ساعة....
ركضت صدفة تفتح باب الشقة الذي كان يطرق احدهم عليه طرقات متتالية عنيفة و هي تهتف بصوت مرتفع
=طيب... طيب ياللي علي الباب جاتك خبطة في ايدك ايه الدنيا اتهدت.......
لكنها ابتلعت باقي جملتها شاهقة بقوة متراجعة للخلف فور ان فتحت الباب و رأت راجح يندفع للداخل هاتفاً بغضب بينما يديه تحك انحاء جسده بحركات شبه هستيرية
=ايه ساعة علشان تفتحي....
وقفت صامتة لم تستطع اجابته حيث كانت متجمدة بمكانها تشاهده باعين متسعة بالصدمة بينما يحك انحاء جسده ملتفاً حول نفسه محاولاً الوصول الي ظهره ليطلق لعنة حادة عندما فشل...
تنحنحت مغمغمة بصوت جعلته طبيعي قدر الإمكان متصنعة عدم فهم ما يحدث له بينما تحاول السيطرة علي موجة الضحك المتصاعدة بداخلها
=في ايه مالك...؟!
اجابها بصوت مختنق نافذ الصبر بينما لا يزال يحاول الوصول الي ظهره لكي يحكه
=ضهرى... في حاجة بتقرص فيه مش عارف ايه اللي حصلي فجأة...
ليكمل وهو يجذبها من ذراعها نحوه بينما يستدير مشيراً الى ظهره
=اهرشى...
كتمت صدفة ضحكتها بينما تضع يدها اسفل قميصه تحك له ظهره برفق باظافرها...
لكنه تحرك بعدم صبر هاتفاً بحدة
=اهرشى حلو يا صدفة....
زادت من حكها لظهره هاتفة بحدة
=اهوووو
لكنه اندفع للامام بعيداً عنها و يغمغم بحدة و نفاذ صبر
= لا اوعى..مش قادر
انهي كلماته تلك مطلقاً لعنة حادة و هو يسرع بنزع قميصه و يركض بخطوات متعثرة نحو الحمام الذي اغلق بابه بعنف..
وقفت صدفة تحاول السيطرة علي نفسها حتي لا تكشف امرها لكنها لم تستطع لتنفجر ضاحكة فور ان وصل الي مسمعها صوت شئ ثقيل يسقط علي ارضية الحمام ثم تبعها صراخات ولعنات راجح الحادة الغاضبة التي هزت ارجاء المكان..
بعد مرور نصف ساعة...
كانت جالسة علي احدي المقاعد بغرفة النوم عندما شاهدته يخرج اخيراً من الحمام عاري الصدر لا يرتدي سوا شورت اسود قصير
شهقت بصوت منخفض بينما شحب وجهها عندما استدار و رأت ظهره الملتهب الذي كان بلون الدماء...
شعرت بالذنب يغرز انيابه الحادة بقلبها فور ادراكها انها من تسببت له بهذا فهي لم تكن تقصد ايذاءه فقد كانت فقط ترغب ان تتسبب له ببعض الحكه انتقاماً لما فعله بها...
انحبست انفاسها داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و هي تراقبه يتمدد علي بطنه فوق الفراش دافناً وجهه المرتسم عليه الالم بالوسادة...
تحركت مغادرة الغرفة حتي تحضر له خلطة من الاعشاب قد تعلمتها من جدتها حتي تهدأ من التهاب ظهره فقد كانت جدتها تصنعها لها عندما كانت صغيرة فقد كان يوجد امام منزل جدتها بالارياف حقل ملئ بعشب العفريت و الذي يصنع منه تلك البودرة التي ابتاعتها من العطار..
كانت و هي طفلة تحب اللعب بذاك الحقل الملئ بذلك العشب رغم تحذير جدتها لها مما كان يتسبب لها بالحكه و الالتهاب بجسدها لكن كانت تلك الخلطة كانت كالسحر تعالج الالتهاب في دقائق قليلة..
༺༺༺༺༻༻༻༻
كان راجح يدفن وجهه بالوسادة محاولاً تحمل الألم الذي يعصف بظهره فهو لا يعلم ما اصابه فجأة فقد كان في طريقه الي العمل يقود سيارته بهدوء عندما اصابته تلك الحكة و التي جعلته كالمجنون يحك انحاء جسده مما جعله يلتف و يعود الي المنزل مرة اخري حتي لايفضح نفسه امام عماله او زبائنه..
فاذا كان شاهده اي شخص و هو بحالته تلك لكان انتشر الامر بين الناس و اصبح محل للسخرية بينهم...
انتفض جسده بمفاجأة عندما شعر بشئ بارد يلمس ظهره استدار ليجد صدفة جالسة بجانبه علي طرف الفراش ممسكة بيدها صحن صغير بينما الارتباك و التردد ظاهر عليها...
غمغم باقتطاب مشيراً الي الصحن الذي بيدها.
=ايه اللي في ايدك ده...؟!
اجابته بصوت لاهث بينما تبتلع لعابها بارتباك واضح
=دي خلطة هتهدي الالتهاب في ظهرك...
لتكمل سريعاً و هي تنهض علي قدميها شاعرة بالحرج عندما اخذ ينظر اليها باعين تلتمع بالشك
=لو مش عايز خلاص براحتك.....
اسرع بالامساك بيدها معيداً اياها للجلوس مرة اخري بجانبه قائلاً بحزم بينما يدفن وجهه بالوسادة مرة اخري و هو يحاول بصعوبة السيطرة علي الدماء التي تعصف بداخله عندما تخيل فقط يدها تمر فوق جسده
=اعملي اللي عايزاه....
اومأت بصمت واضعة من الخليط علي ظهره ثم بدأت يدها المرتجفة تدلك ظهره برفق بينما تحبس انفاسها عندما شعرت بتيار كهربائي يمر بجسدها فور ملامستها لجلد ظهره الساخن تحت يديها تنفست بعمق محاولة التركيز علي ما تفعله حتي لا تفضح نفسها امامه..
بينما كان هو مستلقياً و هو يقبض علي فكيه بقوة محاولاً تمالك نفسه حتي لا يجذبها اسفله و ينالها كما يرغب ويشتهي فالشعور بيدها تمر علي جسده اسوء انواع العقاب التي تعرض لها...فقد كانت زوجته ملكه لكن في ذات الوقت لا يستطيع لمسها كما يرغب...
غمغمت صدفة بصوت لاهث و هي لازالت تدلك ظهره الذي بدأ احتقانه يقل كثيراً...
=حاسس انك احسن مش كده...
اجابها بهدوء بينما يدفن رأسه بالوسادة اكثر فقد كانت حقاً تلك الخلطة قد خففت كثيراً من الم ظهره
=الخلطة دى سحر فعلاً....
ابتسمت مغمغة بعفوية و هى مستمرة بتدليك ظهره
=كنت عارفة ان مفيش حاجة هتضيع مفعول بودرة العفريت غيرها اصل............
ابتلعت باقي جملتها منتفضة واقفة مبتعدة عنه فور ادراكها ذلة لسانها الاحمق ادارت ظهرها له لاطمة بيدها علي خدها و هي تهمس برعب...
=احيييه عليا و على غبائى.....
استدارت مبتعدة تتجه بخطوات مسرعة نحو خارج الغرفة و هي تغمغم بتلعثم بينما تدعو الله الا يكون انتبه الي ما تفوهت به
=هروح .. هروح اشوف الباب باين بيخبط...
لكنها اطلقت صرخة فازعة عندما شعرت بيده تقبض علي ذراعها بقسوة من الخلف مديراً اياها نحوه ليصطدم جسدها بصدره العضلى العارى حيث كان يقف خلفها مباشرة مزمجراً بشراسة جعلت الدماء تجف بعروقها
=قولتيلي بودرة عفريت....
ظلت تتطلع اليها عدة لحظات برعب قبل ان تنطق اخيراً بصوت مكتوم متلعثم و هى تقطب حاجبيها بينما تتصنع عدم الفهم
=بودرة عفريت ايه..؟!!
قربها منه اكثر محاوطاً خصرها بذراعه لتصبح محاصرة بين ذراعيه اخفض رأسه مزمجراً بقسوة بجانب اذنها
=متستعبطيش....
ليكمل و هو يجذبها اكثر نحوه مزمجراً باذنها بصوت حاد لاذع
=يعني انتي حطتيلي بودرة عفريت في هدومي كنت عايزة تفضحيني قدام الناس في الوكاله مش كده...
حدقت فى وجهه بخوف من لهيب الغضب الذى يلتمع بعينه هزت رأسها هامسة بتلعثم بينما تضع يدها فوق صدره العاري محاولو دفعه بعيداً و لازالت تتصنع عدم الفهم
=مش فاهمة...حاجة
شدد من ذراعيه التي تلتف حول خصرها بقوة حتى تأوهت متألمة بصوت منخفض لم يثير به الشفقة ليزيد من اعتصاره لخصرها اكثر وهو يتمتم بصوت قاسى حاد
=مخبيه فين البودرة...
هزت رأسها برعب بينما اتجهت عينيها تلقائياً نحو درج الطاولة التي تخبئ بها العبوة شاعرة بالرعب يشل اطرافها فور تذكرها انها نست ان تنقلها من مكانها و تعيد تخبئتها بحقيبتها مرة اخري...
ارتسمت ابتسامة ادراك علي شفتيه بينما تتبع عينيه اتجاه نظراتها التى تسلطت على الطاولة التى بجانب الفراش..
ليتذكر على الفور تلك العبوة التي رأها بجانب المال قبل ذهابه للعمل صباحاً...
ابتعد عنها متجهاً نحو الطاولة يفتح الدرج ليجد العبوة البيضاء لازالت بمكانها رفعها امام وجه صدفة الشاحب و عينيها المتسعة المليئة بالارتباك
=اومال دي ايه...؟؟
همست كاذبة بصوت منخفض مرتجف و قد اخذت ضربات قلبها تزداد من شدة الخوف
=دي.. دي.. بودرة كنت جيباها من العطار لجسمي علشان.......
لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات الي الخلف عندما وجدته يقترب منها بخطوات متكاسلة بطيئة لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسد راجح الصلب الذي اصبح امامها مباشرة احاط خصرها بذراعه جاذباً اياها اليه مخفضاً رأسه نحوها مقرباً شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش
=قولتيلي بودرة لجسمك....
هزت رأسها بالايجاب بينما عينيها المتسعةةالممتلئة بالارتباك و الخوف مسطلة على وجهه الوسيم ...لكن تصلب جسدها عندما قام فجأة بوضع العبوة داخل ظهرها و قام بافراغ كامل محتوياتها لتصيب البودرة كتفيها و ظهرها مما جعلها تصرخ فازعة و قد تسلل الرعب بداخلها فور ادراكها ما فعله هتفت بينما تضربه بصدره محاولة جعله يقوم بتحريرها
=اوعى انت بتعمل ايه... اوعى
اجابها ببرود بينما يتراجع للخلف مبتعداً عنها بعد ان نفذ مراده
= دلوقتي بقى هنعرف اذا كانت فعلاً بودرة لجسمك....
ليكمل و هو يضغط على حروف كلماته بقسوة
= و لا بودرة عفريت....
التفت بخطوات مسرعة محاولة الوصول الي الحمام حتي تنزع ملابسها تلك و تستحم سريعاً قبل ان يبدأ مفعول تلك البودرة وو يتم فضح امرها امامه....
لكن و لصدمتها شاهدت راجح و هو يسرع قبلها نحو الحمام و قد ادرك نيتها مغلقاً بابه بالمفتاح ثم اتجه نحو باب الغرفة اغلقه هو الاخر بالمفتاح...
مغمغماً بسخرية بينما يتجه نحو خازنة الملابس يغلق ابوابها بالمفتاح..
=انسي.... العبي غيرها مش هتتحركي من قدامي هنا الا لما اعرف دي بودرة ايه...
ابتلعت صدفة بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقها قبل ان تجلس بجسد متصلب علي المقعد تعقد ذراعيها حول جسدها داعية الله الا يتأثر جسدها بتلك البودرة...
و الا سينتهى امرها...
شاهدته بينما يتجه نحو الفراش و يستلقي علية باسترخاء عاقداً ذراعيه اسفل رأسه بينما عينيه مسلطة عليها يراقب ادق حركاتها مما جعلها تضغط بيدها علي ذراعها بقوة غارزة اسنانها بشفتيها عندما شعرت بجسدها يبدأ يحكها لكنها حاولت التماسك حتي لا تفضح امرها امامه ظلت علي حالتها تلك عدة دقائق لكنها انتفضت واقفة و هي تصرخ بألم عندما اصبحت الحكة بجسدها لا تطاق اخذت تحك انحاء جسدها بحركات عنيفة شبه هستيرية و هي تطلب منه ان يفتح لها باب الحمام لكنه ظل مكانه يتطلع اليه ببرود مما جعلها تركض نحو الحمام محاولة فتحه تهز مقبضة بقوة حتى وصل بها اليأس الي ضربه بكتفها كما تشاهد بالافلام حتى تفتحه لكنه لم يستجيب لها...
ابتعدت عن الباب و هي تحك جسدها بقوة حتى كادت ان تمزقه مما جعلها تطلق صرخة محبطة نازعة عنها عبائتها الممتلئة بتلك البودرة لتصبح بقميصها الداخلي و قد اصبحت بحالة جنونية تحك انحاء جسدها بجنون..
انتفض راجح جالساً فور ان رأها تنزع عبائتها تلك و تقف امامه بقميصها الداخلي القصير هذا
التمعت عينيه علي الفور بالرغبة التى اشتعلت كالنيران بانحاء جسده...
انحبست انفاسه داخل صدره و هو يمرر ببطئ عينيه التي اظلمت بالرغبة العاصفة علي جسدها بهذا القميص محكم التفصيل حول منحنياتها الرائعة..
حيث كان يبرز قوامها الذى كان اشبة بالساعة الرملية و الممتلئ بشكل جيد بكل الاماكن الصحيحة...
كما ابرز لونه الأسود الفحمى جمال بشرتها البيضاء المرمرية...
قبض على يديه بقوة محاولاً السيطرة على نفسه حتى لا يهجم عليها و ينالها كما يرغب...
لكنه خرج من عاصفة رغبته تلك عندما رأها تنفجر باكية بشهقات ممزقة يأسة ليعلم انه قد اطال في تعذيبها نهض علي الفور متجهاً نحوها حاملاً اياها بين ذراعيه مما جعلها تصرخ معترضة وهي تضربه بيدها علي كتفه العاري لكنه لم يبالي بصراختها المعترضة او ضرباتها المتتالية لكتفه متجهاً بها نحو الحمام الذي فتح بابه...
دلف الي كابينة الاستحمام و هو لايزال يحملها بين ذراعيه...
انزلها ببطئ علي قدميها لتحاول علي الفور الفرار بينما تهتف بغضب دافعة اياه بقوة في صدره محاولة الخروج من باب الكابينة الذي خلفه
=بتعمل ايه...ابعد سيبني.....
لكنه اسرع باحاطة خصرها بذراعه حاملاً اياها منه و وضعها اسفل الدش الذي فتحه ليغرقها الماء علي الفور من رأسها لأخمص اصابعها..
دبَ الرعب اوصالها بينما مرت رجفه حادة من الخوف اسفل عمودها الفقري عندما رأت النظرة المظلمة المرتسمة داخل عينيه
اخذت تلملم بيدها المرتجفة اطراف قميص محاولة ان تستر جسدها عن عينيه..
شاعرة بالنيران تحترق بخديها ترغب بان تنشق الارض وتختفي اسفلها من شدة الحرج هاتفة بحدة متصنعة الجرئة التي عكس تماماً الخوف الذي يسيطر عليها
=ايييه فى ايه بتبصلي كده ليه..؟
قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
=بملي عيني من جمال المهلبية...اللي عايزة تتاكل اكل...
انهي جملته تلك ممسكاً باحدي حاملات قميصها يحاول خفضه برفق عن كتفها منزلاً اياها ببطئ مما جعلها تصفعه فوق يده وهى تصرخ بذعر
=يا نهارك اسود و منيل انت بتعمل ايه...
اجابها بتسلية بينما يخفض و يمسك طرف قميصها يحاول رفعه لأعلي
=بساعدك..
دفعته بكامل قوتها لخارج كابينة الاستحمام وهي تصرخ بحدة
=اطلع برا...
تركها راجح مبتعداً عنها مغمغماً بانفس لاهثة و عينيه تمر فوق جسدها بنظرات موحيه مما جعلها تحيط باضطراب جسدها بذراعيها محاولة اخفاءه
=ماشى.. هخرج...
ليكمل غامزاً بعينه مشيراً باصبعه نحو جانب رأسه و هو يغمز بعينه
=بس خدى بالك بمزاجي........
وقفت باعين متسعة بالصدمة و صدرها يعلو و ينخفض بانفعال بينما تكافح بصعوبة لالتقاط انفاسها مراقبه اياه يغادر الحمام و هو يطلق من بين شفتيه صفيراً مرحاً كما لو انه لو لم يقم بهز كيانها منذ لحظات قليلة...
༺༺༺༺༻༻༻༻
بوقت لاحق.....
كان راجح جالساً علي الفراش يقلب بهاتفه و هو يعدد داخل رأسه لما يجب عليه عدم اقتحام الحمام و حملها بين ذراعيه الى هذا الفراش ...
زفر بحدة محاولاً ان يبعد عن عقله صورتها بذلك القميص الذى كان سيتسبب له بأزمة قلبية....
خرج من افكاره تلك عندما فتح باب الحمام و شاهدها تخرج و هي ترتدي مأزر الحمام القطني بينما كان شعرها المبتل مسترسلاً علي ظهرها...
راقبها باعين تلتمع بالاهتمام و الرغبة و هى تتجه نحو الخازنة لكى تخرج ملابسها لكنه لاحظ انها تبعد باستمرار قماش المأزر عن كتفيها و عنقها بينما و جهها يتغضن بألم كما لو انها لا تتحمل ملامسة القماش علي جلدها..
نهض مقترباً منها ليلاحظ على الفور احمرار جلد عنقها الظاهر من مأزرها الفتحة المنخفضة..
شهقت بقوة عندما شعرت بذراعيه القوية تلتف حولها من الخلف قبل ان يحملها برفق متجهاً بها نحو الفراش مما جعلها تضربه بقبضتها بجانب عنقه وهى تهتف بخوف
=اوعى... نزلنى.... اوعى
لكنه تجاهلها و اخفضها برفق على الفراش مجلساً اياها فوقه ثم جلس خلفها غمغمت بحدة و هى تضربه بمرفقها من الخلف فى صدره الذى كان يواجه ظهرها محاولة جعله يحررها
=عايزة مني ايه تاني....
لتكمل بغضب و هى تتلملم بحدة محاولة النهوض
=مش كفاية اللي عملته فيا..حرقتلى بطنى بالشطة و دلوقتى حرقتلى جلدى اييه عايز تموتنى...
غمغم باذنها بصوت منخفض و هو
يدفعها بلطف في كتفيها معاودً اجالسها مرة اخري
=الواحد لو عنده ربع بجاحتك دى كان سلك في حياته...
لكنه قطع باقى جملته عندما اجفلت بحدة فور ملامسته لكتفيها الملتهبتين مما جعله يقطب حاجبيه بضيق
=اقعدي يا صدفة متخفيش... هحطلك من الخلطة علي كتفك و رقبتك...
همست معترضة بينما تتمسك يدها بعنق مأزرها
=مش هينفع....
قاطعها بهدوء بينما يخفض مأزرها من الخلف حتي ظهر له الجزء العلوي من كتفيها و خلف عنقها الملتهبين
=متخفيش امسكى الروب من قدام كويس..
ليكمل بسخرية يتخللها المرح محاولاً التخفيف من خوفها و اضطرابها
=بعدين سمعت انهم بيقولوا اني جوزك او حاجة شبه كده باين..
لم تجيبه صدفة حيث اشتعل وجهها خجلاً...ابتسم راجح فور ملاحظته لخجلها هذا بينما بدأ باخفض مأزرها من الخلف اكثر حتي ظهر له احتقان كتفيها الملتهبة و عنقها مما جعله يقطب بغضب من نفسه لما تسبب به لجلد جسدها حريرى الملمس..
اخذ من الخليط الذي بالصحن و بدأ بتدليك كتفيها و خلف عنقها حتي بدأ الاحتقان يخف اخفض رأسه مقرباً شفتيه من اذنها هامساً لها بصوت أجش بينما كامل جسده متشدداً بالرغبة
=احسن...؟!
اومأت برأسها بالايجاب بصمت وهي تشعر بجسدها يشتعل اثر لمساته تلك لكنها اطلقت شهقة منخفضة عندما شعرت بشفتيه تمر برفق فوق كتفها و عنقها من الخلف قبل ان يديرها بين ذراعيه بلطف لتصبح بمواجهته دفن وجهه بحنايا عنقها مقبلاً حلقها و عنقها الابيض المرمري ..
مما جعل الدماء تعصف بعروقها لكنها شهقت بقوه شاعرة بالصدمه تجتاحها عندما رفع رأسه عن عنقها بدون سابق انذار و تناول شفتيها في قبله حارة مشتعلة..هزتها رجفة قوية مرت بسائر جسدها عندما شعرت بملمس شفتيه فوق شفتيها
زاد من ضغط شفتيه فوق شفتيها الناعمه بتملك حارق فاستجابت بشغف الي قبلته و كامل جسدها ينتفض باستجابة قوية مما جعله يعمق قبلته لها رفعت احدي ذراعيها واحاطت عنقه به بينما يدها الاخري تشبثت بقوة بعنق مأزرها حتي لا يسقط منفتحاً تسببت حركتها البسيطة تلك بجعل دقات قلب راجح تزداد بعنف حتي ظن بان قلبه سوف يغادر جسده بأي لحظة...
اضطر اخيراً الي فصل شفتيهم عندما شعر بحاجتهم الي الهواء.. ابتعد عنها و هو يلهث بانفس ثقيلة محتقنة بينما الدماء تقصف بأذنيه بجنون...
تنفس بعمق محاولاً تهدئت نفسه قبل ان يعدل من وضع المأزر حول جسدها عاقداً أربطته جيداً حول خصرها...
و عينيه مسلطة بشغف علي وجهها المنخفض المشتعل بالخجل مرر يده بحنان مبعداً للخلف خصلات شعرها المتناثرة علي عنقها..
انحني طابعاً بشفتيه علي عنقها قبله رقيقة قبل ان يجبر نفسه بصعوبة علي الابتعاد عنها و تركها متوجهاً نحو الحمام تاركاً اياها جالسة بجسد مرتجف و وجه مشتعل بحمرة الخجل...
لكن لفت انتباهها الحقيبة البيضاء التى بجانب الفراش و التى لم تلاحظها من قبل غمغمت بصوت مرتجفة موقفة اياه
=راجح ايه الكيس ده...؟
التف راجح واقفاً بمدخل الحمام ينظر الى ما تشير اليه ضرب يده فوق جبينه قائلاً
=اها نسيت ده كيس فيه علب اللبن الرايب الفاضية اتلبخت امبارح فيكى و نسيت ارميها..
ليكمل وهو يدلف الى الحمام
= معلش ارميه في الزبالة...
ثم اغلق باب الحمام خلفه لتنهض صدفة متناولة الحقيبة تنظر بها لتجد عبوات حليب رائب فارغة و عبوة دوء صغيرة احتقن وجهها بشدة فور تأكدها ان الصور التى وردت بعقلها بالصباح كانت حقيقية و ليست خيال كما توقعت فراجح قد تركها لكى يأتى بدواء لها و ليس كما كانت تعتقد قد تركها تعانى دون ان يكترث بألمها
اطلقت لعنة منخفضة على غبائها فلو كانت تذكرت هذا لم تكن وضعت له تلك البودرة فقد انتقمت منه ليس لانه جعلها تتناول تلك الشوربة بلا لأنها اعتقدت انه رأى بكائها وتألمها و لم يحاول مساعدتها...
زفرت بغضب من نفسها و هى تأخذ الحقيبة الى حاوية النفايات قبل ان تعود الى الغرفة و تبدل ملابس و تستلقى علي الفراش سريعاً قبل خروج راجح من الحمام...
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور عدة دقائق..
خرج راجح من الحمام ليجد صدفة مستلقية علي الفراش نائمة بعد ان بدلت المأزر الذي كانت ترتديه الي عابئة فضفاضة للغاية باهته اللوان شبه باليه ذات مظهر بشع تغطيها من عنقها الي اصابع قدميها... واضعة فوق رأسها وسادة كبيرة تخبئ وجهها اسفلها..
ارتسمت ابتسامة بطيئة فوق شفتيه بينما يدرك انها تحاول تجنبه و قتل رغبته بها بارتداءها تلك الملابس البشعة..
لا تعلم بان نيران رغبته بها ستشتعل حتي و ان كانت ترتدي كيساً مصنوعاً من الخيش الشائك...و ليست مجرد عبائة فضاضة فحاجته لها لم تعد جسدياً فقط...
استلقي بجانبها محيطاً خصرها بذراعه ليشعر بجسدها يتصلب بشدة تحت يده لكنه لم يبالي و جذبها نحوها متجاهلاً همهماتها العترضة و المختنقة الصادرة من اسفل الوسادة التي تضعها فوق رأسها...
احتضنها بين ذراعيه نازعاً الوسادة التي تضعها فوق رأسها ملقياً اياها على الارض مما جعلها تصرخ وهي تدفعه بيديها في صدره محاوله ابعاده
=ابعد......
شدد من احتضانه لها دافناً وجهها بصدره الدافئ مغمغماً بجانب اذنها بصوت اجش خطير
=هتسكتي و تنامي... و لا هتفضلي تتنططى كده لحد ما اسمع كلام الشيطان اللي بيزن علي وداني...
رفعت رأسها عن صدره بحدة هاتفة بحنق و غضب
=و سي الزفت الشيطان بقى بيزن علي ودانك بايه...
وضع اصبعه فوق شفتيها المكتنزة ممرراً اياه ببطئ متلمساً اياها هامساً بصوت اجش بينما عينيه مسلطة برغبة عاصفة عليها
=بيقولي كُل المهلبية اللى بين ايدك... و بيني و بينك هموت و اكلها و ماسك نفسي بالعافية....
اطلقت شهقة منخفضة فور سماعها كلماته تلك لتسرع بدفن وجهها المشتعل بصدره مرة اخري..
شعرت بجسده يهتز كما لو كان يضحك قبل ان يحيط جسدها بذراعه مشدداً من احتضانه لها دافناً وجهه بشعرها بينما اخذت يده تمسد اعلى رأسها برفق..
همست بتردد و لازال وجهها مدفون بصدره
=راجح....
همهم مجيباً اياها بصوت منخفض..
وضعت يدها فوق ظهره العريض تمسده برفق وهى تغمغم بخجل
=مش عايزاك تزعل منى... انى حطتلك بودرة عفريت في هدومك...
رفع راجح وجهها عن صدره برفق متأملاً اياها عدة لحظات بصمت قبل ان يغمغم بصوت اجش
=و انتى متزعلش منى انى خليتك تشربى الشوربة... انا كنت هخليكى تشربى معلقتين بس بس انتى اللى شربتيها كلها...
ابتسمت صدفة هامسة بلطف و هى تشعر بالراحة انه لم يكن يقصد ايذائها
=مش زعلانة...
بادلها ابتسامتها تلك طابعاً على شفتيها قبلة قصيرة مما جعلها تسرع بدفن وجهها بصدره مرة اخرى بخجل بينما شدد هو من احتضانه لها دافناً وجهه بشعرها بينما يده تمسد ظهرها برفق
اغلقت صدفة عينيها بقوة و لم تمر سوا عدة لحظات قليلة لتسمع صوت انفاسه المنتظمة لتدرك انه قد نام لتغلق عينيها هي الاخري وتغرق بالنوم متمتعة بدفئه الذي يحاوطها...
༺༺༺༺༻༻༻༻
في مساء اليوم التالى....
كانوا جالسين بغرفة الاستقبال يشاهدون سوياً احدى الافلام العربية....
تركزت عينين راجح علي تلك الجالسة بالاريكة المجاورة له تشاهد الفيلم بكامل تركيزها و اهتمامها تصدر كل فترة تعليق بهمهمة منخفضة..
كان يتابع بشغف تعبيرات وجهها المتفاعلة بحماس مع كل مشهد من الفيلم حيث كانت مراقبته لها بالنسبه اليه امتع بكقير من متابعته لذلك الفيلم..
فقد كانت عفوية و تلقائية للغاية تتحدث بما يخطر على عقلها دون ان تفكر كثيراً عكس الكثير من النساء الذين يتصنعون كل شئ بحياتهم حتى يظهروا بمظهر الرقة و الدلال حتى يصلون الي ما يرغبون...
لكن صدفة ليست كذلك فهى تتعامل بطبيعتها العفوية فاحياناً يشعر انها امرأة بالغة ذات لسان سليط حاد يرغب وقتها بخنقها بيديه..
واحياناً اخرى يشعر انها ضعيفة كطفلة صغيرة تحتاج الى من يراعاها مما تثير بداخله غريزة الحماية راغباً باحتضانها و تطمئنتها...
ارتسمت علي شفتيه ابتسامة واسعة عندما سمعها تهمهم بانفعال و عينيها مسلطة علي شاشة التلفاز بترقب و انفعال
=متدخليش...متدخليش...
لتكمل بهمهة عصبية و هي تزفر بحنق
=يا بنت الهبلة مش قولتلك متدخليش...
ضحك بصوت منخفض مستمتع مما جعلها تستدير اليه فور سماعها صوت ضحكته تلك مغمغمة بارتباك
=بتضحك علي ايه.....
اعتدل في جلسته متنحنحاً بحرج مشيراً الي التلفاز
=علي الفيلم طبعاً...
عقدت حاجبيها قائلة بعدم فهم
=بتضحك ان البطلة دخلت بيت فيه واحد سفاح و هيقتلها..
تململ في جلسته لا يدرى بما يجيبها لكنه اسرع بالهتاف بانفعال و هو يشير نحو التلفاز
=الحقي... الحقي هيقتلها...
التفت صدفة على الفور نحو التلفاز و هى تطلق شهقة فزع مركزة اهتمامها على الفيلم فور سماعها كلماته تلك مما جعله يبتسم على سذاجتها تلك..
اخرجه من افكار صوت رنين هاتفه الذى كان على الطاولة امامه التقاطه واجاب عليه بامتعاض عندما رأى اسم المتصل...
سمعته صدفة بينما يتخدث الة العاتف لكنها لم تهتم...
لكنها التفت اليه تتطلع اليه بفضول عندما سمعته يغمغم بحدة
=ياستى.. قولتلك مالوش لزوم تيجى...
ليكمل بحنق و قد تغضن وجهه بغضب
=تحت البيت.!! طيب ماشى اطلعى
اغلق الهاتف هو يزفر بغضب قبل ان يلتف الي صدفة التى كانت تنطلع اليه بفضول قائلاً بينما ينهض
=صدفة غيرى هدومك.. في ضيوف طالعين..
نهضت مغمغمة بارتباك
=ضيوف مين...؟
اجابها بينما ينهض هو الاخر..
=واحدة لنا شغل معاها.... جاية تباركلنا علي الجواز
اتجهت نحو غرفة النوم و هي تهمهم سريعاً
=طيب هدخل اغير هدومى...و انت افتحلها..
اومأ برأسه بينما عقله منشغل بتلك القادمة
في وقت لاحق...
دلفت صدفة الي غرفة الاستقبال بعد تبديلها ملابسها لكن تجمدت خطواتها عندمت رأت تلك الجالسة علي احدى المقاعد فقد كانت تتوقع ان تكون سيدة كبيرة بالعمر و ليست فتاة بنفس عمرها تقريباً كانت فائقة الجمال بشعر اشقر ينسدل باناقة على ظهرها و كتفيها و اعين زرقاء مما جعل صدفة تفكر بانها تشبه كثيراً الفتيات الاجانب اصحاب الجمال الرائع الذين تشاهدهم دائماً بالتلفاز...
تفحصت ملابسها الفاخرة التى كانت ترتديها حيث كانت ترتدى تنورة سوداء ضيقة ذات تصميم غريب فقد كانت قصيرة من الامام تصل الى اعلى ركبتيها بقليل و طويلة للغاية من الخلف حتى انساب قماشها على الارض و قميص احمر ضيق هو الاخر بدون اكمام ...
وقفت تتفحصها صدفة و هى تشعر انها رأتها من قبل اخذت عدة لحظات حتى تذكرت اين رأتها فقد رأتها ذات مرة بمكتب راجح عندما كانت تقدم لهم الشاى...
بينما جلست رنين تتابع بصدمة تلك التى دلفت الي الغرفة فكيف ان تلك الفاتنة هي ذاتها الفتاة التى رأتها ذات مرة بوكالة الراوى فعندما عادت من السفر و اخبروها ان راجح تزوج ببائعة الطعمية صدمت وشعرت بالفضول لمعرفة من هى لذا طلبت من احدى العاملين لديها بان يأتى بصورة لها و عندما رأت الصورة التى اتى بها العامل تذكرتها على الفور...
فقد رأتها ذات مرة عندما كانت تزور راجح بمكتبه فوقتها قد لفتت انتباهها بمظهرها البالى و القبيح بعبائتها السوداء البالية...
لكنها الان فهمت لما راجح تزوجها ...
اخذت تمرر عينيها التى تلتمع بالغيرة عليها فقد كانت جميلة ذات جمال شرقى خلاب بشعرها الاسود الذى يظهر جزء منه من اسفل طرحتها و جسدها الممتلئ باغراء...
خرجت من تأملها لها و قد اشتعلت النيران الحارقة داخل صدرها عندما رأت راجح ينهض متجهاً نحو صدفة يعقد ذراعه حول كتفيها مقرباً اياها منه برفق قائلاً بهدوء
=صدفة مراتى...
ليكمل و هو يشير نحو رنين
=رنين يا صدفة... تبقي صاحبة الشركة اللي بتستوردلنا كل الادوات الكهربائية اللي بنحتاجها من برا.....
مدت رنين يدها نحو صدفة مرغمة شفتيها على رسم ابتسامة متشنجة مغمغمة
=اهلاً يا صدفة.. مبروك....
صافحتها صدفة مبتسمة
=الله يبارك فيكى....
لتكمل سريعاً ببشاشة
=تشربى ايه...؟؟
اجابتها رنين و هى تهز يدها برفض....
=و لا حاجة... انا جيت بس اباركلكوا اي نعم جاية متأخر شوية.....
لتكمل بنبرة غريبة و عينيها مثبتة علي راجح
=بس معلش كنت مسافرة و لسه عارفة الخبر النهاردة...
انتبهت صدفة الي نبرتها تلك مما جعل جسدها يتشنج بانتباه قائلة بحدة ضاغطة على حروف كلماتها...
=لا ازاى لازم تشربى حاجة....انتى ضيفة في بيتنا...
غمغمت رنين بتشنج و عينيها مسلطة علي يد راجح التى لازالت تحيط كتف صدفة
=يبقي قهوة مظبوط..
اومأت صدفة قبل ان تغادر الغرفة لكن فور وصولها للبهو شهقت بفزع عندما شعرت بيد تمسك بذراعها من الخلف التفت حولها نفسها لتجد راجح الذي لحق بها يقف خلفها مباشرة..
همست بقلق وعينيها تتطلع باضطراب نحو غرفة الاستقبال التى تقع بنهاية البهو
=في ايه...؟!
غمغم بحدة مشيراً الي العبائة التى ترتديها
=غيرى ام العباية دى...
قطبت حاجبيها مغمغمة بعد فهم
= ليه بقى.. مالها؟!
امسك بطرف صدر عبائتها بين اصابعه يهزه
= رقبتك و صدرك باينين...
اخفضت عينيها الي صدر عبائتها تتفحصه لتجده منخفضاً قليلاً لتعدل من حجابها التي تضعه حول رأسها و تسقط جزء منه علي صدرها لكي تخفي عنقها والجزء العلوى من صدرها
=داريته خلاص بالطرحة...
عدل من حجابها جاذباً اياه الي الامام حول رأسها قائلاً بصرامة
=و شعرك ميبنش.....
هتفت صدفة بصدمة هي تنفض يده بعيداً عن حجابها
=جرى ايه يا راجح دي واحدة ست زىها زيي متحبكهاش اوى كدة...
قاطعها بحده وهو يعيد من تعديل الحجاب علي صدرها
=بقولك ايه كلامى يتنفذ بلا راجل بلا ست....
اومأت برأسها ضاحكة و هى تستغرب حالته تلك غمغمت من بين ضحكاتها و هي تكمل طريقها نحو المطبخ
=حاضر...
وقف راجح يستمع الي ضحكتها هذة و ابتسامة تملئ وجهه مراقباً اياها و هى تبتعد باعين تلتمع بالشغف
=جتك نيلة و انتى زى العسل...
وقف مكانه عدة لحظات قبل ان يزفر بعمق و يلتف عائداً الي غرفة الاستقبال جالساً على الاريكة الكبيرة ليتفاجأ برنين تنهض و تجلس بجانبه قائلة بحدة
=هي دى بقي اللي فضلتها عليا...
لتكمل بنبرة يملئها الازدراء
=صدفة بتاعت الطعمية...صدفة اللي كانت شبه الـــ..........
قاطعها راجح بقسوة و قد تصلب وجهه بعنف
=قبل ما تلبخى في الكلام خدى بالك انتى قاعدة فين...و بتتكلمى مع مين عن مين....
ليكمل بحدة لاذعة و عينيه تلتمع بشرارات الغضب
=انتى في بيت صدفة اللي مش عجباكى... و بتتكلمى مع جوزها اللي كرامتها من كرامته و اعتقد انتى عارفة انا بعمل ايه لو حد فكر يهوب بس من كرامتى....
تراجعت و عيونها متسعة بالدهشة من النبرة القاسية الموجودة فى صوته لتعلم ان سلاح الهجوم لن ينفع معه لتقرر استخدام السلاح الذي لا يقدر اى رجل علي مقاومته الا و هو الدموع...
همست بصوت مرتجف وقد امتلئت عينيها بدموع كاذبة
=يا راجح انا بحبك... انا فضلت احايل فيك اكتر من سنتين علشان تحس بيا و انت و مفيش... قولتلك هكتبلك الشركة باسمك و انت متهزش منك شعرة واحدة.... و فى الأخر تتجوز دى
لتكمل بنبرة يتخللها الغل و الغيرة
=عجبك فيها ايه... انا احلى منها بمليون مرة... الرجالة بتترمى تحت رجلى تتمنى نظرة واحدة منى... بس انا مش عايزة غيرك انت.....
قاطعها راجح بحدة و هو يحاول انهاء محادثتهم تلك قبل ان تأتى صدفة
=الكلام ده مالوش لازمة انا واحد دلوقتى متجوز و انتى اكيد ربنا هيرزقك باللي احسن منى...
هتفت رنين بعنف مكبوت و هي تشير علي صدرها
=بس انا مش عايزة غيرك....
لتكمل بصوت يملئه القسوة و الحقد
=انت عجبك فيها جمالها و بس جمالها اللي ظهرلك فجأة بعد ما كانت صدفة اللي الناس كلها كانت بتتريق عليها..
سخر راجح في عقله لا يعلم ماذا ستكون ردة فعلها اذا علمت انه كان يتأثر بها من قبل حتي ان يظهر له جمالها هذا...
لذا كان يعاملها دائماً بفظاظة متهرباً من رؤيتها حتي تعجب من حوله من معاملته القاسية لها لكنه كان يحارب انجذابه لها بمعاملته لها بتلك الطريقة الفظة فقد كان متعجباً من نفسه كيف ينجذب لها و هي بحالتها تلك حتي ظن ان به شئ خطأ.....
و رغم ما فعلته به و ادعائها الحقير بانه حاول اغتصابها الا انه لم يستطيع اتخاذ موقفاً ضدها يبرد به نيران قلبه و كرامته التى دعست عليهم...
رجل اخر لو كان في وضعه لكان قتلها على فعلتها تلك..
شعوره بالضعف نحوها هو سبب غضبه و عصبيته المستمرة فهو لم يشعر بمثل هذا العجز اللعين طوال حياته...
خرج من شروده هذا علي صوت رنين الغاضب الحاد
=انت سرحت في ايه... مش بكلمك....
زمجر راجح بقسوة مقاطعاً اياها
=في ايه انتي نسيتي نفسك و لا ايه... ما تتكلمى عدل
ليكمل بخشونة و عصبية مفرطة.
=و اخر الحوار ده انتي مش اكتر من واحدة بنا شغل اكتر من كده مفيش... و مراتى خط احمر مش مسمحولك تتكلمى عنها كدة..
همست بصوت منكسر محاولة جذب تعاطفه بعد ان ادركت انها اوصلته للحافة
=معلش سامحنى و الله غصب عنى يا راجح انا بحبك و مش قادرة استحمل اشوفك مع.غيرى...........
في تلك الاثناء كانت صدفة تهم بدخول الغرفة لكن تجمدت خطواتها على مدخل الغرفة الخارجى عندما سمعت كلمات رنين الاخيرة تلك مما جعل جسدها يهتز بعنف من شدة الغضب و الصدمة...
تراجعت خطوة الي الخلف واضعة الصينية التي عليها كوب القهوة على الطاولة التى بالبهو و هى تهمهم بغضب
=اها يا بنت الجزمـ.ـة... يا بجـ.ـحة جاية تشقطي الراجل من قلب بيته...و قدام عينى.....
اسرعت بنزع حجابها ملقية اياه بعيداً محررة شعرها من عقدته لينسدل علي ظهرها كشلال من الحرير الاسود امسكت بالصينية و دلفت الي الغرفة اهتز جسدها بعنف عندما شاهدت باعين عاصفة تعميها الغيرة تلك التي اصبحت تجلس بجانب راجح علي الاريكة لا يفصل بينهم سوا مسافة صغيرة وضعت الصينية علي الطاولة بحدة مما جعل نصف محتويات فنجان القهوة تقع على الصينية..
متجاهلة نظرات راجح التى تلتمع بالشراسة و الغضب فور رؤيته لشعرها المنسدل علي ظهرها و عنقها واعلى صدرها الظاهر من عبائتها...
اتجهت نحوهم جالسة بالمسافة التي تفصل بينهم دافعة رنين في ذراعها بحدة
=اتزحزحى كدة شوية يا حبيبتى.....
رمقتها رنين بغضب و حدة قبل ان تتحرك مبتعدة لاقصى الاريكة متيحة لها مكان..
بينما همس راجح بالقرب من اذنها بقسوة
=بتنيلى ايه...؟؟
هزت كتفيها ببرود متصنعة السذاجة
=قاعدة عادى ..عملت ايه دلوقتى ...؟!
ثم عقدت ذراعيها فوق صدرها وهي تستريح بظهرها للخلف جالسة بينهم كسد منيع استدارت الى رنين ترمقها بنظرة متحدية و علي شفتيها راسمه ابتسامة صفراوية واسعة.. لتبادلها رنين بنظرات مشتعلة غاضبة..
تشدد جسد صدفة عندما
شعرت بيد راجح تستقر اسفل ظهرها من الخلف هامساً بالقرب من اذنها بصوت منخفض مليئ بالغضب و التهديد
=حلو شعرك اللى فرحانة به ده...
انهى جملته تلك عاقداً احدى خصل شعرها حول اصابعه جاذباً اياها للاسفل بحدة مما جعلها تطلق صرخة مرتفعة مبالغ بها و هى تنتفض مكانها...
التفت اليها رنين تنظر اليها بدهشة مما جعل صدفة تستغل الموقف مغمغمة بدلال لراجح بصوت جعلته كما لو انه همساً لكنها تأكدت من ان يصل الى مسمع تلك التى تصب اهتمامها عليهم
=راجح شيل ايدك عيب.. في ضيوف.. مش كدة
احتقن وجه رنين بالغضب و نيران الغيرة تشتعل داخل صدرها فور سماعها كلماتها تلك و عقلها يصور لها ما تفعله يده خلف ظهرها اخذت تهز قدميها بحدة و نيران الغيرة تتأجج بداخلها..
بينما لم يفهم راجح نيتها الحقيقية التى خلف كلماتها الخبيثة تلك حيث ظن انها تقصد جذبه لشعرها....هم بالتحدث لكن قاطعه صوت رنين هاتفه مما جعله يضطر ان يجيب عليه عندما رأى انه اتصال هام للعمل.. مما جعله يخرج الى الشرفة الخارجية بعد ان اخبرهم انه عليه الاجابة على هذة المكالمة ...
فور مغادرته استدارت صدفة الي رنين الجالسة بجانبها تهز قدميها بقوة بينما عينيها مسلطة علي صدفة بنفور و رفض
ضربت صدفة يدها علي قدميها قائله بفحيح لاذع
=بقولك ايه يا ست صوت الجرس انتى........
صرخت رنين بفزع و استنكار
=صوت الجرس...!!
اجابتها صدفة بصوت رفيع وهى تهز رأسها بينما تلوى شفتيها بسخرية مقلدة اياها
=ايوة ياختى صوت الجرس....
لتكمل بحدة مقربة وجهها منها تتطلع اليها بعينين تلتمع بوحشية
=اوعى تكونى فاكرانى يا بت هبلة و مش عارفة انتي جاية ليه.. بس عشمك عشم ابليس في الجنة......
ابتسمت رنين ابتسامة واسعة هامسة بصوت حاد لاذع
=طيب كويس انك طلعتى عارفة انا جاية ليه.. بس انتى طلعتى زكية اهو مش زى يعنى ما بيقولوا ان من كتر قعدتك في الشارع و قليتك للطعمية الزيت جَلد دماغك و خلى مخك تخين.....
لتكمل بفحيح سام قابضة على معصم صدفة تضغط عليه بقوة و غل
=راجح ليا... دلوقتي... بعدين ليا
ده انا حفيت وراه بقالى اكتر من سنتين تفتكرى هسيبهولك بالساهل كده...
تشددت قبضتها بقسوة فوق معصم صدفة و هى تكمل باعين تلتمع بالتصميم و التحدى
=هيبقى ليا.. حتى لو هبقى زوجة تانيه له انا موافقة... بس بعدها هخاليه يطلقك و يرميكى في الشارع و ترجعى تلبسى تانى عبايتك السودا المقرحة اللي كلها بقع زيت وعفن....
اشتعل الغضب كبركان ثائر داخل صدفة فور سماعها كلماتها المهينة تلك نزعت معصمها بقوة من قبضتها محررة اياه بينما ترسم على شفتيها ابتسامة واسعة مغمغمة بمكر بينما و هى تهز كتفيها ببرود
=اديكى قولتيها بتحفى وراه بقالك اكتر من سنتين تصورى و هو عازب معبركيش تفتكرى بقى دلوقتى و هو متجوز هيبص في وشك و لا حتى هيعبرك....ده انتى يا بت عاملة زي اللزقة اللى كل ما يتف عليها بتلزق اكتر....
احتقن وجه رنين بشدة بينما التمعت عينيها بنيران الغل و الغضب مزمجرة من بين اسنانها
=بتغلطى في اسيادك يا شحاتة يا ام عباية مزيتة.. مقرحة..
ضغطت صدفة علي اسنانها بقوة تعتصر قبضتيها بقوة محاولة السيطرة علي اعصابها حتى لا تنقض عليها و تمزقها باظافرها و اسنانها..
لكنها نجحت برسم ابتسامة واسعة على شفتيها مقتربة منها ببطئ هامسة بصوت منخفض بالقرب من اذنها كما لو كانت تخبرها سراً ضاغطة بقوة على كل حرف من حروف كلماتها بتهديد واضح
=قـومى.. خدى نفسك.. و امشى قبل ما اقوم اجيبك من شعرك و ارميكى من البلكونة....
شحب وجه رنين بخوف فور سماعها كلماتها تلك اخذت تتطلع اليها باعين متسعة بالذعر بينما هزت صدفة رأسها لها ببطئ و الابتسامة التى تدل جنونها لازالت مرتسمة على شفتيها كما لو كانت تأكد لها انها سمعت كلماتها بشكل صحيح و انها قادرة على تنفيذ ما قالته...
انتفضت رنين واقفة تختطف حقيبتها من فوق الاريكة في ذات اللحظة التي عاد بها راجح الي الغرفة مغمغماً بهدوء و هو غير واعى للصراع الذي كان دائر هنا قبل لحظات قليلة
=معلش اتأخرت عليكوا كانت مكالمة مهـ.....
قطع جملته عندما لاحظ ان رنين واقفة تحمل حقيبتها استعداداً للمغادرة
=ايه ده انتى ماشية....؟!
=اها يا دوب اروح انت عارف اني مسافرة و راجعة تاني اسكندرية بكره الصبح....
همهمت رنين كلماتها تلك بينما تتقدم خطوة الي الامام مما جذب انتباه صدفة الى ذيل تنورتها التى كانت قصيرة من الامام و طويلة للغاية من الخلف حتى كانت تجرها خلفها على الارض مما جعل فكرة تقفز الي عقلها الشيطانى لتسرع بتنفيذها على الفور وقفت بقدميها الاثنين فوق ذيل تنورتها و ما ان تقدمت رنين للامام اندلع بالارجاء صوت تمزق قماش تنورتها مما جعلها تصرخ و هي تستدير حول نفسها بفزع تحاول ستر ساقيها التى ظهرت من القامش الذى تمزق...
بينما اسرعت صدفة نحو راجح تقف على اطراف قدميها امامه تضع يديها فوق عينيه و هى تصرخ بحدة
=غمض عينك متبصش....
هتف راجح بحده وهو يضع يديه حول خصرها محاولاً دفعها بعيداً عنه
=ايه يا صدفة اتجننتى... اوعى خالينى اشوف حصلها ايه...
قاطعته صدفة بحدة
=هيكون حصلها ايه الچيبه بتاعتها اتقطعت...
ثم ادارته بحدة ليصبح ظهره نحو رنين التى كانت تمتم بكلمات غاضبة و هى تحاول اصلاح تنورتها التى دمرت تماماً
=لف... لف ميصحش تبص عليها... متقلقش انا هساعدها
هتفت رنين بحدة بينما تحاول اصلاح تنورتها الممزقة
=تساعدينى ده انتي اللي قطعتيها....
هزت صدفة حاجبيها بحركات متراقصة ساخره راسمة على وجهها ابتسامة مستفزة مستغلة ان راجح ظهره لهم قائلة بصوت هادئ يعاكس حركتها المغيظة لها
=انا... و انا جيت جنبك... ياختى و انا مالى انتى اللي مسترخصة في لبسك.......
هتفت رنين بوجه مشتعل بينما تندفع نحوها تهجم عليها
=انتى...هتستعبطى......
استدار راجح سريعاً فور سماع صرخة صدفة عندما قبضت رنين علي شعرها اندفع نحوهم محرراً صدفة من بين يدي رنين واضعاً اياها خلف ظهره بحماية مزمجراً بشراسة جعلت وجه رنين يشحب
=ايه... هى حصلت تمدى ايدك على مراتى في بيتها....
هتفت رنين بغضب مشيرة باستعلاء نحو صدفة
=انت بتزعقلى يا راجح علشان دى.......
همت صدفة بالرد عليها لكنها صمتت عندما جذبها راجح الى جنبه محيطاً كتفها بذراعه بحمايه و هو يزمجر مقاطعاً رنين بقسوة وعينيه تنطلق منها شرارت الغضب
=دى اللى هى مين... انتى مجنونه دى مراتى ....
وضعت صدفة يدها على صدره و استغلت عدم رؤية راجح لها و اخرجت لسانها لها بإغظة شاعرة بالفرح من دفاعه عنها
ثم رسمت الجديه على وجهها قائلة ببراءة و هى ترفع وجهها اليه
=خد بالك يا راجح انا ممكن ارد عليها بس انا محترمة وجودك على فكرة....
ربت راجح على ظهرها بلطف مما جعل الحقد ينبش اظافره داخل صدر رنين التى تشاهد هذا باعين محتقنه بالغضب لكنها
همست بصوت منكسر محاولة جذب تعاطفه
=انا مقصدش يا راجح بس هي فعلاً داست على الجيبة و قطعتهالى..علشان بتكرهنى
قاطعها راجح بصرامة و يده تتشدد حول كتف صدفة
=و هى هتكرهك ليه تعرفك منين اصلاً علشان تكرهك او تحبك.....
وقفت رنين تتطلع بعجز عالمة بانها لا يمكنها اخباره بما حدث بينهم...
ليكمل راجح و هو يدفع صدفة نحو الباب عندما لاحظ قطعة القماش التى تلفها رنين حول ساقيها
=معلش يا صدفة هاتيلها عباية من عندك...مش هينفع تنزل كده
تنهدت صدفة باستسلام وهي تغمغم بهدوء متصنعة الوداعه
=حاضر...
و فور ان خرجت صدفة من الغرفة اوقعت رنين القماش التى تحيط به ساقيها لتظهر عارية امامه في محاولة منها لاغراءه لكنه غمغم بقسوة و حدة و قد اشتعل الغضب بداخله كالحمم
=احترمى نفسك و لفى الزفته دى على جسمك....
اجابته بارتباك من حدته الغير متوقعة تلك عالمة بان خطتها باغراءه قد فشلت
=اعمل ايه مش عارفة اعملها بتقع منى.....
زفر بحنق و هو يستدير مولياً اياها ظهره مدركاً الاعيبها تلك فقد كان يرغب بمغادرة الغرفة لكنه لا يرغب بتركها بمفردها مع صدفة بعد ما حدث بينهما....
دلفت صدفة حاملة بين يديها عبائة سوداء اقتربت من رنين واضعة اياها بين يديها هامسة بصوت منخفض للغاية بالقرب من اذنها
=ملقتش ليكى اغلى من عبايتى السودا المزيته المقرحة...
لتكمل وهى تطلع اليها بشماتة
=عباية الشغل بتاعتى ام بقع زيت و عفن......
هتفت رنين بصدمة بينما تلقى العبائة من يدها باشمئزاز
=ايه القرف ده....انا ألبس دى
هتف راجح بحده و هو لا يزال يدير ظهره اليهم
=في ايه تانى...؟
اجابته رنين و هى ترمق صدفة من الاعلى لاسفل بازدراء
=تخيل جيبالى عباية مليانه بقع...
غمغم راجح زافراً بحنق
= هاتيلها عباية تانية يا صدفة خالينا نخلص في يومنا ده........
اقتربت منه صدفة واقفة امامه على اطراف اصابعها واضعة يدها فوق كتفه محاولة الوصول الي اذنه لكن لم يساعدها قصر قامتها لذا اخفض راجح رأسه لها مساعداً اياها واضعاً يده بعفوية حول خصرها
همست صدفة باذن راجح كاذبة بينما لازالت واقفة على اطراف قدميها
=مش هينفع الهدوم بتاعتى كلها بودرة عفاريت...
ضيق عينيه عليها قائلاً بشك
=و ايه جاب بودرة العفاريت على هدومك اللي فى الدولاب يا صدفة
هزت كتفيها مغمغمة ببرود
=معرفش... اهو اللى حصل بقى ممكن وانت بترش عليا وقع عليها...
قاطعها راجح قائلاً بشك و استنكار
=وقع عليها و هى جوا الدولاب...؟!
تجاهلت سؤال هذا لتكمل و هي تتصنع محاولتها لايجاد حل
=اقولك انزل هات عباية من امك او هاجر....
لتقطع باقى جملتها قائلة بأسف مصطنع و هى تضرب على يدها بيدها الاخرى كما لو انها تذكرت الان
=يوه نسيت دول مسافرين البلد..
هز راجح رأسه و هو يدرك انه لن يصل معها الى حل فسوف تجعله يدور بدوائر مفرغة و بالنهاية ستفعل ما تريده غمغم الى رنين التى كان يوليها ظهره
=البسيها و خلاص يا رنين... و انتى كده كده عربيتك راكنه تحت البيت...
تأففت رنين بغضب بينما تمسك بالعبائة باطراف اصابعها و الاشمئزاز يملئ وجهها ارتدتها ثم وقفت تتطلع الى صدفة بحقد و غضب قبل ان تسرع راكضة من الغرفة و هى لا تتحمل ملمس تلك العباءة على جسدها راغبة بالوصول الى سيارتها باقصى سرعة بينما تبعها راجح حتي يقوم بايصالها الى الخارج...
انفجرت صدفة ضاحكة فور ان اصبحت بمفردها شاعرة بالنصر بجعلها ترتدى ذات العبائة التى سخرت منها....
لكنها اسرعت بازالة ضحكتها تلك فور سماعها باب المنزل الخارجى للشقة يغلق لم تمر لحظات الا و دلف راجح الى الغرفة بوجه جامد مشيراً باصبعه نحوها لكى تتقدم نحوه...
=تعالى...
تقدمت نحوه ببطئ راسمة البراءة على وجهها حتى اصبحت تقف بعيدة عنه بعدة خطوات قليلة
امسك راجح بذراعها جاذباً اياها نحوه حتى اصبحت تقف امامه مغمغماً بصرامة
=قطعتى چيبتها ليه..؟!
فتحت فمها تهم النفى لكنه قاطعها قائلاً بحدة
=و قبل ما تكدبى كعادتك.. انا شايفك و انتى قاصدة تدوسى عليها برجلك...
غرزت اسنانها بشفتيها و هى تشعر بالاحباط من انه اكتشف امرها بالطبع سيبدأ بتعنيفها على فعلتها تلك مما جعلها تهتف بانفعال
=ايوة انا اللي قاصدة اقطعلها جيبتها كنت باخد حقى منها علشان قلة ادبها عليا...
لتكمل بعصبية و انفعال بينما صدرها يعلو و ينخفض بقوة
=قعدت تتريق عليا و تقول انها كانت فكرانى غبيه من كتر قليتى للطعمية و ان الزيت جد دماغى... و انى بعباية سودا مقرحة مزيتة....
ثم صمتت متجنبه اخباره بما قالته لها بانها ستتزوجه و تجعله يلاقيها بالشارع مرة اخرى...
خرجت من شرودها هذا علي يدى راجح التى احاطت وجهها برفق مغمغماً بهدوء
=طيب خلاص متزعليش و سيبك منها دى مجنونة...
تراجع رأسها للخلف هامسة بصدمة
=ايه ده انت مش هتزعقلى....
ازاح شعرها المتناثر فوق وجهها الى خلف اذنها ممسداً اياه برفق
=و ازعقلك ليه...مش كنت بتاخدى حقك...
ليكمل ويده مستمرة بتمسيد شعرها مستمتعاً بنعومته الحريرية
=بس ده ميمنعش انى هعاقبك على حاجة تانية....
تراجعت للخلف محاولة الابتعاد عنه فور سماعها كلماته تلك لكنه اسرع باحاطة خصرها جاذباً اياها نحوه ليصطدم جسدها اللين بجسده الصلب العضلى قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
=شعرك....اللى دخلتى تتباهى به قدامها رغم انى محذرك ان الطرحة متتقلعش من على راسك....
هزت صدفة كتفيها قائلة بسخرية
=طيب ما هى مش لابسة طرحة و كنت قاعد قدامها متنح و عيونك بطلع نجوم...
لتكمل وهى تمسك بجزء من شعرها تضرب به وجهه بينما ترفع من طبقة صوتها مقلدة رنين بحركاتها
=و لا هو حلال لها... و حرام ليا...
لدهشتها انفجر راجح ضاحكاً بصوت اجش رجولى تسبب بتسارع دقات قلبها.. شدد من ذراعه حول خصرها ملصقاً جسدها بجسده قائلاً من بين ضحكاته
=اولاً مكنتش قاعد متنح و عيونى مكنتش بتطلع نجوم زى ما بتقولى...و هى من الاساس مش فارقة معايا.....
ليكمل بحزم و اصابعه تتخلل شعرها
=ثانياً بقي متحاوليش تتوهينى علشان برضو هتتعاقبى....
تراجع رأسها للخلف بذعر لكنه اسرع بحنى رأسه نحوها و تناول شفتيها في قبله قوية و لدهشته القت ذراعيها حول عنقه تبادله قبلته تلك بشغف و كان هذا اول عرض للعاطفة التلقائية تقوم به نحوه..
تأوه بأسمها بينما يعمق قبلته و يديه ترتفعان و تحيطان وجهها بحنان بينما يستولى على شفتيها بجوع.. تشددت ذراعيها حول عنقه و هى تميل نحوه اكثر و هى تتنهد بنعومة جعلت كل عضلة في جسده تتصلب..
بالنهاية اضطر ان يفصل قبلتهم عندما شعر بيديها تنخفض الى صدره و تدفعه بعيداً برفق..
حررها مسنداً جبينه على جبينها يتنفس انفاسها الحارة بشغف قبل جبينها بلطف ثم خدها..
قبل ان يغمغم بصوت اجش لاهث مرح
=حلو العقاب مش كده...
ضحك بخفة عندما احمر خدييها بقوة من شدة الخجل انحنى مقبلاً خدييها المحتقنين قبل ان يحيط خصرها و هو يغمغم برفق
=يلا تعالى نكمل الفيلم بتاعك ما نشوف البطلة ماتت ولا لسة...
ضحكت صدفة بينما تتبعه نحو الاريكة ليجالسان عليها يتابعان باقى الفيلم الذى قد و صل الى نهايته....
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور يومين..
كانت صدفة جالسة بشقتها تشاهد التلفاز بهدوء بعد ان انهت اعداد الطعام لكنها كانت تعلم ان راجح لن يعود من عمله الا بوقت متأخر كعادته بالفترة الاخيرة فقد كان منشغلاً باستلام البضائع الخاصة بمتاجره و توزيعها عليها...
حيث كان يخرج بالسابعة صباحاً و يعود بالثانية فجراً يأكل طعامه سريعاً ثم يرتمي فوق الفراش نائماً لا يستيقظ الا علي صوت المنبه ليبدأ بإعادة يومه من اول و جديد...
لذا كانت الحياة بينهم هادئة فهو لا يجد وقت حتي ليعقب علي الطعام الذي تطهيه له...
خرجت من شرودها هذا علي صوت رنين جرس الباب الخارجي..
نهضت تفتحه لكي تجد امامها هاجر شقيقة راجح التي ما ان رأتها غمغمت سريعاً
=صدفة ونبي انزلي اقعدي في الشقة تحت خدي بالك من الاكل اللي علي النار...
هزت صدفة كتفيها مقاطعة اياها
=و انا مالي اخد بالي منه ليه امك فين..؟
اجابتها هاجر سريعاً بينما تنظر بتوتر الي هاتفها
=ماما راحت لخالتي نبوية بعتتلها عايزاها في حاجة وقالتلي اخد بالي من المحشي اللي علي النار بس المدرس بعت ان في حصة دلوقتي و لازم اروح السنتر...لو مروحتش الدرس هيمنعني ادخل الدرس التاني.. و لو قفلت عليه هيبوظ و ماما مش هترحمني انتى عارفها ...
لتكمل وهي تربت علي صدرها برجاء
=ونبي..و نبى ياصدفة انزلي تاخدي بالك منه هي ربع ساعة بالكتير و ماما هترجع....
زفرت صدفة بحده قبل ان تغمغم باستسلام
=طيب استني ما اجيب الطرحة احطها علي راسي و هنزل معاكي...
جذبتها هاجر من ذراعها قائلة
=طرحة لأيه بس الشقة تحتنا... و مفيش حد تحت...
حررت صدفة ذراعها منها هاتفة بسخرية بينما تدلف للداخل حتي تجلب الطرحة
=قولي ياختى لاخوكي الكلام ده.. ده بيطين عشتي لو فتحت بس باب الشقة من غير ما ألبسها...
خرجت بعد عدة لحظات و هي تضع وشاح اسود علي رأسها هابطة معاها للاسفل...
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد عدة دقائق...
كانت صدفة خارجة من المطبخ الخاص بوالدة راجح عندما رأت نعمات تدلف من باب المنزل..
غمغمت نعمات بحدة ما ان رأتها
=ايه ده بتعملي ايه هنا...و فين هاجر...
اجابتها صدفة بهدوء بينما تتجه نحو الاريكة التي ببهو الشقة
=هاجر راحت الدرس.. و طلبت مني انزل اخلي بالي من الاكل لحد ما انتي تيجي..
لتكمل وهي تجذب وشاح رأسها من فوق الاريكة
=مادام جيتي هطلع انا شقتي بقي...
قاطعتها نعمات ممسكة بذراعها موقفة اياها عندما تجاوزتها
=لا استني هديكي حاجة تديها لراجح......
لتكمل و هي تتجه نحو غرفة النوم
=اعمل ايه مبقتش اشوفه... كل يوم راجع وش الصبح من الوكالة..
تنهدت صدفة عاقدة ذراعيها علي صدرها بينما تنتظرها ممسكة باطراف و ساحها تتلاعب به بين اصابعها تعد اللاحظات حتي تعود الي شقتها لكنها اطلقت صرخة مرتعبة عندما سمعت نعمات تهتف بشراسة بينما تهجم عليها من الخلف..
=فين يا بت الألفين جنيه اللي كانوا علي الطرابيزة اللي في اوضة النوم...
دفعتها صدفة بعيداً محاولاً تحرير نفسها منها
=الفين جنية ايه اللى بتتكلمى عنهم....!!!
صرخت نعمات بغضب و انفعال غارزة يدها بشعر صدفة تجذبه بقوة
=هتستعبطي يا روح امك... طلعي يا بت الالفين جنيه... بدل ما اطلع روحك...
دفعتها صدفة بحدة بعيداً محررة شعرها من بين يديها و هى تهتف بغضب
=ابعدى ايدك دى عنى انتى هترمى بلاكى عليا يا ست انتى ولا ايه....
هجمت نعمات عليها مرة اخرى وهى تهتف بهسترية ممزقة عنق عبائة صدفة من الامام غير عابئة بصراختها المذعورة
=طيب و حياة امك لتتفتشي و ما هتخرجى من هنا الا لما تطلعى الفلوس..